محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


للسالك وتميزت طرق السلامة من المهالك، وأضحى الصبح لكلّ مبصر، وتجلّت أنوار الرشد لكل متدبّر، فهم المعشر الكرام والصفوة من الأنام والخيرة من أهل الإسلام.

روي أن هشام بن عبدالملك حجّ في سنة حجّ فيها سيّد العابدين عليّ بن الحسين عليهماالسلام، وأراد هشام استلام الركن فغلب عليه الناس وكثرت الزحمة عليه منهم وما أفرج له على جلالة قدره في الدنيا ورياسته العظمى، وجاء عليّ بن الحسين بن عليّ عليهم السلام فأفرج له الناس حتّى استلمه في كلّ طواف و ذلك بمرئى من هشام بن عبدالملك وقد وقف في جانب وأحدق به أصحابه، فأغضبه ذلك فقال: من هذا؟ فقال الفرزدق:

___________________________________

ولأبيات الفرزدق هذه مصادر جمّة جدّاً، يقف الباحث على كثير منها في تعليقنا على الحديث: "131" وما بعده من ترجمة الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام من تاريخ دمشق: ص 89 تا 98.

هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته++

والبيت يعرفه والحلّ والحرم

هذا ابن خير عباد اللَّه كلّهم++

هذا التقي النقي الطاهر العلم

إذا رأته قريش قال قائلها++

إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

يكاد يمسكه عرفان راحته++

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

لو يعلم الركن من قدجاء يلثمه++

لخرّ يلثم ما قد مسّه القدم

في كفّه خيزران ريحه عبق++

من كفّ أروع في عرنينه شمم

يغضي حياءاً ويغضى من مهابته++

فلا يكلّم إلّا حين يبتسم

هذا علىّ بن من أضحى وليس له++

ندّ يعدّ إذا ما عدّت النعم

مشتقّة من رسول اللَّه نبعته++

طابت عناصرها والخيم والشيم

تنمي إلى ذروة العزّ الّتي قصرت++

عن نيلها عرب الإسلام والعجم

سهل الخلائق لايخشى بوادره++

يزينه خصلتان الخلق والكرم

كلتا يديه غياث عمّ نفعهما++

تستوكفان ولا يعروهما العدم

ما قال لا قطّ إلّا في تشهّده++

لولا التشهد لم ينطق بذاك

فم هذا عليّ وهذا السبط قد كملت++

فيه المكارم والعلياء والهمم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله++

بجدّه أنبياء اللَّه قد ختموا

اللَّه شرّفه قدماً وفضّله++

جرى بذاك له في لوحه القلم

من /229/ جدّه دان فضل الأنبياء له++

و فضل أمتّه دانت له الأمم

حمّال أثقال أقوام إذا فرحوا++

حلو الشمائل تحلو عنده النعم

عمّ البريّة بالإحسان فانقشعت++

عنها الغباية والإملاق والظلم؟

لايخلف الوعد ميمون نقيبته++

رحب الفناء أريب حين يعتزم

من معشر حبّهم دين و بغضهم++

كفر وقربهم منجا و معتصم

يستدفع السوء والبلوا بحبّهم++

ويستدام به الإحسان والنعم

مقدّم بعد ذكر اللَّه ذكرهم++

في كلّ حين

___________________________________

وكتب كاتب أصلي بخطّ الأصل فوق كلمة: "حين" لفظة "يوم" |أي في كل يوم...|. ومختوم به الكلم

إن عدّ أهل التقى كانوا أئمتهم++

أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم++

ولايدانيهم قوم وإن كرموا

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت++

والأسد أسد الشرى والبأس محتدم

يابى لهم أن يحلّ البخل ساحتهم++

خيم كريم وأيدٍ بالندى تهم

___________________________________

كذا في أصلي، وفي ترجمة الإمام السجّاد عليه السلام من تاريخ دمشق ص 93: 'وأيد بالندى هضم'.

إن تنكروه فإن اللَّه يعرفه++

والبيت يعرفه والحجر والحرم

أيّ الخليقة ليست في رقابهم++

لأوّليّة هذا أو له نعم

من يعرف اللَّه يعرف أوّلية ذا++

___________________________________

هذا هوالصواب الموافق لما في تاريخ دمشق، وفي أصلي: 'يعرف أولويّة ذا'.

