حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


هل فى مصحف فاطمه القرآن؟


قال فضل الله فى جوابه الثالث: «مصحف الزهراء الذى هو ليس بمعنى القرآن و لكنه مصحف بمعنى مجموعة صحف اى اوراق».

و قال فى العدد 21 من مجلة الموسم: «اما بالنسبة الى موضوع مصحف فاطمه، قطعا الآن غير موجود عند احد من العالم، غير موجود عند اى شخص من الشيعة، لا من العلماء و لا من غيرهم، ورد فيه حديث، لكن كلمة المصحف ليس معناه القرآن، كلمة المصحف معناه الاوراق، و لهذا القرآن يسمى كمصحف باعتبار انه يشتمل على اوراق مكتوب فيها هذا الشى ء. فكلمة المصحف لا يراد منها ان هناك عند الشيعة قرآنا يسمى مصحف فاطمه...، على كل حال، ليس المراد بالمصحف القرآن او ما يكون بديلا عن القرآن، الاشتباه الذى حاصل انما هو من اطلاق كلمة مصحف، يعنى المفروض ان القران ليس اسمه مصحف، انما سمى مصحف مثلما يسمى كل كتاب مصحف يعنى من الصحف، مثل الصحف الاولى صحف ابراهيم و موسى او صحف الناس».

و ما ذكره و ان كان صحيحا و لكن كان من اللازم ذكر الروايات الواردة فى المقام التى تذكر بعضها ان فى مصحف فاطمه القرآن، و ما يمكن ان يقال فى مقام علاجها، و بدورنا قمنا بجمع الروايات المتعرضة لهذا الامر مع بيان حال اسانيدها.

الروايات النافية لوجود القرآن فى فاطمه


فمن الروايات التى تنص على عدم وجود شى ء من القرآن الكريم فى مصحف فاطمه عليهاالسلام ما يلى:

1- روى الكلينى فى الكافى عند عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد، عن عبدالله بن الحجال، عن احمد بن عمر الحلبى، عن ابى عبدالله الصادق عليه السلام قال: «... و ان عندنا لمصحف فاطمه، و ما يدريهم ما مصحف فاطمه، قلت: و ما مصحف فاطمه؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، و الله ما فيه من قرآنكم حرف واحد».

[الكافى: ج 1، ص 238. و الرواية كما مرت الاشارة اليه صحيحة على راى العلامة المجلسى و ضعيفة الاسناد على راى السيد الخوئى بعبدالله بن الحجال فهو مجهول.

[و العجيب ان مؤلف كتاب «دفاع عن الكافى» قد اوعز ضعف السند الى احمد بن عمر الحلبى «الذى لا عين له و لا اثر فى كتب الرجال» (دفاع عن الكافى: ج 2، ص 353) لا الى عبدالله بن الحجال، فان من الممكن حمل احمد بن عمر الحلبى على احمد بن عمر بن ابى شعبة الحلبى الثقة، فان احمد بن عمر فى هذا الحديث قد روى عن ابى بصير و المقصود منه هو يحيى بن القاسم متى ما اطلق من غير قرينة على ارادة غيره (راجع معجم رجال الحديث: ج 20، ص 75)، و قد توفى سنة 150 ه كما نص على ذلك النجاشى و الشيخ الطوسى، اى بعد وفاة الامام الصادق عليه السلام بعامين، و قد ذكروا فى ترجمة احمد بن عمر بن ابى شعبة الحلبى انه قد روى عن الامام الكاظم عليه السلام فلا يستبعد معه ان يكون قد ادرك ابابصير الاسدى، و بالتالى فلا مجازفة فيما لو قيل بارادة ابن ابى شعبة الحلبى من احمد بن عمر الحلبى المذكور فى سند الرواية.

هذا كله بناء على عدم تعين ارادة ابن ابى شعبة الحلبى من احمد بن عمر الحلبى كما يظهر من كلام السيد الخوئى (قدس سره)، اما بناء على اتحادهما كما يظهر من كلام العلامة التسترى فى قاموسه فالخطب سهل (راجع قاموس الرجال: ج 1، ص 539 برقم 463؛ و ص 544 برقم 456). و لكن قد يقال ان فى بعض كلمات السيد الخوئى ما يشير الى رفع مثل هذا الاستبعاد اى عدم ادراك احمد بن عمر بن ابى شعبة الحلبى للامام الصادق عليه السلام، فقد قال فى ترجمة الحسين بن سعيد بن حماد الاهوازى و هو من اصحاب الامام الرضا و الجواد و الهادى عليهم السلام.

