حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) - نسخه متنی

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


محمّد الثقفي بسنده عن أبي الكنود، فراجعه. [ شرح ابن أبي الحديد ج 2، ص 85 الى 87. ]

مظلوميّته بعد شهادته


و أجلى صور المظلوميّة أنّه صارت المنابر في الشرق و الغرب في حكومة الأمويين عَلى مدى أربعين سنة محّلاً لشتمه و سبّه، و معَرضاً لإهانته و لعنه حتّى صار ذلك سُنّةً جاريةً بينهم، و قد أخبر عليه السلام بذلك حيث قال لأصحابه:

'أما إنّه سَيظَهرُ [ سيظهر عليكم: سيغلب. ] عليكم بَعدي رَجلٌ رحبُ البلعوم

[ رحبُ البلعوم، واسعه. ] مندحق [ مندحق البطن: عظيم البطن، بارزه. ] البطن، يأكلُ ما يجد، و يَطلبُ ما لا يَجد، فاقتلوه و لن تقتلوه، ألا و إنّه سَيأمُركم بسبّي و البراءة مِنّي، فأمّا السّبّ فسبّوني، فإنّه لي زكاةٌ و لكم نجاةٌ، و أما البراءة فلا تتبرّؤا مِنّي، فإنّي وُلدتُ عَلى الفِطرة، وَ سبقتُ إلى الإيمانِ و الهِجرة'. [ نهج البلاغة، الخطبة 56. ]

في تسخير العملاء و شراء الذمم


لقد سخّر معاوية عدداً من العملاء ممّن أعمت قلوبهم المادّة و تمسّكوا بحطام الدُّنيا و آثروه على رضا الخالق العزيز، و قد بذل لهم معاوية الأموال الطائلة و المناصب العالية، مستغلاً كونهم ممّن أدرك عصر الرّسول الأكرم صلى الله عليه و آله أو أنّهم مقرّبون لأحد صحابته، و ذلك لكي يختلقوا الأحاديث و ينتحلوها على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مدّعين أنّه صلى الله عليه و آله قالها ذمّاً لعليّ عليه السلام.
و إنّما عمل معاوية لعنه اللَّه ذلك كي يدوم حكمه لبضعة أيّام اُخرى، و لكي يتقرّب إلى قلوب النّاس، لأنّ ماضيّه الّذي لا يحسد عليه ليس فيه ميزة أو خصلة تجذب الجماهير إليه، كما أنّه لم يسجّل و لا موقفاً واحداً في عصر الرّسول الأكرم صلى الله عليه و آله يجعله ذا بال أو ممّن يشار إليه بالبنان، بل إنّه كان و أبوه من رؤوس الكفر و الإلحاد، لذا لم يجد له ما يقرّبه إلى قلوب النّاس سوى هذه الفعلة الّتي بقيت لعنة له و لمن تمسّك به على طول التاريخ.

لقد كانت القلوب متوجّهة صوب عليّ عليه السلام سيّما بعد الثورة الّتي أطاحت بعثمان، و ذلك لأنّ فضائل عليّ عليه السلام و مناقبه كانت قد ملأت العيون و المشاهد و الأسماع و ثبتت في قلوب المؤمنين قبل أن تسجّلها أقلامهم، لذا لم يجد معاوية بدّاً إلأ أن يسعى لأجل انتزاع هذا التوجّه و هذه المحبّة من قلوب النّاس، و أن يجعل من نفسه رجلاً محبوباً مقرّباً إلى نفوس الجماهير بشتّى الوسائل و الأساليب.

نقل الشارح المعتزلي عن شيخه أبي جعفر الإسكافي [ من متكلمي المعتزلة و أحد أئمتّهم. ] أنّه قال: إنّ معاوية وضع قوماً من الصحابة و قوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في عليّ عليه السلام تقتضي الطعن فيه و البراءة منه، و جعل لهم على ذلك جعلاً يُرغَبُ في مثله، فاختلقوا ما أرضاه، منهم: أبوهريرة، و عمرو بن العاص، و المغيرة بن شعبة، و من التابعين عروة بن الزبير. [ شرح ابن أبي الحديد، ج 4، ص 63. ]

أقول: لكنّ الشمس لا تُحجب بغربال، فشمس عليّ عليه السلام أبت إلّا أن تخرج من الظلام الّذي اصطنعه النواصب عَلى مدى التاريخ، و بقيت أشعّة فضائله و مناقبه عليه السلام تشرق على الدُّنيا في كلّ العصور لتغطّيها بمكارم الأخلاق، و لعلّ
المقارنة بين قبره عليه السلام و قبر معاوية خير شاهد على ما نقول.

