حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




المدخل



المدخل


صدرت ستة ردود مكتوبة للسيد محمد حسين فضل الله تتعلق بما اثير حوله من كلام كرد فعل على حديثه عام 1413 ه حول بعض المسائل العقائدية و التاريخية، خصوصا فيما يتعلق بسيدة نساءالعالمين فاطمة الزهراء عليهاالسلام، و قد كتبت هذه الردود و القيت فى مناسبات و تواريخ مختلفة و هى كالتالى:


1- رسالة للسيد جعفر مرتضى بتاريخ 18/ 11/ 1993 م المصادف 3 جمادى 1414 ه.


2- رسالة ثانية للسيد جعفر مرتضى غير مؤرخة، الا ان تاريخ «الفاكس» يشير الى يوم 22/ 11/ 1993 م المصادف 7 جمادى الثانية 1414 ه.


3- نص مقابلة اذاعة «النور» معه فى بيروت بتاريخ 22/ 11/ 1993 م المصادف 7 جمادى الثانية 1414 ه، و قد تم تدوين نص المقابلة و نشرت ضمن بعض ردوده المكتوبة، و لذا ادرجتها ضمن الردود المكتوبة.


4- رسالة للسيد محمد جواد الكلبايكانى بتاريخ 7 جمادى الثانى 1414 ه المصادف 22/ 11/ 1993 م.


5- بيان وزعه ناشروه فى لندن باسم «انصار المقاومة الاسلامية فى لبنان» تضمن جواب فضل الله على اسئلتهم، و لم يذكر فيه تاريخ الاجابة او تاريخ التوزيع، و الذى يظهر من بعض القرائن انه كتب متاخرا عن الاجوبة السابقة بقليل.


6- رسالة جوابية تعليقا على اجوبة آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزى (دام ظله) حول بعض الاسئلة التى و جهت الى سماحته و ذكر فيها رايه حول مجموعة من الاراء العقائدية و غيرها المنسوبة لفضل الله، و قد كتبت بتاريخ 11 جمادى الثانية 1417 ه، و هى آخر ما يمثله راى فضل الله فى هذا الشان ضمن الردود المكتوبة.


و للاختصار سوف نرمز الى كل جواب برقمه، فالجواب «الرابع» مثلا سيشير الى رسالته للسيد محمد جواد الكلبايكانى، و هكذا.


هذا بالاضاف الى مجموعة من الاحاديث و المحاورات المتفرقة ضمن عدة اشرطة مسجلة، و الذى يظهر من اغلبها انها كانت فى العامين 1996-1995 م. و كذلك بعض الكتب و المجلات و النشرات التى قام بتاليفها او اجريت فيها مقابلات صحفية و حوارات معه و اخص بالذكر منها نشرة «بينات»، و نشرة «فكر و ثقافة»، و مجلة «الموسم» الفصلية فى عددها الواحد و الثانى و العشرين و الصادرة عام 1416 ه (و قد اختص العدد بتمامه للحوار معه)، و كما يظهر من مقدمة العدد فان اغلب هذه الاسئلة قدطرحت عليه فى مواسم الحج و بعضها فى لبنان، و انها كانت من العام 1406 ه فما بعد، و قد طبع هذا العدد فى مدينة قم المقدسة فى كتاب باسم «حوار مع محمد حسين فضل الله»، و كذلك استندنا الى كتاب «الندوة» و هو عبارة عن سلسلة ندوات الحوار الاسبوعية بدمشق و التى بدات من 17/ 6/ 1995.


[
راجع الملاحق: 10-1.]


و تبرز اهمية التسلسل فى طرح اقواله فى معرفة المراحل التى مر بها فضل الله فى تحديد موقفه من قضية الزهراء عليهاالسلام- ان كان ثمة راى محدد موجودا بالفعل!- و معرفة الراى النهائى الذى استقر عليه و خصوصا فى جوابه السادس .


و اليكم نص كلماته وردوده مبوبة فى النقاط التالية مع التعليق عليها و دراستها بما يوفقنا الله اليه.


هل كان حديثا جماهيريا؟



قال فى جوابه الثانى:


«لقد كان الحديث عن الصديقة الزهزاء منطلقا من اثارة احتمالات تحليلية من اجل الوصول الى نتائج علمية فى هذه الامور و غيرها، و لم يكن حديثا جماهيريا».


