حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الجهل


قال فى جوابه الثانى: «و ليس لى من كلمة فى التعليق على كل انواع الاثارة التى استهدفتنى ظلما و عدوانا الا ان اقول ما قاله جدنا رسول الله صلى الله عليه و آله: اللهم اغفر لقومى فانهم لا يعلمون».

قال فى الشريط المسجل: «لكن انا المسالة انه فى الواقع جاى اشوف فيه تخلف موجود فى الذهنيات عندنا، و جاى اشوف فيه نوع من انواع المخابرات عم تدخل (آخذة فى الدخول) علينا من خلال امثال هؤلاء الاشخاص».

و قال ايضا فى الشريط المسجل: «و قد يقول انسان لماذا اثارة هذه القضايا مثلا؟ لو لا هالناس (هؤلاء الناس) الذين يصطادون فى الماء العكر و يستغلون ايام وفاة الزهراء و ولادة الزهراء فى مخاطبة غرائز الناس و عواطف الناس و ايمان الناس ما احد (لم يكن احد) يسمع فيها (بها) لانها ليست من الامور التى تشكل عمقا و اهمية لنا».

و قال فى الشريط المسجل: «و انا ليست القضية من المهمات التى تهمنى سواء قال القائلون ان ضلعها كسر او لم يقل القائلون ذلك، هذا لا يمثل بالنسبة لى اية سلبية او اية ايجابية، هى قضية تاريخية تحدثت عنها فى دائرة ضيقة خاصة، و لم اتحدث عنها فى الهواء الطلق، و لكن الذين يصطادون فى الماء العكر حاولوا ان يجعلوا منها قضية للتشهير و اثارة الغوغاء و لاثارة السذج البسطاء من الناس بطريقة و باخرى».

سؤال: يستغرب الكثيرون ممن يؤيدونكم و يدافعون عنكم اصراركم على عدم الرد على الذين يثيرون الحملات الشعواء ضد نهجكم الرسالى، و يتساءلون عن سبب هذا الصمت من قبلكم، فلماذا؟

الجواب فى العدد 40 من نشرة «بينات» الصادرة بتاريخ 4/ 7/ 1997: «ان الله تعالى يقول: (لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا) (الاحزاب /21) و لقد كانوا يتهمون رسول الله صلى الله عليه و آله و نحن تراب اقدامه بانه شاعر و ساحر و كاهن و مجنون، و ان ما جاءهم به (اساطير الاولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة و اصيلا) (الفرقان /5) و كان يقول: «اللهم اغفر لقومى فانهم لا يعلمون»، و انا اقول تمثلا برسول الله: «اللهم اغفر لقومى فانهم لا يعلمون». ان لنا عملا كبيرا فى تقوية موقف الاسلام فى ساحة الصراح، و ان لنا عملا كبيرا فى مواجهة الاستكبار و الصهيونية، و ان لنا هدفا كبيرا فى اصلاح واقعنا و اخراجه من التخلف الى الوعى. ان المعركة ليست بيننا و بين هؤلاء، هى معركة بين الوعى و التخلف، بين الاسلام الاصيل و بين المتخلفين فكريا و عمليا. اننى لا املك وقتا لارد على احد...».

و هكذا نشاهد ان «فضل الله» يحاول ان يصور مخالفيه فى الراى بانهم اناس استغلاليون يستفيدون من سذاجة الناس و اتباعهم للعواطف فى الطعن فيمن يخالفهم الراى، كما انه وصفهم بالجهل و التخلف.

غير ان الحقيقة الواضحة قد كشفت لنا عمن صدر الجهل و من الذى يستخدم العبارات الفضفاضة و المغالطات الصارخة للتغطية على جهله، كما كشفت ايضا عن مدى وعى الجماهير و حسها العالى فى التعاطف مع القضايا التى تمس اساس عقيدتهم و تاريخهم. «و عاد الرمى على النزعة».

