حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


احزان الزهراء


بكاء الزهراء؟


كلمات «فضل الله»


قال فى الشريط المسجل: «و هكذا نجد ان التاريخ الصحيح و غير الصحيح افاض فى الحديث عن احزانها، و ربما كان بعض هذا الحديث غير دقيق، فانا لا اتصور الزهراء انسانة لا شغل لها فى الليل و النهار الا البكاء، و انا لا اتصور الزهراء عليهاالسلام و هى المنفتحة على الاسلام و على قضاء الله و قدره انسانة ينزعج اهل المدينة- كما يقرا قراء التعزية- من بكائها حتى اذا كان الفقيد فى مستوى رسول الله صلى الله عليه و آله فان ذلك لا يلغى معنى الصبر، الصبر قيمة اسلامية تجعل الانسان المسلم يتماسك و يتوازن حتى فى اشد الحالات قساوة و فى اشد الحالات صعوبة».

و قال فى جوابه الثالث: «انا لا اتصور الزهراء تبكى جزعا لانها تعرف ان الجزع حتى على رسول الله ليس خلقا اسلاميا لان الاسلام اراد للانسان ان يكون قويا امام المصيبة، و لكنها كانت تبكى بكاء العاطفة، بكاء الروح المثقلة بالفجيعة...، انا لم ادقق فى الروايات التى تذكر ان اهل المدينة كانوا يضجون، لان ضجيج اهل المدينة فى هذا الموضوع يحتاج الى ان الزهراء كانت تبكى بطريقة الصراخ و الازعاج و هذا ما لا يتناسب مع مكانة الزهراء».

سؤال فى الصفحة 313 من الجزء الاول من كتاب الندوة طبعة قم: البكاء الكثير المنسوب الى الزهراء عليهاالسلام، ما هو سره؟ هل هو جزع ام تعبد؟

الجواب:«كانت تبكى، و كان حزنها حزنا كبيرا على رسول الله صلى الله عليه و آله، و لكن بكاء الزهراء عليهاالسلام كان بكاء اسلاميا و كان بكاء الصابرين، و لم يكن بكاؤها بكاء الجازعين،

و لم يكن بكاؤها بهذه الصورة التى تظهر فى الروايات، بل كانت تذهب الى قبر رسول الله معها ولداها و تتذكر مواقعه و فى اماكنه و كانت تاخذ وقتا لتعبر عن هذا الحزن، و لكنها كانت القوية الصابرة، لذلك كان حزنها حزنا اسلاميا، و لم يكن حزنها حزنا ذاتيا».

السؤال رقم 6: ذكر بعض الشيعة: ان بعض الحديث عن احزان الزهراء عليهاالسلام غير دقيق فلا اتصور ان الزهراء عليهاالسلام لا شغل لها فى الليل و النهار الا البكاء، و لا اتصور ان الزهراء عليهاالسلام تبكى حتى ينزعج اهل المدينة من بكائها مع فهمها لقضاء الله و قدره و ان الصبر من القيم الاسلامية المطلوبة حتى لو كان الفقيد فى مستوى رسول الله صلى الله عليه و آله.هل ان كثرة بكاء الزهراء عليهاالسلام و زين العابدين عليه السلام امر ثابت عند الشيعة ام لا؟ و هل كان بكاؤهما عاطفيا محضا ان كان وظيفة يمارسها المعصوم لهدف من الاهداف، و على فرض كونه عاطفيا فهل يتنافى مع التسليم لقضاء الله و قدره خصوصا مع كون الفقيد هو المصطفى صلى الله عليه و آله؟

جواب الميرزا جواد التبريزى: «ليس المراد ببكاء الزهراء عليهاالسلام ليلا و نهارا استيعاب البكاء لتمام اوقاتها الشريفة، بل هو كناية عن عدم اختصاصه بوقت دون آخر. كما ان البكاء اظهارا للرحمة و الشفقة لا ينافى التسليم لقضاء الله و قدره، و الصبر عند المصيبة، فقد بكى النبى يعقوب عليه السلام على فراق ولده يوسف حتى ابيضت عيناه من الحزن- كما ذكر القرآن- مع كونه نبيا معصوما. و بكاء الزهراء عليهاالسلام على ابيها كما كان امرا وجدانيا لفراق ابيها المصطفى صلى الله عليه و آله فقد كان اظهارا لمظلوميتها و مظلومية بعلها عليه السلام، و تنبيها على غصب حق اميرالمؤمنين عليه السلام فى الخلافة و حزنا على المسلمين من انقلاب جملة منهم على اعقابهم كما ذكرته الآية المباركة (افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم) بحيث ذهبت اتعاب الرسول صلى الله عليه و آله فى تربية بعض المسلمين سدى.