فالدين من جدّ هذا ناله الأمم

وليس قولك من هذا بضائره++

العرب تعرف من أنكرت والعجم

فأمر هشام بإسقاط صلة الفرزدق من الديوان

___________________________________

كذا في أصلي، وفي كثير من المصادر ومنها تاريخ دمشق: فغضب هشام وأمر بحبس الفرزذق، فحبس بعسفان بين مكّة والمدينة، فبلغ ذلك عليّ بن الحسين فبعث الى الفرزدق باثني عشر ألف درهم وقال: عذراً أبافراس لو كان عندنا أكثر منها لوصلناك بها. فبلغ ذلك زين العابدين عليه السلام فأمر له ببدرة فحملت إليه فردّها وقال: إنّما تكلّمت و قلت ما قلت في اللَّه عزّ

وجلّ، ولا أقبل عليه عوضاً وأجراً. وردّ البدرة، فردّها عليه زين العابدين وقال:'نحن أهل البيت إذا خرجت منّا صلة لم ترجع |إلينا| أبداً'.

وحبس هشام الفرزدق بعسفان على مرحلتين من مكّة، فقال يهجو هشاماً:

أتحبسني بين المدينة والّتي++

إليها جميع الناس تهوي منيبها

يقلّب راساً لم يكن رأس سيّد++

وعيناً له حولاء باد عيوبها

والأبيات الّتي قدّمناها كثير، منها مشهور ومسموع، وقد كتبناها تامّة من نسخة أنفقت بخطّ القاضي العلامة شمس الدين جمال الإسلام أبي الفضل جعفر بن أحمد بن أبي يحيى رضوان اللَّه عليه.

ونعود إلى |شرح البيت: "43" من| القصيدة، قال |الإمام المنصور باللَّه|عليه السلام:

في بيان أرجحيّة الناظم المنصور باللَّه للزعامة من معاصره الخليفة العباسي الناصر لدين اللَّه


ردّوا علينا يا بني عمّنا++

تراثنا ما الأمر فيه غبيّ

الردّ /230/ نقيض الأخذ وهو في معنى الرجوع، قال: تعالى 'ثمّ ردّوا إلى اللَّه مولاهم الحقّ' |62 الأنعام: 6| أي رجعوا إلى موضع حكمه الّذي لم يجعل لأحد فيه حكماً بخلاف الدنيا فإنّه قد جعل الحكم فيها لبعض عباده في بعض الأشياء لأنّها دار تخلية.

وبنوا العمّ |المقصود هاهنا| هم أولاد العباس بن عبدالمطلب الّذين توجّه إليهم الخطاب من أول القصيدة.

والتراث والميراث بمعنى واحد، قال الكميت:

يقولون لم يورث ولولا تراثه++

لقد شركت فيه بكيل وأرحب

___________________________________

لأبيات كميت هذه مصادر، ورواها المؤلف مطوّلة في الحدائق الوردية: ج 2 ص 200. ورويناها بطولها عنه في ترجمة الكميت من كتابنا زفرات الثقلين: ج 1 ص 189، ط 1.

ويستعمل فيما ورثه الإنسان من غيره مالاً وعلماً يقول القائل: ورث فلان علماًومالاً، وورث فلان من أبيه وأهله علماً ومالاً. قال تعالى في ميراث العلم:'ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا' |32 فاطر: 35| قيل: أراد علم الكتاب.

والغبيّ من الغباوة وهي قلّة الفطنة والذهاب عن معرفة الشي ء يقول القائل: غبيت عن هذا إذا جهله، والمعنى فيى ذلك أنّه عليه السلام خاطب بني العباس بردّ التراث الّذي هو مقام النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في أمّته وتصرّفه عليهم لأنّهم استولوا على الأمر غصباً فصار في أيديهم بمنزلة سائر المغصوبات في أيدي المغتصبين لها، لأنّ عترة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أولى الخلق بوراثة مقامه لأنّ اللَّه تعالى جعل لهم المزية العظمى على الأمة بولادة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وما منحهم من خصال الفضل والكمال وشرائف الأعمال، فهم قران الشرف والعلى و مواضع العلم والهدى، فكانوا أولى من بني العباس بوراثة مقام النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم لأنّهم أشبه الأمّة به في هديه والدعاء إلى دينه

والقيام بشرعه والمنابذة لحرب الباطل وشياطينه.