و قال فى جوابه الرابع:


«اما عن الملاحظة حول حديثى فى قضية جدتنا الصديقة الطاهرة المعصومة الزهراء عليهاالسلام فلم يكن فى حشود جماهيرية متحمسة، بل كان حديثا قبل اكثر من سنة فى مجتمع نسائى صغير جدا جوابا عن سؤال- اننى احب ان ابين لكم ان المسالة لم تاخذ بعدا جماهيريا كما تذكرون-».


و قال فى جوابه الخامس:


«قبل سنة و فى اجتماع للجنة النسائية فى مسجد الامام الرضا عليه السلام فى بئر العبد تحدثت عن شخصية الزهراء».


و السؤال المطروح هو: اذا كان حديثه قد حصل فى مجتمع نسائى صغير جدا فما هى الحاجة الى مكبرات الصوت؟ و ما هى الضرورة الى تسجيل الحديث؟ الا يدرك فضل الله ان كل حديث يسجل بصوته يشكل مستندا رسميا لارائه و خصوصا ان الكثير من الناس يتابعون اخباره و يستمعون لا شرطته المسجلة سواء كانوا مؤيدين ام معارضين؟ «و لكل ساقطة لا قطة».


ثم الا يعتبر تسجيل الحديث فى هذا الزمان- عصر الاتصالات السريعة- بمثابة ما يعوض به المتحدث عن قلة الحضور؟


ان محاولة فضل الله تضييق دائرة المخاطبين و التاكيد على عدم جماهيرية الحديث انما يهدف منها ان يجنب نفسه تبعات ما طرحه فى تلك الجلسة و القاء المسؤولية على عاتق المعترضين على افكاره و المستنكرين لاقواله، الا ان ادعاء فضل الله لا يتفق بتاتا مع ما يجاهر به و فى اكثر من مناسبة من انه يرفض الاسلوب الذى يحصر البحث فى المسائل العقائدية و غيرها فى نطاق العلماء كى لا تتزلزل عقيدة العامة، فهو يقول فى احدى اعداد نشرة «بينات» الصادرة بتاريخ 25/ 10/ 1996 جوابا عن استفسار فى هذا الخصوص:


«يخاف البعض ان يؤدى طرح المسائل الفكرية و العقائدية الى مس افكار متوارثة قدتكون صحيحة و قد لا تكون، و يقول بانه ليس من حق اى عالم ان يطرح القضايا التى تثير الجدل امام الناس، و ان عليه ان يقتصر فى ذلك على العلماء الذين يناقشهم و يناقشونه حذرا من ضياع الناس.


و ربما يلاحظ على بعض اخواننا اننى اطرح القضايا و اثير التساؤلات فى الهواء الطلق، و يعتبرون ان بعض الافكار المطروحة قد تصدم الذهنية العامة المتوارثة، و يرون ان ذلك خطا لانه يولد جدلا و مشاكل تضعف عقائد الناس...، انا لا اؤمن بان الناس عوام الناس يجب ان نبقيهم على جهلهم...، انى ارى من الخطا اثارة القضايا فى المجالس الخاصة و حسب، بل لابد من ان نثيرها فى المجالس العامة بالطريقة التى تحقق للناس توازنا فى فهمهم و افكارهم...».


فاين تكمن الحقيقة بين هذا القول و بين اقواله السابقة فى ان حديثه لم يكن لاجل اثارة الموضوع بين الجماهير؟


هل كانت مبادرة ام ردة فعل؟



قال فى جوابه الرابع: «بل كان حديثا قبل اكثر من سنة فى مجتمع نسائى صغير جوابا عن سؤال».


و قال فى جوابه الخامس: «و سئلت عن مسالة كسر ضلع الزهراء عليهاالسلام فقلت آنذاك: ان الرواية- حسب اطلاعى- الواردة فى هذه القضية ضعيفة، و قد يسال احدنا: اذا كانت المسالة كذلك فلماذا اثرت حولها الاستفهام فى ذلك الوقت؟ و اجيب بان ذلك كان جوابا


لسؤال تلقيته من بعض الاخوات كما و سبق ان اشرت فى بداية الحديث، و انا قد عودت الناس ان اجيبهم على كافة القضايا، و لم اكن انا ابتدات اثارة ذلك».


