المراد من التشبيه - حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) - نسخه متنی

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فمن آدم أبي البشر، العلم، فإنّ اللَّه تعالى خصّه بأنّه علّمه الأسماء كلّها ثمّ أبان فضله بذلك، و نوّه بعلمه حيث عرض على الملائكة أسماء المسمّيات، و طلب منهم إنباءه بأسمائها فعجزوا، و طلب من آدم إنباءهم، فأنبأهم عليه السلام بها، فهذه فضيلة من أشرف فضائل آدم الّتي شرف بها بين الملأ الأعلى.

و شبّهه بنوح عليه السلام في فهمه، لأنّه أمره اللَّه تعالى بصنعة الفلك، و فيها من دقائق الإحكام و الإتقان ما لا تحصره الأقلام، و لا تدركه الأفهام، و كانت لم تعرف و لا أهتدى إليها فكر قبل ذلك، و كان فيها من الإتقان و البيوت الّتي جعلها له و لمن معه و الأنعام و الوحوش و السباع، و اختلافها طولاً و عرضاً كجؤجؤ طائر، و قد جعل اللَّه الحمل فيها من آياته، حيث قال: 'و آيةٌ لهم أنّا حَمَلنا ذُرِّيَتَهُمْ في الفُلْك المَشحُون' [ يس، 41. ] و عدّ الامتنان بها في الذّكر في عدّة من الآيات، فالمراد فهمه لما ألهمه من صنعتها،و لذلك جعل صنعتها مقيدة بأعيننا في قوله: 'وَ اصنَعِ الفُلْكَ بأعيُنِنا'

[ هود، 37. ] و يحتمل أن يكون المراد فهمه العام في صنعة الفلك و غيره ممّا فهّمه عن اللَّه تعالى و أمره.

و يمكن أن يقال كذلك في تشبيهه بنوحٍ في حكمه، كما في الحديث الثاني.

و شبّهه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالخليل في حلمه، و هو من أشرف الصفات،و لذلك قيل: ما نعت اللَّه الأنبياء بأقلّ ما نعتهم بالحلم، و ذلك لعزّة وجوده، و لقد نعت اللَّه إبراهيم عليه السلام بقوله: 'إنَّ إبراهيمَ لأوّاهٌ حَلِيمٌ'

[ يس، 41. ] و قوله: 'إنَّ إبراهِيمَ لَحَلِيمٌ أوّاهٌ مُنِيبٌ' [ هود، 37. ] و من حلمه عليه السلام الّذي تخفّ عنه رواسي الجبال، امتثاله لأمر اللَّه تعالى بذبح ولده عليه السلام و إضجاعه و كتفه له، و إمرار المدية [ المدية:السكيّن. ] على حلقه، لو لا منع اللَّه لها أن تقطع، فلهذا وصفةها للَّه و وصف ولده بالحلم.

و شبّهه صلى الله عليه و آله بيحيى بن زكريّا عليه السلام في زهده، إذ يحيى عليه السلام هو عَلَمُ الزَّهادة في أبناءِ آدم مَن تأخّر منهم و من تقدّم، و قد ملئت الكتب بالكثير من صفات زهده.

و شبّهه صلى الله عليه و آله بكليم اللَّه في بطشه، و كان موسى عليه السلام شديد البطش، و يكفيك أنَّه عليه السلام و كز القبطي فقضى عليه، و أراد البطش بالآخر، و هو في بلد فرعون، و كان بنو إسرائيل أرقّاء في يد فرعون، و كان القبط أهل الصولة و الشوكة و الدولة.

و شبّهه صلى الله عليه و آله في الحديث الآخر بيوسف في جماله، و يوسف في جماله شمس لا يزيدها الوصف إلّا خفاءً، فهي أظهر من أن تظهر.

المراد من التشبيه


لعلّ الهدف من أحاديث تشبيهه عليه السلام بالأنبياء "صلوات اللَّه عليهم" هو: 1-أنّ عليّاً 7 يمتلك كلّ صفات الأنبياء المُثلى، بل إنّه جمع من كلّ نبيّ صفة الكمال الّتي خصّه اللَّه تعالى بها، و لا شك أنّ من يجمع صفات الأنبياء عليهم السلام الكماليّة لابدّ أن يكون أتمّ و أكمل و أفضل منهم بعد الرّسول صلى الله عليه و آله، لأنّ ثمّة علاقة بين أوصاف الأنبياء و بين أفضليتهم على البشر.

