حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


سيدنا: ان اول علامات المرجعية و العدالة هو التثبت قبل التفوه بكلام يؤدى الى التشهير بالمؤمن لدى الناس...، ان هذا المنشور يمثل خيبة ظن بالمرجعية، و لا ندرى هل هو صحيح فى صدوره عنكم او غير صحيح، فلابد لكم من تكذيبه من خلال مكاتبكم لتمنعوا الذين يكذبون على المرجعية من تشويه صورتها لدى الناس باظهارها بمظهر عدم التثبت و الاساءة الى رموز الاسلام و التشيع و الكلام بما لا يتناسب مع مقامها الرفيع... ان المؤمنين ينتظرون موقفكم قبل اتخاذ الموقف المناسب لذلك».

[راجع الملحق رقم 22.]

و هنا نقطة يحسن التنبيه عليها، و هى ان «فضل الله» و فى اكثر من مناسبة اكد على ضرورة طرح المسائل المختلفة بما فيها الحساسة على طاولة البحث، و ضرورة اطلاع عوام الناس عليها لياخذوا حقهم فى التفكير فيها، و فى نفس الوقت حذر من التعامل الانفعالى مع القضايا لما سيترتب عليه من خلق اجواء منافية لحرية الراى و استقلال التفكير، و حذر على وجه الخصوص من اسلوب الضغط على العلماء، و اشار فى بعض المناسبات الى ان المراجع كانوا يسايرون العوام فيما كانوا متعصبين له، و اشار فى بعض اشرطته المتاخرة ان الحوزة العلمية تخشى مناقشة ما ألف العوام عليه، فقد وجه له البعض السؤال التالى: لماذا لا تكتبون فى مجال تهذيب ما كتب فى السيرة الحسينية او تشرفون على لجنة تقوم بذلك؟ خصوصا و نحن نعيش التحديات الفكرية و السياسية. فاجاب كما فى الشريط المسجل: «اذا احنا (نحن) مجرد اثارة علامة استفهام حول الزهراء... (عبارة غير واضحة) شلون (فكيف) اذا فرضنا اجينا (اتينا) اثرنا علامات استفهام فى اكثر من جانب، مجتمعنا حتى الآن مجتمع لا يملك حرية الفكر، يعنى لا يستطيع المجتمع العام و خصوصا مجتمع الحوزات ما تستطيع ان تناقش قضية درج العوام او درج الناس على ذلك، و مع ذلك بين وقت و آخر نحن عادى (نذكر)، انا اذكر فى الشام بعض الخطباء الطليعيين كانوا يجتمعون عندى فى الشام و يجمعون الروايات، و كنا نناقشها بطريقة نقدية، و لا ادرى هل كتبوا شيئا ام لا».

و لكننا نجده يمارس و يفعل ما اعترض عليه و انتقده! فقد قال حول نجاسة اهل الكتاب: «طبعا اذا القضية راى شخصى، نحن راينا الاجتهادى طهارة اهل الكتاب، لكن المراجع رايهم غير هذا، السيد الخوئى يحتاط احتياط و جوبى، الامام يفتى بالنجاسة، و لهذا المسالة لابد ان يكون هناك محاولة طلب من المراجع بان يتساهلوا فى ذلك قليلا».

[مجلة الموسم، العدد 21، السؤال 523، و راجع الملحق رقم 29.] و قال ايضا: «و لحل المشكلة يجب اقناع المراجع للافتاء بطهارتهم».

[نفس المصدر، السؤال 522.]

و هذا النحو من التعامل مع الفقه و احكامه يعكس بعض ذهنية «فضل الله» و طبيعة نظرته للشرع، فهل الامر خاضع للاستدلال و العلمى و الحجة الشرعية، ام المسالة شخصية لا ينبغى ان تخلق مشكلة! و تتبع التساهل و تقتضى المطالبة؟!

عدم الغيرة على الدين


قال فى جوابه الثانى: «اننى اعتقد ان اثارة مثل هذه المسالة التى مضى عليها وقت طويل فى مجلس محدود حتى انها ليست معروفة لدينا فى لبنان بشكل عام لم ينطلق من غيرة على الزهراء عليهاالسلام».

و قال فى العدد 18 من نشرة «فكر و ثقافة» و بتاريخ 19/ 10/ 1996: «انا اقول لكم باننى مستعد ان استقبل هؤلاء الاشخاص الذين يثيرون هذه القضايا فى جلسة عامة او خاصة، و ليتحدثوا بكل شى ء، لكننى اؤكد ان المقصود ليس الحقيقة و لا الدفاع عن مظلومية الزهراء عليهاالسلام».