و قال فى جوابه السادس: «و لم اثر الموضوع، بل كان حديثا خاصا استغله الحاقدون و نشروه بين الناس، فاذا كان فيه اساءة لذكرى الزهراء عليهاالسلام ، فهم الذين يتحملون مسؤوليتها».


و قال فى الشريط المسجل: «انا ما اثرت هذه المسالة اساسا، مسالة هنا فى المسجد فيه نساء كانوا موجودين، مثقفات حكت و انتهت، الى (الذين) اثاروا هذه المسالة و اخذوا هذا الشريط و اخذوا يشهرون فى ايران و غيرها هم الذين اساءوا، (اذا كان) فى هذا الحديث اساءة؟! هم الذين اساءوا».


و قال فى العدد 18 من نشرة «فكر و ثقافة»: «انها قصة صغيرة و فى مجلس خاص قام احدهم بنشره، و لست انا الذى اثرته و لا نشرته و لا شجعته».


و لكن الحقيقة لا تساعد فضل الله فى ما ادعاه بل تقف فى وجهه، لان حديثه كان على قسمين، الاول منه كان محاضرة، و القسم الثانى اجابة منه على الاسئلة الموجهة اليه كما هى الطريقة المالوفة حاليا، و عندما نرجع الى الشريط و نستمع اليه نراه يقول فى القسم الاول من حديثه:


«و هكذا نرى ان الزهراء عليهاالسلام صاحبة رب البيت المشغولة باولادهاو المشغولة ببيتها و بزوجها و بابيها انتفضت عندما رات ان هناك حقا يضاع و ان هناك مشكلة برزت، مشكلة خاصة و هى عامة فى مدلولها و فى حقها فى فدك، و مشكلة عامة و هى حق اميرالمؤمنين عليه السلام على المسلمين جميعا، لان المسلمين كانوا يقدرونها و يعظمونها و يحترمونها لانهم كانوا يرون رسول الله صلى الله عليه و آله يقدرها و يحترمها، و انا لا اتفاعل مع كثير من الاحاديث التى تقول ان القوم كسروا ضلعها او ضربوها على وجهها او ما الى ذلك، اننى اتحفظ فى كثير من الروايات كما انقل عن المرحوم عبدالحسين شرف الدين... الخ».


و فى القسم الثانى من الشريط سالته احدى المؤمنات كردة فعل على كلامه السابق عن كيفيه استثناء كسر ضلع الزهراء مع العلم ان كلمة- و ان- التى اطلقها القوم اعطت الايحاء، بالاضافة الى اسقاط الجنين محسن؟


فاجاب: «قلت- و هذا اعتراف ثان بانه بادر الى الطرح- ان هذا لم يثبت ثبوتا بحسب اسانيد معتبرة، و لكن قد يكون ممكنا، اما سقوط الجنين فقد يكون بحالة طبيعية طارئة».


و الشريط المسجل موجود بين ايدى الجميع و شاهد على بطلان مدعاه.


و نحن لا نريد ان نتهم فضل الله بالكذب لكى يخلص نفسه من المازق الذى وقع فيه لان هذا يتنافى مع الاخلاق التى دعانا اليها الدين الحنيف، و افضل تبرير يمكن ذكره لكى لا نحمله على سوء الظن هو القول بان قوة الحجة المقابلة و وهن ما لديه قد اربكته و جعلته يتحدث من غير وعى لما صدر منه.


و هناك احتمال آخر ايضا لتبرير موقف فضل الله و هو ان هناك فرقا بين المبادرة الى طرح الموضوع و بين اثارته!! فالمبادرة تكون ممن يطرح الموضوع و الاثارة ممن يعترض على الموضوع!! و نحن لم نستوعب هذا الفرق فقد يكون من المصطلحات و الالفاظ التى خفيت معانيها علينا و اختص فضل الله بمعرفتها!


ثم لو افترضنا ان هذا كان جوابا عن سؤال و لم يكن مبادرة فهل ان الانسان ملزم بالاجابة على كل سؤال و خصوصا اذا لم يكن ملما به بالشكل الكافى؟ و قد جاء فى نهج البلاغة ان اميرالمؤمنين عليه السلام قال: «لا تقل ما لا تعلم... فان الله فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة».