«و فى عدة من الروايات رواية الحسين بن سعيد عن جملة من اصحاب الصادق عليه السلام، منهم عثمان بن عيسى و حريز، تارة مع الواسطة و اخرى بدونها، فيظن بسقوط الواسطة عند عدم ذكرها، و لكنه لا يعتد به بعد ظهور الحكاية فى انها بلا واسطة فيؤخذ به مالم تقم قرينة على خلاف الظهور، و من الظاهر انه لا مانع من رواية شخص عن آخر تارة مع الواسطة و اخرى بدونها» (معجم رجال الحديث: ج 5، ص 245).

و قد ذكر الامام الخمينى (رضوان الله عليه) قريبا من هذا المضمون عند تعليقه على اعتراض اورد حول عدم امكان رواية عبدالله بن مسكان عن الامام الباقر عليه السلام مباشرة، فقال:

«ثم انه قد يستشكل فى الصحيحة التى هى الاصل بانها مرسلة لم يذكر فيها الواسطة فان عبدالله بن مسكان لم يرو عن ابى جعفر عليه السلام، بل انكر بعضهم روايته عن ابى عبدالله عليه السلام، او قيل: انه لم يرو عنه الا حديثا واحدا و انه من احداث اصحاب ابى عبدالله عليه السلام فكيف يروى عن ابى جعفر عليه السلام؟

اقول: اما روايته عن ابى عبدالله عليه السلام فكثيرة على ما حكى، و كونه من احداث اصحابه لا ينافى رؤيته لابى جعفر عليه السلام و روايته عنه، اذ على فرض ثبوت كونه من احداث اصحابه فانما هو فى قبال مثل زرارة و اشباهه من الشيوخ، مع ان كونه من احداث اصحابه لم يثبت الا بنقل بعض من تاخر عن ذلك العصر، و مجرد رؤيته لابى جعفر عليه السلام فى مجلس و روايته حديثا لا يستلزم صدق الصحبة حتى يعد من اصحابه، و مع احتمال ملاقاته له و روايته منه لا يجوز رد الصحيحة الظاهرة فى الرواية عند بلا واسطة، فطرح امثالها بمجرد الاحتمال غير صحيح» (الخلل فى الصلاة: ص 181).

و بما ذكراه تحل الكثير من الاشكالات الواردة على بعض الاسانيد و الحكم عليها بالارسال، و تخرج من ضعف الارسال الى الصحة.

و كذلك روى الصفار فى بصائر الدرجات، عن احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد الجمال، عن احمد بن عمر، عن ابى بصير نفس مضمون هذه الرواية.

[بصائر الدرجات: ص 171، ح 3. و اسناد الصفار ضعيف بالحسين بن سعيد الجمال فهو مجهول الا ان يكون المراد به الحسين بن سعيد بن حماد الاهوازى و لكن لم يعهد ان لقب بالجمال، و من المحتمل ان كلمة الجمال تصحيف لكلمة حماد.

2- روى الكلينى فى الكافى عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد، عن على بن الحكم، عن الحسين بن ابى العلاء، قال: سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول: «... و مصحف فاطمه ما ازعم ان فيه قرآنا».

[الكافى: ج 1، ص 240. و الحديث تام اسنادا.

3- روى الصفار فى بصائر الدرجات، عن احمد بن الحسن بن على بن فضال، عن ابيه الحسن بن على بن فضال، عن ابى بكير و احمد بن محمد، عن محمد بن عبدالملك، عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال: «... و عندنا مصحف اما و الله ما هو

بالقرآن».

[بصائر الدرجات: ص 171، ح 2. و الموجود فى طبعة الكتاب ابى بكير و الصحيح ابن بكير، و فى السند ضعف بمحمدبن عبدالملك فهو مشترك بين جماعة، و هم جميعا بين ضعيف و مهمل.

4- روى الصفار عن عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن على بن ابى حمزة، عن العبد الصالح عليه السلام قال: «عندى مصحف فاطمه ليس فيه شى ء من القرآن».

[بصائر الدرجات: ص 174، ح 8. و فى السند ضعف بعباد بن سليمان فهو مهمل عند السيد الخوئى اذ لم يرد فى حقه توثيق مع انه ذكر فى اسناد كامل الزيارات، اما العلامة المامقانى فقد ذهب الى حسنه، و كذلك اختلفا فى على بن ابى حمزة البطائنى، و قد مرت الاشارة اليه.

