محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


/259/ ومنّا خير نساء العالمين ومنكم حمّالة الحطب؟!! في كثير مما لنا وعليكم.

فإسلامنا ما قد سمع، وجاهليّتكم لاتدفع، وكتاب اللَّه يجمع لنا ماشذّ عنّا وهو قوله تعالى: 'وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب اللَّه' |75/الأنفال: 8| وقوله تعالى: 'إنّ أولى الناس بإبراهيم للذين اتّبعوه وهذا النبيّ والّذين آمنوا واللَّه وليّ المؤمنين' |68/آل عمران: 3| فنحن مرّةً أولى بالقرابة وتارة أولى بالطاعة.

ولمّا احتجّ المهاجرون على الأنصار يوم السقيفة برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فلجوا عليهم فإن يكن الفلج به فالحقّ لنادونكم وإن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم.

وزعمت أنّي لكلّ الخلفاء حسدت وعلى كلّهم بغيت، فإن يكن ذلك كذلك فليس الجناية عليك فيكون العذر إليك'؟!! |ثمّ تمثّل عليه السلام بقول الشاعر|:

|وعيّرها الواشون أنّي أحبّها|++

وتلك شكاة ظاهر عنك عارها

وقلت: 'إنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتّى أبايع'، ولعمر اللَّه لقد أردت أن تذمّ فمدحت، وأن تفضح فافتضحت، وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوماً مالم يكن شاكّاً في دينه ولا مرتاباً بيقينه، وهذه حجّتى إلى غيرك قصدها!! ولكني أطلقت لك بقدر ماسنح من ذكرها؟!

ثمّ ذكرت ماكان من أمري وأمر عثمان، فلك أن تجاب في هذه لرحمك منه، فأينّا كان أعدى له وأهدى إلى مقاتله؟ أمن بذل له نصرته فاستقعده واستكفّه أمّن استنصره فتراخى عنه وبثّ المنون إليه، حتّى أتى قدره عليه؟! كلاّ واللَّه ل'قد علم اللَّه المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولايأتون البأس إلّا قليلاً' |18/الأحزاب: 33|.

وما كنت أعتذر من أنىّ كنت أنقم عليه أحداثاً، فإن كان الذنب إليه إرشادي وهدايتي له فربّ ملوم لاذنب له |ثمّ تمثّل عليه السلام بقول الشاعر|:

|وكم سقت في آثاركم من نصيحة|++

وقد يستفيد الظنّة المتنصّحوا

وما أردت إلّا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلّا باللَّه عليه توكّلت وإليه أنيب.

و ذكرت أنّه ليس لي ولا لأصحابي عندك إلّا السيف، فلقد أضحكت بعد استعبار متى ألفيت بني عبدالمطّلب عن الأعداء ناكلين وبالسيوف مخوّفين؟ |ثمّ تمثّل عليه السلام بقول الشاعر:|

لبّث قليلاً يلحق الهيجا حمل++

لا بأس بالموت إذا الموت نزل

فسيطلبك من تطلب، و يقرب منك ماتستبعد، وأنا مرقل نحوك بحجفل من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان، شديد زحامهم ساطع قتامهم متسربلين سرابيل الموت،أحبّ اللقاء إليهم لقاء ربّهم قد صحبتهم ذريّة بدريّة وسيوف هاشميّة قد عرفت مواقع نصالها في أخيك وخالك وجدّك وأهلك وماهى من الظالمين ببعيد'.

هذا تمام كلامه عليه السلام

___________________________________

وهو المختار: "30" من الباب الثاني من نهج البلاغة. وبه تتمّ الفائدة السادسة.

وقد نظم بعض الشعراء معنى ماذكره عليه السلام وتميّزه بذلك على غيره فقال:

أ أبوه ربّى المصطفى وحماه++

عن كيد العدا مذ كان أم أبواهما

أو أمّه ألقى النبي رداءه++

حبّاً لها باللَّه أم أمّاهما

أبناه /260/ سادات أهل جنّات العلى++

سبطا رسول اللَّه أم أبناهما

أمحمّد من فوق عاتقة إلى++

أصنامهم رقّاه أم رقّاهما

قل لي أ أعطاه الإله براءة++

ليذيعها في الناس أم أعطاهما

وغداة خيبر حين عنها وليّا++

هلعين قد زهقت لها نفساهما

قال النبي غداً سأعطيهافتىً++

أعناه أم في ذاك كان عناهما

أبغسله و بدفنه و ديونه++

وعداته وصّاه أم وصّاهما

الفائدة 07 في آية المناجاة وتصدق علي قبلها، ونسخ الآية قبل أن يعمل بها غيره


قوله |عليه السلام|: 'هل فيكم أحد ناجى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عشر مرّات يقدّم بين يدي نجواه صدقة قبلي؟

___________________________________

والحديث رواه ابن أبي شيبة في الحديث: "63" من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل من المصنف: ج 12، ص 81 و في ط: ج 7 ص 505.

