حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


11- المحتضر لحسن بن سلمان الحلى المتوفى بعد عام 802 ه، حيث جاء فيه ان الامام العسكرى عليه السلام حدث عن ابيه، ان حذيفة بن اليمان قال فى حديث عن عمر: «و احرق بيت الوحى، و ابدع السنن، و غير الملة و بدل السنة، ورد شهادة اميرالمؤمنين عليه السلام، و كذب فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و اغتصب فدكا، و ارضى المجوس و اليهود و النصارى، و اسخط قرة عين المصطفى و لم يرضها، و غير السنن كلها، و دبر على قتل اميرالمؤمنين عليه السلام، و اظهر الجور، و حرم ما احل الله، و احل ما حرم الله، و القى الى الناس ان يتخذوا من جلود الابل دنانير، و لطم وجه الزكية».

[عنه البحار: ج 31، ص 120 و 126.]

و قد روى هذا الحديث بنص مشابه آخر و هو: «و كذب سيدة نساءالعالمين، و اغتصب فدك منها، و ارضى المجوس و اليهود و النصارى، و اشجى فؤاد قرة عين المصطفى، و خرق كتابها، و حرق بيتها، و امر بضربها، و اسقط حملها».

[عقد الدرر: ص 30.]

كسر ضلع الزهراء


كلمات «فضل الله»


قال فى جوابه الاول: «و لذلك فقد اجبت عن سؤال حول الموضوع ان السند محل مناقشة فى بعض ما ورد، و لكنه امر ممكن...».

و قال فى جوابه الثانى: «و قد رايت ان كثيرا من علمائنا رووا هذه الروايات فى كتبهم بحيث انه اذا ناقش البعض فى سندها فان عمل العلماء مع الشهرة التى تصل بالقضية الى مستوى التسالم و ضروريات المذهب قد يجبر هذا الضعف... و هكذا وردت روايات متعددة حول كسر الضلع و نحوه من الفضائع».

و قال فى جوابه الثالث: «فاننا نعرف ان الاحداث التى عرضت عليها بعد رسول الله فيما يتحدث به المؤرخون من اسقاط الجنين و كسر الضلع و ما الى ذلك فاننا نجد ان ذلك كله لم يمنعها عن القيام بالدور الحركى الفاعل من الخطبة فى المسجد و من التحرك لمصلحة على عليه السلام».

و قال فى جوابه الخامس: «و سئلت عن كسر ضلع الزهراء فقلت آنذاك: ان الرواية- حسب اطلاعى- الواردة فى هذه القضية ضعيفة، و قلت: ان التحليل التاريخى يجعل الانسان متحفظا فى هذا الموضوع... لان المسالة اننى اثرت علامة استفهام و ابديت بعض التحفظات من اجل اثارة البحث حولها خاصة و ان ما نعرفه من جمهور المسلمين الشيعة- فى احتفالاتهم بالزهراء عليهاالسلام- انهم يتحدثون عن ذلك بشكل يوجب الثقة حتى بالحديث الضعيف و ان المسالة يقينية لا تحتمل الخلاف ابدا مع العلم ان الاخذ بالحديث الضعيف اذا عمل به المشهور محل كلام عندهم، فالمرحوم آية الله السيد الخوئى (قدس سره) كان يرى ان عمل المشهور من الناس لا يجبر ضعف الخبر الضعيف. مع ان البعض يرى انه يجبر ضعفه ... و احب ان اوكد ان مسالة كسر ضلع الزهراء عليهاالسلام و عدمه و اسقاط جنينها و عدمه هى من المسائل التاريخية، فلا تمس اصل التشيع و لا الشريعة الاسلامية...».

و قال فى العدد 18 من نشرة (فكر و ثقافة) بتاريخ 19/ 10/ 1996 م: «اما مسالة ما اثير من كسر الضلع فانا لم انفه بل رسمت علامة استفهام كما رسم الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء علامة استفهام، و كما رسم السيد عبدالحسين شرف الدين على ما انقله، و نحن نشكر من يجيب على علامات الاستفهام التى رسمناها، ثم اننى بينت لكم مرارا ان القضية ليست من اهتماماتى، بل ازيدكم ان لدى مجلسا فى بيروت كل اربعاء و لقد جاء احد الخطباء و قرا حول كسر الضلع و قلت له: طيب الله انفاسك، فلا مشكلة عندى فى ذلك، و لكن بعض الناس يحملون السلم بالعرض».

