حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) - نسخه متنی

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لحظة الهجرة، و لكنّه نام في فراشه ليلة المبيت، و نزلت في شانه: ''وَ مِنَ النّاسِ مَن يَشري نَفسَهُ ابتغاءَ مرضاتِ اللَّه و اللَّه رؤفٌ بِالعباد'' فقد روى الجويني و الخوارزمي و الحاكم و الحافظ الحسكاني بالاسناد عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين عليه السلام، أنّه قال: ''أول من شرى نفسه ابتغاء رضوان اللَّه هو علي بن أبي طالب عليه السلام'' الحديث.

[ فرائد السمطين، ج 1، ص 330، ح 256؛ مناقب الخوارزمي، ص 74؛المستدرك، ج 3، ص 4؛ شواهد التنزيل، ج 1، ص 101، ح 140. ]

و هاجر عليه السلام ماشياً مع الفواطم بعد أن أدّى ديون رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و أماناته و عمل بعهوده، و توقّف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في مسجد قبا حتّى لحق به عليّ عليه السلام، ثمّ دخل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله المدينة مع عليّ عليه السلام.

فهذه هجرة عليّ عليه السلام، كان أكثر هجرة من غيره و أسبق إليها، و كانت هجرته حقّاً هجرةً إلى اللَّه و رسوله، و كانت أسمى هجرة بعد هجرة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ، و اختصّ عليّ عليه السلام بهذه المنقبة العالية، و كان هو عليه السلام أحسن و أفضل مصاديق آيات الهجرة في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ''إنّ الَّذينَ آمَنُوا و الَّذينَ هاجَروا وَ جاهُدوا في سَبيل اللَّه اُولئِكَ يَرجُونَ رحمة اللَّه وَ اللَّه غَفورٌ رحيمٌ'' [ البقرة، 218. ]، و قوله: ''وَ الَّذينَ هاجَروا واُخرِجُوا مِن دِيارِهِم و اُوذوُا في سَبيلي ...و لأُدْخِلنَّهمم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِها الأنهارُ ثواباً مِن عندِ اللَّه وَ اللَّه عندهُ حُسنُ الثَّواب [ آل عمران، 195. ]''، و قوله: ''و الّذينَ هَاجرُوا في اللَّه مِنْ بَعدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوئَنَّهُمْ في الدُّنيا حَسَنَةً وَ لأجْرُ الآخِرة أكْبَرُ لَو كانُوا يَعْلَمونَ''. [ النحل، 41. ]

هجرته إلى المدينة


قال ابن هشام: و أقام عليّ بن أبي طالب عليه السلام بمكة ثلاث ليال و أيامها، حتى أدّى عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لحق برسول اللَّه صلى الله عليه و آله. [ السيرة النبوية، ج 2، ص 138. ]

و قال ابن الأثير: و أمّا عليّ عليه السلام فانّه لما فرغ من الذي أمره به رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ، هاجر إلى المدينة، فكان يسير الليل و يكمن النهار، حتى قدم المدينة، و قد تفطّرت قدماه، فقال النبي صلى الله عليه و آله: ادعو لي علياً. قيل: لا يقدر أن يمشي. فأتاه النبي صلى الله عليه و آله و اعتنقه، و بكى رحمةً لما بقدميه من الورم، و تفل في يديه و أمرّهما على قدميه، فلم يشتكهما بعد حتى قُتِل. [ الكامل في التاريخ، ج 2، ص 106. ]