ان من المثير للغرابة ان «فضل الله» الذى يدعو الى الموضوعية فى البحث و الطرح العلمى يجزم هنا و يقول: «اننى اعتقد»، و «لكننى اؤكد» مع ان ذلك من خفايا النفوس و بواطنها التى لا يعلمها الا الله سبحانه، و ظواهر الامور كلها تسير فى اتجاه تفانى الشيعة فى سبيل معتقداتهم و احترامهم لمقدساتهم، اما كلام «فضل الله» فانه يسير فى عكس هذا الاتجاه، فهو المطالب بابراز الدليل القاطع على صدق دعواه.

لقد ابدى الشيعة و على مر العصور حساسية شديدة فى كل ما يمس عقائدهم و مقدساتهم، خصوصا ما يتعلق بالمعصومين عليهم السلام، حتى ان التاريخ يحدثنا عن حدوث مجازر متعددة فى بغداد لسنوات متواصلة لاصرار الشيعة على اظهار مواكب التعزية و الشبيه فى يوم العاشر من المحرم.

[الكامل فى التاريخ، احداث سنة 441 ه، 443 ه.]

لقد الهم الشيعة- حرسهم الله- و جبلوا على هذا التقديس و الاحترام و الحب لاهل البيت، و لو لا هذا الحب و انعكاساته التى تظهر فى الشعائر و الطقوس الخاصة، لما بقى من الدين شى ء، فهل يتصور «فضل الله» ان يلج هذا المعترك الصعب و المرقى العسير دون ان يناله كلم و يؤرقه طارق؟ «فمن قال ما لا ينبغى سمع ما لا يشتهى»، فها هو يتعرض لاكبر الحرمات و يمس اعز المقدسات، دون ادلة و لا منهج علمى، ثم ينتظر ان لا يعتنى الشيعة و لا يكترثون لما يقول! او تراه كان ينتظر التحسين و التاييد و التطييب!؟ «و من يزرع الشوك لا يحصد به العنبا».

التحريف و الكذب


قال فى جوابه الرابع: «و لكن بعض الناس حاولوا ان يثيروا هذه المواضيع بعيدا عن تقوى الله ليحرفوا الكلم عن مواضعه من دون تحقيق و تدقيق».

و قال فى جوابه الخامس: «و احب ان يكون تعليقى الاول على مثل هذه القضايا و ما يثار حولها ان نلتفت الى قوله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، و الى قوله ايضا: (و لا تقف

ما ليس لك به علم ان السمع و البصر و الفؤاد كل اؤلئك كان عنه مسئولا)... و لكن ماذا نفعل و يوجد حولنا اناس يصطادون فى الماء العكر و يستغلون عواطف الناس و غرائزهم و ايمانهم، و حتى لو كان ذلك عن طريق الكذب و التحريف».

قال فى الشريط المسجل: «و فى الواقع ان بعض الناس مولعون بان يكذبوا على، و بعض الناس مولعون بان يتحدثوا بطريقة غير مسؤولة...».

و قال فى الشريط المسجل: «انا ما اثرت هذه المسالة اساسا، مسالة هنا فى المسجد فيه نساء كانوا موجودين، مثقفات حكت و انتهت، الى (الذين) اثاروا هذه المسالة و اخذوا هذا الشريط و اخذوا يشهرون فى ايران و غيرها هم الذين اساءوا، (اذا كان) فى هذا اساءة؟! هم الذين اساءوا، المخابرات شو (ما هو) شغلهم؟ تستفيد من هؤلاء الناس السذج! هؤلاء الناس فيها مشايخ!! فى اناس يكذبون، هذا كذب، كذاب هذا، الولاية التكوينية ما هى؟ نحن نقول، الولاية التكوينية معناها، بعض الناس يقول ان الانبياء و الائمة مشاركين الله، مثلما الله ولى الكون فهم اولياء الكون، و قد جعلهم الله كذلك، نحن نقول اللى (الذى) الله سبحانه و تعالى، لما الله هو ولى الكون فمعناه انه الله مكفى، كفى (امر) الكون فما فيه حاجة، انت اجعل ولى، القاصر تجعل له ولى، و لكن عندما الله ولى! و لكنه قضية انه هم اولياء الكون، لا مش (غير) اولياء بمعنى انه يمكن ان يجعلهم و لكن ما فيه ضرورة، لان الله ولى الكون و هو الذى يدبره فلا يحتاج لان يجعل واحدا ثانيا يدبر الكون... هذه قضية فلسفية اساسا!! ما احد يعرفها!! و لا كذا، و لا شو اسمه هذا... هذا الطرح اللى هو موجود، ولكن بعض الناس يكذبون و يكذبون و يكذبون و (ما) يصير دائما احنا (نحن)، هذا فلان يحكى هيك (هكذا) و فلان تعال رد، لا مش مستعدين نرد على حدة (احد)».

