حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الحديث السادس:


روى الصفار ايضا عن احمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن حماد بن عثمان قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول:«تظهر الزنادقة فى سنة ثمانية و عشرين و مائة و ذلك لانى نظرت فى مصحف فاطمه، قال: فقلت: و ما مصحف فاطمه عليهاالسلام؟ فقال:ان الله تبارك و تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه و آله دخل على فاطمه عليهاالسلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه الا الله عز و جل، فارسل اليها ملكا يسلى عنها غمها و يحدثها، فشكت ذلك الى اميرالمؤمنين عليه السلام،فقال لها:اذا احسست بذلك و سمعت الصوت فقولى لى، فاعلمته فجعل يكتب كل ما سمع، حتى اثبت من ذلك مصحفا. قال: ثم قال: اما انه ليس فيه شى ء من الحلال و الحرام و لكن فيه علم ما يكون».

[بصائر الدرجات: ص 177، ح 18، عنه البحار: ج 26، ص 44، ح 77.] و رواه الكلينى فى الكافى عن عدة من اصحابنا ثم باقى السند و الرواية.

[الكافى: ج 1، ص 240، ح 2.] و جميع الرواة من الثقاة، اما عمر بن عبدالعزيز فهو ثقة على راى السيد الخوئى لوروده فى اسانيد تفسير القمى، اما العلامة المامقانى و العلامة المجلسى فقد ذهبا الى تضعيفه.

الحديث السابع:


روى الكلينى عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد، عن على بن الحكم، عن الحسين بن ابى العلاء، قلا: سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول: «ان عندى الجفر الابيض، قال: قلت فاى شى ء فيه؟ قال عليه السلام:زبور داود و توراة موسى و انجيل عيسى و صحف ابراهيم و الحلال و الحرام، و مصحف فاطمه، ما ازعم ان فيه قرآنا، و فيه ما يحتاج الناس الينا و لا نحتاج الى احد حتى فيه الجلدة و نصف الجلدة و ربع الجلدة و ارش الخدش».

[الكافى: ج 1، ص 240، ح 3.] و رجال السند ثقاة كلهم. و رواه الصفار بنفس السند الصحيح.

[بصائر الدرجات: ص 170، ح 1.]

الحديث الثامن:


و روى الصفار، عن محمد بن اسماعيل، عن ابن ابى نجران، عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان و يحيى بن معمر و على بن ابى حمزة، عن الوليد بن صبيح قال: قال لى ابوعبدالله عليه السلام: «يا وليد انى نظرت فى مصحف فاطمه قبيل فلم اجد لبنى فلان فيها الا كغبار النعل».

[بصائر الدرجات: ص 181، ح 32؛ و ص 189، ح 7، عنه البحار: ج 26، ص 48، ح 91.]

و فى السند ضعف بمحمد بن سنان على راى السيد الخوئى، اما الامام الخمينى و المامقانى و آخرون فقد عملوا بخبره، و يحيى بن معمر مهمل فلا توثيق له الا من جهة ذكره فى اسناد كامل الزيارات، و كذا فيه ضعف بعلى بن ابى حمزة البطائنى على راى

السيد الخوئى اما الامام الخمينى و المامقانى فيذهبان الى الاخذ بخبره، و لكن على فرض تضعيفهما فان ذلك لا يضر فى صحة اتصال السند لان محمد بن سنان يروى الحديث عن ثلاثة منهم داود بن سرحان الثقة. و الخلاصة ان محط الخلاف فى صحة هذا السند يعود الى توثيق او تضعيف محمد بن سنان.