و من الغريب بمكان ان «فضل الله» اعتبر المدافعين عن اهل البيت عليهم السلام و مقامهم و ظلامتهم من الظالمين له، و لم يعتبر نفسه من الظالمين لاهل البيت عليهم السلام فيما قاله. اليس من الظلم للزهراء عليهاالسلام اعتبار البحث فى تفضيلها على السيدة مريم عليهاالسلام ترفا فكريا سخيفا! الا يعتبر التشكيك فى كسر ضلع الزهراء و اسقاط جنينها و ضربها تعديا على ظلامة الزهراء و حقائق التاريخ؟ الم يكن انكاره لبعض فضائل المعصومين عليهم السلام و لكونهم وسائط الى الله تجاوزا على مقام اهل البيت عليهم السلام؟ لماذا لم يعتبر حديثه عن الزهراء عليهاالسلام بانها كانت تلتقى بالرجال فى الازمة و غير الازمة و تتحدث اليهم بشكل طبيعى، عدوانا على الحقيقة؟ و هل ينفع بعد كل هذا الظلم ان يتشبث بكلمة (جدنا) او (جدتنا)؟!

ثم ان «فضل الله» بعد ان ابدى جهلا واضحا بمصادر الاخبار و اسانيدها و كيفية الاستدلال، و بعد ان اعتبر ان هناك احاديث كثيرة تتحدث عن بيت الاحزان! و بعد ان شكك فى اسقاط الجنين الشهيد محسن عليه السلام لعدم عثوره على رواية واحدة

[و الاحكام المستعجلة التى يطلقها «فضل الله» مع عدم تتبعه للروايات لم توقعه فى مزالق فى مثل هذه القضايا و حسب بل تعدتها الى مقام الفتوى فى المسائل الفقهية، فقد وجه له البعض السؤال التالى: نقرا فى الكتب الفقهية ان صلاة المرأة فى بيتها افضل من صلاتها فى المسجد، فهل ترون هذا الراى، و فى حال كون الدليل عليه معتبرا فما تعليل هذا الحكم؟

فاجاب: «الظاهر ان الملحوظ فى صلاة المرأة فى بيتها جانب الستر، و هذا ما جاء به الحديث المروى من كتاب من لا يحضره الفقيه باسناده عن هشام بن سالم، عن ابى عبدالله الصادق عليه السلام قال: «صلاة المرأة فى مخدعها افضل من صلاتها فى بيتها، و صلاتها فى بيتها افضل من صلاتها فى الدار». و لم اجد نص الحديث المذكور فى كتب الحديث الا بسند ضعيف، فقد ورد عن الصادق عليه السلام: «خير مساجد نسائكم البيوت»، و ربما يستفاد من بعض الاحاديث الضعيفة مثل ما روى عن النبى صلى الله عليه و آله انه قال: «صلاة المرأة وحدها فى بيتها كفضل صلاتها فى الجمع خمسا و عشرين درجة»، ان الله يعطيها ثواب ذلك رعاية لها، و لكن هذا الموضوع- لو ثبت- ليس على اطلاقه، فان صلاة المرأة فى المسجد جماعة للحصول على الحالة الروحية فى مجالس الدعاء او للاستماع للوعظ او الارشاد مما لا يتسنى لها فى البيت، هو افضل من صلاتها فى البيت، بل قد يكون متعينا عليها فى بعض الحالات، لان المرأة تحتاج الى الانتفاع بالاجواء الروحية و الثقافية فى المسجد كما يحتاجه الرجل مع رعاية جانب الستر، و قد كان النساء يصلين الجماعة مع رسول الله صلى الله عليه و آله فى المسجد كما تحدثت به كتب السيرة». (راجع المسائل الفقهية: ج 2، ص 121). و لكن عدم اطلاعه الكافى على نفس الروايات الموجودة فى كتاب الصلاة جعلته يفتى بعدم وجود ما يدل على استحباب صلاة المرأة فى بيتها، فقد روى الشيخ الطوسى باسناده عن محمد بن على بن محبوب، عن يعقوب بن يزيد، عن ابى همام، عن ابى الحسن عليه السلام قال: «اذا صلت المرأة فى المسجد مع الامام يوم الجمعة الجمعة ركعتين فقد نقصت صلاتها، و ان صلت فى المسجد أربعا نقصت صلاتها، لتصل فى بيتها أربعا افضل». (تهذيب الاحكام: ج 3، ص 241، ح 26، عنه الوسائل: ج 5، ص 37، الباب 22 من ابواب صلاة الجمعة). و رواة السند من الثقاة، و طريق الشيخ الى محمد بن على بن محبوب و ان كان ضعيفا فى المشيخة و لكنه صحيح فى الفهرست، فالرواية بناء على ذلك معتبره سندا، و واضحة دلالة. (راجع معجم رجال الحديث: ج 17، ص 8، و الفهرست: ص 308).