و بعد ان اعترف بان عواطف الناس و مشاعرها فى اتجاه معاكس لما قاله، فقد وجه تهمة لمخالفيه و رماهم بالكذب مع تاكيده على ان فيهم مشايخ و علماء! بينما ابقى نفسه فى مساحة تنزهه عن المحاسبة و المؤاخذة. على ان التهمة التى نسبها لخصومه و استشهد على اثرها بالآيتين المباركتين كزجر و ملامة لهم... لربما كانت تنطلى لو كان قد قال ما قال فى مجلس خاص و بمحضر عدد محدود بحيث يمكن له التنصل منه، اما و قد ذكره فى الاشرطة المسجلة فهو امر لا يقبل التحريف و الكذب، فهل يعنى من كلامه انه لم يشكك فى كسر ضلع الزهراء و اسقاط جنينها و كثرة بكائها عليهاالسلام؟ ام انه لم يعتبر البحث عن تفضيل الزهراء على السيدة مريم عليهاالسلام ترفا فكريا سخيفا! ام انه لم ينكر ان المقصود من قوله تعالى: (و من عنده علم الكتاب) هو الامام على عليه السلام؟ فهل يعتبر نقل كلامه و البناء على نتائج ذلك الكلام اصطيادا فى الماء العكر و استغلالا لمشاعر الناس؟ ثم لماذا لا يعتبر ما نسبه الى الشهيد الصدر نوعا من تحريف الكلم عن مواضعه و عدم التدقيق فى كلامه (رضوان الله عليه)؟

و من هنا فاننا ندعو ذلك البعض الذى دافع عن «فضل الله» بتحرى الدقة فى اختيار الكلمات، فالقول ان «السيد محمد حسين فضل الله يدحض الشائعة» او «رد سماحة فضل الله حول بعض الافتراءات» لا ينسجم ابدا مع الواقع و الحقيقة المسلمة بان ما نسب اليه انما هو عين كلامه المسجل بصوته او المدون بخطه او المطبوع فى الكتب المؤلفة باسمه او المنشور فى المجلات و الصحف المشهورة من غير انكار منه و ليس شائعة او افتراء، و كان الجدير بهؤلاء ان يقولوا: «فضل الله» يوضح ما قاله و يبين حقيقة موقفه».

كما ندعو «فضل الله» نفسه الى ذلك، فالاكثار من عبارات: (ربما، و قد) لا يمكن ان يعتبر تغييرا فى الموقف، كما انه يكشف احيانا عن وسيلة لتغطية الجهل، و على سبيل المثال، ما معنى هذه العبارة الواردة فى الجواب الثالث: «و ربما تنقل بعض الاحاديث ان ولدها الحسن و هو طفل صغير كان ينقل اليها ما يسمعه من جده رسول الله فتكتبه»، لان الرواية اما ان تكون واردة بهذا المضمون فلا داعى لكلمة (ربما) او ان لا تكون واردة فوضعها يعتبر نوعا من التدليس لان هذا الاسلوب سيفتح بابا واسعا كبيرا من الافتراءات و الروايات التى لا وجود لها فى اى مصدر بحجة (ربما) و (لعلما).

اما ما ذكره «فضل الله» حول الولاية التكوينية ففيه تصوير خاطى لحجة الذاهبين الى اثباتها حيث جعل الاثبات ملازما للقول بوجود من يشارك الله فى تدبير الكون- و هو نفس الخطا الذى وقع فيه مؤلف «مسائل عقائدية» كما اسلفنا-، كما ان من الغريب اعتباره اياها من المسائل الفلسفية التى لا يعرفها احد!! و لكن ليس هذا مقام الحديث حولها فسنوكل البحث فيها الى كتاب لاحق بحول الله و قوته.

التحريف وفقا للظروف!


ثم ان هنا نقطة هامة جدا قذف «فضل الله» خصومه بها، و هى التحريف، و كان الاولى به ان يبرا نفسه و اتباعه منها اولا. فقد لا حظنا انه تم تحريف كلام «فضل الله» فى عدة اصدارات تابعة له او محسوبة عليه اما ماديا او فكريا وفقا للظروف المستجدة، فكل ظرف يناسبه حديث خاص! و من موارد التحريف و الحذف ما يلى:

1- التناقض الموجود فى نقل خطبته فى مسجد الشهيد الصدر فى مدينة قم المقدسة بتاريخ 21 شعبان 1414 ه حول مظلومية الزهراء بين مجلة «قضايا اسلامية» و بين «نشرة بينات». فقد نقلت نشرة «بينات» الصادرة بتاريخ 16/ 5/ 1997 نص خطبته بالشكل التالى: «و عندما انطلقوا كى ياخذوا عليا عليه السلام وقفت عليهاالسلام وعانت الكثير، و حفل التاريخ باحاديث و روايات تنوعت من انها ضربت و اسقط جنينها و انها و انه... و روايات اختلفت عن ذلك، لكنها لا تنفى الاساءة الى حرمتها و حرمة بيت النبوة بالهجوم عليه و التهديد باحراقه حتى لو كانت فاطمه عليهاالسلام فى داخله، و لكن الزهراء عليهاالسلام بقيت شامخة قوية اصيلة رسالية».

اما مجلة «قضايا اسلامية» فى عددها الاول الصادر عام 1415 ه 1995 م فقد نقلته هكذا: «و عندما انطلقوا من اجل ان ياخذوا عليا عليه السلام وقفت و عانت الكثير، و حفل التاريخ و الحديث و تظافرت الروايات من انها ضربت و انها اسقطت و انها... و انها... و لكن الزهراء بقيت عليهاالسلام شامخة... قوية... اصيلة... رسالية».

[راجع الملحق رق 23 و 24.]

فانظر الفرق بين كلمتى «تنوعت» و «تظافرت» و انظر اضافة «و روايات اختلفت عن ذلك، لكنها لا تنفى الاساءة الى حرمتها و حرمة بيت النبوة بالهجوم عليه و التهديد باحراقه حتى لو كانت فاطمه عليهاالسلام فى داخله»، و لكن بعد مراجعتى مباشرة الى الشريط المسجل تبين لى ان النص المنقول فى مجلة «قضايا اسلامية» هو النص الصحيح و ان التحريف وقع فى نشرة «بينات» وفقا لمتطلبات الساعة! حيث ان «فضل الله» كان قد قال ما قال لانه كان فى مواجهة للحملة الموجهة ضده و لذلك تحدث بطريقة فيها تخفيف من طبيعة الموضوع كما صرح بذلك شخصيا! اما عندما تضعف الحملة فانه لا مانع من الرجوع الى الراى الحقيقى و تحريف كلمة سابقة القيت فى ظرف خاص لان الموانع قد ارتفعت! و من هنا نعرف السر فى قول آية الله العظمى الوحيد الخراسانى فى جوابه عن سؤال وجه له بهذا الخصوص، و جاء فيه:

ما هو الحكم الشرعى فيمن يطلق هذه المقولات ثم يرجع عنها حينما يواجه باستنكار من الحوزات العلمية و جمهور المؤمنين ثم اذا هدات الامور عاد الى مقولاته الاولى مدعيا انه «لم يكن اعتذارا و لكن كان مواجهة للحملة الظالمة التى كادت ان تتحول الى فتنة»؟

فكان مما قاله فى الجواب: «و لا يكفى التراجع لدى بعض الناس فان التوبة من كل ذنب بحسبه، فان تابوا بما يناسب ذنوبهم و الا فلا ريب فى انهم من الضالين المضلين، و نستجير بالله ان يكون التراجع كما فى السؤال خوفا و نفاقا، (فلما راوا باسنا قالوا آمنا)، (و اذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا و اذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤن)».

[راجع الملحق رقم 12.]

2- الحذف الواقع فى نسخة الجزء الاول من كتاب «الندوة» فى طبعتها الثانية الصادرة فى مدينة قم المقدسة عام 1997 م، حيث تم اقتطاع ما يقرب من الصحفة عن النسخة الصادرة فى بيروت من نفس العام. و المقطع المحذوف من الكتاب فى النسخة المطبوعة فى مدينة قم عبارة عن الآتى:

«الاجابات الموجزة: هناك اجابات موجزة و مقتضبة و ربما غير شافية على اسئلة قد يتوقع السائلون الافاضة فيها او المزيد من التفصيل، كيف تعالجون مثل هذا الخلل؟ (فاجاب): من الممكن ان تكون الافاضة فى الجواب- فى بعض الحالات- مثيرة

لبعض الحساسيات الاجتماعية التى لا مصلحة فى اثارتها، و ربما تاتى الفرصة مرة ثانية للدخول فى التفاصيل فى ظروف اخرى، او لمبادرة السائل للسؤال من جديد بشكل خاص.

الاسئلة الاستدراجية: هناك اسئلة يمكن ان اصطلح عليها ب«الاستدراجية» يبدو الغرض منها الحصول على ما يمكن ان يسميه الآخرون ب«الاشكالات»، كيف تتعاملون مع هذا اللون من الاسئلة؟ (فاجاب): اننى احاول ابعاد اجواء الاجابة عن (مؤامرة) الاستدراج بالتاكيد على الفكرة فى اطارها المعقول».

