حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) - نسخه متنی

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ردّه هديّة الأشعث لأنّها رشوة


كان عليّ عليه السلام قويّاً في دينه، لا تأخذه في اللَّه لومة لائم، لم يداهن و لم يصانع طرفة عين، و إلى القدر الذي يردّ هديّةً قُدّمت له من أحد عمّاله بقوّة و جرأة و دون أدنى تردّد، و لم يكتفِ بردّ الهديّة- إذا شمّ فيها رائحة الرشوة- بل و يعنّف مُهديها و يذمّه. ففي أحد الخطب الطويلة في نهج البلاغة يقول عليه السلام:

'وَ اللَّه لأن أبيتَ عَلَى حَسَك السعدان [ الحسك: الشوك، و السعدان: نبت ترعاه الإبل له شوك. ] مُسَهَّداً، [ المسهّد: من سهّده: أي أسهره. ] وأُجرَّ في الأغلالِ مُصَفّداً، [ المصفّد: المقيّد. ] أحبُّ إليَّ من أن ألقَى اللَّه و رسولَه يومَ القيامةِ ظالِماً لِبَعضِ العِباد، و غاصِباً لشي ءٍ مِن الحُطام...'.و يشير في أثنائها إلى هذا الموضوع حيث يقول عليه السلام:

'و أعجَبُ مِن ذلك طارِقٌ طرقنا بملفوفَةٍ [ الملفوفة: نوع من الحلواء أهداها الأشعث بن قيس إلى عليّ عليه السلام. ] في وِعائِها، وَ معْجُونَةٍ شَنِئتُها

[ شنئتها: كرهتها. ]، كأنّما عُجِنَت برِيق حَيَّةٍ أو قَيئها، فقلتُ: أصِلةٌ

[ الصلة: العطية. ] أم زَكاةٌ، أم صدقةٌ؟ فذلك محرّمٌ علينا أهلَ البيت! فقال: لا ذا و لا ذاك، و لكنّها هَديّة.

فقلت: هَبَلَتْك [ هبلتك: ثكلتك. ] الهَبُولُ! [ الهبول: المراة التي لا يعيش لها ولد. ] أعن دين اللَّه أتَيْتَني لِتَخْدَعَني؟ أمُخْتَبِطٌ [ امختبط: أي أمختلّ أنت؟. ]
أم ذُوجِنَّةٍ[ ذوجنّة: أي أصابه مسّ من الشيطان. ] أم تَهجُرُ [ تهجر: أي تهذي بما ليس به معنى في غير مرض. ]؟'. [ نهج البلاغة، الخطبة 224. ]

و قال الشارح المعتزلي: كان أهدى له الأشعثُ بن قيس نوعاً من الحلواء، تأنّق فيها، و كان عليه السلام يبغض الأشعث، لأنّ الأشعث كان يُبغضه، و ظنَّ أنّه يستميله بالمهاداة لغرض دنيويّ كان في نفس الأشعث، و كان أميرالمؤمنين عليه السلام يفطن لذلك و يعلمه، و لذلك ردّ هديّة الأشعث، و لولا ذلك لقبلها، لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قَبل الهديّة، وقد قبِل عليّ عليه السلام هدايا جماعة من أصحابه. و دعاه بعضُ مَن كان يأنس إليه إلى حلواء عملها يوم نوروز فأكل و قال: 'لم عَمِلْتَ هذا؟'. فقال: لأنّه يوم نوروز، فضحك، و قال: 'نَوْرزُوا لنا في كلّ يومٍ إن استطعتم'.

