حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) - نسخه متنی

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


درهم، و وصيفاً و خادماً، و قتل عليّ بن أبي طالب!!

فقال لها: لك جميع ما سألتِ، فأمّا قتل عليّ بن أبي طالب، فأنّى لي بذلك؟ فقالت: تلتمس غرّته، فإن أنت قتلته شفيت نفسي و هنأك العيش معي، و إن قُتِلتَ فما عند اللَّه خير لك من الدنيا؟! [ مقاتل الطالبيين، ص 19؛ رواه عنه ابن أبي الحديد في الشرح، ج 6، ص 115. ]

و في الفصول المهمة: فمرّ في بعض الأيام بدار من دور الكوفة فيها عرس، فخرج منها نسوة، فرأى فيهنّ امرأة جميلة فائقة في حسنها، يقال لها: قطام بنت الأصبغ التميمي لعنها اللَّه، فهواها و وقعت في قلبه محبّتها، فقال لها: يا جارية، أيم أنت أم ذات بعل؟ فقالت: بل أيم.

فقال لها: هل لك في زوج لا تذمّ خلائقه، فقالت: نعم، و لكن لي أولياء اُشاورهم.فتبعها فدخلت داراً ثمّ خرجت إليه، فقالت: يا هذا، إنّ أوليائي أبوا أن يزوّجوني إلّا على ثلاثة آلاف درهم و عبدٍ وقينةٍ. [ القينة: الأمة. ] قال: لك ذلك.

قالت: و شريطة اُخرى. قال: و ما هي؟ قالت: قَتل عليّ بن أبي طالب، فإنّه قتل أبي و أخي يوم النهروان!! قال: ويحك و من يقدر على قتل عليّ و هو فارس الفرسان و واحد الشجعان! فقالت: لا تكثر، فذلك أحبّ إلينا من المال، إن كنتَ تفعل ذلك و تقدر عليه، و إلّا فاذهب إلى سبيلك؟

فقال لها: أمّا عليّ بن أبي طالب عليه السلام فلا، و لكن إن رضيتي ضَربتُه بسيفي ضربةً واحدةً و انظري ماذا يكون؟

قالت: رضيتُ، و لكن التمس غرّته لضربتك، فإن أصبته انتفعت بنفسك و بي، و إن هلكت فما عند اللَّه خير و أبقى من الدّنيا و زينة أهلها؟!

فقال لها: و اللَّه ما جاء بي إلى هذا المصر إلّا قتل عليّ بن أبي طالب!!
قالت: فإذا كان الأمر على ما ذكرت، دعني أطلب لك من يشدّ ظهرك و يساعدك؟ فقال لها: افعلي.

فبعثت إلى رجل من أهلها يقال له: وِردان، من تيم الرباب، فكلّمته فأجابها، و خرج ابن ملجم من عندها و هو يقول:




  • ثلاثة آلاف و عبدٌ وَقينةٌ
    فلا مهر أغلى من عليّ و إن غلا
    و لا فتك إلّا دون فتك ابن ملجم



  • و قتلُ عليّ بالحسام المصمّم
    و لا فتك إلّا دون فتك ابن ملجم
    و لا فتك إلّا دون فتك ابن ملجم




[ البيتان في مروج الذهب، ج 2، ص 423. ]
و جاء ابن ملجم إلى رجل من أشجع، يقال له: شبيب بن بجرة من الخوارج، فقال له: هل لك في شرف الدّنيا و الآخرة؟ قال: و كيف ذلك، قال: قتل عليّ بن أبي طالب، فقال له: ثكلتك اُمّك لقد جئتَ شيئاً إدّاً، كيف تقدر على ذلك؟ قال: أكمنُ له في المسجد، فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه، فإن نجينا شفينا أنفسنا و أدركنا ثأرنا، و إن قُتِلنا فما عند اللَّه خير من الدّنيا و ما فيها، و لنا اُسوة في أصحابنا الّذين سبقونا.

فقال له: ويحك لو كان غير عليّ، و قد عرفت بلاءه في الإسلام و سابقته مع النبيّ صلى الله عليه و آله، و ما أجدُ نفسي تنشرح لقتله.

