محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الحسن بن /7/ أحمد بن مخلّد المخلدي من كتابه عن الحسين بن إسحاق، عن محمّد بن زكريا، عن جعفر بن محمّد بن عماّر، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه:

عن أميرالمؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إنّ اللَّه تعالى جعل لأخي علي عليه السلام فضائل لا تحصى كثرةً فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً بها غفر اللَّه له ما تقدّم من ذنبه |وماتأخّر| و من كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر |له| ما بقي لتلك الكتابة رسم، و من استمع الى فضيلة من فضائله غفراللَّه له الذنوب الّتي اكتسبها بالإستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفراللَّه له الذنوب الّتي اكتسبها بالنظر'.

ثم قال: 'النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة و ذكره عبادة، و لا يقبل اللَّه إيمان عبد إلاّ بولايته و البراءة من أعدائه'.

وكفى بهذا الخبر الشريف حاثّاً على تفصيل مناقبه عليه السلام، والإشادة بذكرها والتشاغل بها، ونحن نرجو اللَّه تعالى أن يضاعف أجرنا، ويجزل برّنا على رعاية حقّه وحقّ نبيّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في عترته عليهم السلام والذّب عنهم وأن يمنحنا على ذلك توبةً نصوحاً تكون قريبةً لآجالنا وخاتمةً لأعمالنا وهدىً في كافّة الأحوال، وتسديداً في جميع الأعمال حتّى تخلص أعمالنا لوجهه، وتطابق رضاه ومحبوبه.

وإذا كان المقصود من هذا الكتاب هو التفضيل لأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لم يكن لأحد أن ينسبنا- إذا كشفنا عن فوائد الأخبار، وبالغنا فيها- إلى أنّا نعتقد تفسيق المشايخ، أو أنّا قصدنا النقص لهم وإنّ بالغنا في تفصيل مناقبه الّتي خصّ بها دونهم!! وحقّقنا مزاياه الّتي تفرّد بها عنهم، ونحن مع ذلك نعوذ باللَّه تعالى من العصبيّة الّتي تقود إلى الضلال، وتَؤُل بصاحبها شرّ مآل، ونسأله أن

يهدينا لسلوك الطريقة المثلى والسبيل الواضحة الوسطى الّتي هي بين الغلوّ والتقصير، والإفراط والتفريط، إنّه ولّي كلّ فضل، وكاشف كلّ عظيمةٍ وأزل

___________________________________

الأزل- على زنة فلس-: الضيق والشدّة.

شرح الابيات: منظومة الامام منصور بالله


وفيه معنى لفظ الجلالة والمناشدة


|هذا أوان الإبتداء لشرح ما أفاده الإمام المنصور باللَّه في قصيدته فنقول:|

قال الإمام المنصور باللَّه عليه السلام:

نشدتك اللَّه بآلائه++

وبالنبّي المصطفى والوصّي

نشدتك اللَّه /8/ فأنشدك باللَّه؟ بمعنىً واحد، وهو يريد سألتك باللَّه. ونشد الضالّة |على زنة ضرب ونصر وبابهما| أي سأل عنها، وأنشد بها أي عرّفها

___________________________________

الأوّل جاء على باب نصر وضرب، والثاني جاء على باب أفعل وعلى زنته.

ومن الأّول حديث المناشدة، وهو حديث مشهور أورد به أميرالمؤمنين علّي بن أبي طالب عليه السلام يوم الشورى

___________________________________

ولحديث المناشدة صور وأسانيد، ومصادر كثيرة جدّاً، ذكرنا بعض صوره في المختار: "30" وما بعده في الباب الأوّل من نهج السعادة: ج 1، ص 137، ط 3. لمّا اجتمع الذّين أوصى إليهم عمر بالإمامة، وهم علّي عليه السلام وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمان بن عوف، وسعد بن أبي وقّاص، فدخل معهم علّي عليه السلام ليتوصّل إلى إقامة الحجّة عليهم، فذكر |علّي عليه السلام لنفسه| مناقب كثيرة، وصدّر كلّ منقبة منها بقوله: ' أنشدكم اللَّه هل فيكم من قال فيه اللَّه كذا وكذا؟ ومن قال فيه رسول اللَّه كذا وكذا؟'.