كما ان البكاء على الحسين عليه السلام من شعائر الله؛ لانه اظهار للحق الذى من اجله ضحى الحسين عليه السلام بنفسه، و انكار للباطل الذى اظهره بنوامية؛ و لذلك بكى زين العابدين عليه السلام على ابيه مدة طويلة اظهارا لمظلومية الحسين عليه السلام و انتصارا لاهدافه. و لا يخفى ان بكاء الزهراء عليهاالسلام و زين العابدين عليه السلام فترة طويلة من المسلمات عند الشيعة الامامية».

التعليق 20 لفضل الله فى جوابه السادس: «ان المقصود من كلامى هو ان الزهراء عليهاالسلام لم تستغرق وقتها فى الليل و النهار فى بكاء، لانها تمثل اعلى درجات الصبر من خلال مقامها الرفيع عندالله، فالزهراء عليهاالسلام و اهل البيت قدوتنا فى الصبر، كما كان رسول الله صلى الله عليه و آله قدوة الناس كلهم فى هذا المجال. و هذا هو معنى التاسى بهم، فالله جعل للحزن على المصاب، لا سيما اذا كان عظيما دوره فى رقة القلب، و للصبر عليه درجد عظيمة لا مخصص لها... و كانت الزهراء عليهاالسلام مشغولة فى كل وقتها بالدفاع

عن حق على عليه السلام فى الخلافة، و من مظاهر تحركها خطبتها فى المسجد و كلامها مع نساء المهاجرين و الانصار و رجالهن. و اذا صح الحديث بان عليا عليه السلام كان يطوف بها على بيوت او جموع المهاجرين و الانصار- كما جاء فى الروايات- فهذا يعنى انها كانت تتحرك بشكل يومى نحو تحقيق هذا الهدف الكبير. اننا لا ننكر مشروعية البكاء اسلاميا، فقد بكى رسول الله صلى الله عليه و آله على ولده ابراهيم عليه السلام و لكن ننكر ان يتحول البكاء الى حالة من الجزع او ما يشبه الجزع، بحسب الصورة التى تتلى فى المجالس و مفادها ان (اهل المدينة ضجوا من كثرة بكائها)، و انهم شكوا الامر الى على عليه السلام و قالوا له: (اما ان تبكى اباها ليلا او نهارا...) لان هذه الصورة لا تليق بمكانة الزهراء عليهاالسلام فى الواقع العام.

اما قولكم: (بانها كانت تبكى اظهارا لمظلوميتها و مظلومية بعلها، و تنبيها على غصب حق اميرالمؤمنين عليهاالسلام فى الخلافة، و حزنا على المسلمين بعد انقلاب جملة منهم على اعقابهم) فيرد عليه:

اولا: ان اظهار ذلك لا يتحقق بالبكاء، بل يتحقق فى خطبتها فى المسجد و فى احاديثها الصريحة مع المسلمات و المسلمين، و فى حديثها مع ابى بكر و عمر اللذين تحدثت معهما عن غضبها عليهما من خلال غصبهما فدكا و غصبهما للخلافة.

ثانيا: ان الاحاديث الواردة فى كلامها و عن بكائها استهدفت اثارة ذكرى رسول الله صلى الله عليه و آله و لم تثر شيئا آخر. اما بكاء على بن الحسين عليه السلام على ابيه اظهارا لمظلوميته فهو صحيح، لان الامام عليه السلام كان يتحدث بذلك و يذكر الحسين عليه السلام فى مظلوميته امام الناس، لكى يتذكروا الواقعة و يدفهم للثورة على بنى امية.

اننا نرى ان اهل البيت عليهم السلام قمة فى العطاء و الصبر، و فى مقدمتهم السيدة الزهراء عليهاالسلام التى تمثل القدوة فى الصبر حتى فى طريقة بكائها، فهى تبكى بكاء الصابرين الرساليين الشاكين الى الله سبحانه و تعالى».

السؤال رقم 8: فى بعض الاقوال: ان اللطم على الحسين عليه السلام اذا كان عنيفا يؤدى لادماء الصدر او الالم الشديد فهو محرم لعدة وجوه:

1- انه ليس اسلوبا حضاريا و ينبغى طرح قضية الحسين بصورة واقعية و حضارية.

2- انه لم يرد عن الرسول و اهل بيته عليهم السلام.

3- ان كل اضرار بالجسد حرام و ان لم يؤد الى التهلكة او قطع العضو من الجسد ، فمن يعرض نفسه للبرودة مع احتمال اصابته بمرض يكون قد ارتكب محرما.

ما هو رايكم فى هذه المقالة؟

جواب الميرزا جواد التبريزى: «بسمه تعالى: اللطم و ان كان من الشديد حزنا على الحسين عليه السلام من الشعائر المستحبة لدخوله تحت عنوان الجزع الذى دلت النصوص المعتبرة على رجحانه و لو ادى بعض الاحيان الى الدماء و اسوداد الصدر.

