قضاؤه في حياة رسول اللَّه - حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) - نسخه متنی

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

1- قضاؤه في حياة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

2- قضاؤه في عهد عمر بن الخطاب.

3- قضاؤه في عهد عثمان بن عفّان.

4- قضاؤه في خلافته.

قضاؤه في حياة رسول اللَّه


قضاؤه عليه السلام في حياة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حتّى مع حضوره، من أدّل الشواهد على أنّ عليّاً عليه السلام مؤيّداً من عند اللَّه، و أنّه يليق بإمامة الاُمّة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله، بل إنّه أليق من جميع الصحابة بالخلافة و الامامة بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

و قد روى العلاّمة محبّ الدّين الطبري و القندوزي و الأمر تسري، عن حميد بن عبداللَّه بن يزيد، قال: ذكر عند النبيّ صلى الله عليه و آله قضاء قضى به عليّ بن أبي طالب، فأعجب النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: 'الحمد للَّه الّذي جعل فينا الحكمة أهل البيت'. [ ذخائر العقبى، ص 85؛ ينابيع المودة، ص 75؛ أرجح المطالب، ص 328. ]

و قد بعثه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قاضياً على اليمن ثقةً في قضائه، لأنه أقضى الأمّة و أعلمها، ففي رواية ابن المغازلي باسناده عن عمرو بن حبشي، عن عليّ عليه السلام، قال: 'بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى اليمن، فقلت: يا رسول اللَّه، تبعثني إلى قوم شيوخ ذوي أسنان، و إنّي أخاف أن لا اُصيب، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إن اللَّه يثبّت لسانك و يهدي قلبك'.

و بالاسناد عن أبي البختري، عن عليّ عليه السلام، قال: 'بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى اليمن لأقضي بينهم. قال: فقلت: يا رسول اللَّه، إني لا علم لي بالقضاء، فضرب يده على صدري و قال: اللهمّ اهدِ قلبه، وثبّت لسانه. قال:فما شككت في قضاءٍ بين اثنين حتى جلست مجلسي هذا'. [ المناقب لابن المغازلي، ص 248، ح 296 إلى 298. ]

اعجاب النبيّ بقضاء عليّ


روى الطبراني في "المعجم الكبير" بالاسناد عن زيد بن أرقم، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه و آله، إذ جاءه كتاب من علي عليه السلام فيه: 'أنّ ثلاثة نفر أتوني يختصمون في غلام وطئوا أُمّه في الجاهلية في طُهر واحد، كلّهم يدّعيه أنّه ابنه، فقضيت بينهم أن أقرعت بينهم، و جعلته للقارع منهم على أن يغرم للآخرين ثلثي الدية'، فضحك النبي صلى الله عليه و آله حتى بدا ناجذاه، ثمّ قال: 'لا أعلم فيها إلّا ما قضى علي'. [ المعجم الكبير، ج 5، ص 194 -193. ]

قضاؤه في واقعة ثلاثة سقطوا في زُبية [ الزُّبية: حُفرة في موضع عالٍ تغطّى فُوَّهتها، فاذا وطئها الأسد وقع فيها. ]


روى أحمد بن حنبل في "المسند" و غيره، بالاسناد عن سماك، عن حنش، عن علي عليه السلام، قال: بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى اليمن، فانتهينا إلى قوم قد بنوا زُبية للأسد فبينا هم كذلك يتدافعون، إذ سقط رجل، فتعلّق بآخر، ثم تعلّق رجل بآخر، حتى صاروا فيها أربعة، فجرحهم الأسد، فانتدب له رجل بحربةٍ فقتله، و ماتوا من جراحتهم كلهم، فقام أولياء الأول إلى أولياء الآخر، فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم علي عليه السلام فقال: 'تريدون أن تقاتلوا و رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حيّ! إني أقضي بينكم قضاءً إن رضيتم فهو القضاء، و إلّا حجز بعضكم عن بعض حتى تأتوا النبي صلى الله عليه و آله فيكون هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلاحقّ له، اجمعوا من قبائل الذين حضروا البئر ربع الدية، و ثلث الدية، و نصف الدية، و الدية كاملة، فللأول الربع لأنه هلك من خوفه، و للثاني ثلث الدية، و للثالث نصف الدية، فأبوا أن يرضوا'.

