حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


و ممن روى هذا الخبر غير من حكاه المصنف عنهم ابن ابى شيبة كما نقله عنه فى الكنز

[كنز العمال: ج 3، ص 140 كتاب الخلافة و الامارة.] قال: اخرج عن اسلم انه حين بويع ابوبكر بعد رسول الله صلى الله عليه و آله كان على و الزبير يدخلون على فاطمه و يشاورونها و يرجعون فى امرهم، فلما بلغ ذلك عمر خرج حتى دخل على فاطمه فقال: ما من الخلق احد احب الى من ابيك، و ما من احد احب الينا بعد ابيك منك، و ايم الله ما ذاك بمانعى ان اجتمع هؤلاء النفر عندك ان آمر بهم ان يحرق عليهم الباب، فلما خرج عمر جاءوها قالت: تعلمون ان عمر قد جاءنى و قد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم الباب، و ايم الله ليمضين لما حلف عليه، فانصرفوا راشدين، الحديث. و منهم ابن قتيبة فى كتاب الامامة و السياسة، قال فى اوائل كتابه فى كيفية بيعة على: ان ابابكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند على، فبعث اليهم عمر فجاء فناداهم و هم فى دار على فابوا ان يخرجوا، فدعا بالحطب و قال: و الذى نفس عمر بيده لتخرجوا او لاحرقها على من فيها، فقيل له: يا اباحفص ان فيها فاطمه، قال: و ان، الحديث.

و منهم النظام كما حكاه عنه الشهرستانى فى الملل و النحل فى الفرقة النظامية، قال النظام: ان عمر ضرب بطن فاطمه يوم البيعة حتى القت المحسن من بطنها، و كان يصيح احرقوها بمن فيها و ما كان فى الدار الا على و فاطمه و الحسن و الحسين. و منهم احمد بن عبدالعزيز الجوهرى فى كتاب السقيفة كما نقله عنه ابن ابى الحديد

[شرح نهج البلاغة: ج 2، ص 19.] قال: جاء عمر الى بيت فاطمه فى رجال من الانصار، و نفر قليل من المهاجرين فقال: و الذى نفسى بيده لتخرجن الى البيعة او لاحرقن البيت عليكم. و اما ما زعمه من ان الطبرى مشهور بالتشيع مهجور الكتب و الرواية، فمناقض لما سيذكره قريبا فى اخراج عثمان اباذر الى الربذة من انه و ابن الجوزى من ارباب صحة الخبر، و كيف يعد الطبرى من الشيعة و هو من اعلام علماء السنة، حتى عده النووى فى تهذيب الاسماء بطبقة الترمذى و النسائى و اثنى عليه، كما نقله السيد السعيد عنه.

و قال ابن خلكان فى ترجمته من «و فيات الاعيان»: كان اماما فى فنون كثيرة، و كان من المجتهدين، لم يقلد احدا، و كان ثقة فى نقله، و تاريخه اصح التواريخ و اثبتها، انتهى ملخصا. و قال الذهبى فى ترجمته من «ميزان الاعتدال»: ثقة صادق من كبار ائمة الاسلام المعتمدين، لكن قال الذهبى: فيه تشيع و موالاة لا تضر، و لعل سببه جمعه لطرق حديث الغدير فى كتاب سماه الولاية، و الا فلا اعرف للرجل علقة بالتشيع، و اسمه محمد بن جرير بن يزيد، و هو صاحب التاريخ و التفسير المشهورين و تاريخه مطبوع بمصر و ذكر فيه الحديث الذى نقله المصنف عنه.

[تاريخ الطبرى: ج 3، ص 198.] قال: حدثنا

ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن زياد بن كليب قال: اتى عمر بن الخطاب منزل على و فيه طلحة و الزبير و رجال من المهاجرين، فقال: و الله لا حرقن عليكم او لتخرجن الى البيعة، فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فاخذوه. كما ان ما نقله المصنف رحمه الله عن ابن عبدربه موجود فى كتابه.

