قضاياه في حكومته - حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) - نسخه متنی

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قضاياه في حكومته


قضاياه عليه السلام و أحكامه الغريبة الّتي قضى بها في أيام خلافته و الّتي لم يقض بها أحدٌ قبله، كثيرة جدّاً ذكرها علماء الشيعة و أهل السنة، نقتصر هنا على بعض ما ورد من طرق أهل السنة:

قصة الأرغفة "قضاء رياضي"


روى الحافظ ابن عبدالبرّ و كذا العلاّمة السيوطي و المولى علي المتقي الهندي و محبّ الدّين الطبري و العلامة الصفوري الشافعي و ابن حجر العسقلاني و المحدّث البدخشي و القندوزي كلّهم بسندهم عن زرّ بن حبيش كذا علماء الخاصة في كتبهم رووا بأسانيدهم قالوا:

جلس رجلان يتغدّيان، مع أحدهما خمسة أرغفة خبز، و مع الآخر ثلاثة أرغفة، فلمّا وضعا الغداء بين أيديهما مرّ بهما رجل فسلّم، فقالا: اجلس للغداء، فجلس و أكل مهما، و استَوَوا في أكلهم الأرغفة الثمانية، فقام الرجل و طرح إليهما ثمانية دراهم، و قال: خُذا هذا عوضاً ممّا أكلت، منكما، و نلت من طعامكما. فتنازعا فقال صاحب الأرغفة الخمسة: لي خمسة دراهم، و لك ثلاثة.

فقال صاحب الأرغفة الثلاثة: لا أرضى إلّا أن تكون الدراهم بيننا نصفين، فارتفعا إلى أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقصّا عليه قصّتهما، فقال لصاحب الثلاثة الأرغفة: 'قد عرض عليك صاحبك ما عرض، و خبزه أكثر من خبزك فارض بالثلاثة'. فقال: لا و اللَّه لا رضيت منه إلّا بمرّ الحقّ.

فقال عليّ عليه السلام: 'ليس لك في مرّ الحقّ إلّا درهم واحد و له سبعة'.

فقال الرجل: سبحان اللَّه- يا أميرالمؤمنين- هو يعرض عليَّ ثلاثة فلم أرض، و أشرت عليَّ بأخذها فلم أرض، و تقول لي الآن: 'إنّه لا يجب لك في مرّ الحقّ إلّا درهم واحد؟!'

فقال له عليّ عليه السلام: 'عرض عليك الثلاثة صلحاً، فقلت: لم أرض إلّا بمرّ الحقّ، و لا يجب لك بمرّ الحقّ إلّا واحد'.

فقال الرجل: فعرّفني بالوجه في مرّ الحقّ حتّى أقبله.

فقال عليّ عليه السلام: 'أليس للثمانية الأرغفة أربعة و عشرين ثلثاً، أكلتموها و أنتم ثلاثة أنفس، و لا يُعلم الأكثر أكلاً منكم و لا الأقلّ، فتحملون في أكلكم على السّواء؟' قال: بلى. قال:

'فأكلت أنت ثمانية أثلاث، و إنّما لك تسعة أثلاث، و أكل صاحبك ثمانية أثلاث و له خمسة عشر ثلثاً، أكل منها ثمانية، و يبقى له سبعة، و أكل لك واحداً من تسعة، فلك واحد بواحدك، و له سبعة بسبعته'.

فقال الرجل: رضيت الآن. [ الإستيعاب بهامش الإصابة، ج 3، ص 41؛ ذخائر العقبى للطبري، ص 84؛ نزهة المجالس للصفوري، ج 2، ص 211؛ تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص 142؛ كنزالعمال للعلامة الهندي، ج 5، ص 837، ح 14512 و غيرهم. ]

فهذه المسألة لو أجاب عنها أمهر رجل في الحساب بعد طول الفكرة و الروية و أصاب فيها لكان له الفخر.

