حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) - نسخه متنی

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


هذه الآية تدلّ بصراحة على فضله عليه السلام في السخاء الذي هو من أشرف مكارم الأخلاق، و أنّ اللَّه قد قبل ذلك منه بأحسن القبول و أنزل آية فيه، و وصفه فيها بأنه من الآمنين يوم القيامة بحيث لا يعتريه شي ءٌ من الخوف و الحزن عند أهوال ذلك اليوم، و هذه من صفات الأولياء و الأصفياء، فبذلك و أمثاله استحق التفضيل على سائر الصحابة، و لو فرض اتصاف الصحابة ببعضها فلا شك في اختصاصه عليه السلام باستجماعها.

و أنشأ الحميري في ذلك:




  • و أنفق ماله ليلاً و صبحاً
    و صدق ماله لمّا أتاه
    الفقير بخاتم المتختّمينا



  • و إسراراً و جهر الجاهرينا
    الفقير بخاتم المتختّمينا
    الفقير بخاتم المتختّمينا




[ المناقب لابن شهر آشوب، ج 2، ص 71. ]

آية الإيثار


لم يكن أحدٌ أكمل و أعلا في الإنفاق و الإيثار من علي و فاطمه و الحسن و الحسين عليهم السلام بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، و لعل ما يجلب النظر هو نزول أكثر من آية في شأنهم، منها: ''و يُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهم و لَو كَانَ بِهِم خَصاصة''. [ الحشر، 9. ]

عن أبي هريرة: أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ صلى الله عليه و آله فشكا اليه الجوع، فبعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى بيوت أزواجه فقلن: ما عندنا إلّا الماء! فقال: ''من لهذا الليلة؟'' فقال علي عليه السلام: ''أنا يا رسول اللَّه''، و أتى فاطمة فأعلمها، فقالت: ''ما عندنا إلّا قوت الصبية، لكنّا نؤثر به ضيفنا''، فقال علي عليه السلام: ''يا بنت محمد، نَوِّمي الصبية، و أطفئي للضيف السراج''، ففعلت و عشّى الضيف، فلمّا أصبح أنزل اللَّه عليهم هذه الآية ''و يُؤثِرُونَ عَلى أَنفسهم'' الآية. [ شواهد التنزيل، ج 2، ص 246، ح 270. ]

و عن ابن عباس، في قوله تعالى: ''و يُؤثِرُونَ على أنفسهم'' الآية، قال: نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام. [ نفس المصدر. ]

امّا الأحاديث فهي


حديث الثقلين

إنّ من جملة الأحاديث المعتبرة التي رويت عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله في فضل علي عليه السلام و عترته الطاهرة هو حديث الثقلين الذي حدّث به النبيّ صلى الله عليه و آله في آخر سنة من سني عمره الشريف في مواضع عدّة، اجتمع فيها خلق كثير من الناس، و في مناسبات هامة تكتظّ بالناس عادة، فقد قاله في عرفة، و في مسجد الخيف بمنى، و في غدير خمّ، و في أواخر أيّام عمره المبارك، و في مرضه الّذي توفّي فيه، في كلّ هذه الموارد كان النبيّ صلى الله عليه و آله يلفت أنظار أصحابه و يوجّه اهتمامهم نحو جوهرتين ثمينتين هما: القرآن، و عترته المعصومين عليهم السلام.

و حتّى في آخر لحظات حياته المباركة حيث أو شك على مفارقة الدّنيا، و حيث يكون الناس عادة أكثر اهتماماً بما يقوله قائدهم و زعيمهم، و يصغون بكلّ أعماقهم لكلماته، فإنّه قال: ''إنّي أو شك أن اُدعى فأُجيب، و إنّي تارك فيكم الثّقلين: كتاب اللَّه، و عترتي، كتاب اللَّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، و عترتي أهل بيتي، إنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض، فانظروني
بما تخلفوني فيهما''. [ المناقب لابن المغازلي، ص 235، ح 281. ]

