محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


و بيان مبيت علي في فراش النبي تفدية له في ليلة الغار


رجعنا إلى |شرح البيت: "18" من| القصيدة قال الإمام |المنصور باللَّه| عليه السلام:

ومن فدا أحمد بدر الدجى++

نفسي فداء للفِدا والفدي

فدا يفدي |فَدىً وفِدىً وفِداءً- على زنة 'رمى يرمي'- وبابه| معروف وهو أن يجعل |شخص| نفسه في معرض التلف وقاية لغيره، قال اللَّه تعالى: 'وفديناه بذبح عظيم'|107/الصافات 307| أراد ما كان من فداء إسماعيل صلى اللَّه عليه بالكبش الذي أنزل من الجنة بعد أن رعا فيها- على ما قبل- أربعين خريفاً وذلك إنّ اللَّه تعالى لما أمر إبراهيم صلى اللَّه عليه وسلم في ولده بما أمر، و بادر إلى مابادر على ماقصّ |اللَّه| تعالى خبره حيث يقول: 'فلمّا أسلما وتلّه للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين' |105 -102/الصافات 37| فلما علم اللَّه تعالى أنّهما قد بادرا لأمره واستسلما لحكمه صابرين على ما تصوّراه من الأمر بالذبح، فداه اللَّه تعالى بالذبح العظيم.

وقد اختلف الناس هل أمر بالذبح على الحقيقة، أوأمر بمقدمات الذبح؟ فذهب أكثر الفقهاء إلى أنّه أمر بالذبح، وذهب المحققون من أهل العدل والتوحيد من أئمتنا عليهم السلام وأتباعهم رضي اللَّه عنهم /90/ إلى أنّه لم يؤمر بالذبح وإنّما أمر بمقدماته، وقالوا: لأنّه تعالى يقول: 'وناديناه أن ياإبراهيم قد صدّقت الرّؤيا'|105/الصافات: 26| فلوكان مأموراً بالذبح لم يكن قد صدّق الرّؤيا في الحقيقة وقد صدّقه اللَّه تعالى.

ولايقال: قد وقع الذبح وإنما أحياه اللَّه تعالى. وذلك لأنه لادليل على هذا، وما لا دليل عليه فإنه لايجوز القطع على صحته.

وبعد فلو وقع الذبح لاستغنى عن الفداء، فإنّه لامعنى له بعد الذبح وإنّما يتصوّر أن يستقيم معنى قوله: 'وفديناه بذبح عظيم' |107/االصافات 37| إذاكان لم يذبح، وذبح ماهو فداء عنه، فصحّ أنّه لم يؤمر بالذبح في الحقيقة.

وبعد فلو |كان| أمر بالذبح لوجب أن يفعله وإلاّ |كان| استحق التوبيخ على تركه ومعلوم أنّ اللَّه تعالى ما عنّت عليه في هذه القصة شيئاً.

فإن قيل: إنّه نهاه عن الذبح بعد أن أمره به، والنسخ جائز فيما هذاحاله. قلنا: إن النسخ في هذه الصورة باطل لأنّه لايكون نسخاً في التحقيق وإنّما يكون بداءاً

لأن الأمر حينئذ والنهي يكونان قد تناولا فعلاً واحداً على وجه واحدٍ من مكلّفٍ واحدٍ، وهذا هو البداء، لأنّه نظير أن يأمر زيد عبده بفعل في وقت ٍ ثم ينهاه عنه على وجه واحد، و ذلك يكون بداءاً، والبداء لا يجوز على اللَّه تعالى لأنّه يقتضي تجدّد علمه و هو محال.

يزيده وضوحاً أنّه تعالى إذا أمر بفعل فإنّه لا يأمر به إلاّ لصلاح يكون قد علمه فيه لذلك المأمور به، فمتى نهى عنه بعد الأمر فلا يخلو إمّا أن ينهى عنه مع كونه مصلحةً |فعلى هذا| كان النهي قبيحاً لأنّ النهي عن المصلحة قبيح عند العقلاء.

وإمّا أن ينهى عنه- |بعد ما أمر به|- لأنّه |ذو| مفسدة، وهذا محال لأنّه قد علم أوّلاً أنّه |ذو| مصلحة، فمتى علم أنّه مصلحة؟ فمتى علم أنّه مفسدة لم يكن بدّ من أن يكون في إحدى الحالتين جاهلاً لأنّه إن كان مفسدة مع أنّه قد علم كونه مصلحة لم يكن هذا علماً في الحقيقة، فيلزم إضافة الجهل إلى اللَّه تعالى وهذا محال، لأنّه عالم بذاته، فيجب القضاء بأنّه لا يحسن الأمر بالفعل ثمّ يرد النهي عنه قبل فعله أو مضيّ وقت فعله.

فلهذا قضينا بأنّ إبراهيم صلى اللَّه عليه وسلم لم يكن مأموراً بالذبح، وإنّما أمره بمقدمات الذبح من الإضجاع وأخذ المدية ووضعها على الحلق.

