حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


اما كون الطمث عقوبة فلا وجه للاعتراض عليه، لانه من المحتمل ان يكون الطمث عقوبة لسارة بعد ان كان تكريما لها كبنت نبى- ان سلمنا بكونها كذلك- و ذلك لما ورد فى عدة روايات و منها الصحيح من سوء خلقها مع ابراهيم عليه السلام، فقد روى القمى فى تفسيره بسند صحيح عن ابيه، عن النضر بن سويد، عن هشام، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: «ان ابراهيم عليه السلام كان نازلا فى بادية الشام، فلما ولد له من هاجر اسماعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا لانه لم يكن له منها ولد، و كانت تؤذى ابراهيم فى هاجر و تغمه، فشكى ابراهيم ذلك الى الله عز و جل، فاوحى الله اليه انما مثل المرأة مثل الضلع العوجاء ان تركتها استمتعت بها، و ان اقمتها كسرتها».

[تفسير القمى: ج 1، ص 60، عنه البحار: ج 12، ص 97، ح 6. و كذلك وردت روايات عديدة اخرى تدل على غيرتها و سوء خلقها مع ابراهيم عليه السلام، فراجع البحار: ج 12، باب احوال اولاد ابراهيم و ازواجه و بناء البيت، الاحاديث: 7، 37، 45، 50.] و ليس فى هذه الروايات اى محذور، اذ لا مانع من صدور المعصية او ترك الاولى من بنات او اولاد او زوجات الانبياء عليهم السلام، بل فيها الشاهد على صحيحة عبدالرحمن بن الحجاج، فان الله عز و جل كان قادرا على ن يرزقها ولدا من غير ان يصيبها الطمث.

الشبهة الثالثة:


و هى الشبهة التى عرضها مؤلف «هوامش نقدية» حيث زعم عدم امكان الالتزام بما روى فى مصباح الانوار عن الامام الباقر عن آبائه قال: «انما سميت فاطمه بنت محمد الطاهره لطهارتها من كل دنس، و طهارتها من كل رفث، و ما رات قط يوما حمرة و لا نفاسا».

[بحار الانوار:ج 43، ص 19، ح 20، هوامش نقدية: ص 43.] و تتلخص الشبهة فى انه قد جاء فى اللغة و الروايات ان المقصود بالرفث هو الجماع،

[راجع لسان العرب: ج 2، ص 153. المصباح المنير: ص 232، ط دار الهجرة. وسائل الشيعة: ج 9، الباب 22، من ابواب تروك الاحرام، ص 108، الاحاديث 1، 4، 8.] و تنزيها عنه من الامور الباطلة، و بالتالى يجب اسقاط الرواية عن الاعتبار.

جواب الشبهة الثالثة:


ان الرفث لم يستخدم فى اللغة و الروايات بمعنى الجماع فقط، بل استخدم ايضا بمعنى الفحش فى القول او الكذب كما جاء فى كلمات اهل اللغة و الحديث،

[راجع لسان العرب: ج 2، ص 153. الوسائل: ج 7، ص 122، الباب 14، من ابواب آداب الصائم، ح 2.] و لا يوجد اى محذور من حمل الكلمة على المعنى الثانى. ثم انه على فرض وجود ما علم ببطلانه فى الحديث فان هذا لا يوجب الغاء و اسقاط الحديث كلية، بل يقتصر فى الاسقط على المقطع المعلوم بطلانه، و سياتى الكلام فيه عن السيد الخوئى فى مبحث مصحف فاطمه.

[راجع التنقيح فى شرح العروة الوثقى: ج 7، ص 141.] و يبدو ان مؤلف «الهوامش» لجهله بهذه المسالة اعترض على السيد جعفر مرتضى لعدم ذكره المقطع الذى يشير الى ذلك فى الرواية و اتهمه بالتدليس!.

[هوامش نقدية: ص 45.]