لقد روي هذا الحديث مع تفاوت في لفظه عن النّبي صلى الله عليه و آله متواتراً من طرق الفريقين، و قد أخرجه أرباب الصحاح و السنن و المسانيد. [ راجع: سنن الترمذي، ج 5، ص 3786/662، مصابيح السنة، ج 4، ص 4800/185؛ مسند أحمد، ج 3، ص 14؛ سنن الدارمي، ج 2، ص 432؛ فضائل الصحابة، ج 2، ص 1035/603؛ الخصائص للنسائي، ص21؛ السيرة الحلبية، ج 3، ص 336؛ تفسير الرازي، ج 8، ص163؛ تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص112؛ تفسير ابن كثير، ج 4، ص 122؛ العقد الفريد، ج 4، ص 126؛ تاريخ ابن عساكر، ج 2، ص 536/36؛ مجمع الزوائد، ج 9، ص 163 و 164؛ الجامع الصغير، ج 1، ص 1608/244؛ الصواعق المحرقة، باب 11، فصل 1، ص 149؛ خصائص السيوطي، ج 2، ص 466؛ ذخائر العقبى، ص 16 و غيرها من المصادر. ]

ففي هذا الحديث جعل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله التمسّك بأهل البيت عليهم السلام و الالتزام بأقوالهم و اعتبارها حجّة في أُصول الدّين و فروعه، عدل الكتاب، فكما أنّ القرآن الكريم حجّة على الجميع و يجب التمسك به، فإنّ النبيّ صلى الله عليه و آله جعل العترة الطاهرة عِدل القرآن ليعلم الناس أنّ التمسك بأقوالهم و أفعالهم واجب عليهم.

ففي صحيح مسلم، في حديث الغدير، عن زيد بن أرقم، عن النبيّ صلى الله عليه و آله: ''أيّها الناس، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأُجيب، و أنا تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتاب اللَّه فيه الهدى و النور فخذوا بكتاب اللَّه و استمسكوا به، فحثّ على كتاب اللَّه و رغّب فيه، ثمّ قال: و أهل بيتي، اُذكّركم اللَّه في أهل بيتي، اُذكّركم اللَّه في أهل بيتي، أُذكّركم اللَّه في أهل بيتي''. [ صحيح مسلم، ج 7، ص 122. ]

و روى الحاكم النيشابوري عن زيد بن أرقم عن النبيّ صلى الله عليه و آله نحوه. [ مستدرك الحاكم، ج 3، ص 109. ] و واضح
أنّ التمسّك بالكتاب هو الأخذ بما فيه، و التمسّك بالعترة هو الأخذ بأقوالهم و سنّتهم، فأقوالهم و سنّتهم حجة شرعية إلهية، فعلى الأُمة الإسلامية التمسك بالعترة الطاهرة في الأعمال و الأقوال، و لا أظنّ أنّ أحداً يجرؤ على القول بأنّ قول أئمة المذاهب الأربعة مقدّم على قول الأئمة الطاهرين الذين هم سفن نجاة الأمّة و باب حطّتها و أعلام هدايتها و باب علم النبيّ صلى الله عليه و آله، و لذلك قال النبيّ صلى الله عليه و آله في شأن الكتاب العزيز و العترة الطاهرة: ''فلا تُقَدِّموهما فتهلكوا، و لا تعلّموهما فإنّهما أعلم منكم''. [ تفسر الدّر المنثور، ج 2، ص 60. ]