و يظهر لكل من يدقق فى العبارات السابقة ان «فضل الله» مازال يشكك فى واقعة كسر الضلع و ان حاول ان يختار بعض العبارات التى يعتبرها البعض من غير المتفحصين تراجعا عن كلامه السابق...

فاننا نراه فى جوابه الاول يؤكد على ما طرحه سابقا و لم يات بشى ء جديد، و جوابه الثالث لا يختلف عن الاول، فهو يعبر عن الاحداث التى جرت على الزهراء عليهاالسلام بعبارة «فيما يتحدث به المؤرخون»، اما فى جوابه الثانى فهو و ان تحدث عن شهرة عمل العلماء بروايات كسر الضلع و ما شابهها الا انه قال: «ان عمل العلماء قد يجبر الضعف...».

و من المعلوم ان المراد من «قد» هنا هو التقليل و الاحتمال و ليس التحقيق و خصوصا اننا نراه فى الشريط المسجل و فى جوابه الخامس يضع النقاط على الحروف، فقد قال فى الشريط المسجل: «و لذلك المحكى باننا اعتذرنا، فى الواقع لم يكن هذا اعتذار! و لكنه كان مواجهة للحملة الظالمة التى كادت ان تتحول الى فتنة فى قم، و طلب منى الكثيرون من الفضلاء ان اتحدث بطريقة (!) تمنع الآخرين من اثارة الفتنة الغوغائية التى حدثت من اكثر من جانب، و التى استفادت منها المخابرات الاقليمية و الدولية، لذلك تحدثت بطريقة ليس فيها اعتذار، و لكنه فيها تخفيف من طبيعة الموضوع، و انا ليست القضية من المهمات التى تهمنى».

اما فى الجواب الخامس فهو يقول: «ان جمهور الشيعة يتعاملون مع الموضوع بشكل يوجب الثقة حتى بالحديث الضعيف و ان المسالة يقينية لا تحتمل الخلاف ابدا مع العلم ان الاخذ بالحديث الضعيف اذا عمل به المشهور محل كلام عندهم»، اما فى آخر حديث له بهذا الخصوص اى نشرة «فكر و ثقافة» فقد اكد على انه مازال يرسم علامات الاستفهام و هو تعبير آخر عن التشكيك.

اما قوله: «و لقد جاء احد الخطباء و قرا حول كسر الضلع و قلت له: طيب الله انفاسك، فلا مشكلة عندى فى ذلك»! فهو من غرائب الكلام، اذ كيف يستقيم الجمع بين اصراره على التشكيك فى وقوع كسر الضلع المستتبع لعدم تبنيه لطرحه و بين التشجيع على نقله فى المنابر؟! و ليس هذا الا شكلا من اشكال التحايل و الخداع التى يمارسها، و لقد «اساء رعيا فسقى».

ملاحظات ينبغى التنبيه عليها


الملاحظة الاولى: ان «فضل الله» مازال يصر على ما قاله فى كلمته التى القاها قبل اكثر من اربعة اعوام فى الشريط المسجل ان هناك تحفظا على الرواية الواردة فى كسر الضلع لان سندها ضعيف و لان التحليل التاريخى يخالفها، و لم يحدد مقصوده من هذه الرواية الضعيفة و ما هو وجه ضعفها، حيث توجد فى مصادرنا عدة روايات فى كسر الضلع، منها:

1- ما رواه سليم بن قيس الهلالى المتوفى حدود سنة 76 ه فى كتابه، فقد جاء فيه: «فالجاها- اى قنفذ- الى عضادة بيتها و دفعها فكسر ضلعها من جنبها»، و نقله الطبرسى فى الاحتجاج بعبارات مقاربة.

[كتاب سليم بن قيس: ص 83 ط دار الفنون. الاحتجاج: ج 1، ص 212 ط دار الاسوة و كذلك فى نفس الطبعة: ج 2، ص 588، و لكن جاء فى هامشها ما يلى: «و فى بعض النسخ: الجاها الى عضادة بابها فاضغلها فتكسر ضلع من اضلاعها».]