ولدت الزهراء طاهره مطهرة


لم يكن التكريم الالهى للزهراء المرضيه عليهاالسلام مختصا بطهارتها من انواع الدماء العارضة للنساء، بل شملت العناية و التكريم ولادتها الميمونة، فقد نصت الرواية على انها ولدت من خديجة طاهرة مطهرة، و نحن نذكرها فى ختام هذا الباب تيمنا.

فقد روى الشيخ الصدوق باسناده الى المفضل بن عمر، قال: قلت لابى عبدالله الصادق عليه السلام: كيف كان ولادة فاطمه؟ فقال: نعم، ان خديجه لما تزوج بها رسول الله صلى الله عليه و آله هجرتها نسوة مكة، فكن لا يدخلن عليها و لا يسلمن عليها و لا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجه لذلك و كان جزعها و غمها حذرا عليه، فلما حملت بفاطمه كانت فاطمه عليهاالسلام تحدثها من بطنها و تصبرها و كانت تكتم ذلك من رسول الله صلى الله عليه و آله فدخل رسول الله صلى الله عليه و آله يوما فسمع خديجه تحدث فاطمه، فقال لها: يا خديجه من تحدثين؟ قالت: الجنين الذى فى بطنى يحدثنى و يؤنسنى، قال: يا خديجه هذا جبرائيل يخبرنى (يبشرنى) انها انثى و انها النسلة الطاهرة الميمونة، و ان الله تبارك و تعالى سيجعل نسلى منها، و سيجعل من نسلها ائمة و يجعلهم خلفاءه فى ارضه بعد انقضاء وحيه، فلم تزل خديجه على ذلك الى ان حضرت ولادتها فوجهت الى نساء من قريش و بنى هاشم ان تعالين لتلين منى ما تلى النساء من النساء، فارسلن اليها: انت عصيتنا و لم تقبلى قولنا و تزوجت محمدا يتيم ابى طالب فقيرا لا مال له، فلسنا نجى ء و لا نلى من امرك شيئا، فاغتمت خديجه عليهاالسلام لذلك، فبينا هى كذلك اذ دخل عليها اربع نسوة سمر طوال كانهن من نساء بنى هاشم، ففزعت منهن لما راتهن، فقالت احداهن: لا تحزنى يا خديجه فارسلنا ربك اليك، و نحن اخوتك، انا سارة، و هذه آسية بنت مزاحم و هى رفيقتك فى الجنة، و هذه مريم بنت عمران، و هذه كلثوم اخت موسى بن عمران، بعثنا الله اليك لنلى منك ما تلى النساء، فجلست واحدة عن يمينها و اخرى عن يسارها و الثالثة بين يديها و الرابعة خلفها، فوضعت فاطمه طاهره مطهرة...».

[الامالى: ص 475، المجلس 87، ح 1، و رواه الطبرى الامامى باسناده فى دلائل الامامة: ص 76، ح 17، و راجع عيون المعجزات: ص 54.]

مصحف فاطمة


كلمات فضل الله


قال فى الشريط المسجل: «ثم ننطلق مع الزهراء عليهاالسلام فى مسؤوليتها الثقافية و التربوية فى المجتمع، كانت تجمع نساء المهاجرين و الانصار و تلقى عليهم الدروس، و كانت اول مؤلفة و كاتبة فى الاسلام، مصحف الزهراء ليس قرآنا بدل القرآن كما يتحدث بعض الناس المغرضين بذلك، كلمة المصحف ليس المراد بها القرآن كما بينا اكثر من مرة، كلمة المصحف يراد منها ما يكون مؤلفا من صحف يعنى اوراق... كانت تكتب فيه ما تسمعه من رسول الله صلى الله عليه و آله من احكام شرعية و من وصايا و مواعظ و نصائح، و هذا الكتاب ليس موجودا عندنا بل كان موجودا عند ائمة اهل البيت عليهم السلام، و كان الامام الصادق يحدث بعض حديثه و يفتى ببعض فتاواه و يقول انه من مصحف جدتى الزهراء ، كانت تكتب ما تسمع و كانت تلقى ما تكتب و ما تسمع، كانت تتحمل مسؤولية العلم فى حياتها... و هذا ما نستوحيه من الزهراء عليهاالسلام اول مؤلفة فى الاسلام، و هذه من الامور التى قد لا يعرفها الكثيرون من الناس».