وفي كلّ واحدة منها يقولون: 'اللهمّ لا، نعلمه' اعترافاً بصحّة ما قاله عليه السلام من الإنفراد بمناقبه الّتي رواها.

ثمّ لم يغن عنه ما ذكره شيئاً فيما قصده وأراده مع وضوحه وجلائه وظهور مراد اللَّه تعالى ومراد نبيّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بل صمّموا على تقديم غيره عليه، لغير فضيلة انفرد بها عنه، ولا منقبة امتاز بها منه!!.

وليس ذلك بأعجب من إيصاء عمر إليهم بالإمامة و مساواته بينهم فيها وجعلهم على سواء فى استحقاقها ولا نعلم أحداً ينصف من الأمة يلتبس عليه الحال في أن عليّاً عليه السلام له الفضل على عبد الرّحمان بن عوف فكيف يساوى بينه و

بين علّي عليه السلام في استحقاق الإمامة، فلمّا طرق لهم عمر بن الخطّاب هذا الباب، جاءُوا فيه بشى ء عجاب، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، 'وربّك أعلم بما تكنّ صدورهم وما يعلنون'

___________________________________

ما وضع بين القوسين مقتبس من الآية: '74' من سورة النمل: 27.

فدع عنك نهباً صيح في حجراته|فهات حديثاً ما حديث الرواحل| والشأن في معاوية بن أبي سفيان، و ماصار عليه الطبق الأدهم، و السواد الأعظم الذّين هم كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً من تحسين الظنّ به و موالاته! بل تعدّى الحال الى أن يعض المارقين جعله أميرالمؤمنين!! رأيت ذلك في تصنيف لبعض الأشاعرة

___________________________________

والى عصرنا هذا جلّ المسمّين بأهل السنة يعبرون عنه بأميرالمؤمنين!!.

وصرّح بعضهم بأنّه إذا تصدّى واحد للإمامة و هو فاسق جاهل، و غلب على الأمر و عارضه مستجمع لشرائط الإمامة لم يكن له ذلك، ولاتبطل إمامة الأول ولا تجوز معاضدة الثاني عليه!! قال: وإلا كنّا بمنزلة من يبني قصراً ويهدم مصراً

___________________________________

هذا هذيان من معتقد هذا الكلام، والصواب أنّ السعي لإسقاط المبطل بمنزلة إيقاد مشعل الهداية، وهدم مدينة الغواية وحصن الضلالة.

وهذا عناد لكتاب |اللَّه تعالى| حيث يقول ربّ الأرباب في قصة إبراهبم الخليل صلى اللَّه عليه وآله و سلم: 'إنّي /9/ جاعلك للناس إ ماماً قال ومن ذرّيتي قال لاينال عهدي الظالمين' |124/البقرة:2|.

والمراد بالعهد الإمامة لأنّه الّذي سبق ذكره في الكتاب فكان مقصوداً بالذكر. وهذا عارض في الكلام و المقصود بيان المناشدة، فسمّي هذا|الحديث| حديث المناشدة لما ذكرناه، و هو ظاهر معروف، و سنذكره في آخر هذا الكتاب إن شاء اللَّه تعالى

___________________________________

سيذكر المصنف الحديث مشروحاً في الفصل الأوّل بعد ختام شرح القصيدة من هذا الكتاب ص 237 تا 280 من مخطوطتى.

وأّما |اللَّه| فقد اختلفوا في هذه اللفظة هل هي مشتقّة أم لا؟ فذهب الأكثر من

العلماء إلى أنّها مشتقّة واختلفوا في وجه اشتقاقها فمنهم من قال: إنها مشتقّة من الوله وهو التحيّر في الشي ء، قال الشاعر:

وبيداء تيهٍ تأله العين وَسْطها++

فلمّا كانت العقول تتحيّر في كنه صفته تعالى سمّي إلهاً.

وقيل: هو مشتّق من قولهم: ألهت إلى فلان أي سكنت إليه، فلمّا كان الخلق يسكنون إليه وتطمئنّ القلوب بذكره سمّي إلهاً.

وقيل: اشتقّ من ' لاه|يلوه| ' أي احتجب، تقول العرب: لاهت العروس تلوه لوهاً أي احتجبت. فلمّاكان |اللَّه| تعالى محتجباً عن الأبصار بمعنى أنّها لاتراه سمّي إلهاً.

