حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ورد من الروايات المتضمنة لكون المؤمن كفؤ المؤمنة كفاية فى نفى افضلية الزوج،

[الوسائل، كتاب النكاح، الابواب 25- 27، و مستدرك الوسائل، ابواب مقدمات النكاح، الابواب 22- 24.] و ان كانت هناك افضلية فليست بمعنى الافضلية و القرب من الله عز و جل، نظير تفضيل الزوج على الزوجة فى القيمومة، و لو لا وجود ادلة خاصة على افضلية اميرالمؤمنين على جميع الخلق بعد رسول الله لما كان القول بتساويهما استنادا لهذا الحديث بعيدا.

حديث استسرار النبى للزهراء فى مرض وفاته:


و هو الحديث الذى رواه الفريقان و يدل على ان الزهراء عليهاالسلام دخلت على النبى صلى الله عليه و آله فى مرض وفاته، فلما اخبرها بقرب وفاته بكت، ثم لما اسر فى اذنها انها اول اهلها لحوقا به ضحكت و سرت.

و قد قال العلامة الاربلى تعليقا على هذا الحديث:

«هذا الحديث قد ورد من عدة طرق و قد دل بمضمونه على ان فاطمه عليهاالسلام هى سليلة النبوة و رضيعة در الكرم و الابوة، و درة صدف الفخار، و غرة شمس النهار، و ذبالة مشكاة الانوار، و صفوة الشرف و الجود، و واسطة قلاده الوجود، نقطة دائرة المفاخر، قمر هالة المآثر، الزهرة الزهراء، و الغرة الغراء، العالية المحل، الحالة فى رتبة العلاء السامية، المكانة المكينة فى عالم السماء، المضيئة النور المنيرة الضياء، المستغنية باسمها عن حدها و وسمها، قرة عين ابيها و قرار قلب امها، الحالية بجواهر علاها، العاطلة من زخرف دنياها، امة الله و سيده النساء، جمال الآباء و شرف الابناء، يفخر آدم بمكانها و يبوح نوح بشدة شانها، و يسمو ابراهيم بكونها من نسله، و ينجح اسماعيل على اخوته اذ هى فرع اصله، و كانت ريحانة محمد من بين اهله فما يجاريها فى مفخر الا مغلب، و لا يباريها فى مجد الا مؤنب، و لا يجحد حقها الا مافون، و لا يصرف عنها وجه اخلاصه الا مغبون.

و بيان ذلك و تفصيل جمله: ان الطباع البشرية مجبولة على كراهة الموت، مطبوعة على النفور منه، محبة للحياة مايلة اليها، حتى الانبياء صلى الله عليه و آله على شرف مقاديرهم و عظم اخطارهم و مكانتهم من الله تعالى و منازلهم من محال قدسه، و علمهم بما تؤول اليه احوالهم و تنتهى اليه امورهم احبوا الحياة و مالوا اليها و كرهوا الموت و نفروا منه، و قصة آدم عليه السلام مع طول عمره و امتداد ايام حياته معلومة». ثم نقل الاربلى بعض ما نقل عن سيرة بعض الانبياء العظام كداود و نوح و موسى و ابراهيم على نبينا و عليهم الصلاة و السلام تحكى كراهتهم للموت، ثم عقب على ذلك قائلا: «فهؤلاء الانبياء عليهم السلام و هم ممن عرفت شرفهم و علا شانهم و ارتفاع مكانهم و محلهم فى الآخرة، و قد عرفوا ذلك و ابت طباعهم البشرية الا الرغبة فى الحياة، و فاطمه عليهاالسلام امرأة حديثة عهد بصبى ذات اولاد صغار و بعل كريم، لم تقض من الدنيا اربا و هى فى غضارة عمرها و عنفوان شبابها، يعرفها ابوها انها سريعة اللحاق به فتسلو موت ابيها صلى الله عليه و آله و تضحك طيبة نفسها

بفراق الدنيا و فراق بنيها و بعلها فرحة بالموت، مائلة مستبشرة بهجومه، مسترسلة عند قدومه، و هذا امر عظيم لا تحيط الالسن بصفته، و لا تهتدى القلوب الى معرفته، و ما ذاك الا لامر علمه الله من اهل البيت الكريم و سر اوجب لهم مزية التقدم، فخصهم بباهر معجزاته، و اظهر عليهم آثار علايمه و سماته، و ايدهم ببراهينه الصادعة و دلالاته، و الله اعلم حيث يجعل رسالته، الحديث ذو شجون».