ورواه السيّد أبوطالب في أماليه بسنده عن أبي بكر ابن أبي شيبة كما في الحديث:"45" من الباب الثالث من تيسير المطالب: ص 69 ط 1.

وأيضاً رواه عن ابن أبي شيبة عبدبن حميد الكشّي كما في الحديث: "17" من مسند عليّ عليه السلام من منتخب مسنده ص 59/ أو 90.

وأيضاً رواه عن أبي بكر ابن أبي شيبة أبويعلى الموصلي- المولود"210" المتوفّى عام: "307"- كما في الحديث: "140" من مسند عليّ عليه السلام من مسنده: ج 1 ص 322.

وأشار محقّقه في تعليقه إلى مصادر للحديث منها الناسخ والمنسوخ- لأبي جعفر النحاس- ص 231، والناسخ والمنسوخ- لابن الجوزي- ص 146، وعن العقيلي من طرق عن سفيان، وعن الدرّ المنثور: ج 6 ص 185.

ورواه- بسندين عن أبي يعلى- ضياء الدين المقدسي محمّد بن عبدالواحد الحنبلي برقم "680" من مسند عليّ عليه السلام من المختارة: ج 1، ص 301.

ورواه أيضاً محمّد بن حبّان المتوفّى عام: "354" في صحيحه: ج 2/الورق 180/ب/- وفي كتاب الإحسان: ج 9، ص 47 ط 1- قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، أنبأنا أبوبكر ابن أبي شيبة، أنبأنا يحيى بن آدم ...

ورواه أيضاً العقيلي في ترجمة عليّ بن علقمة الأنماري من ضعفائه: ج 3، ص 243 قال:

ثمّ قال ابن حبّان: |و| أخبرنا عبدالرحمان بن محمّد أبوصخرة ببغداد بين الصورين؟ قال: حدّثنا محمّد بن عبداللَّه بن عمّار، قال: حدّثنا قاسم بن يزيد الجرمي عن سفيان الثوري عن عثمان الثقفي عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن عليّ بن علقمة الأنماري:

عن عليّ بن أبي طالب، قال: لمّا نزلت هذه الآية: 'يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة' قال: قال النبي؟ صلى اللَّه عليه وسلم لعليّ: مرهم أن يتصدّقوا. قال: |قلت:| يارسول اللَّه بكم؟ قال: بدينار. قال: |قلت:| لايطيقونه. قال: فبنصف دينار. قال: |قلت:| لايطيقونه قال: فبكم؟ قال: |قلت:| بشعيرة. قال: فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم لعليّ: إنّك لزهيد؟ قال: فأنزل اللَّه: 'ءأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقات؟ فإذلم تفعلوا وتاب اللَّه عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة' قال: فكان عليّ يقول: بي خفّف اللَّه عن هده الأمّة.

ورواه أيضاً الترمذي المتوفّى عام "279" في الحديث: "3300" في تفسير الآية الكريمة من كتاب تفسير من سننه: ج 5، ص 379 ط دارالفكر، قال:

حدّثنا سفيان بن وكيع، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا عبيداللَّه الأشجعي عن الثوري عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد، عن عليّ بن علقمة الأنماري:

عن عليّ بن أبي طالب قال: لمّا نزلت 'يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة' قال لي النبي صلى اللَّه عليه وسلم: ما ترى ديناراً؟ قال: |قلت:| لايطيقونه قال: فنصف دينار؟ قلت: لايطيقونه. قال: فكم؟ قلت شعيرة؟ قال: إنّك لزهيد؟ قال: فنزلت 'ءأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقات' الآية، قال |عليّ|: فبي خفّف اللَّه عن هذه الأمّة.