و هكذا يظهر معنى الفقاهة و انها ليست الاعتماد على ملاحظة ما اورده العلماء السابقون كصاحب الوسائل من روايات ضمن ابواب معينة فقط كباب استحباب صلاة المرأة فى بيتها بل تعنى التتبع و الاستقراء الكامل لكل الابواب الفقهية سواء المذكورة فى نفس الكتاب ككتاب الصلاة ام لا، اما بقية الوجوه الضعيفة التى استدل بها «فضل الله» فليس هنا مجال الرد عليها.] و بعد ان اعتبر الخلاف فى كسر ضلع الزهراء عليهاالسلام و اسقاط جنينها كالخلاف فى سنة ولادتها! و بعد ان قال ان مصحف فاطمه هو ما كان عند الزهراء عليهاالسلام من جريدة، و هو ما طلبت من خادمتها البحث عنها! و بعد ان قال ان المراد من ابى عبيدة فى رواية مصحف فاطمه هو المدائنى و ان المراد من ابن سنان فى رواية البحار هو محمد بن سنان! و بعد ان تحدث فى كثير مما لا يعلم عنه شيئا- و ليس هنا مجال الاستقصاء- جاء بعد ذلك ليعرض بخصومه قائلا: اللهم اغفر لقومى فانهم لا يعلمون، و كانه هو رسول الله! و كان خصومه جهلة قريش و عتاة العرب! و ليسوا مراجع الدين و علماء و طلاب الحوزات العلمية و من ايدهم من المؤمنين.

عندما يتحدث الجاهل باسلوب العالم


و اذا كان البعض يغض الطرف عن الجهل فى مثل هذه المسائل، باعتبار ان مجهولات الانسان اكثر من معلوماته فان ما يدعو الى الدهشة ان يتكلم الجاهل بالشى ء باسلوب العالم به، ف«فضل الله» كان يلقى الكلام على عواهنه، و يجيب فى المسائل التى يجهلها بالاحتمالات، و لم يجب باننى لا اعلم او ساجيبكم بعد التحقيق فى المسالة او اسالوا المتخصصين فى هذه القضية و غير ذلك من الاجوبة التى امرت بها الآيات و الروايات التى داب علماؤنا الكبار على الاجابة بها.

فقد نقل العلامة المجلسى فى كتاب العلم من البحار اخبارا مستفيضة تؤكد على ان لا يجيب العالم الا بما يعلم، فان سئل عما لا يعلم توقف و اجاب بعدم العلم، و نذكر هنا جانبا من تلك الروايات:

1- روى الصدوق فى اماليه عن زرارة بن اعين قال: «سالت اباجعفر الباقر عليه السلام:ما حق الله على العباد، قال: ان يقولوا ما يعلمون، و يقفوا عند ما لا يعلمون».

2- و روى الصدوق ايضا فى اماليه عن اسحاق بن عبدالله، عن ابى عبدالله الصادق عليه السلام قال: «ان الله تبارك و تعالى عير عباده بآيتين من كتابه: ان لا يقولوا حتى يعلموا، و لا يردوا ما لم يعلموا، قال الله عز و جل: (الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا على الله الا الحق»، و قال: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لما ياتهم تاويله).

3- روى البرقى فى المحاسن عن ابن الحجاج، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: «اياك و خصلتين مهلكتين: ان تفتى الناس برايك، او تقول ما لا تعلم».

4- و فى المحاسن ايضا عن محمد بن مسلم، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: «اذا سئل الرجل منكم عما لا يعلم فليقل لا ادرى و لا يقل الله اعلم فيوقع فى قلب صاحبه شككا، و اذا قال المسئول: لا ادرى فلا يتهمه السائل».

[بحار الأنوار: ج 2، باب 16، ص 111 فما بعد.]

كيف وجد الاختلاف؟

و لو ان «فضل الله» امتثل لاحاديث اهل البيت عليهم السلام و وصاياهم لما حدثت كل هذه الضجة، و لكنه بجوابه عن كل ما سئل حتى فيما لا يعلمه اوجد هذا الاختلاف و الشقاق، و ان موقفه هذا يذكرنا بقول اميرالمؤمنين عليه السلام- كما يرويه الكراجكى-: «لو سكت من لا يعلم سقط الاختلاف».