قضاؤه في مسألة رياضيّة اُخرى


في كتاب "التكامل في الإسلام" لأحمد أمين: أنّ سبعة عشر جَملاً كانت مشتركة بين ثلاثة أشخاص، فجاؤوا عليّاً عليه السلام و قالوا: إنّ نصف هذه الجمال لأحدنا، و ثلثها لآخر، و تسعها لثالثنا، و نريد أن تقسّمها بيننا على أن لا يبقى باق؟

فدعا عليّ عليه السلام بجمل له و أضافه إلى الجمال فكانت 18 جَملاً، فأعطى نصف الجمال: إلى من له النّصف، أي أعطاه 9 جمال، و أعطى ثلث الثمانية عشر إلى من كان له الثلث، أي اعطاه 6 جمال، و أعطى تسع الثمانية عشر إلى من كان له التسع، أي أعطاه جملين "17 = 2 + 6 + 9" ثمّ أرجع الجمل الّذي أضافه إلى بيته. [ التكامل في الاسلام لاحمد أمين، ج 4، ص 159. ]

أقول: قد يستغرب الشخص لأوّل وهلة عندما يلاحظ هذا الحلّ، و ذلك لأنّ من كان له النصف يستحق 8 12 من الجمال. و من كان له الثلث يستحقّ 5 23 من الجمال. و من كان له التسع يستحقّ 1 89 من الجمال. و المجموع 16 جملاً و جزء من ثمانية عشر جزءاً من جمل: "16 118= 189 + 5 23 + 8 12" فبقي إذن 1718 من جمل واحد لم يوزّع بين الشركاء، و لا يخفى و هو 1718 من جمل واحد- يجب أن يوزّع بين الشركاء أيضاً. [ ثمّ أوضح الاُستاذ أحمد أمين هذا البحث في 11 صفحة من كتابه في سلسلة مسائل رياضيّة، و هي خارجة عن إطار الكتاب، و لذا أعرضنا عن توضيحها، و من أراده فليراجع "التكامل في الإسلام لأحمد أمين، ج 4، ص 171 -159." ]

في تفريق المتّهمين


روى العلاّمة محمّد بن طلحة الشافعي، قال: إنّ سبعة أنفس خرجوا من الكوفة مسافرين، فغابوا مدّة، ثمّ عادوا و قد فقد منهم واحد، فجاءت امرأة إلى عليّ عليه السلام، فقالت: يا أميرالمؤمنين، إنّ زوجي سافر هو و جماعة و عادوا دونه، فأتيتهم، و سألتهم عنه فلم يخبروني بحاله، و قد اتّهمتهم بقتله، و أسألك إحضارهم و استكشاف حالهم، فاحضرهم عليه السلام و فرّقهم، و أقام كلّ واحد منهم إلى سارية من سواري المسجد، و وكّل به رجلاً يمنع أن يقرب منه أحد ليحادثه.

ثمّ استدعى واحداً فحدّثه و سأله عن حال الرجّل فأنكر، فلمّا أنكر رفع عليّ عليه السلام صوته بالتكبير، و قال: 'اللَّه أكبر'، فلمّا سمع الباقون صوت عليّ عليه السلام مرتفعاً بالتكبير اعتقدوا أنّ رفيقهم قد أقرّ، و حكى لعليّ عليه السلام صورة الحال. ثمّ استدعاهم واحداً واحداً فأقرّوا بقتله بناءً على أنّ صاحبهم قد أخبر عليّاًعليه السلام بما فعلوه، فلمّا أقرّوا بذلك، قال الأوّل: يا أميرالمؤمنين، هؤلاء قد أقرّوا و ما أنا أقررت.