فأتوا النبي صلى الله عليه و آله و هو عند مقام إبراهيم، فقصّوا عليه القصّة، فقال: 'أنا أقضي بينكم' و احتبى. فقال رجل من القوم: إنّ علياً قضى فينا، فقصّوا عليه القصّة، فأجازه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. [ مسند أحمد، ج 1، ص 77. ]

قضاؤه في عهد عمر بن الخطاب


أما قضاياه عليه السلام في عهد خلافة عمر بن الخطاب فكثيرة جدّاً، حيث كان عمر بن الخطاب يرجع إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام عندما يصعب عليه القضاء على مدى حكومته، و كثيراً ما نراه بعد كشف المعضلة يرفع صوته: لو لا عليّ لهلك عمر، لو لا عليّ لافتضحنا.

روى ابن عساكر الشافعي في تاريخه، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر ابن الخطاب: أعوذ باللَّه من معضلة ليس لها أبوالحسن عليّ بن أبي طالب.

[ ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق، ج 3، ص 93، ح 1070 و 1071. ]

و روى ابن عبد البرّ في "الاستيعاب" عن سعيد، نحوه. [ الاستيعاب بهامش الاصابة، ج 3، ص 39. ]

و روى عن أبي سعيد الخدري أنّه سمع عمر يقول لعليّ عليه السلام، و قد سأله عن شي ء فأجابه، فقال له عمر: نعوذ باللَّه من أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.

[ ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق، ج 3، ص 93، ح 1070 و 1071. ]

و فيما يلي بعض الموارد التي اخترناها كنماذج لقضائه عليه السلام في عهد عمر،و لو جمعناها كلّها لأصبحت رسالةً مستقلة.

امرأة معتوهة زنت


روى أحمد بن حنبل في باب فضائل عليّ عليه السلام و محبّ الدّين الطبري في "ذخائر العقبى" عن أبي ظبيان الحبشي: أنّ عمر بن الخطاب اُتي بامرأة قد زنت، فأمر برجمها، فذهبوا ليرجموها، فرآهم عليّ في الطريق، فقال: 'ما شأن هذه' فأخبروه فخلّى سبيلها، ثمّ جاء إلى عمر، فقال له عمر: لِمَ رددتها؟ فقال: 'لأنّها معتوهة [ معتوهة: مجنونة. ] آل فلان، و قد قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتّى يستيقظ، و الصبّي حتّى يحتلم، و المجنون حتّى يفيق'.

فقال عمر: لو لا عليّ لهلك عمر. [ راجع: ذخائر العقبى للطبري، ص 81؛ و الرياض النضرة، ج 3، ص 164؛ و فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ج 2، ص 707، ح 1209. ]

و روى العلاّمة الهندي في "كنزالعمّال" عن ابن عباس، نحوه. [ كنزالعمال، ج 5، ص 451، ح 13584. ]

امرأة تعترف بالزنى خوفاً


روى الجويني و الخوارزمي بسندهما عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: لمّا كان في ولاية عمر، اُتي بامرأة حامل، سألها عمر عن ذلك، فاعترفت بالفجور، فأمر عمر أن ترجم، فلقيها عليّ بن أبي طالب، فقال: 'ما بال هذه المرأة؟'. فقالوا: أمر بها عمر أن ترجم. فردّها عليّ عليه السلام فقال له: 'أمرت بها أن ترجم'؟ فقال: نعم، اعترفت عندي بالفجور. فقال: 'هذا سلطانك عليها، فما سلطانك على ما في بطنها؟'

ثمّ قال له عليّ عليه السلام: 'فلعلّك انتهرتها أو أخفتها؟'.

فقال عمر: قد كان ذلك. قال عليّ عليه السلام 'أو ما سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: لاحدّ على معترف بعد بلاء، إنّه من قيّدت أو حبست أو تهدّدت فلا إقرار له' فخلّى عمر سبيلها، ثمّ قال: عجزت النساء أن يَلِدْنَ مثل عليّ بن أبي طالب، لو لا عليّ لهلك عمر. [ فرائد السمطين، ج 1، ص 350، رقم 276؛ المناقب للخوارزمي، ص 39؛ و في الغدير، ج 6، ص 110- نقله بعينه عن "الرياض النضرة" و "ذخائر العقبى" و "مطالب السؤول" و "الأربعين" للفخر الرازي. ]

امرأة زنت و هي حبلى


روى الحافظ محبّ الدّين الطبري، و الكنجي: أنّه دخل عليّ على عمر و إذا امرأة حبلى تقاد ترجم. فقال: 'ما شأن هذه'، قالت: يذهبون بي ليرجموني.