2- ما رواه الشيخ محمد بن بابويه الصدوق المتوفى سنة 381 ه فى كتابه الامالى عن على بن احمد الدقاق، قال: حدثنا محمد بن ابى عبدالله الكوفى، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعى، عن عمه الحسن بن يزيد النوفلى، عن الحسن بن على بن ابى حمزة، عن ابيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن العباس قال: «ان رسول الله صلى الله عليه و آله كان جالسا ذات يوم اذ اقبل الحسن عليه السلام فلما رآه بكى ثم قال: الى الى يا بنى، فما زال يدنيه حتى اجلسه على فخذه اليمنى. ثم اقبل الحسين عليه السلام فلما رآه بكى، ثم قال: الى الى يا بنى، فما زال يدنيه حتى اجلسه على فخذه اليسرى، ثم اقبلت فاطمه عليه السلام فلما رآها بكى، ثم قال: الى الى بنية فاجلسها بين يديه، ثم اقبل اميرالمؤمنين عليه السلام فلما رآه بكى، ثم قال: الى الى يا اخى، فما زال يدنيه حتى اجلسه الى جانبه الايمن، فقال اصحابه: يا رسول الله، ما ترى واحدا من هؤلاء الا بكيت، او ما فيهم من تسر برؤيته؟ فقال صلى الله عليه و آله: و الذى بعثنى بالنبوة و اصطفانى على جميع البرية، انى و اياهم لاكرم الخلق على الله عز و جل، و ما على وجه الارض نسمة احب الى منهم، اما على بن ابى طالب فانه اخى و شقيقى و صاحب الامر بعدى...

الى ان يقول صلى الله عليه و آله: و اما ابنتى فاطمه فانها سيدة نساءالعالمين من الاولين و الآخرين، و هى بضعة منى، و هى نور عينى، و هى ثمرة فؤادى، و هى روحى التى بين جنبى، و هى الحوراء الانسية، متى قامت فى محرابها بين يدى ربها جل جلاله ظهر نورها لملائكة السماء كما يظهر نور الكواكب لاهل الارض، و يقول الله عز و جل لملائكته: يا ملائكتى انظروا الى امتى فاطمه سيدة امائى فائمة بين يدى ترتعد فرائصها من خيفتى، و قد اقبلت بقلبها على عبادتى، اشهدكم انى قد آمنت شيعتها من النار، و انى لما رايتها ذكرت ما يصنع بها بعدى، كانى بها و قد دخل الذل بيتها، و انتهكت حرمتها، و غصبت حقها، و منعت ارثها، و كسر جنبها...».

[الامالى: المجلس 24، ح 2، ص 99. و نقله عنه ابوجعفر محمد بن ابى القاسم محمد بن على الطبرى المتوفى بعد سنة 553 ه فى بشارة المصطفى ص 245، و شاذان بن جبرائيل بن اسماعيل بن ابى طالب القمى نزيل المدينة المنورة المتوفى بعد حدود سنة 660 ه فى كتابه الفضائل ص 9 من طبعة الحيدرية و ص 8 دار العالم الاسلامى، و رواه ايضا ابراهيم بن محمد الجوينى الشافعى المتوفى سنة 730 ه فى كتابه فرائد السمطين: ج 2، ص 34- 35.]

3- ما ذكره السيد على بن موسى بن طاووس المتوفى سنة 664 ه فى كتابه «اقبال الاعمال» حيث قال: «و حيث قد ذكرنا يوم ولادتها الشريفة و صومه و بعض فضائلها فلنذكر زيارة لها ذكرها محمد بن على الطرازى يومى الزائر بها الى شرف محلها...». ثم قال: «ذكر الزيارة المشار اليه لمولاتنا فاطمه الزهراء صلوات الله عليه»، و مما جاء فى زيارتها: «اللهم صل على محمد و اهل بيته و صل على البتول الطاهره، الصديقه المعصومه، التقية النقية، الرضية الزكية الرشيدة، المظلومة المقهورة، المغصوبة حقها، الممنوعة ارثها، المكسور ضلعها، المظلوم بعلها، المقتول ولدها، فاطمه بنت رسول الله».