و لا دليل على حرمة كل اضرار بالجسد مالم يصل الى حد الجناية على النفس بحيث يعد ظلما لها، كما ان كون طريقة العزاء حضارية او لا ليس مناطا للحرمة و الاباحة و لا قيمة له فى مقام الاستدلال، و الله العالم».

و قال «فضل الله» فى التعليق 21 من الجواب السادس: «اما الجزع فانى اخالفكم فى موقفكم منه، لان الحديث الذى يدعو اليه لابد من رد علمه الى اهله فالجزع امر قبيح فى ذاته، لا بلحاظ الشخص الذى يجزع عليه، بل بلحاظ انه صفة غير حسنة فى الانسان نفسه، و ربما كان على سبيل المبالغة.

[لم نذكر الجواب كاملا بل اقتطعنا منه موضع الحاجة، حيث ان قسما منه لا يرتبط بمحل بحثنا.

وأهم ما يورد على كلامه الآتى


الايراد الاول:


نلاحظ انه استنكر فى الشريط كثرة بكاء الزهراء و شدة حزنها و قال: «انا لا اتصور الزهراء انسانة لا شغل لها فى الليل و النهار الا البكاء» و اعتبر ذلك مخالفة لقضاء الله و قدره و للصبر، ثم نراه فى جوابه الثالث يتحدث عن بكاء الجزع و بكاء العاطفة مع انه لا يمكن حمل احد الكلامين على الآخر، فما هى العلاقة بين كثرة البكاء و بين بكاء الجزع و بكاء العاطفة!

الايراد الثانى:


فى الوقت الذى استبعد فيه ان اهل المدينة كانوا يضجون من بكائها- كما فى الشريط المسجل- اعترف فى جوابه الثالث بعدم تدقيقه بالروايات المختصة بذلك، فكيف يستبعد امرا مع جهله به؟ و هل هذا الاعتراف بان استبعاده لم يكن على اساس علمى!

الايراد الثالث:


بمراجعة للرواية التى اشار «فضل الله» اليها لم نجد فيها بعض ما ذكره، فقد روى الشيخ الصدوق فى الخصال عن محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنى العباس بن معروف، عن محمد بن سهل البحرانى يرفعه الى ابى عبدالله الصادق عليه السلام قال: «البكاءون خمسة: آدم و يعقوب و يوسف و فاطمه بنت محمد و على بن الحسين، فاما آدم فبكى على الجنة حتى صار فى خديه امثال الاودية، و اما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره و حتى قبل له: (تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا او تكون من الهالكين)، و اما يوسف فبكى على يعقوب حتى تاذى به اهل السجن فقالوا: اما ان تبكى الليل و تسكت بالنهار و اما ان تبكى النهار و تسكت بالليل، فصالحهم على واحد منهما، اما فاطمه فبكت على رسول الله صلى الله عليه و آله حتى تاذى بها اهل المدينة فقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج الى المقابر- مقابر الشهداء- فتبكى حتى تقضى حاجتها ثم تنصرف، و اما على بن الحسين فبكى على الحسين عشرين سنة او اربعين- الترديد من الراوى-، ما وضع بين يديه طعام الا بكى حتى قال له مولى له:

جعلت فداك يا ابن رسول الله، انى اخاف عليك ان تكون من الهالكين، قال: (انما اشكو بثى و حزنى الى الله و اعلم من الله ما لا تعلمون)، انى ما اذكر مصرع بنى فاطمه الا خنقتنى لذلك عبرة».

[الخصال:ج 1، ص 272، ح 15. و الرواية مرسلة، كما ان محمد بن سهل البحرانى لا توثيق له. و كذلك روى الشيخ الصدوق نفس هذه الرواية فى الامالى بسنده عن الحسين بن احمد بن ادريس، قال: حدثنا ابى، قال: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا العباس بن معروف، عن محمد بن سهل البحرانى رفعه الى ابى عبدالله الصادق عليه السلام.

[الامالى:ص 121، المجلس 29، ح 5. و هذه الرواية كسابقتها من حيث السند فهى مرسلة و فيها محمد بن سهل البحرانى، بالاضافة الى ان السيد الخوئى لم يوثق الحسين بن احمد بن ادريس، اما المامقانى فقد ذهب الى حسنه.

و ليس فى هذه الرواية اى ذكر لصراخ الزهراء عليهاالسلام فى البكاء، و لا يلزم من تاذى اهل المدينة فى الرواية من كثرة بكائها ان يكون بكاؤها على نحو الصراخ و الازعاج، فان بيتها كان مجاورا للمسجد و المسلمون يمرون عليه يوميا للصلاة فيه، و من الطبيعى ان يسمعوا صوت بكائها و ان لم يكن على نحو الصراخ و كان بالشكل الاعتيادى، فالتاريخ لم ينقل لنا انها كانت تتجول فى ارجاء المدينة لتبكى فيها.

