حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) - نسخه متنی

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


و يَصْدُرُونَ عنه'. [ نهج البلاغة، الكتاب 43. ]

و منها: من كتاب له إلى عثمان بن حنيف و هو عامله على البصرة


قد كان عليّ عليه السلام يراقب أعمال ولاته مراقبة شديدة حتّى إنّه لمّا بلغه أنّ و اليه على البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري قد أجاب دعوة جماعة من أهل البصرة إلى وليمة فيها ألوان الطعام فتناول منها شيئاً، و في البصرة فقراء محتاجون منعوا من حضورها، أرسل إليه كتاباً يوبّخه فيه: 'أمّا بعد- يابن حنيف- فَقَد بَلَغني أنّ رَجُلاً مِن فِتيَة أهل البَصرة دَعاك إلى مأدبةٍ، فأسرعتَ إليها تُستطابُ لَك الألوان، و تُنقلُ إليك الجِفان، و ما ظَننتُ أنّك تُجيبُ إلى طعام قومٍ عائلُهم [ عائلهم: محتاجهم. ] مَجفوٌّ و غَنيُّهم مَدْعوٌّ، فانظُر إلى ما تَقضِمُه مِن هذا المقضَم، فما اشْتَبَه عَلَيك عِلْمُه فَالْفِظهُ [ الفظه: اطرحه. ]، و ما أيقَنت بِطيبِ وَجْهه فَنَلْ مِنه، ألا و إنّ لِكلِّ مأموم إماماً يَقتَدي بِه وَ يَستضي ء بِنورِ عِلمِه، ألا و إنّ إماْمَكم قَدِ اكْتفَى مِن دُنياه بِطْمريَه [ الطِمر بالكسر: الثوب الخلق البالي. ]، و مِن طُعمِه [ طُعمه بضم الطاء: ما يطعمه و يفطر عليه. ] بقُرصَيه، ألا و إنّكُم لا تَقِدرُونَ على ذلك، وَ لكِن أعينوني بِوَرعٍ وَ اجتهادٍ، وَ عِفَّةٍ و سَدادٍ، فو اللَّه ما كَنزْتُ من دُنياكُم تِبراً [ التبر: بالكسر فالسكون، فتُات الذهب و الفضة قبل أن يصاغ. ]، و لا ادَّخَرْتُ من غَنائِمها وفراً [ الوفر: المال. ]، و لا أعددتُ لِبالي ثَوبي طمراً "و لا حُزتُ من أرضها شِبراً، و لا أخذتُ مِنه
إلّا كقوتِ أتان دَبرة، [ الاتان الدبرة، هي الّتي عقر ظهرها فقلّ أكلها. ] و لهي في عيني أوهى و أهون من عفصةٍ مقرةٍ [ مقرة: مُرّة. ]".

[ نهج البلاغة، الكتاب 45؛ و بين المعقوفين من شرح ابن أبي الحديد، ج 16، ص 205. ]

و روي في شرح الإحقاق عن "ذخيرة الملوك للهمداني، ص 102" أنّ عليّاً عليه السلام- بعد إرسال الكتاب إلى عثمان بن حنيف- عزله عن الحكومة.
[ الاحقاق، ج 8، ص 549. ]

و منها: توبيخه أبا رافع لإعارته بنته عقد لؤلؤ من بيت المال


روى ابن الأثير في التاريخ: كان أبورافع [ أبو رافع مولى رسول اللَّه عليه السلام و اسمه إبراهيم، أو أسلم، أو هرمز، أو ثابت، كان عبداً للعبّاس بن عبدالمطلب، فوهبه للنبيّ صلى الله عليه و آله، فلمّا بشّر النبيّ صلى الله عليه و آله باسلام العباس، عتقه النبيّ، و كان من المخلصين له وصار من شيعة أميرالمؤمنين و خواصّه، و كان صاحب خزائن بيت المال في عهده عليه السلام. ]مولى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله خازناً لعليّ عليه السلام على بيت المال، فدخل عليّ يوماً و قد زُيّنت ابنتُه، فرأى عليها لؤلؤة كان عرفها لبيت المال، فقال: 'من أين لها هذه؟ لأقطعنّ يدها!' فلمّا رأى أبورافع جدَّه في ذلك، قال: أنا و اللَّه يا أميرالمؤمنين زيّنتُها بها، فقال عليّ عليه السلام: 'لَقد تزوّجت بفاطمة، و ما لي فراش إلّا جلد كبش ننام عليه بالليل، و نعلف عليه ناضحنا بالنهار، و ما لي خادم غيرها'. [ الكامل في التاريخ، ج 2، ص 441. ]