[العقد الفريد: ج 3، ص 63 ط مصر، سنة 1331 ه.] و اما ما ذكره من الوجوه فغير تامة، اما السنة الاولى؛ فلانها مبينة على وقوع الاحراق. و قد ذكرنا ان المروى هو قصد الاحراق، و لعل عمر اذا بلغ الامر الى الاحراق لم يفعل لجواز ان يكون قاصدا للتهديد فقط، على ان احراق بيت فاطمه عليهاالسلام لا يستلزم احراق غيره لوجود الآجر و الطين، فيمكن الاطفاء قبل السراية. و من عرف سيرة عمر و غلظته مع رسول الله صلى الله عليه و آله قولا و فعلا، لا يستبعد منه وقوع الاحراق فضلا عن مقدماته».

[دلائل الصدق: ج 3، ص 86- 89.]

اقول: قوله الاخير من عدم استبعاد وقوع الاحراق هو الاولى و الاصح؛ لانه قد سبق ان ذكرنا فى فصل احراق بيت الزهراء ان العلامة الحلى نفسه قد اقر بوقوع الاحراق فى كتابه «كشف المراد»، و لا تهافت بين القولين للوجه الذى ذكرناه مرارا من ان الاقتصار على بعض الحقائق لا يتعارض مع اضافة حقائق اخرى، انما التعارض يقع بين اثبات حقيقة و نفيها.

جواب الاعتراض الخامس:

و قد اجاب الشيخ المظفر عن اعتراض ابن رزبهان الخامس بما يلى:

«و اما ما ذكره فى الخامس: من ان امراء الانصار و اكابر الصحابة كانوا مسلمين منقادين محبين الى آخره، فهو لم سلم غير وارد؛ اذ لم يعلم حضور اكثرهم. و من حضر كان على راى الشيخين او مضطرب الحال، على ان الاحراق لو وقع ليس باعظم من غصب الخلافة، و مخالفة نص الغدير و غيره. و لو سلم فقد تدرج الامر من غصب الخلافة الى غصب ميراث بضعة الرسول و نحلتها الى احراق البيت فهان، و بالجملة اذا راى الناس مقاومة اولى الامر لاهل البيت عليهم السلام و شدتهم عليهم و على اوليائهم لم يستبعد سكوت الرعية، و لا سيما ان جل الامراء و الاكابر اعوان لهم فى الاعتداء على اميرالمؤمنين عليه السلام و من يتعلق به و التجاهر فى عداوتهم».

[دلائل الصدق: ج 3، ص 90.]

جواب الاعتراض السابع:

و هذا الاعتراض و ان كان خارج محل بحثنا فى هذا الكتاب و لكننا سنذكر اجابة المظفر على ابن رزبهان لما فيه من بعض الفوائد اللطيفة. قال (قدس سره): «و اما فى السابع: فلان ما زعمه من المنافاة لرواية الصحاح كذب، اذ ليس فيها ما ينافى قصد

الاحراق او وقوعه، فانها لم تشتمل على انه لم يتعرض لهم و تركهم على حالهم كما ادعاه الخصم، و لا على انهم يترددون عند ابى بكر و يدخلون فى المشاورات، و تدبير الجيوش، و لا عذر ابى بكر بخوف الفتنة من الانصار، و نحو ذلك. راجع ما رواه البخارى فى غزوة خيبر المشتمل على كيفية البيعة. و ما رواه مسلم فى باب قول النبى صلى الله عليه و آله: «لا نورث ما تركناه صدقة»، و ظنى ان غيرهما من صحاحهم لم يشتمل على ما ذكره، اذ لم ينقله عنها ناقل بحسب التتبع، بل اشتمل حديث البخارى و مسلم على ان عمر خاف على ابى بكر من دخوله وحده على على. و هذا مما يقرب وقوع الاساءة منهم اليه، كقصد الاحراق و نحوه، و من الجفاء الى اميرالمؤمنين عليه السلام ما اشتمل عليه هذان الحديثان من ان المسلمين كانوا الى على قريبا حين راجع الامر بالمعروف، فانه دال على انه كان فاعلا للمنكر مخالفا للشرع لما لم يبايع ابابكر. و هذا تكذيب لله سبحانه بشهادته له بالطهارة، و تكذيب للنبى صلى الله عليه و آله بشهادته له بانه مع الحق و الحق معه يدور حيث دار، فتبا لاولئك المسلمين الذين بعدوا عن سيدهم و عبدالله حقا و اخى نبيهم عليه السلام و وصيه، و ما زال اولئك المسلمون بعداء عن ذلك الامام الاعظم الى زماننا هذا، حتى جاء شاعرهم المصرى

