حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) - نسخه متنی

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


و إن قيل: ليس عليه دين صلّى عليه، فأتي بجنازة، فلمّا قام ليكبّر سأل صلى الله عليه و آله أصحابه: هل على صاحبكم دين؟ قالوا: ديناران، فعدل صلى الله عليه و آله و قال: فصلّوا على صاحبكم. فقال عليّ عليه السلام: هما عليَّ، بري ء منهما، فتقدم صلى الله عليه و آله ، ثم قال لعليّ عليه السلام: جزاك اللَّه خيراً، فكّ اللَّه رهانك كما فككت رهان أخيك، إنّه ليس من ميت إلّا و هو مرتهن بدينه، و من يفك رهان ميت فك اللَّه رهانه يوم القيامة'. أخرجه الدارقطني، و أخرجه الحاكمي عن ابن عباس [ الرياض النضرة، ج 3، ص 210 -209. ]

5- و في تاريخ دمشق، عن الأصبغ بن نباته، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: جاء رجلٌ فقال: يا أميرَالمؤمنين، إنّ لي إليك حاجة فرفعتُها إلى اللَّه قبل أن أرفعها إليك، فإن أنتَ قضيتَها حمدتُ اللَّه و شكرتُك، و إن أنتَ لم تَقضها حمدتُ اللَّه و عذرتُك.

فقال له عليّ عليه السلام: 'اُكتب عَلَى الأرض، أكره أن أرى ذُلّ السؤال في وجهك' فكتب: إنّي محتاج، فقال عليّ عليه السلام: 'عليَّ بِحُلّة' فاُتي بها، فأخذها الرّجل فلبسها، ثمّ أنشاء يقول:




  • كسوتَني حُلّة تبلى محاسنها
    إن نلت حُسن ثنائي نلت مكرمة
    إنّ الثناءَ ليحيي ذكر صاحبه
    لا تزهد الدّهر في زهو تواقعه
    فكلّ عبد سيجزى بالّذي عملا



  • فسوف أكسوك من حُسن الثَّنا حُللا
    و لست تبغي بما قد قلته بدلا
    كالغيث يحيي نداه السّهل و الجبلا
    فكلّ عبد سيجزى بالّذي عملا
    فكلّ عبد سيجزى بالّذي عملا



فقال عليّ عليه السلام: 'عليَّ بالدَّنانير' فاُتي بمائة دينار، فدفعها إليه.

قال الأصبغ: فقلتُ: يا أميرَالمؤمنين، حُلّة، و مائة دينار؟! قال: 'نعم، سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: انزلوا النّاس منازلَهم، و هذه منزلة هذا الرّجل عندي'. [ ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق، ج 3، ص 246، ح 1311؛ كنز العمال، ج 6، ص 630، ح 17146. ]

تواضع عليّ


في مفهومى التواضع و الكبر

التواضع ضدّ الكِبر، و الكِبر هو: الركون إلى رؤية النفس فوق الغير، و بعبارة اُخرى: هو عزّة و تعظيم يوجب رؤية النفس فوق الغير، و اعتقاد الإنسان المزية و الرجحان له على غيره، و به ينفصل عن العُجب، إذ العُجب مجرّد استعظام النفس من دون اعتبار رؤيتها فوق الغير، فالعُجب سبب الكبر، و الكبر من نتائج العُجب.

و الكبر آفة عظيمة، و به هلك خواصّ النّاس فضلاً عن غيرهم من العوامّ، و هو الحجاب الأعظم المانع من الوصول إلى أخلاق المؤمنين، و أعظم التكبّر، التكبّر على اللَّه تعالى بالامتناع من قبول الحقّ و الإذعان له بالعبادة. قال سبحانه:'اللَّه عَلَى كلِّ قلبِ مُتَكبّرٍ جبّارٍ'، [ غافر، 35. ] و قال تعالى: 'فالَّذينَ لاَ يُؤمِنُونَ بالآخرةِ قُلوبُهُم مُنكِرةٌ وَ هُم مُستَكْبِرونَ'. [ النحل، 23. ]

و التواضع: هو إظهار الخشوع و الخضوع و الذلّ و الافتقار إلى اللَّه تعالى عند ملاحظة عظمته و عند تجدّد نعمه أو تذكّرها، و التنكر للنفس يمنع من أن يرى
لِذاتها مزيّة على الغير، و تلزمه أفعال و أقوال موجبة لاستعظام الغير و إكرامه، و لا يظنّ أحدٌ أنّ التواضع يوجب الذِّلة، بل يوجب الرفعة و يزيد صاحبه كثرة في الأموال و الأولاد و الأعوان في الدّنيا و الآخرة.

