حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فالمعرفة بما فى ذلك معرفة مقامات اهل البيت عليهم السلام و افضليتهم من غيرهم من عوامل تفاضل الافراد فى الايمان، و ان التفضيل فى حقيقة الامر ليكشف عن مدى وجود صفات الكمال فى الفاضل اكثر من المفضول، و فى هذا دعوة للانجذاب نحو الكمال اكثر و كذلك تمييز موجبات الكمال على اقل تقدير ان لم يتحرك الانسان بنفسه نحو الكمال، و ان ذلك سيعينه يوما اذا ما ارتفعت الموانع لميل و القرب من الكمال.

و لو لا حظنا الحياة الانسانية لوجدناها قائمة على ذلك فانك اذا عرفت ان هذا الشخص صاحب علم غزير تنجذب نحوه، فان عرفت ان علومه متنوعه و ينقنها جميعا ازداد اعجابك به، و ان علمت مع هذا انه صاحب عبادة و تهجد و زهد و ورع اثرت شخصيته فيك بحيث تقوم بتقليد سلوكه، و هكذا كلما وجدت فيه عنصرا من عناصر الكمال اشتد شغفك فى متابعته كاسوة لك فى حياتك، بل ان نفس معرفتك بعناصر الكمال فيه لها فى حد ذاتها قيمة ايجابية و ان لم يقارنها العمل فعلا ، لانها ستعينك يوما ان اردت ان تسير فى طريق الخير و الهدى، اما من لا يعرف تلك العناصر فهو كمن قال فيه الامام الصادق عليه السلام: «العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريقلا تزيده سرعة السير الا بعدا».

[الكافى: ج 1، ص 43.]

و على هذا الاساس فما نجده فى كلمات فضل الله من اعتبار التطرق لبعض الاحاديث الدالة على تفضيل اميرالمؤمنين و الزهراء عليهاالسلام من فضول الكلام منشؤه عدم تشخيصه لاهمية المعرفة و تاثيرها فى الايمان و السلوك العملى.

ما لا نحتاجه من الجوانب الغيبية فى زواجها... !


و من هذا القبيل ايضا ما ذكره من اسهاب التاريخ فيما لا نحتاجه من الجوانب الغيبية من زواجها، فانه غفلة عن ان اى شكل من اشكال التكريم لدى البشر فى عصرنا الحالى يمثل نوعا من انواع التقدير للشخص لحيازته بعض الخصوصيات التى يمتاز بها عن غيره، و نلاحظ انه لو تم تكريم فنان او لاعب رياضى او ما شاكلهم فان انعكاس هذا التكريم يظهر تلقائيا فى سلوك المعجبين و محاولتهم لتقليده، فكيف يكون الحال فيما لو كان التكريم من قبل الله تعالى للشخص؟ مع فارق لا يقبل القياس ابدا فى شكل التكريم و محتواه و نوعيته فمن الطبيعى انه سيترك آثاره فى سلوك الانسان المؤمن لانه سيجعل المرء اكثر جبا و تعلقا بالمفضل و الممدوح.

و قد روى الشيخ الصدوق بسند صحيح عن محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، قال: حدثنى سعدبن عبدالله، قال: حدثنى احمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنى على بن الحكم، قال: حدثنى الحسين بن ابى العلاء، عن الصادق جعفر بن محمد، عن ابيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال اميرالمؤمنين عليه السلام: «دخلت ام ايمن على النبى صلى الله عليه و آله و فى ملحفتها شى ء، فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله: ما معك يا ام ايمن؟ فقالت: ان فلانة

املكوها فنثروا عليها فاخذت من نثارها، ثم بكت ام ايمن و قالت: يا رسول الله فاطمه زوجتها و لم تنثر عليها شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: يا ام ايمن لم تكذبين، فان الله تبارك و تعالى لما زوجت فاطمه عليا امر اشجار الجنة ان تنثر عليهم من حليها و حللها و ياقوتها و درها و زمردها و استبرقها فاخذوا منها ما لا يعلمون، و لقد نحل الله طوبى فى مهر فاطمه صلوات الله عليها فجعلها فى منزل على عليه السلام».

[امالى الصدوق : ص 236- 237.]

و من مغالطات «فضل الله»...