قال |الترمذي|. هذا حديث حسن غريب إنّما نعرفه من هذا الوجه، و معنى قوله: 'شعيرة' يعنى وزن شعيرة من ذهب، وأبوالجعد اسمه رافع.

ومن أراد المزيد فعليه بما رواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية: "13 تا 14"من سورة المجادلة في شواهد التنزيل: ج 2، ص 311 تا 328.

قال شيخ الإسلام أيده اللَّه: وقد تقدم ذلك بطريق أخرى إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم و فيه أيضاً ما:

أخبرنا به الشيخ العالم الصالح محيى الدين أبوعبداللَّه محمّد بن أحمد القرشي رضى الله عنه رفعه بإسناده المتقدّم إلى السيّد الإمام أبي طالب عليه السلام

___________________________________

تقدّم اسناد المؤلف الى السيّد أبي طالب في شرح البيت: "24" من مخطوطة هذا الشرح، ص 124. قال: أخبرنا أبوعبداللَّه محمّد بن بندار، قال: حدّثنا الحسن بن سفيان، قال: حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة وعليّ بن الحسين بن سليمان، قالا: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا عبيداللَّه الأشجعي، عن سفيان بن سعيد، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي علقمة |عليّ بن علقمة| الأنماري:

عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: لمّا نزلت 'إذا ناجيتم الرسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة' |12/المجادلة 58| قال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ما ترى ديناراً'؟ قلت: لايطيقونه. قال: 'فكم '؟ قلت: شعيرة. قال: 'إنّك لزهيد'. قال: فنزلت 'ءأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقات' |13/المجادلة: 58|، قال عليّ عليه السلام: فبي خفّف اللَّه عن هذه الأمّة.

وقد ذكرنا فيما تقدّم طريقاً أخرى فيها قال: عليّ عليه السلام: كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فتصدّقت بدرهم عند كلّ سؤالي.

فهذا معنى قوله: 'إنّه ناجى عشر مرّات' ولم يعمل بهذه الآية أحد قبله ولا بعده بل نسخت بعد عمله عليه السلام بها فكان ذلك فضلا عالياً وشرفاً سامياً.

خصائص كثيرة لعلي مستفادة من حديث المناشدة


الفائدة 08


قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'من كنت مولاه فعليّ مولاه' و قد تقدّم تفصيل ذلك

___________________________________

تقدّم في شرح البيت الثالت من هذا الشرح. وذكرنا طرفاً من طرقه.

الفائدة 09


قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك و إليّ' وقد بيّنا تفصيله فيما مضى

___________________________________

تقدّم في شرح البيت: "5". وزاد هاهنا |على ما تقدّم| قوله عليه السلام: 'وأشدّهم حبّاً لك ولي' وهذا يقتضي تميّزه |عليه السلام| على سائر الصحابة أجمعين /261/ و |على| غيرهم من المسلمين لأن اللَّه تعالى يقول: 'والّذين آمنوا أشدّ حبّا للَّه' |165 البقرة: 2| فإذا كان عليّ أشدّم حبّا للَّه كان ذلك كاشفاً عن فضله لأنّ محبّة اللَّه تعالى هى الايثار لطاعته وأشدّهم حبّاًله أكثرهم ايثاراً لطاعته، وهذا يشهد بمزيّته عليهم أجمعين.

الفائدة 10


قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله' و قد بيّنا تفصيل ذلك ببعض طرقه وفوائده

___________________________________

تقدّم في شرح البيت: "9" من هذا الشرح.

وقوله: 'إذ رجع غيري منهزماً' فقد بيّنا رجوع عمر يجبّن أصحابه ويجبنونه وذلك مما لاخلاف فيه بين نقلة الحديث،

___________________________________

ورواه جماعة كثيرة من حفاظ القوم منهم أبوبكر ابن أبي شيبة في عنوان: 'غزوة خيبر' من كتاب المغازي تحت الرقم: "18725" من كتاب المصنف: ج 14، ص462 ط الهند.

ورواه ابن عساكر بطرق في الحديث: "241" و ما حوله من ترجمة أميرالمؤمنين من تاريخ دمشق: ج 1، ص 196، وما حوله. وإنّما الخلاف في أبي بكر وفي بعض الطرق أيضاً أنه تقدّم أوّلاً ثمّ رجع منهزماً يجبّن أصحابه ويجبنونه.