[اقبال الاعمال: ص 625 الطبعة الخطية؛ ج 3، ص 165- 166 ط مكتبة الاعلام الاسلامى.]

و هذه الزيارة التى ينقلها السيد ابن طاووس عن الطرازى تتوافق فى قسم كبير من عباراتها مع ما انشاه الشيخ الصدوق فى زيارتها فى كتابه من لا يحضره الفقيه، اذ انه بعد ان ختم زيارتها قال (رضوان الله عليه): «لم اجد فى الاخبار شيئا موظفا محدودا لزيارة الصديقه عليهاالسلام فرضيت لمن نظر فى كتابى هذا من زيارتها ما رضيت لنفسى، و الله الموفق للصواب و هو حسبنا و نعم الوكيل».

[من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 341.]

و لكن زيارة الطرازى هذه تمتاز عنها بطولها مما يرجع كونها من انشاء الطرازى ايضا لا انها مروية عن احد المعصومين عليهم السلام، خاصة ان السيد ابن طاووس قدم للزيارة بقوله: «ذكرها الطرازى»، و لم يقل: «رواها الطرازى»، و كان كتاب الطرازى فى متناول يد السيد ابن طاووس كما يشير الى ذلك فى كتابه جمال الاسبوع حيث قال: «يوم الاثنين و هو باسم الحسن و الحسين صلوات الله عليهما، زيارة ابى محمد الحسن بن على بن ابى طالب عليهم السلام من كتاب الشيخ محمد بن على الطرازى».

[جمال الاسبوع: ص 39.]

و قال السيدالخوئى فى ترجمة محمد بن على الطرازى: «اكثر ابن طاووس فى كتاب الاقبال من الروايد عنه، فمنها: ما رواه (فصل فيما نذكره من الدعوات فى اول يوم رجب) و هو يروى عن ابى الفرج محمد بن موسى القزوينى الكاتب، و يظهر من ذلك ان الطرازى كان فى طبقة النجاشى».

[معجم رجال الحديث: ج 17، ص 51.]

ثم ان هذا الانشاء من الطرازى لا يقلل من قيمة محتوى الزيارة باعتبار انها ليست مروية، اذ قد يتطرق المستشكل بعد ذلك لمسالة سند الزيارة، بل انه يزيد من قيمتها لانها تتضمن ان كسر ضلع الصديقه الطاهره عليهاالسلام كان امرا مفروغا عنه عند الطرازى المعاصر للنجاشى، و كذلك تصديق السيد ابن طاووس (قدس سره) لهذا المتن يؤكد هذا التسالم.

4- ما رواه محمد باقر المجلسى المتوفى سنة 1111 ه فى البحار نقلا عما وجده بخط الشيخ محمد بن على بن الحسن بن محمد الجباعى المتوفى سنة 886 ه نقلا عن خط جده الشهيد محمد بن جمال الدين مكى بن شمس الدين محمد الدمشقى الجزينى المعروف بالشهيد الاول المتوفى سنة 786 ه نقلا عن مصباح الشيخ ابى منصور فيما روى من دخول النبى صلى الله عليه و آله يوما على فاطمه ثم هبوط جبرائيل و قوله للنبى صلى الله عليه و آله: «اما ابنتك فهى اول اهلك لحاقا بك بعد ان تظلم و يؤخذ حقها، و تمنع ارثها، و يظلم بعلها، و يكسر ضلعها».

[بحار الأنوار: ج 101، ص 44.]

هذا، و الروايات الثلاثة الاخيرة ضعيفة السند كما هو واضح، فهى مرسلة جميعا بالاضافة الى ان الحديث الثانى فيه بعض من لم يوثق، اما الحديث الاول و هو رواية سليم بن قيس فسياتى فى الباب السابع ان علماءنا قد اختلفوا فى اعتباره، و لكن كل هذا لم يمنع السيد الخوئى (قدس سره) من الذهاب الى ثبوت كسر الضلع رغم انه من القائلين بعدم وجود طريق صحيح الى كتاب سليم بن قيس، فقد اجاب قائلا عن سؤال حول رايه بكسر الضلع: «ذلك مشهور معروف، و الله العالم».