و كذلك من مغالطاته قوله ان البحث فى المفاضلة بين الزهراء و مريم عليهماالسلام مما ينطبق عليه قول النبى صلى الله عليه و آله: «ذاك علم لا ينفع من علمه و لا يضر من جهله» مع انه وردت احاديث عن النبى صلى الله عليه و آله و اهل بيته عليهم السلام تقول ان الزهراء عليهاالسلام افضل نساء العالم؟! كما وردت احاديث عديدة تدل على ان نبى الاسلام افضل الانبياء منزلة و مقاما و ان اميرالمؤمنين عليه السلام افضل الخلق بعد رسولا الله صلى الله عليه و آله، و انه افضل الائمة عليهم السلام، و لو اردنا ان نلج هذا البحث لا حتجنا الى تاليف كتاب كامل فيه.

فهل كان النبى و اهل البيت عليهم آلاف التحية و السلام يرتكبون- و العياذ بالله- ما ينهون الناس عنه؟!

و لو لم يعتقد المرء بافضلية الرسول الكريم صلى الله عليه و آله على سائر الانبياء و الخلق مع ايمانه بانه نبى الاسلام و خاتم النبيين و مع التزامه فى الاعمال بما امر به النبى صلى الله عليه و آله، فهل يكون ايمان هذا متساويا مع ايمان من آمن بافضلية النبى صلى الله عليه و آله مع التزامه ايضا باوامر النبى و نواهيه؟ و لو لم يكن للتفضيل بين الافراد سواء كانوا اناسا عاديين ام انبياء و رسلا و ائمة قيمة فلماذا جاءت الآيات و الروايات التى تطرح التفاضل بينهم و تؤكد عليه فى قوله تعالى: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله و رفع بعضهم درجات و آتينا عيسى بن مريم البينات و ايدناه بروح القدس و لو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات و لكن اختلفوا فمنهم من آمن و منهم من كفر).

[الآية 253 من سورة البقرة.]

مناقشة «فضل الله» فى تفسير آية تفاضل الانبياء


و لكن فضل الله ذهب فى تفسير هذه الآية ان المراد من التفضيل ليس هو تفضيل القيمة بحيث يستوجب التقدم و علو المنزلة و القرب من الله سبحانه و تعالى، و قد استشهد على ذلك ببعض الآيات القرآنية التى تحدثت عن تفضيل بنى اسرائيل على العالمين مع ما ورد فى كثير من الآيات من ذمهم و لعنهم مما يعنى ان تفضيلهم كان تفضيل نعمة لا قيمة.

[من وحى القرآن: ج 5، ص 7.]

و يقال فى جواب هذا الادعاء: انه لا خلاف فى ان استخدام لفظ التفضيل قد اختلف فى الايات القرآنية، فبعضها يشير الى تفضيل النعمة كقوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض)،

[الآية 34 من سورة النساء.] و قوله تعالى: (و الله فضل بعضكم على بعض فى الرزق)،

[الآية 71 من سورةالنحل.] و لكن بعضها الآخر يشر الى تفضيل القيمة مثل قوله تعالى: (و فضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما).

[الآية 95 من سورة النساء.]

و يظهر من سياق الآيات السابقة وجه الفرق فى جهة التفضيل، فان قيمومة الرجل على المراة او سعة الرزق انما تكون فيما يخص امر المعاش و الحياة الدنيوية، اما تقدم المجاهدين على القاعدين فهو يعود للعمل المقرب من الله و الثواب الاخروى.

و لذا لابد فى التمييز بين جهتى التفضيل هو ملاحظة مضمون الآية و سياقها، و فيما نحن فيه فان الآية بمضمونها و سياقها تدل على ان التفضيل هنا تفضيل للقيمة، فهى تتحدث عن التفاضل بين الرسل الذين لهم مقامات عالية فى القرب من الله عز و جل لا الامم و الناس العاديين، و كذلك تشير الى وجود جهات للتفضيل بينهم، فمنهم من كلم الله، و منهم من ايده الله بروح القدس و آتاه البينات، و هذه الجهات لهى من كرامات الله فى حق كل واحد منهم و لا يمكن لاى انسان عادى ان يبلغها، بل لم يبلغها اى نبى غير الذى اختص بها، فهى من مختصات بعضهم دون الآخر، و يشهد لذلك ما ذكرناه سابقا من رواية العياشى فى تفسيره عن الامام الصادق عليه السلام.