[كنز الفوائد: ج 1، ص 319.] و للعلم فقد وجه له بعض المحققين الاجلاء منذ فترة طويلة نصيحة مخلصة لعدم الخوض فى الحديث عن المسائل التاريخية؛ لان ذلك خارج مجال اختصاصه و لكنه لن يصغ لنصيحته فكانت هذه الفتنة، و كان بامكانه ان يجنب المؤمنين من تبعاتها لو ركن الى الصمت و التزم بنصيحة المتضلع المشفق.

تذكير بموعظة لاميرالمؤمنين عليه السلام: ونحن بدورنا نذكره ثانية بما رواه الشيخ الصدوق فى كتابه المواعظ عن اميرالمؤمنين عليه السلام فى وصيته لابنه محمدالحنفية:

«و ما خلق الله عز و جل شيئا احسن من الكلام و لا اقبح منه، بالكلام ابيضت الوجوه، و بالكلام اسودت الوجوه. و اعلم ان الكلام فى وثاقك ما لم تتكلم به فاذا تكلمت به صرت فى وقاقه، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك و ورقك فان اللسان كلب عقور فان انت خليته عقر، و رب كلمة سلبت نعمة، من سيب عذاره قاده الى كريهة و فضيحة، ثم لم يخلص من وهده الا على مقت من الله عز و جل و ذم من الناس. قد خاطر بنفسه من استغنى برايه، و من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطا، من تورط فى الامور غير ناظر فى العواقب قد تعرض مقطعات النوائب، و التدبير قبل العوامل يؤمنك من الندم، و العاقل من وعظه التجارب، و فى التجارب علم مستانف، و فى تقلب الاحوال تعرف جواهر الرجال، الايام تهتك لك عن السرائر الكامنة، فافهم وصيتى هذه و لا تذهبن عنك صفحا فان خير القول ما نفع».

[المواعظ: ص 70.]

اسلوب خاص لتغطية الجهل!


و مادام قد بلغ الامر بنا الى هذه النقطة فمن المناسب الاشارة ان ل«فضل الله» اسلوبه الخاص فى التستر على جهله، فهو يسعى دوما ان يوحى الى مقابله سعة علمه، و لا يعترف بجهله الا عندما تضيق به السبل و يحصر فى زاوية حرجة، اما عندما يجد مهربا مناسبا فانه يذكر جوابا لا يمكن القول بانه صحيح و لا باطل لانه لا يتضمن سوى طرح الاحتمالات و الاقوال!

و هكذا يعتمد اسلوب «فضل الله» على امور عديدة اهمها:

1- اثارة الاحتمالات:

فاننا نلاحظ انه يكثر المبادرة الى استخدام كلمة (ربما) و (لعل) و امثالها من الكلمات سواء فى رده على الاسئلة التى يجهل اجابتها او للتهرب من ابداء رايه الصريح، و هى كلمات لا تتطلب جهدا و لا دليلا من قائلها، فان تبين موافقتها للواقع اخذ يقول باننى قد ذكرت الجواب، «و رب رمية من غير رام»! و ان اخطاته تذرع باننى عرضته على سبيل الاحتمال و لم اجزم بالامر! و لو اراد الانسان ان يستقرى استخدام تلك الكلمات لوجد انه قلما يخلو خطاب ل«فضل الله» منها، و اليك بعض الامثلة على ذلك:

أ- السؤال 1144 فى مجلة الموسم العدد 21: ما هى الاحاديث القدسية؟

الجواب: «الاحاديث القدسية لعلها هى الاحاديث تمثل ما كان ينزل على الانبياء السابقين، و نقل عن النبى و عن الائمة، الظاهر هكذا».

ب- السؤال 910 فى مجلة الموسم: ما هى الفتنة التى حصلت حول خلق القرآن... و ما معنى خلق القرآن؟

الجواب: «... بعض الناس و هذا ايضا يقوله الشيعة الامامية و ربما المعتزلة ان القرآن مخلوق...».

ج- السؤال 1160 فى مجلة الموسم: يقال ان ارض كربلاء افضل من ارض مكة، و السجدة على التربة الحسينية افضل من السجدة على ارض الحرم، هل هذا صحيح؟

الجواب: «هذا لم يثبت بشكل قطعى، ربما روايات مرسلة...».

د- سؤال فى الجزء الثانى من الندوة طبعة قم ص 320: ذكر الاسراء فى الكتاب الكريم و لم يذكر المعراج، فما هو السبب؟

الجواب: «ربما يفسر بعض المفسرين قوله تعالى (ثم دنى فتدلى- فكان قاب قوسين او ادنى) بانها تتحدث عن المعراج».