[
نهج البلاغه للشريف الرضى: ص 544، الحكمة 382.]


يضاف الى ذلك ان فضل الله يصور القضية على انها لا تتجاوز فى شكلها الجواب وردة الفعل من غير ان يكون له قصد مسبق و غرض معين، و هذا لا ينسجم ابدا مع ما يطرحه من انه كان يهدف من طرح الموضوع اثارته للتحقيق و البحث العلمى كما جاء ذلك صريحا فى الجواب الخامس حيث قال: «لان المسالة اننى اثرت علامة استفهام و ابديت بعض التحفظات من اجل اثارة البحث حولها».


و لكن «فضل الله» لكى يخلص نفسه من تبعات ما بادر اليه اخذ يلقى بالمسؤولية فى مضاعفات ما ترتب على حديثه على الذين استنكروا كلامه فاخذوا يحذرون من الاطروحات الغريبة و الشاذة، فبدلا من ان يبحث فى منشا الاثارة و سببها اخذ و فى مغالطة واضحة يركز على نتائجها- و هى نتائج طبيعية لمثل هذا الحديث الخطير- ليجعلها فى ميزلة العلة و السبب!! «و من يرى الزبد يخله من لبن».


و سؤالنا لفضل الله: لو ان شخصا تكلم فى مجلس خاص او تطرق فى كتاب الى اهانات للنبى و الائمة صلوات الله عليهم بما يستوجب الحكم بالارتداد- كما حصل فى قضية المرتد سلمان رشدى- فمن الملوم و المحاسب فى ذلك، هل هو المتحدث و الكاتب ام الناقل و المعترض؟ و غنى عن البيان ان المقارنه (و من ثم التطابق) هنا تتناول شكل الحالة و صورتها لا محتواها و مادتها.


و لا ارى نفسى فى حاجة للرد على السفسطات التى عودنا عليها فضل الله و اخذ يستعملها للاستهلاك الاعلامى، لان اول من اثار هذه القضية هو شخصه و بالتالى فهو احق الناس ان يشمله كلامه الذى قال فيه: «اننا نعتبر ان من يشغل المجتمع بمثل هذه القضية فى مثل هذه الظروف العصيبة التى يقف فيها الاستكبار العالمى من جهة و الكفر العالمى فيها من جهة اخرى من اجل ان يسقط الاسلام و المسلمين فى ارضهم و عزتهم و كرامتهم و سياستهم، ان من يثير مثل هذه القضايا باطريقة التى تعمل على تفجير الفتنة فهو لا يخلص لله و لرسوله و للمؤمنين».


[
نشرة «بينات»: العدد 52، بتاريخ 26/ 9/ 1997.]


يقول آية الله العظمى التبريزى (دام ظله):


«و لا يخفى ان القاء هذه الشبهات و المقالات الباطلة التى اجبنا عنها موجب لا نشغال المؤمنين و المسلمين عن قضاياهم المصيرية فى مواجهة اعداء الاسلام كما بدت معالم ذلك اليوم».


[
راجع الملحق رقم: 11 و 13.]


و الكل يعلم انه لم تكن تحدث ردة الفعل الحالية لو لا اثارة فضل الله لهذه الفتنة و اصراره على موقفه و مكابرته فى قبول الحق، فان مقام الزهراء عليهاالسلام و منزلتها و احزانها و مصائبها مما اتفقت عليه الشيعة الامامية، و لو ان فضل الله تاب و رجع عن اباطيله لسكنت الفتنة، «و الاشياء تنتهى الى اسبق عللها» كما ذكر ذلك آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراسانى (دام ظله) .


[
راجع الملحق رقم 12.]


الغرض من طرح الموضوع



قال فى جوابه الاول: «ان المسالة كلها تدخل فى نطاق التساؤلات التحليلية لمثل هذه المسالة فى ابعادها التاريخية سواء من ناحية السند او المتن او الاجواء العامة، و اننى اعتقد ان اثارة هذه التساؤلات تدفع الكثيرين للبحث و لتركيز المسالة من ناحية علمية، لاننا اذا استطعنا ان نصل بها الى التحقيق الدقيق الذى يضع القضية فى نصابها الصحيح فاننا نركز علاقتنا بالماساة على اساس علمى خاضع للنقد و التحليل».