ثمّ قال ابن أبي الحديد: و كان عليه السلام من لطافة الأخلاق و سجاحة الشيم على قاعدة عجيبةٍ جميلة، و لكنّه كان ينفر عن قومٍ كان يعلم من حالهم الشنآن له، و عمَّن يحاول أن يصانعه بذلك عن مال المسلمين، و هيهات حتّى يلين لضرس الماضغ الحجر. [ شرح ابن أبي الحديد، ج 11، ص 247. ]

عبادة عليّ


إنّ علياً عليه السلام قد كان بلغ في العبادة غايتها، و لا يستطيع أحدٌ أن يبلغ إلى حدٍّ من حدود عبادته التي لا توصف إلّا السابق إلى كلّ خير سيد البشر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله

قال ابن أبي الحديد المعتزلي في عبادته عليه السلام: فكان عليّ عليه السلام أعبد النّاس، و أكثرهم صلاةً و صوماً، و منه تعلّم النّاس صلاة الليل، و ملازمة الأوراد، و قيام النافلة، وما ظنّك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يُبْسَطُ له نطعٌ بين الصّفين ليلة الهرير، فيصلّي عليه وِرْدَه، والسهام تقع بين يديه، وتمرّ على صماخيهِ يَميناً و شمالاً، فلا يرتاع لذلك، و لا يقوم حتّى يفرغ من وظيفته! و ما ظنّك برجلٍ كانت جبهته كَثَفِنَةِ [ الثفنة: ما يمسّ الأرض من البعير بعد البروك، و يكون فيه غلظ من ملاطمة الأرض، و كذلك كان في جبينه عليه السلام من كثرة السجود. ] البعير لطول سجوده.

و أنت إذا تأمّلت دعواته و مناجاته، و وقفتَ على ما فيها من تعظيم اللَّه سبحانه و إجلاله، و ما يتضمّنه من الخضوع لهيبته، و الخشوع لعزّته، و الاستخذاء [ الاستخذاء: الخضوع و التذلّل. ] له، عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص، و فهمت من أيّ قلبٍ خرجت و على أيّ لسان جرت.
و قيل لعليّ بن الحسين عليه السلام- و كان الغاية في العبادة-: أين عبادتك من عبادة جدّك؟ قال: 'عبادتي عند عبادة جدّي، كعبادة جدي عند عبادة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله'. [ شرح النهج لابن أبي الحديد، ج 1،ص 27. ]

حديث ضرار


قال المحبّ الطبري في الرياض النضرة: و قد روي أنّ معاوية قال لضرار الصدائي: صف لي علياً. فقال: أعفني يا أمير المؤمنين. قال: لتصفنّه.

قال: أمّا إذا لابدّ من وصفه، كان و اللَّه بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، و تنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا و زهرتها، و يأنس إلى الليل و وحشته، و كان غزير العبرة،طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، و من الطعام ما خشن، كان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، و ينبئنا إذا استنبأناه.

نحن و اللَّه مع تقريبه إيانا و قربه منّا، لانكاد نكلّمه هيبةً له، يعظّم أهل الدين، و يقرّب المساكين، و لا يطمع القويّ في باطله، و لا ييأس الضعيف من عدله، و أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه، و قد أرخى الليل سدوله، و غارت نجومه، قابضاً لحيته، يتململ تململ السليم [ السليم: الملدوغ. ]، و يبكي بكاء الحزين، و يقول: 'يا دنيا، غرّي غيري، إليّ تعرّضت، أم إليّ تشوّقت؟ هيهات هيهات، لقد طلقتك ثلاثاً لارجعة فيها، فعمرك قصير، و خطرك قليل، آه آه، من قلّة الزاد، و بعد السفر، و وحشة الطريق'.

قال: أخرجه الدولابي و أبوعمر و صاحب الصفوة. [ الرياض النضرة، ج 3، ص 187. ]

زهد عليّ


في مفهوم الزهد

لا يخفى أنّ الزهد ممدوح، لأنّه أحد منازل الدّين، و أعلى مقامات السالكين.

الزّهد ضدّ الدّنيا و الرّغبة فيها، و الزاهد لا يريد الدّنيا بقلبه، و يتركها بجوارحه إلّا بقدر ضرورة بدنه، و إنّما يعرف زهد الزاهد فيها إذا كانت في يده و يزهد فيها، وأعلا مراتب الزهد أن يرغب عن الدّنيا عدولاً إلى الآخرة، أو عن غير اللَّه عدولاً إلى اللَّه تعالى، فمن رغب عن كلّ ما سوى اللَّه حتّى الفردوس و لم يحبّ إلّا اللَّه تعالى فهو الزاهد المطلق.

