حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


3- روى ابن ابى شيبة عن النبى صلى الله عليه و آله انه قال: «فاطمه سيده نساء العالمين بعد مريم ابنة عمران و آسيه امراة فرعون و خديجه بنت خويلد».

[كنز العمال: ج 12، ص 110، ح 34233، و الدر المنثور: ج 2، ص 23.]

4- و اخرج ابن جرير عن عمار بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم: «فضلت خديجه على نساء امتى كما فضلت مريم على نساءالعالمين».

[الدر المنثور: ج 2، ص 23.]

5- اخرج البخارى فى صحيحه عن النبى صلى الله عليه و آله انه قال: «كمل من الرجال كثير، و لم يكمل من النساء الا مريم بنت عمران، و آسيه امراة فرعون، و فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام».

[صحيح البخارى: ج 5، ص 36.]

تعليق على الروايات المفضلة لغير الزهراء:


و الملاحظ فى مجموع هذه النصوص مع قلة عددها الاضراب فى ترتيب طبقة النساء من حيث الفضل، فالحديثان الاول و الثانى يجعلان الزهراء عليهاالسلام بعد مريم عليهاالسلام فى الفضل، و من دون ذكر لرتبة بقية النساء، مع ان ابن كثير احتمل فى الحديث الثانى عدم دلالته على تفضيل مريم عليهاالسلام على الزهراء عليهاالسلام،

[قصص الانبياء: ص 362.] و لكن الحديث الثالث يجعل فاطمة عليهاالسلام فى الرتبة الاخيرة من بين النساء الاربع، و الحديث الرابع يقدم خديجه عليهاالسلام فى امة النبى على فاطمه عليهاالسلام، و الحديث الخامس يفيد تقدم عائشة على جميع النساء الاربع. و سيزداد حجم الاضطراب و التناقض اذا ضممنا اليها الاحاديث الاخرى الوردة فى المقام و قد اعرضنا عنها روما للاختصار. و من مظاهر الاضطراب فى الاحاديث ايضا الاختلاف الحاصل فى الترتيب فى الفضل بحسب اختلاف استخدام ادوات العطف و الاستثناء.

اما بخصوص الاحاديث الاول و الثانى و الثالث و الخامس، فمن المؤكد انها من وضع الامويين و اتباعهم، فانهم عمدوا الى سلب اى فضيلة ذكرت لاهل البيت عليهم السلام بمنع نشرها او وضع حديث آخر يقابلها لمن يحبونه من الصحابة حتى يتردد السامع الجاهل بالحقيقة فيمن كانت تلك الفضيلة، فوضعوا حديث «خوخة ابى بكر» مقابل حديث «سد الابواب الا باب على عليه السلام»، و وضعوا حديث «لو كنت متخذا خليلا» مقابل حديث «المؤاخاة»، و اضافوا استثناء «ابنى الخالة يحيى و عيسى» الى حديث «الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنة»، كل ذلك اطفاء لنور الله الذى يابى الا ان يتمه و لو كره الكافرون.

اما الحديث الرابع فان علامة الكذب و الوضع باديد عليه، لانه على طرف نقيض مما رواه الهيثمى عن ابى هريرة ان النبى صلى الله عليه و آله قال: «ان ملكا من السماء لم يكن زائرى

فاستاذن الله فى زيارتى، فبشرنى او اخبرنى ان فاطمه سيده نساء امتى». قال الهيثمى: «رواه الطبرانى، و رجاله الصحيح غير محمد بن مروان الذهلى، و وثقه ابن حبان».

[مجمع الزوائد:ج 9، ص 201.]

جواب شبهة:


و تبقى هناك شبهة قد يطرحها البعض من السنة و الشيعة، و هى ان القول بتفضيل فاطمه عليهاالسلام على نساءالعالمين بما فى ذلك مريم يتنافى مع ظهور و شمول قوله تعالى: (اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك على نساءالعالمين)،

[الآية 42 من سورة آل عمران.] فالآية لها شمول لجميع النساء فى جميع الازمنة، و بذلك تسقط الروايات الدالة على تقدم فاطمه الزهراء عليهاالسلام فى الفضل على مريم عليهاالسلام عن الاعتبار. و قد يحلو للبعض ان يضيف لذلك ان كل ما جاء من حديث مخالف للكتاب فيجب ان يضرب بعرض الحائط.