[تفسير العياشى: ج 1، ص 135، ح 447.]

و يؤيد ذلك اقوال علمائنا فى تفسير الآية، فقد قال الشيخ الطوسى:

«انما ذكر الله تعالى تفضيل بعضهم على بعض لامور: منها ان لا يغلط غالط منهم فيسوى بينهم فى الفضل كما استووا فى الرسالة...».

[تفسير التبيان: ج 2، ص 303.] و تبعه على ذلك الطبرسى فى تفسيره.

[مجمع البيان: ج 2، ص 358، ط دار احياء التراث العربى.]

و قال العلامة الطباطبائى:

«و فيه دلالة على التفضيل الالهى الواقع بين الانبياء عليهم السلام ففيهم من هو افضل و فيهم من هو مفضل عليه، و للجميع فضل فان الرسالة فى نفسها فضيلة و هى مشتركة بين الجميع، ففيما بين الرسل ايضا اختلاف فى المقامات و تفاضل فى الدرجات مع اتحادهم فى اصل الفضل و هو الرسالة، و اجتماعهم فى مجمع الكمال و هو التوحيد، و هذا بخلاف الاختلاف الموجود بن امم الانبياء بعدهم فانه اختلاف بالايمان و الكفر و النفى و الاثبات، و من المعلوم ان لا جامع فى هذا النحو من الاختلاف، و لذلك فرق تعالى

بينهما من حيث التعبير فسمى ما للانبياء تفضيلا و نسبه الى نفسه، و سمى ما عند الناس بالاختلاف و نسبه الى انفسهم، فقال فى مورد الرسل (فضلنا)، و فى مورد اممهم (اختلفوا).

[الميزان فى تفسير القرآن: ج 2، ص 310.]

و قال السيد عبدالاعلى السبزوارى:

«و رسل الله تعالى كلهم يشتركون فى فضيلة الرسالة، و يستوون فى هذه الموهبة الالهية و المنحة الربانية، و يتفقون فى اصل النبوة القابلة للتشكيك الى مراتب متفاوتة، و هم حقيقون بالاتباع و جديرون بالاقتداء بهديهم ، الا انهم متفاضلون فى الدرجات و يتفاوتون فى المقامات، ففيهم من هو افضل و من يكون مفضلا عليه بما امتاز به الافضل من الخصائص، التى لا يعلمها الا الله تعالى، قال عز و جل: (الله يجتبى من رسله من يشاء)، و المراد بالرسل جميعهم، و لكن خص بعضهم بالذكر و الوصف تعظيما او لاجل بقاء اتباعهم ، و هم ثلاثة من اولى العزم: موسى و عيسى و محمد صلى الله عليه و آله و عليهم... و رفع الدرجة من الامور الاضافية النسبية، فيصح ان يكون لرسول رفع درجة من جهة و لآخر رفع درجة من جهة اخرى، و لا ريب فى ان لسيد الانبياء صلى الله عليه و آله ارفع الدرجات على سائر الانبياء.

... و يستفاد من الآية الشريفة امور:

الاول: الآية الشريفة تنص على تفضيل رسل الله تعضهم على بعض، و هو لا يكون على حد الالجاء و الاضطرار، بل ينتهى الى الاختيار لترتفع الدرجات و تزداد المثوبات، و ليس ذلك من قبيل تفضيل الاحجار الكريمة على سائر الاحجار، فقد شاء الله تعالى ان يكون بين رسله تفاضل حاصل من اختيارهم، ليكون لهم الجزاء الاوفى و الدرجات العالية.

ان قلت: انه ذكرتم التفاضل قد يكون بحسب الذوات الشريفة، فربما يكون بعض الانبياء اكثر استعدادا من غيره، و هو خارج عن الاختيار، كما ورد عن نبينا الاعظم صلى الله عليه و آله: «الناس معادن كمعادن الذهب و الفضة».

قلت: ان ذلك لم يكن على نحو العلية التامة المنحصرة، بل هو من مجرد الاقتضاء فقط، و الا لزم فيه مفاسد كثيرة، لا يمكن الالتزام بها، فيكون المقام مثل قوله تعالى: (فضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما)، و ليس مثل قوله تعالى: (و نفضل بعضها على بعض فى الاكل) الذى يكون غير اختيارى.