نماذج من تواضعه


كما أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أمره اللَّه تعالى بالتواضع للمؤمنين 'وَ اخْفِض جَناحَكَ لِمنْ اتَّبَعَكَ مِن المؤمنين'، [ الشعراء، 215. ] كان أميرالمؤمنين عليه السلام كأخيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مقتدياً بسيرته، إذ كان متواضعاً للمؤمنين في كلّ حالاته في قدرته و ضعفه الظاهريين، و في عزلته و حكومته، و في حربه و سلمه. و فيما يلي نماذج تحكي لنا صوراً من تواضعه عليه السلام:

1- قال ابن أبي الحديد المعتزلي: عن صالح بيّاع الأكسية: إنّ جدّته لَقيْت عليّاً عليه السلام بالكوفة و معه تمرٌ يَحمله، فسلّمت عليه، و قالت له: أعطني- يا أميرالمؤمنين- هذا التمر أحمله عنك إلى بيتك؟ فقال عليه السلام: 'أبوالعيال أحقّ بحمله'. قالت: ثمَّ قال لي: 'ألا تأكلين منه؟'. فقلت: لا اُريد. قالت: فانطلق به إلى منزله، ثمَّ رجع مرتدياً بتلك الشملة، و فيها قشور التمر، فصلّى بالنّاس فيها الجمعة. [ شرح ابن أبي الحديد، ج 2، ص 202. ]

2- و فيه أيضاً، عن عنبسة العابد، عن عبداللَّه بن الحسين بن الحسن، قال: أعتق عليٌّ عليه السلام في حياة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ألف مملوك ممّا مجلت [ مجلت يداه: عملت. ] يداه و عرق جبينه، و لقد ولي الخلافة و أتته الأموال، فما كان حلواه إلّا التمر، و لا ثيابه إلّا الكرابيس.
3- و فيه أيضاً، عن حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال: 'ابتاع عليّ عليه السلام في خلافته قميصاً سَمِلاً [ السمل: الخلق من الثياب. ] بأربعة دراهم، ثمَّ دعا الخيّاط، فمدَّ كُم القميص، و أمره بقطع ما جاوز الأصابع'. [ نفس المصدر. ]

4- و في نهج البلاغة: قال عليّ عليه السلام- و قد لقيه عند مسيره إلى الشام "صفّين" دهاقين الأنبار، فَتَرجّلُوا لَه، و اشتدّوا بَينَ يَديه: 'ما هذا الَّذي صَنَعتُموهُ'؟. فقالوا: خُلقٌ مِنّا نُعَظِّمُ بِهِ اُمَراؤنا.

فقال: 'وَ اللَّه ما يَنتَفِعُ بهذا اُمراؤكُم، و إنَّكم لَتَشقّونَ على أنفِسِكُم في دُنياكم، وَ تَشْقُونَ بِهِ في آخِرَتِكُم، و ما أخسَرَ المَشَقَّة وَراءَها العِقابُ، و أرَبحَ الدَّعَةَ مَعَها الأمانُ مِن النّارِ!'. [ نهج البلاغة، قصار الحكم 37. ]

5- و روى المحبّ الطبري، عن زيد بن وهب: أنّ الجعد بن بعجة من الخوارج عاتب علياً في لباسه، فقال: مالكم و لباسي؟ هذا هو أبعد من الكبر، و أجدر أن يقتدي به المسلم. أخرجه أحمد و صاحب الصفوة. [ الرياض النضرة، ج 3، ص 218. ]

6- و عن زاذان، قال: رأيت علياً يمشي في الأسواق، فيمسك الشسوع بيده، فيناول الرجل الشسع، و يرشد الضالّ، و يعين الحمّال على الحمولة، و هو يقرأ الآية: 'تِلكَ الدَّارُ الآخِرةُ نَجْعَلُها للَّذِينَ لاَيُريدُونَ عُلُوّاً في الأرْضِ وَ لاَ فَسَاداً وَ الْعَاقِبةُ لِلْمُتَّقِين' [ القصص، 83. ] ثمّ يقول: هذه الآية نزلت في ذي القدرة من الناس. أخرجه أحمد في المناقب. [ نفس المصدر. ]