وفي لفظ الحديث الآخر بالطريق الأخرى عند هذه القصّة في صفة عليّ عليه السلام 'ليس برعديد ولاجبان'.

وهذه شهادة من لايجوز عليه الكذب في خبره، وقد شهد لذلك الخلق وانعقد

عليه الإجماع، فإنّه لا خلاف بين الأمّة أنّه لم ينكل عن عدوّ ولاعرف فراراً قطّ على كثرة انغماسه في الحروب بخلاف غيره من الصحابة، فإنّه قد اعتصم بالفرار وولّى الأدبار، ولم يقف عليه السلام موقفاً إلّا وانقلب فائزاً بالشرف الأعلى والحظّ الأسنى.

الفائدة 11


قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لبني لهيعة:

___________________________________

كذا في أصلي المخطوط، وفي غير واحد من مصادر القوم: 'بني وليعة' كما في الحديث: "90" من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل- لأحمد- ص 59 ط 1.

ومثله ذكره النسائي في الحديث: "72" من خصائص أميرالمؤمنين عليه السلام ص 140، بتحقيق المحمودي.

وفي الحديث: "365" في الجزء الرابع من مناقب محمّدبن سليمان- ص 463- أيضاً شاهد.

ورواه أيضاً الحافظ الطبراني في بداية أحاديث عليّ بن سعيد الرازي برقم: "3809" من الامعجم الأوسط: ج 4، ص 477 قال: حدّثنا عليّ بن سعيد الرازي قال: حدّثنا الحسن بن عيسى بن مسيرة الرازي قال: حدّثنا عبداللَّه بن عبدالقدوس قال: حدّثنا الأعمش، عن موسى بن المسيب، عن سالم بن أبي الجعد:

عن جابر بن عبداللَّه قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه السلام الوليد بن عقبة إلى بني وليعة- وكانت بينهم |وبينه| شحناء في الجاهلية- فلمّا بلغ |خبره| بني وليعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه، فخشي |الوليد| القوم، فرجع إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: إن بني وليعة أرادوا قتلي ومنعوني الصدقة!!

فلمّا بلغ بني وليعة الّذي قال الوليد عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أتوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقالوا: يا رسول اللَّه لقد كذب الوليد، ولكن بيننا وبينه شحناء فخشينا أن يعاقبنا بالّذي كان بيننا. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً عندي كنفسي يقتل مقاتلتهم ويسبي ذراريهم و هو هذا. ثمّ ضرب بيده على كتف عليّ بن أبي طالب.

قال: وأنزل اللَّه في الوليد: 'يا أيّها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ' الآية: |6/الحجرات: 49|.

وليلاحظ الحديث: "775" وتعليقه من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2، ص 373 بتحقيق المحمودي. لتنتهينّ |بنو لهيعة| أو لأبعثنّ إليكم رجلاً كنفسي طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي بعصاكم بالسيف غيري'.

وهذا يشهد بمزيّة له على سائر الصحابة لأنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم جعله كنفسه وإنّما أراد طريقة الفضل في الجملة والرئاسة على الأمّة ولهذا عقّبه بقوله: 'طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي'، وقد علمنا أن طاعة الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيما حتمه حتم و أن معصيته حرام فإذا كان ذلك ثابتاً لعلي عليه السلام كان إماماً على الأمّة حتّى يعقل وجوب طاعته عليهم وتحريم معصيته وإذا جعله الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم كنفسه وقد علمنا أنّه لايجوز أن يعتدّ بأمر أحد ولابنهيه في حياة الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم فكذلك لايعتدّ بأمر أحد ولابنهيه في حياة عليّ عليه السلام وهذا يوضح أنّه أحقّ بالخلافة من المتقدّمين عليه.

ونظير ما رواه عليه السلام ماروينا |ه| بالإسناد المتقدّم إلى أبي الحسين عبدالوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي بدمشق قراءة عليه

___________________________________

وسند المصنف إلى أبي الحسين عبدالوهاب الكلابي تقدّم في شرح البيت "..." من مخطوطة هذا الشرح والحديث موجود برقم: "4" ممّا استخرج من مسند عبدالوهاب بن الحسن الكلابي المطبوع في آخر المناقب لابن المغازلي ص 428.