[كشف الغمة: ج 2، ص 80- 83.] و كما نلاحظ من عبارة الاربلى فانه استنتج من نقل القصة بما تحويه من وجه المفاضلة بين الزهراء عليهاالسلام و غيرها من الانبياء و معظمهم من اولى الغزم ان هذا يوجب لها مزية التقدم.

احاديث مختلفة ترشد لافضليتها:


1- روى الشيخ الصدوق باسناد التميمى الى الامام الرضا عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبى صلى الله عليه و آله: «الحسن و الحسين خير اهل الارض بعدى و بعد ابيهما، و امهما افضل نساء اهل الارض».

[عيون اخبار الرضا عليه السلام: ج 2، ص 62، ح 252.]

2- روى الشيخ الطوسى باسناده الى الامام الصادق عليه السلام انه قال: «ان الله تبارك و تعالى امهر فاطمه عليهاالسلام ربع الدنيا، فربعها لها، و امهرها الجنة و النار، تدخل اعداءها النار و تدخل اولياءها الجنة، و هى الصديقه الكبرى، و على معرفتها دارت القرون الاولى».

[امالى الشيخ الطوسى: ص 668، ح 1399، المجلس 36، ط دار الثقافة، عنه البحار: ج 43، ص 105.]

3- روى محمد بن جرير بن رستم الطبرى الامامى باسناده الى الامام الباقر عليه السلام انه قال: «و لقد كانت عليهاالسلام مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن و الانس و الطير و الوحش و الانبياء و الملائكة».

[دلائل الامامة: ص 106، ح 34.]

4- روى الشيخ الطوسى باسناده الى اميرالمؤمنين عليه السلام انه قال ضمن قصة زواجه بفاطمه الزهراء عليهاالسلام:«...، فزوجنى رسول الله صلى الله عليه و آله ثم اتانى فاخذ بيدى فقال: قم بسم الله، و قل: «على بركة الله، و ماشاءالله، لا قوة الا بالله، توكلت على الله»، ثم جاءنى حين اقعدنى عندها عليهاالسلام، ثم قال: اللهم انهما احب خلقك الى فاحبهما...».

[امالى الطوسى: ص 40، ح 44، المجلس 2، ط دار الثقافة.]

5- روى الشيخ الطوسى باسناده الى الامام الصادق عليه السلام انه قال: «...، ثم قال- اى النبى صلى الله عليه و آله-: اللهم هذه ابنتى و احب الخلق الى، اللهم هذا اخى و احب الخلق الى...».

[امالى الطوسى: ص 43، ح 45، المجلس 2، ط دار الثقافة.]

مقام الزهراء فى كلمات الامام الخمينى


و ختاما نورد بعض كلمات الفقيه الحكيم، العارف الكامل، الامام المجاهد روح الله الموسوى الخمينى (قدس سره) فى حق مولاتنا سيده الكونين الزهراء المرضيه صلوات الله و سلامه عليها، لما تحويه من معان دقيقة و معارف سامية، ترشدنا الى رفيع مكانتها و جليل منزلتها و عظيم مقامها...