فقال: 'يا أميرالمؤمنين، لأيّ شي ء ترجم؟ إن كان لك سلطان عليها، فما لك سلطان على ما في بطنها'.

فقال عمر: كلّ أحد أفقه منّي- ثلاث مرّات- فضمنها عليّ عليه السلام حتّى وضعت غلاماً، ثمّ ذهب بها إليه فرجمها. [ الرياض النضرة، ج 3، ص 163؛ذخائر العقبى، ص 81؛ الكفاية، ص 105. ]

امرأة تحتال على شابّ من الأنصار


روى ابن القيم الجوزية بسنده: أنّه اُتي عمر بن الخطّاب بامرأة قد تعلّقت بشابّ من الأنصار و كانت تهواه، فلمّا لم يساعدها احتالت عليه، فأخذت بيضة فألقت صفرتها، و صبّت البياض على ثوبها و بين فخذيها، ثم جاءت إلى عمر صارخة، فقالت: هذا الرّجل غلبني على نفسي و فضحني في أهلي، و هذا أثر فعاله.

فسأل عمر النّساء فقلن له: إنّ ببدنها و ثوبها أثر المني، فهمّ بعقوبة الشابّ، فجعل يستغيث و يقول: يا أميرالمؤمنين، تثبّت في أمري، فواللَّه ما أتيت فاحشة، و ما هممت بها، فلقد راودتني عن نفسي فاعتصمت.

فقال عمر: يا أبا الحسن، ما ترى في أمرهما؟ فنظر عليّ عليه السلام إلى ما على الثوب، ثمّ دعا بماء حارّ شديد الغليان، فصبّ على الثوب فجمد ذلك البياض، ثمّ أخذه و اشتمّه و ذاقه، فعرف طعم البيض و زجر المرأة فاعترفت. [ الطرق الحكمية لابن القيم، ص 47، عن الغدير. ]

امرأة زنت و هي مضطرّة


روى ابن القيم الجوزية: أنّ عمر بن الخطاب اُتي بامرأة زنت فأقرّت، فأمر برجمها،فقال عليّ عليه السلام: 'لعلّ بها عذراً'. ثمّ قال لها: 'ما حملك على الزنا؟'.

قالت: كان لي خليط و في إبله ماء و لبن، و لم يكن في إبلي ماء و لا لبن، فظمئت فاستسقيته، فأبى أن يسقيني حتّى أعطيه نفسي، فأبيت عليه ثلاثاً، فلمّا ظمئت و ظننت أن نفسي ستخرج، أعطيته الّذي أراد، فسقاني.

فقال عليّ: 'اللَّه أكبر، فَمن اضطُرّ غير باغ و لا عاد فلا إثم عليه، إنّ اللَّه غَفُورٌ رحيم'. [ الطرق الحكمية، ص 53؛ نقلاً عن الغدير، ج 6، ص 120؛ و رواه في كنزالعمال، ج 5، ص 457، ح 13596 عن أبي الضحى مع اختلاف في بعض ألفاظه. ]

و في "كنزالعمال" عن اُمّ كلثوم ابنة أبي بكر، أنّ عمر بن الخطاب كان يعسّ

[ يعسّ: يطوف بالليل يحرس النّاس و يكشف أهل الريبة. ] بالمدينة ذات ليلة، فرأى رجلاً و امرأةً على فاحشة، فلمّا أصبح، قال للنّاس: أرأيتم أنّ إماماً رأى رجلاً و امرأة على فاحشة، فأقام عليهما الحدّ، ما كنتم فاعلين؟، قالوا: إنّما أنت إمام، فقال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: ليس ذلك لك، إذن يقام عليك الحدّ، إنّ اللَّه لم يأمن على هذا الأمر أقلّ من أربعة شهداء، ثم تركهم ما شاء اللَّه أن يترُكَهم ثمّ سألهم، فقال القومُ مثل مقالتهم الاُولى، و قال عليّ عليه السلام مثل مقالَته. [ كنزالعمال، ج 5، ص 457، ح 13596. ]

رجل أقطع اليد و الرجل و قد سرق


روى البيهقي والعلامة الهندي عن عبدالرحمن بن عائذ، قال: اُتي عمر بن الخطاب برجل أقطع اليد و الرجل قد سرق [ لعلّ هذه السّرقة في 'مرّة' ثالثة". ]،فأمر به عمر أن تقطع رجله.