5- روى الصفار عن محمد بن الحسين، عن احمد بن محمد بن ابى نصر، عن حماد بن عثمان، عن على بن سعيد، عن ابى عبدالله عليه السلام: «... و عندنا و الله مصحف فاطمه ما فيه آية من كتاب الله».

[بصائر الدرجات: ص 173، ح 5. و فى السند ضعف بعلى بن سعيد.

6- روى الصفار عن احمد بن الحسن بن على بن فضال، عن ابيه الحسن، عن ابى المغرا، عن عنبسة بن مصعب، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: «... و مصحف فاطمه ما ازعم انه قرآن».

[بصائر الدرجات: ص 174، ح 9. و فى السند ضعف بعنبسة بن مصعب فلم يرد فى حقه توثيق الا ذكره فى اسناد كامل الزيارات لابن قولويه، و قد مر ما فيه.

7- روى الصفار، عن احمد بن موسى، عن الحسين بن على بن النعمان، عن ابى زكريا يحيى، عن عمرو الزيات، عن ابان و عبدالله بن بكير قال: لا اعلمه الا ثعلبه او علاء بن زرين، عن محمد بن مسلم عن احدهما عليهماالسلام: «... و خلفت فاطمه مصحفا ما هو قرآن».

[بصائر الدرجات: ص 175، ح 14. و فى السند ضعف بابى زكريا يحيى و عمرو الزيات، و قد مرت الاشارة الى ذلك عند الحديث عن الروايات المتعرضة لمصدر مصحف فاطمه، و قلنا انه من المحتمل حصول تصحيف و ان الصحيح هو: عن ابى زكريا يحيى بن عمرو الزيات.

8- روى الصفار، عن يعقوب بن يزيد و محمد بن الحسين، عن محمد بن ابى عمير، عن عمر بن اذينة، عن على بن سعد، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: «... و فيه مصحف فاطمه ما فيه آية من القرآن».

[بصائر الدرجات: ص 176، ح 15. و فى السند ضعف بعلى بن سعد او سعيد.

9- روى الصفار، عن السندى بن محمد، عن ابان بن عثمان، عن على بن الحسين، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: «... و عندنا مصحف فاطمه اما و الله ما فيه حرف من القرآن».

[بصائر الدرجات: ص 177، ح 19. و فى السند ضعف بعلى بن الحسين.

10- روى الصفار، عن عبدالله بن جعفر، عن موسى بن جعفر، عن الوشاء، عن ابى حمزة، عن ابى عبدالله عليه السلام: «مصحف فاطمه، ما فيه شى ء من كتاب الله».

[بصائر الدرجات: ص ص 179، ح 27. و فى السند ضعف بموسى بن جعفر.

11- روى الصفار، عن عمران بن موسى، عن محمد بن الحسين، عن عبيس بن هاشم، عن محمد بن ابى حمزة و احمد بن عايذ، عن ابن اذينة، عن على بن سعيد، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: «... و فيه مصحف فاطمه ما فيه آية من القرآن».

[بصائر الدرجات: ص 180، ح 30. و محمد بن ابى حمزة مشترك بين التيملى و هو مجهول و ابن ابى حمزة الثمالى الثقة، و لكن ذلك لا يضر فى صحة اتصال السند لان عبيس بن هاشم يروى الحديث عن شخصين احدهما محمد بن ابى حمزة المشترك بين الثقة و المجهول و الآخر احمد بن عائذ الثقة فيكون السند متصلا عن طريق ابن عائذ. نعم العمدة فى التضعيف هو وجود على بن سعيد فهو مشترك بين مهملين.

12- روى الصفار، عن محمد بن الحسين، عن احمد بن محمد، عن على بن الحكم، عن ابان بن عثمان، عن على بن ابى حمزة، عن ابى عبدالله عليه السلام: «... و عندنا مصحف فاطمه اما و الله ما فيه حرف من القرآن».

[بصائر الدرجات: ص 181، ح 33. و فى السند ضعف بعلى بن ابى حمزة البطائنى، و قد مر الخلاف فيه بين السيد الخوئى من جهة و الامام الخمينى و الشيخ المامقانى من جهة اخرى.