[هو شاعر النيل حافظ ابراهيم، انظر ديوان حافظ ابراهيم: ج 1، ص 82 ط دار الكتب المصرية بالقاهرة عام 1937 م تحت عنوان: «عمر و على».] فى وقتنا فافتخر بما قاله عمر من التهديد باحراق بيت النبوة و باب مدينة علم النبى و حكمته و قال:














و قولة لعلى قالها عمر اكرم بسامعها اعظم بملقيها
حرقت دارك لا ابقى عليك بها ان لم تبايع و بنت المصطفى فيها
من كان مثل ابى حفص يفوه بها امام فارس عدنان و حاميها؟!

و قد ظن هذا الشاعر ان هذا من شجاعة عمر و هو خطا، او لم يعلم انه لم تثبت لعمر قدم فى المقامات المشهورة، و لم تمتد له يد فى حروب النبى الكثيرة، فما ذلك الا لامانة من على عليه السلام بوصية النبى صلى الله عليه و آله له بالصبر، و لو هم به لهام على وجهه و اختطفه باضعف ريشة.

و اما قول الخصم: فان اصحاب الصحاح اتفقوا على انه لما ولى الخلافة الى آخره، فالظاهر كذبه، اذ لم اجده فيما اطلعت عليه من صحاحهم و لا نقله عنها ناقل، بل المنقول عنها خلافه».

[دلائل الصدق: ج 3، ص 91.

و لد احسن و اجاد، «و رماه باقحاف راسه».

فاطمه الشهيدة


شهادة الزهراء


كلمات «فضل الله»


سؤال فى الصفحة 315 من الجزء الاول من كتاب الندوة طبعة قم:

يوجد بعض العلماء الذين يخطبون على المنابر و الذين يدرسون بعض الاخوة يشككون بالروايات التى تتكلم حول السيدة الزهراء عليهاالسلام بالنسبة الى سبب وفاتها، فما هو تعليقكم؟

الجواب: «ان هذه القضايا اختلفت فيها الروايات، لذلك يجب ان تبحث بحثا علميا سواء من الذين يؤيدون هذه الفكرة او الذين يعارضونها، ان هذه القضية تاريخية و خلافية، فبعضهم راى ذلك و الآخر راى غير ذلك، فينبغى الا تكون مثل هذه القضايا اساسا للغوغاء او الكلمات غير المسؤولية، بل ان تكون اساسا للبحث و النقد التاريخى، و قد ذكرت اكثر من مرة بان علينا ان ننقد ما عندنا بطريقة علمية موضوعية قبل ان ينقده الآخرون، لاننا عندما ننقده فمع المحافظة على العناصر الاساسية فى خط الاسلام و خط التشيع، بينما عندما ينقده الآخرون فانهم ينقدونه بطريقة اخرى، و ربما بكثير من التشويه».

ثم ان المتحصل من مجموع هذه الشبهات و الآراء السابقة حول ضرب الزهراء عليهاالسلام و اسقاط جنينها هو التشكيك فى شهادتها كما افصح عنه «فضل الله» فى جوابه عن هذا السؤال، و هذا خلاف صريح للنص الوارد فى الرواية الصحيحة من انها عليهاالسلام صديقه شهيده، فقد اورد الكلينى فى باب مولد الزهراء عليهاالسلام من كتاب الحجة من الكافى حديثا

صحيح الاسناد رواه عن محمد بن يحيى، عن العمركى بن على، عن على بن جعفر، عن اخيه ابى الحسين عليه السلام، قال: «ان فاطمه صديقه شهيده».

[الكافى: ج 1، ص 45، ح 2.]