فقال عليّ عليه السلام: 'إنّما قال اللَّه عزوجلّ: 'إنّما جزاءُ الذينَ يُحارِبُونَ اللَّه و رسولَهُ وَ يَسْعَونَ في الأرضِ فَساداً أن يُقَتّلُوا أو يُصَلّبُوا أو تُقطّعَ أيدِيهمْ و أرجُلهُمْ مِن خِلافٍ' [ المائدة، 33. ]، فقد قطعت يد هذا و رجله، فلا ينبغي أن تقطع رجله فتدعه ليس له قائمة يمشي عليها، و السّارق ليس أسوء حالاً من المرتدّ إمّا أن تعزّره و إمّا أن تستودعه السجن' فاستودعه عمر السّجن.

[ في المغني لابن قدامة، ج 10، ص 273؛ سنن البيهقي، ج 8، ص 274؛ كنزالعمال، ج 3، ص 118 على ما في الغدير، ج 6، ص 136. ]

رجل أسود و امرأة سوداء و ولدهما أحمر


روى ابن القيم الجوزيّة بسنده: أنّه اُتي عمر بن الخطاب برجل أسود و معه امرأة سوداء، فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي أغرس غرساً أسود، و هذه سوداء على ما ترى، فقد أتتني بولد أحمر.

فقالت المرأة: و اللَّه يا أميرالمؤمنين ما خنته، و إنّه لولده. فبقي عمر لا يدري ما يقول: فسأل عن ذلك عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال للأسود: 'إن سألتك عن شي ء أتصدقني؟' قال: أجل، و اللَّه. قال: 'هل واقعت امرأتك و هي حائض؟'. قال: قد كان ذلك.

قال علي عليه السلام: 'اللَّه أكبر، إنّ النطفة إذا خلطت بالدم فخلق اللَّه عزّوجلّ منها خلقاً كان أحمر، فلا تنكر ولدك فأنت جنيت على نفسك'. [ الطرق الحكمية، ص 47؛ نقلاً عن الغدير، ج 6، ص 120. المائدة، 33. ]

امانة رجلين عند امرأة


روى ابن الجوزي و محبّ الدين الطّبري و سبط ابن الجوزي و الخوارزمي، عن حنش بن المعتمر، قال: إنّ رجلين أتيا امرأة من قريش، فاستودعاها مائة دينار، و قالا:لا تدفعيها إلى أحدٍ منّا دون صاحبه حتّى نجتمع، فلبثا حولاً، ثمّ جاء أحدهما إليها، و قال: إنّ صاحبي قد مات فادفعي إليَّ الدنانير، فأبت، فثقل عليها بأهلها، فلم يزالوا بها حتّى دفعتها إليه، ثمّ لبثت حولاً آخر فجاء الآخر فقال:ادفعي إليَّ الدنانير. فقالت: إنّ صاحبك جاءني، و زعم أنّك قد متَّ فدفعتها إليه. فاختصما إلى عمر، فأراد أن يقضي عليها، و قال لها: ما أراك إلّا ضامنة، فقالت: أنشدك اللَّه أن تقضي بيننا، و ارفعنا إلى عليّ بن أبي طالب، فرفعها إلى عليّ، و عرف أنّهما قد مكرا بها، فقال: 'أليس قلتما: لا تدفعيها إلى واحد منّا دون صاحبه؟'. قال: بلى.

قال: 'فإنّ مالك عندنا، اذهب فجي ء بصاحبك حتّى ندفعها إليكما' فبلغ ذلك عمر، فقال: لا أبقاني اللَّه بعد ابن أبي طالب. [ الأذكياء لابن الجوزي، ص 18؛ أخبار الظُّرّاف لابن الجوزي، ص 19؛ نقلاً عن الغدير، ج 6، ص 126؛ الرياض النضرة، ج 3، ص 165؛ ذخائر العقبى، ص 80؛ تذكرة الخواص، ص 148؛ مناقب الخوارزمي، ص 53. ]

الحاق الولد بأبيه رغم ولادته لستّة أشهر


روى الجويني عن أبي الأسود الدؤلي: أنّ عمر اُتي بامرأة وضعت لستّة أشهر فهمّ برجمها، فبلغ ذلك عليّاً، فقال: ليس عليها رجم، فبلغ ذلك عمر، فأرسل إليه يسأله، فقال عليّ عليه السلام: 'و الوَالِداتُ يُرضِعْنَ أولادَهُنَّ حَوْلَين كَامِلَينِ لِمَن أرادَ أَنْ يُتمَّ الرضَاعَة' [ البقرة، 233. ] و قال عزّوجلّ: 'وَ حَمْلُهُ وَ فِصَالُه ثَلاثَونَ شَهراً' [ الاحقاف، 15. ] فستّة أشهر حمله، و حولين تمام الرضاع، لا حدّ عليها'.