[الندوة: ج 1، ص 11 ط دار الملاك فى بيروت؛ و ص 14 ط قم. و راجع الملحق رقم 25 و 26.] و كذلك تم تحريف و حذف مقطع فى الطبعة الثانية، حيث حذفت عبارة «اطلقتم شعار لا مقدسات فى الحوار» و تم استبدال عنوان السؤال من «لا مقدسات فى الحوار» الى «آفاق الحوار».

[الندوة: ج 1، ص 8 ط بيروت؛ و ص 12 ط قم.] و لا يخفى السر فى حذف هذه المقاطع بالذات، فهى تكشف عن انه يخفى حقيقة آرائه و يذكرها بشكل خاص لمن يزوره شخصيا و يختلى به، باعتبار اثارتها للحساسيات الاجتماعية! و لذا يطرح الفكرة حاليا ضمن اطارها المعقول! و هذا ما يتنافى مع ما تبجح به و فى اكثر من مناسبة من انه يطرح آراءه و لا يخشى شيئا و ان صدمت افكاره الذهنية العامة. و لا ادرى بعد كل هذا التحريف و التلاعب فى كلمات «فضل الله» هل يقبل تبريره بان صاحب المطبعة التى يملكها هو شخصيا دس فى تفسيره رواية الطبرى التى جاء فيها ان الآية (لا تقربوا الصلاة و انتم سكارى) نزلت فى اميرالمؤمنين عليه السلام؟!

تنفيذ مخطط المخابرات الاستكبارية


قال فى جوابه الثانى: «اننى اخشى ان يكون وراء هذه الحملة اجهزة مخابراتية تعمل على ارباك الواقع الاسلامى لا سيما فى الظروف الحاضرة التى يخوض فيها المسلمون المعركة الصعبة ضد الاستكبار الامريكى و نخوض فيها فى لبنان المعركة ضد اسرائيل».

و قال فى جوابه الخامس: «لم اكن احب الاجابة على مثل هذه المسالة، و لكننى اشعر- و نحن فى ساحة المعركة مع الاستكبار العالمى و اسرائيل- ان هناك خطا مخابراتيا يتحرك من خلال اجهزة المخابرات الدولية و المحلية، بالاضافة الى ان بعض الصحف اللبنانية تقوم بحملة من اجل ارباك الحالة الاسلامية و تشويش الجو الاسلامى و تعقيد اوضاعه، من خلال ما تبثه من كلمات بين المسلمين حتى تبعدهم عن قضاياهم الاساسية بما تروجه من القيل و القال. و من الواضح ان الهم العالمى لابعاد المسلمين عن قضاياهم التى تتعلق بمصيرهم و اهدافهم امتد الى اكثر من بلد من البلدان الاسلامية و خاصة فى لبنان و فى بعض المواضع من الجمهورية اسلامية... لان مثل هؤلاء يريدون ان يربكوا الساحة الاسلامية بكل اكاذيبهم و اضاليلهم و انا لا استطيع ان اثق

بانهم لا يخضعون لاجواء المخابرات المركزية الامريكية و غير الامريكية، و لا اجزم بذلك، و لكن هذا هو اسلوب المخابرات، و انتم تعرفون اسلوب هذه المجلة (الشراع المخابراتية) والتى تحاول خلق الفتن و الشقاق بين الشيعة».

و قال فى الشريط المسجل: «انا ما اثرت هذه المسالة اساسا، مسالة هنا فى المسجد فيه نساء كانوا موجودين، مثقفات حكت و انتهت، اللى (الذين) اثاروا هذه المسالة و اخذوا هذا الشريط و اخذوا يشهرون فى ايران و غيرها هم الدين اساءوا، (اذا كان) فى هذا اساءة؟! هم الذين اساءوا، المخابرات شو (ما هو) شغلهم؟ تستفيد من هؤلاء الناس السذج! هؤلاء الناس فيها مشايخ!!... لكن انا المسالة انه فى الواقع جاى اشوف فيه تخلف موجود فى الذهنيات عندنا، و جاى اشوف فيه نوع من انواع المخابرات عم تدخل (آخذة فى الدخول) علينا من خلال امثال هؤلاء الاشخاص».