و الجواب عن هذه الشبهة هو ان من المسلم ان الآيات القرآنية قابلة للتخصيص و التقييد سواء بالقرآن او بالسنة، و من المسلم ايضا ان ما دل من الاحاديث القطعية على ان فاطمه عليهاالسلام هى سيده نساءالعالمين يعارض شمول الآية و ظهورها، و لكن الاحاديث التى تدل على ان فاطمه سيده نساءالعالمين من الاولين و الآخرين و ان مريم عليهاالسلام هى سيده نساء عالمها تصلح لتقييد شمول الآية و بالتالى ارتفاع التعارض الموهوم.

اقوال المفسرين فى دفع الشبهة:


و يدعم هذا الراى مجموعة من الاحاديث مر بعضها و ياتى غيرها- باذن الله-، و كذلك اقوال العديد من المفسرين من الفريقين حول الآية المذكورة مع مقارنته بما قالوه فى مواضع اخرى من تفسيرهم للقرآن الكريم.

قال القرطبى فى تفسير قوله: (و اصطفاك على نساءالعالمين): «يعنى عالمى زمانها، عن الحسن و ابن جريح و غيرهما، و قيل: على نساءالعالمين اجمع الى يوم الصور، و هو الصحيح على ما نبينه، و هو قول الزجاج و غيره».

[الجامع لاحكام القرآن: ج 4، ص 82.]

اما ابن كثير فقد اورد المعنى السابق على نحو الاحتمال، فقال فى تفسير نفس الآية: «يحتمل ان يكون المراد من عالمى زمانها، كقوله لموسى: (انى اصطفيتك على الناس)،

[الآية 144 من سورة الاعراف.] و كقوله عن بنى اسرائيل: (و لقد اخترنا هم على علم على العالمين)،

[الآية 32 من سورة الدخان.] و معلوم ان ابراهيم عليه السلام افضل من موسى، و ان محمدا صلى الله عليه (و آله) و سلم

افضل منهما، و كذلك هذه الامة افضل من سائر الامم قبلها و اكثرها عددا و افضل علما و ازكى عملا من بنى اسرائيل و غيرهم. و يحتمل ان يكون قوله: (و اصطفاك على نساءالعالمين) محفوظ العموم فتكون افضل نساء الدنيا...».

[قصص الانبياء: ص 359، و لكن يشم من بعض عباراته انه يميل الى ان تفضيلها مخصوص بنساء عالمى زمانها،كما فى ص 365 من قصص الانبياء.]

اما الزمخشرى فقد ذهب الى راى آخر حول المقصود من كلمة العالمين، اذ قال فى تفسير قوله تعالى: (يا بنى اسرائيل اذكروا نعمتى التى انعمت عليكم و انى فضلتكم على العالمين): «اى اذكروا نعمتى و تفضيلى على العالمين، على الجم الغفير من الناس كقوله تعالى: (باركنا فيها للعالمين)، يقال: رايت عالما من الناس، يراد الكثرة».

[الكشاف: ج 1، ص 278.]

و قال الشيخ الطوسى: «و قوله: (اصطفاك على نساءالعالمين) يحتمل وجهين: قال الحسن و ابن جريح: على عالمى زمانها، و هو قول ابى جعفر عليه السلام...، الثانى: ما قاله الزجاج و اختاره الجبائى ان معناه اختارك على نساءالعالمين بحال جليلة من ولادة المسيح عيسى عليه السلام».

[تفسير التبيان: ج 2، ص 456.] و حول الوجه الثانى الذى اختاره الجبائى قال ابن كثير: «يذكر تعالى ان الملائكة بشرت مريم باصطفاء الله لها من بين سائر نساء عالمى زمانها، و اختارها لايجاد ولد منها من غير اب و بشرت بان يكون نبيا شريفا...».

[قصص الانبياء: ص 358.]