و روى الطبري في التاريخ بسنده عن عباس بن الفضل، عن أبيه، عن جدّه ابن أبي رافع، نحوه. [ تاريخ الطبري، ج 4، ص 119. ]

علي مع أخيه عقيل و قصة الحديدة المحماة


عندما طلب منه أخوه عقيل أن يزيد في عطائه من بيت المال، أحمى له حديدة و قرّبها منه، و من أجل أن يفهم أخاه أنّه يرفض الظلم و الجور قال: 'و اللَّه لأن أبيت على حَسكِ [ الحسك: الشوك. ] السَعدان [ السعدان: نبت ترعاه الابل له شوك. ] مُسهَّداً [ المسهد من سهده: إذا أسهره. ] واُجرَّ في الأغلال مُصَفّداً [ المصفّد: المقيّد. ] أحبُّ إليَّ مِن أن ألقى اللَّه و رسولهُ يوم القيامِة ظالماً لبعض العباد، و غاصباً لشي ءٍ من الحُطام، و كَيفَ أظلم أحداً لنفسٍ يُسرِعُ إلى البلى قُفولها [ قفولها: رجوعها. ]، و يطول في الثرى [ الثرى: التراب. ] حلولها؟'

ثمّ قال عليه السلام: 'و اللَّه لقد رأيت عقيلاً و قد أملق [ أملق: افتقر أشدّ الفقر. ] حتّى استماحني [ استماحني: استعطاني. ] من بُرّكم صاعاً، و رأيت صبيانه شُعث [ شُعث جمع أشعث: و هو الذي تلبّد شعره بالوسخ. ] الشُعور، غُبر [ الغبر: جمع أغبر متغير اللون شاحبه. ]الألوان مِن فَقرِهم، كأنّما سُوّدت وجوهُهُم بالعِظْلم [ العظلم كزبرج: سواد يصبغ به. ]، و عاوَدني موكِّداً، و كرَّر عليَّ القولَ مُردِّداً، فأصغيتُ إليه سمعي، فظنّ أنّي أبيعُه دِيني، و أتّبع قياده [ القياد: ما يقاد به كالزمام. ] مُفارِقاً طريقتي، فأحميت له حديدةً ثمّ
أدنيتها من جِسمه ليعتبر بها، فَضجَّ ضجيج ذي دنفٍ [ الدنف: المرض. ] من ألمها، و كاد أن يحترق من مِيسمها. [ الميسم، المكواة. من ميسمها: من أثرها في يده. ]

فقلت له: ثكلتك الثّواكل [ الثواكل: النّساء. ] يا عقيل، أتئنّ من حديدة أحماها إنسانُها للعبِه، و تَجرُّني إلى نار سجّرَها جبّارُها لغضبه؟ أتئنّ من الأذى و لا أئنّ من لظى [ لظى: اسم جهنم. ]'.

و ساق كلامه عليه السلام إلى أن قال: 'و اللَّه لو أُعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي اللَّه في نملةٍ أسلبها جلب شعيرةٍ [ جُلب الشعيرة: قشرها. ] ما فعلتُه، و إنّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جَرادةٍ تَقضَمُها، ما لعليٍّ و لنعيمٍ يفنى، و لذةٍ لا تبقى، نعوذ باللَّه من سُبات
[ سُبات العقل: نومه. ] العقل و قُبحِ الزّلل [ الزلل: السقوط في الخطأ. ] و به نستعينُ'. [ نهج البلاغة، الخطبة 224. ]

نبذة من أخبار عقيل و قصته مع معاوية


قال ابن أبي الحديد: و اختلف النّاس في عقيل، هل التحق بمعاوية و أميرالمؤمنين حيّ؟. فقال قوم: نعم، و رووا أنّ معاوية قال يوماً و عقيل عنده: هذا أبويزيد، و لو لا علمه أنّي خير له من أخيه، لما أقام عندنا و تركه.