و لاريب انّ نومه عليه السلام على فراش رسول لحفظ الرسول صلى الله عليه و آله، و وصيّة الرسول صلى الله عليه و آله له بتسليم الأمانات و الودائع، و تنفيذ عهوده، ثم التحاقه به صلى الله عليه و آله في المدينة بصحبة الفواطم و عيالاتٍ من بني هاشم، أولى من هجرة أبي بكرمعه قطعاً، و يدلّ على ذلك ما نزل في القرآن الكريم في هجرته عليه السلام حيث يقوله تعالى في شأنه عليه السلام: ''و مِن الناسِ مَن يَشري نَفسَهُ ابتغاءَ مَرضاتِ اللَّه'' [ البقرة، 207. ]، و يقول في أبي بكر حكاية عن قول النبي صلى الله عليه و آله: ''لا تحزن إنّ اللَّه معنا'' [ التوبة، 40. ]، هذا و النبي صلى الله عليه و آله معه يقوّي قلبه، و لم يكن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مع علي عليه السلام، و هو لم يصبه أذىً، و عليّ عليه السلام يرمى بالحجارة، و هو مختفٍ في الغار، و علي عليه السلام ظاهر للكفّار، و إنّما أباته على فراشه ثقةً بنجدته، فكانوا محدقين به إلى طلوع الفجر ليقتلوه، فيذهب دمه بين
مجموعة من القبائل، فهذا المبيت أفضل بمراتب من هجرة أبي بكر الذي كان في معيّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

روى أحمد بن حنبل و الجويني و الخوارزمي، بالاسناد عن عمروبن ميمون، قال: إنّي لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط، فقالوا: يا أبا العباس، إمّا أن تقوم معنا، و إمّا أن تخلو بنا من بين هؤلاء.

قال: فقال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم، قال: و هو يومئذٍ صحيح قبل أن يعمى، فابتدأوا فتحدّثوا، فلا يدرى ما قالوا، قال: فجاء ابن عباس و هو ينفض ثوبه و يقول: أُفّ و تُفّ، وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه و آله يوم خيبر: ''لأبعثنّ رجلاً لا يخزيه اللَّه أبداً، يحبّ اللَّه و رسوله، و يحبّه اللَّه و رسوله'' فاستشرف لها من استشرف، فقال صلى الله عليه و آله: أين عليّ؟ فقالوا: إنّه في الرحا يطحن. قال صلى الله عليه و آله: و ما كان أحدكم ليطحن! قال: فجاء و هو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث في عينيه، ثم هزّ الراية ثلاثاً، فأعطاها إياه، فجاء عليّ عليه السلام بصفيّة بنت حُيي...إلى أن قال: قال ابن عباس: و كان المشركون يرمون النبي صلى الله عليه و آله، فجاء أبوبكر و عليّ نائم، و أبوبكر يحسب أنّه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ، قال: فقال: يا نبي اللَّه، فقال له عليّ: إنّ نبيّ اللَّه قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه. قال: فانطلق أبوبكر، و دخل معه الغار.

قال: و جعل عليّ يُرمى بالحجارة كما كان يرمى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و هو يتضوّر، [ أي يتلوّى و يتوجّع. ] و قد لفّ رأسه في الثوب لايخرجه حتّى أصبح، ثم كشف عن رأسه، فقالوا: إنك لئيم! [ اللئيم: الشبيه، و خلاف الكريم، و لعلّ المراد هنا الأول. ] و كان صاحبك لا يتضوّر و نحن نرميه، و أنت تتضوّر، و قد استنكرنا ذلك. [ مسند أحمد، ج1، ص 330؛ فرائدالسمطين، ج 1، ص 255/327؛ المناقب للخوارزمي، ص 73. ]
و قال عليّ عليه السلام عند مبيته على فراش رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:




  • وقيت بنفسي خير من وطى ء الحصا
    رسول إله الخَلْقِ إذ مَكَروا به
    و بات رسول اللَّه في الغار آمناً
    و بتُّ أُراعيهم و ما يثبتونني
    و قد وطنت نفسي على القتل و الأسرِ



  • و من طاف بالبيت العتيق و بالحجرِ
    فنجّاه ذو الطول الإله من المكرِ
    موقّىً و في حفظ الإله و في سترِ
    و قد وطنت نفسي على القتل و الأسرِ
    و قد وطنت نفسي على القتل و الأسرِ