و قال الفيض الكاشانى: «كلموها شفاها لانها كانت محدثة تحدثهم و يحدثونها قبل الاصطفاء الاول، تقبلها من امها و لم تقبل قبلها انثى، و تفريغها للعبادة و اغناؤها برزق عن الكسب و تطهيرها عما يستقذر من النساء، و الثانى هدايتها و ارسال الملائكة اليها و تخصيصها بالكرامات السنية كالولد من غير اب و تبرئتها عما قذفته اليهود بانطاق الطفل و جعلها و ابنها آية للعالمين».

[تفسير الصافى: ج 1، ص 311.]

و قال الشيخ محمد جواد البلاغى: «قد ذكرنا معنى الاصطفاء و ان جهة الاصطفاء تعرف و تؤخذ من قرائن المقام، فالمعنى اذن اصطفاك بان تقبلك و قبلك من نذر امك فى تحريرك لله...، (و اصطفاك على نساءالعالمين) و قدمك عليهن بالولادة من غير فحل، هذا غاية ما يدل عليه المقام و القرائن من وجهتى الاصطفاءين، و قد كرر ذكر الاصطفاء لاجل اختلاف الوجهة فيه. و ليس فى اللفظ و قرائن المقام دلالة على سيادتها على نساءالعالمين. نعم ثبت لها السيادة على نساء عالمها من السنة، و استفاض بل تواتر من حديث الفريقين عن الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله ان فاطمه بنته عليهاالسلام سيده نساءالعالمين، و سيده نساء اهل الجنة».

[آلاء الرحمن فى تفسير القرآن: ج 1، ص 283.]

و قال العلامة الطباطبائى: «قد تقدم فى قوله تعالى: (ان الله اصطفى) الى قوله (عل العالمين) ان الاصطفاء المتعدى بعلى يفيد معنى التقدم، و انه غير الاصطفاء المطلق الذى يفيد التسليم، و على هذا فاصطفاؤها على نساءالعالمين تقديم لها عليهن. و هل هذا التقديم من جميع الجهات او بعضها؟ ظاهر قوله تعالى فيما بعد الآية (اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك) الآية، و قوله تعالى (و التى احصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا و جعلناها و ابنها آية للعالمين)،

[الآية 91 من سورة الانبياء.] و قوله تعالى (و مريم ابنة عمران التى احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا- و صدقت بكلمات ربها و كتبه و كانت من القانتين)،

[الآية 12 من سورة التحريم.] حيث لم تشتمل ما تختص بها من بين النساء الا على شانها العجيب فى ولادة المسيح عليه السلام ان هذا هو وجه اصطفائها و تقديمها على النساء من العالمين».

[تفسير الميزان: ج 3، ص 189.]

اقول: و يدل على ما ذهب اليه العلامة الطباطبائى من ان اصطفاء مريم على باقى النساء انما كان للجهة التى ذكرها لا من جميع الجهات ما رواه على بن ابراهيم القمى فى تفسيره بسند صحيح عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن على بن رئاب، عن ابى بصير، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: «...، و قوله (اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك على نساءالعالمين)، قال عليه السلام: اصطفاها مرتين، اما الاولى اى اختارها، و اما الثانية فانها حملت من غير فحل فاصطفاها بذلك على نساءالعالمين».

[تفسير القمى: ج 1، ص 101- 102، و يشهد له ايضا ما جاء فى البحار: ج 10 ، ص 242.] فالرواية صريحد فى ان اصطفاء مريم على نساءالعالمين انما كان من جهة الحمل من غير فحل، و لم يكن اصطفاء مطلقا، و يؤيده ايضا ما جاء فى تحف العقول عما رواه عن الامام الكاظم عليه السلام فى حوار بينه و بين هارون الرشيد.

[تحف العقول: ص 299، عنه البحار: ج 10، ص 242.]

خلاصة الجواب عن الشبهة: و بناء على ما نقلناه من اقوال المفسرين فانه يمكن الجواب عن الشبهة باحد الوجوه التالية:

الاول: ان المراد من العالمين هو الجم الغفير من الناس لا كلهم كما ذكره الزمخشرى، فيرتفع التعارض؛ اذ لا منافاة بين سيادة مريم على كثير من النساء و هم من يكونون فى زمن حياتها و بين سيادة الزهراء على النساء اللائى لم يعشن زمن مريم عليهاالسلام، بل و حتى اللائى عشن زمن مريم مع تعميم زمان السيادة ايضا.