كما يلاحظ على الرواية انها لم تستنكر النتائج المترتبة عن كثرة بكاء الخمسة و شدة حزنهم بل هى فى مقام المدح كما يشهد به سياقها، و على فرض التنزل فهى فى مقام الحكاية و الاخبار.

و «فضل الله» لم ينكر فى جوابه السادس ان يكون بكاء الزهراء عليهاالسلام لاثارة ذكرى رسول الله صلى الله عليه و آله، و لكن من المسلم به ايضا ان هذا البكاء وقع متزامنا مع غصب حق اميرالمؤمنين عليه السلام و غصبها فدك- و ان لم نقل بما جرى عليها من الاعتداء كما يذهب اليه «فضل الله»-، و من الطبيعى ان يتاذى مغتصبو الخلافة من بكائها لان ذلك قد يوحى الى المستمع و قد بلغه ظلمهم لها ان هذا البكاء ليس من اجل الحزن على فقدان الرسول صلى الله عليه و آله فقط، بل لغصب الخلافة و فدك ايضا، و فى هذا تحريض كبير عليهم و تذكير بجريمتهم و تاليب للاجواء ضدهم، و لذا فمن الارجح ان يكون الاحتجاج الصادر لمنع بكائها من قبل الهيئة الحاكمة مباشرة او بتحريض منها.

كما انه ليس فى الرواية «ان اهل المدينة شكوا الامر الى على عليه السلام و قالوا له: اما ان تبكى اباها ليلا او نهارا» كما زعم «فضل الله» فان هذا قد صدر من اهل السجن مع يوسف عليه السلام. على انه لو فرض ان اهل المدينة شكوا الى الامام على عليه السلام كثرة بكاء الزهراء عليهاالسلام فليس فى ذلك اى محذور كما لم يكن فى كثرة بكاء يعقوب و يوسف عليهماالسلام اى محذور.

الايراد الرابع:


ارتكب «فضل الله» مغالطة كبيرة بقوله ان «اظهار الزهراء عليهاالسلام لمظلوميتها و مظلومية زوجها لا يتحقق بالبكاء بل فى خطبتها فى المسجد و فى احاديثها الصريحة و فى حديثها مع الشيخين»، مع ان المقام ليس من مانعة الجمع بحيث يستحيل ان تتخذ الزهراء عليهاالسلام كلا الاسلوبين فى بيان المظلومية، و ليس هذا عن «فضل الله» ببعيد فقد اعتدنا على مثيلاتها! «و المكثار كحاطب ليل».

الايراد الخامس:


فى بعض الروايات و منها الصحيح ان فاطمه الزهراء عليهاالسلام بكت على ابيها عندما ظلمها مغتصبوا الخلافة، و فى هذا اكبر دلالة على عدم المنافاة بين بكائها على ابيها و بين اظهار مظلوميتها فى غصبها فدك و فى مظلومية زوجها فى اغتصاب حقه فى الخلافة.

فقد روى الشيخ المفيد فى اماليه عن محمد بن عمر الجعابى، قال: اخبرنا ابوعبدالله جعفر بن محمد بن جعفر الحسنى، قال: حدثنا عيسى بن مهران، عن يونس، عن عبدالله بن محمد بن سليمان الهاشمى، عن ابيه، عن جده، عن زينب بنت على بن ابى طالب عليهم السلام قالت: «لما اجتمع راى ابى بكر على منع فاطمه عليهاالسلام فدك و العوالى، و آيست من اجابتها لها عدلت الى قبر ابيها رسول الله فالقت نفسها عليه، و شكت اليه ما فعله القوم بها و بكت حتى بلت تربته بدموعها و ندبته، ثم قالت فى آخر ندبتها:






























قد كان بعدك انباء و هنبثة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها و اختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا فغبت عنا فكل الخير محتجب
فكنت بدرا و نورا يستضاء به عليك ينزل من ذى العزة الكتب
تجهمتنا رجال و استخف بنا بعد النبى و كل الخير مغتصب
فقد لقينا الذى لم يلقه احد من البرية لا عجم و لا عرب

فسوف نبكيك ما عشنا و ما بقيت

لنا العيون بتهمال له سكب»

[امالى الشيخ المفيد: ص 40، المجلس 5، ح 8.

.