الروايات المثبتة لوجود القرآن فى مصحف فاطمه


اما الروايات التى ذكرت ان فى مصحف فاطمه القرآن، فهى كما يلى:

1- ما جاء سابقا فى الرواية التاسعة من الروايات التى ذكرناها فيما يختص بمحتوى مصحف فاطمه، و قد رواها ابن جرير الطبرى فى دلائل الامامة عن الامام الباقر عليه السلام و جاء فى الرواية: «و فيه علم القرآن كما انزل و علم التوراة كما انزلت و علم الانجيل كما انزل و علم الزبور». و قد ذكرنا آنفا ان سندها ضعيف بعلى بن سليمان و جعفر بن محمد و محمد بن احمد بن حمدان.

2- ما رواه الكلينى فى روضة الكافى عن عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن ابيه، عن ابى بصير قال: «بينا رسول الله ذات يوم جالسا اذ قبل اميرالمؤمنين، فقال له رسول الله: ان فيك شبها من عيسى بن مريم، و لو لا ان تقول فيك طوائف من امتى ما قالت النصارى فى عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملا من الناس الا اخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة، قال: فغضب الاعرابيان و المغيرة بن شعبة و عدة من قريش معهم، فقالوا: ما رضى ان يضرب لابن عمه مثلا الا عيسى بن مريم، فانزل الله على نبيه فقال: (و لما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون- و قالوا آلهتنا خير ام هو ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون-ان هو الا عبد انعمنا عليه و جعلناه مثلا لبنى اسرائيل- و لو نشاء لجعلنا منكم)- يعنى بنى هاشم- (ملائكة فى الارض يخلفون). قال: فغضب

الحارث بن عمرو الفهرى فقال: (اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك)- ان نبى هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل- (فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم)، فانزل الله عليه مقالة الحارث و نزلت هذه الآية (و ما كان الله ليعذبهم و انت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون)، ثم قال له: يابن عمرو اما تبق و اما رحلت؟ فقال: يا محمد، بل تجعل لسائر قريش شيئا مما فى يدك فقد ذهبت بنوهاشم بمكرمة العرب و العجم، فقال له النبى صلى الله عليه و آله:ليس ذلك الى، ذلك الى الله تبارك و تعالى، فقال: يا محمد قلبى ما يتابعنى على التوبة و لكن ارحل عنك، فدعا براحلته فركبها، فلما صار بظهر المدينة اتته جندلة فرضخت هامته، ثم اتى الوحى الى النبى فقال: (سال سائل بعذاب واقع للكافرين)- بولاية على- (ليس له دافع من الله ذى المعارج)، قال: قلت: جعلت فداك، انا لا نقرؤها هكذا، فقال: هكذا و الله نزل بها جبرائيل على محمد و هكذا هو و الله مثبت فى مصحف فاطمه، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله لمن حوله من المنافقين: انطلقوا الى صاحبكم فقد اتاه ما استفتح به، قال الله عز و جل: (و استفتح و خاب كل جبار عنيد) .

[الكافى: ج 8، ص 57، ح 18.

و فى السند سهل بن زياد الآدمى الرازى المختلف فى امره، فقد ذهب السيد الخوئى الى ضعفه، اما الامام الخمينى و العلامة المامقانى فقد ذهبا الى اعتبار روايته،

[راجع معجم رجال الحديث: ج 8، ص 340. المكاسب المحرمة: ج 2، ص 345. تنقيح المقال:ج 2، ص 76. و لكن عمدة الضعف هو فى محمد بن سليمان و ابيه سليمان بن عبدالله الديلمى، اما اضمار الرواية فلا يضر حيث ان ابا بصير يقول فى نهاية الرواية: (جعلت فداك)، ما يبين انه ينقلها عن الامام المعصوم عليه السلام.

3- ما جاء فى كتاب كنز جامع الفوائد و تاويل الآيات الطاهرة (مخطوط) عن احمد بن القاسم، عن احمد بن محمد السيارى، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سليمان، عن ابى بصير، عن ابى عبدالله: انه تلا هذه الآية (سال سائل بعذاب واقع للكافرين)- بولاية على- (ليس له دافع)، ثم قال: هكذا هى فى مصحف فاطمه».

[بحار الأنوار: ج 37، ص 176، ح 63. و الرواية ضعيفة باحمد بن القاسم، و احمد بن محمد السيارى، و محمد بن سليمان و ابيه .و جاء فى نفس هذا الكتاب بعد ان ذكر الرواية السابقة: و روى البرقى، عن محمد بن سليمان، عن ابيه، عن ابى بصير، عن ابى عبدالله انه قال: «هكذا و الله انزلها جبرائيل على النبى، و هكذا هو مثبت فى مصحف فاطمه». والرواية ضعيفه بمحمد بن سليمان الديلمى و ابيه.