... (الى ان يقول) الخامس: ذكر بعض المفسرين اشكالا على تفسير هذه الآية المباركة، بما ورد عن نبينا الاعظم صلى الله عليه و آله بطرق مختلفة: «لا تخيروا بين الانبياء، فان الناس يصعقون- اى يغشى عليهم- يوم القيامة»، و قوله صلى الله عليه و آله: «لا تفضلوا بين انبياء الله»، و فى بعض الاخبار عنه صلى الله عليه و آله: «لا تخيرونى على موسى»، او: «لا ينبغى لاحد

ان يقول انا خير من يونس بن متى». و هو مردود، لان النهى راجع الى الترجيح من عند انفسهم لا التفضيل و الترجيح الذى اثبته الله تعالى لهم، و قد ذكرنا ان التفضيل بما فضله الله تعالى امر لابد منه. و يمكن ان يحمل على اصل النبوة و الرسالة الالهية، كما امرنا بذلك، قال تعالى: (لا نفرق بين احد من رسله)، و التفضيل فى غير ذلك كما بينه الله تعالى فى آيات متعددة من القرآن الكريم».

[مواهب الرحمن: ج 4، ص 154 و 156 و 161.]

و فيما قالوه الجواب الشافى لمن كان له عقل و فكر سليم، و يلاحظ ان فضل الله فى تفسيره هذا للآية المباركة قد ناقض ما سبق ان قاله فى احد كتبه حول المراد من الآية! فقد قال فى كتابه «الحوار فى القرآن»: «و قد نلتفت و نحن نتابع المشهد فى الحركة السريعة التى يتصاعد فيها الايمان و يتعاظم كمثل الطوفان الذى يكتسح امامه كل معانى القلق و الحيرة الى موقف نوح، فى قصة ولده مقارنا بموقف ابراهيم لنرى بعض الفروق و المميزات التى يتميز فيها الانبياء بايمانهم و ملكاتهم الروحية، و ان كان لكل واحد منهم منزلته و قيمته الكبيرة عندالله، كما فى قوله تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض)».

[الحوار فى القرآن: ص 260.]

و هذا التناقض كاشف عن امور كثيرة منها فقدان المبنى و الاساس العلمى فى الاراء، و ان آراءه لا تعدو الاستحسان و الاستمزاج المتبدل مع كل مناسبة، و هكذا يكون الحال مع «رجالة تعتقل الرماح»!

خلاصة الكلام فى المسالة الاولى


و بما ذكرناه فى هذه المسالة يتبين ان ما يعبر عنه فضل الله بان الخوض فى هذا الجانب «ترف فكرى سخيف» لهو الكلام السخيف بعينه، و هو يكشف عن جهل قائله بالمعرفة و دورها فى رقى درجات الايمان.

و العجيب ان فضل الله الذى اعتبر بحث التفاضل سخيفا قد ناقض نفسه عندما سئل : لماذا سميت فاطمه الزهراء عليهاالسلام سيدة نساءالعالمين، و لماذا لم تسم خديجة بذلك مع ما تملكه من مكانة قبل و بعد الاسلام فى نفس الرسول؟ فاجاب: «لان الزهراء عليهاالسلام هى افضل من امها على اساس ملكاتها الروحية و منزلتها عندالله».

[مجلة الموسم: العدد 21، السؤال 1097.] و كذلك عندما ذهب الى تفضيل السيدة زينب عليهاالسلام على بقية نساء اهل البيت فيما عدا امها فاطمه الزهراء عليهاالسلام لانها تمتلك عناصر للفضل اكثر من غيرها.

[نشرة بينات الصادرة بتاريخ 18/ 4/ 1997 م، نقلا عن حوار دار بينه و بين احد الباحثين الفرنسيين.]

سيادة الزهراء على نساء العالمين


و لابد من تناول مسالة افضلية الزهراء عليهاالسلام على نساءالعالمين من الاولين و الآخرين من جانبين:

من منظار اهل السنة


فقد روى محدثوهم فى منزلة الزهراء عليهاالسلام احاديث يمكن تبويبها الى ثلاثة اقسام:

القسم الاول: ما يفيد مشاركتها لغيرها فى الفضل.