ومتى قيل: فأين البلاء المبين الذي أخبر به ربّ العالمين؟ قلنا ظنّ صلى اللَّه عليه وآله أنّه لم يؤمر بهذه المقدمات الاّ للذبح المتعقّب لها، فتصوّر البلاء الذي حكاه اللَّه تعالى دون أن يكون مأموراً بالذبح على الحقيقة.

و'أحمد' المذكور في البيت هو رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وذلك من أسمائه كما قدّمناه.

و 'البدر' معروف وسمّي بدراً لتمامه. وقيل: لأنّه يبادر الشمس بالغروب.

و 'الدجى' هو الظلام الشديد، والمداجات: |المدارات مع| المساترة، ومنه داجيت فلاناً أي |داريته و| ساترته بالعداوة.

وقوله: 'نفسي' أراد ذاته وجسمه وذلك أحد معاني النفس، قال تعالى: 'يا أيّها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة' |24/البقرة: 2|.

وثانيها بمعنى الروح، كما قال تعالى: 'والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم' |93/الأنعام: 6| يريد الأرواح.

وثالثها بمعنى القلب، قال تعالى حاكياً /91/ |عن عيسى بن مريم|: 'تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك' |116/المائدة: 5| قيل: |أراد|بقوله: 'نفسى' القلب، لأنّ القلب محلّ لكثير من الأفعال التي يتناولها التكليف.

ورابعها الدم كما قال الفقهاء: 'مالانفس له سائلة فإنّه لا ينجس الماء القليل بموته فيه وما له نفس سائلة فإنّه ينجس الماء القليل بموته فيه' وأرادوابالنفس هاهناالدم، وقد ورد ذلك في لغة العرب قال الشاعر:

تسيل على حدّ السيوف نفوسنا++

وليست على غير السيوف تسيل

وما تقوله الباطنية الملحدة- من النفس الكليّه التي هي أحد صانعي العالم والحريّة وهي التى يختص بها كلّ حيّ وهي الّتي هي الروح الذي هو الإنسان في الحقيقة أوغيره من الحيوانات- فإنّه قول باطل ولأنّه لا دليل عليه ولايعلم صحته باضطرار، وكلّ مالايعلم ضرورة ولا دليل على ثبوته فلا وجه للقطع عليه.

وبعد فإن أحدنا حيّ قادر عالم فاعل فلا معنى لطلب فاعل سواه، وكيف وقد علمنا وقوف أفعاله نحوقيامه وقعوده على داعيته ومشيئته، فلولم يكن فاعلا لها في التحقيق لم تفف عليه ولاتكثّر بكثرة قدرة ولايقلّ بقلتها، ولايوثر علمه الكثير في أحكامها، بل لا فرق حينئذ بين جهله وعلمه، وهذا ظاهر السقوط.

وقوله عليه السلام: 'نفسي فداء للفدا والفدي' فأراد ب'الفدا' علياً عليه السلام وب'الفدي' رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول |المنصور باللَّه|: إنه يفديهمابنفسه لشرفهما وفضلهما وهذا غاية ما يبذله الواحد |منّا| لمن يعزّ عليه ويعظم خطره لديه، وقد كان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم للين جانبه - وشرف أخلاقه ووطأة أكنافه وخفض جناحه- يخاطب بمثل ذلك أصحابه فقال لسعد بن أبي وقاص في يوم 'أحد': إرم فداك أبي وأمي

___________________________________

هكذا جاء من طريق مخالفي أهل البيت عليهم السلام فليحقق.

ورأيت في بعض الكتب التي ذكرت فيها أخلاقه- وإن كنت لا أتحقق كونه

مسموعاً- أنّه كان ربما يقول لأصحابه: 'فداكم أبي وأمي وخالي'

___________________________________

لا عهد لي بالحديث من طريق شيعة أهل البيت عليهم السلام.

وهذا لا يزيد على ما حكاه اللَّه تعالى في الجملة حيث يقول مقسماً على شريف خلقه 'ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وانّ لك لأجراً غير ممنون وانّك لعلى خلق عظيم' |1 تا 4/القلم: 68| فما عظم اللَّه تعالى إلاّ عظيماً وقال تعالى: 'ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك' |85/آل عمران: 3| وقال تعالى: 'لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رءُوف رحيم' |128/التوبة: 9|.

وقد انطوى البيت على فضيلة لعلى عليه السلام غرّاء، ومنقبة في الكرم ساطعة الضياء، وذلك ثابت فيما رويناه بالإسناد المتقدم إلى السيد الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين عليهم السلام

___________________________________

رواه السيد أبوطالب في أماليه كما في الحديث: "46" من تيسير المطالب، ص 49 ط 1. قال:

أخبرنا محمد بن عمر الدينوري قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان: قال: حدثنا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: أخبرني عمّي مصعب بن عبداللَّه، قال: أخبرني موسى بن عبداللَّه بن الحسن بن الحسن عليهم السلام، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال:

كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إذا أخذ مضجعه وعرف /92/مكانه تركه أبوطالب فإذا نامت العيون جاء إليه فأنهضه من فراشه وأضجع علياً مكانه فقال عليّ ذات ليلة:

___________________________________

هذا هوالصواب، وفي أصلي: "فقال عليّ: ياأبتاه إنّي مقتول ذات ليلة؟...". يا أبتاه إنّي مقتول؟ فقال أبوطالب:

اصطبر يا عليّ فالصبر أحجى++

كلّ حيّ مصيره لشعوب

قد بلوناك و البلاء يسير++

لفداء النبي وابن النجيب

لفداء الأغرّ ذي النسب الثا++

قب ذي الباع والرضى الحبيب؟

إن تصبك المنون عنه فأحرى++

فمصيب منها وغير مصيب

كل حيّ وإن تملّأ عيشاً++

آخذ من سهامه بنصيب

___________________________________

وليلاحظ حرف الباء من كتابنا منية الطالب، ص 104، ط 1.

وروينا من طريق أخرى أنّ ذلك كان في حصار الشعب.

وروينا بالإسناد المتقدم إلى السيد الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين عليه السلام

___________________________________

رواه السيّد أبوطالب في أماليه كما في الحديث: "63" في أواخر الباب الثالث من تيسير المطالب: ص 75 ط 1 ببيروت. قال: أخبرنا أبوالعباس أحمد بن إبراهيم الحسينى رحمه الله تعالى قال: حدثنا محمد بن بلال، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سلام، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبداللَّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه أبي رافع قال:

كان علي عليه السلام يجهّر

___________________________________

كذا في أصلي من محاسن الأزهار، وهو أظهر مما في تيسير المطالب المطبوع ببيروت: 'قال: كان عليّ عليه السلام يحمل لرسول اللَّه...'. لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حين كان في الغار، يأتيه بالطعام والشراب واستاجر ثلاث رواحل للنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولأبي بكر ولدليليهما.

وخلّفه النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ليخرج إليه أهله فأخرجهم إليه وأمره أن يؤّدي عنه أماناته ووصاياه من كان يوصي إليه وماكان يؤتمن عليه، فأدّى عنه أمانته كلّها.

وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج |و| قال: إن قريشاً لن يفقدوني ما داموا يرونك. فاضطجع على فراش النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وجعلت قريش تطلع عليه، فإذا رأوه قالوا: هو |ذا| نائم فلمّا أصبحوا ورأوا عليّاً عليه السلام قالوا: لو خرج محمد لخرج بعلي.

|فامتثل عليّ جميع ما أمر به النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ثمّ أخذ أهله ومن أمرالنبيّ بحمله وتوجّه نحو المدينة|.

فلمّا بلغ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم خبر قدومه قال: ادعوا لي عليّاً. قالوا: بانبيّ اللَّه لايقدر أن يمشي على قدميه فأتاه النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فلمّا رآه اعتنقه وبكى رحمةً له لمارأى بقدميه من الورم وانّهما يقطران دماً، وتفل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في يده فمسحهما به ودعاله بالعافية فما اشتكاهما حتىّ

استشهد عليه السلام

___________________________________

وانظرالحديث: "187" وما بعده من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 154، ط 2.

وبالإسناد المتقدم إلى القاضي الزكي أبي عليّ الحسن بن علي الصفّار

___________________________________

تقدّم ذكر إسناد المصنف إلى أبي عليّ الحسن بن عليّ الصفار في أواخر شرح البيت "12/11". قال: حدثنا عمر بن مهدي البغدادي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عقدة، قال: حدثنا الحسين بن عبدالرحمان بن محمد الآذوني قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبدالنور بن عبداللَّه بن محمد بن المغيرة القرشي، عن إبراهيم بن عبداللَّه بن معبد:

عن ابن عباس قال: بات علي ليلة خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى المشركين؟ على فراشه ليعمي على قريش، وفيه نزلت هذه الآية:'ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللَّه' |207/البقرة: 2|.

وبالإسناد المتقدم إليه رضي اللَّه عنه قال: حدثنا قاضي القضاة أبوالحسن عبدالجبّار بن أحمد قراءةً عليه، قال: حدثنا القاسم بن أبي صالح، قال: حدثنا عقبة بن مكرم قال: /93/ حدّثنا يونس، عن قيس بن الربيع، عن حكيم بن جبير:

عن علي بن حسين قال: أوّل من شرى نفسه للَّه عزّوجلّ عليّ بن أبي طالب كان المشركون يطلبون رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقام |النبيّ| عن فراشه فانطلق هو وأبوبكر

___________________________________

كذا في هذا الحديث، وأكثر أخبار الباب خال عن ذكر انطلاق أبي بكر مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في بداية الأمر، بل كثير منها صريح في أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم انطلق منفرداً وبعد فترة لحق به أبوبكر. فاضطجع عليّ على فراش رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فجاء المشركون فوجدوا عليّاً ولم يجدوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم

___________________________________

وقريباً منه جدّاً رواه محمد بن سليمان في الحديث: "69" من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: 124 :1 ط 1. ورواه أيضاً الحاكم الحسكاني بأسانيد في الحديث: "140" وما بعده في تفسير الآية: "207" من سورة البقرة في شواهد التنزيل: ج 1، ص 130، ط 2.