[صراط النجاة: ج 3، ص 314، السؤال 980. كان نص السؤال كالآتى: هل الروايات التى يذكرها خطباء المنبر و بعض الكتاب عن كسر عمر لضلع السيدة فاطمه صحيحة برايكم؟.]

و من هنا يعلم ان السيد الخوئى تبنى الراى القائل بكسر الضلع لوجود القرائن التى تشهد به، و لا يلزم فى تحقق امر ما هو وجود خبر صحيح دوما، و قد مر فى مبحث منزلة الزهراء عليهاالسلام انه ذهب الى توثيق عبدالله بن عباس لاستفاضة الاحاديث المادحة له رغم عدم وجود حديث صحيح السند من بين تلك الاحاديث، و سنوافيك بالمزيد عن هذه النقطة فى الملاحظة و التنبيه التالى.

تجدر الاشارة الى ان «فضل الله» ذهب فى جوابه السادس الى كفاية عدم وجود ما يدعو الى الكذب فى قبول الخبر و ان كان فى سنده الضعاف، و قد ادى به هذا المبنى فى مبحث مصحف فاطمه الى انكار بعض فضائل الزهراء عليهاالسلام، و لكنه لن يلتزم بمبناه السابق عندما تعرض لمسالة كسر ضلع الزهراء و بقية مظالمها، و لذا اخذ فى التشكيك و الرفض بحجة ضعف السند!

كما ان «فضل الله» اعترف فى الجواب الثانى بان اعتداء القوم على الزهراء عليهاالسلام بكسر ضلعها و اسقاط جنينها من القضايا المشهورة، و لكنه مع ذلك مازال يشكك فى كسر الضلع بحجة ضعف السند، مع اننا نجده يقول فى احدى محاضراته بتاريخ 31/ 5/ 1997 م عن سند الصحيفة السجادية ما يلى:

«و عند ما نقرا الجانب الثانى من تراثه و هو الجانب الدعائى فاننا نجد ان الصحيفة السجادية الكاملة التى بلغت من الوثاقة و الشهرة و المستوى الذى لا يحتاج الانسان ان

يبحث فى سندها...».

[نشرة فكر و ثقافة: العدد 42، ص 1.] فلماذا احتاج فى مسالة كسر الضلع الى البحث فى سندها للحكم بوقوعها مع اقراره بكونها من القضايا المشهورة و لم يحتج الى البحث فى سند الصحيفة لتصحيح نسبتها لبلوغه حد الشهرة؟! و هذا يعنى ان القضية ليست فى اتباع الدليل الذى طرحه «فضل الله» لنفسه بل يعود الى امر آخر فى نفسه لا يود الكشف عنه فيتستر بهذه الآراء المعوجة و المتناقضة الصادرة عنه.

الملاحظة الثانية: اقحم «فضل الله» اسم السيدالخوئى (قدس سره) فى البحث من خلال قوله بعدم انجبار ضعف السد بعمل المشهور، و فى هذا ايحاء بان السيد الخوئى يشاركه القول فى امرين:

الاول: من كل ما كان ضعيفا سندا فهو مردود و لا يمكن القول بموجب محتواه، و من ذلك مسالة كسر ضلع الزهراء عليهاالسلام.

الثانى: ان هذا داخل ضمن مسالة انجبار ضعف السند او عدم انجباره بعمل المشهور، و قد اخطا فى كلا الامرين.

اما الامر الاول


فان المقياس فى الاخذ بمضمون الروايات ليس هو دوما صحة السند من ضعفه، فليس كل ما لم يثبت فيه سند صحيح فان ذلك دليل على صحة طرحه و عدم الاخذ بموجبه، فانه توجد فى بعض الاحيان قرائن داخلية و خارجية تحيط بالرواية و تكتنفها تستوجب الوثوق بالصدور و تشهد لصحة محتوى الحديث.

و قد يقع الاختلاف بين العلماء فى تحديد بعض القرائن و مدى تاثيرها فى اثبات حجية الخبر و تصحيحه، ولكن مما لا شك فيه ان اصل وجود القرائن مؤثر فى ذلك، و يمكن لنا الاستشهاد بما تعرض له بعض علمائنا لاثبات تاثير القرائن فى تصحيح الخبر مع كونه مرسلا او ضعيفا من ناحية السند، و من امثلة ذلك:

1- قال الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) عند ذكره لفضائل و معجزات اميرالمؤمنين عليه السلام: «و من ذلك ما رواه اهل السير و اشتهر الخبر به فى العامة و الخاصة حتى نظمه الشعراء و خطب به البلغاء و رواه الفهماء من حديث الراهب بارض كربلاء و الصخرة، و شهرته يغنى عن تكلف ايراد الاسناد له.