و قال فى الشريط المسجل: «هناك رواية تقول ان مصحف الزهراء هو خط على باملاء رسول الله، بعضهم يقول ان هناك ملكا كان يؤنسها و يحدثها عن موقع ابيها، بعض الاحاديث تقول انه كان فيها وصية الزهراء، يعنى بعضهم يقول انه كان فيها احكام شرعية، فيه عدة روايات متعارضة، و نحن نقول ان نسبة المصحف الى الزهراء يقتضى ان لها دخلا، يعنى معقول (هل يعقل) اقول هذا مصحف الزهراء و هى اصلا ما (ليس) لها دخل فيه كلية؟ مثل ما عندنا كتاب على، لذلك نحن نستقرب ان يكون للزهراء دورا فى هذا».

المحاور: بالنسبة لمصحف فاطمه هل هى التى الفته؟

فضل الله فى الشريط المسجل: «هناك روايات مختلفة، هناك رواية تقول ان جبرائيل كان ينزل عليها فيحدثها بمنزل ابيها فى الجنة و يؤانسها فكانت تكتب ، و فى رواية انها قالت لعلى... (كلمة غير واضحة) ان ملكا يحدثها... (انقطاع فى الشريط)...، ان نسبة المصحف الى فاطمه يدل على ان لفاطمه شيئا فى هذا و الا لو كان النبى صلى الله عليه و آله هو الذى يتكلم و الامام على عليه السلام هو الذى يكتب فما دخل فاطمه عليهاالسلام بذلك؟ هل (لمجرد) و جوده فى بيتها؟ او افرض الآن انه الامام يقوم بكتابة ما يقوله الملك فما هو دخل الزهراء بذلك؟ و انا كنت اقول: انه لابد ان يكون لفاطمه مدخلا فى هذا، و لذا نحن كلنا فى تعبيراتنا نحاول انه (... كلمات غير واضحة و لعلها: نريد ان نتحدث و نحيى) اهل البيت فى العقل لانه عندما نريد ان نتحدث عن فاطمه (... كلمة غير واضحة) و هناك مسيحيون و هناك شيوعيون فنقول ان فاطمه كانت اول مؤلفة فى الاسلام، اول معارضة فى الاسلام، فنحن نريد ان نعظم الزهراء عليهاالسلام بهذا، و انا عندى وجهد نظر تنطلق من هذا ان نسبة الكتاب الى فاطمه عليهاالسلام يدل على ان لها دورا فيه و الا لا معنى لان يقوم شخص بكتابة كتاب ثم يقال ان الكتاب كتاب فلان».

المحاور:يعنى هل انه هى التى الفته؟

فضل الله: «انا تصورى انه كانت تكتب عن رسول الله صلى الله عليه و آله كانت تكتب عن على عليه السلام، فهذا استيحاء بعد تعارض الروايات، و انا اقول لا نريد ان نناقش، توجد روايات صحيحة و ان كان الانسان يمكن ان يناقش متنها، لكنه نقول ان نسبة المصحف اليها مع تعارض الروايات يوحى بان لها دورا فيه، فانت تقول كتاب فلان و انت لم تؤلفه؟ فالروايات هى بنفسها متعارضة مع بعضها البعض فالانسان... (كلمة غير واضحة) ان ياخذها بل تستوحى انت من خلال هذا؟».

المحاور: الامام الخمينى يقول انه الكتاب الملهم من قبل الله تعالى فى الزهراء؟

فضل الله: «حتى الروايات لا تقول هكذا، فهى تقول ان جبرائيل كان يحدثها بمنازل ابيها، و هناك روايات تقول ان فيها علم ما كان و ما يكون، اما انه كتاب منزل اذن فالزهراء نبية»؟!