قال |المؤّلف| أيّده اللَّه: وفي هذه الآثار فوائد:

منها شدّة حنوّ أبي طالب على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتّى وقاه بولده وثمرة فؤاده علي بن أبي طالب على عظم محبّته له فعرّضه للتلف إبقاءاً على الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

ثّم فيه الاعتراف بنبوّته أيضاً وقد نقلت له أبيات رويناها بالإسناد إلى السيّد الموفّق بالله أبي عبداللَّه الحسين بن إسماعيل الجرجاني الحسني عليه السلام

___________________________________

وهو السيّد الأجل الحسين بن إسماعيل الشجري والد السيّد المرشد باللَّه- المتوفّى عام: "420" المترجم تحت الرقم 261 من كتاب المؤلّفين الزيدية ص 235.

وأكثر أبيات أبي طالب المذكورة هاهنا رواه أمين الإسلام الطبرسي في تفسير الآية: "26" من سورة الأنعام في تفسير مجمع البيان: ج 4 ص 287.

وليلاحظ الحدائق الوردية ص 183، وأدب الطفّ: ج 4 ص 26. منها: قوله:

ألم تعلموا أنّا وجدنا محمدًا++

نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتب

أليس أبونا هاشم شدّ أزره++

وأوصى بنيه بالطعان و بالضرب

و |أيضاً| كتب |أبوطالب| في أمر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى النجاشيّ:

تعلّم أبيتَ اللعن أنّ محمّداً++

رسول كموسى والمسيح بن مريم

أتى بالهدى مثل الّذي أتيا به++

فكلّ بأمر اللَّه يهدي ويعصم

وقال أيضاً:

وقد حلّ مجد بني هاشم++

مكان النعائم والزهرة

___________________________________

كذا في أصلي، وهذه القطعة من أبيات أبي طالب عليه السلام أوردتها عن مصادر في حرف التاء من كتاب منية الطالب ص 13، وفيه:

لقد حلّ مجد بني هاشم++

مكان النعائم والنشرة

وللمقطع التالي أيضاً مصادر، وذكره أيضاً البلاذري في الحديث: "14" من ترجمة أبي طالب صلوات اللَّه عليه، من أنساب الأشراف: ج 2 ص 31 ط 1، بتحقيق المحمودي.

ورواه أيضاً أبوهفّان في المقطع: "16" مما جمعه من ديوان أبي طالب عليه السلام ص 69 بتحقيق المحمودي.

وأيضاً للأبيات المتقدمة مصادر يجدها الباحث في منية الطالب في مستدرك ديوان أبي طالب.

ومحض بني هاشم أحمد++

رسول المليك على فترة

وقال أيضاً:

منعنا الرسول رسول المليك++

ببيض تلألأ كلمع البروق

___________________________________

وانظر ما يأتي عن المؤّلف في أواسط الفصل الأول بعد انقضاء شرح قصيدة الإمام المنصور باللَّه التي شرحها المؤلّف في مخطوطة محاسن الأزهار هذا: ص 240.

أذبّ وأحمي رسول المليك++

حماية حام عليه شفيق

وهذا |هو| التصريح بنبوّة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو دليل على إسلامه.

وقد روي أنّه عند موته والعباس رضى الله عنه |كان| عنده فسمعه ينطق بالشهادة وقال: يخاطب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: يا ابن أخي قالها، يعني الشهادة. فإذانقل |عنه| ما يقتضي الإسلام وجب قبوله وتقديمه على رواية الكفر، لاسيّما وهو طارئ على الأصل الذي هو الكفر فجرى مجرى الخبر عن طهارة الماء والخبر بنجاسته، فإنّ الخبر بطهارته أولى

___________________________________

هذا هو الصواب، وفي مخطوطتي: "فإن الخير بنجاسته أولى". لأن الأصل الطهارة، والنجاسة طارئة ونظائر ذلك واضحة.

وقد انعقد إجماع المتأخّرين من العترة عليهم السلام على إسلامه

___________________________________

بل كافّة المعصومين المنصوصين عليهم من العترة الطاهرة وشيعتهم أجمعوا على ذلك، قال الشيخ المفيد رحمه اللَّه في كتابه: أوائل المقالات ص 45: اتّفقت الإمامية على أن آباء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من لدن آدم إلى عبداللَّه |والد النبيّ كانوا| مؤمنين باللَّه عزّ وجلّ موحّدين...

وساق الكلام إلى أن قال: وأجمعوا على أن عمّه أباطالب مات مؤمناً...

وروى شيخ الطائفة أبوجعفر الطوسي طاب ثراه- في تفسير الآية: "56" من سورة القصص' من تفسير التبيان: ج 8 ص 164 ط بيروت قال:

وعن أبي عبداللَّه وأبي جعفر عليهماالسلام: 'أنّ أباطالب كان مسلماً' و عليه إجماع الإمامية لايختلفون فيه، ولها على ذلك أدلّة قاطعة موجبة للعلم.