معجزاته و إخباره بالمغيبات


كلمة في المعجزة و الكرامة


الإعجاز: أن يأتي الإنسان بشي ءٍ يُعجز خَصمه و يقصر دونه. [ مجمع البحرين، ج 4، ص 24. ]

و في الإصطلاح: ثبوت ما ليس بمعتاد، أو نفي ما هو معتاد مع خرق العادة، و مطابقة الدعوى. [ تجريد الاعتقاد، ص 350؛ انظر الالهيات، ج 2، ص 214. ]

و الكرامة في الاصطلاح: ما صدر عن الإنسان ما ليس بمعتاد، أو نفي ما هو معتاد مع خرق العادة بلا دعوى له.

فالمعجزة و الكرامة في أمر خارق العادة مشتركة، إنّما التمايز بينهما في المطابقة للدعوى و عدمها.

فاطلاق الإعجاز بحسب الإصطلاح فيما إذا وقع خارق العاده عقيب دعوى النبوّة بعنوان شاهد صدق لدعواه، و لذا اشتراط العلماء في إطلاق الإعجاز، التحدّي، و أمّا إذا لم يكن له دعوى أصلاً فإنّه كرامة، نحو ما يظهر من الأولياء و الصلحاء من دون دعوى النبوّة أو الإمامة.

فعلى هذا التعريف، فما صدر من خوارق العادة عن أميرالمؤمنين عليه السلام و كذا
سائر الأئمّة المعصومين عليهم السلام إن كان بداعي إثبات الإمامة فهو معجزة، و إلّا يطلق عليه الكرامة، و هما- أعني المعجزة و الكرامة- صدرتا عن الأئمّة عليهم السلام.

و قد ادّعى مشهور علماء الإمامية و غيرهم في ظهور المعجزات على يد المعصومين عليهم السلام، و لكن بعضهم يعتقد بأنّ المعجزة من مختصات النبيّ يأتي بالمعجزة كدليل حيّ يعضد قوله، و يؤيّد صدق دعواه بأنّه مرسل من قِبل اللَّه تعالى، كما أنّ المعجزة قد تقترن بالتّحدي و دعوة الآخرين إلى المواجهة و المعارضة.

أمّا الكرامة، فانّها عبارة عن أعمال خارقة للعادة و إخبار عن المستقبل، و تصدر هذه الأقوال و الأفعال عن الإمام المعصوم غير أنّها لا تقترن بادّعاء الإمامة، كما أنّها لا تحدّي فيها، لأنّ الإمامة تثبت عن طريق آخر، و هو نصب النبيّ للإمام فلا حاجة هنا للمعجزة.

اخباره بأمر الخوارج بالنهروان


إنّ علياً عليه السلام- لمّا عزم على حرب الخوارج و قيل له: إنّ القوم قد عبروا جسر النهروان- قال: 'مصارعُهُم دونَ النُّطفة، وَ اللَّه لا يُفِلتُ مِنهم عشرةٌ، و لا يَهلك منكم عشرةٌ' [ نهج البلاغة، الخطبة 58؛ و قال السيد الرضي: يعني بالنطفة ماء النهر، و هي أفصح كناية عن الماء و إن كان كثيراً جمّاً. ] قال ابن أبي الحديد في شرحه: هذا الخبر من الأخبار الّتي تكاد تكون متواترة، لاشتهاره و نقل النّاس كافّة له، و هو من معجزاته و أخباره المفصّلة عن الغيوب، و الأخبار على قسمين:

أحدهما: الأخبار المجملة و لا إعجاز فيها، نحو أن يقول الرّجل لأصحابه: إنّكم ستنصرون على هذه الفئة الّتي تلقونها غداً، فإن نصر جعل ذلك حجّة له عند أصحابه، و سمّاها معجزة، و ان لم يُنصر، قال لهم: تغيّرت نيّاتكم و شككتم في قولي، فمنعكم اللَّه نصره، و نحو ذلك من القول، و لأنّه قد جرت العادة أنّ الملوك و الرؤساء يَعِدون أصحابهم بالظفر و النصرّ، و يمنّونهم الدّول، فلا يدلّ وقوعُ ما يقع من ذلك على إخبار عن غيب يتضمّن إعجازاً.