وليس هذا من قولنا: إنّ الإمامة لاتستحقّ بطريقة الإرث، لأنّا نعني بذلك أنّها لاتجري مجرى المواريث، وإنّما نريد بذلك طريقة اللغة، يقول قائلهم: 'ورث فلان فلاناً في مقامه' إذا سدّ مسدّه، و على هذا وردالأثر: 'العلماء ورثة الأنبياء'، وإنّما أراد بذلك أنّهم يقومون مقامهم في الدعاء إلى الحقّ وتعريف العباد طرق الرشاد وتحذيرهم من سبل الغواية والفساد، فأمّا الإمامه فلا تستحق بطريقة الإرث وإلّا وجب إذا خلف الإمام السابق ولداً عامياً لا ديانة فيه أن يكون إماماً، و هذا ظاهر الفساد، ولأنّه كان يحب أن يجوز في النساء لأنّ لهنّ نصيباً من الإرث وهذا باطل.

في بيان أرجحيّة الناظم المنصور باللَّه للزعامة من معاصره الخليفة العباسي الناصر لدين اللَّه


|ولنرجع إلى شرح البيت: "44" من القصيدة فنقول:| قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام- وهو آخر بيت من القصيدة-:

وسلّموا الأمر لأربابها++

فأصلكم أصل شريف زكيّ

يقول عليه السلام: تخلّوا من |هذا| الأمر إلى أربابه من عترة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فإنّهم أولى به لما خصّوا به من مزيد الفضل إذ كانت الإمامة لايستحقها إلّا الأفضل، لأنّ الإمام /231/ نظام الأمّة فلابدّ أن يكون على غاية من الكمال، فأمّا إذا كان يغلب عليه الجهل والعصيان فأنّى يصلح لذلك؟ وأقلّ أحواله أن يكون بمنزلة قاضيه الّذي نصبه، فمتى قصر عن هذه المنزلة لم يصلح للإمامة.

ومن سير أحوال أئمة بني العباس من ابتداء أمرهم إلى الآن عرف أنّه لايوجد فيهم عدل قطّ فضلاً عن أن يزيد على العدالة في العلم وغيره من خصال الفضل والشرف.

ومن أراد أن يعلم صحّة ما قلناه فلينظر في كتاب الأغاني فإنّه يجد فيه من فضائحهم ومساوئهم و قبائحهم ما متحقق به أضعاف ما حكيناه عنهم، وكذلك تاريخ الطبري وسواه.

ومتى كان كذلك لم يكن الأمر في أيديهم إلّا غصباً، وقد كان أوائلهم لهم الفضل والشرف فلم يطمعوا بنيل هذه الدرجة، هذاالعباس عليه السلام قال لعليّ عليه السلام بعد موت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: امدد يدك لي أبايعك؟ فيقول الناس: عمّ رسول اللَّه بايع ابن أخيه فلايختلف عليك اثنان. فقال علّي عليه السلام: 'لو كان عمّي حمزة وأخي جعفر حيّين لفعلت'

___________________________________

لم يتيسّر لي الرجوع إلى مصدر الحديث، وإن كان ببالي أنّي رأيت له أو لما في معناه مصادر.

وهذا يشهد بأنّه لم يرض بإمامة أبي بكر ولا اعتقدها، وكذلك العباس ولو كان قد اعتقدها لم يطلب أن يبايع علّياً عليه السلام.