[ ديوان عليّ عليه السلام، ص 71؛ الفصول المهمة، ص 48؛ تذكرة الخواص ص 35؛ شواهد التنزيل، ج 1، ص 101، ح 140؛ فرائد السمطين، ج 1، ص 330، ح 256؛ مناقب الخوارزمي، ص 74. ]

مبيته في فراش النبي و بدء الهجرة


نام علي عليه السلام على فراش النبي صلى الله عليه و آله في الليلة التي هاجر بها النبي صلى الله عليه و آله من مكة إلى المدينة، و فداه بنفسه، حفاظاً على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، حتى نزلت في شأنه- على ما رواه المفسرون و أصحاب الرأي و الحديث من العامة و الخاصّة- هذه الآية: ''و مِن الناسِ مِن يَشري نَفسَهُ ابتغاءَ مَرضاةِ اللَّه و اللَّه رؤفٌ بالعباد''. [ البقرة، 207. ]

قال أحمد بن أبي يعقوب في تاريخه: أجمعت قريش على قتل رسول اللَّه، و قالوا: ليس له اليوم أحد ينصره، و قد مات أبوطالب؛ فأجمعوا جميعاً على أن يأتوا من كلّ قبيلة بغلام نهد [ أي قويّ ضخم. ]، فيجتمعوا عليه، فيضربوه بأسيافهم ضربة رجل واحد، فلا يكون لبني هاشم قوّة بمعاداة جميع قريش.

فلما بلغ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّهم أجمعوا على أن يأتوه في الليلة التي اتّعدوا فيها، خرج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لمّا اختلط الظلام و معه أبوبكر؛ و إنّ اللَّه عزّوجلّ أوحى في تلك الليلة إلى جبريل و ميكائيل: أنّي قضيت على أحدكما بالموت فأيّكما يواسي صاحبه؟ فاختار الحياة كلاهما، فأوحى اللَّه إليهما: هلاّ كنتما كعلي بن
أبي طالب، آخيتُ بينه و بين محمد، و جعلتُ عمر أحدهما أكثر من الآخر فاختار عليٌّ الموت، و آثر محمّداً بالبقاء، و قام في مضجعه، اهبطا فاحفظاه من عدوّه.

فهبط جبريل و مكائيل، فقعد أحدهما عند رأسه، و الآخر عند رجليه، يحرسانه من عدوّه، و يصرفان عنه الحجارة، و جبريل يقول: بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب، من مثلك يباهي اللَّه بك ملائكة سبع سماوات! و خلّف عليّاً عليه السلام على فراشه لردّ الودائع التي كانت عنده، و صار إلى الغار، فكمن فيه، و أتت قريش فراشه،فوجدوا عليّاً عليه السلام، فقالوا: أين ابن عمّك؟ قال: قلتم له: اخرج عنّا، فخرج عنكم.

فطلبوا الأثر فلم يقعوا عليه، و أعمى اللَّه عليهم المواضع، فوقفوا على باب الغار، و قد عشّشت عليه حمامة، فقالوا: ما في هذا الغار أحد؛ و انصرفوا. و خرج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله متوجّهاً إلى المدينة، و مرّ بأمّ معبد الخزاعيّة، فنزل عندها. ثمّ نفذ لوجهه حتى قدم المدينة، و كان جميع مقامه بمكّة حتى خرج منها إلى المدينة ثلاث عشرة سنة من مبعثه. [ تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 39؛ و راجع: التفسير الكبير للفخر الرازي، ج 5، ص 174؛ السيرة النبوية لابن هشام، ج 2، ص 127؛ الطبقات لابن سعد، ج 1، ص 228؛ السيرة الحلبية، ج 2، ص 192؛ البداية و النهاية لابن الكثير، ج 3، ص 175؛ الكامل في التاريخ لابن الأثير، ج 1، ص 516؛ تاريخ الطبري، ج 2، ص 100؛ الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي، ص 45؛ تذكرة الخواص لابن الجوزي، ص 41. ]