الحديث التاسع:


روى الطبرى فى دلائل الامامة، عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبرى، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزارى، قال: حدثنا محمد بن احمد بن حمدان، قال: حدثنى على بن سليمان و جعفر بن محمد، عن على بن اسباط، عن الحسين بن ابى العلاء و على بن ابى حمزة، عن ابى بصير قال: «سالت اباجعفر محمد بن على عن مصحف فاطمه، فقال: انزل عليها بعد موت ابيها، قلت: ففيه شى ء من القرآن؟ فقال: ما فيه شى ء من القرآن، قلت: فصفه لى، قال عليه السلام:له دفتان من زبر جدتين على طول الورق و عرضه حمراوين، قلت: جعلت فداك: فصف لى ورقه، قال عليه السلام:فيه خبر ما كان و خبر ما يكون الى يوم القيامة، و فيه خبر سماء و سماء، و عدد ما فى السماوات من الملائكة و غير ذلك، و عدد كل من خلق الله مرسلا و غير مرسل و اسماؤهم و اسماء من ارسل اليهم و اسماء من كذب و من اجاب، و اسماء جميع من خلق الله من المؤمنين و الكافرين من الاولين و الآخرين، و اسماء البلدان، و صفة كل بلد بلد فى شرق الارض و غربها، و عدد ما فيها من المؤمنين و عدد ما فيها من الكافرين، و صفة كل من كذب، و صفة القرون الاولى و قصصهم، و من ولى من الطواغيت و مدة ملكهم و عددهم، و اسماء الائمة وصفتهم و ما يملك كل واحد واحد، و صفة كبرائهم و جميع من تردد فى الادوار.

قلت: جعلت فداك، و كم الادوار؟ قال: خمسون ألف عام، و هى سبعة ادوار، فيه اسماء جميع ما خلق الله و آجالهم، و صفة اهل الجنة، و عدد من يدخلها، و عدد من يدخل النار، و اسماء هؤلاء و هؤلاء، و فيه علم القرآن كما انزل، و علم التوراة كما انزلت، و علم الانجيل كما انزل، و علم الزبور، و عدد كل شجرة و مدرة فى جميع البلاد... فقلت: ان هذا لعلما كثيرا، فقال: يا ابامحمد، ان هذا الذى وصفته لك لفى و رقتين من اوله، و ما و صفت لك بعد ما فى الورقة الثالثة، و لا تكلمت بحرف منه».

[دلائل الامامة: ص 104، ح 34.]

و فى السند محمد بن هارون بن موسى و قد اعتبره المامقانى حسنا لترحم النجاشى عليه فى ترجمة احمد بن محمد الربيع بينما اعتبره السيد الخوئى مهملا؛ لانه لا يعتبر ترحم النجاشى فيه رضا بالحال و توثيق لصاحبه، و المسالة مبنائية. و فيه ايضا جعفر بن محمد بن مالك الفزارى، و قد اختلف فى امره؛ فالمامقانى و ثقه فى تنقيح المقال بينما

لم يوثقه السيد الخوئى فى معجمه لتعارض التوثيق مع التضعيف الوارد فى حقه، و كذلك اختلف الامام الخمينى و الشيخ المامقانى من جهة و السيد الخوئى من جهة اخرى فى على بن ابى حمزة فقد ضعفه السيد الخوئى و ذهب الامام الخمينى و المامقانى الى الاخذ بما رواه، و قد مر آنفا. نعم العمدة فى تضعيف السند هو فى محمد بن احمد بن حمدان و على بن سليمان و جعفر بن محمد.

الحديث العاشر:


روى شاذان بن جبرائيل بن اسماعيل بن ابى طالب القمى فى الفضائل فيما رفعه بالاسناد الى سليم بن قيس انه قال: «لما قتل الحسين بن على عليهماالسلام بكى ابن عباس بكاء شديدا، ثم قال: ما لقيت هذه الامة بعد نبيها! اللهم انى اشهدك انى لعلى بن ابى طالب عليه السلام و لولده ولى، و من عدوه و عدو ولده برى ء، فانى مسلم لامرهم، و لقد دخلت على على بن ابى طالب عليه السلام ابن عم رسول الله صلى الله عليه و آله بذى قار فاخرج لى صحيفة و قال: يابن عباس هذه الصحيفة املاء رسول الله و خطى بيدى، قال: فقلت: يا اميرالمؤمنين اقراها على، فقراها و اذا فيها كل شى ء منذ قبض رسول الله صلى الله عليه و آله الى يوم قتل الحسين عليه السلام و كيف يقتل و من يقتله و من ينصره و من يستشهد معه فيها، ثم بكى بكاء شديدا و ابكانى، و كان فيما قراه كيف يصنع به و كيف تستشهد فاطمه و كيف يستشهد الحسين عليه السلام و كيف تغدر به الامة، فلما قرا مقتل الحسين و من يقتله اكثر من البكاء، ثم ادرج الصحيفة و قد بقى ما يكون الى يوم القيامة، و كان فيها لما قراها امر ابى بكر و عمر و عثمان و كم يملك كل انسان منهم، و كيف بويع على بن ابى طالب و وقعة الجمل و مسير عائشة و طلحة و الزبير و وقعة صفين و من يقتل فيها و وقعة النهروان و امر الحكمين، و ملك معاوية و من يقتل من الشيعة و ما يصنع الناس بالحسن، و امر يزيد بن معاوية حتى انتهى الى قتل الحسين عليه السلام فسمعت ذلك، ثم كان كلما قرا لم يزد و لم ينقص و رايت خطه اعرفه فى الصحيفة لم يتغير و لم يظفر، فلما ادرج الصحيفة قلت: يا اميرالمؤمنين لو كنت قرات على بقية الصحيفة، قال: لا، يمنعنى فيها ما القى من اهل بيتك و ولدك امرا فظيعا من قتلهم لنا و عداوتهم لنا و سوء ملكهم و يوم قدرتهم فاكره ان تسمعه فنغتم و يحزنك، و لكنى احدثك بان رسول الله صلى الله عليه و آله اخذ عند موته بيدى ففتح لى ألف باب من العلم تنفتح من كل باب ألف باب، و ابوبكر و عمر ينظرون الى و هو يشير لى بذلك، فلما خرجت قالا: ما قال لك؟ قال: فحدثتهم بما قال، فحركا ايديهما ثم حكيا قولى ثم وليا يرددان قولى و يخطران بايديهما، ثم قال: يابن عباس ان ملك بنى امية اذا زال فاول ما يملك من بنى هاشم ولدك فيفعلون الافاعيل، فقال ابن عباس: لان يكون نسختى ذلك الكتاب احب الى مما طلعت عليه الشمس».

[الفضائل: ص 141.]

و الحديث ضعيف بارساله، و هو و ان لم يصرح فيه بذكر مصحف فاطمه و لكن باعتبار تطابق مضمون الحديث مع بعض ما جاء فى صحيحة ابى عبيدة فى الكافى و رواية دلائل الامامة تم ادراجه ضمن احاديث محتوى مصحف فاطمه.

هل فى مصحف فاطمه المواعظ و النصائح؟


و بقراءة جميع الاحاديث السابقة لا نرى فيها اى ذكر «للمواعظ و النصائح» التى تحدث عنها «فضل الله»، و لعله فيما ذهب اليه اتبع قول السيد عبدالحسين شرف الدين (قدس سره) حيث قال: «و بعد فراغه- اى اميرالمؤمنين عليه السلام- من الكتاب العزيز ألف لسيده نساءالعالمين كتابا كان يعرف عند ابنائها الطاهرين بمصحف فاطمه، يتضمن امثالا و حكما، و مواعظ و عبرا، و اخبارا و نوادر توجب لها العزاء عن سيد الانبياء».

[المراجعات: ص 411، المراجعة 110.]

و هذا و هم منه (رحمه الله) و اشتباه واضح، فانه ليس فى احاديث مصحف فاطمه شى ء من ذكر «المواعظ و العبر» و لا «الامثال و الحكم»، بالاضافة الى ان ظاهر كلامه يوحى بان مصدر مصحف فاطمه هو الامام على عليه السلام و ليس جبرائيل عليه السلام و قد مر بطلان ذلك، فكيف يدعو الى البحث و التدقيق فى كل الموروث العقائدى و الروائى من يتبع الآخرين عن تقليد و جهل من غير تحقيق و نظر؟!.