الثانى: ان تقدم مريم عليهاالسلام على بقية النساء فى العالم كان من جهة الشان العجيب فى ولادة المسيح عليه السلام كما ذهب اليه الجبائى و العلامة الطباطبائى و فيه رواية صحيحة فى تفسير القمى.

الثالث: تحديد النساء اللاتى فضلت مريم عليهاالسلام عليهن بنساء زمانها، و تفضيل الزهراء عليهاالسلام على نساء جميع الازمنة بما فى ذلك النساء فى زمن مريم عليهاالسلام و بمريم ايضا، و قد نطقت بهذا مجموعة من الروايات مر بعضها فى روايات اهل السنة، و هى كثيرة فى روايات الشيعة و سياتى التعرض لها.

و ليس فى هذا الوجه الاخير اى غرابة فقد استخدمه المفسرون من السنة و الشيعة فى مواضع اخرى من القرآن الكريم، كما فى قوله تعالى: (يا بنى اسرائيل اذكروا نعمتى التى انعمت عليكم و انى فضلتكم على العالمين).

[الايتآن 47 و 122 من سورة البقرة.]

قال الشيخ الطوسى: «قال اكثر المفسرين: انه اراد الخصوص، و معناه عالمى زمانهم، ذهب اليه قتادة و الحسن و ابوالغالية و مجاهد و غيرهم، و قال بعضهم: اذا قلت: فضل زيد على عمرو فى الشجاعة لم يدل على انه افضل منه على الاطلاق و لا فى جميع الخصال، فعلى هذا يكون التخصيص فى التفضيل لا فى العالمين، و امة نبينا محمد صلى الله عليه و آله افضل من اولئك بقوله (كنتم خير امة اخرجت للناس) و عليه اجماع الامة؛ لانهم اجمعوا على ان امة محمد صلى الله عليه و آله افضل من سائر الامم، كما ان محمدا صلى الله عليه و آله افضل الانبياء من ولد آدم».

[تفسير التبيان: ج 1، ص 210.]

و قد مر علينا تفسير القرطبى لكلمة العالمين فى هذه الآية بالجم الغفير من الناس و لكن القرطبى الذى ذهب الى تفضيل مريم عليهاالسلام من آية الاصطفاء تناسى انه قال قبلها فى هذه الآية: «يريد عالمى زمانهم، و اهل كل زمان عالم».

[الجامع لاحكام القرآن: ج 1، ص 376.] و ليس هذا عنه ببعيد، اذ لم تكن المرة الاولى التى يتناقض فى كلامه، «و عادت لعترها لميس».

من منظار مذهب اهل البيت


لم يرد ضمن اقوال علمائنا المتقدمين منهم او المتاخرين ما يدل على ان هناك امرأة افضل من فاطمه عليهاالسلام، اما فى احاديثنا فقد وردت رواية واحدة فقط قد يظهر منها افضلية مريم على الزهراء عليهاالسلام.

فقد روى الشيخ الطوسى عن جماعة، عن ابى المفضل، عن احمد بن محمد بن سعيد، عن اسد بن يوسف بن يعقوب بن حمزة، عن محمد بن عكاشة، عن ابوالمغرا، عن يحيى بن طلحة و عن ايوب بن الحر، عن ابى اسحاق، ع0ن الحارث، عن على عليه السلام: «ان فاطمه شكت الى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال: الا ترضين ان زوجتك اقدم امتى سلما، و احلمهم حلما، و اكثرهم علما، اما ترضين ان تكونى سيدة نساء اهل الجنة الا ما جعله الله لمريم بنت عمران، و ان ابنيك سيدا شباب اهل الجنة».

[الامالى: ص 633، المجلس 31، ح 1305، ط دار الثقافة.]

و السند ضعيف لعدة امور، فاسد بن يوسف و محمد بن عكاشة مجهولان، و ابواسحاق السبيعى مهمل، و يحيى بن طلحة النهدى مهمل و لكن لا تاثير فى تضعيفه لانه يشاركه فى الرواية عن ابى اسحاق ايوب بن الحر و هو ثقة. اما ابوالمفضل الشيبانى فقد ذهب السيد الخوئى و آخرون الى تضعيفه، و سياتى ان هنا خصوصية ذهب البعض معها الى قبول اخبار الشيخ الطوسى عنه مع وجود واسطة من الثقاة.