نعم، من رغب عن حُظوظ الدُّنيا خوفاً من النّار أو طمعاً في نعيم الجنّة من الحور و الفواكه و الأنهار و سائر نعم اللَّه في الجنّة، فهو أيضاً زاهدٌ، و لكنّه دون الأوّل، أمّا من ترك بعض حُظوظ الدّنيا دون بعض، كالّذي يترك المال دون الجاه، أو يترك التوسّع في المعاش دون التّجمل في الزينة، لا يستحق أن يُسمّى زاهداً.

نظرة في زهد عليّ


اعلم أنّ زهد عليّ عليه السلام بلغ حدّاً بحيث كان يتدوال على ألسن الُمحبّ و المُبغض، فإنّ أكابر الصحابة في عصر خلافة عثمان و قبله، قد درّت عليهم الدّنيا من الفتوحات و العطاء من بيت المال، المال الكثير، فبنوا الدور، و جمعوا الأموال الكثيرة، و شيّدوا القصور، و خلّفوها بعدهم.

قال المسعودي في مروج الذهب ما ملخّصه: في أيّام عثمان اقتنى جماعة من الصحابة الضيّاع و الدور، منهم الزّبير بن العوام، بنى داره بالبصرة و هي المعروفة، و داراً بمصر و الكوفة و الإسكندرية، و بلغ ماله بعد وفاته خمسين ألف دينار، و خلف ألف فرس، و ألف أمة، و ألف عبد.

و كذلك طلحة بن عبيداللَّه التيمي: كانت غلّته من العراق كلّ يوم ألف دينار، وشيّد داره بالمدينة، و بناها بالآجر و الجصّ و الساج.

و كذلك عبدالرحمن بن عوف الزهري: ابتنى داره و وسّعها، كان على مربطه مائة فرس، و له ألف بعير، و عشرة آلاف شاة من الغنم، و بلغ بعد وفاته رُبُع ثمن مالِهِ أربعةً و ثمانين ألفاً.

و ابتنى سعد بن أبي وقّاص داره بالعقيق، فرفع سمكها، و وسّع فضاءها، و جعل أعلاها شُرُفات.

و قد ذكر سعيد بن المسيّب أنّ زيد بن ثابت حين مات خلّف من الذهب و الفضّة ما كان يكسر بالفؤوس، غير ما خلّف من الأموال و الضياع بقيمة مائة ألف دينار.

و مات يعلى بن منية و خلّف خمسمائة ألف دينار، و ديوناً على الناس، و عقارات، و غير ذلك من التركة ما قيمته ثلاثمائة ألف دينار، و هذا باب يتّسع ذكره و يكثر وصفه فيمن تملّك من الأموال في أيّام عثمان.
وقال المسعودي أيضاً: وكان عثمان في نهاية الجود و الكرم و السماحة و البذل في القريب و البعيد، فسلك عمّاله و كثير من أهل عصره على طريقته، و تأسّوا به في فعله، و بنى داره في المدينة، و شيّدها بالحجر و الكِلْس، و جعل أبوابها من الساج و العَرْعَر، و اقتنى أموالاً و جناناً و عيوناً بالمدينة

[ هل يجوز لحاكم المسلمين صرف بيت مال المسلمين في هذه الاُمور، و هل يجوز بذله في القريب و البعيد حتى يتأسى به عمّاله؟! و هل يسمّى هذا البذل سماحةً و كرماً، بل هو تفريط ببيت المال؟!! راجع سيرة عليّ بن أبي طالب عليه السلام في هذه الاُمور حتّى تتّضح لك الحقيقة. ]، و ذكر عبداللَّه بن عتبة أنّ عثمان يوم قتل كان له عند خازنه من المال خمسون و مائة ألف دينار،و ألف ألف درهم، وقيمة ضياعه بواد القُرى و حُنين و غيرهما مائة ألف دينار، و خلّف خيلاً كثيرةً و إبلاً [ مروج الذهب، ج 2، ص 341 و 342. ]