قال المولى محمد صالح المازندرانى (المتوفى سنة 1081 ه) فى شرحه على الكافى : «و الشهيد من قتل من المسلمين فى معركة القتال المامور به شرعا، ثم اتسع فاطلق على كل من قتل منهم ظلما كفاطمة عليهاالسلام، اذ قتلوها بضرب الباب على بطنها و هى حامل فسقط حملها فماتت لذلك».

[شرح الكافى: ج 7، ص 207.]

و قال العلامة المجلسى (المتوفى سنة 1111 ه) فى تعليقه على هذا الحديث بعد الحكم بصحة اسناده ما يلى: «ثم ان هذا الخبر يدل على ان فاطمه صلوات الله عليها كانت شهيدة، و هو من المتواترات، و كان سبب ذلك انهم لما غصبوا الخلافة و بايعهم اكثر الناس بعثوا الى اميرالمؤمنين عليه السلام ليحضر للبيعة فابى، فبعث عمر بنار ليحرق على اهل البيت بيتهم و ارادوا الدخول عليه قهرا فمنعتهم فاطمه عند الباب، فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمه فكسر جنبها و اسقطت جنينا كان سماه رسول الله صلى الله عليه و آله محسنا، فمرضت لذلك، و توفيت صلوات الله عليها فى ذلك المرض»، ثم ساق (رضوان الله عليه) الروايات الدالة على ذلك.

[مرآة العقول: ج 5، ص 318.]

روايات شهادة الزهراء:


فبالاضافة الى كل ما اوردنا من ادلة التعدى على الزهراء عليهاالسلام، فان هذه الرواية و روايات اخرى تنص على انها ماتت شهيدة مقتولة، و من ذلك:

1- ما جاء فى كتاب سليم بن قيس الهلالى (المتوفى سنة 90 ه): «فالجاها (قنفذ) الى عضادة بيتها و دفعها فكسر ضلعا فى جنبها فالقت جنينا من بطنها فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت من ذلك شهيدة».

[كتاب سليم بن قيس: ص 85 ط دار الفنون؛ ج 2، ص 588 ط نشر الهادى.]

2- ما ذكره الشيخ المفيد فى كتابه المزار: «و قد روى ان قبرها عليهاالسلام عند ابيها رسول الله، صلى الله عليه و آله فاذا اردت زيارتها فقف بالروضة و قل: «السلام عليك يا رسول الله، السلام على ابنتك الصديقه الطاهره، السلام عليك يا فاطمه يا سيدة نساءالعالمين، ايتها البتول الشهيده الطاهره».

[كتاب المزار: ص 156.]

3- ما رواه ابن قولويه فى كامل الزيارات باسناده عن عبدالله بن بكر الارجانى عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: «و قاتل اميرالمؤمنين، و قاتل فاطمه و محسن، و قاتل الحسن و الحسين».

[كامل الزيارات: ص 327.]

4- ما رواه احمد بن ابى طالب الطبرسى فى «الاحتجاج» برواية سلمان الفارسى انه قال: «فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت من ذلك شهيده صلوات الله عليها».

[الاحتجاج: ج 1، ص 109 ط مؤسسة النعمان؛ و ج 1، ص 212 ط دار الاسوة، و جاء فى هامش هذه الطبعة عن نسختين ما يلى: فى (أ) و (ب): مقتولة، مغصوبة حقها، ممنوعة ارثها، مظلومة هى- و بعلها و نسلها- صلوات الله عليها و على ابيها و بعلها و بنيها و لعن الله ظالميها ابدا.]