ثم انه على فرض صحة السند فان ذلك غير كاف فى الخذ بالحديث، اذ انه يلزم حتى يؤخذ بالخبر ثلاثة امور و هى: صحة السند، وجهة الصدور و هو كون الخبر صادرا للافادة و العمل لا للتقية، و تمامية دلالة المتن على المطلوب.

و من المقطوع به ان النص على فرض صحة سنده صادر تقية لمنافاته لنصوص اخرى صريحة فى المقام، و لتسالم الطائفة على تفضيل الزهراء عليهاالسلام على مريم عليهاالسلام، فالشيخ الطوسى نفسه ذهب الى استحباب ان يقال فى زيارة فاطمه الزهراء عليهاالسلام: «السلام عليك يا سيده نساءالعالمين من الاولين و الآخرين».

[مصباح المتهجد: ص 711، و التهذيب: ج 6، ص 10.] و الاحاديث التى حملها علماؤنا على التقية سواء فى الفقه او غيره مما يعسر حصرها لكثرتها، يعرف ذلك كل من قرا الابحاث الفقهية و لو بشكل يسير.

و لذا علق العلامة المجلسى على هذا الحديث بقوله: «الاستثناء فى قوله (الا ما جعله الله لمريم) موافق لروايات العامة، و سياتى اخبار متواترة انها سيدة نساءالعالمين من الاولين و الآخرين، و يمكن ان يكون المعنى ان سيادة النساء منحصرة فيها الا مريم فانها سيده نساء عالمها».

[بحارالانوار: ج 37، ص 40.]

اما فى خصوص تساوى الزهراء عليهاالسلام مع غيرها فى الفضل فانه لم يرد فى اقوال علمائنا ايضا ما يشير اليه، و ان ورد فى بعض الاحاديث ما يدل على ان افضل نساء الجنة اربع منهم فاطمه عليهاالسلام، كما رواه الشيخ الصدوق من باب الاربعة من الخصال.

[الخصال: ص 205 و 206، ح 22 و 23(115).]

و لا يخفى ان هذا الحديث و ما شابهه ان وجد فى مصادرنا لا يدل فى حد ذاته على تساوى النساء الاربع فى الفضل، بل يدل على تقدمهن من حيث المجموع فى الفضل على بقية النساء، هذا فضلا عن ان الشيخ الصدوق انما اورد هذا الحديث لمجرد اثبات فضيلة لفاطمه عليهاالسلام من رواية اهل السنة كما هو مشهود لمن لاحظ سنده، لا انه يتبنى تساوى الزهراء- على فرض القبول بدلالة الحديث عليه- مع غيرها فى الفضل، فالشيخ الصدوق كما سياتى ممن صرح بكون فاطمه عليهاالسلام هى سيده نساءالعالمين من الاولين و الآخرين. و الاحاديث الدالة على كون فاطمه سيده نساءالعالمين كثيرة جدا فى رواياتنا لا يسع المقام لضبطها، و لكننا سنورد واحدة منها للتبرك:

فقد روى الشيخ الصدوق فى باب الوصية من لدن آدم عليه السلام من كتابه الفقيه عن النبى صلى الله عليه و آله انه قال: «ان عليا وصيى و خليفتى، و زوجته فاطمه سيده نساءالعالمين ابنتى، و الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنة، ولداى، من والاهم فقد والانى، و من عاداهم فقد عادانى...».

[من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 131، ح 3، و روى الميرزا محمد المشهدى فى تفسيره بعضا من هذه الاحاديث، و راجع ايضا امالى الشيخ الطوسى: ص 85، ح 127 و 129، و بشارة المصطفى: ص 140، و البحار: ج 8، ص 22،ح 15؛ و ص 68، ح 12؛ ج 9، ص 298 ح 5؛ ج 11، ص 165، ح 9.]

احاديث السيادة فى روايات الامامية:


اما الاحاديث التى تصرح بكون فاطمه هى سيده نساءالعالمين من الاولين و الآخرين فهى كثيرة جدا، منها:

1- روى الشيخ الصدوق فى معانى الاخبار عن احمد بن زياد بن جعفر الهمدانى، قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: اخبرنى عن قول رسول الله صلى الله عليه و آله فى فاطمه انها سيده نساءالعالمين، اهى سيده نساء عالمها؟ فقال: ذاك لمريم، كانت سيده نساء عالمها، و فاطمه سيده نساءالعالمين من الاولين و الآخرين.