قال: ألم تعلم أنّه قتل أهل النهروان العبّاد المصلّين؟ قال بلى، قال: فنقتله بمن قتل من إخواننا، فأجابه إلى ذلك، فجاءوا إلى قطام و هي في المسجد الأعظم معتكفة، و كان ذلك في شهر رمضان، فقالوا لها: قد صمّمنا، أجمع رأينا على قتل عليّ بن أبي طالب. [ الفصول المهمة، ص 133. ]

قال أبوالفرج: فقالت قطام لهما: فإذا أردتما ذلك فالقياني في هذا الموضع، فانصرفا من عندها فلبثا أيّاماً، ثمّ أتياها ليلة الجمعة لتسع عشرة خلت من شهر
رمضان سنة أربعين. [ مقاتل الطالبيين، ص 19. ]

و قال المسعودي في تاريخه: فدعت قطام لهما بحرير فعصبتهما، و أخذوا أسيافهم و قعدوا مقابلين لباب السُدّة الّتي يخرج منها عليّ عليه السلام للمسجد، و كان عليّ عليه السلام يخرج كلّ غداة أوّل الأذان يوقظ النّاس للصّلاة، و كان ابن ملجم مرّ به الأشعث و هو في المسجد، فقال له: فضحك الصبح، فسمعها حجر ابن عديّ، فقال: قتلته يا أعور قتلك اللَّه. [ مروج الذهب، ج 2، ص 424. ]

و في "شرح ابن أبي الحديد" عن أبي مخنف، عن عبداللَّه بن محمّد الأزدي، قال: إنّي لأصلّي تلك اللّيلة في المسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر، كانوا يصلّون في ذلك الشهر من أوّل الليل إلى آخره، إذ نظرتُ إلى رجالٍ يصلّون قريباً من السُّدة قياماً و قعوداً، و ركوعاً، و سجوداً، ما يسأمون، إذ خرج عليهم عليّ بن أبي طالب عليه السلام الفجر، فأقبل ينادي: ''الصلاة الصلاة''، فرأيت بريقَ السيف، و سمعتُ قائلاً يقول: الحكم للَّه يا عليّ لا لك. ثم رأيتُ بريقَ سيفٍ آخر، و سمعت صوت عليّ عليه السلام يقول: ''لا يفوتنّكُم الرجل''. [ شرح ابن أبي الحديد، ج 6، ص 117. ]

فزتُ و ربِّ الكعبة


روى كثير من المؤرخين أنه عليه السلام لمّا ضربه ابن ملجم لعنه اللَّه قال: ''فزتُ و ربّ الكعبة''.

قال ابن عبد البرّ- في حديث- قال: فضربه عبدالرّحمن بن ملجم على رأسه عليه السلام و قال: الحُكم للَّه يا عليّ، لا لكَ و لا لأصحابك. فقال عليّ عليه السلام:''فُزْت
وَ ربّ الكعبة، لا يفوتنّكم الكلب'' فشدّ النّاس من كلّ جانب فأخذوه. [ الاستيعاب لابن عبدالبرّ المالكي بهامش الاصابة، ج 3، ص 59. ]

و عن ابن عساكر و ابن الأثير، بسندهما عن هارون بن أبي يحيى، عن شيخ من قريش: أنّ عليّاً عليه السلام لمّا ضربه ابن ملجم قال: ''فُزتُ و ربِّ الكعبة''. [ اُسد الغابة، ج 4، ص 38؛ ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق، ج 3، ص 303. ]

و عن الدينوري في "الإمامة و السياسة" قال: و ضربه عَلى قرنه بالسيف، فقال عليّ عليه السلام ''فُزتُ وَ رَبّ الكعبة''. [ الامامة و السياسة، ج 1، ص 160. ]

وصيّة عليّ بالرفق بقاتله


في "شرح ابن أبي الحديد" و "مقاتل الطالبيين" باسناده عن عبداللَّه بن محمد الأزدي، قال: فلمّا دخل ابن ملجم على أميرالمؤمنين عليه السلام، نظر إليه ثم قال: ''النّفسُ بالنّفس، فإن أنا مُتّ فاقتلوه كما قَتلني، و إن أنا عِشتُ رأيت فيه رأيي''.

فقال ابن ملجم لعنه اللَّه: و اللَّه و اللَّه لقد ابتعته- يعني سيفه- بألف، و سمّمته بألف، فإن خانني فأبعده اللَّه.

قال: و نادته اُمّ كلثوم: يا عدوّ اللَّه، قتلتَ أميرالمؤمنين؟ قال: إنّما قتلتُ أباكِ.

قالت: يا عدوّ اللَّه، إنّي لأرجو أن لا يكون عليه بأس، قال لها: فأراك إنّما تبكين عليّ إذن؟ لقد و اللَّه ضربتُه ضربةً لو قُسّمت على أهل الأرض لأهلكتهُم.