5- ما رواه شاذان بن جبرائيل بن اسماعيل بن ابى طالب القمى فى الفضائل فيما رفعه بالاسناد الى سليم بن قيس انه قال: «لما قتل الحسين بن على عليهماالسلام بكى ابن عباس بكاء شديدا، ثم قال: ما لقيت هذه الامة بعد نبيها! اللهم انى اشهدك انى لعلى بن ابى طالب عليه السلام و لوده ولى، و من عدوه و عدو ولده برى، فانى مسلم لامرهم، و لقد دخلت على على بن ابى طالب عليه السلام ابن عم رسول الله صلى الله عليه و آله بذى قار فاخرج لى صحيفة و قال: يا بن عباس هذه الصحيفة املاء رسول الله و خطى بيدى، قال: فقلت: يا اميرالمؤمنين اقراها على، فقراها و اذا فيها كل شى ء منذ قبض رسول الله صلى الله عليه و آله الى يوم قتل الحسين عليه السلام، و كيف يقتل و من يقتله و من ينصره و من يستشهد معه فيها، ثم بكى بكاء شديدا و ابكانى، و كان فيما قراه كيف يصنع به، وكيف تستشهد فاطمه...».

[الفضائل: ص 141.]

6- ما رواه الشيخ الصدوق ضمن حديث طويل يذكر فيه النبى صلى الله عليه و آله ما سيجرى على اهل البيت عليهم السلام من الظلم، و جاء فيه: «فتكون اول من يلحقنى من اهل بيتى فتقدم على محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة».

[الامالى: ص 101، و كلمة مقتولة جاءت فى بعض النسخ.]

و قال الشيخ الصدوق فى الفقيه: «و انى لما حججت بيت الله الحرام كان رجوعى على المدينة بتوفيق الله عز و جل، فلما فرغت من زيارة النبى صلى الله عليه و آله قصدت الى بيت فاطمه عليهاالسلام، و هو من عند الاسطوانة التى يدخل اليها من باب جبرائيل عليه السلام الى مؤخر الحظيرة التى فيها النبى صلى الله عليه و آله، فقمت عند الحظيرة و يسارى اليها و جعلت ظهرى الى القبلة و استقبلتها بوجهى و انا على غسل، و قلت: «السلام عليك يا بنت رسول الله... السلام عليك ايتها الصديقه الشهيده... السلام عليك ايتها المظلومة المغصوبة، السلام عليك ايتها المضطهدة المقهورة».

ثم قال الشيخ الصدوق (رضوان الله عليه) بعد ما انتهى من زيارتها: «قال مصنف هذا الكتاب: لم اجد فى الاخبار شيئا موظفا محدودا لزيارة الصديقه عليهاالسلام، فرضيت لمن نظر فى كتابى هذا من زيارتها ما رضيت لنفسى، و الله الموفق للصواب و هو حسبنا و نعم الوكيل».

[من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 341.]

شبهة ارادة الشاهد من الشهيد:


و قد يقول معترض: ان كلمة الشهيد كما انها جاءت فى القرآن الكريم و الاحاديث بمعنى المقتول فى سبيل الله فكذلك استعملت بمعنى الشاهد على الشى ء و الشاهد على العمل، و قد وردت فى القرآن الكريم آيات كثيرة استعمل فيها كلمة الشهيد فى المعنى الثانى، مثل قوله تعالى: (و كذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا)،

[الآية 143 من سورة البقرة.]] و قوله عز و جل: (فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد و جئنا بك على هؤلاء شهيدا)،

[الآية 41 من سورة النساء.] و قوله سبحانه: (هو سماكم المسلمين من قبل و فى هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم و تكونوا شهداء على الناس)،

[الآية 78 من سورة الحج.] بل يمكن الادعاء بسهولة ان اكثر موارد استخدامها فى القرآن بالمعنى الثانى، و لا توجد فى الرواية قرينة تحدد المقصود من كلمة الشهيد، فهى مجملة من هذه الجهة و لا يصح الاستدلال بها، هذا ان لم يقال انها ظاهرة فى معنى الشاهد على الاعمال بان تكون الزهراء عليهاالسلام شاهدة فى يوم القيامة على اعمال المؤمنين و الجاهدين.

كلام للراغب و الطريحى:


و تمهيدا للجواب على هذا الاعتراض يحسن ان ننقل ما جاء فى كتابى المفردات فى غريب القرآن و مجمع البحرين فى بعض ما جاء فى مادة «شهد» مما يرتبط بالمقام.