و كذلك روى على بن ابراهيم القمى بسند صحيح فى تفسير قوله تعالى (فآت ذا القربى حقه و المسكين و ابن السبيل)

[الآية 26 من سورة الاسراء. حديثا مقاربا لما ذكره الشيخ المفيد، فقد روى عن ابيه، عن ابن ابى عمير، عن عثمان بن عيسى و حماد بن عثمان، عن ابى عبدالله الصادق عليه السلام انه قال: «لما بويع لابى بكر و استقام له الامر على جميع المهاجرين و الانصار بعث الى فدك فاخرج وكيل فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه و آله منها فجاءت فاطمه عليهاالسلام الى ابى بكر... ثم تذكر الرواية بان ابابكر كتب لفاطمه عليهاالسلام كتابا بفدك و دفعه اليها فدخل عمر فقال: ما هذا الكتاب؟

فقال ابوبكر: ان فاطمه ادعت فى فدك و شهدت لها ام ايمن و على فكتبت لها بفدك. فاخذ عمر الكتاب من فاطمه فمزقه... فخرجت فاطمه عليهاالسلام من عندهما باكية حزينة... و دخلت فاطمه الى المسجد و طافت بقبر ابيها عليه و آله السلام و هى تبكى»، ثم انشدت ابياتا مقاربة لما اورده الشيخ المفيد فى الامالى.

[تفسير القمى: ج 2، ص 155- 158 و ستتم الاشارة لا حقا الى احتمال استبدال واو العطف الواقعة بين عثمان بن عيسى و حماد بن عثمان بكلمة «عن»، و رواه الطبرسى فى: الاحتجاج: ج 1، ص 119- 124، ط مؤسسه النعمان. و ج 1، ص 234- 239 ط دار الاسوة. فهاتان الروايتان تؤكدان على ان الزهراء عليهاالسلام بكت على ابيها و عند قبره لبيان مظلوميتها فى غصب الخلافة و فدك، و لم تكتف بخطبتها فى المسجد و غير ذلك من تحركاتها، كما انها بينت بالشعر الذى انشدته حجم المصيبة الواردة على اهل البيت عليهم السلام، فقد لقوا من المصائب ما لم يلقه احد من العرب او العجم. كما ان الزهراء عليهاالسلام تؤكد فى البيت الاخير على انها ستظل تبكى على ابيها ما دامت على قيد الحياة و ما دامت العين تذرف دمعها، و فيه الدليل الشافى على ان كثرة البكاء بحيث يستوجب العمر كله لا يتنافى مع الصبر. ان بكاء الزهراء عليهاالسلام على ابيها عند ظلمهم اياها يحمل فى طياته رسالة الى الجميع تقول: ان القوم الذين غصبوا حقى و حق زوجى قد خانوا العهد و الامانة و البيعة، و انهم قد انقلبوا على اعقابهم بعد موت ابى رسول الله صلى الله عليه و آله، و انهم كانوا يتربصون بنا الدوائر، فوجدوا فى وفاة ابى افضل فرصة للتنفيس عن حقدهم و غضبهم علينا، و لو كان ابى موجودا لما تجرءوا ان يفعلوا بنا ما جرى علينا. و لهذا نجد ان فاطمه الزهراء عليهاالسلام عندما قصد القوم بيتها و هددوا باحراقه ان لم يخرج اميرالمؤمنين عليه السلام منه ليبايع كانت ترفع صوتها مخاطبة ابيها: «يا ابتاه يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابى بكر و عمر».

فلذا ما ذكره «فضل الله» فى جوابه السادس بان «الاحاديث الواردة فى كلامها و عن بكائها استهدفت اثارة ذكرى رسول الله صلى الله عليه و آله، و لم تثر شيئا آخر» باطل من اساسه، و به يعلم التفاوت ما بين مستند من اتعب نفسه فى طلب العلم حتى تخرج على يديه المجتهدون و الفضلاء كآية الله العظمى الميرزا جواد التبريزى (دام ظله) و بين من لم يعرف منه الا حفظ بعض المصطلحات... و لقد «عرف النخل اهله».

وقفة قصيرة مع «الهوامش»:

قال مؤلف «هوامش نقدية»: «و لا ادرى مدى التزام السيد مرتضى بما يتناقله الرواة على لسان السيدة الزهراء عليهاالسلام و الذى نقله ابن شهر آشوب فى مناقبه المصدر السابق للشعر المشار اليه، اذ انشدت بعد وفاة ابيها ابياتا منها:







و كان جبريل روح القدس زائرنا

فغاب عنا و كلا الخير محتجب»

[هوامش نقدية: ص 27.

.


و مؤلف الهوامش لم يفصح عن وجه الاشكال فى هذا البيت، و لذا سنجيب عما يكون محتملا فى مراده، بعد التاكيد على ان هذا البيت قد ورد بسند صحيح فى تفسير القمى و بالفاظ مقاربة حيث جاء فيه:







قد كان جبريل بالآيات يونسنا

فغاب عنا و كل الخير محتجب

[تفسير القمى: ج 2، ص 157.