[معانى الاخبار: ص 107، ح 1، و عنه دلائل الامامة: ص 149، ح 58.] و فى السند ضعف بمحمد بن سنان على مبنى السيد الخوئى، بينما ذهب الامام الخمينى فى المكاسب المحرمة و المامقانى فى التنقيح و التسترى فى القاموس و آخرون الى توثيقه.

[المكاسب المحرمة: ج 2، ص 143؛ تنقيح المقال: ج 3، ص 124.]

2- روى الشيخ الصدوق عن محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن اذينة، عن ابان بن ابى عياش، عن ابراهيم بن عمر اليمانى، عن سليم بن قيس الهلالى، قال: سمعت سلمان الفارسى رضى الله عنه يقول: «كنت جالسا بين يدى رسول الله صلى الله عليه و آله فى مرضته التى قبض فيها، فدخلت فاطمه عليهاالسلام فلما رات ما بابيها من الضعف بكت حتى جرت دموعها على خديها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله: ما يبكيك يا فاطمه؟ قالت: يا رسول الله اخشى على نفسى و ولدى الضيعة بعدك، فاغرو رقت عينا رسول الله صلى الله عليه و آله بالبكاء، ثم قال: يا فاطمه اما علمت انا اهل بيت اختار الله عز و جل لنا الآخرة على الدنيا و انه حتم الفناء على جميع خلقه، و ان الله تبارك و تعالى اطلع الى الارض اطلاعة فاختارنى من خلقه فجعلنى نبيا، ثم اطلع الى الارض اطلاعة ثانيا فاختار منها زوجك و اوحى الى ان ازوجك اياه و اتخذه وليا و وزيرا و ان اجعله خليفتى فى امتى، فابوك خير انبياء الله و رسله، و بعلك خير الاوصياء، و انت اول من يلحق بى من اهلى، ثم اطلع الى الارض اطلاعة ثالثة فاختارك و ولديك، فانت سيده نساء اهل الجنة، و ابناك الحسن و الحسين سيدا شباب

اهل الجنة و ابناء بعلك اوصيائى الى يوم القيامة...».

[كمال الدين و تمام النعمة: ص 262، ح 10. و رواه الطبرانى باسناده الى على الهلالى مع تفاوت، فراجع المعجم الكبير: ج 3، ص 57، ح 2675.] و فى السند ابان بن ابى عياش، و قد ذهب السيد الخوئى الى تضعيفه، اما المامقانى فقد ذهب الى توثيقه؛ و سياتى التعرض له فى الباب السابع.

3- روى الشيخ الصدوق فى اماليه عن محمد بن الحسن بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن ابى اسحاق، عن الحسن بن زياد العطار قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: «قول رسول الله صلى الله عليه و آله: فاطمه سيده نساء اهل الجنة، اسيده نساء عالمها؟ قال عليه السلام: ذاك مريم، و فاطمه سيده نساء اهل الجنة من الاولين و الآخرين».

[امالى الصدوق: ص 109، المجلس 26، ح 7.] و فى السند ضعف بابى اسحاق فهو مجهول.