قال الراغب الاصفهانى: «الشهود و الشهادة: الحضور مع المشاهدة اما بالبصر او البصيرة...، و الشهادة قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصير او بصر... و يقال شاهد و شهيد و شهداء... و اما الشهيد فقد يقال للشاهد و المشاهد للشى ء، و قوله تعالى: (سائق و شهيد) اى من شهد له و عليه، و كذا قوله تعالى: (فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد و جئنا بك على هؤلاء شهيدا)... و الشهيد هو المحتضر، فتسميته بذلك لحضور الملائكة اياه اشارة الى ما قال: (تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا...) الآية، قال: (و الشهداء عند ربهم لهم اجرهم)، او لانهم يشهدون فى تلك الحالة ما اعد لهم من النعيم، او لانهم تشهد ارواحهم عندالله، كما قال: (و لا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتا...» الآية.

[المفردات فى غريب القرآن: ص 392- 395.]

و قال الطريحى: «... قوله: (لتكونوا شهداء على الناس)

[الآية 143 من سورة البقرة.] روى ان الامم يوم القيامة يجحدون تبليغ الانبياء، فيطلب الله الانبياء بالبينة على انهم قد بلغوا، فيؤتى بامة محمد صلى الله عليه و آله فيشهدون لهم عليهم السلام و هو يزكيهم.

و روى عن على عليه السلام انه قال: «ايانا عنى، فرسول الله صلى الله عليه و آله شاهد علينا و نحن شهداء الله على خلقه و حجته فى ارضه...، و فى حديث وصف على عليه السلام؛ «مضيت للذى كنت عليه شهيدا و مستشهدا و مشهودا» و المراد من الشهيد المعنى المعروف، و من المستشهد المطلوب منه الشهادة، كان الله امره بها و طلبها منه، و من المشهود الذى يشهد قتله الخلائق و الملائكة كما فى قوله تعالى: (ان قرآن الفجر كان مشهودا)، و فى حديث ذكر الشهيد «و هو من مات بين يدى نبى او امام معصوم او قتل فى جهاد سائغ»، قيل سمى بذلك لان ملائكة الرحمن تشهده، فهو شهيد بمعنى مشهود، و قيل لان الله و ملائكته شهود له فى الجنة، و قيل لانه ممن استشهد يوم القيامة مع النبى صلى الله عليه و آله على الامم الخالية، و قيل لانه لم يمت كانه شاهد اى حاضر، او لقيامه بشهادة الحق فى الله حتى قتل، او لانه يشهد ما اعد الله له من الكرامة و غيره لا يشهدها الى يوم القيامة، فهو فعيل بمعنى فاعل.

و الشهيد من اسمائه تعالى، و هو الذى لا يغيب عنه شى ء، و الشاهد: الحاضر، و فعيل من ابنية المبالغة فى فاعل، فاذا اعتبر العلم مطلقا فهو العليم، و اذا اضيف الى الامور الباطنة فهو الخبير، و اذا اضيف الى الامور الظاهرة فهو الشهيد».

[مجمع البحرين: ج 3، ص 77- 82.]

جواب الشبهة:


و دفعا لهذا الاعتراض نقول:

اما اولا: فان الآيات القرآنية التى جاءت فيها كلمة الشهيد بمعنى الشاهد لم تكن خالية عن القرائن المحفوفة باللفظ و المحددة للمراد، و الآيات السابقة شاهد صدق على ذلك، اما كثرة استعمال اللفظ فى معنى فانه لا يجعل ذلك المعنى هو الظاهر و المراد من اللفظ مع عدم وجود القرينة، فدعوى استظهار ارادة معنى الشاهد على الشى ء من كلمة الشهيد غير تامة.

نعم ذهب العلامةالطباطبائى فى الميزان الى استظهار معنى الشاهد من كلمة الشهيد فى قوله تعالى: (و من يطع الله و رسوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين)،

[الآية 69 من سورة النساء، و راجع تفسير الميزان: ج 4، ص 407.] و لكن هذا الاستظهار يخالف ظهور مكاتبة عبدالله بن جندب للامام الرضا عليه السلام، و نحن نذكرها بطولها لما فيها من المعانى الجليلة، و لما فيها من الرد على بعض الجهلة الذين انزلوا اهل البيت من مقاماتهم، و اعتبروا القول ببعضها من الغلو.