[و الملاحظ فى الروايات الثلاثة الاخيرة ان فى اسنادها سليمان الديلمى و ابنه محمد، و قدنقل الكشى ان سليمان الديلمى كان من الغلاة الكبار، و قال النجاشى: غمز عليه، و قيل: كان غاليا كذابا و كذلك ابنه محمد، لا يعمل بما انفردا به من الرواية، و قال الشيخ الطوسى: محمد بن سليمان الديلمى له كتاب يرمى بالغلو، و وصفه بانه ضعيف، و قال النجاشى عنه: ضعيف جدا لا يعول عليه فى شى ء. (راجع معجم رجال الحديث: ج 8، ص 273 و ص 286؛ ج 16، ص 126). كما يلاحظ عليها ان مرجعها واحد و هو رواية الكافى، التى تعدد ذكرها عبر تقطيع متنها، و لا يخفى ان الرواية الاخيرة فى كتاب كنز جامع الفوائد قد حذف من اسنادها سليمان الديلمى.

هل يمكن الجمع بين الروايات السابقة؟


و بمقارنة بين اسانيد هاتين الطائفتين من الاخبار يتضح حالهما، فان الرواية الثانية من الطائفة الاولى صحيحة السند و هى معضودة ببقية الروايات الموافقة لها فى المضمون و خاصة الرواية الثانية عشر على مبنى الامام الخمينى و المامقانى، و يبقى النظر فى دلالتهما. و البادى للنظر ان الجمع بين دلالتيهما غير ممكن؛ لان الطائفة الاولى تؤكد انه لا يوجد فى مصحف فاطمه من القرآن آية واحدة بل حرف واحد، بينما تؤكد الطائفة الثانية ان فيه الآية مع تاويلها باستثناء الرواية الاولى التى سياتى الكلام حولها.

و من المناسب هنا ان ننقل ما ذكره العلامة المجلسى فى مرآة العقول عند تعليقه على عبارة «ما فيه من قرآنكم حرف واحد» الواردة فى صحيحة ابى بصير، قال:

«اى فيه علم بما كان و ما يكون. فان قلت: فى القرآن ايضا بعض الآخبار؟ قلت: لعله لم يذكر فيه ما فى القرآن.فان قلت: يظهر من بعض الاخبار اشتمال مصحف فاطمه عليهاالسلام ايضا على الاحكام؟ قلت لعل فيه ما ليس فى القرآن. فان قلت: قدورد فى كثير من الاخبار اشتمال القرآن على جميع الاحكام و الاخبار مما كان او يكون؟ قلت: لعل المراد به ما نفهم لا ما يفهمون منه، و لذا قال عليه السلام: قرآنكم».

[مرآة العقول: ج 3، ص 55- 62.

و بناء على هذا الكلام فهناك وجه يمكن احتماله للجمع و هو ان يقال: انه لا يوجد فى مصحف فاطمه آية قرآنية واحدة، لكن فيه ما يختص بالقرآن من علوم لا يعرفها الناس و يعرفها المعصومون عليهم السلام، و يناسب هذا الجمع رواية دلائل الامامة التى جاء فيها «و فيه علم القرآن كما انزل و علم التوراة كما انزلت و علم الانجيل كما انزل و علم الزبور...»، و لا يخفى ان هذا الجمع لا يلتئم مع الرواية الثانية و الثالثة من الطائفة الثانية التى تنص على ان فى مصحف فاطمه الآيات القرانية. و كيف كان، فالاولى للتفصى عن هذا التعارض- لو قبلنا باسانيد الطائفد الثانية- هو ان نقول بوجود مصحف آخر لفاطمه الزهراء عليهاالسلام فيه القرآن مع تاويله.

نسبة كتاب «الاختصاص»


استدل فضل الله لابطال نسبة كتاب الاختصاص للشيخ المفيد بامرين:

الاول:ما المح اليه بقوله: «لماذا يقولون ان هذا الكتاب ليس للشيخ المفيد»، حيث ان هذه العبارة توحى للمستمع ان غالبية العلماء يقولون بعدم صحة نسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد.

الثانى: مخالفة بعض ما جاء فى الكتاب للعقل و منه الحديث الذى ذكره، و نحن ننقله بنصه كما جاء فى الاختصاص، فقد روى عن عبدالله بن مسعود انه قال:«اتيت فاطمه عليهاالسلام فقلت لها: اين بعلك؟ فقالت: عرج به الى السماء، فقلت: فيماذا؟ فقالت: ان نفرا من الملائكة تشاجروا فى شى ء فسالوا حكما من الآدميين فاوحى الله اليهم ان تخيروا فاختاروا على بن ابى طالب عليه السلام».