و القسم الثاني: في الأخبار المفصّلة عن الغيوب، مثل هذا الخبر، فإنّه لا
يحتمل التلبيس، لتقييده بالعدد المعين في أصحابه و في الخوارج، و وقوع الأمر بعد الحرب بموجبه، من غير زيادة و لا نقصان، و ذلك أمرٌ إلهي عرفه من جهة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ، و عرفه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من جهة اللَّه سبحانه، و القوّة البشريّة تقصر عن إدراك مثل هذا، و لقد كان له من هذا الباب ما لم يكن لغيره. [ شرح ابن ابى الحديد 5، ص 3. ]

و قال ابن أبي الحديد أيضاً: لمّا خرج عليّ عليه السلام الى أهل النهر أقبل رجل من أصحابه ممّن كان على مقدّمته يركُض، حتّى انتهى إلى عليّ عليه السلام فقال: البشرى يا أميرالمؤمنين قال: 'ما بُشراك؟'

قال: إنّ القوم عبروا النهر لمّا بلغهم وصولك، فأبشر، فقد منحك اللَّه أكتافَهم، فقال له: 'آللَّه أنت رأيتهم قد عبروا!' قال: نعم، فأحلفه ثلاث مرّات، في كلّها يقول: نعم، فقال عليّ عليه السلام: 'و اللَّه ما عبروه و لن يعبروه، و إنّ مصارعهم لَدون النطفة، و الّذي فلق الحبّة، و برأ النسمة، لن يبلغوا الأثلاث و لا قصر بَوازن، حتّى يقتلهم اللَّه، و قد خاب من افترى'.

قال: ثمّ أقبل فارس آخر يركُض، فقال كقول الأوّل، فلم يكترث عليّ عليه السلام بقوله و جاءت الفرسان تركض كلّها تقول مثلَ ذلك.

فقام عليّ عليه السلام فجال في متن فَرسه، قال: فيقول شابّ من النّاس: و اللَّه لأكوننّ قريباً منه، فإن كانوا عبروا النّهر لأجعلنّ سِنانَ هذا الرمح في عينه، أيدّعي علم الغيب!. فلمّا انتهى عليه السلام إلى النهر وجد القوم قد كسروا جفونَ سيوفهم، و عرقَبوا خيلهم، و جَثوا على رُكَبهم، و حكّموا تحكيمة واحدة بصوت عظيم له زَجل، فنزل ذلك الشابّ فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي كنت شككت فيك آنفاً، و إنّي تائب إلى اللَّه
و إليك، فاغفر لي. فقال عليّ عليه السلام: 'إنّ اللَّه هو الّذي يغفر الذنوب، فاستغفره'. [ شرح ابن أبي الحديد، ج 2، ص 271. ]

و روى أبويعلى عدّة أحاديث في إخبار أميرالمؤمنين عليه السلام عن أهل النهروان، منها ما رواه بالاسناد عن أبي كثير مولى الأنصار قال: كنت مع سيدي علي بن أبي طالب عليه السلام حين قتل أهل النهروان، قال: فكأنّ الناس وَجَدَوا في أنفسهم من قَتْلِهم.

قال: فقال علي: يا أيها الناس، إنّ نبي اللَّه صلى الله عليه و آله قد حدّثنا بأقوام يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فلا يرجعون فيه حتى يرجع السهم على قومه. و آية ذلك أن فيهم رجلاً مُخَدَّجَ اليد، إحدى يديه كثدي المرأة، لهاحلمة كحلمة ثدي المرأة، إنّ بها سبع هَلَبات، فالتمسوه، فانّي أراه فيهم. فالتمسوه فوجدوه على شفير النهر تحت القتلى، فأخرجوه، فكبّر عليّ عليه السلام، و قال: اللَّه أكبر، صدق اللَّه و رسوله. و آية ذلك متقلّد قوساً له عربية، فأخذها بيده، ثمّ جعل يطعن بها في مُخدّجته و يقول: اللَّه أكبر، صدق اللَّه و رسوله، صدق اللَّه و رسوله، و كبّر الناس حين رأوه، و استبشروا، و ذهب عنهم ما كانوا يجدون. [ مسند أبى يعلى، ج 1، ص 372، ح 218؛ و انظر، ص 371 الى 376 و ص 421. ]

/ 74