[الارشاد: ص 176.]

و قال ايضا عن خطبته عليه السلام المعروفة ب«الشقشقية»: «فاما خطبته عليه السلام التى رواها عنه عبدالله بن عباس (رحمه الله) فهى اشهر من ان ندل عليها و نتحمل لثبوتها».

[الجمل و النصرة لسيد العترة فى حرب البصرة: ص 126 ط مكتب الاعلام الاسلامى؛ ص 62 ط مكتبة الداورى.]

2- اعتمد السيد الخوئى (رضوان الله عليه) فى توثيق مجموعة من الرجال على القرائن مع ضعف اسانيد الاحاديث المادحة او عدم وجود عبارات التوثيق من الرجاليين القدماء، و من ذلك ما قاله فى شان عبدالله بن جعفر الطيار. فقد اورد ما ذكره الشيخ فى رجاله عنه و لم يكن فى كلام الشيخ ما يفيد توثيقه، ثم اورد رواية مرسلة رواها الشيخ الصدوق فى باب الثلاثة من الخصال فيها مدح و ثناء له، و الارسال كما هو معلوم بحسب الميزان السندى من موجبات ضعف الرواية، ثم عقب عليها بقوله: «جلالة عبدالله بن جعفر الطيار بن ابى طالب بمرتبة لا حاجة معها الى الاطراء، و مما يدل على جلالته ان اميرالمؤمنين عليه السلام كان يتحفظ عليه من القتل، كما كان يتحفظ على الحسن و الحسين عليهماالسلام و محمد بن الحنفية».

[معجم رجال الحديث: ج 10، ص 138.]

ثم استدل السيد الخوئى (قدس سره) على جلالته بروايتين، تشير الاولى الى تحفظ اميرالمؤمنين عليه السلام على عبدالله بن جعفر من القتل و الثانية الى مكالمة بين عبدالله بن جعفر و معاوية، و كلا الروايتين اوردهما الشيخ الصدوق (رضوان الله عليه) فى الخصال، و هذا هو سند الروايتين:

الرواية الاولى: قال الشيخ الصدوق: حدثنا ابى و محمد بن الحسن (رضى الله عنهما)، قالا: حدثنا سعد بن عبدالله، قال: حدثنا احمد بن الحسين بن سعيد، قال: حدثنى جعفر بن محمد النوفلى، عن يعقوب بن يزيد، قال: قال ابوعبدالله جعفر بن احمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن على بن عبدالله بن جعفر بن ابى طالب، قال: حدثنا يعقوب بن عبدالله الكوفى، قال: حدثنا موسى بن عبيدة، عن عمرو بن ابى المقدام، عن ابى اسحاق، عن الحارث، عن محمد بن الحنفية (رضى الله عنه)، و عمرو بن ابى المقدام، عن جابر الجعفى، عن ابى جعفر عليه السلام قال:... الخ.

[الخصال: ج 2، ص 364، ح 58، باب السبعة- امتحان الله عز و جل اوصياء النبى فى حياة الانبياء فى سبعة مواطن و بعد وفاتهم فى سبعة مواطن.]

و فى سند الحديث من لا يعتمد السيد الخوئى نفسه على وثاقتهم كاحمد بن الحسين بن سعيد الذى ضعفه الرجاليون، و توقف السيد الخوئى فى حقه لتعارض التضعيف مع التوثيق بناء على قبول وثاقة من جاء فى اسانيد كامل الزيارات، و مع رجوعه عن هذا التوثيق العام يبقى التضعيف بلا معارض، وكذلك فى السند جعفر بن محمد النوفلى و هو مجهول، و جعفر بن احمد و هو مجهول ايضا، و يعقوب بن عبدالله الكوفى و هو اما مهمل او مجهول، و موسى بن عبيدة و هو مهمل، و ابواسحاق على الطريق الاول فى السند مهمل سواء اريد به ابو اسحاق السبيعى عمرو بن عبدالله الهمدانى ام ابو اسحاق السبيعى بن كليب، و الحارث على الطريق الاول هو الحارث بن عبدالله الاعور الهمدانى الخالقى و هو ثقة لما يستظهر من عد البرقى اياه من اولياء اميرالمؤمنين عليه السلام،

و هو ثقة ايضا عند السيد الخوئى لروايته فى تفسير القمى، و يظهر من عبارة العلامة الحلى فى حقه انه يذهب الى حسنه.