قال له عليه السلام: 'هؤلاء رفاقك قد شهدوا عليك، فما ينفعك إنكارك بعد شهادتهم' فاعترف أنّه شاركهم في قتله، فلمّا تكمّل اعترافهم أقام عليهم حكم اللَّه تعالى و قتلهم به، فكان ذلك من عجائب فهمه و غرائب علمه. [ مطالب السؤول، ص 29، طبع طهران نقلاً عن الاحقاق، ج 8، ص 78. ]

الحاقه المرأة بالرجال


روى الخوارزمي و سبط ابن الجوزي و غيرهما بالاسناد عن شريح، قال: إنّه تقدّمت إليه امرأة فقالت، أيها القاضي، إني جئتك مخاصمة. فقال: فأين خصمك؟ قالت: أنت، فأخلى لها المجلس، و قال لها: تكلّمي، فقالت: أية امرأة لها إحليل و لها فرج؟

فقال: قد كان لأميرالمؤمنين عليه السلام في ذا قصة، و ورث من حيث جاء البول- و كان شريح قاضي علي بن أبي طالب عليه السلام- فقالت: إنّه يجي ء منهما جميعاً؟

فقال لها: من أين يسبق البول؟ فقالت: ليس شي ء منهما يسبق، يخرجان في وقت و ينقطعان في وقت واحد.

فقال: إنك تخبريني بعجب! فقالت: أقول أعجب من ذلك، تزوّجني ابن عمّ لي، و أخدمني خادمة فوطئتها فأولدتها، و إنما جئتك لما أولدتها. فقام شريح عن مجلس القضاء، فدخل على عليّ عليه السلام، فأخبره بما قالت المرأة، فأمر بها عليّ عليه السلام فأُدخلت، فسألها عما قال القاضي، فقالت: يا أميرالمؤمنين، هو الذي قال، فأحضر زوجها، فقال: 'هذه زوجتك و ابنة عمك؟' قال: نعم يا أمير المؤمنين.

قال: 'أفعلمت ما كان؟' قال: نعم، أخدمتها خادماً فوطئتها فأولدتها، و وطئتها بعد ذلك.

فقال له عليّ عليه السلام: 'لأنت أجسر من الأسد، جيئوني بدينار الخادم

[ دينار الخادم: رجل صالح من أهل الكوفة و كان خصياً. ]- و كان معدلاً- و امرأتين'، فقال عليّ عليه السلام: 'خذوا هذه المرأة، فأدخلوها إلى بيت، فألبسوها ثياباً، و جرّدوها من ثيابها، و عدّوا أضلاع جنبيها'.

ففعلوا ذلك ثم خرجوا إليه، فقالوا: يا أميرالمؤمنين، عدد أضلاع الجانب الأيمن ثمانية عشر ضلعاً، و عدد الجانب الأيسر سبعة عشر ضلعاً، فدعا الحجام فأخذ شعرها، و أعطاها حذاء ورداءً، و ألحقها بالرجال.

فقال الزوج: يا أميرالمؤمنين، امرأتى ابنة عمي، ألحقتها بالرجال، ممّن أخذت هذه القضية؟ فقال له عليّ عليه السلام: 'إنّي ورثتها من أبي آدم، إنّ حواء خلقت من آدم، فأضلاع الرجال أقلّ من أضلاع النساء، و عدد أضلاعها أضلاع رجل، فاخرجوا'. [ المناقب للخوارزمي، ص 101؛ تذكرة الخواص، ص 148؛ نور الأبصار، ص 71؛ الفصول المهمة، ص 35. ]

في مظلوميته و شهادته


مظلومية عليّ


لم يحدّثنا التاريخ عن مظلوم غُصب حقّه مثل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فرغم كلّ التوصيات الّتي أوصى بها النبيّ صلى الله عليه و آله اُمتّه و الّتي يحثّهم بها على الاقتداء بعليّ عليه السلام، حتّى أنّ ابن مردويه أخرج عن ابن مسعود، قال: كنّا نقرأ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'يا أيّها الرَّسول بَلِّغ ما اُنزِلَ إليك مِنَ رَبّك أنّ علياً مولى المؤمنين و إن لم تَفعلْ فما بَلَّغتَ رسالَتَه و اللَّه يَعصِمُك مِن النّاس'. [ تفسير الدر المنثور للسيوطي، ج 2، ص 298. ]