وقال أبوعليّ الطبرسي قدّس اللَّه نفسه في تفسيرالاية: "26" من سورة الأنعام من مجمع البيان: ج 4 ص 406 ط صيدا: قد ثبت إجماع أهل البيت عليهم السلام على إيمان أبي طالب، وإجماعهم حجّة لأنّهم أحد الثقلين اللذين أمرالنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بالتمسّك بهما بقوله |المتواتر عنه|: 'إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا'.

وليلا حظ أيضاً ما ذكره رحمه اللَّه في تفسير الآية: "56"من سورة القصص في مجمع البيان: ج 7 ص 260.

وقال العلامة المجلسي رفع اللَّه مقامه في ذيل الحديث: "84" من الباب الثالث من فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام من بحار الأنوار:ج 9 ص 29 ط الكمباني وفي ط طهران: ج 35 ص 138، قال:

وقد أجمعت الشيعة |الإماميّة| على إسلامه وأنّه قد آمن بالنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في أوّل الأمر، ولم يعبد صنماً فطّ، بل كان من أوصياء إبراهيم عليه السلام، واشتهر إسلامه من مذهب الشيعة حتّى أن المخالفين كلّهم نسبوا ذلك إليهم،و تواترت الأخبار من طرق الخاصّة والعامّة في ذلك، وصنّف كثير من علمائنا ومحدّثينا كتاباً مفرداً في ذلك؟ كما لايخفى على من تتبّع كتب الرجال.

وقال ابن الأثير في كتاب جامع الأصول: وما أسلم من أعمام النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم غير حمزة والعباس وأبي طالب عند أهل البيت عليهم السلام.

وليلاحظ وصية أبي طالب التي رواها محمد بن أحمد بن إسحاق الوشاء المتوفى عام: "325" كما في عنوان 'باب البلاغة من وصايا المحتضرين ذوي الآراء والعقد الرصين' من كتاب الفاضل: ج 1، ص 143.

أقول: ومن أراد المزيد فعليه بمراجعة بحار الأنوار والغدير: ج 7 ص 386 والإمامة الكبرى: ج 1، ص 169 -136 ط 1. وإجماعهم حجّة

واجبة الإتّباع فوجب القضاء بذلك، وقد ذكره الإمام المنصور باللَّه عليه السلام في أبيات أجاب بها ابن المعتزّ، عن قصيدة له فقال فيها:

___________________________________

وإليك تمام القصيدة على ما أوردها المنصور باللَّه في كتابه الشافي: ج 2 ص71- ورواها أيضاً حميد الشهيد في ترجمة المنصور باللَّه، من الحدايق الوردية ص 183- قال:

بني عمنّا إن يوم الغدير++

ليشهد للفارس المعلم

أبينا عليّ وصيّ الرسول++

ومن خصّه باللوا الأعظم

لكم حرمة بانتساب إليه++

وهانحن من لحمه والدم

لئن كان يجمعنا هاشم++

فأين السنام من المنسم

وإن كنتمو كنجوم السماء++

فنحن الأهلّة للأنجم

ونحن بنو بنته دونكم++

ونحن بنو عمّه المسلم

حماه أبونا أبوطالب++

وأسلم والناس لم تسلم

و قد كان يكتم إيمانه++

فأمّا الولاء فلم يكتم

فأيّ الفضائل لم يحوها++

ببذل النوال وضرب الكميّ

قفونا محمد في فعله++

وأنتم قفوتم أبامجرم

هدى لكم الملك هدي العروس++

فكافأتموه بسفك الدم

ورثنا الكتاب و أحكامه++

على مفصح الناس والأعجم

فإن تفزعوا نحو أوتاركم++

فزعناإلى آية المحكم

أشرب الخمور وفعل الفجو++

ر من شيم النفرالأكرم قتلتم

هداة الورى الطاهرين++

كفعل يزيد الشقيّ العميّ

فخرتم بملك لكم زائل++

يقصر عن ملكنا الأدوم

ولابدّ للملك من رجعة++

إلى سالك المنهح الأقوم

إلى النفر الشمّ أهل الكسا++

ومن طلب الحق لم يظلم

يغشّون بالنور أقطارها++

وتنسلّ عن ثوبها الأسحم

أقول: ويعجبني أن أورد هاهنا مانظمه أبوالقاسم التنوخي عليّ بن محمد بن أبي الفهم الأنطاكي البغدادي- المولود "278" المتوفى 342 المترجم في كتاب الغدير: ج 3 ص 380- على مارواه جمع منهم المؤلّف حميد بن أحمد المحلّي- المولود سنة: "582" المتوفى سنة: "652"- في أواخرالحدائق الوردية: ج 2 ص 211 قال:

قال: وكان عبداللَّه بن المعتزّ |العبّاسي| قد قال قصائد كثيرة على قوافٍ وأوزان مختلفة يذكر فيها الطالبيين ويطعن عليهم ويصف ماكان من القرامطة |وينسب إليهم| وكان ابن المنجّم وغيره قد عارضوه على أوزان قصائده إلاّ قصيدة له أولها:

أبى اللَّه إلاّ ما ترون فما لكم++

غضاباً على الأقدار يا آل غالب

فإنّه لم يعارض على وزن قصيدته هذه، فاحتسب عليّ بن محمد التنوخي الردّ عليه بمثل قصيدته ناقضاً عليه فيما قاله ونصر الطالبيين وأقام لهم الحجح والبراهين في إبطال ما ذكره ابن المعتزّ، وجعلها على لسان بعض الطالبيين فقال:

من ابن رسول اللَّه وابن وصيّه++

إلى مدغل في عقدة الدين ناصب

نشا بين طنبور و دفّ ومزهر++

وفي حجر شاد أوعلى صدر ضارب

ومن طهر سكران إلى بطن قينة++

على شبه في ملكها و شوائب

يعيب عليّاً خير من وطى ء الثرى++

وأكرم سار في الأنام و سارب

ويزري على السبطين سبط محمد++

فقل في حضيض رام نيل الكواكب

وينسب أفعال القرامط كاذباً++

إلى عترة الهادي الكرام الأطائب

إلى معشر لايسرح الذّم بينهم++

و لايدرأ؟ أعراضهم بالمعائب

اذاما انتدوا كانوا شموس نديّهم++

وإن ركبوا كانوابدورالركائب

وإن سئلوا سحّت سماء أكفّهم++

فأحيوا بميت المال ميت المطالب

وإن عبسوايوم الوغاضحك الردى++

وإن ضحكوا أبكواعيون النوائب

نشوابين جبريل و بين محمّد++

و بين عليّ خير ماش و راكب

وصي النبيّ المصطفى وصفيّه++

و مشبهه في شيمة و ضرائب

ومن قال في يوم الغدير محمّد++

وقد خاف من غدر العداة النواصب

أما أنا أولى منكم بنفوسكم++

فقالوا بلى قول المريب الموارب

فقال لهم من كنت مولاه منكم++

فهذا أخي مولاه بعدي و صاحب

أطيعوه طرّاً فهو مني بمنزل++

كهارون من موسى الكليم المخاطب

وقولا له إن كنت من آل هاشم++

فما كلّ نجم في السماء بثاقب

وإنّك إذ خوفّتنا منك كالذي++

يخوفّ أسداً بالظباء الربائب

فقلت:بنو حرب كسوكم عمائماً++

من الضرب في الهاماث حمر الذواتب

صدقت منايانا السيوف وإنّما++

تموتون فوق الفرش مثل الكواعب

أبونا القنا والمشريفة أمّنا++

واخوتنا جرد المذاكي الشوازب

وما للغواني والوغى فتعوّدوا++

بقرع المثاني من قراع الكنائب

وقلتم قتلنا عبدشمس فملكهم++

لنا سلب هل قاتل غير سالب

فيا عجباً من حارب ظلّ يدّعي++

مواريث خيرالناس ملكاً لحارب

هوالسلب المغصوب لا يملكونه++

و هل سالب للغصب إلاّ كغاصب

أأنفال جدّينا تحوزون دوننا++

بزعمكم الأنقال يا للعجائب

وهل لطليق شركة مع مهاجر++

فلاتثبوا في الدين وثب المواثب

أخو المرء دون العمّ يحوي تراثه++

إذا قسم الميراث بين الأقارب

وأولاده في محكم الذكر فاقرأوا++

أحقّ وأولى من أخيه المناسب

وجئتم مع الأولاد تبغون إرثه++

فأبعد بمحجوب بحاجب حاجب؟

ويوم حنين قلت حُزنا فخاره++

ولوكان يدري عدّها في المثالب

وهل واقف في حومة الحرب حائزاً++

وإن كان وسط الصفّ إلاّكهارب

وما شهد الهيجاء من كان حاضراً++

إذالم يطاعن قرنه ويضارب

فهلاّ كما كان الوصيّ مصمّماً++

يعقب بالهندي كبش العصائب

وقلتم أبونا والد لمحمد++

فأنتم بنوه دوننا في المراتب

فلا تنسيا العباس كان وجدّنا++

أبوطالب مثلين عند التناسب

وأدناهما من كان بالسيف دونه++

يفلّ شبا سيف العدوّالمناسب

وشتّان من آوى وواسابنفسه++

و من دلف يغزوه بين المقانب

أبونا يقيه جاهداً و أبوكم++

يجاهده بالمرهفات القواضب

فنحن بنو عمّ لنافوق مالكم++

ونحن بنوه دونكم في التناسب

وعبت عليّاً في الحكومة بينه++

وبين ابن حرب والطغام الأشائب