وقيل: هو مأخوذ من قول العرب: ألهت بالمكان أي أقمت به، قال الشاعر:

ألهنا بدارٍ ما تبيد رسومها++

كأنّ بقاياها يسام على اليد!

فلمّا كان اللَّه تعالى يبقى على الدوام ولا يعتريه الفناء سمّي إلهاً.

وقيل: إنّه مشتقّ من التألّه وهو التعبّد والتنسّك، قال رؤبة:

لله درٌّ الغانيات المدّه++

سبّحن واسترجعن عن تألّه

أي من تعبّدٍ وتنسّك، فلمّا كان الخلق يتعبّدون للَّه تعالى سمّي إلهاً.

وهذا هو الأشبه بوضع هذه اللفظة عند أهل اللغة، وبهذا سمّوا الأصنام آلهةً لاعتقادهم أنّ العبادة تحقّ لها، وهم وإن كانوا قد أخطأوا في التسمية غير أنّ ذلك لايخرج الإشتقاق عن كونه صواباً حيث يصحّ معناه.

وقد وجدنا هذه الفائدة مقصورةً على القديم تعالى فإنّ العبادة هي نهاية الخضوع والتذلّل للمعبود، ولهذا قيل: طريق معبّد أي مذلّل بكثرة السلوك فيه، ومنه سمّي العبد عبداً لأنّه قد ذلّل نفسه بالخدمة لسيّده.

ولمّا كان اللَّه تعالى مالك الخلق كافّةً وآثارالذلّ عليهم بادية، وعلامة الخضوع فيهم ظاهرة، سمّوا عبيداً فإنّ حالتهم في عبوديّته تعالى آكد من العبد شاهداً مع سيّده فإنّه إنّما ملكه شرعاً بتمليك ربّ العالمين، ولا مجال للعقل في ملك عاقل لعاقلٍ آخر، وإنّما /10/ حكم تعالى بذلك وقضاه وهو لايقضي إلاّ بالحق واللَّه تعالى مالك لخلقه عقلاً و شرعاً.

ثم قد صارت هذه اللفظة مفيدة للمدح على وجه؟ و لهذا يقال في الرسول صلى اللَّه عليه وآله و سلم إنّه رسول اللَّه و عبده و خيرته من خلقه، فيجعل هذه اللفظة مفيدة للمدح حيث صارت متوسطة بين أوصاف المدح، ولايجوز عند أرباب اللسان أن يتوسّط بين أوصاف المدح ما ليس بمدح، وإنّما كانت مدحاً فى حقه صلى اللَّه عليه وآله و سلم لأنّه ذلّل نفسه طوعاً للَّه تعالى و عبّد ها حيث كان دؤباً في العبادة ليلاًً و نهاراً.

ولهذا روي أنّه صلّى حتّى تورّمت قدماه أوساقاه، فقيل: يا رسول اللَّه أليس قد غفراللَّه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخّر؟ فقال: 'أفلا أكون عبدًا شكوراً'؟ وإنّما حقّت له سبحانه العبادة لأنّه منعم بأصول النعم من خلق الحّي وخلق حياته وشهوته، و تمكينه من المشتهى وإكمال العقل الّذي هو أساس الخيرات في الدنيا والدين.

فلما أنعم |اللَّه| تعالى بهذه النعم الّتي يتعذّر على غيره الإنعام بها- بل بواحدة منها- كان إلهاً حيث حقّت له العبادة، و كانت لفظة الإله مجراةً عليه على الخصوص، ولم يجز إجراؤ ها على غيره، ولا خلاف بين المسلمين في ذلك.

وأّما قوله تعالى: 'وانظر إلى إلهك الّذي ظلت عليه عاكفاً' |97/طه: 20| فإنه أراد على زعمك وفي رأيك وإّلا فهوجماد، وأراد أن يعطف عليه بما يبطل ما يصوّره السامري؟ من كونه إلهاً بقوله: 'لنحّرقنّه ثم لننسفنّه في اليمّ نسفاً' |97/طه: 20| ولو كان إلهاً على الحقيقة لما اعتراه الذهاب والهلاك لأن الإله في الحقيقة يدفع عن غيره فكيف لا يدفع عن نفسه؟ وقال تعالى بعد ذلك: 'إنّما إلهكم اللَّه الذى لا إله إلا هو و سع كل شي ء علماً' |98: طه: 20| محققاً تفرّده يالإلهية حيث قال: "إنّما" و هي تدلّ على نفي ما عدا ما دخلت عليه، ألا ترى أنه إذا جرى الكلام في علماء ذكروا بالفضل والتفدم فقلت:إنّما العالم زيد. فهم أرباب اللسان أنّك جعلت له مزيداً على سواه و رتبةً على من عداه!!