قال (رضوان الله عليه):

«ان مختلف الابعاد التى يمكن تصورها للمرأة و للانسان تجسدت فى شخصية فاطمه الزهراء عليهاالسلام. لم تكن الزهراء امرأة عادية، كانت امرأة روحانية... امرأة ملكوتية... كانت انسانا بتمام معنى الكلمة... نسخة انسانية متكاملة... امرأة حقيقية كاملة... حقيقة الانسان الكامل. لم تكن امرأة عادية بل هى كائن ملكوتى تجلى فى الوجود بصورة انسان... بل كائن الهى جبروتى ظهر على هيئة امرأة. اذن يوم غد هو يوم المرأة، فقد اجتمعت فى هذه المرأة- التى يصادف غدا ذكرى ميلادها- جميع الخصال الكمالية المتصورة للانسان و للمرأة. انها المرأة التى تتحلى بجميع خصال الانبياء... المرأة التى لو كانت رجلا لكان نبيا..

و لو كانت رجلا لكانت بمقام رسول الله صلى الله عليه و آله. غدا يوم المرأة، حيث ولدت جميع ابعاد منزلتها و شخصيتها. غدا ذكرى مولد الكائن الذى اجتمعت فيه المعنويات و المظاهر الملكوتية و الالهية و الجبروتية و الملكية و الانسية. غدا ميلاد الانسان بجميع ما للانسانية من معنى. غدا ميلاد امرأة بكل ما تحمله كلمة المرأة من معنى ايجابى.

ان المرأة تتسم بابعاد مختلفة كما هو الرجل، و ان هذا المظهر الصورى الطبيعى يمثل ادنى مراتب الانسان، ادنى مراتب المرأة و ادنى مراتب الرجل. بيد ان الانسان يسمو فى مدارج الكمال انطلاقا من هذه المرتبة المتدنية، فهو فى حركة دؤوبة من مرتبة الطبيعة الى مرتبة الغيب، الى الفناء فى الالوهية. و ان هذا المعنى متحقق فى الصديقه الزهراء عليهاالسلام التى انطلقت فى حركتها من مرتبة الطبيعة، و طوت مسيرتها التكاملية بالقدرة الالهية بالمدد الغيبى و بتربية رسول الله، لتصل الى مرتبة دونها الجميع».

[مكانة المرأة فى فكر الامام الخمينى: ص 23، عن خطاب له بتاريخ 16/ 5/ 1979 م .]

«امرأة هى مفخرة بيت النبوة و تسطع كالشمس على جبين الاسلام العزيز... امرأة تماثل فضائلها فضائل الرسول الاكرم و العترة الطاهره غير المتناهية... امرأة لا يفى حقها من الثناء كل من يعرفها مهما ذكر، لان الاحاديث التى وصلتنا عن بيت النبوة هى على قدر افهام المخاطبين و استيعابهم. فمن غير الممكن صب البحر فى جرة. و مهما تحدث عنها الآخرون فهو على قدر فهمهم و لا يضاهى منزلتها. اذن فمن الاولى ان نمر سريعا من هذا الوادى العجيب».

[المصدر السابق: ص 24، من كلمة بتاريخ 5/ 5/ 1980 م.]

«و فى الاساس فان الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله و الائمة عليهم السلام- و بحسب رواياتنا- كانوا انوارا فى ظل العرش قبل هذا العالم، و هم يتميزون عن سائر الناس فى انعقاد النطفة و الطينة، و لهم من المقامات الى ماشاءالله و ذلك كقول جبرائيل عليه السلام فى روايات المعراج: «لو دنوت انملة لا حترقت»، او كقولهم عليهم السلام:«ان لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب و لا نبى مرسل»، فوجود مقامات كهذه للائمة من اصول مذهبنا و ذلك بغض النظر عن موضوع الحكومة. كما ان هذه المقامات المعنوية ثابتة للزهراء عليهاالسلام مع انها ليست بحاكم و لا خليفة و لا قاض، فهذه المقامات شى ء آخر غير وظيفة الحكومة، و لذا عندما نقول ان الزهراء عليهاالسلام ليست بقاض و لا خليفة فهذا لا يعنى انها مثلى و مثلكم او انها لا تمتاز عنا معنويا».

[الحكومة الاسلامية: ص 84.]