و هى الاحاديث التى تدل على انها بالاضافة الى مريم بنت عمران و خديجة بنت خويلد و آسية بنت مزاحم زوجة فرعون سيدات نساءالعالمين و سيدات نساء اهل الجنة. منها: ما رواه الترمذى باسناده الى النبى صلى الله عليه و آله انه قال: «حسبك من نساءالعالمين: مريم ابنة عمران، و خديجة بنت خويلد، و فاطمه بنت محمد، و آسية امرأة فرعون».

[الجامع الصحيح: ج 5، ص 703، ح 3878، و رواه بهذا المضمون ايضا احمد فى مسنده: ج 3، ص 135، و الحاكم فى مستدركه:ج 3، ص 157، و الهيثمى فى موارد الظمآن: ج 7، ص 168، ح 2222، و للمزيد راجع عوالم سيدة نساء: ص 89، الهامش 2.] و منها: ما رواه احمد باسناده الى ابن عباس قال: خط رسول الله فى الارض اربعة خطوط، قال: اتدرون ما هذا؟ فقالوا: الله و رسوله اعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم: «افضل نساء اهل الجنة: خديجة بنت خويلد، و فاطمه بنت محمد، و آسيه بنت مزاحم امراة فرعون، و مريم ابنه عمران».

[مسند احمد: ج 1، ص 293، و رواه ايضا الحاكم فى المستدرك: ج 3، ص 160، و للمزيد راجع عوالم النساء: ص 108، الهامش 2.]

القسم الثانى: ما يفيد تفضيل فاطمة الزهراء عليهاالسلام على غيرها.

سواء بافرادها فى لقب «سيدة نساءالعالمين» او «سيدة نساء الجنة» و ما شاكلهما، او بالتنصيص على تقدمها على بقية النساء. و هى احاديث عديدة، منها: ما رواه البخارى عن النبى انه قال: «فاطمه سيدة نساء اهل الجنة».

[صحيح البخارى: ج 5، ص 25.] و منها: ما رواه الحاكم باسناده الى حذيفة ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال: «نزل من السماء ملك فاستاذن الله ان يسلم على لم ينزل قبلها، فبشرنى ان فاطمه سيدة نساء اهل الجنة».

[المستدرك: ج 3، ص 151، و قد اقر الذهبى بصحته، و رواه المتقى الهندى فى كنز العمال: ج 12، ص 113، ح 34249 عن احمد و الترمذى و النسائى و ابن حبان باسانيدهم الى حذيفة.] و منها: ما رواه الحاكم باسناده الى عائشة ان النبى قال و هو فى مرضه الذى توفى فيه: «يا فاطمه الا ترضين ان تكونى سيدة نساءالعالمين، و سيدة نساء هذه الامة، و سيدة نساء المؤمنين».

[المستدرك: ج 3، ص 156، و اعترف الذهبى بصحته، و روى شبهه احمد فى مسنده: ج 6، ص 282، و البخارى فى صحيحه: ج 4، ص 248، و ابن سعد فى الطبقات الكبرى: ج 2، ص 373 ط دار احياء التراث العربى. و للمزيد راجع عوالم سيدةالنساء : ص 92، ح 1 و 2؛ ص 93، ح 3؛ص 95، ح 1؛ ص 96، ح 1؛ ص 100، ح 1.]

فان ظهور هذه الاحاديث يدل على تقدمها على من سواها، و خصوصيه التقدم انما تنبعث من افرادها دون من سواها فى الذكر و الفضل و السيادة و خصوصا مع ملاحظة بعض القرائن الملتفة بالخبر، منها ان الآية التى تذكر اصطفاء مريم عليهاالسلام على نساءالعالمين وردت ضمن سورة مريم و هى مكية بالاتفاق، و احاديث كون فاطمة عليهاالسلام سيدة نساءالعالمين صدرت عن النبى فى المدينة بلا شك، و منها مجى ء الملك و تبشيره النبى صلى الله عليه و آله بان فاطمه عليهاالسلام هى سيدة نساء اهل الجنة، فان السيادة فى الجنة يتبع مقام السيادة و القرب من الله فى الدنيا، و هذا ما تقتضيه مناسبة قدوم ملك من السماء لا تحاف النبى بهذه البشارة.