و قال فى الشريط المسجل: «فى الواقع ان بعض الناس مولعون بان يكذبوا على، و بعض الناس مولعون بان يتحدثوا بطريقة غير مسؤولة، و انا لا استطيع ان افسر ذلك- هذا الالحاح- الا بوجود علاقات لمثل هؤلاء الاشخاص بالمخابرات، لانه اذا كان هؤلاء الاشخاص جادين فى هذا، اولا: ما هى المصلحة فى ارباك الحالة الاسلامية بهذه الامور؟ ثانيا: اذا كانوا صادقين فى اخلاصهم للزهراء فعليهم ان ياتوا و يناقشوا لاننى انا كما عودتكم اتحدث فى الهواء الطلق، الآن يذاع بالاذاعة راسا و اجيب عن كل سؤال، كما اننى انا استقبل اى انسان فى بيتى ليناقشنى فى كل شى ء، و لذلك بعض الناس يحاولون ان يستغفلوا بعض الطيبين و يثيروا هذا».

و قال فى العدد 18 من نشرة «فكر و ثقافة» و بتاريخ 19/ 10/ 1996: «انها قصة صغيرة و فى مجلس خاص قام احدهم بنشره، و لست انا الذى اثرته و لا نشرته و لا شجعته، و لكن هناك حملة تمتد من قم الى الشام الى... هذا ليس طبيعيا ابدا، لماذا الشخص الذى يتحدث لم يات و يسالنى، انا اقول لكم باننى مستعد ان استقبل هؤلاء الاشخاص الذين يثيرون هذه القضايا فى جلسة عامة او خاصة، و ليتحدثوا بكل شى ء، لكننى اؤكد ان المقصود ليس الحقيقة و لا الدفاع عن مظلومية الزهراء عليهاالسلام، بل المقصود من هذه الاثارات هو محاربة من يقف فى وجه الاستكبار العالمى و فى وجه اسرائيل و فى وجه امريكا، و انا اتحمل مسؤولية ما اقول لاننى اعرف خطوط المخابرات، و كيف تتحرك فقد عايشتها منذ ثلاثين سنة...».

و قال فى العدد 36 من نشرة «بينات» الصادرة بتاريخ 20/ 6/ 1997: «... انهم- و للاسف- يشغلون الساحة بامور هامشية ليست من قلب الواقع الاسلامى، و بذلك يخدمون المخابرات الدولية التى تكيد للاسلام و المسلمين من حيث لا يشعرون، و انا لا اتهم احدا بذلك و لكننى اقول قد نخدم المخابرات مجانا من خلال بعض العقد النفسية».

و لنا عدة ملاحظات على هذا الكلام:

اولا: اول ما يلفت النظر فى هذه التهمة انه لم يعط فيها حدا فاصلا، فهو يتكلم عنها باسلوب متردد كمن «يقدم رجلا و يؤخر اخرى»، فهو يقول: (اننى اخشى)، (و لكننى اشعر)، (و انا لا استطيع ان اثق... و لا اجزم بذلك)، و اذا كان الامر كذلك فلماذا تثار مثل هذه التهمة التى تشوش سمعة كل من يعارضه و يخالفه و تضعه فى دائرة المخابرات الامريكية و غيرها؟! الا ينطبق قول الله تعالى (ان بعض الظن اثم) على هذه التهمة حيث انه يتحدث عنها من غير علم و يقين كما هى صريح عباراته؟ نعم فى نشرة «فكر و ثقافة» صرح بان هدف خصومه من هذه الاثارات هو «محاربة من يقف فى وجه الاستكبار العالمى و فى وجه اسرائيل و فى وجه امريكا»، ثم اضاف: «و انا اتحمل مسؤولية ما اقول لاننى اعرف خطوط المخابرات، وكيف تتحرك»، و هذا امر يوكل حسابه عليه يوم القيامة حيث لا تخفى على الله خافية، و ليعد لذلك جوابا. و بعد هذا، فاين هى تقوى الله التى يدعو اليها؟! و اين هى حدود الله التى يتكلم عنها و قد اتهم خصومه بالكذب و الغوغائية و الفسق و عدم الغيرة على الدين و اخيرا العمالة و تنفيذ مخطط المخابرات الاستكبارية؟! و خلاصة الامر انه ارتكب خطا عظيما يمس عقيدة التشيع، فواجهته روح التشيع و حسه العالى من اصحاب الغيرة و التقوى حتى ممن كان يعتبر سابقا من المعجبين به. و اين ذلك من المخططات التى يتحدث عنها؟!

ثانيا: عدم التمييز بين معارضيه، فهو يخلط بين الذين وقفوا دفاعا عن دينهم و معتقداتهم و بين بعض الصحف اللبنانية التى لا شغل لها سوى اثارة الفتن و الطعن فى العلماء و السعى لاثارة الاختلاف بين المسلمين كمجلة الشراع، و عندما يتحدث عن معارضيه عموما يصفهم بعبارة شاملة لا تفرق بين المؤمن و غيره، و كان خيرا له ان يفترض ان معارضيه كانت لهم نوايا سليمة و قاموا بهذا العمل عن وعى و دراية، و على اقل تقدير كان المفروض ان يسمح لهم بهذا الاجتهاد كما سمح لنفسه بذلك.