.




و ما يخطر فى البال ان المراد من الاشكال احد امرين:

الاول: ان جبرائيل عليه السلام و هو ملك الوحى المختص بالنزول على الانبياء يزور الزهراء عليهاالسلام و هى مع عظمة مقامها لكنها ليست بنبية، فكيف يصح ذلك؟ و قد مر جواب هذا الايراد مفصلا فى فصل مصدر مصحف فاطمه و عند مناقشة اعتراض «فضل الله» و مؤلف «مسائل عقائدية» حول رواية ابن مسعود ضمن فصل نسبة كتاب الاختصاص. هذا مع انه لا دلالة فى ان النزول كان على شخص الزهراء عليهاالسلام اذ لعله كان بلحاظ آخر كان يكون النزول الى شخص النبى صلى الله عليه و آله و ينسب النزول الى جميع اتباعه و خاصة المقربين لديه كالزهراء عليهاالسلام باعتبار علاقتهم الشديدة بالنبى صلى الله عليه و آله او لنزول الوحى فى بيوتهم، فيكون نزول جبرائيل على النبى صلى الله عليه و آله بمثابة زيارة لهم جميعا. كما ان الوارد فى البيت الذى نقله ابن شهر آشوب كلمة (زائرنا) و لا مانع من القول ان يزور جبرائيل عليه السلام الزهراء و اهل بيت النبى صلى الله عليه و آله فلا ملازمة بين الزيارة و بين النزول و التحدث اليهم.

الثانى: ان بعض روايات مصحف فاطمه تشير الى تحدث جبرائيل عليه السلام مع الزهراء عليهاالسلام بعد وفاة النبى صلى الله عليه و آله مثل صحيحة ابى عبيدة، و هذا البيت يدل على ان جبرائيل قد غاب عن الزهراء عليهاالسلام بوفاة النبى صلى الله عليه و آله، فلابد من الاعراض عن احد الرايين. و يجاب عنه بان لا دليل على ان الزهراء عليهاالسلام قد عنت نفسها بعنوانها الخاص من احتجاب جبرائيل و غيابه، فلعل المقصود هو المسلمون بصفتهم العامة و ما سيلحقهم من حرمان الخير باحتجاب جبرائيل عليه السلام بما ينزله من احكام و تشريعات، اما رواية تفسير القمى الصحيحة فهى تدل بوضوح ان وجه الحرمان يعود الى انقطاع نزول الآيات القرآنية بما تحويه من هدايه و رحمة الهية، و عليه فلا مانع من استمرار نزول جبرائيل عليه السلام الى الزهراء عليهاالسلام فى غير الآيات القرآنية، و قد ذكرنا فى مبحث مصحف فاطمه ان هناك بعض الروايات الصحيحة التى تنفى وجود شى ء من القرآن فى مصحف فاطمه.

الايراد السادس:


ذهب فقهاء الامامية الى ان البكاء على الميت جائز بل راجح فى بعض الاحيان، و فى هذا يقول السيد محمد كاظم الطباطبائى اليزدى:

«يجوز البكاء على الميت و لو كان مع الصوت، بل قد يكون راجحا كما اذا كان مسكنا للحزن و حرقة القلب بشرط ان لا يكون منافيا للرضا بقضاء الله، و لا فرق بين الرحم و غيره، بل قد مر استحباب البكاء على المؤمن، بل يستفاد من بعض الاخبار جواز البكاء على الاليف الضال، و الخبر الذى ينقل من ان الميت يعذب ببكاء اهله ضعيف مناف لقوله تعالى: (و لا تزر وازرة وزر اخرى).

[العروة الوثقى: ج 1، ص 447 ط مكتبة دار الارشاد. و ج 1 ص 329 ط مكتب وكلاء الامام الخمينى، المسالة 1 من فصل فى مكروهات الدفن. وقد اتفق جميع المراجع على هذا الحكم، و سياتى ان للامام الخمينى تعليقا على بعض فقرات النص السابق.

و ذكر السيد الخوئى فى ابحاثه الفقهية ادلة جواز البكاء على الميت بقوله (ثالثا):

«الاخبار الواردة فى ان النبى صلى الله عليه و آله بكى على ابراهيم و قال: «تدمع العين و يحزن القلب و لا نقول ما يسخط الرب»، و بكى صلى الله عليه و آله ايضا على جعفر بن ابى طالب و زيد بن حارثة، و كذلك بكت الصديقه عليهاالسلام على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و على ابيها (صلوات الله عليه و آله)، و بكى على بن الحسين عليه السلام على شهداء الطف مدة مديدة بل عدت الصديقه الطاهره و زين العابدين عليهماالسلام من البكائين الخمسة لكثرة بكائهما، بل ورد الامر بالبكاء عند وجدان الوجد على الميت فى رواية الصيقل، فراجع».