و قال فى جوابه الرابع: «لذلك كنت احاول دراسة الموضوع تاريخيا من جهة السند و من حيث المتن و من خلال بعض التحليلات التاريخية، فكان الجواب فى ذلك المجتمع النسائى الصغير مختصرا و سريعا على نحو اثارة الاحتمال... و اننى اعتقد ان علينا ان نبحث هذه الامور بطريقة علمية قبل ان يبحثها غيرنا من اعداء اهل البيت بطريقة عدوانية، و لا اتصور ان البحث العلمى فى هذه الامور يختلف عن البحث العلمى الاصولى و الفقهى و الكلامى،و لا اتصور ان النتائج فيه ايا كانت تختلف عن النتائج هناك، فاذا كانت الغوغاء هى الاساس فى تقويم الامور فان ذلك يمنع من كثير من الابحاث التى تؤكد الحقائق، و اننى ادعو جميع اخوانى العلماء و الباحثين الى دراسة هذه الامور بالدقة و التحقيق لان ذلك هو سبيل الوصول الى الصواب، و هو الطريقة المثلى لتاكيد تراثنا بالطريقة المثلى على اساس الحق و الواقع».


و قال فى جوابه الخامس: «لان المسالة اننى اثرت علامة استفهام و ابديت بعض التحفظات من اجل اثارة البحث حولها، خاصة و ان ما نعرفه من جمهور المسلمين الشيعة- فى احتفالاتهم بالزهراء عليهاالسلام- انهم يتحدثون عن ذلك بشكل يوجب الثقة حتى بالحديث الضعيف، و ان المسالة يقينية لا تحتمل الخلاف ابدا».


و قال فى الشريط المسجل: «و قد يقول انسان لماذا اثارة هذه القضايا مثلا؟ لو لا هالناس (هؤلاء الناس) الذين يصطادون فى الماء العكر و يستغلون ايام وفاة الزهراء و ولادة الزهراء فى مخاطبة غرائز الناس و عواطف الناس و ايمان الناس ما احد (لم يكن احد) سمع فيها (بها) لانها ليست من الامور التى تشكل عمقا و اهمية لنا، بس فى بعض الحالات و احد يجى يسال سؤالا و بعض الناس يحاول... (كلمة غير واضحة)...».


و قال ايضا فى الشريط المسجل: «و انا انصح و قلت هذا فى ايران فى المجمع العالمى لاهل البيت فى آخر سفر لى، قلت: اذا لم تناقشوا قضاياكم و اذا لم نناقش نحن قضايانا بطريقتنا الخاصة فسيناقشها الاخرون و يسقطون القضايا».


و قال ايضا فى الشريط المسجل: «و لذلك تحدثت فى مقام شرح موقف وجهة نظرى، و الا فهذه القضية ليست من المهمات التى اهتم باثباتها و نفيها لا من ناحية علميه و لا من ناحية سياسية».


و لنا على كلامه عدة ملاحظات:


الاولى: ان هناك تنافيا ظاهرا فى اثارة الموضوع بين عدم كون الحديث جماهيريا و بين كون الجماهير هى المعنية بالامر فهو يقر بان «جمهور الشيعة يتعاملون معه معاملة المسلمات»؟


الثانية: اذا كان الغرض هو اثارة الموضوع علميا فهل كان الواجب طرحه على المحققين و العلماء المتخصصين فى شؤون التاريخ ام على مجموعة صغيرة من النساء؟! و خصوصا انه يقول فى جوابه الثانى: «اننى اعتقد ان اثارة مثل هذه المسالة التى مضى عليها وقت طويل فى مجلس محدود حتى انها ليست معروفة لدينا فى لبنان بشكل عام»؟! فلماذا بادر الى طرح الموضوع غير المعروف فى الاجواء العامة، لا بلحاظ عدد الحضور، بل بلحاظ عدم معرفة الحضور بالموضوع؟


الثالثة: اذا كان فضل الله لا يهتم باثبات القضية من ناحية علمية- كما يقول فى الشريط المسجل- فهل يحق له بعد ذلك ان يطرح الموضوع لاثارته لان ذلك يدفع الاخرين لتركيز المسالة من ناحية علمية كما جاء فى الجواب الاول و الخامس؟ بل الا يعتبر قوله السابق غريبا مع قوله فى الجواب الرابع: «اننى اعتقد ان علينا ان نبحث هذه الامور بطريقة علمية»؟ و ما هو الا «بقبقة فى زقزقة».