ورواه عبدالرزاق برقم: "20389" في كتاب المصنف: ج 11، ص 226.

ورواه عنه أحمد بن حنبل في الحديث: "130" من فضائل عليّ من كتاب الفضائل ص 87 ط 1.

ورواه البلاذري عن إسحاق، عن عبدالرزاق... كما في الحديث: "85" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من أنساب الأشراف: ج 2، ص 123، بتحقيق المحمودي. قال حدّثنا عثمان بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن يوسف بن بشر قال: حدّثنا عبداللَّه بن بركة، قال: حدّثنا عبدالرزّاق، قال: حدّثنا معمر، عن سهيل عن ابن طاووس:

عن المطلب بن عبداللَّه بن حنطب قال: لمّا قدم وفد /262/ ثقيف على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'لتسلمنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلاً منّي أو كنفسي فليضربنّ أعناقكم وليأخذنّ أموالكم و ليسبينّ ذراريكم'.

قال عمر: فجعلت أنصب صدري وأقوم على أطراف أصابعي رجاء أن يقول هو هذا! قال: فوضع يده على علي عليه السلام |و| رضى الله عنه وقال: هو هذا، هو هذا.

الفائدة 12


قوله عليه السلام: 'هل فيكم من أحد قال |له| رسول اللَّه

صلى اللَّه عليه و آله وسلم: 'كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض هذا' غيري'؟ وهذا يقتضي انه لا يقارف عظيمة ولا يواقع كبيرة وإلّا وجبت بغضته ولا يكون حينئذ من أبغضه مذموماً ولا كاذباً في دعوى محبّة الرسول صلى اللَّه عليه و آله سلم. وإذا كان المعلوم ضرورة من حال معاوية أنّه |كان| يبغض علياً عليه السلام كان كاذباً في دعوى محبّة الرسول صلى اللَّه عليه و آله وسلم.

وقد بيّنا نظائر ذلك من قوله صلى اللَّه عليه و آله وسلم: 'لايحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق' وغيره.

الفائدة 13


قوله: 'هل فيكم أحد سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة فيهم جبريل وميكائيل وإسرافيل حيث جئت بالماء إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله وسلم من القليب غيري'؟ وهذا هو الشرف العالي والفضل السامي فلم ينقل مثل ذلك لأحد من ولد آدم صلى اللَّه عليه وسلم و ذلك ثابت فيما رويناه بالإسناد إلى ابن حنبل في مسنده

___________________________________

لم يتيسّرلي تخريج الحديث من مسند أحمد، ولكن بالسند المذكور هنا، ذكرالحديث برقم: "17" من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل ص 116، ط 1.

ورواه أيضاً أبونعيم الحافظ كما رواه الحموئي بسنده عنه في الباب "45" من فرائد السمطين: ج 1، ص 230.

ورواه أيضاً الحافظ ابن شاهين كمارواه بسنده عنه الخوارزمي في الحديث: "25" من الفصل "19" مناقبه ص 213، و في ط الغري ص 218 و في ط ص 308، قال:

وأخبرنا الإمام الزاهد صفي الدين ثقة الحفاّظ أبوداود محمّد بن سليمان بن محمّد الخيام الهمداني فيما كتب إليّ من همدان |قال:| أخبرنا أبوبكر محمّد بن عبدالباقي بن محمّد، ويحيى بن الحسن بن أحمد بن عبداللَّه بن البناء ببغداد، قالا: أخبرنا القاضي الشريف أبوالحسين محمّد بن عليّ بن محمّد بن عبيداللَّه بن عبدالصمد بن المهتدي باللَّه قراءة عليه فأقرّ به، حدّثنا أبوحفص عمر بن أحمد بن عثمان ابن شاهين الواعظ سنة "383".

ورواه أيضاً السيوطي- ولكن مرسلاً- عن ابن شاهين كما في أواسط مسند عليّ من جمع الجوامع: ج 2 ص 78.

ورواه ابن عساكر من غير طريق أحمد و ابن شاهين في الحديث: "868" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 358 ط 2 بتحقيق المحمودي.

و أيضاً رواه ابن عساكر في الحديث: "14" من فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام في الجزء "221" من أماليه الموجود في المكتبة الظاهرية.