ثم |إنه تعالى| و صف نفسه بصفة الكمال حيث قال: 'وسع كلّ شي ء علماً' |98/طه: 20| يعني أحاط بكلّ شي ء علماً، ومن كان كذالك كان جديراً بالإلهية، فهذا معنى الإله.

وأما الآلاء فهي النعم، و على هذا قال تعالى: 'فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان' |13/الرحمان: 55|.

وفيل: إن "إلى" واحد الآلاء نحو معاء و أمعاء.

وتأوّل بعضهم قوله |تعالى|: 'وجوه يومنذ ناضرة إلى ربها ناظرة' |23 -22/القيامة: 75| على أنّ "إلى" واحد الآ لاء و هي النعم فيصير تقدير الآية/11/|أنّها إلى| نعمة ربّها ناظرة، و لكن "إلى" لايكون حرف تعدية على هذا.

وأّما النبّي فاعلم أن هذه اللفظة قد تهمز وقد لا تهمز، فإذا همزت أفادت الإنباء وهو الإخبار تقول: أنبأني فلان أي أخبرني قال اللَّه تعالى: 'من أنبأك هذا' |3/التحريم: 66| أي من أخبرك به.

وقال تعالى: 'عمّ يتسائلون عن النبأ العظيم ' |2-1/النبأ: 78|.

ومعنى هذه اللّفظة عند الهمز أنّه مخبر |عن ا|للَّه تعالى أي إنّ اللَّه تعالى أخبره فهو نبي ء بمعنى منبئ وقد يجي ء فعيل بمعنى مفعل كحكيم بمعنى محكم قال الشاعر:

وقصيدة تأتي الملوك حكيمة؟++

قد قلتها ليقال من ذا قالها

أي محكمة وهو منبى عن اللَّه تعالى ومخبر عنه أي إنه أخبر عباده عنه بما حمله إليهم |فهو| مخبر و مخبّر، هذا إذا همزت هذه اللفظة.

وأما إذا لم تهمز، فإنّها تفيد الرفعة والجلالة، قال الشاعر:

لأصبح رثما؟ دقاق الحصى++

مكان النبّي من الكاثب

قال الإمام المنصور باللَّه عليه السلام: وأحسب أنّ معنى هذا البيت صفة بشدّة الإيجاف؟ وأنّه يريد بالنبىّ هاهنا الراكب على ظهر الفرس أوالراحلة فأدمى خفّها أو حافرها ذلك النبىّ:

وقوله: ' مكان ' أي بمكان، فحذف اللام، فأمّا "الكاثب" فهو منسح الفرس؟ ويجوز أن يستعار لكاهل البعير ونحوه.

والنباوة؟: هي الرفعة، فإذا قيل: نبّي اللَّه- بالتشديد- فالمراد بذلك أنّه رفيع المنزلة لديه، وهو صلى اللَّه عليه وآله كذلك، ولهذا أعلن اللَّه بشرفه ورفع قدره حيث قرن ذكره بذكره، وهو معنى قوله تعالى: 'ورفعنا لك ذكرك' |14/الانشراح: 94|.

وأمّا المصطفى فهو المختار، قال اللَّه تعالى: 'إنّ اللَّه اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين' |33/آل عمران: 3| يريد |اللَّه تعالى من قوله: 'اصطفى'| اختار.

وقال تعالى: 'يا مريم إنّ اللَّه اصطفاك وطهّرك واصطفاك' |42/آل عمران: 3| أي اختارك.

والصفوة: الخلاصة من الشي ء والخيار منه، والإصطفاء والاختيار والاجتباء كلّه بمعنىً واحد.

والمصطفى هاهنا هو سيدّ الأوّلين والآخرين وخاتم الأنبياء والمرسلين- صلى اللَّه عليه وعلى آله الأكرمين- محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصىّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار.