«انه يوم عظيم... يوم اطلت على الدنيا امرأة تضاهى كل الرجال... امرأة هى مثال الانسان، امرأة جسدت الهوية الانسانية كاملة، فهو اذن يوم عظيم يومكن ايتها السيدات».

[مكانة المرأة فى فكر الامام الخمينى: ص 20، عن حديث بتاريخ 17/ 5/ 1980.]

«ابارك للشعب الايرانى العظيم لا سيما النساء المحترمات يوم المرأة المبارك، انه يوم شريف للعنصر امتالق الذى هو اساس الفضائل الانسانية و القيم السامية لخليفة الله فى الارض، و ما هو اكبر بركة و اعظم قيمة هذا الاختيار الموفق للعشرين من جمادى الآخرة ذكرى ميلاد المرأة المفخرة، مفخرة الوجود و معجز التاريخ، يوما للمرأة...».

[المصدر السابق: من بيان بتاريخ 14/ 4/ 1982.]

«كان لدينا فى صدر الاسلام كوخ ضم بين اطرافه اربعة او خمسة اشخاص، انه كوخ فاطمه عليهاالسلام، و كان اشد بساطة حتى من هذه الاكواخ. و لكن ما هى بركاته؟ لقد بلغت بركات هذا الكوخ ذى الافراد المعدودين درجد من العظمة غطت نورانية العالم. و ليس من السهل على الانسان ان يحيط بتلك البركات. ان سكنة هذا الكوخ البسيط اتسموا من الناحية المعنوية بمنزلة سامية لم تبلغها حتى يد الملكوتيين».

[لمصدر السابق: من حديث بتاريخ 21/ 3/ 1983.]

«ان بيت فاطمه المتواضع هذا، و من تربوا فى رحاب هذا البيت، الذين بلغ عددهم بلغة الارقام خمسة، و بلغة الواقع ما يجسد قدرة الحق المتعال كلها، ادوا خدمات جليلة اثارت اعجاب البشرية جمعاء».

[المصدر السابق: من حديث بتاريخ 9/ 3/ 1982.]

و قد اسهبت فى نقل كلمات الامام الخمينى و الاستدلال بها دون غيره من علماء الطائفة (رحم الله الماضين و حفظ الباقين)، لانه قدس سره ابلغ و اتم حجة على منكرى

فضائل الزهراء عليهاالسلام و مقاماتها، الذين قد يتسترون خلف ذرائع و اعذار واهية يوارون بها انحرافاتهم، من قبيل: مستلزمات الواقع الحركى و مقتضيات الحالة السياسية و الثورية، و هكذا ما قد يطعنون به بقية علماء الطائفة من «التحجر» و «الرجعية» التى يعزون اليها الافكار الولائية و العقائد الحقة (التى يسمونها- سخرية و استهزاءا-: خرافات و اساطير!).

فهذا الخمينى رجل الواقع و امام الدين و الحياة، قمة الثورية، و مضرب المثل فى دخول المعترك السياسى و مواكبة العصر و الاحاطة بمتطلباته... و لكنه مع كل ذلك ابى التخلى عن عقائده، التى هى دينه. و الحق ان نقول ان علمه وفقاهته ابت له الا الاذعان للحجة و الخضوع للبرهان و الانقياد للدليل، و اولئك لا علم لهم و لا فقاهة، و ان الموا بالنزر اليسير تراه مشوبا بل مشحونا بركام من الافكار الغربية و مخلفات المادية ليكون هجينا مستوردا لا صلة له بالاسلام و لا قرابة!...

(و انى لهم التناوش من مكان بعيد)؟!

طهارة الزهراء


و احب فى البداية ان اؤكد اننى لم اكن لا طرق هذا الباب لو لا ما رايته من الادلة و الروايات التى صدرت عن رسول الله صلى الله عليه و آله و الائمة عليهم السلام انفسهم فى هذا الخصوص، فان هذا الباب مما يخجل المحب الخوض فيه ، و ما اردت باقرار صفة البتول و الطاهره للزهراء عليهاالسلام الا اثبات واحدة من فضائلها التى انكرها الجاهل و ظن انها ليست ذا قيمة تذكر.

