حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) - نسخه متنی

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


اشتياقه إلى الشهادة


إنّ إحدى الفروق بين دين الإسلام السماويّ، دين التوحيد، و بين الأديان الأُخرى أنّ معتنقيه يعتبرون الشهادة و القتل في سبيله فوزاً عظيماً خالداً، و هم يأملون تحقّق هذا الأمل دائماً ''يا لَيتَني كنتُ مَعَهُم فأفُوزَ فوزاً عَظِيماً''

[ النساء، 73. ] فالّذين يؤمنون بالإسلام لا يخافون الشهادة، بل يهبّون لاستقبالها، لأنّهم يعتقدون أنّ عالم ما بعد الموت أسمى من هذا العالم و أكثر نورانية منه، و يعتبر المؤمنون هذا العالم المادّي سجناً ضيّقاً مظلماً ''الدُّنيا سجنُ المؤمن'' و لذلك فإنّهم يعدّون الخلاص من هذا العالم عن طريق الشهادة ألذّ سعادة.

إنّ عليّاً عليه السلام كان نموذجاً ومظهراً للكلمات الإنسانية و الإلهية في جميع الفضائل و المناقب، و حاله في الشوق إلى الشهادة لا يختلف عن بقية حالاته، و لذلك نرى شوقه المتحرّق إلى الشهادة واضحاً في كلماته، فقد ذكره مرّات و مرّات في كتبه و رسائله، و هي نوع من التعاليم السامية، استعملها لتعليم أصحابه و شيعته التفاني و التلهّف إلى الشهادة في محاربة أعداء اللَّه، و من جملة تلك الكلمات ما قاله
في يوم من أيام صفّين حين ظنّ بعض جنوده أنّه عليه السلام تباطأ في إصدار أمر البدء بالقتال خوفاً من الموت و القتل، فأجابهم عليه السلام: ''أمّا قولكم: أكلّ ذلك كراهية الموت؟ فواللَّه ما اُبالي دخلت إلى الموت، أو خرج الموت إليّ''.

[ نهج البلاغة، الخطبة 55. ]

و قال عليه السلام في خطبة اُخرى: ''إنّ أكرم الموت القتل، و الّذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف أهون عليَّ من ميتة على الفراش في غير طاعة اللَّه''. [ المصدر السابق، الخطبة 122. ]

بشارة النبيّ إياه بالشهادة


1- روى ابن المغازلي الشافعي، بسنده عن عبداللَّه بن داود، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبداللَّه بن سبع، قال: سمعت عليّاً عليه السلام على المنبر، و هو يقول: ''ما ينتظر أشقاها، عهد إليَّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لتخضبنّ هذه من هذه''- و أشار ابن داود إلى لحيته و رأسه- فقال: يا أميرالمؤمنين، من هو حتّى نبتدره؟ قال: ''أنشد اللَّه عزّوجلّ رجلاً قتل بي غير قاتلي''. [ المناقب لابن المغازلي الشافعي، ص 205، ح 242. ]

2- و روى ابن عساكر الشافعي، بسنده عن عبداللَّه بن سبع أيضاً، قال: خطبنا عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: ''و الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة، لتخضبنّ هذه من هذه'' يعني لحيته من دم رأسه. [ ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق، ج 3، ص 273، ح 1354. ]

3- و عنه أيضاً: و عن الجويني، بسندهما عن زيد بن أسلم: أنّ أبا سنان
الدؤلي حدّثه أنّه عاد عليّاً عليه السلام في شكوىً اشتكاها، قال: فقلت له: لقد تخوّفنا عليك- يا أميرالمؤمنين- في شكواك هذه.

فقال: ''لكنّي- و اللَّه- ما تخوّفت على نفسي منها، لأنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الصادق المصدوق يقول: ''إنّك ستضرب ضربةً هاهنا- و أشار إلى صدغه- فيسيل دمها حتّى تخضب لحيتك، و يكون صاحبها أشقاها، كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود''. [ المصدر السابق، ج 3، ص 276، ح 1361؛ فرائد السمطين، ج 1، ص 387، ح 320. ]

4- و عنه أيضاً: عن زيد بن وهب، قال: قدم عليّ عليه السلام على قوم من أهل البصرة من الخوارج فيهم رجل يقال له: الجعد بن بعجة، فقال له: اتق اللَّه- يا عليّ- فإنّك ميّت.