ورواه أيضاً النطنزي في كتاب الخصائص العلوية كما رواه عنه الحافظ السروي في عنوان: 'محبّة الملائكة إيّاه' من مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 241 تا 242 ثمّ رواه عن محّمد بن ثابت بإسناد، عن ابن مسعود، والفلكي المفّسر بإسناده عن محمّد بن الحنفية.

والقصّة نظمها السيّد الحميري رحمه اللَّه كما في الحديث: "29" من الجزء الثاني من كتاب بشارة المصطفى: ص 53 قال:

ذاك الذي سلّم في ليلة++

عليه ميكال وجبريل

ميكال في ألف وجبريل في++

ألف تتلوهم سرافيل

ليلة بدر مدداً أنزلوا++

كأنّهم طيرأبابيل فسلّموا

لمّا أتوا حذوه++

وذاك إعظام وتبجيل

وقريباً منه رواه أيضاً أبويعلى بسند ضعيف في الحديث: "229" من مسند عليّ عليه السلام من مسنده: ج 1، ص 380 ط 1، ما لفظه:

حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري حدّثنا محمّد بن خالد الحنفي حدّثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن أبي الحويرث، عن محمّد بن جبير بن مطعم:

عن عليّ بن أبي طالب، قال: كنت على قليب يوم بدر أميح- أوأمتح منه- فجاءت ريح شديدة، ثمّ جاءت ريح شديدة لم أر أشدّ منها إلّا الّتي كانت قبلها، ثمّ جاءت ريح شديدة |أخرى| فكانت الأولى ميكائيل في ألف من الملائكة عن يمين النبي صلى اللَّه عليه وسلم، و إسرافيل في ألف من الملائكة عن يسار النبي صلى اللَّه عليه وسلم، والثالثة جبريل في ألف من الملائكة...

قال حسين سليم في تعليقه: إسناده ضعيف، محمّد بن خالد الحنفي صدوق يخطئ، و موسى و أبوالحويرث عبدالرحمان بن معاوية وصف الحافظ كلاّ منهما بأنّه سيّى ء الحفظ، و جبير بن مطعم لم ينصّ الحفّاظ على سماعه من عليّ، ولم يذكر عليّ فيمن روى عنهم محمّد من الصحابة؟ و قد ترجمه ابن سعد، ولم يذكره في فقهاء الطبقة الأولى من التابعين الّذين رووا عن عليّ، و مع هذا فقد قال الهيثمي: رواه أبويعلى و رجاله ثقاة كما في مجمع الزوائد ج 6، ص 76. قال:

حدثنا عبداللَّه بن سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي قال: حدثنا سعد بن الصلت، قال: حدثنا أبوالجارود الرحبي عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث:

عن علي عليه السلام قال: لماكانت ليلة بدر قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله وسلم:

'من يستقي لنا من الماء'؟ فأحجم الناس!! فقام علي عليه السلام فاختضن قربة ثم أتى بئراً بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها، فأوحى اللَّه عزّوجلّ إلى جبريل وميكائل وإسرافيل: تأهّبوا لنصر محمّد عليه السلام. فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه فلمّا حاذوا البئر سلّموا على علي عليه السلام من عندربّهم عن آخرهم إكراماً وتبجيلاً.

فانظر إلى هذا الفصل المبين الّذي إنفرد به أميرالمؤمنين سلام اللَّه عليه وعلى ذرّيته الميامين.

الفائدة 14


قوله عليه السلام: "هل فيكم أحد قال له جبريل: 'هذه هي المواساة'، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إنّه منّي وأنا منه'.فقال جبريل: وأنا منكما؟"

___________________________________

وللحديث أسانيد و مصادر، يجد الباحث كثيراً منها في الحديث: "213" وما بعده وتعليقه من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 167، ط 2 بتحقيق المحمودي.

وهذا علاً ينتعل الكواكب؟ وتعثوا له الشهب الثواقب؟ و قد بيّنا الحديث مفصّلاً في قصّة "أحد" و كلّ واحد من هذه الألفاظ يفيد نوع شرف لأنّ قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إنّه منّي' يفيد فضلاً عظيماً، وقوله: 'وأنا منه أعظم في إفادة الفضل والشرف، ثمّ قول جبريل صلى اللَّه عليه: 'و أنا منكما' من أظهر كلام في فضل عليّ عليه السلام وفيه صحّة ما روي أنّ /263/ قوله تعالى: 'ويتلوه شاهد منه' |17/هود:11| أنّ المراد بقوله: 'منه' عليّ عليه السلام،