4- روى الشيخ الصدوق فى اماليه عن احمد بن زياد بن جعفر الهمدانى، قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم، قال: حدثنا جعفر بن سلمة الاهوازى، قال: حدثنا ابراهيم بن محمد الثقفى، عن ابراهيم بن موسى ابن اخت الواقدى، قال: حدثنا ابوقتادة الحرانى، عن عبدالرحمن بن العلاء الحضرمى، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس، قال: «ان رسول الله صلى الله عليه و آله كان جالسا ذات يوم و عنده على و فاطمه و الحسن و الحسين عليهم السلام فقال: اللهم انك تعلم ان هؤلاء اهل بيتى و اكرم الناس على، فاحب من احبهم، و ابغض من ابغضهم، و وال من والاهم، و عاد من عاداهم، و اعن من اعانهم، و اجعلهم مطهرين من كل رجس معصومين من كل ذنب، و ايدهم بروح القدس منك، ثم قال: يا على انت امام امتى و خليفتى عليها بعدى، و انت قائد المؤمنين الى الجنة ، و كانى انظر الى ابنتى فاطمه قد اقبلت يوم القيامة على نجيب من نور عن يمينها سبعون ألف ملك، و عن يسارها سبعون ألف ملك، و بين يديها سبعون ألف ملك، و خلفها سبعون ألف ملك تقود مؤمنات امتى الى الجنة، فايما امرأة صلت فى اليوم و الليلة خمس صلوات، و صامت شهر رمضان، و حجت بيت الله الحرام، و زكت مالها، و اطاعت زوجها، و والت عليا بعدى دخلت الجنة بشفاعة ابنتى فاطمه، و انها لسيده نساءالعالمين من الاولين و الآخرين، و انها لتقوم فى محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين و ينادونها بما نادت به الملائكة مريم، فيقولون: يا فاطمه، ان الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك على نساءالعالمين...».

[امالى الصدوق: ص 393، المجلس 73،ح 18.] و فى السند ضعف بجعفر بن سلمة الاهوازى، و ابراهيم بن موسى، و ابوقتادة الحرانى، و عبدالرحمن بن العلاء الحضرمى، فهم مجهولون، و توقف السيد الخوئى فى سعيد بن المسيب بينما ذهب المامقانى و التسترى الى توثيقه.

5- روى الشيخ الصدوق عن احمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن على السكرى، عن محمد بن زكريا الجوهرى، قال: حدثنا شعيب بن واقد، قال: حدثنى اسحاق بن جعفر بن محمد بن عيسى بن زيد بن على، قال: سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول: «انما سميت فاطمة عليهاالسلام محدثة لان الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادى مريم بنت عمران، فتقول: يا فاطمه، الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك على نساءالعالمين، يا فاطمة اقنتى لربك و اسجدى و اركعى مع الراكعين، فتحدثهم و يحدثونها، فقالت لهم ذات ليلة: اليست المفضلة على نساءالعالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا: ان مريم كانت سيده نساء عالمها، و ان الله جعلك سيده نساء عالمك و عالمها و سيده نساء الاولين و الآخرين».

[علل الشرائع: ج 1، ص 182، الباب 146، ح 1، و عنه دلائل الامامة: ص 80، ح 20، و ص 152، ح 66.] و رواة السند مجهولون ما عدا محمد الجوهرى فهو ثقة، و ذهب المامقانى الى توثيق احمد بن الحسن القطان لترحم الصدوق عليه.

6- روى الشيخ الصدوق فى الخصال عن ابى الحسن محمد بن على الشاه، قال: حدثنا ابوحامد، قال: حدثنا ابويزيد احمد بن خالد الخالدى، قال: حدثنا محمد بن احمد بن صالح التميمى، عن ابيه قال: حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن ابيه، عن جده، عن على بن ابى طالب عليهم السلام، عن النبى صلى الله عليه و آله انه قال فى وصية له: «يا على ان الله عز و جل اشرف على الدنيا فاختارنى منها على رجال العالمين، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدى، ثم اطلع الثالثة فاختار الائمة من ولدك على رجال العالمين بعدك، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمه على نساءالعالمين».

[الخصال: ص 206، ح 25.] و السند ضعيف، فاغلب رواته من المجاهيل، و حماد بن عمرو مردد بين المهمل و المجهول.

7- روى الشيخ الصدوق فى الامالى عن محمد بن على بن ماجيلويه (رحمه الله)، قال: حدثنا عمى محمد بن ابى القاسم، عن محمد بن على الكوفى، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد، عن سعيد بن المسيب، عن عبدالرحمن بن سمرة قال: قلت: يا رسول الله ارشدنى الى النجاة، فقال: يا ابن سمرة، اذا اختلفت الاهواء و تفرقت الآراء فعليك بعلى بن ابى طالب فانه امام امتى و خليفتى عليهم من بعدى،... و هو زوج ابنتى فاطمة سيده نساءالعالمين من الاولين و الآخرين...».