[رجال العلامة الحلى: ص 54، الباب الرابع من الفصل السادس رقم 8.]

الرواية الثانية:

قال الشيخ الصدوق: حدثنا ابى (رضى الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن احمد بن محمدبن عيسى، عن محمد بن عمير، عن عمر بن اذينة، عن ابان بن ابى عياش، عن سليم بن قيس الهلالى، و حدثنا محمد بن الحسين الوليد (رضى الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد و ابراهيم بن هاشم جميعا، عن حماد بن عيسى، عن ابراهيم بن عمر اليمانى، عن ابان بن ابى عياش، عن سليم بن قيس الهلالى قال: سمعت عبدالله بن جعفر الطيار يقول: كنا عند معاوية انا و الحسن و الحسين و عبدالله بن عباى و عمر بن ابى سلمة و اسامة بن زيد، فجرى بينى و بين معاوية كلام... الخ».

[الخصال: ج 2، ص 477، ح 41، ابواب الاثنى عشر- باب الخلفاء و الائمة بعد النبى صلى الله عليه و آله اثنى عشر عليهم السلام.] و فى كلا الطريقين الى سليم بن قيس ابان بن ابى عياش، و قد ذهب السيد الخوئى الى تضعيفه.

و هكذا نلاحظ ان السيد الخوئى فى توثيقه لعبدالله بن جعفر لم يعتمد على السند الصحيح من الروايات، و لا يوجد فى كلمات الرجاليين القدماء تنصيص على توثيقه، بل استند الى القرائن الدالة على وثاقته و جلالة مرتبة.

و يؤيد ذلك ما قاله السيد الخوئى (قدس سره) فى الصحابى جابر بن عبدالله الانصارى بعد ان اورد بعض الروايات المادحة له: «و هذه الروايات و ان كانت كلها ضعيفة الا ان جلالة مقام جابر واضحة معلومة و لا حاجة معها اليها».

[معجم رجال الحديث: ج 4، ص 15.]

و كذلك ما قاله فى شان عبدالعظيم الحسين المدفون بالرى بعد ان اورد بعض الاحاديث الضعيفة المادحة له: «و الذى يهون الخطب ان جلالة مقام عبدالعظيم و ايمانه غنية عن التشبث فى اثباتها بامثال هذه الروايات الضعاف».

[معجم رجال الحديث: ج 10، ص 49.]

و فى نفس هذا المورد يقول المير محمد باقر الحسينى الداماد: «من الذايع الشايع ان طريق الرواية من جهة ابى القاسم عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى المدفون بمشهد الشجرة بالرى (رضى الله تعالى عنه و ارضاه) من الحسن لانه ممدوح غير منصوص على توثيقه، و عندى ان الناقد البصير و المتبصر الخبير يستهجنان ذلك و يستقبحانه جدا، و لو لم يكن له الا حديث عرض الدين و ما فيه من حقيقة المعرفة، و قول سيدنا الهادى ابى الحسن الثالث عليه السلام له: يا اباالقاسم انت ولينا حقا، مع ما له من النسب الظاهر و الشرف الباهر لكفاه، اذ ليس سلالة النبوة و الطهارة كاحد من الناس اذا ما آمن و اتقى و كان عند آبائه الطاهرين مرضيا مشكورا، فكيف و هو صاحب الحكاية المعروفة التى قد

اوردها النجاشى فى ترجمته و هى ناطقة بجلالة قدره و علو درجته...».

[الرواشح السماوية: ص 50.

و مستند كلام السيد الداماد الاخير هو ما رواه الكلينى بسند صحيح عن سليمان بن جعفر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: «ان على بن عبيدالله بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب وامرأته و بنيه من اهل الجنة، ثم قال: من عرف هذا الامر من ولد على و فاطمه عليهم السلام لم يكن كالناس» (الكافى: ج 1، ص 337، ح 1).