2- حشو الكلام:

كما ان هناك العديد من احاديث «فضل الله» التى لا يخرج السائل منها باى فائدة و محصل، و كل ما استفاده من الجواب هو تكرار بعض العبارات الغامضة و غير المفهومة، و فى احسن الاحوال يكون الجواب مجرد حشو كلام و بعيدا كل البعد عن مطلوب السؤال، و من امثلة ذلك:

أ- السؤال 938 فى مجلد الموسم: هل لكم ان توضحوا لنا شيئا عن قصة الآكل و الماكول فى يوم القيامة...؟

الجواب: «الفلاسفة فى قصة الآكل و الماكول تحدثوا كثيرا بتحليلات! لكن فى الواقع نحن فى غنى عن هذا!...، فالله يعرف كيف يعيد الخلق، و هذه القضية ليست بمشكلة

بالنسبة الى الله، و ان كانت مشكلة بالنسبة الى الفلاسفة، فنحن عندما نعرف قدرة الله فى البداية نعرف قدرته فى النهاية، و كما لا نعرف كيف صنع الله الخلق فى البداية فنحن ايضا لا نعرف كيف يصنع الخلق من جديد فى النهاية، فنحن نوكل الى الله علم ما لا طريق لنا الى علمه! و ليس من الضرورى الكثير من التفلسف فى هذا المجال!».

ب- السؤال 508 فى مجلة الموسم: ان عقاب الطفل متى تجب الكفارة فيه؟

الجواب: «اذا زاد عن الحد بحيث ان الانسان يضرب الطفل حتى تحمر يده...».

السؤال 509: ما هى الكفارة؟

الجواب: «تختلف حسب الاشياء، يعنى اذا احمرت يداه بمقدار او اكثر لها كفارات معينة، و هذه ليست مشكلة بالنسبة للاهل حيث يمكن مقدار الكفارة يصرف عليه».

السؤال 511: قد ذكرت بالامس ان ضرب الاطفال يترتب عليه دفع كفارة، كم هى تلك الكفارة؟

الجواب: «الواقع انه ليس عندى مصدر الآن باعتبار انه يكون محتاج معرفة، هم غالبا يقدرونها بالثمن السابق، يعنى بالعملة السابقة، و لذا القضية يراد لها تحديد.

[راجع الملحق: رقم 27.]

و هكذا نلاحظ ان «فضل الله» لم يجب فى البداية عن مطلوب السائل، و تحدث بطريقة ملتوية، و فى الجواب الثانى تهرب عن الجواب و اخذ يغير مسار الموضوع عبر التحدث عن مصرف الكفارة، و لكن عندما حاصره السائل اضطر للاعتراف بجهله، مضيفا معلومة غير محددة و هى ان الكفارة لابد ان تكون بالعملة القديمة، اما اى عملة منها فهذا ما لم يذكره ايضا، و لو انه اراح السائل منذ البداية و طالبه بالرجوع الى الرسالة العملية او السؤال من العلماء العارفين بالجواب لكان خيرا له من كل هذا التطويل و اللف و الدوران.

و لم ينقذه ذلك من التخبط!


و مع ذلك فلم ينجح هذا الاسلوب فى اخفاء جهله، فهناك العديد من الاسئلة التى ابدى فيها تخبطا شديدا، و اجاب بما يابى اى طالب فى الحوزة ان تنسب اليه، و خالف فيها الادلة العلمية و الروايات الصحيحة و كلمات اقطاب الطائفة، و من ذلك ما يلى:

أ- السؤال 942 فى مجلة الموسم العدد 21: ما المقصود بالعرش؟ و اين هو؟

الجواب: «طبعا هناك قول بان المراد من العرش هو منطقة من مناطق السماء (!) و هناك قول بان المراد من العرش انما هو اعلى مرتبة (!) يعنى له جانب معنوى اكثر من جانب مادى (!) اما اين هو، طبعا ليس عندنا جغرافية السماء حتى نعرف المنطقة الجغرافية التى يقع فيها العرش (!)». و لمعرفة الجواب فنحن بانتظار ان يكتشف «فضل الله» جغرافية السماء و بالتالى المنطقة الجغرافية التى يقع فيها العرش؟!