المحاور: ان يكون ذلك عبر ملائكة غير جبرائيل؟

فضل الله: «توجد رواية، فالروايات محدودة موجودة فى الكافى، فهناك رواية عن جبرائيل و رواية انه ملك و هناك رواية انه املاء رسول الله بخط على، فنفس الروايات متعارضة».

سؤال من شخص آخر: هناك مشكلة فى الواقع ان هذه الاحاديث لماذا يفندونها؟

فضل الله: «هو يختلف، فهذه القضايا و الاحاديث التى من هذا القبيل لا يتوقف عندها، ففى كتبنا فى الفقه و فى الاصول ان الحديث لابد ان نناقشه من حيث المتن انه

يتفق مع القرآن مع العقل، ففى كتاب الاختصاص للشيخ المفيد يوجد حديث، لماذا يقولون ان هذا الكتاب ليس للشيخ المفيد، انه جاء رجل الى البيت الامام على و دق الباب فطلعت الزهراء و سالته عما يطلبه فقال: اين على؟ فقالت: صعد الى السماء، فقال لها:لم صعد الى السماء؟ قالت: ملائكة اختلفوا، فالله لم يدعهم فى خلافهم و قال لهم: من تريدون حتى يحكم بينكم؟ قالت الملائكة: نريد على بن ابى طالب،فانزل جبرائيل، فهل هذا معقول؟! و هذا يوجد فى كتاب ينسب الى الشيخ المفيد».

المحاور: و لكن يوجد اناس تعارض، و لكن هل هذا فى الشيعة؟

فضل الله: «هذا فى الشيعة».

المحاور: و لكن يقول اناس انه ليس للشيخ المفيد.

فضل الله: «هو منسوب للشيخ المفيد و الشيعة هم الذين قد الفوه، فاقول عندنا روايات من هذا القبيل، لذا لابد من... (كلمة غير واضحة) من حيث السند و من حيث المتن».

السؤال 1096 فى العدد 21 من مجلة الموسم: ذكر الامام الخمينى فى احدى خطاباته عن الزهراء بان الوحى كان ينزل عليها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله، كيف يكون ذلك؟

الجواب: «هناك طبعا الامام ينطلق من وجود حديث، و هذا الحديث ان الزهراء بعد وفاة رسول الله كان ينزل اليها احد الملائكة... لا انه ينزل عليها ليلقى اليها وحيا او يحملها رسالة، و لا مانع ان الله ينزل بعض الملائكة فى بعض المهمات لبعض اوليائه».

السؤال 1153 فى العدد 21 من مجلة الموسم: ورد فى الكافى للكلينى عن الامام جعفر الصادق عليه السلام يشير فيه الى ان للشيعة مصحفا يسمى بمصحف فاطمه. و ورد ان هذا المصحف يوازى ثلاثة اضعاف القرآن الذى بين ايدى المسلمين، ما مدى صحة هذا الحديث؟ و هل هناك بالفعل مصحف فاطمه؟... الخ.

الجواب: «اما بالنسبة الى موضوع مصحف فاطمه، قطعا الآن غير موجود عند احد من العالم، غير موجود عند اى شخص من الشيعة، لا من العلماء و لا من غيرهم، ورد فيه حديث، لكن كلمة المصحف ليس معناه القرآن، كلمة المصحف معناه الاوراق، و لهذا القرآن يسمى كمصحف باعتبار انه يشتمل على اوراق مكتوب فيها هذا الشى ء. فكلمة المصحف لا يراد منها ان هناك عند الشيعة قرآنا يسمى مصحف فاطمه. و انما هو كتاب كانت تكتبه فاطمه عليهاالسلام. بعض الروايات تقول انها كانت تكتبه فيما تسمعه من ابيها و من على عليه السلام حول قضايا الاحكام الشرعية، و لذا كان الامام الصادق يقول لبعض بنى عمه من بنى الحسن: انه هذا الحكم موجود فى مصحف جدتك فاطمه عليهاالسلام، يعنى فى الكتاب الذى الفته فاطمه. و ينقل ان الزهراء عليهاالسلام كان عندها كتاب و كانت تقرا على النساء من خلال الكتاب. و هناك قول بان الزهراء، ان الله ارسل- و هو غير ثابت- اليها ملكا بعد وفاة ابيها ليؤنسها و يحدثها بامور العالم، و كانت