البتول فى اللغة:


و كلمه «البتول» من مادة «بتل» و هى تدل على ابانة الشى ء عن غيره و تمييزه عنه، يقال: بتلت الشى ء اذا ابنته من غيره، و يقال: طلقها بتة بتلة، و التبتل يعنى الانقطاع، قال تعالى: (و تبتل اليه تبتيلا)،

[الآية 8 من سورة المزمل.] اى انقطع عن الدنيا اليه و اخلص اليه اخلاصا.

[راجع القاموس المحيط: ج 3، ص 321، ط الميرية؛ و مختار الصحاح: ص 40؛ و معجم مقاييس اللغة: ج 1، ص 195؛ و العين: ج 8، ص 124؛ و لسان العرب: ج 1، ص 311، ط دار احياء التراث العربى؛ و المصباح المنير: ص 49.]

اما معنى «البتول» فقد قال الخليل بن احمد الفراهيدى المتوفى سنة 175 ه: «و البتول كل امرأة تنقبض عن الرجال فلا حاجة لها فيهم و لا شهوة».

[العين: ج 8، ص 124.]

و قال احمد بن فارس بن زكريا (المتوفى سنة 395 ه): «و منه يقال لمريم البتول لانها انفردت فلم يكن لها زوج».

[معجم مقاييس اللغة: ج 1، ص 195.]

و قال محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى سنة 817 ه): «و البتول المنقطعة عن الرجال، و مريم العذراء رضى الله تعالى عنها كالبتيل، و فاطمه بنت سيدالمرسلين عليهما الصلاة و السلام لا نقطاعها عن نساء زمانها و نساء الامة فضلا و دينا و حسبا».

[القاموس المحيط: ج 3، ص 321.]

و قال محمد بن مكرم بن منظور (المتوفى سنة 711 ه): «و البتول من النساء: المنقطعة عن الرجال لا ارب لها فيهم، و بهذا سميت مريم ام المسيح على نبينا و عليه الصلاة و السلام، و قالوا لمريم العذراء البتول و البتيل لذلك، و فى التهذيب لتركها التزويج، و البتول من النساء: العذراء المنقطعة من الازواج ... و سئل احمد بن يحيى عن فاطمه رضوان الله عليها بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم: لم قيل لها البتول؟ فقال: لا نقطاعها عن نساء اهل زمانها و نساء الامة عفافا و فضلا و دينا و حسبا».

[لسان العرب: ج 1، ص 311، ط دار احياء التراث العربى.]

البتول فى الروايات:


و قد وصفت الزهراء المرضيه عليهاالسلام ب«البتول» فى العديد من الروايات، و استخدمت فى احد مصاديقها و هى التى لم تر حمرة قط، و من تلك الروايات ما يلى:

الحديث الاول:


روى الشيخ الصدوق عن احمد بن محمد بن عيسى بن على بن الحسين بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب، قال: حدثنا ابوعبدالله محمد بن ابراهيم بن اسباط، قال: حدثنا احمد بن محمد بن زياد القطان، قال: حدثنى ابوالطيب احمد بن محمد بن عبدالله، قال: حدثنى عيسى بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن على بن ابى طالب، عن آبائه، عن عمر بن على، عن ابيه على بن ابى طالب عليه السلام: «ان النبى سئل ما البتول، فانا سمعناك يا رسول الله تقول: ان مريم بتول و فاطمه بتول، فقال صلى الله عليه و آله: البتول التى لم تر حمزة قط اى لم تحض، فان الحيض مكروه فى بنات الانبياء ».

[علل الشرائع: ص 181، باب العلة التى من اجلها سميت فاطمه عليهاالسلام البتول و كذلك مريم، و معانى الاخبار: ص 64، ح 17، و عنه فى دلائل الامامة: ص 149، ح 61.] و فى السند ضعف من عدة وجود و لا اقل بجهالة محمد بن ابراهيم.