هكذا روينا عنه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وفي خبر آخر عنه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن الهميشع بن ثابت بن إسماعيل بن إبراهيم بن خليل الرحمان بن آزر'.

وأمّا الوصيّ فهو المأمور بتنفيذ أمرٍ عن غيره، وعلى هذا قال تعالى: 'ووصّى بها إبراهيم بنيه ويعقوب/12/يا بنىّ إنّ اللَّه اصطفى لكم الدين فلا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون' |132/البقرة: 2|.

وأوصىووصىّ بمعنىً واحد، والمراد به الأمر.

وقد صار الوصّي في الشرع الشريف عبارة عمّن يلي التصرّفات عن غيره بتولية ذلك الغير له بعد موته في ماله وولده وما إليه |يؤل أمره|.

و|إنّما| قلت: 'بتولية ذلك الغير' لنحترز من الجدّ فإنّه يلي التصرّفات على أولاد ابنه الصغار ومالهم بعد موت أبيهم إذالم يوص أبوهم إلى أحد، ولا يكون الجدّ وصيّاً في هذه الحالة لما لم يسند إليه التصّرف من ابنه المتوفّى ولهذا لايكون له ولاية مع الوصّي في مال ولد ابنه، فلو لم يعتبر ما ذكرناه لوجب فيه أن يكون وصيّا، ولا شبهة أنّه لا يوصف بأنّه وصّي لمجرّد هذه الولاية.

وكذلك حال الإمام |فإنّ| له الولاية على الصغار في أنفسهم وأموالهم عند عدم وصّي أبيهم والجدّ ووصيّ الجدّ ولا يكون وصيّاً بذلك.

والوجه في ذلك كلّه أنّ كلّ واحد منهما لم يستفد الولاية من والد الأيتام قبل موته فلم يكن واحد منهما وصيّاً لأنّ هذه اللفظة من الألفاظ المتعدّية فهي يقتضي موصياً وموصىً إليه وموصىً به وفيه.

وقلنا: في الجدّ: ' بعد موته ' احترزنا به من الوكيل فإنّه وإن كان له التصرّف عن غيره بأمره إلاّ أنّه لايكون وصيّاً لأنّه لا يتصرّف في ذلك بعد موته، لأنّ الوكالة تبطل بموت الموكّل بلا خلاف.

وأمّا ولاية والي الإمام فقد اختلف العلماء في أنّها هل تبطل بموته أم لا؟ فذهب السيّد المؤيّد باللَّه قدّس روحه إلى أنّها لاتبطل بموت الإمام، وهو اختيار الإمام المنصور باللَّه عليه السلام في جماعة من أهل العلم.

وذكر السيّد أبوطالب عليه السلام أنّها تبطل وهو قول جماعة من العلماء، فإن ثبتت؟ فإنّه لايكون وصيّاً لأنّه لايملك التصرّف على مال الإمام وأولاده الصغار،وإنّما يملكه في غير ذلك، فلم يكن وصيّاً بإعتبار هذه الولاية.

وقلنا في الجدّ: 'وما إليه' أردنا بذلك أن يكون الموصي وصيّاً لغيره قبيل وصيّه ممّا وليه أوّلاً؟

والوصّي المقصود بالذكر هو أميرالؤمنين علّي بن أبي طالب عليه السلام وعلى أبنائه الكرام، وقد انعقد الإجماع من الأمّة على إطلاق هذه اللفظة عليه دون غيره من المشايخ الثلاثة وسائرالصحابة، وقد صارت حقيقةً فيه، فإذا قيل: قال وصّي رسول اللَّه، أو فعل وصّي الرسول، لم يسبق إلى الأفهام إلاّ أميرالمؤمنين عليه السلام دون سائرالصحابة

___________________________________

وقد خاطب كثير من الصحابة والأنصار والتابعين عليّاً عليه السلام بذلك ووصفوه بالوصيّ في أحاديثهم وأبياتهم، وقد أورد ابن أبي الحديد أبياتاً كثيرةً ناطقة بهذا المعنى، منهم في آخر شرح المختار الثاني من نهج البلاغة: ج 1، ص 143.