هل كان طرحا علميا؟



قال فى جوابه الاول: «لقد كانت المسالة كلها ان لدى تساؤلات تاريخية تحليلية فى دراستى الموضوع كنت احاول اثارتها فى بحثى حول هذا الموضوع... و عن سؤال حول اسقاط الجنين انه من الممكن ان يكون طبيعيا لانى كنت آنذاك احاول البحث فى الروايات حول هذا الموضوع، و قد عثرت اخيرا على نص فى البحار عن دلائل الامامة للطبرى...


و خلاصة الامر انه حديث فى مجال اثارة التساؤلات التحليلية من اجل الوصول الى الحق و ليس موقفا حاسما، لاننا لا نملك عناصر الرفض قطعا، و لكننا نتحرك بالطريقة العلمية فى تجربة الاثبات».


و قال فى جوابه الثانى: «و اذ كنت قد تحدثت عن سقوط الجنين بانه قد يكون فى حالة طبيعية طارئة فاننى لم اكن آنذاك مطلعا على مصادره و لذلك اثرت المسالة على سبيل الاحتمال...»!


و قال فى جوابه الثالث: «و انا لم ادقق فى الروايات التى تذكر ان اهل المدينة كانوا يضجون... حتى ان بعض الكلمات التى قراتها و لا ادرى مدى سندها و لكنها موجودة فى تاريخ الزهراء انها افتقدت بعض هذه الاوراق فقالت لخادمتها فضة: ابحثى عنها فانها تعدل عندى حسنا و حسينا، فاذا صحت هذه الرواية...».


و قال فى جوابه الرابع: «لذلك كنت احاول دراسة الموضوع تاريخيا من جهة السند و من جهة المتن و من خلال بعض التحليلات التاريخية... و لكنى عثرت فى اجاباتى بعد ذلك على كثير من النصوص... اننى اعتقد ان علينا ان نبحث هذه الامور بطريقة علمية قبل ان يبحثها غيرنا من اعداء اهل البيت بطريقة عدوانية ، و لا اتصور ان البحث العلمى فى هذه الامور يختلف عن البحث الاصولى و الفقهى و الكلامى و لا اتصور ان النتائج فيه ايا كانت تختلف عن النتائج هناك، فاذا كانت الغوغاء هى الاساس فى تقويم الامور فان ذلك يمنع من كثير من الابحاث التى تؤكد الحقائق، و اننى ادعو جميع اخوانى من العلماء و الباحثين الى دراسة هذه الامور بالدقة و التحقيق لان ذلك هو سبيل الوصول الى الصواب، و هو الطريقة المثلى لتاكيد تراثنا بالطريقة المثلى على اساس الحق و الواقع...» .


و يلاحظ على كلامه ما يلى:


اولا: من يكون فى حالة البحث العلمى؛ فان من المفروض و اللازم عليه ان يقوم بالاطلاع الواسع و الشامل على مصادر الموضوع و جوانبه قبل ابداء وجهة النظر، و هذا من اصول البحث المتفق عليها، اما التشكيك فى حقيقة متعارفة من غير بحث و تحقيق مسبق فلا يمت للمنهج العلمى بصلة، و ما فاعله الا «مفوز علق شنا باليا».


ثانيا: من آداب الجواب الواردة فى الروايات ان يقول غير العالم بامر: لا اعلم، اما التشكيك فهو يشكل موقفا، خصوصا عندما يكون الامر من المسائل المتسالم عليها عند الشيعة سواء كانت عقائدية او تاريخية، و يتاكد هذا الموقف مع اعترافه بكون ما شكك فيه من المسائل المتسالم عليها و من ضروريات المذهب، فقد قال فى جوابه الثانى: «و قد رايت ان كثيرا من علمائنا رووا هذه الروايات فى كتبهم بحيث انه اذا ناقش البعض فى سندها فان عمل العلماء مع الشهرة التى تصل بالقضية الى مستوى التسالم و ضروريات المذهب قد يجبر هذا الضعف». فما هو وجه الارتباط بعد هذا بين التشكيك فى المسائل المتسالم عليها و بين الدعوة الى تحرى الدقة و التحقيق فى دراسة هذه المسائل؟!