ثالثا: حاول «فضل الله» القاء المسؤولية على الآخرين فى الاساءة الى الزهراء عليهاالسلام عبر تشهيرهم بكلامه فى مغالطة مضحكة و هروب فاشل من تبعات ما بدر منه، و هو فى هذا قريب ممن يقول: ان سب النبى صلى الله عليه و آله و اهانة شخصه الكريم تقع على عاتق الذين شهروا بسلمان رشدى و كتابه و جعلوا من قضيته قضية عالمية بعد ان كانت قضية مجهولة و محدودة.

رابعا: دعا «فضل الله» الى الحضور عنده لمناقشته حول آرائه، و هو فى ذلك يذكرنا بقصة من اعتدى على آخر بالشتم و الضرب فى الملا ثم دعاه الى بيته خلف الابواب المغلقة ليعتذر عما بدر منه، مع فارق آخر و هو ان «فضل الله» مازال يصر على رايه بعد مراسلات عديدة مع علماء و محققين و بعد استفتاءات لمراجع تقليد و بعد حوارات متعددة و بعد كل الاعتراضات و الاحتجاجات من الجماهير و الشخصيات، فهل يريد

«فضل الله» عبر دعوته للحضور عنده ان يتحاور بالاسلوب العلمى و يعلن تراجعه عن آرائه المنحرفة ام ليحجم من مستوى الاعتراض عليه؟ اما اذا كان مستعدا للحوار العلنى وفق مبدا تكافؤ الفرص فان العشرات من العلماء و الفضلاء مستعدون للحوار لاظهار مدى زيف مدعياته و تهافتها و بيان المستوى العلمى الحقيقى لقائلها، و حينها سيسقط كل ما بيديه اذ سيزاح الستار عن الحقيقة، «و عند الرهان تعرف السوابق».

خامسا: عرض «فضل الله» نفسه و كانه الوحيد الذى يحركه الحرص على مسالة الصراع مع الاستكبار العالمى و اسرائيل و الايحاء بان خصومه غير مهتمين بذلك، فى محاولة فاشلة للتهرب من تبعات ما قام به و بادر اليه فى حديثه، لانه ان كان حريصا بالفعل على قضية استمرارية الصراع فلماذا بادر الى طرح مثل هذا الموضوع الحساس الذى كان من الطبيعى ان يخلق كل هذه التبعات؟ و ان كانت المسؤولية فى ارباك الواقع الاسلامى و اشغال المجتمع بمثل هذه القضية فى مثل هذه الظروف العصيبة تتوجه الى احد فهى متوجهة الى شخصه اولا، اما السكوت امام البدعة فى الدين و امام الضلالات التى يطرحها مع الخوف من تاثيرها- و كما حدث بالفعل مع بعض المخدوعين- فهو امر لم يكن ممكنا، هذا كله مع تحفظنا الشديد على الصورة غير الواقعية التى يحاول «فضل الله» خلقها عن دوره فى مواجهة الاستكبار، و لا يسع المجال حاليا للخوض فى ذلك، و لعل الايام كفلية بالكشف عن واقع الامر.

ان الامام الخمينى (رضوان الله تعالى عليه) عندما اصدر فتواه بارتداد سلمان رشدى و وجوب قتله، و كذلك تلك الفتاة التى تجاسرت على الزهراء عليهاالسلام لم يعتبر ذلك متنافيا مع مسالة الصراع ضد الاستكبار، بل اعتبره محور الصراع مع الكفر. يقول الامام الخمينى (رضوان الله عليه): «ان حربنا اليوم حرب عقائدية و هى لا تعرف الجغرافيا و الحدود»،

[صحيفه نور: ج 20، 236.] و لذا فان اهمية الجهاد تبرز لانها فى خدمة العقائد الاسلامية الحقة و وسيلة لانتشارها و تطبيقها. ثم ماذا يقول «فضل الله» عن خيرة شباب المقاومة الاسلامية فى وجه الاحتلال الاسرائيلى حينما تحرك لمنعهم عن المسيرة التى انطلقت لزيارة السيدة زينب عليهاالسلام مشيا بمناسبة يوم الاربعين قبل عدة اعوام، و قد قال فى الشريط المسجل مبينا لسبب موقفه منهم: «لابد ان بعضكم سمع تعليقى فى اجوبة عن الاسئلة يوم الجمعة فى اجوبة الاخوات حول المسيرة التى ذهبت الى السيدة زينب عليهاالسلام، انا عرفت (ان) بعض الناس (يقول) كيف تعارض؟ واحد رايح للسيدة زينب، مثلما فى العراق يروحون من المدن العراقية مشيا الى قبر الحسين عليه السلام، مثلما حج الامام الحسن الى بيت الله الحرام ماشيا خمسا و عشرين سنة مثلا، فكيف انه تعارض هذا الشى ء؟... و انا قلت للاخوات: هيك عادات بتصير (لا يصح ان تقع)! فى الآن من عادات من تقاليد عاشوراء فى ايران التى صارت اخيرا «مسيرة الكلاب»! كيف يعنى؟