الحديث الثانى:


روى الشيخ الصدوق ايضا عن محمد بن على بن ماجيلويه رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبدالملك، عن ابى جعفر عليه السلام قال: «لما وردت فاطمه عليهاالسلام اوحى الله عز و جل الى ملك فانطق به لسان محمد فسماها فاطمه، ثم قال: انى فطمتك بالعلم، و فطمتك عن الطمث، ثم قال ابوجعفر عليه السلام : و الله لقد فطمعا الله تبارك و تعالى بالعلم، و عن الطمث بالميثاق».

[علل الشرائع: ص 179، ح 4.] و فى السند ضعف بيزيد بن عبدالملك فهو مهمل الا بناء على قبول اسانيد كامل الزيارات، و كذلك محمد بن على بن ماجيلويه مهمل عند السيد الخوئى، و وثقه المامقانى و آخرون. ثم انه لا يخفى ان هنا سقطا فى سند الرواية، فانه ليس لمحمد بن صالح بن عقبة وجود فى التراجم، و الذى يروى عن يزيد بن عبدالملك هو صالح بن عقبة كما هو ثابت فى موارد متعددة، و الراوى عن صالح بن عقبة هو محمد بن اسماعيل، و يدل على ذلك ان الشيخ الكلينى روى نفس هذه الرواية و لكن جاء فى سنده هكذا: محمد بن يحى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبدالملك،

[الكافى: ج 1، ص 464، ح 3.] فظهر بذلك ان النساخ حذفوا كلمة اسماعيل و ابدلوا «عن» الى «بن».

الحديث الثالث:


روى محمد بن جرير بن رستم الطبرى (فى كتابه دلائل لامامة)، عن الشريف ابى محمد الحسن بن احمد المحمدى، قال اخبرنى ابوعبدالله محمد بن احمد الصفوانى، قال: حدثنا ابواحمد، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن عائشة، قال حدثنا اسماعيل بن عمرو البجلى، عن عمر بن موسى، عن زيد بن على، عن ابيه زين العابدين عليه السلام، عن زينب بنت على عليهماالسلام، قالت: حدثنى اسماء بنت عميس، قالت: قال لى رسول الله صلى الله عليه و آله- و قد كنت شهدت فاطمه قد ولدت بعض ولدها فلم ار لها دما و سالته- فقال: «يا اسماء ان فاطمه خلقت حورية انسية».

[دلائل الامامة: ص 150، ح 62، و باسناد مقارب ص 148، ح 56.] و فى السند ضعف من عدة وجوه، ففيه مهملون و مجاهيل مثل محمد الصفوانى و عمر بن موسى و عبدالله بن محمد. و قد ذكر الشيخ الصدوق (رضوان الله عليه) ايضا هذه الرواية فى كتابه «مولد فاطمة عليهاالسلام»، كما اشار اليه الاربلى.

[كشف الغمة: ج 2، ص 91.]

الحديث الرابع:


روى المحدث الطبرى الامامى عن ابى عبدالله الحسين بن ابراهيم بن على بن عيسى المعروف بابن الخياط القمى، قال: اخبرنى ابوالحسن على بن محمد بن جعفر العسكرى، قال: حدثنى صعصعة بن سيابة بن ناجية ابومحمد، قال: حدثنا زيد بن موسى، قال: حدثنا ابى، عن ابيه جعفر بن محمد، عن عمه زيد بن على، عن ابيه، عن سكينة و زينب ابنتى على، عن على، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «ان فاطمه خلقت حورية فى صورة انسية، و ان بنات الانبياء لا يحضن».

[دلائل الامامة: ص 145، ح 52.] و فى السند ضعف بعلى بن محمد العسكرى، و صعصعة بن سيابة، و زيد بن موسى المعروف بزيد النار.