وروى بعضها أيضاً محمد بن يزيد المعروف بالمبرّد- المولود سنة: "210" المتوفى عام: "285"- في أواخر كتاب الكامل: ج 3 ص 1125، ط مؤسسة الرسالة، قال: وقال أبوالأسود:

|يقول الأرذلون بنو قشير++

طوال الدهر لا تنسى عليّاً

فقلت لهم: وكيف يكون

تركي++

من الأعمال مفروضاً عليّا|

أحبّ محمّداًحبّاً شديداً++

وعبّاساً وحمزة والوصيّا

أحبّهم لحبّ اللَّه حتّى++

أجي ء إذا بعثت على هَوَيّا

هَوىً أُعطيته منذ استدارت++

رَحى الإسلام لم يعدل سويّا

بنو عمّ النبيّ وأقربوه++

أحبّ الناس كلّهم عليّا

وأشار محقق كتاب الكامل في هامشه أنّ الأبيات موجودة في ديوان أبي الأسود: ج 2 ص 309 ثمّ قال: انظر تخريجها في سمط اللآلي ص 643 والأغاني: ج 12 ص 321.

وقال الكميت:

والوصّي الّذي أمال التجوب++

يّ به عرش أمّة الإنهدام

قتلوا يوم ذاك إذ قتلوه++

حَكَماً لا كسائر الحكّام

الإمام الزكيّ والفارس المُع++

لم تحت العَجاج غير الكَهام

راعياً كان مُسجحاً ففقدنا++

ه وفقد المُسيم هُلك السَوام

أقول: ورواها أيضاً البلاذري في آخر مقتل أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب أنساب الأشراف: ج 2 ص 507 ط بيروت بتحقيق المحمودي.

وأشار محقق كتاب الكامل في هامشه أنّ الأبيات مذكورة في شرح هاشميّات الكميت ص 31 -29.

ثمّ قال المبرّد- بعد ذكر أبيات الكميت-: قوله: 'الوصّي' فهذا شي ء كانوا يقولونه ويكثرون فيه، قال ابن قيس الرُقَيّات

نحن منّا النبيّ أحمد والص++

ديق منّا والتقيّ والحكماء

وعليّ وجعفر ذو الجناح++

ين هناك الوصيّ والشهداء

وقال كُثَيِّر |عزّة| لمّا حبس عبد اللَّه بن الزبير محمد بن الحنفية في خمسة عشر رجلاً من أهله في سجن عارم:

تُخَبِّر من لاقيت أنّك عائذ++

بل العائذ المحبوس في سجن عارم

وصيّ النبيّ المصطفى وان عمّه++

وفكّاك أعناق وقاضي مغارم

قال المبرد: أراد ابن وصيّ النبيّ، والعرب تقيم المضاف اليه في هذا الباب مقام المضاف... وأشار محقق كتاب الكامل في هامشه الى أنّ ماذكره المبرد عن ابن قيس الرقيّات موجود في ديوانه ق 21 -19/39 ص 90 -89، وما ذكره عن كثيّر أيضاً موجود في ديوانه ق 4 -2/23 ص 225 -224.

ورواها أبوالفرج مسندةً بتقديم وتأخير وزيادات في ترجمة أبي الأسود من كتاب الأغاني: ج 12، ص 372

ورواها أيضاً البيهقي في كتاب المحاسن والمساوى ء ص 91. ولم يدّع أحد من الأمّة ذلك لهم، وفي هذا عبرة لمن اعتبر،

وتبصرة لمن تدبّر!!

وليت شعري كيف يكون وصيّاً على الأمّة عموماً والثلاثة أئمّة قبله؟ وولايتهم عند من قال بإمامتهم ثابتة!! وهل في ذلك إلاّ المناقضة الّتي لاتخفى على منصف.

وقد وردت آثار كثيرة في هذا المعنى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بطرق جمّة، ونحن نذكر منها خبراً في هذا المعنى فنقول:

أخبرنا الشيخ الفاضل العالم الصالح محي الدين عمدة الموحّدين أبومحمد؟ عبد اللَّه |بن| محمد بن أحمد بن الوليد القرشي