فقال عقيل: أخي خير لي في ديني، و أنت خير لي في دنياي، و قد آثرت
دنياي، أسأل اللَّه خاتمة خير.

و قال قوم: إنّه لم يعُد إلى معاوية إلّا بعد وفاة أميرالمؤمنين عليه السلام، و استدلّوا على ذلك بالكتاب الذي كتبه إليه في آخر خلافته، و الجواب الّذي أجابه عليه السلام، قال ابن أبي الحديد: و هذا القول هو الأظهر عندي.

[ شرح ابن أبي الحديد، ج 11، ص 252 -250. ]

سوال معاوية لعقيل عن قصّة الحديدة المحماة


سأل معاوية عقيلاً عن قصّه الحديدة المحماة المذكورةُ. فقال: نعم أقويت

[ أي افتقرت. ] و أصابتني مخمصة شديدة، فسألته فلم تندَ صفاتُه، فجمعت صبياني و جئته بهم و البؤس و الضرّ ظاهران عليهم، فقال: 'ائتني عشيّةً لأدفع إليك شيئاً' فجئته يقودني أحد ولدي، فأمره بالتنحّي، ثمّ قال: 'ألا فدونك' فأهويت حريصاً قد غلبني الجشع أظنّها صرّة، فوضعتُ يدي على حديدة تلتهب ناراً، فلمّا قبضتها نبذتها و خُرتُ كما يخور الثور تحت يد جازره، فقال لي: 'ثكلتك اُمّك! هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا، فكيف بك و بي غداً إن سُلكنا في سلاسل جهنّم!' ثمّ قرأ: 'إذ الأغلالُ في أعناقِهم و السَّلاَسِلُ يُسحَبُونَ' [ سوره غافر، 71. ] ثمّ قال: 'ليس لك عندي فوق حقّك الذي فرضه اللَّه لك إلّا ما ترى، فانصرف إلى أهلك' فجعل معاوية يتعجّب، و يقول: هيهات هيهات! عقمت النساء أن يلدن مثله! [ شرح ابن أبي الحديد، ج 11، ص 253. ]

سيرة عليّ مع قاتله و وصيّته له بالعدل و الإنصاف


في "نهج البلاغة": من كتاب له عليه السلام في وصيّته للحسن و الحسين عليه السلام لمّا ضربه ابنُ ملجم "لعنة اللَّه"، قال: 'يا بَني عبدالمطلب، لا ألفينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً، تقولون قُتِلَ أميرالمؤمنين، ألا لا يُقْتلنَّ بي إلّا قاتلي.

انظروا إذا أنا متُّ من ضربتي هذه فاضربوه ضربةً بضربة، و لا يُمَثَّلُ بالرجل، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: إيّاكم و المُثلة و لو بالكلب العقور'. [ المصدر السابق، الكتاب 47، الرياض النضرة، ج 3، ص 238. ]

و روى ابن الصبّاع المالكي في"الفصول المهمّة": لمّا جي ء بابن ملجم في المسجد نظر إليه عليّ عليه السلام ثمّ قال: 'النفس بالنفس، إن أنا متُّ فاقتلوه كما قتلني، و إن سلمت رأيت رأيي فيه'. [ الفصول المهمّة، ص 134. ]

خاتمة


إذا أردنا التعرّض نماذج لعدالته عليه السلام لا حتجنا إلى مجلّدات طوال، و إنّما نقول: إنّ العدالة كانت نصب عينه، و ملأت وجوده و كيانه، فقد كان الامام عليه السلام يرى أنّه 'في العدل صلاح البريّة'. [ غررالحكم، ج 4، ص 402، ح 6491. ]