2- مراد الرّسول من هذا التشبيه تعيين الخليفة و الإمام من بعده، و أنّه عليه السلام يملك الأهلية لولاية المسلمين بما يحمله من صفات الفضيلة. إذ من يمتلك صفات الأنبياء المُثلى فهو أكمل و أتمّ و أفضل من غيره بعد نبيّ الإسلام صلى الله عليه و آله، و هو أليق بمقام الخلافة و الوصايه بعده صلى الله عليه و آله.

حديث علي مع القرآن


من الفضائل المختصّة بعليّ بن أبي طالب عليه السلام قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ، لن يفترقا حتّى يَرِدا عليَّ الحوض'.

[ مستدرك الحاكم، ج 3، ص 124؛ كنزالعمال، ج 11، ص 603. ]

كان عليّ عليه السلام منذ بداية نزول الوحي إلى جنب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و لم يفارقه في حالة إلّا موارد نادرة طلب فيها إذنه صلى الله عليه و آله مثل ليلة المبيت، و غزوة تبوك، و البعث إلى اليمن، و كان ما زال حامياً و ناصراً لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و حتّى لحظة وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، حيث كان رأسه صلى الله عليه و آله في حجره عليه السلام، و لهذا اختصّ عليّ عليه السلام بمعرفة كلّ ما نزل من الوحي على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و كان طبيعياً أنّه يعلم خصوصيّات الوحي من ساعات النزول و دقائقه إلى لحظات آخر عمره المبارك صلى الله عليه و آله، و من أنّه نزل في الليل أو النهار، فى السهل أو الجبل، في الحضر أو السفر، و على من و لمن نزل، و يعلم ناسخه و منسوخه، عامّه و خاصّه، ظاهره و متشابهه، و هو يعلم إعرابه وترتيب نزوله... خصوصاً أنّه صلى الله عليه و آله وصّاه بجمع القرآن حتّى لا يضيّعوه كما ضيّعت اليهود التوراة. و أيضاً فقد أملاه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على عليّ عليه السلام و هو يكتبه، و دعا اللَّه تعالى له عليه السلام أن يعلّمه فهمه و حفظه، واستجاب اللَّه دعاءه صلى الله عليه و آله فصار عليه السلام حافظاً للقرآن، و عالماً بمفاهيمه، كيف و قد علّمه صلى الله عليه و آله ألف باب من العلم ينفتح له من كلّ باب ألف باب.

و أدلّ دليل و شاهد على ذلك حديث الثقلين قوله صلى الله عليه و آله: 'إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب اللَّه، و عترتي' فإنّ عليّاً و أهل بيته عليهم السلام جعلوا في هذا الحديث أعدال القرآن، و مع كل هذا فهل يصلح أحد للإمامة و الخلافة و إقامة أحكام القرآن و الوحي بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و تفسيره غير علي عليه السلام؟

حديث علي مع الحق


إنّ أحد الأحاديث المتواترة من طريق الفريقين هو قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'عليّ مع الحقّ و الحقّ مع عليّ، و لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض يوم القيامة'. [ تاريخ بغداد، ج 14، ص 321؛ مستدرك الحاكم، ج 3، ص 24؛ كنزالعمال، ج 11، ص 603؛ فرائد السمطين، ج 1، ص 176، ح 139. ]

روى ابن عساكر الشافعي بسنده عن أبي ثابت مولى أبي ذر، قال: دخلت على اُمّ سلمة فرأيتها تبكي و تذكر علياً، و قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول:'عليّ مع الحقّ و الحقّ مع عليّ، و لن يفترقا حتّى يردا على الحوض يوم القيامة'.

[ ترجمة الامام عليّ من تاريخ دمشق، ج 3، ص 199، ح 1162. ]

و عنه أيضاً، عن أبي ليلى الغفاري، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'ستكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أوّل من يراني، و أوّل من يصافحني يوم القيامة، و هو معي في السماء الأعلى، و هو الفاروق بين الحقّ و الباطل'. [ نفس المصدر، ج 3، ص 112، ح 1164. ]

و روى الترمذي بسنده عن عليّ عليه السلام- في حديث- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'رحم اللَّه علياً، اللهمّ أدر الحقّ معه حيث دار'. [ سنن الترمذي، ج 5، ص 633، ح 3714؛ المستدرك، ج 3، ص 124. ]

و في فرائد السمطين بسنده عن شهر بن حوشب، قال: كنت عند أُمّ سلمة إذ استأذن رجلٌ فقالت له: من أنت؟ قال: أنا أبوثابت مولى علي بن أبي طالب عليه السلام، فقالت أُمّ سلمة: مرحباً بك- يا أباثابت- ادخل، فدخل فرحّبت به، ثمّ قالت: يا أباثابت، أين طار قلبك حيث طارت القلوب مطائرها؟ فقال: مع عليّ عليه السلام. قالت: وفّقت و الذي نفسي بيده، لقد سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'عليّ مع الحقّ و القرآن، و الحقّ و القرآن مع عليّ، و لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض'. [ فرائد السمطين، ج 1، ص 176، ح 160. ]