و قال البلاذري: و لمّا هاجر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى المدينة، أمر علياً بالمقام بعده بمكة حتى أدّى و دائع كانت عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله للناس، فأقام ثلاثاً، ثمّ لحق به فنزل معه على كلثوم بن الهدم الأنصاري، فآخى بينه و بين نفسه، الحديث. [ ترجمه أميرالمؤمنين من أنساب الأشراف، ص 75. ]
و قال ابن الأثير: لمّا فرع عليّ عليه السلام عن الّذي أمره به رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هاجر إلى المدينة، فكان يسير الليل، و يكمن النهار حتّى قدم المدينة، و قد تفطّرت قدماه، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: ''اُدعوا لي عليّاً'' قيل: لا يقدر أن يمشي، فأتاه النبيّ صلى الله عليه و آله و اعتنقه و بكى رحمة لما بقدميه من الورم، و تفل في يديه و أمرّهما على قدميه، فلم يشتكهما بعدُ حتى قتل. [ الكامل في التاريخ، ج 1، ص 519. ]

دوره عند وفاة الرسول


إنّ تاريخ ولادة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و وفاته من المواضيع الّتي لا يمكن الإجابة عنها بشكل صريح و قاطع، إذ إنّ هناك اختلافاً بين علماء الفريقين في التحديد؛ فالمشهور بين علماء الشيعة و المعمول به عندهم أنّه وُلد في "17" ربيع الأوّل من عام الفيل، و توفّي في "28" صفر للسنة الحادية عشرة من الهجرة، و هو ابن ثلاث و ستّين سنة.

و المشهور بين علماء أهل السنّة أنّ ولادته في "12" ربيع الأوّل من عام الفيل و وفاته في "12" ربيع الأوّل، و قيل: في الثاني منه، للسنة الحادية و عشرة من الهجرة، و كان عمره الشريف "63" سنة.

و لقد تربّى عليّ عليه السلام في حجر نبيّ الإسلام صلى الله عليه و آله منذ ولادته، و كان أوّل من آمن به من الذّكور، و أوّل من صلّى جماعة خلف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مع خديجة عليهاالسلام.

لقد كان عليّ عليه السلام ناصراً و معيناً لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله في جميع المصاعب الّتي اعترضته، فقد بات على فراش رسول اللَّه ليلة المبيت، ليبقى النبيّ صلى الله عليه و آله سالماً، و ينجو من القتل، و كان ينصر الإسلام و المسلمين في جميع الغزوات، و كان فيها- إلّا غزوة تبوك- جنباً إلى جنب مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و لم يبتعد عن الرسول في أمر
قطّ، بل كان ملازماً له ملازمة الظلّ إلى آخر لحظات حياته المباركة، حيث قُبض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و رأسه في حجر عليّ، و قد علّمه في تلك اللحظات علوماً كثيرة، و لم يكن أحد يدرك عظمة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سرّه إلّا عليّ عليه السلام.

عليّ عليه السلام هو الّذي أدّى أمانات رسول اللَّه و هو وصيّه، و بأمر النبيّ صلى الله عليه و آله تولّى عليّ تغسيل النبيّ و تكفينه و الصّلاة عليه و دفنه، فلا شكّ أنّ الحالات الّتي عاشها النبيّ صلى الله عليه و آله مع عليّ آخر لحظات عمره الشريف تكشف عن مدى القرب و الاتصال بين رسول اللَّه و عليّ، و لقد أوكل إليه هذه الأُمور لعلمه و ثقته بأنّ علياً عليه السلام سينفّذ أوامره، و لا يحيد عنها قيد أنملة، و لم يكن يطمئن لغيره هذا الاطمئنان، فلا شكّ أنّ فيها دليلاً قاطعاً و برهاناً ساطعاً على خلافة عليّ للنبيّ صلى الله عليه و آله، بالرغم من أنّ النّبيّ كان يصرّ على تبيان خلافه عليّ، و أنّه الوصيّ من بعده حتّى في آخر لحظات حياته، مضافاً إلى التأكيدات السابقة، إلّا أنّ هذا الإيداع و التوكيل بحدّ ذاته، و من دون الصراحة في اللفظ، يدلّ على أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يعتبر عليّاً وصيّه و خليفته.

