حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) - نسخه متنی

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


كلمة في مناقبه و فضائله


الكلام عن مكارم أخلاقه عليه السلام و عن مناقبه و فضائله، يعدّ من الأُمور التي يصعب استقصاؤها و الخوض في غمارها، فهو عليه السلام بحر العلوم، و باب مدينة العلم، و باب دار الحكمة، و قسيم الجنّة و النار، و هو الذي رُدّت إليه الشمس، و حُبّه حبّ اللَّه و رسوله، و بغضه بغض اللَّه و رسوله، و هو أخو الرسول و وصيّه و خليفته، و زوج البتول، و أبو السبطين الحسن و الحسين عليهماالسلام، و هكذا يكلّ اللسان عن تعداد مناقبه و إحصاء فضائله، قال ابن عباس: لو أنّ الرياض أقلام، و البحر مداد، و الجنّ حسّاب، و الإنس كتّاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام، [ فرائدالسمطين، ج 1، ص 16؛كفاية الطالب، ص 2. ] و سنذكر ما يتيسّر من ذلك من باب ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه.

تربيته في حجر رسول اللَّه


قال ابن حجر العسقلاني الشافعي: ولد على عليه السلام قبل البعثة بعشر سنين، فرُبِّيَ في حجر النبي صلى الله عليه و آله و لم يفارقه، و شهد معه المشاهد إلّا غزوة تبوك. [ الاصابة لابن حجر، ج 2، ص 507. ]

قال ابن هشام: أول ذكر من الناس آمن برسول اللَّه صلى الله عليه و آله و صدّق بما جاءه من اللَّه تعالى علي بن أبي طالب، و هو يومئذٍ ابن عشر سنين، و كان مما أنعم اللَّه على علي بن أبي طالب أنّه كان في حجر رسول اللَّه قبل الاسلام.
[ السيرة النبوية لابن هشام، ج 1، ص 262. ]

و قال ابن الأثير و غيره من المؤرخين: و كان من نعمة اللَّه على علي بن أبي طالب أنّ قريشاً أصابتهم أزمةٌ شديدةٌ، و كان أبوطالب ذا عيال كثير، فقال يوماً رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعمّه العباس: يا عمّ، إنّ أباطالب كثير العيال، فانطلق بنا نخفّف عن عيال أبي طالب، فانطلقا إليه و أعلماه ما أرادا، فقال أبوطالب: اتركا لي عقيلاً، و اصنعا ما شئتما، فأخذ رسول اللَّه علياً، و أخذ العباس جعفراً، فلم يزل عليّ عليه السلام عند النبي صلى الله عليه و آله حتى أرسله اللَّه فاتّبعه. [ الكامل في التاريخ، ج 1، ص 484؛ تاريخ الطبري، ج 2، ص 57؛ السيرة النبوية، ج 1،ص 262 و غيره. ]
قال عليّ عليه السلام حول موضعه من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و تربيته في حجره: 'وَ قَد عَلِمْتُم مَوضعي مِن رسولِ اللَّه بالقرابةِ القَرِيبَةِ و المنزلة الخَصيصَة، وَضَعني في حجره وَ أنا وليدٌ يَضمُّني إلى صَدره، وَ يكنِفني في فِراشِه، و يُمِسُّني جَسَدَهُ، وَ يُشمُّني عَرْفَه، و كانَ يَمضَغُ الشي ءَ ثمّ يُلقِمُنيهِ، وَ ما وَجَدَ لي كِذبةً في قول، و لا خَطلةً في فِعل.

و لقد قَرَنَ اللَّه بِهِ صلى الله عليه و آله مِن لَدن أن كان فَطيماً أعظمَ مَلكٍ مِن ملائكته، يَسلُكُ بِهِ طريقَ المَكارِم و مَحاسِنَ أخلاق العالَمِ لَيلَهُ و نهارَهُ، و لقد كُنتُ أتَّبِعه اتِّباع الفَصيل أثَرَ اُمّهِ، يَرفَعُ لي في كلِّ يومٍ مِن أخلاقِه عَلَماً، و يأمُرُني بالاقتداء بِهِ، و لقد كانَ يُجاوِرُ في كُلِّ سَنةٍ بِحِراء، فَأراهُ و لا يَراهُ غيري.