فقد حكم المبعوث يوم قريظة++

ولا عيب في قول الرسول لعائب

ومثل علي في عقيل و طالب++

أبولهب من جدّكم في التقارب

ونحن أسرنا عمّنا وأباكموا++

فباتا بليل مكفهّر الجوانب

ونحن حقّنا بالفداء دماءكم++

فلا تجحدونا حقّ تلك المواهب

وقلتم أضعتم ثار زيد وكنتم++

كسالى فكادت لا تجب كل كاذب؟

أماثار فيه الطالبي ابن جعفر++

فدكدك ركن الملك من كلّ جانب

وأمطر في جيّ وفي أرض فارس++

سحائب موت ماطراً كالسحائب

إلى أن رمته غازيات دعاتكم++

بسهم اغتيال نافذ السهم صائب

وقلت نهضنا ثائرين شعارنا++

بثارات زيد الخير عندالتحارب

فما ذاك من حبّ لزيد و آله++

ولكنّها تشعيبة من مشاعب؟

دعوتم إلينا عالمين بأنّكم++

مكان الدنايا من درى و مناكب؟

فهلاّ بإبراهيم كان شعاركم++

فيرجع داعيكم بحلّة خائب

بنا نلتم مانلتم من إمارة++

فلا تظلموا فالظلم مرّ العواقب

وكم مثل زيد قدأبادت سيوفكم++

بلا جرم غير الظنون الكواذب

أما حمل المنصور من أرض يثرب++

نجوم هدى تجلو ظلام الغياهب

لهم عند ذكراللَّه في الليل رنّة++

كرنّتكم عند اصطفاف المضارب

يتوجّهم ظلماً إذا أظلم الدجا++

بكّل رقيق الحدّ أبيض فاضب

وقطّعتم بالبغي يوم محمّد++

قرائن أرحام لنا وأقارب؟

وجّرعتم تحت التراب نبيّكم++

بكاسات ثكل لا تطيب لشارب

قفوتم يزيداً في انتهاك حريمه++

بكل محاد للإله محارب

تعدّونه فتحاً ولو كان أحمد++

لعدّده من فادحات المصائب

وفي أرض باخمرا مصابيح قدثوت++

مترّبة الهامات حمرا الترائب

يغسّلها هامي السحاب إذاهمى++

و يكنفهاأيدي الظبا والحبائب

وغادر هاديكم بفخّ طوائفاً++

تهاداهم بالقاع بعع النوائب؟

فيالسيوف فللت بمعاضد++

ويا لأسود صرّعت بثعالب

و هارونكم أردى بغير جريرة++

نجوم تقى مثل النجوم الثواقب

ومأمونكم سمّى الرضابعد بيعة++

تود ذرى شمّ الجبال الرواسب؟

فهل بعد هذا في البقيّة بيننا++

بني عمّنا والصلح رعي لراغب

كذبتم وبيت اللَّه أوتصدرالظبا++

سوارب من ها ماتكم و الشوارب

ولينا فولّينا أباكم فخاننا++

و كان بمال اللَّه أوّل ذاهب

فكنّالكم في كل حال مناهلاً++

عذاباً إذ يوردن حضرالجوانب؟

فلمّاملكتم كنتمو بعد ذلّة++

أسوداً علينا داميات المخالب

فقل لبني العباس عمّ محمّد++

و عمّ عليّ صنوه في المناسب

عزيز عليّ أن تدبّ عقاربي++

إلى معشري الأدنى دبيب العقارب

ولكن بدأتم وأنتصرتم فأقصروا++

فليس جناة الذنب مثل المعاقب

و ليس سواء سبّ سيدة النساء++

و سبّ رماد بالصفا و الأخاشب

و قد قال أصحاب النبي محمد++

له: قد هجانا مشركو آل غالب

فقال لهم قولوا لهم مثل قولهم++

فما مبتد للهجو مثل مجاوب

فهذا جواب للذي قال مالكم++

غضاباً على الأقدار يا آل طالب

هذا تمام قصيدة أبي القاسم عليّ بن محمد بن أبي الفهم التنوخي رحمه اللَّه المتوفّى سنة: "342" أخذناها من الحدائق الوردية: ج 2 ص 110.

ورواها أيضاً العلامة الأمينى قدّس اللَّه نفسه إلى قوله:

أطيعوه طرّاً فهو منّي بمنزل++

كهارون من موسى الكليم المخاطب"15"

كما في ترجمة القاضي التنوخي من أعلام القرن الرابع من كتاب الغدير: ج 3 ص 377.

ثمّ روى رحمه اللَّه قطعة منها عن الجزء العاشر من كتاب بشارة المصطفى: ص 268، وقطعة أخرى منها عن بهاء الدين محمد بن حسن في تاريخ طبرستان، ص 100.