[التنقيح فى شرح العروة الوثقى: ج 9، ص 226.

و كذلك ذهب الفقهاء الى جواز النوح على الميت، و فيه يقول السيد اليزدى: «يجوز النوح على الميت بالنظم و النثر ما لم يتضمن الكذب و مالم يكن مشتملا على الويل و الثبور».

[العروة الوثقى: ج 1، ص 448 ط مكتبة دار الارشاد. و ج 1 ص 329 ط مكتب وكلاء الامام الخمينى، المسالة 2 من فصل فى مكروهات الدفن. و المسالة موضع اتفاق فيما بين المحشين على العروة الوثقى من المراجع العظام، و المراد بالنوح هو زثاء الميت و البكاء عليه، و يتحقق عادة باجتماع الافراد حول النائح و النائحة، و قد قال السيدالخوئى فى ادلة جوازه:

«للاصل و السيرة، كما تقدم فى المسالة السابقة
اى البكاء على الميت
، و لان النياحة لو كانت محرمة لو صلت الينا حرمتها بالتواتر، بل ورد ان فاطمه الزهراء عليهاالسلام ناحت على ابيها صلى الله عليه و آله، و اوصى الباقر الصادق عليهماالسلام بان يقيم عليه النياحة فى منى عشر سنوات... نعم ذهب ابوحمزة والشيخ (قدس سرهما) الى حرمة النياحة، و ادعى الشيخ الاجماع عليها فى مبسوطه، الا ان هذه الدعوى غير قابلة التصديق منه (قدس سره) حيث ان جواز النياحة مما يلتزم به المشهور، فكيف يقوم معه الاجماع على حرمتها؟! و لعله اراد بالنياحة النياحة المرسومة عند العرب، و لا اشكال فى حرمتها لاشتمالها على الكذب، حيث كانوا يصفون الميت باوصاف غير واجد لها فى حياته




ككونه شجاعا او كريما سخيا مع انه جبان او بخيل، و هو كذب حرام. نعم ورد النهى عن النياحة فى جملة من الاخبار، ففى رواية جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: قلت له: ما الجزع؟ قال: «اشد الجزع الصراخ بالويل و العويل و لطم الوجه و الصدر و جز الشعر من النواصى، و من اقام النواحة فقد ترك الصبر و اخذ فى غير طريقه». الا انها ضعيفة السند بابى جميلة المفضل بن صالح على طريق، و به و بسهل بن زياد على طريق آخر... فتحصل ان النياحة الصحيحة امر جائز و لم تثبت كراهته فضلا عن حرمته».

[التنقيح فى شرح العروة الوثقى: كتاب الطهارة، ج 9، ص 229؛ و الموجود فى التنقيح هو: «الا انها ضعيفه السند بابى جميلة مفضل بن عمر»، و لعله من سهو القلم، فان اباجميلة كنية المفضل بن صالح الضعيف، اما المفضل بن عمر فهو ثقة على راى السيد الخوئى و كنيته ابوعبدالله. راجع معجم رجال الحديث: ج 18، ص 286، 292، 303.

.

و قال الشيخ محمد حسن النجفى:

«و لعله من جواز البكاء يستفاد جواز النوح عليه ايضا لملازمته له غالبا، مضافا الى الاخبار المستفيضة حد الاستفاضة المعمول بها فى المشهور بين اصحابنا، بل فى المنتهى الاجماع على جوازه اذا كان بحق، كالاجماع على حرمته اذا كان بباطل، و روى «ان فاطمه عليهاالسلام ناحت على ابيها، فقالت: يا ابتاه من ربه ما ادناه، يا ابتاه الى جبريل انعاه، يا ابتاه اجاب ربا دعاه» كما روى عن على عليه السلام: «انها قبضت من تراب قبر النبى صلى الله عليه و آله فوضعتها على عينها ثم قالت:










ماذا على المشتم تربة احمد ان لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت على مصائب لو انها صبت على الايام صرن لياليا

... و عن الصادق عليه السلام فى الصحيح انه قال: «قال ابى: يا جعفر اوقف لى من مالى كذا و كذا لنوادب تندبنى عشر سنين بمنى ايام منى»، و قد يستفاد منه استحباب ذلك اذا كان المندوب ذا صفات تستحق النشر ليقتدى بها. و عن النبى صلى الله عليه و آله «لما انصرف من وقعة احد الى المدينة سمع من كل دار قتل من اهلها قتيل نوحا، و لم يسمع من دار عمه حمزة، فقال صلى الله عليه و آله: لكن حمزة لا بواكى له، فآلى اهل المدينة ان لا ينوحوا على ميت ولا يبكوه حتى يبداوا بحمزة و ينوحوا عليه و يبكوا، فهم الى اليوم على ذلك» الى غير ذلك من الاخبار الكثيرة الصريحة فى المطلوب».