فقال عليّ عليه السلام: ''بل مقتول ضربة على هذا يخضب هذه- يعني لحيته من رأسه-عهد معهود، و قضاء مقضيّ، و قد خاب من افترى''. [ تاريخ دمشق، ج 3، ص 278، ح 1364. ]

5- و عنه أيضاً: عن أبي الطفيل، قال: إنّ عليّاً عليه السلام لمّا جمع النّاس للبيعة، جاء عبدالرّحمن بن ملجم فردّه مرّتين، ثمّ قال عليّ عليه السلام: ''ما يحبس أشقاها، فواللَّه لتخضبنّ هذه من هذا'' ثمّ تَمثّل:
أ




  • شدد حيازيمك للموت
    و لا تجزع من القتل
    إذا حلّ بواديك



  • فإنّ الموت لاقيك
    إذا حلّ بواديك
    إذا حلّ بواديك




[ المصدر السابق، ج 3، ص 279، ح 1365. ]
6- و فيه أيضاً: عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري- و كان أبوفضالة من أهل بدر- قال: خرجت مع أبي عائداً لعليّ عليه السلام من مرض [ مرض علي عليه السلام بينبع في أطراف المدينة، راجع: فرائد السمطين، ج 1، ص 390، ج 327. ] أصابه ثقل منه، قال:
فقال له أبي: ما يقيمك بمنزلك هذا؟ لو أصابك أجلك لم يلك إلّا أعراب جهينة، تَحَمّل إلى المدينة، فإن أصابك أجلك وليك أصحابك، و صلّوا عليك.

فقال عليّ: ''إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عهد إليَّ أن لا أموت حتّى اُؤمّر، ثمّ يخضب هذه- يعني لحيته- من دم هذه- يعني هامته'' فقتل عليّ عليه السلام، و قتل أبوفضالة مع عليّ يوم صفين. [ تاريخ دمشق، ج 3، ص 283، ح 1372، و نحوه في فرائد السمطين، ج 1، ص 390، ح 327. ]

7- و عنه أيضاً: عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، قال: سمعت عليّاً عليه السلام يقول: ''أتاني عبداللَّه بن سلام و قد أدخلت رجلي في الغرز

[ الغَرْز: الرِّكاب. ]، فقال لي: أين تريد؟ فقلت: العراق. فقال: أما إنّك إن جئتها ليصيبك بها ذُباب السيف [ ذباب السيف: طرفه الذي يُضرب به. ] ثمّ قال: و ايم اللَّه لقد سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مثله يقوله''.

قال أبوحرب: فسمعت أبي يقول: فتعجّبت منه و قلت: رجل محارب يحدّث بهذا عن نفسه؟! [ المصدر السابق، ج 3، ص 280، ح 1367. ]

8- و عنه أيضاً بسنده عن معاوية، عن جوين الحضرمي، قال: عُرِض على عليّ عليه السلام الخيل، فمرّ عليه ابن ملجم، فسأله عن اسمه- أو قال: عن نسبه- فانتهى إلى غير أبيه، فقال له: ''كذبت'' حتّى انتسب إلى أبيه، فقال: ''صدقت، أما إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حدّثني أنّ قاتلي شبه اليهود! هو يهوديّ فامضه''. [ تاريخ دمشق، ج 3، ص 293، ح 1391. ]

9- و عنه أيضاً: عن أنس بن مالك، قال: مرض عليّ بن أبي طالب عليه السلام فدخل عليه النبيّ صلى الله عليه و آله، فتحوّلت عن مجلسي، فجلس النبيّ صلى الله عليه و آله حيث كنت جالساً،
و ذكر كلاماً، فقال صلى الله عليه و آله: ''إنّ هذا لا يموت حتّى يُملأغيظاً، و لن يموت إلّا مقتولاً''.ز[ المصدر السابق، ج 3، ص 266، ح 1343. ]

10- و عنه أيضاً: عن أبي رافع: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لعليّ عليه السلام: ''أنت تقتل على سنّتي''. [ ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق، ج 3، ص 269، رقم 1347. ]

11- و عنه أيضاً: عن عثمان بن صهيب، عن أبيه: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: ''من أشقى الأوّلين؟''. قال: ''عاقر الناقة''. قال: ''فمن أشقى الآخرين؟''. قال: ''لا أدري''. قال: ''الّذي يضربك على هذا'' و أشار إلى رأسه. [ المصدر السابق، ج 3، ص 281، رقم 1368. ]

12- و عنه أيضاً: عن عمّار بن ياسر، و عليّ عليه السلام- في حديث- أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لهما: ''ألا أُخبركما بأشقى الناس رجلين؟''. قلنا: بلى يا رسول اللَّه. فقال: ''أُحمير ثمود الّذي عقر الناقة، و الّذي يضربك- يا عليّ- على هذا، فوضع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يده على رأسه، حتّى يبلّ منها هذه، و وضع يده على لحيته''. [ المصدر السابق، ج 3، ص 285، رقم 1377. ]

13- و فيه أيضاً: عن عائشة، قالت: رأيت النبيّ صلى الله عليه و آله التزم عليّاً عليه السلام و قبّله و هو يقول: ''بأبي الوحيد الشهيد، بأبي الوحيد الشهيد''. [ المصدر السابق، ج 3، ص 284، رقم 1376. ]

علي في القوّة و الأيد


حسبك في قوّة عليّ عليه السلام و أيده قلعه باب خيبر، و جعله جسراً على الخندق، و كان يغلقه عشرون رجلاً، و تترّسه يومئذٍ بباب لم يستطع قلبه ثمانية نفر.