أقول: وللكلب الهراش العبّاسي ابن المعتزّ قصيدة أخرى هائية أظهر فيها نصبه وعداءه لأهل البيت عليهم السلام، فردّ عليه على رويّها صفيّ الدين عبدالعزيز بن سرايا الحلّي- المولود سنة "677" المتوفى عام: "752"- نشير إلى صدر قصيدة ابن المعتزّ وذيلها، ثم نتبعها بذكر قصيدة صفيّ الدين الحليّ حرفيةً تقريراً لعين أحبّة أهل البيت عليهم السلام فنقول:

قال ابن المعتزّ في بداية قصيدته الهائية:

ألا من لعين وتسكابها++

تشكّي القذا وبكاها بها

وساق ما نبح به في قصيدته إلى أن قال في آخرها:

قتلنا الأميّة في دارها++

ونحن أحقّ بأسلابها

إذا ما دنوتم تلقّيتمو++

زبوناً أقرّت بجلاّبها

فأجابه الصفيّ الدين الحليّ رحمه اللَّه بقوله:

ألا قل لشرّ عبيدالإله++

وطاغي قريش وكذّابها

وباغي العباد وباغي العناد++

وهاجي الكرام ومغتابها

أأنت تفاخر آل النبيّ++

وتجحدها فضل أحسابها

بكم باهل المصطفى أم بهم؟++

فردّ العُداة بأوصابها

أعنكم نفى الرجس أم عنهمو؟++

لطهر النفوس وألبابها

أما الرجس والخمر من دأبكم؟++

وفرط العبادة من دأبها

وقلت: ورثنا ثياب النبيّ++

فكم تجذبون بأهدابها؟

وعندك لا يورث الأنبياء++

فكيف حظيتم بأثوابها؟

فكذّبت نفسك في الحالتين++

ولم تعلم الشهد من صابها

أجَدُّك يرضى بما قلته؟++

وما كان يوماً بمرتابها

وكان بصفّين من حزبهم++

لحرب الطغاة وأحزابها

وقد شمّر الموت عن ساقه++

وكشّرت الحرب عن نابها

فأقبل يدعو إلى حيدر++

بأرغابها وبأرهابها

وآثر أن ترتضيه الأنام++

من الحكمين لأسبابها

ليعطي الخلافة أهلاً لها++

فلم يرتضوه لإيجابها

وصلّى مع الناس طول الحياة++

وحيدر في صدر محرابها

فهلاّ تقمّصها جدّكم؟++

إذاكان إذ ذاك أحرى بها؟

إذا جُعِل الأمر شورى لهم++

فهل كان من بعض أربابها؟

أخامسهم كان أم سادساً؟++

و قد جليت بين خطّابها

وقولك: 'أنتم بنو بنته++

ولكن بنو العم أولى بها'

بنو البنت أيضاً بنو عمّه++

وذلك أدنى لأنسابها

فدع في الخلافة فصل الخلاف++

فليست ذلولاً لركّابها

وما أنت والفحص عن شأنه؟++

وما قمّصوك بأثوابها

وما ساورتك سوى ساعة++

فما كنت أهلاً لأسبابها

وكيف يخصّوك يوماً بها++

ولم تتأدّب بآدابها

وقلت: 'بأنّكم القاتلون++

أسود أميّة في غابها'

كذبت وأسرفت فيما ادّعيت++

ولم تنه نفسك عن عابها

فكم حاولتها سراة لكم++

فردّت على نكص أعقابها

ولولا سيوف أبي مسلم++

لعزّت على جهد طلاّبها

وذلك عب د لهم لا لكم++

رعى فيكمو قرب أنسابها

وكنتم أسارى ببطن الحبوس++

وقد شنّكم لثم أعتابها

فأخرجكم وحباكم بها++

وقمّصكم فضل جلبابها

فجازيتموه بشرّ الجزاء++

لطغوى النفوس وإعجابها

فدع ذكر قوم رضوابالكفاف++

وجاؤا الخلافة من بابها

هم الزاهدون هم العابدون++

هم الساجدون بمحرابها

هم الصائمون هم القائمون++

هم العالمون بآدابها

هم قطب ملّة دين الإله++

ودور الرحى حول أقطابهآ

عليك بلهوك بالغانيات++

وخلّ المعالي لأصحابها

ووصف العذارى وذات الخمار++

ونعت العقار بألقابها

وشعرك في مدح ترك الصلاة++

وسعي السقاة بأكوابها

فذلك شأنك لا شأنهم++

وجري الجياد بأحسابها

.

ونحن بنو بنته دونكم++

ونحن بنو عمّه المسلم

حماه أبونا أبوطالب++

وأسلم والناس لم يسلم

وقد كان يكتم إيمانه++

فأمّا الولاء فلم يكتم

ومنها- |أي من فوائد الحديث المتقدّم حول اضطجاع عليّ في فراش النبيّ ليلة هرب النبيّ من المشركين|- الصبر العظيم لأمير المؤمنين /94/ عليه السلام في تعريضه نفسه للقتل في اللَّه والفداء لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

ومنها ما كان منه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الأفعال الكاشفة عن شدّة محبّته لعلي عليه السلام حيث أتى إليه ثم اعتنقه وبكى رحمهً له لمّا رأى ما بقدميه، وكيف ترى حال معاديه ومناصبيه ومناوئيه كمعاوية اللعين وأشياعه الأئمة الفاجرين ؟!

ومنها المعجزة العجيبة وهي زوال ما بقدميه بعد تقطرهما بالدم عقيب نفثه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ومسحهما بيده الكريمة.

/ 65