و |هكذا| لو اعتقدها عليّ عليه السلام لما اعتذر في ترك البيعة بأن عمّه وأخاه لوكانا حيّين لفعل، فإنّما في هذا أوفى ظهور في أنّه ترك الدعاء إلى نفسه لعدم الأنصار لأنّه انحاز إلى أبي بكر الأكثر والمعظم من المهاجرين والأنصار، فلم يجد عليه السلام بعد هذا ناصراً كما قال عليه السلام في خطبتة المعروفة بالشقشقيّة-:

'واللَّه لقد تقمّصها ابن أبي قحافة و هو يعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى ينحدر عّني السيل ولايرقى إليّ الطير، فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحاً وأغضيت وفي العين قذىً وفي الحلق شجى، أرى تراثي نهباً حتّى مضى الأوّل لسبيله ثمّ أدلى بها إلى آخر بعد وفاته، فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ أدلى بها إلى آخر بعد وفاته'.

إلى آخر كلامه |عليه السلام| في هذه الخطبة، وهو متضمن للتصريح بما نقوله |من| أنّه كان يظهر الإنكار لإمامتهم ويعلن بظلمهم له في الخلافة وأنّه أحقّ بها منهم وأنّ سكوته لم يكن عن رضى في الأحوال الّتي كان يسكت فيها بل سكت اضطراراً لاسيّما مع الحديث الّذى اشتهر عند أهل النقل من تشدّد عمر في إمامة أبي بكر وابرة الناس عليها حتّى طفت

___________________________________

كذا في ظاهر رسم الخطّ من مخطوطتي، ومن قوله: 'لاسيّما مع الحديث- الى قوله- حتى طفت' رسم الخطّ في بعض كلماتها غير واضح وكتبناه على الظنّ. بسببها أمور كثيرة يطول ذكرها وهي مودعة في كتب الإمامة إلى غير ذلك من كلامه عليه السلام الّذي يفصح بأنّهم ظلموه.

وكما سلّم العباس الأمر لعلي عليه السلام وكذلك |سلّم| ولده عبداللَّه بن العباس بعده فإنّه لم ينازع الأمر أميرالمؤمنين ولا أحداً من أولاده عليهم السلام على فضله و شرفه وعلمه، فإنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال داعياً له: 'اللهم فقّهه في الّدين وعلّمه التأويل'

___________________________________

على ما رواه جماعة من علماء أهل السنة في كتبهم. فإذا سلّم الأمر لأهله على فضله فأولادهم على بعدهم /232/ عن طريقة الصلاح أولى بالتسليم.

و قد ذكر الإمام المنصور باللَّه عليه السلام ذلك في كلمة طويلة |له| فقال:

لم يطمع الحبر في حياة أبي++

بها فكيف الغلمان من عقبه

وإنما ساقت المقادر ما++

يعجب صرف الزمان من عجبه

ملكاً عقيماً كما سمعت به++

في آل كسرى و آل ذي كريه؟

ليس من الدين والنبوّة في++

شي ءٍ فلا يلتفت إلى عتبه

هم غصبوها فهل سمعت بذي++

علم يهنّى ء مالاً لمغتصبه

شايعهم في إثباتها أمم++

كالوحش من عجمه و من عربه

وجهلونا و كم رأيت فتىً++

إن ذكر اللَّه قام يكفر به

فانظر إلى فعلهم فقد يعرف++

السابق قبل الإرسال في خيبه

وقد رأينا الفتى يبثّك ما++

يخفيه في جدّه و في لعبه

نحن ليوث الطعان قد علم النا++

س اذا السمر ماش في عذبه

والقصيدة طويلة و هي من محاسن قصائده عليه السلام و قد كان عليه السلام أنشأ قصيدة إلى أهل بغداد، فرأينا إثباتها عقيب الشرح للقصيدة |الّتي ذكرناها هاهنا|، لأنّها متضمنة لكثير من الإلزامات والأدلّة القاضية ببعد بني العباس عن الإمامة، وأنّ العترة عليهم السلام أولى بها، و هي هذه، قال عليه السلام:

يا أهل بغداد إن اللَّه سائلكم++

عن ملّة الدين إذا ألحدتم فيها

أنتم عيون بني الإمام قاطبة؟++

للنائبات و لكن القذى فيها

قد اشتملتم على عمياء مظلمة++

لا يهتدي بنجوم الحق هاديها

ان الخلافة أمر هائل خطر++

صعب مسالكها صعب مراقيها

لو كان ما أنتم فيه على سنن++

قام المريض الى المرضى يداويها

أيلزم الحدّ محدود بحكم إل++

ه الناس أم يرشد الضلّال مغويها

جعلتم وجهة الدعوى مطهّمهً++

جرداً ومطرورة تصمي نواهيها

إنّ الخليفة من يهدي بسنّته++

حتى تضي ء بها الظلما لساريها

ويقتفي سنّة المختار معتمداً++

حتى يضمّ إلى أدنى قواصيها

ولا يميل إلى لهو ولالعب++

إلّا بسمر العوالي في مجاريها

يجري الشريعة مجراها الّتي وضعت++

عليه حتّى يحلّ الدار بانيها

خليفة اللَّه ترضي اللَّه سيرته++

ويظهر الأرض طراً من مخازيها

كم قد سمعتم خلافاً في الوصيّ وفى++

الصديق أعظم في النحوى تلاحيها

وكيف تأخذها من علم جملتكم++

يحلله عن طلاب العلم يغنيها؟

القوم منّا ولكن ابن فاطمة++

و زوجها و سليلاها و واليها

وأمر سيرتنا المشهور طهرتها++

باسم المهيمن مجريها ومرسيها

نقفو /233/ بها جدّنا المختار لاعوج++

فيها ولا أمت يلقى في معانيها

لانعرف الخمر إلّا حين نهر قها++

ولا الفواحش إلّا حين ننفيها

إنّ الخلافة حكم اللَّه فانتظروا++

حكم المهيمن فيها فهو معطيها

أيستقلّ بها من لا تقوم له++

شهادة في حقير إذيؤدّيها

و كم فتى سملت عيناه قام بها++

و بتّكت أذن ثان في تعاطيها

أيّ الإمامين أولى بالقيام بها++

يا قوم أوّلها أم ذاك ثانيها

نعوذ باللَّه من قول تقوم له++

سوق من الخزي لاتخبى بواديها

أنا ابن أحمد إن فتّشت عن نسبي++

القائد الخيل منكوباً حواميها

أنا ابن من نسجت آي الكتاب له++

ملاءة غمرت جمي

___________________________________

رسم الخطّ من أصلي في هذا المصرع غامض جدّاً. حواشيها

المانع النفس ما تهواه من صغرٍ++

عمد لتسمو وتعلو

___________________________________

هذا البيت أيضاً رسم خطّه من أصلي غامض وكتبناه على الظنّ. من يساميها

وغارة مثل لمع البرق مشعلة++

كنّا الذوائب فيها لا تواليها

وهزمة مثل قصف الرمح محجفة++

ظلّت سيوف بني المختار تحميها

وسائل عن فنون العلم ملتهف++

همى عليه بماء العلم هاميها

وطالب جاء والآفاق قاتمة++

غبرانا لاموراً

___________________________________

رسم الخطّ من أصلي في هذا الشطر غامض. فهو راجيها

من ذا يكون كآل الطهر فاطمة++

من ذا يقاربها أم من يساويها؟

خلافة اللَّه دين اللَّه فانتقدوا++

ربّ السرير لتعطوا القوس باريها

يا أهل بغداد خافوا اللَّه إنّ له++

بطشاً يحسّ القرى جمعاً ومن فيها

فارعوا حقوق رسول اللَّه والتزموا++

بعروة لايخاف الفصم راعيها

وراقبوا اللَّه في سرّ و في علن++

فنحن مهديّها منّا و هاديها

ونحن في غمرات الشكّ فلك دجىً++

تنجي و يهلك عند الموج قاليها

نحمي حما الدين بالجرد العتاق++

وبالبيض الرقاق رؤس الضد نغشيها

وكم فتىً يلتقى الأبطال مبتسماً++

منّا ويطعنها شزراً ويرديها

يحميه منصبه الزاكي الفرار إذا++

دقّت من السمر في الأحشا عواليها

وقحمة مثل سيل الليل عاتية++

ردّت عواصيها العظمى مواصيها؟

إنّ الحجاب لربّات الحجال فلا++

تقبل لنفسك تلبيساً فتصميها

إنّ الأمام الّذي يبدو لطالبه++

كالشمس لايستطيع الغيم يخفيها

إذا دجت ظلمات الخطب قام لها++

مشمّراً وتجلىّ أويجلّيها

ضخم الدسيعة محمود الشريعة لا++

يرضى لنحلته كبراً يدانيها

وذكر الإمام المنصور باللَّه عليه السلام كلاماً في دعوته الّتي /234/ أنشأها إلى أهل اليمن خاصّة في سنة اثني عشرة وستّمائة في شأن بني العباس ذكرنا قوله في هذه القصيدة 'وكم فتى سملت عيناه' البيت، فرأينا إيراده هاهنا و هو قوله عليه السلام:

يا مدّعي الإمامة للعباسي أناس أنت أم متناسي؟ أليس من شرطها عند الكافة من علماء الأمّة الفضل والعدالة والعلم والشجاعة

___________________________________

رسم الخطّ من أصلي في هذه الكلمة غامض جدّاً، ويحتمل ضعيفاً أن تقرأ 'والتألّه'. كيف يقيم الحد المحدود فعلاً وحكماً؟ أم كيف يقود الأعمى الأعمى؟ أما كان المأمون قتل |أخاه| الأمين؟! وكان المنتصر قتل أباه المتوكّل، و كان المعتزّ قتل المستعين، و كان المهدي قتل المعتزّ وكان الموفّق حبس المعتمد و ولّى الأمر دونه و عقدالخلافة له؟ وكان المعتمد ردّ ولاية العهد الى ابن الموفق الملّقب بالمعتضد، و خلع ابنه بعد العقد له وخلع ابن المقتدر وولّى ابن المعتزّ يوماً واحداً وخلع المقتدر وولى القاهر و عقدت له البيعة يومين!! والمستكفي سمل عين المتقي والمطيع سمل عين المستكقي وخلع المطيع نفسه وسلم الخلافة لولده الطائع و قطعت إحدى أذنيه |كما| ذكره القضاعى صاحب الشهاب في تاريخه و غيره.

|ثمّ| قال عليه السلام بعد هذه الجملة المذكورة: وهذه نكتة تدلّ على ماوراءها، فيامن يقول بإمامتهم من الإمام عندك؟ القاتل أم المقتول؟ السامل أم المسمول؟ الخالع أم المخلوع؟ الحابس أم المحبوس؟ تفكّر إن كنت من المتفكّرين وما يعقلها الاّ العالمون إنّ للدين حدوداً ورسوماً لايعدوها إلّا العادون، أفي دين الإسلام إمامة الأطفال؟ فقد عقدها لهم علماء الضلال، |و| ما قصّرأبوفراس ومن الناس ناس؟ في قوله:

دعوا الفخار لعلّامين إن سئلوا++

يوم السؤال و عمّالين إن علموا

لايغضبون لغير اللَّه إن غضبوا++

ولا يضيعون حقّ اللَّه إن حكموا

تنشا التلاوه في أبياتهم أبداً؟++

وفي بيوتكم الأوتار والنغم

وهي كثيرة مشهورة،

___________________________________

ويعجبني أن أذكر هاهنا ما رواه أبوأحمد الحسن بن عبداللَّه العسكري- المتوفى سنة: "382" في أوائل كتاب المصون ص 62 ط الكويت، قال:

أخبرنا أبوبكر ابن دريد، قال: أخبرنا عبدالأول بن مرثد- أحد بني أنف الناقة- عن ابن عائشة عن أبيه قال:

قال عبدالملك |بن مروان| يوماً وقد اجتمع الشعراء عنده: تشّهوننا بالأسد، والأسد أبخر، وبالبحر والبحر أجاج، وبالجبل مرّةً والجبل أوعر؟ ألا قلتم |فينا| كما قال أيمن بن خريم بن فاتك لبني هاشم- |كما في الشعر والشعراء ص 526-|:

نهاركم مكابدة وصوم++

وليلكم صلاة واقتراء

ءَأجعلكم وأقواماً سواء++

وبينكم وبينهم سماء

وهم أرض لأرجلكم وأنتم++

لأعينهم وأرأسهم سماء؟

ورواه أيضاً أبوهلال العسكري في أوائل ديوان المعاني ص 128. فيها ذكر بعض أحوال الفريقين فاسلك |أيّها السالك إلى

/ 65