فقد روى البيهقي في الدلائل و غيره، بالاسناد عن أبي رافع مولى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قال: خرجنا مع علي عليه السلام حين بعثه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله برايته، فلمّا دنا من الحصن خرج إليه أهله، فقاتلهم، فضربه رجل من يهود، فطرح ترسه من يده، فتناول عليّ باب الحصن فترّس به عن نفسه، فلم يزل في يده و هو يقاتل حتى فتح اللَّه عليه، ثم ألقاه من يده، فلقد رأيتني في نفرٍ من سبعة أنا ثامنهم نَجْهَدُ على أن نقلب ذلك الباب فما استطعنا أن نقلبه.

و عن جابر أنّه قال: ثمّ اجتمع عليه سبعون رجلاً، فكان جهدهم أن أعادوا الباب.

[ دلائل النبوة، ج 4، ص 212، دارالكتب العلمية- بيروت. ]

قال الفخر الرازي في تفسيره: إنّ كلّ من كان أكثر علماً بأحوال عالم الغيب، كان أقوى قلباً و أقلّ ضعفاً، و لهذا قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: ''و اللَّه ما قَلعتُ باب
خيبر بقوة جسمانيّة و لكن بقوّة ربّانيّة'' و ذلك لأنّ عليّاً عليه السلام في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد، و أشرقت الملائكة بأنوار عالم الكبرياء، فتقوّى روحه، و تشبّه بجواهر الأرواح الملكيّة، و تلألأت فيه أضواء عالم القدس و العظمة، فلا جرم "أن" حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره، و كذلك العبد إذا واظب على الطاعات بلغ إلى المقام الّذي يقول اللَّه: ''كُنتُ لَهُ سَمْعاً وَ بَصراً'' فإذا صار نور جلال اللَّه سمعاً له سمع القريب و البعيد، و إذا صار ذلك النور بصراً له رأى القريب و البعيد، و إذا صار ذلك النور يداً له قدر على التصرّف في الصعب و السّهل و البعيد و القريب. [ التفسير الكبير، ج 21، ص 91. ]

و قال ابن أبي الحديد في شرحه: أمّاالقوّة و الأيد فبه يُضرب المثل فيهما، قال ابن قتيبة في المعارف: ما صارع أحداً قطّ إلّا صرعه، و هو الّذي قلع باب خيبر، و اجتمع عليه عصبة من النّاس ليقلبوه فلم يقلبوه، و هو الّذي اقتلع هبل من أعلى الكعبة- و كان عظيماً جدّاً- و ألقاه إلى الأرض، و هو الّذي اقتلع الصخرة العظيمة في أيّام خلافته عليه السلام بيده بعد عجز الجيش كلّه عنها، و انبطّ الماء من تحتها. [ شرح ابن أبي الحديد، ج 1، ص 21. ]

شجاعة عليّ


اتّفق الصديق و العدوّ، والمحبّ والمبغض على شجاعة مولانا الإمام عليّ عليه السلام، وأنّه شجاع في جميع حالاته و أوضاعه، بحيث كانت شجاعته متداولة على الألسن، و مضرباً للأمثال.

عن الشارح المعتزلي في شرحه: و ما أقول في رجل تصوّر ملوك الفرنج و الروم صورته في بِيَعها و بيوت عباداتها، حاملاً سيفه، مشمّراً لحربه، و تصوّر ملوك الترك و الديلم صورته على أسيافها! كان على سيف عضد الدولة بن بويه و سيف أبيه ركن الدولة صورته، و كانت على سيف إلب أرسلان و ابنه ملك شاه صورته، كأنهم يتفاءلون به النصر و الظفر. [ شرح ابن أبى الحديد، ج 1، ص 28. ]

قال محبّ الدين الطبري: و شهرة إبلائه ببدر و اُحد و خيبر و أكثر المشاهد، قد بلغت حدّ التواتر، حتّى صارت شجاعته معلومةً لكلّ أحدٍ بالضَّرورة، بحيث لا يُمكنه دفع ذلك عن نفسه. [ ذخائر العقبى، ص 98. ]

قال ابن الاثير في "النهاية": و في الحديث: ''كانت ضرباتُ عليّ عليه السلام
مبتكرات لاعُوناً'' أي إنّ ضربته كانت بكراً، يقتل بواحدةٍ منها، لا يحتاج أن يعيد الضربة ثانياً، يقال: ضربة بكر، إذا كانت قاطعة لا تُثنّى.