روايات اهل السنة الناصة على التفضيل


الا انه توجد مجموعة من الاحاديث النبوية اكثر ظهورا مما سبق، حيث تقوم بالتفصيل فى مسالة السيادة بين العوالم، اى ان تفضيل الزهراء عليهاالسلام له شمول زمانى يعم كل الازمنة بما فى ذلك فترة السيدد مريم عليهاالسلام،اما تفضيل مريم بالسيادة فهو مخصوص بنساء اهل زمانها فقط.

و مما يشهد بذلك ما رواه ابن شاهين البغدادى المتوفى سنة 385 ه باسناده عن عمران بن حصين قال:

«خرجت يوما فاذا انا برسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم قائم، فقال لى: يا عمران ان فاطمه مريضة، فهل لك ان تعودها؟ قال: قلت فداك ابى و امى، و اى شرف اشرف من هذا، قال: فانطلق رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم فانطلقت معه حتى اتى الباب، فقال: السلام عليك، ادخل؟ قالت: و عليك السلام، ادخل، فقال رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم: انا و من معى؟ قالت: و الذى بعثك بالحق ما على الا هذه العباءة، و قال: و مع رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم مادة خلقة فرمى بها، فقال: شدى بها على راسك، ففعلت، ثم قالت: ادخل، فدخل و دخلت معه، فقعد عند راسها و قعدت قريبا منه، فقال: اى بنية كيف تجدينك؟ قالت: و الله و برسول الله انى لوجعة، و انه ليزيدنى و جعا الى وجعى ان ليس عندى ما آكله، قال: فبكى رسول الله و بكت و بكيت معهما، فقال لها: يا بنية اصبرى مرتين او ثلاثا، ثم قال لها: يا بنية، اما ترضين ان تكونى سيدة نساءالعالمين، قالت: يا ليتها يا ابت، فاين مريم بنت عمران؟ قال لها: اى بنية بلك سيدة نساء عالمها، و انت سيدة نساء عالمك، و الذى بعثنى بالحق لقد زوجتك سيدا فى الدنيا و سيدا فى الآخرة، لا يبغضه الا كل منافق».

[فضائل فاطمه الزهراء: ص 63، ح 12، و رواه الذهبى فى تاريخ الاسلام: ج 3، القسم الخاص بالخلفاء الراشدين، ص 45. و رواه ايضا ابن عبدالبر عن عمران بن حصين ايضا بنص مقارب فى الاستيعاب: ج 4، ص 1895، و كذلك رواه ابونعيم الاصفهانى فى حلية الاولياء: ج 2، ص 42.]

و روى احمد بن ميمون فى فضائل على و كذلك الرافعى ان النبى صلى الله عليه و آله قال:«اول شخص يدخل الجنة فاطمه بنت محمد، و مثلها فى هذه الامة مثل مريم فى بنى اسرائيل».

[كنز العمال: ج 12، ص 110، ح 34334.] و هذا الحديث فيه اشارة الى اختصاص كل واحدة منهما بعالمها الخاص.

و روى محب الدين الطبرى و السيوطى عن ابن عساكر باسناده الى النبى صلى الله عليه و آله انه قال: «اربع نسوة سيدات سادات عالمهن: مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم، و خديجه بنت خويلد، و فاطمه بنت محمد، و افضلهن عالما فاطمه».

[ذخائر العقبى: ص 44، و الدر المنثور ج 2، ص 23.] و هذا الحديث فى عين ذكر التفصيل فى السيادة بين العوالم نص على افضلية فاطمه على غيرها من النساء من حيث العالم، و هذا كاف فى الدلالة على المطلوب.

و نقل ابن شهر آشوب عن عائشة و غيرها عن النبى صلى الله عليه و آله انه قال : «يا فاطمه ابشرى فان الله اصطفاك على نساءالعالمين و على نساء الاسلام و هو خير دين».

[مناقب آل ابى طالب: ج 3، ص 104، عنه البحار: ج 43، ص 36.]