و سنشير إلى نماذج من الأخبار الموضوعة من قبل معاوية و أتباعه لنتبيّن من خلالها عَلى مَظلوميّة أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام.

جملة من الوضّاعين و أخبارهم


ما رواه أبوهريرة روى أبوهريرة الحديث الّذي معناه أنّ عليّاً عليه السلام خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فأسخطه، فخطب عَلى المنبر، و قال: 'لاها اللَّه! لا تجتمع ابنة وليّ اللَّه، و ابنة عدوّ اللَّه أبي جهل، إنّ فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما يؤذيها، فإن كان عليّ يُريد ابنة أبي جهل فليفارق ابنتي و ليفعل ما يُريد؟!' أو كلاماً هذا معناه. [ المصدر السابق، ص 64. ]

عن الأعمش، قال: لمّا قدم أبوهريرة العراق مع معاوية عام الجماعة، جاء إلى مسجد الكوفة، فلمّا رأى كثرة مَن استقبله من النّاس جثا على ركبتيه، ثمّ ضرب صلعته مراراً، و قال: يا أهل العراق، أتزعمون أنّي أكذبُ عَلى اللَّه و على رسوله،و أحرق نفسي بالنّار! و اللَّه لقد سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'إنّ لكلّ نبّي حرماً، و إنّ حرمي بالمدينة، ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة اللَّه و الملائكة و النّاس أجمعين' و أشهد باللَّه أنّ عليّاً أحدث فيها؛ فلمّا بلغ معاوية قولُه أجازه و أكرمه، و وَلّاه إمارة المدينة.

[ المصدر السابق، ص 67. ]

قال الشارح المعتزلي: فأمّا قول أبي هريرة: إنّ عليّاً عليه السلام "أحدث ف المصدر السابق، ص 67.ي المدينة" فحاش للَّه! كان عليّ عليه السلام أتقى للَّه من ذلك، و اللَّه لقد نصر عثمان نصراً لو كان
المحصور جعفر بن أبي طالب لم يبذل له إلّا مثله. [ شرح ابن أبي الحديد،ج 4، ص 67. ]

و قال أبوجعفر الإسكافي: أبوهريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضيّ الرواية، ضربه عمر بن الخطاب بالدرة، و قال: قد أكثرت من الرّواية و أحْر بك أن تكون كاذباً على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. [ المصدر السابق، ص 68. ]

2- ما روى عمرو عاص انه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'إنّ آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء، إنّما وليّي اللَّه و صالح المؤمنين'! [ المصدر السابق، ص 68. ]

3- ما روى الزهرّي أنّ عروة بن الزّبير قال: حدثتني عائشة، قالت: كنتُ عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إذ أقبل العبّاس و عليّ عليه السلام، فقال صلى الله عليه و آله: 'يا عائشة، إنّ هذين يموتان على غير ملّتي- أو قال: على غير ديني'؟! [ المصدر السابق، ص 63. ]

4- قال أبوجعفر الاسكافي: و قد روي أنّ معاوية بذل لسمرة بن جُندب مائة ألف درهم حتّى يروي أنّ هذه الآية نزلت في عليّ بن أبي طالب: 'وَ مِنَ النّاس من يُعجبُك قولُهُ في الحياةِ الدُّنيا و يُشهِدُ اللَّه عَلَى ما في قلبه وَ هُوَ ألَدُّ الخِصام وَ إذا تَوَلّى سَعَى في الأرض لِيُفسِدَ فيها و يُهلك الحَرثَ و النَّسلَ وَ اللَّه لا يُحبّ الفَساد'.