تكتب ذلك. على كل حال، ليس المراد بالمصحف القرآن او ما يكون بديلا عن القرآن، الاشتباه الذى حصل انما هو من اطلاق كلمة مصحف، يعنى المفروض ان القرآن ليس اسمه مصحف، انما سمى مصحف مثلما يسمى كل كتاب مصحف يعنى من الصحف، مثل الصحف الاولى صحف ابراهيم و موسى او صحف الناس...».

السؤال 1154 فى العدد 21 من مجلة الموسم: هل عند الشيعة قرآن غير القرآن الموجود، مثل مصحف فاطمه عليهاالسلام؟

الجواب: «يقينا غير صحيح لانه يقينا ليس عند الشيعة الا كتاب واحد و هو القرآن لا ياتيه الباطل من بين يديه و من خلفه. ليس معنى مصحف فاطمه، فاطمه ليست نبية حتى يكون لها مصحف. ليس عندنا نبى بعد النبى صلى الله عليه و آله و لم يدع هذا، لهذا انما يراد من المصحف الكتاب، و اما يكون الحديث غير صحيح. و ما يسمى مصحف الزهراء الذى يتهم به الشيعة بان عندهم قرآن آخر غير هذا القرآن او مصحف الزهراء، هناك رواية تقول بانها كانت تكتبه مما تسمعه من على عليه السلام او من رسول الله و فيه الاحكام الشرعية... و هناك رواية ربما يناقش بعضهم فى سندها فى هذا المجال و هى ان جبرائيل كان ينزل اليها».

و قال فى جوابه الثالث: «اننا نقرا فى بعض تاريخ الزهراء انها كانت تكتب فى ما يسمى (مصحف الزهراء) الذى هو ليس مصحفا بمعنى القرآن و لكنه مصحف بمعنى مجموعة من المصحف اى مجموعة اوراق، فنحن نقرا فى احاديث الامام الصادق انه كان يتحدث مع بعض بنى عمه الذى كان يساله عن بعض الاحكام، و يقول له: من اين جئت بهذا؟ و يقول له الامام الصادق: هذا موجود فى مصحف جدتك الزهراء.

و اذا كانت بعض الاحاديث تختلف فى تقويم هذا المصحف، بعض الاحاديث تقول ان جبرائيل كان يؤنسها و يحدثها عن ابيها و كان على يكتب ذلك فان الراى الاقرب هو ان مصحف الزهراء هو مجموعة العلوم التى كانت تسمعها من رسول الله فيما كانت تسمعه منها او فيما كان يحدثها على عنه. و ربما تنقل بعض الاحاديث ان ولدها الحسن و هو طفل كان ينقل اليها ما يسمعه من جده رسول الله فتكتبه. و هناك بعض الاحاديث انها كانت تتلو هذه الاحاديث على نساء المهاجرين و الانصار بمعنى انها كانت لها حوزة تجتمع اليها نساء المهاجرين و الانصار حتى ان بعض الكلمات التى قراتها و لا ادرى مدى سندها و لكنها موجودة فى تاريخ الزهراء انها افتقدت بعض هذه الاوراق فقالت لخادمتها فضة: ابحثى عنها فانها تعدل عندى حسنا و حسينا، فاذا صحت هذه الرواية فان معنى ذلك ان هذه الكلمات كانت تمثل قيمة كبرى بالنسبة اليها».