رغم هذا و غيره نجد القوم قد تألّبوا على الإمام "عليه السلام" بعد رحيل الرسول الأكرم و غصبوه حقّه و آذوا زوجته البتول "سلام اللَّه عليها" و انتزعوا منها إرث النبيّ صلى الله عليه و آله. و هكذا أصبح اُسوة العلم و التقوى و الفضيلة و الكمال و هادي الاُمّة بعد نبيّها و دليلها إلى النور، جليس بيته لخمسٍ و عشرين سنة، و لم يسمحوا له أن ينير المجتمع البشري بنوره، و أن يُرسِّخ الإسلام المحمّدي الأصيل.

نعم، لقد صبر أميرالمؤمنين عليه السلام للَّه، و تحمّل كل المظالم و المشاق لأجل بقاء الإسلام و القرآن، و الحفاظ على وحدة الاُمّة من التشتّت و التمزّق، فلنستمع إلى مظلوميته بلسان النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله و لسانه عليه السلام: 1- روى الحافظ البخاري، عن ثعلبة بن يزيد الحماني، قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ: 'إنّ الاُمّة ستغدر بك'. [ التاريخ الكبير، ج 1،قسم2، ص 174. ]

2- روى الحاكم النيشابوري، عن حيّان الأسدي، قال: سمعت عليّاً يقول: 'قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ الاُمّة ستغدر بك بعدي، و أنت تعيش على ملّتي، و تُقتَل على سنتّي، من أحبَّك أحبّني، و من أبغضك أبغضني، و إنّ هذه ستخضب من هذا' يعني لحيته من رأسه. [ المستدرك للحاكم، ج 3، ص 142. ]

3- و عن ابن عباس رضى الله عنه قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام: 'أما إنك ستلقى بعدي جُهداً' قال: 'في سلامة من ديني؟' قال: 'في سلامة من دينك'. [ المستدرك الحاكم، ج 3، ص 140؛ و قال: صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه. ]

4- و عن أنس بن مالك، قال: دخلت مع النبي صلى الله عليه و آله على عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه يعوده و هو مريض، و عنده أبوبكر و عمر، فتحولا حتى جلس رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال أحدهما لصاحبه: ما أراه إلا هالك. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّه لن يموت إلّا مقتولاً، و لن يموت حتى يُملأ غيظاً. [ المستدرك الحاكم، ج 3، ص 139. ]

5- و عن عليّ عليه السلام قال: بينما رسول اللَّه صلى الله عليه و آله آخذ بيدي، و نحن نمشي في بعض سكك المدينة إذ أتينا على حديقة، فقلت: يا رسول اللَّه، ما أحسنها من حديقة! فقال: لك في الجنة أحسن منها. ثم مررنا باُخرى فقلت: يا رسول اللَّه، ما أحسنها من حديقة! فقال: لك في الجنة أحسن منها. ثم مررنا بسبع حدائق، كل ذلك أقول: ما أحسنها من حديقة! و يقول: لك في الجنة أحسن منها ... فلمّا خلاله الطريق اعتنقني ثم أجهش باكياً. قلت: يا رسول اللَّه، ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلّا بعدي'.[ مسند أبي يعلى الموصلي، ج 1، ص 305:426؛ الرياض النضرة، ج 3، ص 184؛ و أخرجه مختصراً الحاكم في المستدرك، ج 3، ص 139 و صححه. ]

المنافقون يصبّون ما أضمروه من الضغائن أيّام النبيّ على عليّ


قال ابن أبي الحديد: و اعلم أنّ كلّ دم أراقه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بسيف عليّ عليه السلام و بسيف غيره، فإنّ العرب بعد وفاته عصبت تلك الدماء بعليّ بن أبي طالب عليه السلام وحده، لأنّه لم يكن في رهطه من يستحقّ في شرعهم و سنّتهم و عادتهم أن تعصب به تلك الدماء إلّا بعليّ وحده، وهذه عادة العرب إذا قُتل منها قتلى طالبت بتلك الدماء القاتل، فإن مات أو تعذّر عليها مطالبته، طالبت بها أمثل النّاس من أهله.