[ البقرة، 204 و 205. ]

و أنّ الآية الثانية نزلت في ابن مُلجم، و هي قوله تعالى: 'وَ مِنَ النّاس مَن يَشرِي نَفسَهُ ابتغاءَ مَرضاتِ اللَّه' [ البقرة، 207. ]، فلم يقبل، فبذل مائتي ألف درهم، فلم يقبل،
فبذل له ثلثمائة ألف فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف، فقبل. [ شرح ابن أبي الحديد، ج 4، ص 73. ]

و قد صارت- أي سبّة أميرالمؤمنين عليه السلام- سنّةً جاريةً، و كانت في أيّام الاُمويين سبعون ألف منبر يُلعن عليها أمير المؤمنين عليه السلام [ راجع الغدير، ج 2، ص 103 -102 عن ربيع الأبرار للزمخشري. ] و اتّخذوا ذلك كعقيدة راسخةٍ، أو فريضةٍ ثابتةٍ، أو سنّةٍ متّبعةٍ يُرغّبُ فيها بكلّ شوق و توقٍ حتّى أنّ عمر بن عبدالعزيز لمّا منع عنها لحكمة عملية أو لسياسة وقتية، حسبوه كأنّه جاء بطامّة كبرى أو اقترف إثماً عظيماً.

سبب منع عمر بن عبدالعزيز عن سبّ عليّ


قال الشارح المعتزلي: فأمّا عمر بن عبدالعزيز فإنّه قال: كنتُ غلاماً أقرأ القرآن على بعض وُلد عُتبة بن مسعود، فمرّ بي يوماً و أنا ألعب مع الصبيان، و نحن نلعن عليّاً، فكره ذلك و دخل المسجد، فتركتُ الصبيان و جئتُ إليه لأدرس عليه وردي، فلمّا رآني قام فصلّى و أطال في الصلاة- شبه المُعرض عنّي- حتّى أحسستُ منه بذلك، فلمّا انفتَل مِن صلاته كلَح في وجهي فقلتُ له: ما بالُ الشيخ؟ فقال لي: يا بُنيّ، أنتَ اللاعن عَليّاً منذ اليوم؟! قلتُ: نعم.

قال: فمتى علمتَ أنّ اللَّه سخط عَلى أهل بدر بعد أن رَضي عنهم؟ فقلتُ: يا أبتِ، و هل كان عليّ عليه السلام من أهل بدر؟

فقال: و يحك! و هل كانت بدر كلّها إلّا له.فقلتُ لا أعود.

فقال: و اللَّه إنّك لا تعود! قلتُ: نعم، فلم ألعنه بعدها. ثمّ كنتُ أحضر تحت منبر المدينة و أبي يخطب يوم الجمعة، و هو حينئذ أمير المدينة، فكنتُ أسمع أبي يمرُّ في خُطبه تهدر شقاشقه، حتّى يأتي إلى لعن عليّ عليه السلام فيجمجم، و يَعرض له
من الفهاهة و الحصر ما اللَّه عالم به، فكنتُ أعجب من ذلك، فقلتُ له يوماً: يا أبتِ، أنت أفصَحُ النّاس و أخطبُهم، فما بالي أراك أفصحَ خطيب يوم حفلك، حتّى إذا مررتَ بلعن هذا الرّجل، صِرتَ ألكن عَيياً؟!

فقال: يا بُنيّ، إنّ مَن تَرى تحت منبرنا من أهل الشام و غيرهم، لو علموا من فضل هذا الرّجل ما يعلمه أبوك لم يتبعنا منهم أحد، فوقرت كلمتُه في صَدري، مع ما كان قاله لي معلّمي أيّام صِغري، فأعطيتُ اللَّه عهداً، لئن كان لي في هذا الأمر نصيب لاُغيّرنّه، فلمّا مَنَّ اللَّه عَليَّ بالخلافة أسقطتُ ذلك و جعَلتُ مكانَه 'إنَّ اللَّه يأمرُ بالعَدلِ و الإِحسان و إيتاء ذي القُربى و يَنهى عَن الفَحشاء و المُنكرِ و البَغي يَعِظُكُمْ لَعلّكُمْ تَذَكّرون' [ النحل، 90. ] و كتبتُ به إلى الآفاق فصار سنّة. [ شرح ابن أبي الحديد، ج 4، ص 58. ]

وصيته بإخفاء قبره


و كفى في مظلوميته عليه السلام وصيته بإخفاء قبره عن الناس حذراً من أن يهتك الخوارج لعنهم اللَّه حرمته مع كونه أميرالمؤمنين و سيد الوصيّين، و لم يزل مخفياً إلى زمان هارون العباسي حيث دلّ عليه أهل البيت عليهم السلام.