[ شرح ابن أبي الحديد، ج 6، ص 118؛ مقاتل الطالبيين، ص 22. ]

قال أبوالفرج: و أُخرج ابن ملجم من بين يديه عليه السلام و انصرف النّاس من صلاة الصبح، فأحدقوا بابن ملجم، ينهشون لحمه بأسنانهم كأنّهم سباع، و هم يقولون: يا عدوّ اللَّه، ماذا فعلت؟ أهلكتَ اُمّة محمّد، و قتلت خير النّاس، و إنّه
لصامت ما ينطق، فذهب به إلى الحبس؟. [ مقاتل الطالبيين، ص 22. ]

و روى ابن الصبّاغ المالكي: قال عليّ عليه السلام للحسن: ''يا حسن، أبصروا ضاربي، أطعموه من طعامي، و اسقوه من شرابي، فإن أنا عشتُ فأنا أولى بحقّي و إن مُت فاضربوه ضربةً، و لا تمثّلوا به، فإنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: إيّاكم و المُثلة و لو بالكلب العقور''.

ثمّ قال: ''يا بني عبدالمطلب، لا ألفينّكم تريقون دماء المسلمين بعدي، تقولون: قتلتم أميرالمؤمنين، ألا لا يقتلنّ بي إلّا قاتلي'' ثمّ لم ينطق إلاّ بلا إله إلاّ اللَّه حتّى قُبض. [ الفصول المهمة، ص 136. ]

وصيّته للحسن


روى ابن عساكر الشافعي، بسنده عن عقبة بن أبي الصهباء، قال: لمّا ضرب ابن ملجم عليّاً عليه السلام دخل عليه الحسن و هو باك، فقال له: ''ما يبكيك، يا بُنيّ؟''

قال: ''و مالي لا أبكي و أنتَ في أوّل يوم من الآخرة، و آخر يوم من الدّنيا''. فقال: ''يا بنيّ احفظ أربعاً و أربعاً، لا يضرّك ما عملتَ معهنّ''.

قال: ''و ما هنّ، يا أبه؟''.

قال: ''إنّ أغنى الغنى العقل، و أكبر الفقر الحُمق، و أوحشَ الوحشة العُجب، و أكرم الحسب الكرَم "و" حسن الخلق''.

قال الحسن: ''قلتُ: يا أبه، هذه الأربع، فأعطني الأربع الاُخر''.

قال: ''إيّاك و مصادقة الأحمق، فإنّه يُريد أن ينفعك فيضرُّك، و إيّاك و مصادقة الكذّاب، فإنّه يقرّب إليك البعيد، و يبعّد عليك القريب، و إيّاك و مصادقة البخيل، فإنّه
يقعد عنك أحوج ما تكون إليه، و إيّاك و مصادقة الفاجر، فإنّه يبيعك بالتافه''.[ ترجمة الامام عليّ من تاريخ دمشق، ج 3، ص 304، ح 1404. ]

مع الطبيب المعالج


أخرج أبوالفرج الأصفهاني في "مقاتل الطالبين" بإسناده عن أبي مخنف، قال: حدّثني عطيّة بن الحرب، عن عمر بن تميم، و عمرو بن أبي بكار، قالا: إنّ عليّاً عليه السلام لمّا ضُرِب جمع له أطبّاء الكوفة، فلم يكن منهم أحد أعلم بجرحه من أثير بن عمرو ابن هاني السكوني، و كان متطبّباً صاحب كرسيّ يعالج الجراحات، و كان من الأربعين غلاماً الذّين كان خالد بن الوليد أصابهم في عين التمر فسباهم، و إنّ أثيراً لمّا نظر إلى جرح أمير المؤمنين عليه السلام، دعا برئة شاة حارة، و استخرج عِرقاً منها فأدخله في الجرح، ثمّ استخرجه، فإذا عليه بياض الدّماغ، فقال له: يا أمير المؤمنين، اعهد عهدك، فإِنّ عدوّ اللَّه قد وصلتْ ضربته إلى اُمّ رأسك، فدعا عليّ عليه السلام عند ذلك بصحيفة و دواة وكَتَبَ وصيّته [ مقاتل الطالبيين ص 23، و شرح ابن أبي الحديد ج 6، ص 119 مع اختلاف يسير. ]

آخر وصيّته


فيما يلي آخر وصية كتبها أميرالمؤمنين عليه السلام قبل شهادته، و قد ذكرها أبوالفرج الأصفهاني في "مقاتل الطالبيين" و كذا الطبري في "تأريخه" وثقة الإِسلام الكليني رحمه الله في "الكافي" مع اختلاف يسير في بعض ألفاظها، و نحن نذكر عين ما رواه أبوالفرج في "مقاتل الطالبيين":

''بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم: هذا ما أوصى به أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب، أوصى بأنّه يشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحَدهُ لا شريك لَه، و أنّ محمّداً عبدهُ و رسولُه،
أرسلَه بالهُدى و دين الحقّ لِيظهره على الدّين كلِّه و لو كره المشركون، صلوات اللَّه و بركاته عليه، إنّ صلاتي و نُسكي و محياي و مماتي للَّه ربّ العالمين لا شريك له، و بذلك اُمرتُ و أنا أوّل المسلمين.