[الاختصاص: 213، و عنه البحار: ج 39، ص 150، ح 15.

الامر الاول


يبدو من مجموعة الادلة و القرائن ان نسبة كتاب الاختصاص الى الشيخ المفيد من الامور المتفق عليها عند كثير من علمائنا الابرار، فالعلامة المجلسى (المتوفى سنة 1111 ه) يروى عنه فى البحار، و يقول فى الفصل الاول من مقدمة كتابه تحت عنوان فى بيان الاصول و الكتب الماخوذ منها ما يلى:

«... و كتاب الارشاد و كتاب المجلس و كتاب النصوص و كتاب الاختصاص و الرسالة الكافية فى ابطال توبة الخاطئة، و رسالة مسار الشيعة فى مختصر التواريخ الشرعية و كتاب المقنعة و كتاب العيون و المحاسن المشتهر بالفصول و كتاب المقالات، و كتاب المزار و كتاب ايمان ابى طالب و رسائل ذبائح اهل الكتاب و المتعة و سهو النبى و نومه عن الصلاة، و تزويج اميرالمؤمنين بنته من عمر و وجوب المسح و اجوبة المسائل السروية و العكبرية و الاحدى و الخمسين و غيرها، و شرح عقائد الصدوق كلها للشيخ الجليل المفيد محمد بن محمد بن النعمان قدس الله لطيفه».

[البحار: ج 1، ص 6- 8.

و فى الفصل الثانى من مقدمة البحار الذى عقده لبيان الوثوق فى الكتب المذكورة و اختلافها فى ذلك، قال عند تعرضه لكتب الشيخ المفيد ما يلى:

«و كتاب الارشاد اشهر من مؤلفه (رحمه الله)، و كتاب المجالس وجدنا منه نسخا عتيقة و القرائن تدل على صحته، و اما كتاب الاختصاص فهو كتاب لطيف مشتمل على احوال اصحاب النبى صلى الله عليه و آله و الائمة عليهم السلام و فيه اخبار غريبة، و نقلته من نسخة عتيقة و كان مكتوبا على عنوانه: كتاب مستخرج من كتاب الاختصاص نصنيف ابى على احمد بن الحسين بن احمد بن عمران (رحمه الله)، و لكن كان بعد الخطبة هكذا: قال محمد بن

محمد بن النعمان: حدثنى ابوغالب احمد بن محمد الزرارى و جعفر بن محمد بن قولويه الى آخر السند، و كذا الى آخر الكتاب يبتدى من مشايخ الشيخ المفيد، ف الظاهر انه من مؤلفات المفيد (رحمه الله)، و سائر كتبه للاشتهار غنية عن البيان».

[البحار: ج 1، ص 27.

و قد خص الحر العاملى (المتوفى سنة 1104 ه) الفائدة الرابعة من فوائد خاتمة المستدرك من كتابه وسائل الشيعة لذكر الكتب المعتمدة التى نقل منها احاديث كتابه، و قد عد منها كتاب الاختصاص للشيخ المفيد.

[الوسائل: ج 20، ص 44. اما الفائدة الخامسة فقد عقدها لبيان بعض الطرق التى يروى بها الكتب التى ذكرها فى كتابه عن مؤلفيها، و قال فيها: «و انما ذكرنا ذلك تيمنا و تبركا باتصال السلسلة باصحاب العصمة عليهم السلام لا لتوقف العمل عليه لتواتر تلك الكتب و قيام القرائن على صحتها و ثبوتها».

[الوسائل: ج 20، ص 49. ثم شرع فى ذكر طرقه اليها. و قال ايضا فى مقدمة كتابه الوسائل ما يلى:

«... و لم انقل فيه الاحاديث الا من الكتب المعول عليها التى لا تعمل الشيعة الا بها و لا ترجع الا اليها، مبتدئا باسم من نقلت الحديث من كتابه، ذاكرا للطرق و الكتب و ما يتعلق بها فى آخر الكتاب، القاءا للاشعار باخذ الاخبار من تلك الكتب و حذرا من الاطناب، و لم اقتصر فيه على حديث الكتب الاربعة و ان كانت اشهر مما سواه بين العلماء لوجود كتب كثيرة معتمدة من مؤلفات الثقاة الاجلاء، كلها متواترة النسبة الى مؤلفيها لا يختلف العلماء و لا يشك الفضلاء فيها...».