و لقد أشار إلى هذه المنقبة الجميلة المختصّة به المفيدة لمزيد اختصاصه برسول اللَّه صلى الله عليه و آله و قربه منه في خطبة له: ''و لقد قُبض رسول اللَّه و إنَّ رأسَهُ لَعلى صدري، و لقد سالتْ نفسُه في كفّي، فأمْرَرْتُها على وجهي،و لقد وَليتُ غُسلَهُ صلى الله عليه و آله و الملائكةُ أعواني''.

ثمّ استدلّ بذلك على أنّه أحقّ و أولى بالخلافة، و القيام مقامه، و أنّه على الحقّ و غيره على الباطل، حيث قال: ''فَوَ الّذي لا إله إلّا هو، إنّي لعلى جادّة الحقّ، و إنّهم لعلى مزلّة الباطل، أقول ما تَسمعون و أستغفر اللَّه لي و لكم''.

[ نهج البلاغة، الخطبة 197. ]
و نذكر فيما يلي نزراً من الأخبار:

1- قال ابن كثير الدمشقي، روى بعض أهل السنن عن علي بن أبي طالب عليه السلام: ''أوصاني النبيّ صلى الله عليه و آله أن لا يُغسّله أحدٌ غيري، فإنّه لا يرى أحد عورتي إلّا طمست عيناه''.

قال عليّ عليه السلام: ''فكان العبّاس و اُسامة يناولاني الماء من وراء الستر''.

[ البداية و النهاية، ج 5، ص 229؛ و روى نحوه كثير من علماء أهل السنّة، منهم: العلاّمة الذهبي في ميزان الاعتدال، ج 1، ص 347؛ و الهيثمي في مجمع الزوائد، ج 9، ص 36؛ و السيوطي في الخصائص، ج 2، ص 276؛ و العلاّمة الهندي في كنز العمال، ج 7، ص 250. ]

2- و روى العلاّمة علي المتقي الهندي، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، قال: ''أوصى النبيّ صلى الله عليه و آله عليّاً أن يغسّله، فقال عليّ عليه السلام:يا رسول اللَّه، أخشى أن لا اُطيق ذلك. قال: إنّك ستُعان.

قال عليّ عليه السلام: فواللَّه ما أردت أن اُقلّب من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عضواً إلّا قُلب''. [ كنز العمال، ج 7، ص 249. ]

3- و روى الحافظ القندوزي الحنفي، عن جماعة من الصحابة، قالوا: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام لمّا أراد غسل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله استدعى الفضل بن عبّاس، فأعانه على الغسل، فلمّا فرغ صلّى عليه وحده، فقال: ''إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إمامنا حيّاً و ميّتاً، فيدخلون فوجاً فوجاً، فيصلّون بغير إمام، و ينصرفون''.

و قال: ''إنّي أدفنه في حجرته الّتي قُبض فيها'' فلمّا فرغوا من الصلاة عليه، قال عليّ عليه السلام لبريد بن سهل: ''احفر لحداً، مثل أهل المدينة'' فحفر لحداً ثمّ دخل فيه عليّ و العبّاس و الفضل بن العبّاس، فوضعه عليّ عليه السلام بيديه، و كشف وجهه الشريف المبارك المقدّس المنوّر، و وضع اللبن، و أهال التراب، "صلوات اللَّه

/ 74