[امالى الصدوق: ص 31، ح 3، المجلس السابع، عنه البحار: ج 36، ص 226، ح 2.] و فى السند ضعف بعبدالرحمن بن سمرة فهو مهمل، و توقف السيد الخوئى فى سعيد بن المسيب و محمد بن سنان بينما ذهب المامقانى الى توثيقهما، و محمد بن على ماجيلويه مجهول عند السيد الخوئى بينما و ثقه المامقانى، و محمد بن على الكوفى ثقة عند السيد الخوئى لروايته فى تفسير القمى و لمغايرته لابى سمينة الصير فى الضعيف، بينما ضعفه المامقانى لذهابه الى اتحاده مع الصيرفى.

8- روى ابوجعفر القاسم بن محمد الطبرى فى بشارة المصطفى عن السيد الزاهد يحيى بن محمد بن الحسن الجوانى الحسينى، قال: حدثنا الشيخ ابوعبدالله الحسن بن على بن الداعى الحسينى، قال: حدثنا السيد ابوابراهيم جعفر بن محمد الحسينى، قال: اخبرنى الحاكم ابوعبدالله محمد بن عبدالله الحافظ، قال: حدثنى على بن حماد العدل، قال: حدثنا احمد بن على بن مسلم الابار، قال: حدثنا ليث بن داود القبسى، قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن عمران بن حصين، قال: ان النبى صلى الله عليه و آله قال لفاطمة عليهاالسلام: «اما ترضين ان تكونى سيده نساءالعالمين، قالت: فاين مريم بنت عمران؟ فقال لها: اى بنية، تلك سيده نساء عالمها و انت سيده نساءالعالمين...».

[بشارة المصطفى: ص 69، عنه البحار: ج 39، ص 278، ح 56.] و اغلب رواة الحديث مجاهيل، و يحيى بن الحسن الجوانى حسن لما يستظهر من مدحه بالزهد، و عمران بن حصين حسن عند المامقانى، و كذلك يظهر من السيد الخوئى.

9- روى الشيخ الصدوق فى الامالى عن على بن احمد بن موسى الدقاق، قال: حدثنا محمد بن ابى عبدالله الكوفى، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعى، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلى، عن الحسن بن على بن ابى حمزة، عن ابيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبى صلى الله عليه و آله انه قال: «... و اما ابنتى فاطمه فانها سيده نساءالعالمين من الاولين و الآخرين، و هى بضعة منى، و هى نور عينى، و هى ثمرة فؤادى، و هى روحى التى بين جنبى، و هى الحوراء الانسية، متى قامت فى محرابها بين يدى ربها جل جلاله ظهر نورها لملائكة السماء كما يظهر نور الكواكب لنور الارض، و يقول الله عز و جل لملائكته: يا ملائكتى انظروا الى امتى فاطمه سيده امائى فائمة بين يدى، ترتعد فرائصها من خيفتى، و قد اقبلت بقلها على عبادتى، اشهدكم انى قد امنت شيعتها من النار...».

[امالى الصدوق: ص 99، المجلس 24، ح 2.] و فى السند ضعف بالحسن بن على بن ابى حمزة، و على بن احمد الدقاق مجهول عند السيد الخوئى و فى حكم الثقة عند المامقانى لكونه شيخ اجازة، و موسى بن عمران النخعى ثقة عند السيد الخوئى لروايته فى تفسير القمى و هو مهمل عند المامقانى، و على بن ابى حمزة البطائنى ضعيف عند السيد الخوئى بينما ذهب المامقانى الى الاخذ بخبره ما لم يعارض بالصحيح. هذا فضلا عن انقطاع السند فيما بينه و بين سعيد بن جبير.

10- روى الشيخ الطوسى عن جماعة، عن ابى المفضل، قال: حدثنا ابوالقاسم جعفر بن محمد بن عبدالله الموسوى فى داره بمكة سنة ثمان و عشرين و ثلاث مائة، قال: حدثنى مؤدبى عبدالله بن احمد بن نهيك الكوفى، قال: حدثنا محمد بن زياد بن ابى عمير، قال: حدثنا على بن رئاب، عن ابى بصير، عن ابى عبدالله جعفر بن محمد، عن آبائه، عن على عليهم السلام قال: لى رسول الله صلى الله عليه و آله: «... يا على، ان الله

/ 42