جماعة بدهم (يريدون) يحزنوا على الحسين، باى طريقة؟ بيزحفوا زحف الكلاب حتى يوصلوا الى مقام الامام الرضا و ينبحوا نباح الكلاب!! و الله حزنا على الامام الحسين! كثير منيحة (جيدة) هذا!! هالجماعة بكرة بيعجبهم ان ينهقوا نهق الحمير حزنا على الحسين او ما اشبه ذلك، و بكرة هم يصير عندنا جماعة بدهم يعملوا مسيرة للست خولة و مسيرة للنبى ايل و مسيرة للنبى شيث، شو بيخلصها (الى اين تنتهى) هذه؟!».

فهل انهم قاموا بذلك تنفيذا لمخطط المخابرات المركزية الامريكية بحيث استدعى منه هذا الموقف؟ و لماذا لم نسمع من «فضل الله» كلمة ادانة لابناء الامام الخمينى المخلصين «البسيج» حينما عادوا من الاسر و توجهوا الى ضريحه زحفا و هم يبكون حزنا و شوقا حيث عرض فى تلفزيون الجمهورية الاسلامية و اعتبر ذلك من مظاهر اخلاص «البسيج» لقائدهم؟! و لماذا لم يستنكر على المئات بل الالوف الذين قدموا الى تشييع الامام الخمينى (قدس سره) و مرقده من مختلف المدن الايرانية فى مسيرات متعددة مشيا على الاقدام، هذه المسيرات التى حظيت بالاستحسان لما تعبر عن الوفاء و الحب و الاخلاص للشخص و الخط؟ فلماذا لا يكون الامر كذلك مع زينب بنت اميرالمؤمنين عليه السلام التى حفظت نهضة الحسين عليه السلام و ذاقت ذال الاسر من اجل دين جدها رسول الله صلى الله عليه و آله؟ ام انه يعتبر ان الامام الخمينى (رضوان الله عليه) يستحق من اظهار الاخلاص و المحبة اكثر مما تستحقه زينب عليهاالسلام؟

و لنا همسة صغيرة لمؤلف «هوامش نقدية» حين ادعى ان كتاب «ماساة الزهراء» للسيد جعفر مرتضى مشبع بالشتائم، و لم يستطع بعد ان اجهد نفسه فى البحث الا ان ياتى بمورد واحد و هو استخدامه لكلمة «الحاقدين و الموتورين»، و هى قد جاءت فى سياق انتقاده لما نسب الى كتاب الاسناد من ان فاطمه الزهراء عليهاالسلام اسقطت المحسن عليه السلام لفرط جزعها، و لكنه تناسى ما فى كلام صاحبه من تشبيه من يخالفهم بالفاظ نجل عن ذكرها! و لا ننسى ان نذكر مؤلف الهوامش بما وجهه للعلامة السيد جعفر مرتضى من نهم رخيصة يجل شانه عنها كالتزوير و التدليس و الافتراء و الدهاء و ان تاليف كتابه «ماساة الزهراء» كان لتصفية الحسابات و لدخول «فضل الله» فى المرجعية.

[راجع هوامش نقدية: ص 45، 61، 81، 85.]

ثم لنفترض ان «فضل الله» مهتم بما يعبر عنه بالقضايا الكبيرة، فهل ان هذا يسمح له ان يتعرض للقضايا الصغيرة- حسب زعمه- و بشكل يثير حفيظة حتى التقليديين و يخلق مشكلة داخلية كبيرة فى صميم المجتمع الشيعى و تشمل كل ارجائه، فيكون فى احسن الاحوال كمن «يبنى قصرا و يهدم مصرا».

و لماذا تكون الاجابة عن الانحرافات و الدفاع عن العقيدة الحقة «خيانة للامة لانها تتسبب فى اثارة الفتنة لا سيما فى الاوضاع التى تعيش فيها الامة اخطر ازماتها» و لا يكون اثارة الانحرافات و الاصرار على الباطل فيها مصداقا لذلك؟!

/ 42