الحديث الخامس:


روى الشيخ الكلينى عن محمد بن يحيى، عن العمركى بن على، عن على بن جعفر اخيه، عن ابى الحسن عليه السلام: «ان فاطمه صديقه شهيده، و ان بنات الانبياء لا يطمثن».

[الكافى: ج 1، ص 458، ح 2.] و السند صحيح بالاتفاق، و دلالة هذا الحديث واضحة، فانه جاء عقيب مدح بنت النبى صلى الله عليه و آله بانها صديقه و الاخبار بانها شهيده، و عموم عبارة «و ان بنات الانبياء لا يطمثن» يشمل مولاتنا الزهراء عليهاالسلام بلا شك و الا لم تكن مناسبة لذكرها.

الحديث السادس:


روى الشيخ الكلينى عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد، عن على بن الحكم، عن عبدالرحمن العزرمى، عن ابى عبدالله عليه السلام: «كان بين الحسن و الحسين طهر، و كان بينهما فى الميلاد ستة اشهر و عشرا».

[الكافى : ج 1، ص 463، ح 2، و رواه ابن عساكر فى تاريخ دمشق مسندا الى الامام الصادق و الباقر عليهماالسلام، فراجع ترجمة الامام الحسين من تاريخ دمشق: ص 13، ح 13 و 14؛ و روى الطبرانى فى المعجم الكبير: ج 3، ص 94، ح 2766 باسناده الى الامام الباقر عليه السلام انه لم يكن بين الحسن و الحسين الا طهر.] و السند صحيح بلا اشكال.

اما من حيث الدلالة على طهارتها من الدم فان الحديث حدد الفرق بين عمر الامامين الحسن و الحسين عليهماالسلام بستة اشهر و عشرة ايام، و جعلت الاشهر الستة مقابل فترة الحمل و هى اقل فترة ممكنة للحمل، و هذه من خصوصيات مولد الامام الحسين عليه السلام، و قد ورد بهذا المضمون رواية اخرى صحيحة فى الكافى، و هى ما رواه الشيخ الكلينى بطريقين الى الوشاء، الاول هو محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن الحسن بن زياد الوشاء، و الثانى هو الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن احمد بن عائذ، عن ابى خديجه، عن ابى عبدالله عليه السلام: «... و فيه- اى الحسين بن على عليهماالسلام- نزلت هذه الآية (و وصينا الانسان بوالديه احسانا حملته امه كرها و وضعته كرها و حمله و فصاله ثلاثون شهرا).

[الكافى: ج 1، ص 464، ح 3، و الآية 35 من سوره الاحقاف.] و السند صحيح على الطريق الاول، اما على الطريق الثانى ففيه معلى بن محمد و لا توثيق له الا بناء على قبول و ثاقة من جاء فى اسانيد كامل الزيارات لابن قولويه.

قال العلامة المجلسى: «و فيه دليل على ان اقل مدة الحمل ستة لانه اذا حط عنه للفصال حولان لقوله: (حولين كاملين لم اراد ان يتم الرضاعة)،

[الآية 233 من سورة البقرة.] بقى ذلك به، و به قال الاطباء».

[مرآة العقول: ج 5، ص 363، كما ان هناك روايات اخرى تدل على ان مدة حمل الامام الحسين كان ستة اشهر فقط، راجع الكافى: ج 1، ص 465، ح 4، و مناقب ابن شهر آشوب: ج 4، ص 250.] اما العشرة ايام فقد جعلها الحديث موافقة و مطابقة للطهر، و من المعلوم ان اقل الطهر بين الدمين فى النساء اللاتى يحضن هو عشرة ايام، و الحديث يصرح بان الفترة ما بين ولادة الامام الحسن عليه السلام و انعقاد نطفة الامام الحسين عليه السلام كانت ايام طهر للزهراء عليهاالسلام و لم تكن ايام دم، و لا يخدش فيه استخدام كلمة الطهر الذى يستعمل مع الحائض ايضا فيقال لها حيض و لها طهر، فان هنا خصوصية تدفع اى خدشة و توهم، و هى ان الطهر يستخدم فى قبال الطمث و الدم، و هو ليس من قبيل كلمة القرء التى تاتى بمعنى الحيض و الطهر، و قد جعل الامام عليه السلام الفترة بين الولادة و العلوق بالحسين عليه السلام فترة طهرو هذا اكبر دليل على انها كانت طاهرة بتول عليهاالسلام.