ثمّ قال: أمّا عليّ عليه السلام لم يكن له أدنى نصيب منها في عطاء و غيره، ثمّ جاءته الخلافة وصارت بلاد الإسلام كلّها في يده عدا الشام، ومع ذلك لم يخلّف عند موته إلّا ثلاثمائة درهم، لم يكن اختزنها، و إنّما أعدّها لخادمة يشتريها لأهله، فمات قبل شرائها، فأين ذهبت الأموال الّتي وصلت إلى يده، و هو لم يصرفها في مأكل و لا ملبس و لا مركوب و لا شراء عبيد و لا إماء و لا بناء دار و لا اقتناء عقار؟!.

مات عليّ عليه السلام و لم يضع لبنة على لبنة، و لا تنعّم بشي ءٍ من لذّات الدّنيا، بل كان يلبس الخشن، و يأكل الجشب، و يعمل في أرضه، فيستنبط منها العيون، ثمّ يوقفها في سبيل اللَّه، و يصرف ما يصل إلى يده من مال على الفقراء و المساكين و في سبيل اللَّه.
و قال أيضاً: لم يلبس عليه السلام في أيّامه ثوباً جديداً، و لا اقتنى ضيعةً و لا ربعاً، إلّا شيئاً كان له بينبع ممّا تصدّق به و حبسه. [ المصدر السابق؛ قال المسعودي في تاريخه، ج 2، ص 433 و دخل عليه رجل من أصحابه فقال: كيف أصبحت يا أمير المؤمين؟ قال: 'أصبحتُ ضعيفاً مُذنباً، آكل رزقي، و أنتظر أجلي' قال: و ما تقول في الدنيا؟ قال: 'و ما أقول في دار أوّلها غمّ، و آخرها موت؟ مَن استغنى فيها فتن، و مَن افتقر فيها حزن، حلالها حساب، و حرامها عقاب' قال: فأي الخلق أنعم؟ قال: 'أجساد تحت التراب قد أمنت العقاب، و هي تنتظر الثواب'. ]

ما قاله رسول اللَّه في زهد علي


في كفاية الطالب: عن عمّار بن ياسر، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول لعليّ بن أبي طالب: 'يا عليّ، إنّ اللَّه عزّوجلّ قد زيّنك بزينةٍ لم يتزيّن العباد بزينة أحبّ إليه منها، الزهد في الدّنيا، فجعلك لا تنال من الدّنيا شيئاً، و لا تنال الدّنيا منك شيئاً، و وهب لك حبّ المساكين، و رضوا بك إماماً، و رضيت بهم أتباعاً، فطوبى لمن أحبّك و صدق فيك، و ويلٌ لمن أبغضك و كذب عليك، فأمّا الّذين أحبّوك و صدقوا فيك، فهم جيرانك في دارك، و رفقاؤك في قصرك، و أمّا الّذين أبغضوك و كذبوا عليك، فحقّ على اللَّه أن يوقفهم موقف الكذّابين يوم القيامة'. [ كفاية الطالب، ص 191؛ و روى نحوه الجويني في فرائد السمطين، ج 1،ص 136، ح 100. ]

ما قيل في زهده


1- قال ابن أبي الحديد في وصف أميرالمؤمنين عليه السلام: و أمّا الزهد في الدّنيا، فهو سيّد الزهّاد، و بدل الأبدال، و إليه تشدّ الرحال، و عنده تنفض الأحلاس،
ما شبع من طعام قطّ، و كان أخشن الناس مأكلاً و ملبساً.