و اصل الواقعة كاملة ما ذكره الكشى باسناده الى سليمان بن جعفر قال: «قال لى على بن عبيدالله بن الحسين بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب صلوات الله عليهم: اشتهى ان ادخل على ابى الحسين الرضا عليه السلام اسلم عليه، قلت: فما يمنعك من ذلك؟ قال: الاجلال و الهيبة له و اتقى عليه، قال: فاعتل ابوالحسن عليه السلام علة خفيفة و قد عاده الناس فلقيت على بن عبيدالله فقلت: قد جاءك ما تريد، قد اعتل ابوالحسن عليه السلام علة خفيفة و قد عاده الناس، فان اردت الدخول عليه فاليوم، قال: فجاء الى ابى الحسن عليه السلام عائدا، فلقيه ابوالحسن عليه السلام بكل ما يحب من المكرمة و التعظيم، ففرح بذلك على بن عبيدالله فرحا شديدا، ثم مرض على بن عبيدالله فعاده ابوالحسن عليه السلام و انا معه، فجلس حتى خرج من كان فى البيت، فلما خرجنا اخبرتنى مولاة لنا ان ام سلمة امرأة على بن عبيدالله كانت من وراء الستر تنظر اليه، فلما خرج عليه السلام خرجت و انكبت على الموضع الذى كان ابوالحسن عليه السلام فيه جالسا تقبله و تتمسح به.

قال سليمان: ثم دخلت على على بن عبيدالله فاخبرنى بما فعلت ام سلمة فخبرت به اباالحسن عليه السلام، فقال: يا سليمان ان على بن عبيدالله و امرأته و ولده من اهل الجنة، يا سليمان ان ولد على و فاطمه عليهماالسلام اذا عرفهم الله هذا الامر لم يكونوا كالناس».

و قال النجاشى فى حقه: «كان ازهد آل ابى طالب فى زمانه، و اختص بموسى الرضا عليهماالسلام، و اختلط باصحابنا الامامية». (راجع معجم رجال الحديث: ج 12، ص 87. سفينة البحار: ج 6، ص 429).] و كذلك استدل السيد الخوئى على وثاقة ابراهيم بن هاشم القمى على جملة امور منها: «انه اول من نشر حديث الكوفيين بقم. و القميون قد اعتمدوا على رواياته، و فيهم من هو مستصعب فى امر الحديث، فلو كان فيه شائبة الغمز لم يكن يتسالم على اخذ الرواية عنه و قبول قوله».

[معجم رجال الحديث: ج 1، ص 317.] و قال السيد الداماد (قدس سره) ايضا: «الاشهر الذى عليه الاكثر عد الحديث من جهة ابراهيم بن هاشم ابى اسحاق القمى فى الطريق حسنا، و لكن فى اعلى درجات الحسن التالية لدرجة الصحة لعدم التنصيص عليه بالتوثيق، و الصحيح الصريح عندى ان الطريق من جهته صحيح، فامره اجل و حاله اعظم من ان يتعدل و يتوثق بمعدل و موثق غيره، بل غيره يتعدل و يتوثق بتعديله و توثيقه اياه، كيف و اعاظم اشياخنا الفخام كرئيس المحدثين و الصدوق و المفيد و شيخ الطائفة و نظرائهم ومن فى طبقتهم و درجتهم و رتبتهم و مرتبتهم من الاقدمين و الاحدثين شانهم اجل و خطبهم اكبر من ان يظن باحد منهم انه قد حاج الى تنصيص ناص و توثيق موثق...».

[الرواشح السماوية: ص 48.]

و قال السيدالخوئى فى المفضل بن عمر: «و اما ما تقدم من الروايات الواردة فى ذمه فلا يتعد بما هو ضعيف السند منها، نعم ان ثلاث روايات منها تامة السند الا انه لابد من رد علمها الى اهلها فانها لا تقاوم ما تقدم من الروايات الكثيرة المتضافرة التى لا يبعد دعوى العلم بصدورها من المعصومين اجمالا على ان فيها ما هو الصحيح سندا،

/ 42