قال: فخلّى عنها، ثمّ ولدت بعد ذلك نساء لستّة أشهر. [ فرائد السمطين، ج 1، ص 346، ح 269؛ و روى في كنزالعمال، ج 5، ص 475، ح 13598؛ نحوه. ]

قضاؤه في عهد عثمان بن عفان


أخرج العاصمي من طريق شيخة أبي بكر محمّد بن إسحاق، يرفعه: أنّ رجلاً أتى عثمان بن عفان و هو أميرالمؤمنين و بيده جمجمة إنسان ميتّ، فقال: إنّكم تزعمون أنّ النار تعرض على هذا، و أنّه يعذّب في القبر، و أنا قد وضعت عليها يدي فلا أحسّ منها حرارة النّار؟ فسكت عنه عثمان، و أرسل إلى عليّ بن أبي طالب المرتضى يستحضره، فلمّا أتاه و هو في ملأ من أصحابه، قال للرجل: 'أعد المسألة' فأعادها، ثمّ قال عثمان بن عفان: أجب الرّجل عنها يا أبا الحسن.

فقال عليّ عليه السلام: 'إئتوني بزند و حجر' و الرجل السائل و النّاس ينظرون إليه، فاُتي بهما فأخذهما و قدح منهما النار، ثمّ قال للرجل: 'ضع يدك على الحجر' فوضعها عليه، ثمّ قال: 'ضع يدك على الزّند' فوضعها عليه، فقال: 'هل أحسست منهما حرارة النّار' فبهت الرجل، فقال عثمان: لو لا عليّ لهلك عثمان.

قال العلاّمة الأميني "رحمة اللَّه عليه": نحن لا نرقب من عثمان وليد بيت اُميّة الحيطة بأمثال هذه العلوم الّتي هي من أسرار الكون، و قد تقاعست عنها معرفة من هو أرقى منه في العلم، فكيف به؟ و إنّما تقلّها عيبة العلوم الإلهيّة، المتلقّاة من المبدأ الأعلى منشى ء الكون، و مُلقي أسراره فيه، و هو الّذي أفحم السائل هاهنا و في كلّ معضلة أعوز القوم عرفانها. [ زين الفتى في شرح هل أتى، للحافظ العاصمي نقلاً عن الغدير، ج 8، ص 214. ]

و أخرج الحفاظ عن بعجة بن عبداللَّه الجهني، قال: تزوج رجلٌ منّا امرأة من جهينة، فولدت له تماماً لستة أشهر، فانطلق زوجها إلى عثمان فأمر بها أن ترجم،فبلغ عليّاً عليه السلام فأتاه، فقال: 'ما تصنع؟ ليس ذلك عليها، قال اللَّه تبارك تعالى: 'وَ حَمْلُهَ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهراً' [ الاحقاف، 15. ] و قال: 'و الوَالِداتُ يُرضِعْنَ أولادَهُنَّ حَوْلَين كَامِلَينِ' [ البقرة، 233. ] فالرضاعة أربعة و عشرون شهراً، و الحمل ستة أشهر'.

فقال عثمان: و اللَّه ما فطنت لهذا، فأمر بها عثمان أن تردّ، فوجدت قد رجمت، و كان من قولها لاُختها: يا اُخيّة لا تحزني فو اللَّه ما كشف فرجي أحدٌ قطُّ غيره، قال: فشبّ الغلام بعدُ فاعترف الرجل به، و كان أشبه الناس به، و قال: فرأيت الرجل بعدُ يتساقط عضواً عضواً على فراشه. [ أخرجه مالك في الموطأ، ج 2، ص 176؛ البيهقي في السنن الكبرى، ج 7، ص 442؛ السيوطي في الدر المنثور، ج 6، ص 40. ]

/ 74