قال عبداللَّه بن أبي رافع: دخلت عليه يوم عيد، فقدّم جراباً مختوماً، فوجدنا فيه خبز شعير يابساً مرضوضاً، فقدّم فأكل، فقلت: يا أميرالمؤمنين، فكيف تختمه؟ قال: 'خفت هذين الولدين أن يَلُتّاه بسمنٍ أو زيتٍ'. و كان ثوبه مرقوعاً بجلدٍ تارة، وليفٍ اُخرى، و نعلاه من ليف، و كان يلبس الكِرباس

[ الكرباس- بالكسر- ثوب من القطن الأبيض، معرب. ] الغليظ، فإذا وجد كُمّه طويلاً قطعه بشفرة، و لم يَخطِه، فكان لا يزال متساقطاً على ذراعيه حتّى يبقى سدىً لا لحمة له.

و كان يأتدم إذا ائتدم بخلٍّ أو بملحٍ، فإن ترقّى عن ذلك فبعض نبات الأرض، فإن ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الإبل، و لا يأكل اللحم إلّا قليلاً. و يقول: 'لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان'، و كان مع ذلك أشدّ النّاس قوّة، و أعظمهم أيداً، لا ينقض الجوع قوّته، و لا يخوّن [ و في نسخة يخور: يعني يضعف. ] الإقلال مُنّته. [ المُنّةُ: القُوّة. ]

و هو الّذي طلّق الدّنيا و كانت الأموال تجبى إليه من جيمع بلاد الإسلام إلّا من الشام، فكان يفرّقها و يمزّقها، ثمَّ يقول:




  • هذا جناي و خياره فيه
    إذ كلّ جانٍ يده إلى فيه



  • إذ كلّ جانٍ يده إلى فيه
    إذ كلّ جانٍ يده إلى فيه



[ شرح ابن أبي الحديد، ج 1، ص 26. ]
2- و في تاريخ دمشق، باسناده عن حسن بن صالح، قال: تذاكروا الزّهاد عند عمر بن عبدالعزيز، فقال قائلون: فلان، و قال قائلون: فلان، فقال عمر بن عبدالعزيز: أزهد الناس في الدنيا عليّ بن أبي طالب عليه السلام. [ ترجمة الامام عليّ من تاريخ دمشق، ج 2، ص 202، ح 1254. ]
3- و قال العقاد: و صدق في تقواه و إيمانه كما صدق في عمل يمينه و مقالة لسانه، فلم يعرف أحد من الخلفاء أزهد منه في لذّة دنيا أو سبب دولة، و كان و هو أميرالمؤمنين يأكل الشعير، و تطحنه أمرأته بيديها، و كان يختم على الجراب الّذي فيه دقيق الشعير، فيقول: 'لا أحبّ أن يدخل بطني ما لا أعلم'.

قال عمر بن عبد العزيز: أزهد النّاس في الدّنيا عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

و قال سفيان: إنّ عليّاً لم يبن آجرة على آجرة، و لا لبنة على لبنة، و لا قصبة على قصبة، قد أبى أن ينزل القصر الأبيض بالكوفة إيثاراً للخصاص الّتي يسكنها الفقراء، و ربما باع سيفه ليشتري بثمنه الكساء و الطعام.

[ عبقرية الإمام، ص 29. ]

نماذج من زهده في أيّام خلافته


نشير هنا إلى نبذةٍ ممّا ظهر من زهده في أيّام خلافته على البلاد الإسلامية إلّا الشام، عسى أن يكون ذلك اُسوة و مقتدىً لحكّام البلاد الإسلامية في عصرنا هذا:

1- في الغارات: عن عبداللَّه بن الحسن، عن الحسن عليه السلام، قال: 'أعتق عليّ عليه السلام ألف أهل بيت بما مجلت [ مجلت يداه: ثخن جلدها و منه حديث فاطمة عليهاالسلام: أنّها شكت إلى عليّ عليه السلام مجل يديها من الطحن. ] يداه و عرق جبينه عليه السلام'. [ الغارات، ج 1،ص 91. ]

2- و فيه أيضاً، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام، قال: 'أعتق عليّ عليه السلام ألف مملوك ممّا عملت يداه، و إن كان عندكم إنّما حلواه التمر و اللبن، و ثيابه الكرابيس، و تزوّج

/ 74