كلام الآلوسى فى تفضيل الزهراء:


و استنادا الى الاحاديث السابقة و غيرها ذهب جمع من اعلام اهل السنة الى ان الزهراء عليهاالسلام افضل من بقية النساء، و فى هذا يقول شهاب الدين الآلوسى فى تفسير الآية الدالة على اصطفاء مريم على نساءالعالمين ما يلى:

«و المراد من نساءالعالمين قيل جميع النساء فى سائر الاعصار، و استدل به على افضليتها على فاطمه و خديجه و عائشة رضى الله تعالى عنهن، و ايد ذلك بما اخرجه ابن عساكر فى احد الطرق عن ابن عباس انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم: «سيدة نساء اهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمه ثم خديجه ثم آسيه امراة فرعون»، و بما اخرجه ابن ابى شيبة عن مكحول و قريب منه ما اخرجه الشيخان عن ابى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم: «خير نساء ركبن الابل نساء قريش، احناه على ولد فى صغره و ارعاه على بعل فى ذات يده، و لو علمت ان مريم ابنة عمران ركبت بعيرا ما فضلت عليها احدا»، و بما اخرجه ابن جرير عن فاطمه صلى الله تعالى على ابيها و عليها و سلم انها قالت: قال لى رسول الله صلى الله تعالى عليه (وآله) و سلم: «انت سيدة نساء اهل الجنة الا مريم البتول»، و قيل المراد نساء عالمها فلا يلزم منه افضليتها على فاطمة رضى الله تعالى عنها. و يؤيده ما اخرجه ابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك، عن ابن عباس، عن النبى صلى الله عليه (و آله) و سلم انه قال: «اربع نسوة سادات عالمهن: مريم بنت عمران و آسية بنت مزاحم و خديجه بنت خويلد و فاطمه بنت محمد صلى الله تعالى عليه (و آله) و سلم، و افضلهن عالما فاطمه»، و ما رواه الحرث بن اسامية فى

مسنده بسند صحيح لكنه مرسل: «مريم خير نساء عالمها»، و الى هذا ذهب ابوجعفر رضى الله تعالى عنه و هو المشهور عن ائمة اهل البيت، و الذى اميل اليه ان فاطمه البتول افضل النساء المتقدمات و المتاخرات من حيث انها بضعة رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم بل و من حيثيات اخر ايضا، و لا يعكر على ذلك الاخبار السابقة لجواز ان يراد بها افضلية غيرها عليها من بعض الجهات و بحيثية من الحيثيات و به يجمع بين الآثار، و هذا سائغ على القول بنبوة مريم ايضا اذ البضعية من روح الوجود و سيد كل موجود لا اراها تقابل بشى ء، و اين الثريا من يد المتناول، و من هنا يعلم افضليتها على عائشة...».

ثم قال: «و بعد هذا كله الذى يدور فى خلدى ان افضل النساء فاطمه ثم امها ثم عائشة، بل لو قال قائل ان سائر بنات النبى صلى الله تعالى عليه (و آله) و سلم افضل من عائشة لا ارى عليه باسا، و عندى بين مريم و فاطمه توقف نظرا لافضلية المطلقة، و اما بالنظر الى الحيثية فقد علمت ما اميل اليه، و قد سئل الامام السبكى عن هذه المسالة فقال: الذى نختاره و ندين الله تعالى به ان فاطمه بنت محمد صلى الله تعالى عليه (و آله) و سلم افضل ثم امها ثم عائشة، و وافقه فى ذلك البلقينى».

[روح المعانى: ج 3، ص 137- 138.]

و كلام الآلوسى فيه تحوير و تحريف لراى السبكى، فانه لا دلالة فى عبارة السبكى على الافضلية المقيدد بالحيثية التى ذهب اليها الآلوسى، بل هى افضلية مطلقة و ليس فيها اى اشارة للتقليد، بل لو كان فى عبارة السبكى عبارة: «و لا اعدل ببضعة رسول الله احدا» كما هو منقول عن ابن ابى داود، فليس فى ذلك دلالة على الافضلية المقيدة بل هو دليل اورده فى المقام لا اكثر.