___________________________________

والأخبار بذلك مستفيضة، كما في الحديث: "380" وما بعده وتعليقاتها في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل: ج 1، ص 365 تا 369 ط 2. ومتى كان تالياً له وجب أن يتلوه في كلّ فضل وشرف وحكم- إلّا ما خصّه الدليل- فيتلوه في أنّه أفضل أهل عصره وأعلمهم و أزهدهم وأعبدهم وغير ذلك من خصال الفضل، ويتلوه في إقاله الولاية على الأمّة

___________________________________

كذا. والرئاسة عليهم فيكون إماماً بذلك، لأنّ اللَّه أطلق أنّه قال له ولم يذكر حكماً معيّناً فدخل تحت ذلك كلّ حكم- إلّا ما خصّه الدليل- و من جملته ملك التصرف على الصحابة فكان إماماً.

وهذه الآية أحد العمد الّتي استدلّ بها علماؤنا رضي اللَّه عنهم على إمامته عليه السلام، والأخبار الّتي وردت بقوله في عليّ عليه السلام إنّه منه، كثيرة نحو قوله: 'أنت مني بمنزلة هارون من موسى'، و قوله: 'عليّ منّي كرأسي من جسدي'، وأشباه ذلك

___________________________________

الحديث الأوّل موسوم بحديث المنزلة وهو متواتر يجد الباحث له طرقاً جمّة عن مصادر وأسانيد في الحديث: "336" و تواليه و تعليفاته من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 307 تا 490 ط 2 بتحقيق المحمودي.

ورواه أبوحازم العبدوي بخمسة آلاف إسناد، كما في ذيل الحديث: "205" في تفسير الآية: "59" من سورة النساء في شواهد التنزيل: ج 1، ص 152 ط 1، و في ط 2، ص 195.

والحديث الثاني رواه ابن المغازلي بسندين تحت الرقم: "135 تا 136" من مناقب أميرالمؤمنين ص 92.

ورواه محققه في تعليقه عن مصادر.

الفائدة 15


قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد نودي من السماء: 'لاسيف إلّا ذوالفقار ولافتى إلّا عليّ غيري؟' وقد بيّنا رواية ذلك بإسناده، وفيه أوفى دلالة على أنّ له السبق في ذلك المقام على الخاص والعام من أهل الإسلام وهذا ظاهر عند المحدّثين وكل واحد من اللفظين يفيد الشرف و مثله لم ينقل لأحد من الأوّلين والآخرين والماضين والغابرين.

الفائدة 16


قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم غيري؟' و قد بيّنا تفصيل ذلك

___________________________________

تقدّم ذلك في شرح البيت: "26" من هذا الشرح.

الفائدة 17


قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه وآله وسلم إنّي قاتلت على تنزيل القرآن وتقاتل أنت يا عليّ على تأويل القرآن غيري'؟

___________________________________

وللحديث- أو ما في معناه- أسانيد ومصادر كثيرة جدّاً، ورواه ابن أبي شيبة في الحديث:

"19" من فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب الفضائل تحت الرقم: "12131" من المصنف: ج 12، ص 64 ط الهند، قال:

حدّثنا ابن أبي غنيّة عن أبيه عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه:

عن أبي سعيد الخذري قال: كنّا جلوساً في المسجد فخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فجلس إلينا- ولكأن على رؤسنا الطير لايتكلّم أحد منّا- فقال: إنّ منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلتم على تنزيله |ظ|.

فقام أبوبكر فقال: أنا هو يا رسول اللَّه؟ قال: لا، فقام عمر فقال: أنا هو يا رسول اللَّه؟ قال: لا، ولكنّه خاصف النعل في الحجرة.

قال: فخرج علينا عليّ و معه نعل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصلح منها.

ومن أراد المزيد فعليه بما رواه الحافظ ابن عساكر في الحديث: "1178 تا 1191"من ترجمة أميرالمؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3، ص 163 تا 173، ط 2 بتحقيق المحمودي.

ورواه أيضاً ابن كثير بأسانيد في آخر فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام من البداية والنهاية: ج 4- أو7- ص 360.

ورواه أيضاً المتقى في منتخب كنز العمّال المطبوع بهامش مسند أحمد: ج 5، ص 27.

/ 65