___________________________________

له ترجمة حسنة في أوائل حرف الميم من كتاب مطلع البدور: ج 2 ص 290، وذكر أنّه توفّي ليلة الثلثاء: "22/أو 23" من شهر رمضان المبارك سنة: "323". رضوان اللَّه عليه /13/ قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي الأجلّ الإمام شمس الدين جمال الإسلام جعفر بن أحمد بن أبي يحيى رضوان اللَّه عليه، قال: أخبرنا القاضي الإمام أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده اللَّه، قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد فخرالدين أبوالحسين زيد بن الحسن بن عليّ البيهقي بقراءتي عليه- قدم علينا الرّي- والشيخ الإمام الأفضل مجد الدين عبد المجيد بن عبد الغفّار بن أبي سعد الإستراباذي الزيدي رحمه اللَّه، قال: أخبرنا السيّد الإمام أبوالحسن علّي بن محمد بن جعفر الحسيني النقيب باستراباذ في شهر اللَّه الأصمّ رجب سنة ثماني عشر وخمس مائة، قال: أخبرنا والدي السيّد أبوجعفر محمد بن جعفر بن علي خليفة الحسني والسيّد أبوالحسن علىّ بن أبي طالب أحمد بن القاسم الحسني الآملي الملقّب بالمستعين باللَّه، قال: أخبرنا السيّد الإمام أبوطالب يحيى بن الحسين الحسني رحمه اللَّه

___________________________________

رواه السيد أبوطالب في أماليه كما في الحديث: "35" من الباب الثالث من كتاب تيسير المطالب في ترتيب أمالي السيّد أبي طالب، ص 65 ط بيروت.

ورواه عنه السيّد المرشد باللَّه كما في عنوان: "الحديث السادس في فضل أمير المؤمنين عليه السلام" من النسخة المرسلة من أماليه ص 44 وفي ترتيبه: ج 1، ص 141،ط 1.

ورواه أيضاً الشيخ الصدوق رفع اللَّه مقامه بأسانيد في الحديث: "10 -6" من باب العشرة من كتاب الخصال: ج 1، ص 430 -428.

ورواه أيضاً الشيخ المفيد في الحديث الرابع من الجزء "22" من أماليه ص 111.

ورواه الشيخ الطوسي في الحديث: "35" من الجزء الخامس من أماليه ص 136، كما رواه في الحديث: "31" من الجزء السابع من الأمالي ص 197. قال: أخبرنا

السيّد أبوالعبّاس أحمد بن إبراهيم الحسني إملاءاً، قال: أخبرنا محمد بن بلال الروياني قال: أخبرنا محمد بن عبدالعزيز، قال: أخبرنا إسماعيل بن صبيح، عن سفيان بن إبراهيم الحريري عن عبدالمؤمن بن القاسم الأنصاري عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علّي، عن أبيه، عن آبائه:

عن عليّ عليهم السلام قال: 'كان لي عشر من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم ما أحبّ أنّ لي بإحداهنّ ما طلعت عليه الشمس!! قال لي: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة، و|أنت| أقرب الخلائق منّي في الموقف يوم القيامة |و| منزلي يواجه منزلك في الجنّة كما يتواجه منزل الأخوين في اللَّه، وأنت الولّي والوزير والوصّي والخليفة في الأهل والمال وفي المسلمين في كلّ غيبة، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وليّك وليّي ووليّي ولّي اللَّه، و عدوّك عدوّي وعدوّي عدوّ اللَّه'.

قال أيّده اللَّه: وفي هذا الخبر فوائد شريفة ننبّه عليها:

فمنها إثبات المواخات، وسنذكر ذلك مفصّلاً في موضعه فيما بعد إن شاء اللَّه تعالى. ومنها إثباته المواخات |له| في دار الآخرة مع الدنيا، وهذا يقتضي أنّ عليّاً عليه السلام يموت على ما كان عليه في وقت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأنّه لا يغيّر ولا يبدّل لتتمّ المواخات في الآخرة كما تمّت في الدنيا، ولو جاز أن يموت على كبيرة لم يكن أخاً له في الآخرة، لأنّ صاحب الكبيرة من أهل النار لا يكون أخاً لمن هو في دار المصطفين الأخيار.

ومنها تصريحه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بأنّه أقرب الخلائق منه في الموقف، فلو كان أحد من الصحابة في منزلته أو يفضل عليه، لم يكن ليسند |إليه| عليه السلام بهذه المنزلة، لأنّ القرب إلى الرسول عليه السلام هو على قدر المنزلة |ظ| فإذا كان

/ 65