حديث سدّ الأبواب


عندما هاجر الرّسول الأكرم صلى الله عليه و آله إلى المدينة، شرع في بناء المسجد فيها، و قد كانت هناك مجموعة من المهاجرين الّذين لا يمتلكون وسائل السكنى يعرفون بأصحاب الصُفّة، و قد اتخذوا من مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مقرّاً، و داراً لهم، و لمّا كان المسجد يُشكِّل قاعدة الإسلام و المسلمين و ركيزتهم، فقد أمرهم الرّسول الأعظم صلى الله عليه و آله أن يتركوه، و بعد ذلك اتخذ المهاجرون و الأنصار بيوتاً قرب مسجد رسول اللَّه، و جعلوا أبوابها تفتح إلى داخل المسجد، بحيث يستطيعون الذهاب و الإياب من هذه الأبواب، و أن يدخلوا المسجد للعبادة، و قد كان بيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و بيت عليّ عليه السلام قرب المسجد أيضاً، و يفتح بابهما إلى المسجد أيضاً، حتّى نزل جبرئيل عليه السلام على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و أبلغه بسدّ كلّ الأبواب الّتي تفتح إلى المسجد، و أن يمنع الدخول و الخروج منها إلّا باب الرّسول صلى الله عليه و آله و باب عليّ عليه السلام.

و من الطبيعي أنّ جماعة من الصّحابة قد سألوا عن السبب، و آخرون اعترضوا على الرّسول الأكرم صلى الله عليه و آله و تساءلوا ما الفرق بين علي عليه السلام و بين الآخرين؟.
و قد أجابهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله - بعد أن حمد اللَّه و أثنى عليه-: ''بأنّ هذا إنّما تمّ بأمر من اللَّه تعالى، و إنّني لم أسدّ باباً و لم أفتح باباً إلّا بأمره عزّوجلّ''.

و من خصوصيات هذه الحادثة أنّه ليس لأحد حقّ المرور من المسجد جُنباً إلّا رسول اللَّه و عليّ و فاطمة و أولادهم المعصومين "صلوات اللَّه عليهم"، و هذه من خصوصيّاتهم، و فيما يلي نذكر بعض الأحاديث الواردة في هذا الخصوص:

1- روى الترمذي عن ابن عباس، قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أمر بسدّ الأبواب إلّا باب علي عليه السلام. [ سنن الترمذي، ج 5، ص 3732/641. ]

2- و أخرج الهيثمي بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ''أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بيدي فقال: إنّ موسى سأل ربَّه أن يطهّر مسجده بهارون، وإنّي سألتُ ربّي أن يُطهّر مسجدي بك و بذريّتك، ثمَّ أرسل إلى أبي بكر أن سدّ بابك، فاسترجع ثمَّ قال: سمعاً و طاعة، فسدّ بابه، ثم أرسل إلى عمر، ثمَّ أرسل إلى العبّاس بمثل ذلك، ثمَّ قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ما أنا سددتُ أبوابكم و فتحت باب علي، و لكنّ اللَّه فتح باب علي و سدّ أبوابكم''. [ مجمع الزوائد، ج 9، ص 114. ]

3- و في تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي، بسنده عن عوف الأعرابي، عن ميمون الكردي، قالا: كنّا عند ابن عبّاس، فقال رجل: ليته حدّثنا عن علي عليه السلام، فسمعه ابن عبّاس، فقال: ''أما لأحدّثنّك عنه حقّاً، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أمر بالأبواب الشارعة في المسجد فسدّت، و ترك باب عليّ عليه السلام، فقال: إنّهم وجدوا من ذلك، فأرسل إليهم أنّه بلغني أنّكم وجدتم من سدّي أبوابكم و تركي باب عليّ، و إنّي و اللَّه ما سددتُ من قِبلَ نفسي، و لا تركتُ من قِبلَ نفسي، إن أنا إلّا عبدٌ، و إنّي و اللَّه
اُمرتُ بشي ء ففعلت، إن اتّبع إلّا ما يوحى إليّ''. [ ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق، ج 1، ص 253، ح 323. ]

4- و في المناقب لابن المغازلي الشافعي، بسنده عن البراء بن عازب، قال: كان لنفر من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أبواب شارعة في المسجد، و إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: ''سدّوا الأبواب غير باب علي'' قال: فتكلّم في ذلك اُناس، قال: فقام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فحمد اللَّه و أثنى عليه، ثمّ قال: ''أمّا بعد، فإنّي اُمرتُ بسدّ هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، و إنّي و اللَّه ما سددت شيئاً، و لا فتحته، و لكنّي اُمرتُ بشي ء فاتّبعتُه''. [ المناقب لابن المغازلي، ص 257، ح 305، و انظر نحوه في ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق، ج 1، ص 257، ح 329. ]