فقد قال على بن ابراهيم فى قوله: (الله نور السموات و الارض)- الى قوله- (و الله بكل شى ء عليم)

[الآية 35 من سورة النور.]: فانه حدثنى ابى، عن عبدالله بن جندب، قال: كتبت

الى ابى الحسن الرضا عليه السلام اسال عن تفسير هذه الآية، فكتب الى الجواب: «اما بعد، فان محمدا كان امين الله فى خلقه، فلما قبض النبى صلى الله عليه و آله كنا اهل البيت ورثته، فنحن امناء الله فى ارضه، عندنا علم المنايا و البلايا و انساب العرب و مولد الاسلام، و ما من فئة تضل مائة به و تهدى مائة به الا و نحن نعرف سائقها و قائدها و ناعقها، و انا لنعرف الرجل اذا رايناه بحقيقة الايمن و حقيقة النفاق، و ان شيعتنا لمكتوبون باسمائهم و اسماء آبائهم اخذ الله علينا و عليهم الميثاق، يردون موردنا و يدخلون مدخلنا، ليس على ملة الاسلام غيرنا و غيرهم الى يوم القيامة، نحن آخذون بحجزة نبينا و نبينا آخذ بحجزة ربنا- و الحجزة النور- و شيعتنا آخذون بحجزتنا، من فارقنا هلك و من تبعنا نجا، و المفارق لنا و الجاحد لولايتنا كافر، و متبعنا و تابع اوليائنا مؤمن، لا يحبنا كافر و لا يبغضنا مؤمن، و من مات و هو يحبنا كان حقا على الله ان يبعثه معنا.

نحن نور لمن تبعنا، و هدى لمن اهتدى بنا، و من لم يكن منا فليس من الاسلام فى شى ء، و بنا فتح الله الدين و بنا يختمه، و بنا اطعمكم الله عشب الارض، و بنا انزل الله قطر السماء، و بنا آمنكم الله من الغرق فى بحركم و من الخسف فى بركم، و بنا نفعكم الله فى حياتكم و فى قبوركم و فى محشركم و عند الصراط و عند الميزان و عند دخولكم الجنان، مثلنا فى كتاب الله كمثل مشكاة و المشكاة فى القنديل فنحن المشكاة فيها مصباح، المصباح محمد رسول الله صلى الله عليه و آله (المصباح فى زجاجة) من عنصرة طاهرة (الزجاجة كانها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية) لا دعية و لا منكرة (يكاد زيتها يضى ء و لو لم تمسسه نار) القرآن (نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء و يضرب الله الامثال للناس و الله بكل شى ء عليم)، فالنور على عليه السلام لولايتنا من احب.

و حق على الله ان يبعث ولينا مشرقا وجهه منيرا برهانه ظاهرة عندالله حجته، حق على الله ان يجعل اولياءنا المتقين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا، فشهداؤنا لهم فضل على الشهداء بعشر درجات، و لشيهد شيعتنا فضل على كل شهيد غيرنا بتسع درجات، نحن النجباء و نحن افراط الانبياء و نحن اولاد الاوصياء، و نحن المخصوصون فى كتاب الله، و نحن اولى الناس برسول الله صلى الله عليه و آله.

و نحن الذين شرع الله لنا دينه فقال فى كتابه: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذى اوحينا اليك)- يا محمد- (و ما وصينا به ابراهيم و اسماعيل و اسحاق و يعقوب)، قد علمنا و بلغنا ما علمنا و استودعنا علمهم، و نحن ورثة الانبياء و نحن ورثة اولى العلم و اولى العزم من الرسل، ان اقيموا الدين (و لا تموتن الا و انتم مسلمون) كما قال الله: (و لا تتفرقوا فيه و ان كبر على المشركين ما تدعوهم اليه) من الشرك، من اشرك بولاية على عليه السلام (ما تدعوهم اليه) من ولاية على عليه السلام يا محمد (فيه هدى و يهدى اليه من ينيب) من يجيبك الى بولاية

/ 42