[جواهر الكلام: ج 4، ص 365.

و قد روى ابن سعد عن ثابت بن انس انه قال: «لما ثقل النبى صلى الله عليه و آله جعل يتغشاه الكرب، فقالت فاطمه: و اكرب ابتاه، فقال لها النبى صلى الله عليه و آله:«ليس على ابيك كرب بعد اليوم! فلما مات رسول الله صلى الله عليه و آله قالت فاطمه عليهاالسلام: يا ابتاه! اجاب ربا دعاه، يا ابتاه! جنة الفردوس ماواه، يا ابتاه! الى جبريل ننعاه، يا ابتاه! من ربه ما ادناه، قال: فلما دفن قالت فاطمه عليهاالسلام:يا انس، اطابت انفسكم ان تحثوا على رسول الله التراب؟».

[الطبقات الكبرى: ج 2، ص 405 ط دار احياء التراث العربى.

.

هذا كله فى البكاء و النوح، اما بالنسبة للجزع- و هو نقيض الصبر- و بعض صوره سواء كان بالبكاء او الصراخ او اللطم، فقد اختلفت كلمة الفقهاء فيه، و بما ان التفصيل فيه سيخرج البحث عما اريد له لذا سنطرح الامر بصورة كلية جامعة.

ذهب معظم الفقهاء الى ان الجزع على الميت- اى عدم الصبر على موته- مكروه الا ان يكون منافيا للرضا بقضاء الله فهو محرم، و فى هذا يقول السيد اليزدى : «و اما البكاء المشتمل على الجزع و عدم الصبر فجائز مالم يكن مقرونا بعدم الرضا بقضاء الله، نعم يوجب حبط الاجر، و لا يبعد كراهته».

[العروة الوثقى: ج 1، ص 448 ط مكتبة دار الارشاد. و ج 1 ص 329 ط مكتب وكلاء الامام الخمينى.

و قد اتفقت كلمات المراجع المعلقين على هذا المتن، و لكن الامام الخمينى ذهب الى عدم حرمة الجزع المنافى للرضا بقضاء الله ايضا، فقد علق على اشتراط السيداليزدى جواز البكاء على الميت بعدم منافاته للرضا بالقضاء بما يلى: «ان كان شرطا للجواز كما يظهر من ذيل كلامه فمحل اشكال بل منع، نعم الرضا بقضاء الله من اشرف صفات المؤمنين بالله، و عدم الرضا بقضائه من نقص الايمان بل العقل، و اما الحرمة فغير ثابتة، نعم يحرم القول المسخط للرب».

[المصدر السابق.

و من الواضح و المعلوم ان الجزع بكلا صورتيه لا يمكن صدوره عن المعصوم كالزهراء عليهاالسلام، فانها لا ترتكب المكروه فضلا عن الحرام بضرورة المذهب، و لكن «فضل الله» قد اختلط عليه الامر فجعل كثرة البكاء من مصاديق الجزع المنافى للصبر اى المكروه، بل جعله من مصاديق الجزع المحرم اى عدم الرضا بقضاء الله، و قد مر علينا بعض ما يفند رايه، و سنذكر المزيد عنه فى الايرادين التاليين.

الايراد السابع:


قام «فضل الله» بخلط كبير بين البكاء و الصبر- مما حدى به الى انكار التاريخ الصحيح ايضا بسبب هذا الخلط و التصور الخاطى-، و اعتبر ان كثرة البكاء- بحيث يستوعب ذلك معظم وقت الزهراء عليهاالسلام- لا ينسجم مع الصبر و التسليم لقضاء الله و قدره، و بمراجعة للسنة الماثورة عن الرسول و اهل بيته (عليهم آلاف التحية و السلام) يتضح فساد هذا التوهم الباطل و ان كثرة البكاء لا تتنافى ابدا مع درجات الايمان.

و قد راينا ان الاستشهاد بكلام السيد عبدالحسين شرف الدين (رضوان الله عليه) فى (المقدمة الزاهرة لكتاب المجالس الفاخرة) يعتبر افضل جواب على مغالطات «فضل الله»، و حديث السيد شرف الدين و ان كان اكثره حول البكاء على الامام الحسين عليه السلام الا انه يؤدى الغرض المطلوب ايضا لان «فضل الله» يتحدث عن اصل فكرة كثرة البكاء و علاقتها بالصبر و ان كان الفقيد بمستوى رسول الله صلى الله عليه و آله ناهيك عمن هو دونه فى المرتبة و الفضل.

/ 42