سؤال فى الجزء الاول من كتاب الندوة: ص 315، ط قم: يوجد فى صحيح الكافى نص يقول فيه ان مصحف فاطمه يوجد فيه ستة عشر ألف آية، و الله لا يوجد منها فى مصحفكم هذا حرف واحد، فما هو رايكم؟

الجواب: «... ان مصحف فاطمه ليس قرآنا و لا قريب من القرآن، و انما فيه بعض الاحاديث التى روى انها تتصل ببعض الامور الغيبية التى كانت تحدث بها الزهراء من خلال ملك كان ياتيها قد يكون جبرائيل و قد يكون غيره و لا يعنى ذلك الرسولية، و لكن الله قد يرسل ملائكته ليحدثوا بعض اوليائه فى مهمات خاصة كما حدث لمريم عليهاالسلام، و هناك حديث يقول بان مصحف فاطمه املاء رسول الله و بخط على، و انه انما سمى بمصحف فاطمه لانه كان موجودا عندها او لانها كانت تقرا به و ما الى ذلك...، ان مصحف فاطمه كتاب موجود عند الائمة عليهم السلام ككتاب على عليه السلام و غيره، و قد اختلفت الروايات فى مضمونه من حيث كونه حديثا عن المغيبات و الاحكام الشرعية او غير ذلك، لكنه ليس كتاب وحى بديلا او عديلا للقرآن على كل حال».

السؤال 16 من الاسئلة الموجهة الى سماحة آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزى:

ما رايكم بمقولة من يقول بان الزهراء عليهاالسلام كانت اول مؤلفة و كاتبة فى الاسلام. فى اشارة الى مصحف فاطمه... ثم اضاف يقول: كلمة المصحف يراد منها ما يكون مؤلفا من صحف يعنى من اوراق... كانت تكتب فيه ما تسمعه من رسول الله صلى الله عليه و آله من احكام شرعية و من وصايا و مواعظ و نصائح و هذا الكتاب ليس موجودا عندنا بل كان موجودا عند ائمة اهل البيت عليهم السلام...؟ علما ان العديد من الروايات المعتبرة فى الكافى و بصائر الدرجات تشير الى ان المصحف من املاء اميرالمؤمنين عليه السلام و من كلام ملك كان يتواصل مع الزهراء عليهاالسلام.

جواب الميرزا جواد التبريزى: «بسمه تعالى: المراد بمصحف فاطمه عليهاالسلام ما ورد فى الروايات المعتبرة فى الكافى ان ملكا من الملائكة كان ينزل على الزهراء عليهاالسلام بعد وفاة ابيها و يسليها و يحدثها بما يكون من الامور، و كان على عليه السلام يكتب ذلك الحديث فسمى ما كتب مصحف فاطمه عليهاالسلام، فهو ليس قرآنا كما توهم و لا كتابا مشتملا على الاحكام فان هذا التوهم مخالف للنصوص، و لا غرابة فى حديث الملائكة مع الزهراء عليهاالسلام فقد ذكر القرآن ان الملائكة حدثت مريم ابنة عمران (و اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك و طهرك)، و من المعلوم افضلية الزهراء على مريم ابنة عمران كما ورد فى النصوص المعتبرة من ان مريم سيدة نساء عالمها و ان فاطمه عليهاالسلام سيدة نساءالعالمين».