إلى أن قال: سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد فقلت له: إنّي لأعجبُ من عليّ عليه السلام كيف بقي تلك المدّة الطويلة بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و كيف ما اغتيل و فتك به في جوف منزله، مع تلظّي الأكباد عليه؟!

فقال: لو لا أنّه أرغم أنفه بالتّراب، و وضع خدّه في حضيض الأرض لقتل، و لكنّه أخمل نفسه و اشتغل بالعبادة و الصلاة و النظر في القرآن، و خرج عن ذلك الزّيّ الأوّل، و ذلك الشعار، و نسي السيف، و صار كالفاتك يتوب و يصير سائحاً في الأرض، أو راهباً في الجبال، و لمّا أطاع القوم الذّين ولّوا الأمر تركوه و سكتوا عنه، و لم تكن العرب لتقدم عليه إلّا بمواطأةٍ من متولّى الأمر، و باطنٍ في السرّ منه، فلمّا لم يكن لِوُلاة الأمر باعث وداعٍ إلى قتله وَقع الإمساك عنه، و لو لا ذلك لقُتل، ثمّ أجّل بعد معقل حصين. [ شرح ابن أبي الحديد،ج 13، ص 300. ]

في تفصيل مظلوميّته


قال عليه السلام في خطبة له: 'فَنَظرتُ فإذا لَيسَ لي مُعينٌ إلّا أهلُ بَيتي، فضَننتُ بهم عَن الموت، و أغضَيتُ عَلى القذى، و شَربتُ عَلى الشجى، و صَبرتُ على أخذ الكظمِ، و عَلى أمَرَّ مِن طَعْمِ العَلْقَمِ'. [ نهج البلاغة، ص 83، الخطبة 26؛العلقم: شجر بالغ المرارة، و يطلق عند العرب على كل مُرّ. ]

إنّ هذه الفقرات من كلامه عليه السلام حكاية لحاله الذّي كان هو عليه بعد رحلة الرسول صلى الله عليه و آله، و ما جرى عليه من الظلم والجور في اغتصاب الحقّ الذّي كان له عليه السلام.

فأشار إلى أنّه فكّر في أمر المقاومة و الدفاع عن الحقّ الّذي يرى أنّه أولى به،فرآى أنّه لا ناصر له إلّا أهل بيته، و هم قليلون بالنسبة إلى من لا يعينه، بل و يعين مخالفه.

فإنّه لم يكن له إلّا بنو هاشم كالعبّاس و بنيه، و أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب و من يخصّهم، و ضعفهم و قلّتهم عن مقاومة جمهور الصحابة ظاهر، فضنّ بهم عن الموت، لعلمه أنّه لو قاوم بهم لقتلوا، ثمّ لا يحصل على مراده، و لذا قال ما قال في الخطبة.

مظلوميته بعد رحلة رسول اللَّه


قال الشارح المعتزلي: إختلفت الروايات في قصّة السقيفة، فالّذي تقوله الشيعة-و قد قال قوم من المحدثين بعضه و روواه كثيراً منه-: إنّ عليّاً عليه السلام امتنع من البيعة حتّى اُخرج كرهاً، و إنّ الزّبير بن العوام امتنع من البيعة، و قال: لا اُبايع إلّا عليّاً عليه السلام، و كذلك أبوسفيان بن حرب، و خالد بن سعيد بن العاص بن اُميّة بن عبد شمس، و العبّاس بن عبد المطلب و بنوه، و أبوسفيان بن الحارث بن

/ 74