و قال عليه السلام: 'في العدل الاقتداء بسنّة اللَّه و ثبات الدول'. [ نفس المصدر، ج 4، ص 403، ح 6496. ]

و قال عليه السلام: 'في العدل الاحسان'. [ نفس المصدر، ج 4، ص 401، ح 6482. ]
و قال عليه السلام: 'العدل حياة و الجور هلاك'. [ نفس المصدر، ج 1، ص 57 -64، ح 216 و 246. ]

لقد كان عليه السلام يسدّ جوعته بكسرة خبز يابسة و يأتدم الملح ليكون مستوى معيشته كأضعف الناس، فإنّه يقول: 'إنّ اللَّه فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفه الناس كيلا يَتَبَيَّغَ بالفقير فَقرُهُ'. [ نهج البلاغة، الخطبة 200. ]

إنّ هذا السلوك لا يمكن أن يصدر من غير عليّ عليه السلام، فهو نتاج تربية الرّسول الأكرم صلى الله عليه و آله ، قد أشار عليه السلام إلى ذلك بأنّ الرّسول قد احتضنه طفلاً و ربّاه كما في خطبته عليه السلام القاصعة. [ المصدر السابق الخطبة 234، المعروفة بالقاصعة و هي طويلة و محل الشاهد منها، ص 802، من المصدر. ]

نعم إنّ عدالة عليّ عليه السلام الّتي نشأت من العدل الالهي وسعيه لتطبيقها، قد أصبحت نموذجاً واضحاً لكلّ القادة و طلاّب العدالة على مرّ القرون، و مصداقاً مُشرّفاً للانسان المسلم المتكامل الّذي يستطيع أن يكون قدوة في جميع المجالات و خاصّة في مجال الحكومة، و نرى ذلك القدوة العظيمة يعرّف نفسه بقوله: 'إنمّا مثلي بينكم مَثلُ السِّراج في الظُلمة يستضي ء به مَن ولجها، فاسمعوا- أيّها النّاس- و عوا، و أحضروا آذان قُلوبكم تَفهمُوا'. [ المصدر السابق، ص 746، الخطبة 229. ]

و أخيراً اُشير إلى كلمة لجورج جُرادق يقول فيها: 'ما ضرك أيّتها الأيام لو جمعت قواك و طاقاتك فأنجبت في كلّ زمان إنساناً كعليّ عليه السلام في عقله و روحه و نفسه، في كلامه و بيانه، و في قوّته و شجاعته'. [ الإمام عليّ صوت العدالة الانسانية، ج 1، ص 49. ]

المساواة أمام القانون


الفرق بين القانون الإسلامي و غيره

إمتاز قانون الإسلام عن غيره بأنّه لا يفرّق بين أفراد المجتمع و الطبقات في القوانين الحقوقية والجزائية المترتّبة عليهم، و لا فرق فيه بين الرئيس و المرؤوس، و الراعي و الرعية، و القوي و الضعيف، و العربي و الأعجمي، و الأبيض و الأسود، و الغني و الفقير، بل القانون للجميع واحد، و الحاكم واحد و المحكمة أيضاً واحدة، نعم من كان متّقياً و رعاً فإنّه يتمتع بكرامة و قدسية و منزلة معنوية،إلّا أنّ ذلك لا يؤثّر في سراية القانون عليه. قال تعالى: 'إنّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّه أتقاكُمْ'. [ الحجرات، 13. ]

و في تفسير القرطبي عن أبي نضرة، قال: حدّثني من شهد خطبة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بمنى في وسط أيّام التشريق و هو على بعير فقال: 'يا أيّها النّاس، ألا إنّ ربّكم واحد، و إنّ أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، و لا لعجمي على عربي، و لا لأسودٍ على أحمر، و لا لأحمر على أسود إلّا بالتقوى، ألا هل
بلّغتُ؟' قالوا: نعم، قال: 'ليبلّغ الشاهدُ الغائب'. [ تفسير القرطبي، ج 16، ص 342. ]

نعم المراكز و المناصب في الاسلام لا تنال إلّا بالقابليّات، و لا تمنح جزافاً، و أمّا القوانين فإنّها شاملة للجميع على حدّ سواء، و لا يوجب الاختلاف في النسب أو اللّون أو الوطن أو اللغة أو المنصب تفاوتاً في المسؤولية أمامها.

قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : 'لَن تُقدّس اُمّة لا يؤخذ للضعيف فيها حقّه من القوي غير متعتع'. [ شرح نهج البلاغة الكتاب، 53. التقديس: التطهير، غير متعتع: أي غير مضطرب. ]

و في صحيح البخاري: في كتاب الحدود، باب كراهية الشفاعة في الحدّ بسنده: عن عروة عن عائشة: أنّ قريشاً أهمّتهم المرأة المخزومية الّتي سَرَقَت. فقالوا: مَن يُكَلِّم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وَمَن يَجترى ء عليه إلّا اُسامة حِبُّ [ حِبّ بكسر الأول: حبيب. ] رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فكلّم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. فقال رسول اللَّه: 'أتشفع في حدٍّ من حدود اللَّه؟' ثمَّ قام فخطب، قالَ: 'يا أيّها النّاسُ، إنّما ضلَّ مَنْ قَبلكُمْ إنّهم كانوا إذا سَرَق الشريف تَركوه، و إذا سرق الضّعيف فيهم أقاموا عليه الحدّ، و أيمُ اللَّه لو أنَّ فاطمة بنت محمّد سَرَقَتْ لقطع محمّدٌ يدها'. [ صحيح البخاري بشرح الكرماني، ج 23، ص 189، ح 6386. ]

نماذج من مساواة عليّ مع الآخرين أمام القانون


بعد ما مرّ من المقدمة في امتياز قانون الإسلام عن سائر الفرق في المساواة أمام إجراءات القانون، نعطف الكلام في ما يظهر من عمل عليّ بن أبي طالب عليه السلام أمام القانون، الّذي يُعجب العدوّ و يعتزّ به الصديق، و في هذا المجال موارد كثيرة،
و قد تعرضنا في البحث المتقدّم إلى ما يناسب هذا العنوان أيضاً، و نشير هنا إلى نماذج منها توخّياً للاختصار:

قصة درعه الّذي كان عند النّصراني


قال العقاد في عبقرية الامام عليه السلام: وَجد دِرعه عند رجلٍ نصرانّي، فأقبل به إلى شريح- قاضيه- يخاصمه مخاصمة رجل من عامّة رعاياه، و قال: 'إنّها درعي، و لم أبع و لم أهب'.

فسأل شريحُ النصرانَّي: ما تقول فيما يقول أميرالمؤمنين عليه السلام؟.

قال النصرانّي: ما الدّرعُ إلّا درعي، و ما أميرالمؤمنين عندي بكاذب، فالتفت شريح إلى عليّ عليه السلام يسأله: يا أميرالمؤمنين، هل من بيِّنة؟! فضحك عليّ عليه السلام و قال: 'أصابَ شريح، مالي بيّنة!'... فقضى بالدّرع للنصرانّي، فأخذها و مشى و أميرالمؤمنين يَنظر إليه، إلّا أنّ النصرانّي لم يخط خطوات حتّى عاد يقول: أما أنا فأشهدُ أنّ هذه أحكام أنبياء اللَّه، أميرالمؤمنين يدينني إلى قاضيه يقضي عليه!!، أشهد أن لا إلهَ إلّا اللَّه و أنّ محمّداً رسول اللَّه، و الدّرع و اللَّه درعك يا أميرالمؤمنين، أتبعت الجيشَ و أنتَ منطلق إلى صفّين فسقطت من بعيرك الأورق.

فقال: أما إذا أسلمت فهي لك، و شهد النّاس هذا الرجل بعد ذلك و هو من أصدق الجند بلاءً في قتال الخوارج يوم النهروان. [ عبقرية الإمام، ص 46. ]

و روى نحوه مع تفاوت في بعض ألفاظه ابن الأثير في الكامل. [ الكامل في التاريخ، ج 3، ص 401. ]

/ 74