ب- سؤال فى الجزء الثانى من مجلد الندوة طبعة قم ص 303: (قل كفى بالله شهيدا بينى و بينكم و من عنده علم الكتاب) فمن هو الذى عنده علم الكتاب؟

الجواب: «هناك رواية (!) تقول انه على عليه السلام، و هناك روايات (!) تنطلق من سياق الآية (!) اى ان النبى صلى الله عليه و آله كان يستشهد بالاشخاص الذين يملكون علم الكتاب حتى يعرفوا المسلمين بان النبى صلى الله عليه و آله مذكور فى التوراة و الانجيل، و لعله هو الاقرب (!) لان الامام عليه السلام كان مع النبى فكيف يستشهد به و هم لا يقرون علمه (؟!)».

و لكن «فضل الله» لجهله و لاتباعه لفهمه العليل لسياق الآية و اعراضه عن الروايات الصحيحة الكثيرة الواردة عن اهل البيت عليهم السلام و التى حددت المقصود من (و من عنده علم الكتاب) بالامام على عليه السلام رجح قول اهل السنة بان المراد من الآية من عندهم علم التوراة و الانجيل. و لقد اورد السيد هاشم البحرانى فى تفسيره احاديث مستفيضة بل متواترة تؤكد على ان المقصود بها الامام على عليه السلام و بعض تلك الاحاديث تشرك بقية الائمة عليهم السلام معه فى الموضوع.

[راجع تفسير البرهان: ج 2، ص 302.]

و نحن نقتصر بذكر اسانيد بعض الروايات الصحيحة التى حددت المقصود من الآية بالامام على عليه السلام، و من شاء فليراجع متنها.

فمن ذلك: ما رواه الصفار، عن محمد بن الحسين و يعقوب بن يزيد، عن ابن ابى عمير، عن عمر بن اذينة، عن بريد بن معاوية، عن الامام الباقر عليه السلام.

[بصائر الدرجات: ص 234، ح 12، باب مما عند الائمة عليهم الصلاة و السلام من اسم الله الاعظم و علم الكتاب.] و ما رواه ايضا عن احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبى، عن ايوب بن الحر، عن ابى بصير، عن الامام الصادق عليه السلام.

[نفس المصدر: ص 235، ح 14. و ذكر فى نفس الحديث بعض الاسانيد الصحيحة الاخرى عن الامام الباقر عليه السلام فراجع.] و ما رواه ايضا عن احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن احمد بن محمد، عن حماد بن عثمان، عن ابى بصير، عن الامام الصادق عليه السلام.

[نفس المصدر: ص 235، ح 15.] و ما رواه عن احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جابر، عن ابى جعفر الباقر عليه السلام.

[نفس المصدر: ص 233، ح 4.] و ما رواه ايضا بسند صحيح على مبنى المامقانى- فى محمد بن الفضيل- عن احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن ابى الحسن عليه السلام.

[نفس المصدر: ص 235، ح 13.]

فهذه خمسة احاديث صحيحة السند نقلناها فقط عما رواه محمد بن الحسن الصفار فى «بصائر الدرجات»، و هناك احاديث اخرى صحيحة موجودة فى بقية المصادر يجدها المتتبع. ولكن «فضل الله» يقول: «هناك رواية تقول انه على»!

و يبدو ان «فضل الله» كما ايد من قبل شبهة ابن حجر و ابن رزبهان ابى هذه المرة الا ان ينصر ابن تيمية! الذى استشهد بنفس الوجه السخيف الذى تمسك به «فضل الله»، فقد قال فى مقام انكار نزول الآية فى اميرالمؤمنين عليه السلام: «ان هذا باطل قطعا و ذلك ان الله تعالى قال: (كفى بالله شهيدا بينى و بينكم و من عنده علم الكتاب) و لو اريد به على لكان المراد ان محمدا يستشهد على ما قاله بابن عمه على، و معلوم ان عليا لو شهد له بالنبوة و بكل ما قال لم ينتفع محمد بشهادته له، و لا يكون ذلك حجة له على الناس، و لا يحصل بذلك دليل المستدل، و لا ينقاد بذلك احد لانهم يقولون من اين لعلى ذلك و انما استفاد ذلك من محمد».

[منهاج السنة النبوية: ج 4، ص 68.] و كذلك اتفق «فضل الله» مع ابن تيمية ايضا فى ان المقصود من الآية هم «الاشخاص الذين يملكون علم الكتاب حتى يعرفوا المسلمين بان النبى صلى الله عليه و آله مذكور فى التوراة و الانجيل»، و قد ذكر ابن تيمية منهم عبدالله بن سلام و كعب الاحبار و سلمان الفارسى.