اُوصيك يا حسن، و جميع وُلدي و أهل بيتي، و من بلغه كتابي هذا، بتقوى اللَّه ربّنا و لا تموتنّ إلّا و أنتم مسلمون، و اعتصموا بحبل اللَّه جميعاً و لا تَفرّقوا، فإنّي سمعتُ رسولَ اللَّه يقول: إصلاحُ ذاتِ البين أفضل من عامّة الصّلاة و الصّيام، و إنّ المبيدة الحالقة للدّين فساد ذات البين، و لا حول و لا قوّةَ إلّا باللَّه العليّ العظيم ، اُنظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن اللَّه عليكم الحساب.

اللَّه اللَّه في الأيتام، فلا تغبّوا أفواههم بجفوتكم.

و اللَّه اللَّه في جيرانكم، فإنّها وصيّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فما زال يوصينا بهم حتّى ظننّا أنّه سيورثهم.

و اللَّه اللَّه في القرآن، فلا يسبقنّكم إلى العمل به غيركم.

و اللَّه اللَّه في الصلاة، فإنّها عماد دينكم.

و اللَّه اللَّه في بيت ربّكم فلا يَخلُونَّ منكم ما بقيتم، فإنّه إن ترك لم تناظروا،و إنّه إن خلا منكم لم تنظروا.

و اللَّه اللَّه في صيام شهر رمضان، فإنّه جُنّة من النّار.

و اللَّه اللَّه في الجهاد في سبيل اللَّه بأموالكم و أنفسكم.

و اللَّه اللَّه في زكاة أموالكم، فإنّها تطفى ء غضب ربّكم.

و اللَّه اللَّه في اُمّة نبيّكم، فلا يظلمنّ بين أظهركم.

و اللَّه اللَّه في أصحاب نبيّكم، فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أوصى بهم.

و اللَّه اللَّه في الفقراء و المساكين، فأشركوهم في معائشكم.

و اللَّه اللَّه في ما ملكت أيمانكم، فإنّها كانت آخر وصيّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إذ قال:
وصيكم بالضعيفين فيما ملكت أيمانكم''.

ثمّ قال: ''الصّلاة الصّلاة، لاتخافوا في اللَّه لومة لائم، فإنّه يكفيكم من بغى عليكم و أرادكم بسوء، قولوا للنّاس حُسناً كما أمركم اللَّه، و لا تَتركوا الأمر بالمعروف و النهيّ عن المنكر، فيولّي الأمر عنكم و تدعون فلا يُستجاب لكم

[ في تاريخ الطبري ''فيولّى الأمر شراركم ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم''. ]، عليكم بالتواضع و التباذل و التبارُّ، و إيّاكم و التقاطع و التفرّق و التدابر '' وَ تَعَاوَنُوا على البرِّ وَ التقوى وَ لا تَعاوَنوا عَلى الإثم وَ العُدوانِ و اتَّقوا اللَّه إنّ اللَّه شَدِيدُ العِقاب ''. [ المائدة، 2. ]

حفظكم اللَّه من أهل بيت و حفظ فيكم نبيّه، استودعكم اللَّه خير مستودع، و أقرأ عليكم سلام اللَّه و رحمته''. [ مقاتل الطالبيين، ص 24؛ تاريخ الطبري،ج 4، ص 113؛ شرح ابن أبي الحديد، ج 6، ص 120. ]

في الآية الّتي ظهرت صباح شهادته


في "فرائد السمطين" بسنده عن ابن شهاب، قال: قدمتُ دمشق و أنا اُريد الغزو، فأتيت عبدالملك بن مروان لاُسلّم عليه، قال: فوجدتُه في قُبّة على عرش يقرب القائم- أو يفوق القائم- و النّاس تحته سماطين، فسلّمتُ ثمّ جلستُ، فقال لي: يا ابن شهاب، أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل عليّ بن أبي طالب عليه السلام؟