شهادته


كلمة في تاريخ شهادته و عمره المبارك

من الوقائع المسلّمة تاريخياً، أنّ عبدالرحمن بن ملجم المرادي لعنه اللَّه ضرب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في محراب الصلاة بمسجد الكوفة، و كان عليه السلام صائماً يصلّي الصبح، ممّا أدى إلى شقّ هامته عليه السلام، و قد التحقت روحه المقدّسة بالرفيق الأعلى، إلى جوار الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله بعد يومين من الضربة.

قال ابن الأثير: و في هذه السنة "سنة 40" قُتل عليٌّ في شهر رمضان لسبع عشرة خلت منه، و قيل: لإِحدى عشرة، و قيل: لثلاث عشرة بقيت منه، و قيل: في شهر ربيع الآخر سنة أربعين، و الأوّل أصحّ. [ الكامل في التاريخ، ج 2، ص 433. ]

و روى الطبري بسنده عن محمد بن عمر قال: قتل علي عليه السلام و هو ابن ثلاث و ستين سنة، صبيحة ليلة خلت من شهر رمضان سنة "40"، و دفن عند مسجد الجماعة في قصر الإمارة. [ تاريخ الطبري، ج 4، ص 116. ]

و روى ابن عساكر الشافعي، عن محمّد بن عثمان، قال: قال أبي: و ولي
عليّ بن أبي طالب خمس سنين، و قُبض هو ابن سبع و خمسين، قال أبي: و أهل بيته يقولون: قُبض و هو ابن ثلاث و ستين. [ ترجمة الامام عليّ من تاريخ دمشق،ج 3، ص 318، ح 1429. ]

و روى الكليني في الكافي، ج 1، ص 452: ولد أميرالمؤمنين عليه السلام بعد عام الفيل بثلاثين سنة، و قُتل في شهر رمضان لتسع بقين منه، ليلة الأحد و قيل: الجمعة سنة أربعين من الهجرة، و هو ابن ثلاث و ستين سنة، بقي بعد قبض النبيّ صلى الله عليه و آله ثلاثين سنة، و اُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.

و روى الشيخ المفيد في الارشاد الفصل 2 من باب 2، ص 13: و كانت وفاة أميرالمؤمنين عليه السلام قبل الفجر ليلة الجمعة إحدى و عشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة و مضى عليه السلام قتيلاً بالسيف، قتله ابن ملجم المرادي لعنه اللَّه في مسجد الكوفة، و قد خرج عليه السلام يوقظ النّاس لصلاة الصبح ليلة تاسع عشر من شهر رمضان، و قد كان ارتصده من أوّل الليل لذلك، فلمّا مرّ به في المسجد و هو مستخفٍ بأمره، مُماكر بإظهار النوم في جملة النّيام، ثار إليه فضربه على اُمّ رأسه بالسّيف و كان مسموماً، فمكث يوم تسعة عشر و ليلة عشرين و يومها و ليلة إحدى و عشرين إلى نحو الثلث الأوّل من اللّيل، ثمّ قضى نحبه عليه السلام شهيداً و لقي ربّه تعالى مظلوماً، و قد كان عليه السلام يعلم ذلك قبل أوانه، و يخبر به النّاس قبل زمانه، و تولّى غسله و تكفينه و دفنه ابناه الحسن و الحسين عليهماالسلام بأمره، و حملاه إلى الغريّ من نجف الكوفة، فدفناه هناك، و عفيا موضع قبره بوصيّة كانت منه إليهما في ذلك، لما كان يعلمه من دولة بني اُميّة بعده.