[الوسائل: ج 1، ص 3، الفصل الاول من مقدمة الكتاب. و فى الفصل اللاحق عد كتاب الاختصاص من جملة الكتب المعتمدة و نسبه الى الشيخ المفيد.

[الوسائل: ج 1، ص 4 و 6.

و فى الذريعة الى تصانيف الشيعة قال الشيخ الطهرانى:

«كتاب الاختصاص اى المستخرج من الاختصاص الذى ألفه الشيخ ابوعلى المذكور (و يقصد به احمد بن الحسين بن احمد بن عمران) للشيخ ابى عبدالله محمد بن محمد بن النعمان المفيد المتوفى سنة 413 ه، استخرجه من الاختصاص المذكور و ادرجه فى كتابه الموسوم بالعيون و المحاسن على ما نبينه، توجد نسخة منه فى الخزانة الرضوية تاريخ كتابتها 1055 ه، ذكر كاتبها انه كتبها عن مجموعة كلها مستخرجة من كتب القدماء، و فيها هذا المستخرج من كتاب الاختصاص لابى على المذكور، استخرجه من الشيخ المفيد، و نسخة من مكتبة مدرسة سبهسالار بطهران بخط الشيخ العالم المصنف احمد بن عبدالله بن احمد بن اسماعيل البحرانى النجفى، كتابتها سنة 1118 ه، و ذكر فى آخره انه مختصر من كتاب الاختصاص لابى على المذكور، و كاتب هذا دون

مجموعة نفيسة اخرى فيها عدة رسائل و كتب علمية و فوائد نافعة، فرغ من كتابة بعض اجزائها سنة 1106 ه، و نسخة ثالثة فى النجف فى مكتبة العلامة الاديب الشيخ محمد السماوى و هى بخط الحاج ميرزا محمد بن الحاج شاه محمد الاصفهانى المسكن كتابتها سنة 1085 ه، و عليها تملك الشيخ الحر سنة 1087 ه، ثم ولده الشيخ محمد رضا سنة 1105 ه ثم جمع آخر من العلماء و تقريرهم انه للشيخ المفيد استخرجه من الاختصاص للشيخ ابى على احمد بن الحسين بن احمد بن عمران، و الاختصاص هذا من الكتب التى نقل عنها العلامة المجلسى فى البحار و جعل رمزه (ختص)، اوله «الحمدلله الذى لا تدركه الشواهد و لا تراه النواظر و لا تحجبه السواتر» الى قوله «هذا كتاب ألفته و صنفته و ألعجت فى جمعه و اسباغه و اقحمته فنونا من الاحاديث و عيونا من الاخبار و محاسن من الآثار، و الحكايات فى معان كثيرة من مدح الرجال و فضلهم و اقدار العلماء و مراتبهم و فقههم»، و الظاهر منه انه عين خطبة العيون و المحاسن للمفيد، و قد بدا فيه بما استخرجه من كتاب الاختصاص لابى على المذكور فسمى المجموع به، و الا فهو عين كتابه العيون و المحاسن الذى ذكر اسمه و فهرس مطالبه فى خطبة الكتاب، و بعد ما مر من الخطبة قال الشيخ المفيد على ما هو رسم المؤلفين فى ذكر اسمهم فى اول كتبهم ما لفظه: «قال محمد بن محمد بن النمان: حدثنى ابوغالب و جعفر بن قولويه عن محمد بن يعقوب»، ثم شرع اولا فيما استخرجه من كتاب الاختصاص لابى على المذكور، ثم فيما استخرجه من كتاب فضائل اميرالمؤمنين عليه السلام لابن داب، ثم من كتاب الجنة و النار لسعيد بن جناح، ثم تراجم جمع من الرجال و مدحهم و فضائلهم و فوائد كثيرة ينتهى بها الكتاب، فهذا الكتاب الموجود هو عين العيون و المحاسن المصرح به فى النجاشى و غيره، و اشتهر بالاختصاص باعتبار اول اجزائه، قال فى كشف الحجب: «قيل ان مؤلف الاختصاص هو جعفر بن الحسين المؤمن الذى تكرر اسمه فى اوائل اسانيد هذا الكتاب، و لكن الظاهر من سياقه انه من تصانيف الشيخ»، اقول: جعفر هذا هو محمد بن الحسين بن على بن شهريار القمى المؤمن الذى توفى سنة 340 ه بالكوفة بعد انتقاله من قم اليها كما ترجمه النجاشى و لم ينسب اليه الاختصاص، مع انه بمرآه، و انما ذكر من كتبه المزار و النوادر فحسب، فالظاهر ان الشيخ المفيد الذى ولد سنة 338 ه او سنة 336 ه استخرج حديثه من احد هذين الكاتبين».