5- و روى أحمد في المسند بسنده عن زيد بن أرقم، نحو مافي المناقب. [ مسند أحمد، ج 4، ص 369. ]

6- و في المناقب للخوارزمي بإسناده عن أبي ذرّ، قال: لمّا كان أوّل يوم في البيعة لعثمان ليقضي اللّة أمراً كان مفعولاً ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيى من حيَّ عن بيّنة، فاجتمع المهاجرون و الأنصار في المسجد، و نظرت إلى عبدالرحمن بن عوف و قد اعتجر بريطة، [ الرَّيطة: كلّ ثوب لين رقيق، و اعتجر بها: لفّها على رأسه. ] و قد اختلفوا و كثرت المناجزة، إذ جاء أبوالحسن عليه السلام- فحمد اللَّه و أثنى عليه ثمّ ناشدهم بمفاخره و مناقبه إلى أن قال:- ''هل تعلمون أنّ أحداً كان يدخل المسجد جُنباً غيري؟'' قالوا: اللّهمّ لا، قال: ''فأنشدكم هل تعلمون أنّ أبواب المسجد سدّها و ترك بابي بأمر اللَّه؟'' قالوا: اللّهمّ نعم. [ المناقب لأخطب خوارزم، ص 213. ]
7- و في مستدرك الحاكم، عن أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطاب: لقد أُعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لئن تكون لي خصلة منها أحبّ إليَّ من أن اُعطى حُمر النعم. قيل: و ما هنّ، يا أميرالمؤمنين؟.

قال عمر: تزوّجه فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وسكناه المسجد مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يحلّ له فيه ما يحلّ له، و الراية يوم خيبر. [ مستدرك الحاكم، ج 3، ص 125. ]

و لقد روي حديث سدّ الأبواب إلّا باب عليّ عليه السلام كثير من علماء أهل السنّة في كتبهم بطرق مختلفة فراجعها. [ سنن الترمذي، ج 5، ص 3727/639؛ المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 134؛ تاريخ بغداد، ج 7، ص 205؛ مجمع الزوائد، ج 9، ص 284؛ خصائص السنائي، ص 4؛ حلية الأولياء، ج 4، ص 153؛ فضائل الصحابة لأحمد، ج 2، ص 985/581. ]

الهدف الحاصل من واقعة سدّ الأبواب


لاشكّ أن هذه الفضيلة كانت من الفضائل الفريدة لأميرالمؤمنين عليه السلام، تميّز بها عن ساير الصحابة، و لعلّ السماح له عليه السلام بالعبور من مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله و هو في حال الجنابة، الأمر الذي يعتبر من خصوصيات النبيّ، لم يكن نتيجة القرب العائلي من الرّسول صلى الله عليه و آله لأن حمزة سيّد الشهداء و عمّ الرّسول أقرب منه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، لكنّه لم يكن من المعصومين عليهم السلام، فالظاهر من الرّوايات أنّ الإمام عليه السلام قد اكتسب هذه الفضيلة للياقته لها و لقوّة نفسه و سمّو روحه، فهو قرين رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في مثل هذه الفضائل، بل و يتمثّل فيه كلّ خصوصيّات الرّسول إلّا النبوّة.
و من هنا يتّضح لنا بشكل جليّ أنّ الهدف من سدّ الأبواب هو أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أراد أن يُفهم الآخرين بسموّ مقام أميرالمؤمنين عليه السلام و اقترانه معه في سائر الفضائل والمناقب التي اختصه اللَّه تعالى بها دون مَن عداه من الأصحاب، و من هنا كانت مثار إعجابهم، فقال عمر كما تقدم: ''و سُكناه المسجد مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يحلّ له فيه ما يحلّ له''.

/ 74