[نفس المصدر: ص 69.]

اما فى رواياتنا فقد روى الصفار باسناده عن ابى مريم، قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: هذا ابن عبدالله بن سلام يزعم ان اباه الذى يقول الله فيه (قل كفى بالله شهيدا بينى و بينكم و من عنده علم الكتاب)، قال: كذب، ذاك على بن ابى طالب.

[بصائر الدرجات: ص 235، ح 16.]

اما فى كلمات علمائنا و مفسرينا فانك لا تجد من حاد عن القول بنزول الآية فى اميرالمؤمنين عليه السلام، و قد رايت ان انسب كلام لدفع الوجه الذى تمسك به «فضل الله» هو ما قاله العلامة الطباطبائى فى تفسيره، حيث قال: «و قيل: المراد القوم الذين اسلموا من علماء اهل الكتاب كعبدالله بن سلام و تميم الدارى و الجارود و سلمان الفارسى، و قيل: هو عبدالله بن سلام، ورد بان السورة مكية و هؤلاء انما اسلموا فى بالمدينة.

و للقائلين بانه عبدالله بن سلام جهد بليغ فى الدفاع عنه، فقال: بعضهم: ان مكية السورة لا تتنافى كون بعض آياته مدنية، فلم لا يجوز ان تكون هذه الآية مدنية مع كون السورة مكية؟ و فيه: اولا: ان مجرد الجواز لا يثبت ذلك ما لم يكن هناك نقل صحيح قابل للتعويل عليه. على ان الجمهور نصوا على انها مكية كما نقل عن البحر. و ثانيا: ان ذلك انما هو فى بعض الآيات الموضوعة فى خلال آيات السور النازلة، و اما فى مثل هذه الآية التى هى ختام ناظرة الى ما افتتحت به السورة فلا، اذ لا معنى لارجاء بعبض الكلام المرتبط الاجزاء الى امد غير محدود.

و قال بعضهم: ان كون الآية مكية لا ينافى ان يكون الكلام اخبارا عما سيشهد به. و فيه: ان ذلك يوجب رداءة الحجة و سقوطها، فاى معنى لان يحتج على قوم يقولون: (لست مرسلا) فيقال: صدقوا به اليوم؛ لان بعض علماء اهل الكتاب سوف يشهدون به. و قال بعضهم: ان هذه شهادة تحمل لا يستلزم ايمان الشهيد حين الشهادة، فيجوز ان تكون الآية مكية و المراد بها عبدالله بن سلام او غيره من علماء اليهود و النصارى و ان لم يؤمنوا حين نزول الآية.

و فيه ان المعنى حينئذ يعود الى الاحتجاج بعلم علماء اهل الكتاب و ان لم يعترفوا به و لم يؤمنوا، و لو كان كذلك لكان المتعين ان يستشهد بعلم الذين كفروا انفسهم، فان الحجة كانت قد تمت عليهم بكون القرآن كلام الله، و لا يكون ذلك الا عن علمهم به، فما الموجب للعدول عنهم الى غيرهم و هم مشتركون فى الكفر بالرسالة و نفيها. على انه تقدم ان الشهادة فى الآية ليست الا شهادة اداء دون التحمل. و قال بعضهم:- و هو ابن تيمية و قد اغرب- ان الآية مدنية بالاتفاق. و هو كما ترى.... و بهذا يتايد ما ذكره جمع و وردت به الروايات من طرق ائمة اهل البيت عليهم السلام ان الآية نزلت فى على».

[تفسير الميزان: ج 11، ص 385.]

و بعد هذا كله فليس من العجيب ما يطرق اسماعنا من آراء فقهية شاذة و غريبة و متناقضة احيانا صدرت من «فضل الله»؛ لان السر فى ذلك واضح!

[فمن آرائه الشاذة و الغربية عدم حرمة حلق اللحية، و عدم وجوب ستر المرأة لقدمها، و طهارة الكافر من غير اهل الكتاب كعبدة الاصنام و الملحدين، و طهارة الخمر و كل مسكر، و جواز دخول الكافر للمسجد، و عدم حرمة استقبال و استدبار القلبة حال التخلى.