تعليق فضل الله فى الجواب السادس: «هناك اختلاف فى الروايات المتعلقة بمصحف فاطمه. فهناك رواية حماد بن عثمان، عن ابى عبدالله انه لما نظر فى مصحف فاطمه، قال: و ما مصحف فاطمه؟ قال: «ان الله تعالى لما قبض نبيه دخل على فاطمه من وفاته من الحزن ما لا يعلمه الا الله عز و جل، فارسل اليها ملكا يسلى غمها و يحدثها، فشكت ذلك الى اميرالمؤمنين فقال لها: اذا احسست بذلك، و سمعت الصوت، قولى لى. فاعلمته بذلك، و جعل اميرالمؤمنين يكتب كل ما سمع، حتى اثبت من ذلك مصحفا. قال: ثم قال: اما انه ليس فيه شى ء من الحلال و الحرام و لكن

فيه علم ما يكون،

[بحار الأنوار: ج 22، ص 545، الرواية 62، الباب 2.] و يمكن المناقشة فى المتن بالقول: ان المفروض فى الملك انه جاء يحدثها و يسلى غمها ليدخل عليها السرور، فكيف تشكو ذلك الى اميرالمؤمنين؟ مما يدل على انها كانت متضايقة من ذلك، كما ان الظاهر منه ان الامام كان لا يعلم به، و ان المسالة كانت سماع صوت الملك لا رؤيته. و فى رواية ابى عبيدة: «... و كان جبرائيل ياتيها، فيحسن عزاءها على ابيها، و يطيب نفسها، و يخبرها عن ابيها و مكانه، و يخبرها بما يكون بعدها فى ذريتها؛ و كان على يكتب ذلك. فهذا مصحف فاطمه».

[بحار الأنوار : ج 22، ص 545، الرواية 63، الباب 2.] و لا مانع من ان يكون ذلك الملك هو جبرائيل، و لكنه ظاهر فى اختصاص العلم بما يكون فى ذرتيها فقط... بينما الرواية الاخرى تتحدث عن الاعم من ذلك، حتى انها تتحدث عن ظهور الزنادقة فى سنة ثمان و عشرين و مائة، و هو ما قرأه الامام فى مصحف فاطمه. و هناك رواية الحسين بن ابى العلاء عن الامام الصادق و جاء فيها: «... و مصحف فاطمه و ما ازعم ان فيه قرآنا و فيه ما يحتاج الناس الينا و لا نحتاج الى احد، حتى ان فيه الجلدة و نصف الجلدة و ثلث الجلدة و ربع الجلدة و ارش الخدش»،

[بحار الأنوار: ج 26، ص 37، الرواية 68، الباب 1.] و الظاهر من هذه الرواية ان المصحف يشتمل على الحلال و الحرام. و قد ورد فى حديث حبيب الخثعمى انه قال: «كتب ابوجعفر المنصور الى محمد بن خالد، و كان عامله على المدينة ان يسال اهل المدينة عن الخمس فى الزكاة من المائتين كيف صارت وزن سبعة، و لم يكن هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و امره ان يسال- فيمن يسال- عبدالله بن الحسن و جعفر بن محمد. قال:فسال اهل المدينة، فقالوا: ادركنا من كان قبلنا على هذا، فبعث الى عبدالله بن الحسن و جعفر بن محمد فسال عبدالله بن الحسن، فقال كما قال المستفتون من اهل المدينة، فقال: ما تقول يا اباعبدالله؟ فقال:ان رسول الله جعل فى كل اربعين اوقية اوقية، فاذا حسبت ذلك كان وزن سبعة، و قد كانت على وزن ستة، كانت الدراهم خمسة دوانق. قال حبيب: فحسبنا فوجدناه كما قال. فاقبل عليه عبدالله بن الحسن فقال: من اين اخذت هذا؟ قال: قرات فى كتاب امك فاطمه،قال:ثم انصرف، فبعث اليه محمد بن خالد: ابعث الى بكتاب فاطمه، فارسل اليه ابوعبدالله:انى انما اخبرتك انى قراته، و لم اخبرك انه عندى، قال حبيب: فجعل يقول محمد بن خالد: يقول لى: ما رايت مثل هذا قط».

[بحار الأنوار: ج 47، ص 227، الرواية 17، الباب 7.]

و ظاهر هذا الحديث ان كتاب فاطمة- و هو مصحف فاطمه- يشتمل على الحلال و الحرام. و هناك رواية اخرى فى الكافى، عن سليمان بن خالد، عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال فى حديث:«و ليخرجوا مصحف فاطمه عليهاالسلام فان فيه وصية فاطمه عليهاالسلام».