و استنادا للحديث الصحيح السابق فقد ذهب بعض علمائنا كالشيخ المفيد و الشيخ الطوسى الى ان مولد الامام الحسين عليه السلام كان فى آخر شهر ربيع الاول و ليس فى الثالث من شهر شعبان كما هو المتعارف،

[المقنعة: ص 467؛ و تهذيب الاحكام: ج 6، ص 41.] و هو التاريخ التقريبى للفاصلة ما بين الخامس عشر من شهر رمضان تاريخ مولدالامام الحسن عليه السلام و مولد الامام الحسين عليه السلام، و على كل فهذا الحديث يدل على ان التاريخ المشهور لميلاد احد الامامين غير صحيح، و لذا قال العلامة المجلسى: «... و لكن مع ورود هذه الخبار يمكن ترك القول بكون ولادة الامام الحسن عليه السلام فى شهر رمضان لعدم استناده الى رواية معتبرة، و الله يعلم».

[مرآة العقول: ج 5، ص 362.]

الحديث السابع:


ما رواه الشيخ الصدوق ان النبى صلى الله عليه و آله قال: «ان فاطمه صلوات الله عليها ليست كاحد منكن، انها لا ترى دما فى حيض و لا نفاس، كالحورية».

[من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 50، ح 3.] ثم اردفه الشيخ الصدوق بحديث آخر عن الامام الصادق عليه السلام حيث سئل عن قول الله عز و جل: (و لهم فيها ازواج مطهرة) فقال: «الازواج المطهرة اللاتى لا يحضن و لا يحدثن».

[نفس المصدر: ح 4.]

و قد روى العياشى نفس هذا المعنى فى تفسيره عن ابى بصير عن الامام الصادق عليه السلام،

[تفسير العياشى: ج 1، ص 164، ح 11، عنه البحار: ج 8، ص 139، ح 52.] و قال على بن ابراهيم القمى: «و اما قوله (و ازواج مطهرة) قال: فى الجنة لا يحضن و لا يحدثن».

[تفسير القمى: ج 1، ص 98.] هذا و قد اتفقت كلمة المفسرين على ارادة هذا المعنى كامر مسلم ضمن المعانى المرادة فى وجه تفسير الآية.

[راجع على سبيل المثال التفسير الكبير: ج 2، ص 130؛ و تفسير التبيان: ج 1، ص 111؛ و الجامع لاحكام القرآن: ج 1، ص 241؛ و تفسير الميزان: ج 1، ص 90؛ و تفسير كنز الدقائق: ج 1، ص 190.]

و وجه الارداف من الشيخ الصدوق يعود الى ان الربط بين عدم رؤية الزهراء عليهاالسلام للدم و تشبيهها بالحورية واضح، و يشهد لكونها كالحور العين فى خلقتها و خصائصها البدنية ما ورد من ان من القابها الحوراء، و ما روى من انها انعقدت من ثمار الجنة، و من انها حورية فى صورة انسية. اما الايراد بان الرواية من مرسلات الصدوق فهو صحيح على بعض الآراء دون بعض، فالامام الخمينى يذهب الى الاعتماد على مرسلات الصدوق باستثناء المورد المحتمل او المظنون ان مرسلته عين المسندة الضعيفة.

[الخلل فى الصلاه: ص 225.] و ليس المقام مشمولا للاستثناء نظرا للاختلاف الحاصل فى متن الرواية عما دل على نفس المعنى، بالاضافة الى انه لم يرد عن الامام الصادق حديث مشابه له .

/ 42