كلام اعلام السنة فى تفضيل الزهراء:


و يقول السيد عبدالحسين شرف الدين (قدس سره الشريف) فى كتابه الذى الفه فى خصوص هذا الموضوع:

«و قد وافقنا فى تفضيلها جمهور من المسلمين، و صرح به كثير من المحققين، و نقل ذلك عنهم غير واحد من العلماء الباحثين المتتبعين، كالمعاصر النبهانى حيث قال فى احوال الزهراء من كتابه الشرف المؤبد ما هذا لفظه: و صرح بافضليتها على سائر النساء حتى على السيدة مريم كثير من العلماء و المحققين، منهم التقى السبكى، و الجلال السيوطى، و البدر الزركشى، و التقى المقريزى، قال: و عبارة السبكى حين سئل عن ذلك: الذى نختاره و ندين به ان فاطمه بنت محمد افضل، قال: و سئل عن مثل ذلك ابن ابى داود فقال: ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال: «فاطمه بضعة منى» و لا اعدل ببضعة رسول الله احدا، و نقل المناوى هذا عن جمع من السلف فراجع».

[الكلمة الغراء: ص 62.]

و اضاف السيد شرف الدين فى موضع آخر من كتابه «الكلمة الغراء»:

«و حسبك فى تفضيلها بالخصوص ما اخرجه الطبرانى فى ترجمة ابراهيم بن هاشم من معجمه الاوسط عن عائشة، قالت: ما رايت احدا قط افضل من فاطمه غير ابيها. و سند هذا القول الى عائشة صحيح على شرط البخارى و مسلم، صرح بذلك ابن حجر فى ترجمة الزهراء من اصابته، و النبهانى فى آخر صفة 58 من الشرف المؤبد. و اخرج ابن عبدالبر فى ترجمة الزهراء من استيعابه بالاسناد الى ابن عمير قال: دخلت على عائشة فسالتها اى الناس احب الى رسول الله صلى الله عليه و آله؟ قالت: فاطمه، قلت: فمن الرجال؟ قالت: زوجها. و اخرج فى ترجمتها من الاستيعاب ايضا عن بريدة قال: كان احب الناس الى رسول الله من النساء فاطمه و من الرجال على».

[الكلمة الغراء فى تفضيل الزهراء عليهاالسلام: ص 69.]

و نقل السيد شرف الدين فى هامش المورد الثامن من كتابه «النص و الاجتهاد» كلاما مقاربا لما ذكره فى الكلمة الغراء، و مما جاء فيه: «... و هذا- اى التفضيل- هو الذى صرح به السيد احمد زينى دحلان مفتى الشافعية، و نقله عن عدة من اعلامهم، و ذلك حيث اورد تزويج فاطمه بعلى فى سيرته النبوية فراجع».

[النص و الاجتهاد: ص 114.]

و لا ادرى هل كان السيد شرف الدين رضوان الله عليه فى نظر فضل الله مشغولا بترف فكرى سخيف عندما الف كتابه الكلمة الغراء لاثبات تفضيل الزهراء عليهاالسلام على غيرها من النساء؟!

القسم الثالث: الاحاديث التى تدل على افضلية مريم عليهاالسلام على الزهراء عليهاالسلام و تجعل فاطمه فى الرتبة الثانية من حيث المقام و المنزلة، بل ان فى بعضها تقديم غير مريم عليها. و من تلك الاحاديث:

1- ما رواه الترمذى باسناده الى ام سلمة عن فاطمة عليهاالسلام ان النبى صلى الله عليه و آله فى مرض وفاته اخبرها بانها «سيدة نساء اهل الجنة الا مريم بنت عمران».

[الجامع الصحيح: ج 5، ص 701، ح 3873، و راجع ايضا الطبقات الكبرى: ج 2، ص 373، ط دار احياء التراث العربى. و كنز العمال: ج 13، ص 675، ح 37730، و فى الصفحة 677 ح 37734 من الكنز كان تعبير الحديث: «سيدة نساء اهل الجنة بعد مريم ابنه عمران»، و فى الاستيعاب : ج 4، ص 1894: «الا ما كان من مريم بنت عمران».]

2- ما رواه ابن عبدالبر عن ابى سعيد الخدرى ان النبى صلى الله عليه و آله قال: «فاطمه سيده نساء اهل الجنة الا ما كان من مريم بنت عمران».

[الاستيعاب: ج 4، ص 1894.]

و كذلك ما رواه عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه و آله انه قال: «سيده نساء اهل الجنة مريم، ثم فاطمه بنت محمد، ثم آسيه امراة فرعون».

[نفس المصدر: ص 1895.]

/ 42