[الكافى: ج 1، ص 241، الرواية 4 .]

و هكذا نجد ان هناك روايتين تقولان انه بخط على عليه السلام عما يحدثه الملك للزهراء عليهاالسلام، و لكن الروايات الاخرى لا تدل على ذلك، و هى المشتملة على الحلال و الحرام و وصية فاطمه، فلابد من الترجيح بينها. اما رواية حماد بن عثمان، فهى ضعيفة بعمر بن عبدالعزيز، ابى حفص المعروف بزحل، يقول الفضل بن شاذان: زحل يروى المناكير و ليس بغال، و عن حبش مخلط، و عن الخلاصة: عربى مصرى مخلط. و اما رواية ابى عبيدة- و الظاهر انه المداينى- لم يوثق.

و لكن رواية الحسين بن ابى العلاء صحيحة، و اما رواية الحبيب الخثعمى، و سليمان بن خالد، فهما ضعيفتان- على الظاهر- و لكن مبنانا فى صحة الخبر هو حجية الخبر الموثوق به نوعا، و يكفى فى الوثوق عدم وجود ما يدعو الى الكذب فيه. و على ضوء هذا فان نسبة الكتاب الى فاطمه عليهاالسلام يدل على انها صاحبة الكتاب، كما ان نسبة الكتاب الى على عليه السلام- فى ماورد من الائمة عليهم السلام عن كتاب على- يتبادر منه ان صاحبه على عليه السلام. و خلاصة ذلك انه لا مانع من القول انها اول مؤلفة فى الاسلام، كما ان عليا عليه السلام اول مؤلف فى الاسلام، بالاضافة الى عظمتها الروحية و عصمتها الثابتة بآية التطهير، و بانها سيدة نساءالعالمين و ان حياتها المعصومة من الخطا و المعصية تؤكد ذلك».

و قال فى العدد 19 من نشرة «فكر و ثقافة» بتاريخ 2/ 11/ 1996 م: «و هكذا كانت المسلمة التى تنطلق من اجل ان تترك للاسلام كتابا سمى ب«مصحف فاطمة» و هو ليس قرآنا كما توحى كلمة المصحف فى المصطلح، و انما هى صحف لا يعتقد احد من المسلمين بانه قرآن آخر، بل هو كتاب كتبته فاطمه كما فى بعض الروايات، كما ان هناك كتابا كتبه على...». و قال فى العدد 57 من نشرة «فكر و ثقافة» بتاريخ 13/ 9/ 1997 م: «و قد اختلف الناس فيما يشتمل عليه مصحف الزهراء بين قائل انه يشتمل على وصيتها مع بعض الاحكام الشرعية، و بين قائل انها تشتمل على بعض الغيبيات و ما الى ذلك. و على اية حال فانه ليس موجودا فى اى مكان فى العالم، و لذلك فان الجدل فيما يتضمنه و ماذا يحويه ليس له اى ثمرة، لانه ليس موجودا حتى نختلف فيه، و انما ناخذ منه ما حدثنا اهل البيت عليهم السلام عنه، كما ناخذ من كتاب على عليه السلام- و هو ليس بين ايدينا- ما حدثنا الائمة عنه. و هكذا بالنسبة الى «الجامعة» و الى «الجفر» مما اثر عن اهل البيت انها مصادرهم».

و قبل الدخول فى المباحث المتعلقة بمصحف فاطمه لابد ان نسجل ملا حظة و هى ان تحديد فضل الله الروايات الواردة حول مصحف فاطمه- كما جاء فى الشريط المسجل- بكتاب الكافى ليس صحيحا، فقد ورد ذكر مصحف فاطمه ايضا فى كتاب بصائر الدرجات و دلائل الامامة و علل الشرائع و الارشاد و غيرها.

/ 42