و لم يَجمَعْ بيتٌ واحدٌ يومئذٍ في الإسلامِ غيرَ رسولِ اللَّه و خديجةَ و أنا ثالثُهُما، أرى نورَ الوحي و الرِسالة و أشمُّ ريحَ النُبوّةِ.

و لقد سمعتُ رَنَّةَ الشَيطان حين نَزَلَ الوحيُ عليهِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه، ما هذهِ الرَّنَّة؟ فقال: هذا الشيطانُ، أيِسَ مِن عِبادتِهِ، إنَّكَ تَسمعُ ما أسمعُ، و تَرى ما أرى، إلّا أنَّكَ لستَ بنبيٍّ و لكنّكَ لَوَزيرٌ، و إنَّكَ لَعَلى خَيرٍ'. [ شرح ابن أبي الحديد، ج 13، ص 197؛ نهج البلاغة، الخطبة190، ص 300 صبحي الصالح. ]

هذه منقبة مختصّة بعلي عليه السلام، فعلى هذا حقيق ان يكون هو خليفة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بلافصل و وصيه و وارثه، كما أشار اِليه بقوله عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله خطاباً له عليه السلام: 'أنَّكَ لستَ بنبيٍّ، و لكنّكَ لَوَزيرٌ، و إنَّكَ لَعَلى خَيرٍ'.

علي أول من آمن و صلّى مع الرسول


لقد سبق علي عليه السلام الناس كلّهم في الايمان باللَّه و رسوله، و يمكن القول إنّه عليه السلام ولد مسلماً، و لم يعش الشرك لحظة واحدة في حياته، لأنه حظي بالتربية النبوية منذ نعومة أظفاره، و يدلّ على ذلك روايات كثيرة تبلغ حدّ التواتر، و استقصاؤها مشكل جداً، و لذا نكتفي بجملة منها حتى تعرف بأن هذه الفضيلة الفريدة له، هي من مظاهر الاصطفاء الالهي المتجسّدة في شخص علي عليه السلام.

1- روى ابن عبدالبر المالكي، عن حبّة العرني، قال: سمعت علياً عليه السلام يقول:'لقد عبدت اللَّه قبل أن يعبده أحد من هذه الاُمّة خمس سنين.' [ الاستيعاب بهامش الاصابة، ج 3، ص 31. ]

2- و روى الطبري، عن زيد بن أرقم، قال: أوّل من أسلم مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله علي بن أبي طالب. [ تاريخ الطبري، ج 2، ص 55. ]
3- و عنه أيضاً: 'كان أوّل ذكر آمن برسول اللَّه صلى الله عليه و آله و صلى معه و صدّقه بما جاءه من عند اللَّه علي بن أبي طالب عليه السلام، و هو يومئذٍ ابن عشر سنين.' [ نفس المصدر. ]

4- و روي شهاب الدين ابن حجر العسقلاني، بسنده عن ليلى الغفارية، قالت: كنت أغز و مع النبيّ صلى الله عليه و آله فاُداوي الجرحى، و أقوم على المرضى، فلمّا خرج عليّ عليه السلام إلى البصرة خرجت معه، فلمّا رأيت عائشة أتيتها، فقلت: هل سمعت من رسول اللَّه فضيلة في عليّ؟ قالت: نعم، دخل عليّ على رسول اللَّه و هو معي، و عليه جرد قطيفة، فجلس بيننا، فقلت: أما وجدت مكاناً هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه و آله: 'يا عائشة، دعي لي أخي، فإنّه أوّل النّاس إسلاماً، وآخر النّاس بي عهداً، و أوّل النّاس لي لقياً يوم القيامة'. [ الاصابة، ج 4، ص 389، طبع الدار المصرية. ]

5- و روى نور الدين الهيثمي في "مجمع الزوائد" عن أبي ذر و سلمان، قالا: أخذ النبيّ صلى الله عليه و آله بيد عليّ عليه السلام فقال: 'إنّ هذا أوّل من آمن بي، و هذا أوّل من يصافحني يوم القيامة، و هذا الصدّيق الأكبر، و هذا فاروق الاُمّة يفرق بين الحقّ و الباطل، و هذا يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظالمين'. [ مجمع الزوائد، ج 9، ص 102. ]