و العون جمع عوان، و هي في الأصل الكهلة من النساء، و يريد بها هاهنا المثنّاه. [ النهاية في اللغة، ج 1، ص 149، باب الباء مع الكاف. ]

و في المناقب لابن المغازلي وغيره: قال رجلٌ لابن عبّاس: أكان عليّ بن أبي طالب عليه السلام يباشر القتال بنفسه؟ قال: إي و اللَّه، ما رأيت رجلاً أطرح لنفسه في متلفٍ من علي عليه السلام، فلربّما رأيته يخرج حاسراً بيده السيفُ إلى الرّجل الدّارع فيقتله. [ المناقب لابن المغازلي الشافعي، ص 71، ح 103؛ ذخائر العقبى، 99. ]

قال سفيان الثوري: كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام كالجبل بين المسلمين و المشركين، أعزّ اللَّه به المسلمين، و أذلّ به المشركين. [ المناقب لابن شهرآشوب، ج 2، ص 68. ]

قال ابن أبي الحديد في كلام له: و لأنّ عليّاً عليه السلام كانت هيبته قد تمكّنت في قلوب النّاس، فلم يكن يظنّ أنّ أحداً يقدم عليه غيلة أو مبارزة في حرب، فقد كان بلغ من الذّكر بالشجاعة مبلغاً عظيماً لم يبلغ أحدٌ من النّاس، لا مَن تقدّم و لا مَن تأخّر، حتّى كانت أبطال العرب تفزع باسمه.

ألا ترى إلى عمرو بن معديكرب، و هو شجاع العرب الّذي تضرب به الأمثال، كتب إليه عمر بن الخطاب في أمرٍ أنكره عليه و غدر تخوّفه منه: أما و اللَّه لئن أقمت على ما أنت عليه، لأبعثنّ إليك رجلاً تستصغر معه نفسك، يضع سيفه على هامتك فيخرجه من بين فخذيك!
فقال عمرو بن معد يكرب لمّا وقف على الكتاب: هدّدني بعليّ و اللَّه! [ شرح ابن أبي الحديد، ج 10، ص 259. ]

و لهذا قال شبيب بن بجرة لابن ملجم لمّا رآه يشدّ الحرير على بطنه و صدره: ويلك، ما تريد أن تصنع؟ قال: أقتل عليّاً.

قال: هبلتك الهُبول، لقد جئت شيئاً إدّاً، كيف تقدر على ذلك؟ فاستبعد أن يتمّ لابن ملجم ما عزم عليه، و رآه مراماً و عراً. [ المصدر السابق، ج 10، ص 259. ]

و قال أيضاً: و أمّا الشجاعة: فإنّه أنسى النّاس فيها ذكر من كان قبله، و محا اسم من يأتي بعده، و مقاماته في الحرب مشهورة، يُضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة، و هو الشجاع الّذي ما فرّ قطّ، و لا ارتاع من كتيبة، و لا بارز أحداً إلّا قتله، و لا ضرب ضربةً قطّ فاحتاجت الأُولى إلى ثانية، و في الحديث: ''كانت ضرباته وتراً''.

و لمّا دعا معاوية إلى المبارزة ليستريح النّاس من الحرب بقتل أحدهما، قال له عمرو بن عاص: لقد أنصفك، فقال معاوية: ما غششتني منذ نصحتني إلّا اليوم! أتأمُرني بمبارزة أبي الحسن، و أنت تعلم أنّه الشجاع المطرِق! أراك طمعت في إمارة الشام بعدي.

و كانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته، فأمّا قتلاه فافتخار رهطهم بأنه عليه السلام قتلهم أظهر و أكثر.

قالت أُخت عمرو بن عبد ودّ ترثيه:




  • لو كان قاتل عمرو غير قاتله
    لكنّ قاتلَه من لا نظير له
    و كان يُدعى أبوه بيضَةَ البلد



  • بكيتُه أبداً ما دُمتُ في الأبد
    و كان يُدعى أبوه بيضَةَ البلد
    و كان يُدعى أبوه بيضَةَ البلد



[ بيضة البلد تعني أبا طالب، إذ لم يكن أحد مثله في الشرف. كذا فسّر في لسان العرب. ]


/ 74