و في تفسير الرازي: أما إنّ علي بن أبي طالب كان يجهر بالتسمية، فقد ثبت بالتواتر، و من اقتدى في دينه بعليّ بن أبي طالب فقد اهتدى، و الدليل عليه قوله صلى الله عليه و آله: 'اللّهم أدر الحقّ مع عليّ حيث دار'. [ التفسير الكبير، ج 1، ص 205. ]

فاتّضح من هذه المسانيد أنّه لا شكّ في صدور الحديث، و إنّما الكلام في وجه صدوره، و لماذا تكلّم النبيّ صلى الله عليه و آله بهذه الكلمات في حقّه عليه السلام؟ لا شك أنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله كان يرى بنور الوحي أن الفرقة و الخلاف ستقع بين المسلمين في المستقبل القريب، و سيتبع كلّ رجل جماعة خاصّة ستقف بوجه عليّ عليه السلام، و سيسلّون السيوف بوجهه، و يظهرون أنفسهم من خلال الدجل و التضليل أنّهم يمثلّون الحقّ و أنّ عليّاً على باطل، فأراد النبيّ صلى الله عليه و آله أن يحذّر المسلمين من مغبّة هذه الأحداث، فأطلق عبارات مختلفة، منها: "علىّ مع الحقّ، و الحقّ مع عليّ" و ذلك لئلاّ يقف أصحابه و بقيّة المسلمين في مواجهة عليّ عليه السلام- أي الحقّ- و لتكون الحجّة قد تمّت عليهم بذلك، و لئلاّ يسيروا في طريق الضلال بعد هذا البيان و هم يظنّون أنّهم يسلكون سبيل الحقّ، و لئلا يظنّوا فيما بعد أنّ الحرب ضدّ عليّ عليه السلام جهاد في سبيل اللَّه، و ليعلموا أنّ عليّاً عليه السلام أحقّ النّاس بالخلافة، و ليست الخلافة إلّا له، و كلّ من يتّبع غير سبيل عليّ عليه السلام فقد ضلّ و اتّبع الباطل.

و يدلّ على ذلك ما أخرجه الجويني بسنده عن علقمة و الأسود قالا: أتينا أبا أيّوب الأنصاري، فقلنا له: يا أباأيّوب، إنّ اللَّه تعالى أكرمك بنبيّه صلى الله عليه و آله فيالك من فضيلة من اللَّه فضلّك بها، أخبرنا بمخرجك مع عليّ تقاتل أهل 'لا إله إلّا اللَّه'؟!.

فقال أبوأيّوب: فإنّي اُقسم لكم باللَّه، لقد كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله معي في هذا البيت الّذي أنتما فيه معي، و ما في البيت غير رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و عليٌّ جالس عن يمينه، و أنا جالس عن يساره، و أنس قائم بين يديه،إذ حُرّك الباب، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'يا أنس، افتح لعمّار الطيّب المطيّب' ففتح أنس الباب، و دخل عمّار، فسلّم على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فرحّب به، ثمّ قال لعمّار: 'إنّه سيكون في أُمّتي من بعدي هنات حتّى يختلف السيف فيما بينهم، و حتّى يقتل بعضهم بعضاً، و حتّى يبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع الّذي عن يميني- يعني عليّ بن أبي طالب عليه السلام- و خلّ عن النّاس.

يا عمّار، إنّ عليّاً لا يردّك عن هدى، و لا يدلّك على ردى. يا عمّار، طاعة عليّ طاعتي، و طاعتي طاعة اللَّه عزّوجلّ'. [ فرائد السمطين، ج 1، ص 178، ح 141. ]

هذا و قد ثبت بالاسانيد الصحيحة أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لعمار بن ياسررضى الله عنه: يا عمار، تقتلك الفئة الباغية، [ صحيح البخاري، كتاب الصلاة، ج 1، ص 194؛ صحيح مسلم، كتاب الفتن، ج 4، ص 70/2235 و 72و73 ؛ مسند أحمد، ج 2، ص 161 و 164. ] و هو يدلّ بوضوح على أنّ الفئة التي قاتلت علياً عليه السلام كانت باغية، و أنّ علياً عليه السلام كان مع الحقّ و الحقّ معه حيثما حلّ.

مناقبه و مكارم أخلاقه


/ 74