6- و روى ابن عساكر الشافعي، عن أنس بن مالك، قال: اُنزلت النبوّة على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يوم الاثنين، و بعث يوم الاثنين، و أسلمت خديجة يوم الاثنين، و أسلم عليّ يوم الثلاثاء ليس بينهما إلّا ليلة. [ ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق، ج 1، ص 41، ح 74. ]

7- روى الحاكم النيشابوري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'أول هذه الاُمّة وروداً
عليَّ الحوض أوّلُهم إسلاماً علي بن أبي طالب'. [ المستدرك للحاكم، ج 3، ص 136. ]

8- و عنه أيضاً عن أبي رافع، قال: صلّى النبيّ صلى الله عليه و آله أوّل يوم الاثنين، و صلّت خديجة آخر يوم الاثنين، و صلّى عليّ عليه السلام يوم الثلاثاء من الغد، و صلّى مستخفياً قبل أن يصلّي مع النبيّ صلى الله عليه و آله أحدٌ سبع سنين و أشهراً. [ ترجمه الإمام علي من تاريخ دمشق، ج 1، ص 39، ح 72. ]

9- روى الطبري و ابن الأثير عن جابر، قال: بعث النبيّ صلى الله عليه و آله يوم الاثنين، و صلّى عليّ عليه السلام يوم الثلاثاء. [ تاريخ الطبري، ج 2، ص 55؛ الكامل في التاريخ، ج 1، ص 483. ]

10- و في "مستدرك الحاكم"، عن ابن عباس، قال: لعليّ عليه السلام أربع خصال ليست لأحد: هو أوّل عربيّ و أعجميّ صلّى مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و هو الّذي كان لواؤه معه في كلّ زحف، و هو الّذي صبر معه يوم المهراس

[ يوم المهراس: يوم اُحد حيث انهزم الناس غير علي عليه السلام. ]، و هو الّذي غسّله و أدخله قبره. [ المستدرك للحاكم، ج 3، ص 11. ]

11- و قال ابن الصباغ المالكي: ربّاه النبيّ صلى الله عليه و آله- يعني عليّاً- و أزلفه و هداه إلى مكارم الأخلاق و الفقه، و كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قبل بدء أمره إذا أراد الصّلاة خرج إلى شعاب مكّة مستخفياً و أخرج عليّاً معه، فيصلّيان ما شاءاللَّه، فإذا قضيا رجعا إلى مكانهما.

و ذكر في هامشه: و قال محمّد بن طلحة الشافعي في كتابه "مطالب السؤول" بعد ذلك: فمكثا يصليّان على استخفاء من أبي طالب و سائر عمومتها و قومهما، ثمّ إنّ أباطالب مرّ عليهما فقال لرسول اللَّه: ما هذا الّذي أراك تدين به؟
قال: 'هذا دين اللَّه و دين ملائكته و دين رسله و دين أبينا إبراهيم، بعثني اللَّه به نبيّاً إلى العباد، و أنت- يا عمّ- أحقّ من أبديت له النصيحة و دعوته إلى الهدى، و أحق من أجابني إليه و أعانني عليه' و قال عليّ عليه السلام: 'قد آمنت برسول اللَّه و اتّبعته و صلّيت معه للَّه'. فقال له: يا بُنيّ، أما إنّه لم يدعُك إلّا إلى الخير فالزمه. [ الفصول المهمة ص 33. ]

يوم الدار "يوم الانذار"