مداراته ابن ملجم قبل شهادته


روى الحافظ ابن عبدالبرّ المالكي، في "الاستيعاب" عن ابن سيرين بن عبيدة، قال: كان عليّ عليه السلام إذا رأى ابن ملجم، قال:




  • 'اُريدُ حياته و يُريد قتلي
    عذيرك من خليلك من مراد'



  • عذيرك من خليلك من مراد'
    عذيرك من خليلك من مراد'



و كان عليّ عليه السلام: كثيراً ما يقول: 'ما يمنع أشقاها- أو ما ينتظر أشقاها- أن يخضب هذه من دم هذا'. يقول: 'و اللَّه لتخضبنّ هذه من دم هذا' و يشير إلى لحيته و رأسه [ الاستيعاب بهامش الاصابة، ج 2، ص 10. ]

و روى فيه عن سكين بن عبد العزيز العبدي، أنه سمع أباه يقول: جاء عبدالرّحمن بن ملجم يستحمل عليّاً عليه السلام فحمله، ثمّ قال:




  • 'اُريدُ حياته و يُريد قتلي
    عذيرك من خليلك من مراد



  • عذيرك من خليلك من مراد
    عذيرك من خليلك من مراد



أما إنّ هذا قاتلي'، قيل: فما يمنعك منه؟ قال: 'إنّه لم يقتلني بعدُ'.

[ المصدرالسابق. ]

قال: و أتى عليّ عليه السلام فقيل له: إنّ ابن ملجم يسمّ سيفه، و يقول: إنّه سيفتك بك فتكة يتحدّث بها العرب، فبعث عليّ عليه السلام إليه، فقال له: 'لِمَ تسمّ سيفك؟' قال: لعدوّي و عدوّك، فخلّى عنه و قال: 'ما قتلني بعدُ'.

ما جاء في سبب قتله


في سنة أربعين من الهجرة اجتمع بمكّة جماعة من الخوارج فتذاكروا النّاس، و ما هم فيه من الحرب و القتل و الفتنة، فعابوا ذاك على ولاتهم، ثمّ أنّهم ذكروا أهل النهروان و ترحّموا عليهم، فقال بعضهم لبعض: ما نصنع بالحياة بعدهم، اُولئك كانوا دعُاة النّاس إلى ربّهم لا يخافون في اللَّه لومة لائم! فلو شرينا أنفسنا قاتلنا أئمة
الضّلال، فالتمسنا قتلهم، فأرحنا منهم البلاد و العباد، و ثأرنا بهم إخواننا الشهداء بالنهروان، فتعاقدوا على ذلك عند انقضاء الحج.

فقال عبدالرّحمن بن ملجم لعنه اللَّه: أنا أكفيكم عليّاً. و قال البرك بن عبداللَّه التميمي: أنا أكفيكم معاوية. و قال عمرو بن بكر التميمي: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاهدوا و تعاقدوا و تواثقوا على الوفاء، و ألّا ينكل واحد منهم عن صاحبه الّذي يتوجّه إليه حتّى يقتله أو يموت دونه، فاتّعدوا بينهم ليلة تسع عشرة من شهر رمضان، فأخذوا سيوفهم فشحذوها، ثمّ سقوها السّم، و توجّه كلّ واحد منهم إلى جهة صاحبه الّذي تكفّل به، و تواعدوا على أن يكون و ثوبهم عليهم في ليلة واحدة. [ انظر: الكامل في التاريخ، ج 2، ص 434؛ تاريخ الطبري، ج 4، ص 110؛ مروج الذهب للمسعودي، ج 2، ص 423؛ الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي، ص 132؛ مقاتل الطالبيين، ص 17؛ شرح ابن أبي الحديد، ج 6، ص 113. ]

تواطؤ ابن ملجم و قطام


روى أبوالفرج بالاسناد عن أبي مخنف، عن أبي زهير العبسي، قال: فأقبل ابن ملجم حتّى قدم الكوفة، فلقي بها جماعة من أصحابه- أهل النهروان- و كتمهم أمره، و طوى عنهم ما تعاقد هو و أصحابه عليه بمكّة من قتل اُمراء المسلمين، مخافة أن ينشر منه شي ء، و إنّه زار رجلاً من أصحابه ذات يوم من تيم الرباب، فصادف عنده قطام بنت الأخضر بن شجنة من تيم الرباب، و كان عليّ عليه السلام قتل أباها و أخاها بالنهروان، و كانت من أجمل نساء أهل زمانها، فلمّا رآها ابن ملجم لعنه اللَّه شغف بها و اشتدّ إعجابه، فخبر خبرها فخطبها، فقالت له: ما الّذي تسمّي لي من الصداق؟ فقال لها: احتكمي ما بدا لك، فقالت: أنا محتكمة عليك ثلاثة آلاف

/ 74