[الذريعة الى تصانيف الشيعة: ج 1، ص 358.

و هكذا يتبين ان كثيرا من علمائنا الابرار يذهبون الى صحة هذه النسبة بخلاف ما يوحى اليه ظاهر كلام «فضل الله». نعم ذهب السيد الخوئى (قدس سره) الى عدم ثبوت نسبة هذا الكتاب الى الشيخ المفيد.

[معجم رجال الحديث: ج 13، ص 111 فى ترجمة عمرو بن عبدالله بن على الهمدانى السبيعى. و لكنه لم يتطرق فى تشكيكه فى هذه النسبة الى وجود مثل هذه الرواية التى استشهد بها فضل الله محاولا الربط بين

التشكيك فى نسبة الكتاب و بين وجود مثل هذه الرواية، بل اننا لم نجد احدا من علمائنا انكر النسبة لمثل هذا السبب و نظير هذه الرواية، هذا فضلا عن ان وجود رواية غير مقبولة و مخالفة للعقل- كما يدعى «فضل الله»- لا يستلزم باى حال انكار كل الكتاب، و فى هذا يقول السيد الخوئى فى معرض اجابته لبعض الاشكالات الواردة على كتاب سليم بن قيس: «و ثانيا: ان اشتمال كتاب على امر باطل فى مورد او موردين لا يدل على وضعه، كيف و يوجد ذلك فى اكثر الكتب حتى كتاب الكافى الذى هو امتن كتب الحديث و اتقنها».

[معجم رجال الحديث: ج 8، ص 225.

و بناء على ما سبق يظهر ان قول مؤلف «هوامش نقدية»: «و شك الشهيد الصدر و غيره فى صحة نسبة كتاب الاختصاص للشيخ المفيد و لم يطعن احد فى مدى اخلاصه لمذهب اهل البيت عليهم السلام»

[هوامش نقدية: ص 108. ليس الا مغالطة واضحة، فان الشهيد الصدر لم يشك فى النسبة لوجود مثل رواية ابن مسعود، هذا بالاضافة الى ان امر «فضل الله» و اطروحته لا ينحصر فى التشكيك فى كتاب او مسالة بل هو منهج قائم على تبنى الشذوذ و الآراء الباطلة و المنحرفة بدءا بالعقيدة و انتهاء بالفقه و مرورا بالتاريخ و التفسير و الحديث.

الامر الثانى


اما بالنسبة للامر الثانى فقبل الخوض فيه لابد من التاكيد على نقطتين:

الاولى: اننا لا نريد اثبات تحقق وقوع الخبر الذى استنكره فضل الله، و انما نريد مناقشته فيما يطرحه من عدم معقولية مضمون الخبر فى حد ذاته، فهناك فرق بين المقامين واضح.

الثانية: اننا نريد من خلال هذه المفردة الجزئية استكشاف بعض المنطلقات الكلية التى يبتنى عليها آراء فضل الله بشكل عام فى تعامله مع النصوص الواردة عن اهل البيت عليهم السلام و مناقشة تلك المنطلقات لمعرفة الغث من السمين.

وجوه عدم التعقل فى الرواية


اما وجوه عدم التعقل فى الرواية فيمكن حصرها عبر النقاط التالية:

أ- الوجه الاول: عدم امكان حصول شجار بين الملائكة باعتبار انهم عباد مكرمون يطيعون الله و لا يعصونه فى اى امر، و باعتبار عدم وجود الشهوة لديهم، فلا مجال لصدور المعصية منهم. و قد عمد مؤلف كتاب «مسائل عقائدية» الى تصوير الاشكال بصورة اخرى معترضا على من استشهد بهذه الرواية حيث قال:

«اما الرواية الاولى التى ذكرها الميرزا عبدالرسول، فبالاضافة الى بطلانها سندا و عدم ذكرها فى المصادر المعتبرة عند علماء الشيعة انه لا يمكن صدورها عن الصديقة الطاهرة عليهاالسلام، لمخالفتها للضرورة دين المسلمين و ما عليه جميع العقلاء لان الملائكة

/ 42