إنّ من أحاط علماً بسيرة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في بدء الحكومة الإسلامية و تشريع أحكامها و تنظيم شؤونها وفق أوامر اللَّه عزّوجلّ، يرى عليّاً عليه السلام وزير النبيّ صلى الله عليه و آله في أمره، و ظهيره على عدوّه، و وارث حكمه، و صاحب أمره بعده، و من وقف على أقوال النبيّ و أفعاله من مبدأ أمره إلى منتهى عمره، يجد نصوصه في ذلك متواترة متوالية، و يكفيك منها ما كان في بدء دعوة النبيّ إلى الإسلام قبل ظهور الإسلام بمكّة حين أنزل اللَّه تعالى عليه: 'وَ أَنْذِرْ عَشِيرتَكَ الأقْرَبِينَ' [ الشعراء، 214. ] فدعاهم إلى دار عمّه أبي طالب، و هم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون، و فيهم أعمامه، أبوطالب و حمزة و العبّاس و أبولهب، و في آخر الأمر، قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'يا بني عبدالمطلّب، إنّي و اللَّه ما أعلم شابّاً في العرب جاء في قومه بأفضل ممّا جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا و الآخرة، و قد أمرني اللَّه أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على أمري هذا، على أن يكون أخي و وصيّي و خليفتي فيكم؟ - و في رواية: من بعدي- فأحجم القوم عنها غير عليّ عليه السلام- و كان أصغرهم-
إذ قال: 'أنا- يا نبيّ اللَّه- أكون وزيرك عليه' فأخذ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله برقبته، و قال: 'إنّ هذا أخي و وصيّي و خليفتي فيكم، فأسمعوا له و أطيعوا' فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع! [ معالم التنزيل للبغوي، ج 4، ص 278؛ تاريخ الطبري، ج 2، ص 62؛ الكامل في التاريخ، ج 1، ص 286؛ شرح ابن أبي الحديد، ج 13، ص 211؛ كنزل العمال، ج 13، ص 36419/131. ]

و روى أحمد في "فضائل الصحابة" و غيره، عن أسماء بنت عميس، قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'اللّهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى:اللّهمّ اجعل لي وزيراً من أهلي أخي علياً اشدد به أزري و أشركه في أمري، كي نسبّحك كثيراً، و نذكرك كثيراً، إنك كنت بنا بصيراً'. [ فضائل الصحابة،ج 2، ص 678، ح 1158؛ الرياض النضرة، ج 3، ص 118؛ ذخائر العقبى، ص 63؛ تفسير الدر المنثور، ج 5، ص 566. ]

و هذه منقبة جليلة اختصّ بها أميرالمؤمنين عليه السلام، و لم يشركه فيها أحدٌ من المهاجرين الأوّلين و لا الأنصار رضي الله عنهم، و لا أحد من أهل الإسلام، و ليس لغيره عدل لها من الفضل، و لا مقارب على حال، و في الخبر بها ما يفيد أنّ به تمكّن النبيّ صلى الله عليه و آله من تبليغ الرسالة و إظهار الدعوة و الصدع بالإسلام، و لولاه لم تثبت الملّة و لا استقرّت الشريعة، و لا ظهرت الدعوة، فهو عليه السلام ناصر الإسلام و وزيره الداعي إليه من قبل اللَّه عزّوجلّ، و بضمانه لنبيّ الهدى النصرة، و في ذلك من الفضل ما لا توازنه الجبال فضلاً، ولا تعادله الفضائل كلّها محلاً وقدراً.

علي و المسابقة إلى الهجرة


كان عليّ عليه السلام أسبق إلى الهجرة من سائر الصحابة و أكثرهم هجرة، فإنّه هاجر مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مراراً في صدر الإسلام عندما آمن قليل من المسلمين في مكّة، و نشير إلى هجراته إجمالاً:

الاُولى: الهجرة إلى الشعب- أعني شعب أبي طالب- و كان المهاجرون إليه من بني هاشم، و عليّ عليه السلام منهم، و نزل في شأنهم: 'السّابقُونَ الأوَّلَون مِن المهاجِرِينَ و الأنصار'. [ التوبة، 100. ]

الثانية: الهجرة إلى الطائف بعد وفاة أبيه أبي طالب و خديجة الكبرى و قبل الهجرة إلى المدينة، و كان المهاجرون إليها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و عليّاً عليه السلام و زيداً، و أقاموا فيها عشرة أيّام، و قيل: أقاموا شهراً، فدعاهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى الإسلام، ثمّ رجعوا إلى مكّة.

الثالثة: الهجرة إلى المدينة و هي أهمّها، و صارت مبدأ تاريخ الإسلام، و منشأ قدرته، و تشكيل حكومته الحقّة، فإنّ عليّاً عليه السلام، و إن لم يكن في جوار

/ 74