اما آراؤه الفقهية المتناقضة فمنها ما جاء فى كتاب المسائل الفقهية:

المسالة 5: هل يجب على المرأة فى حال الصلاة او غيرها ستر قدمها؟

الجواب: لا يجب عليها ستره فى الصلاة، و يجب عليها ذلك فى غير الصلاة على الاحوط. (المسائل الفقهية: ج 1، ص 64).

و من الواضح ان الاحتياط هنا وجوبى لانه لم يسبقه او يلحقه فتوى بالخلاف. و لكنه عندما سئل فى موضع آخر من نفس الكتاب عن لزوم ستر القدمين للمرأة ضمن الحجاب قال: الاحوط لها الستر و ان كان للجواز وجه (المسائل الفقهية: ج 1، ص 243).

و الاحتياط هنا استحبابى!! و يؤكده ما ذكره فى موضع ثالث حيث قال: لا يجب ذلك و لكن الاحتياط بالستر لا باس فيه. (المسائل الفقهية: ج 2، ص 414، المسالة 981).]

و هل يصح بعد كل هذا الجهل و التخبط الذى لا يصدر عن اقل طلبة العلوم الدينية علما ان يعد انتقاد الآراء المنحرفة ل«فضل الله» بانها هجوم على «المرجعية»؟ و هل الملاك فى تعيين المراجع و تحديدهم ترشيحات الصحافة و انتخابات الاعلام، ام تزكية الحوزات العلمية و اهل الخبرة فيها؟! و اذا رجعت المعايير و الموازين الى نصابها فلن يحض «فضل الله» لا بلقب «آية الله» و لا «العظمى»! ليصبح جعله فى مصاف الامام الخمينى و السيد الخوئى و مقارنته بهما مهزلة تضحك الثكلى...

لماذا لا يرد «فضل الله»؟


اما عدم استعداد «فضل الله» للرد على الاشكالات الواردة عليه فالسر فيه واضح بعد ما قدمناه من تخبطه الشديد وجهله الواضح فى المسائل، و من تكون هذه حاله فليس فى وسعه الا التشبث بالمغالطات، فيقول ان مهمتى اكبر من هذا لما لدى من مسؤولية فى مواجهة الاستكبار، و لست مستعدا لان اشغل وقتى بالرد فى مثل هذه القضايا الهامشية و هو الذى عرف عنه انه ما ترك مجالا من المجالات العقائدية او غيرها صغيرها و كبيرها الا و خاض فيه و تحدث فيه كصاحب راى! و لم يعهد عنه انه اظهر عدم علمه و لو لمرة واحدة عندما توجه له مختلف الاسئلة، و لا يظهر ذلك الا اذا تكررت الاسئلة و ضاق به الخناق و لم يجد مهربا.

كلمة اخيرة...


و فى نهاية المطاف، ندعو «فضل الله» للمزيد من القراءة و البحث فى روايات اهل البيت و اسانيدها و التعمق فى فهم مضامينها عند قصد الحكم على بعض القضايا، و ان يولى اهتماما خاصا بالقضايا العقائدية و التاريخية، و غيرها من المسائل التى تعتبر المرتكزات للاتجاهات الفكرية و فهمها فهما دقيقا، كما ندعوه لاعادة النظر من جديد فى تنظيره الفكرى المبنى على اسس استحسانية واهية.

و اخيرا، فاننا لا نرى سبيلا للخلاص من هذه الفتنة الا بالتراجع و الاعتذار الصريح لفاطمه الزهراء عليهاالسلام و محبيها عن الاساءة التى صدرت منه فى حقها، و كذلك التوبة و التراجع عن بقية انحرافاته العقائدية، و ايكال امر البحث فى المسائل العقائدية التفصيلية و التاريخية المهمة كالولاية التكوينية و الشفاعة و التوسل و العصمة و انوار اهل البيت و مقاماتهم و شهادة الائمة و غيرها من المسائل الى المراجع و العلماء و المحققين، «فالخيل اعلم بفرسانها»، «و ملك ذا امر امره».

فهل يعود ليتوب و يعتذر لاهل البيت عليهم السلام و لشيعتهم عما بدر منه منهيا بذلك هذه الفتنة السوداء؟ نرجو ان لا يكون ممن (اذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم).

[الآية 206 من سورة البقرة.]

(قل هذه سبيلى ادعو الله على بصيرة انا و من اتبعنى)

[الآيه 108 من سورة يوسف.].. (و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر).

[الآية 29 من سورة الكهف.]

/ 42