و على سبيل المثال فان من يسال عن وفاة الامام الحسن عليه السلام هل هى قتل و شهادة بالسم؟ فيجيب بان ذلك مكن، فهذا الجواب و ان لم يكن رفضا قاطعا للقول بشهادته الا ان التشكيك بحد ذاته يعتبر موقفا مضادا فى مثل هذا الامر، فاما ان يعترف المسؤول فى هذه الموارد بجهله ان كان جاهلا، او يثبت او يرفض ذلك بادلة علمية قاطعة او يسكت على اضعف التقادير، و هذا ما لم يفعله فضل الله.


ثالثا: ليس من الصحيح ان يطالب فضل الله عوام الناس بالبحث و التحقيق فى المسائل التاريخية و غيرها، فى حين نراه يجهل وجود روايات تتحدث عن مسائل اساسية و حساسة؟ فاذا كان مع كل دراساته و مطالعاته- حسب ادعائه- لم يطلع على روايات ظلم الزهراء عليهاالسلام و اسقاط جنينها، فهل يحق له ان يطالب مجموعة (صغيرة او كبيرة) من النساء بالبحث و التحليل، او يطالب العلماء بذلك؟! و هل يعذر بعد هذا العمر الطويل فى عدم العثور (الى ما قبل اربعة اعوام) على رواية واحدة تتحدث عن السقط الشهيد محسن عليه السلام!


رابعا: علل فضل الله تحفظه على رواية كسر الضلع بضعف السند، و هذا يوحى للمستمع ان آراءه مبنية دوما على ملاحظة صحة السند، فهل- مثلا- ثبت لديه وفق السند الصحيح ان الزهراء عليهاالسلام هى التى كتبت مصحف فاطمة؟ و هل ثبت لديه بالسند الصحيح خطبة الزهراء فى نساء المهاجرين؟ و هل ثبت لديه بالسند الصحيح ان الزهراء كانت تقوم بالليل حتى تتورم قدماها؟،


[
نقلا عن خطبة له يوم الجمعة بتاريخ 4/ 11/ 1996 م، و ليس غرضنا انكار ما تلوناه، بل لبيان ان فضل الله لم يلتزم نفسه بملاحظة صحة السند فى كل ما يقول، و سياتى مزيد من الكلام حول هذا فى مبحث كسر الضلع.] و هل وجد نصوصا صحيحة السند تثبت ان ضرب المراة كان امرا مشينا و معيبا فى الجاهلية و موجبا للتشنيع و التعيير للاعقاب؟ و هذه المسالة و غيرها كثير ينطبق على معظم ما قاله و تبناه، و هذا يفتح بابا واسعا من الاسئلة التى تدور حول تبنيه للروايات و الاحداث التاريخية و عموم تصوراته و افكاره هل هى قائمة وفقا لصحة السند ام على الذوق و الاستحسان. و هل يمكن لفضل الله ان يدعى ان كل ما ذكره فى كتبه و خطاباته من ااحاديث قد ثبتت صحتها السندية.


و ان ما دعانا لفتح هذا الباب هو ما شاهدناه و فى اكثر من موقع انه يقبل بعض الاراء المبتنية على السند الضعيف و يرفض الراى القائم على السند الصحيح، و من ذلك ما سياتى ذكره عند الحديث عن مصحف فاطمة، حيث انه استقرب كون مصدر مصحف فاطمة هو الرسول صلى الله عليه و آله و كاتبه هو الزهراء عليهاالسلام و استبعد كون مصدر مصحف فاطمة هو جبرائيل عليه السلام و كاتبه هو الامام على عليه السلام! بالرغم من ان ما استقربه اما ضعيف سندا او لم ترد فيه رواية او محمول على الراى الاخر، و ما استبعده قد وردت فيه الروايات الصحيحة! بل اننا نلاحظ كثيرا انه يستشهد بما رواه السنة و مع ذلك فلم يطعن فيما نقله عنهم بضعف السند، و كشاهد على ذلك الروايات المتعددة التى نقلها عن ابن سعد فى اواخر كتابه «خطوات على طريق الاسلام» حيث استند عليها فى استنتاج ما تبناه من الراى.


/ 42