فقلت: نعم، فقال: هلمّ، فقمتُ من وراء النّاس حتّى أتيتُ خلف القُبّة فحوّل إليَّ وجهه فأحنى [ في بعض النسخ "فانحنى". ] عليَّ، فقال: ما كان؟ فقلتُ: لم يرفع حجر في بيت المقدس إلّا
وجدتحته دم!! فقال: لم يبق أحد يعلم هذا غيري و غيرك و لا يسمعنّ منك أحد

[ فرائد السمطين، ج 1، ص 389، رقم 325. ]

و روى في مستدرك الصحيحين بسنده عن ابن شهاب مثله إلّا أنّه زاد في ذيله فما حدّثتُ به حتّى توفّي [ مستدرك الصحيحين، ج 3، ص 113. ]

و في "تاريخ دمشق" روى هذا الحديث مع اختلاف في اللّفظ [ ترجمة الامام عليّ من تاريخ دمشق، ج، ص 316، رقم 1424. ]

و في "فرائد السمطين" أيضاً بسنده عن الزّهري: أنّ أسماء الأنصارية قالت: ما رفع حجر بإيليا- يعني حين قتل عليّ بن أبي طالب- إلّا وجد تحته دم عبيط

[ فرائد السمطين، ج 1، ص 389، رقم 336. ]

في رثائه


قالت سودة بنت عمارة في رثاء مولاها أميرالمؤمنين عليه السلام:




  • صلّى الإله على جسم تضمّنه
    قد حالف الحقّ لا يبغي به بدلاً
    فصار بالحقّ و الإيمان مقرونا



  • قبرٌ فأصبح فيه الجود مدفونا
    فصار بالحقّ و الإيمان مقرونا
    فصار بالحقّ و الإيمان مقرونا



[ ترجمة الامام عليّ من تاريخ دمشق، ج 3، ص 345، رقم 1053. ]
و ممّن رثاه في ذلك الوقت أبوالأسود الدؤلي، قال:




  • ألا أبلغْ معاوية بن حَربٍ
    أفي شهر الصيام فجعتمونا
    قتلتم خير من ركب المطايا
    و من لبس النعال و من حذاها
    إذا استقبلت وجه أبي حسين
    لقد علمت قريشٌ حيث كانت
    بأنّك خيرهم حَسباً و دينا



  • فلا قَرَّت عيون الشامتينا
    بخير النّاس طُرَّاً أجمعينا
    و ذلّلها و من ركب السفينا
    و من قرأ المثاني والمبينا
    رأيت النور فوق الناظرينا
    بأنّك خيرهم حَسباً و دينا
    بأنّك خيرهم حَسباً و دينا




[ مروج الذهب، ج 2، ص 428؛ روى في الكامل في التاريخ، ج 2، ص 438؛ و تاريخ الطبري، ج 4، ص 116 نحوه. ]

في كيفيته قتل ابن ملجم


في تاريخ الطبري، و كذا الكامل في التاريخ: فلمّا قبض أميرالمؤمنين عليه السلام، بعث الحسن إلى ابن ملجم فقال للحسن: هل لك فيَّ خصلة؟ إنّي و اللَّه ما أعطيتُ اللَّه عهداً إلّا وفيتُ به، إنّي كنتُ قد أعطيتُ اللَّه عهداً عند الحطيم

[ الحطيم: جدار حجر الكعبة، و قيل: ما بين الركن و زمزم و المقام، سُمّي بذلك لانحطام النّاس عليه، أي لازدحامهم . ] أن أقتل عليّاً و معاوية، أو أموت دونهما، فإن شئت خلّيتَ بيني و بينه، و لك اللَّه عليَّ إن لم أقتله أو قتلته ثم بقيتُ أن آتيك حتّى أضع يدي في يدك، فقال له الحسن: ''أما و اللَّه حتّى تعاين النار، فلا''، ثم قدّمه فقتله [ تاريخ الطبري، ج 4، ص 114؛الكامل في التاريخ، ج 2، ص 436. ]

خطبة الحسن بعد شهادة أميرالمؤمنين


روى ابن عساكر عن عمرو بن حُبشيّ، قال: خطبنا الحسن بن عليّ عليه السلام بعد قتل عليّ عليه السلام، فقال: ''لقد فارقكُم رجلٌ بالأمس ما سبقه الأوّلون بعلم، و لا أدركه الآخرون، إن كان "رسول اللَّه صلى الله عليه و آله" ليبعثه و يعطيه الراية فلا ينصرف حتّى يفتح له، ما ترك من صفراء و لا بيضاء إلّا سبعمائة درهم، فضلت من عطائه، كان يرصدها لخادم لأهله''. [ ترجمة الامام عليّ من تاريخ دمشق، ج 3، ص 330، رقم 1474. ]

/ 74