[و قد تبعه على ذلك مؤلف كتاب سيرة رسول الله و اهل بيته: ج 1، ص 661، و من المؤسف انه صدر بعد كل ما دار من نقاشات و اعتراضات على كلمات فضل الله من قبل المجتهدين و المراجع، فجاء مؤلف الكتاب مكررا لكلمات فضل الله باسلوب آخر! و قد جاء فى كراس اصدر من قبل مؤسسة البلاغ فى مقام الرد على الشيخ المالكى- الذى اعترض على بعض فقرات الكتاب بما فى ذلك ما كتب عن مصحف فاطمه- ما يلى: «و من ذلك يتحصل ان هناك روايات متعارضة فى هذا الشان، فلماذا يكون راى المتحدث صوابا و راى السيد شرف الدين الذى نقله الكتاب انحرافا»، و قد غفل كاتب هذا الكراس انه لم يذكر حديثا و احدا يثبت ما ذهب اليه حتى يدعى وجود روايات متعارضة فى هذا الشان، بل اعتمد على قول السيد شرف الدين الذى عرفت ما فيه.]

و ماذا عن الوصايا؟


اما «الوصايا» الى تحدث عنها «فضل الله»، فان كان يقصد بها عموم الوصايا الاخلاقية- كما يظهر حيث انه يسب مصدر هذا المصحف الى رسول الله صلى الله عليه و آله- فالاحاديث السابقة خالية عن ذكر ذلك؛ نعم ورد فى الحديث الرابع ان فى مصحف فاطمه وصيتها، و لا يبعد استظهار هذا المعنى منه الا انه ضعيف من جهة الارسال، و قد يكون الحديث الخامس الصحيح مؤيدا له، فقد جاء فيه: «و ليخرجوا مصحفا فيه وصية فاطمه». و لكن من المحتمل مع ذلك ان يكون الضمير فى قوله عليه السلام: «فان فيه وصية فاطمه» الوارد فى الحديث الرابع عائدا الى الجفر، و فضل الله الغى احتمال عودته الى الجفر لعدم ذكره للحديث كاملا فى جوابه السادس، اما الحديث الخامس فانه لم يحدد المقصود من المصحف الذى فيه وصية فاطمه، فقد يكون شيئا آخر غير مصحف فاطمه كالجفر.

و الذى يقوى هذا الاحتمال الحديث السابع و سنده تام حيث انه اعتبر ان مصحف فاطمه هو من جملة ما فى الجفر الابيض بالاضافة الى بعض الكتب السماوية و الاحكام الشرعية، و عليه لا يستبعد ان يكون وصية فاطمه و سلاح رسول الله صلى الله عليه و آله هما من جملة ما فى الجفر.

الجفر و عاء لكتب الائمة و مصحف فاطمه


قال العلامة المجلسى: «و قال الفيروزآبادى: الجفر من اولاد الشاء ما عظم و استكرش او بلغ اربعة اشهر».

[بحار الأنوار: ج 26، ص 27.] و فى لسان العرب لابن منظور: «قال ابن الاعرابى: الجفر الجمل الصغير و الجدى بعد ما يفطم ابت ستة اشهر».

[لسان العرب: ج 4، ص 124، مادة جفر.] و المراد بالجفر كما يظهر من الروايات هو جلد الحيوان، و ان اختلف فيها فى تحديد اسم الحيوان.

و قد عبرت بعض الروايات عن الجفر بانه: «مملو علما» كما رواه الصفار فى الصحيح عن احمد بن محمد و محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن على بن رئاب، عن ابى عبيدة، عن الامام الصادق عليه السلام،

[بصائر الدرجات: ص 173، ح 1.] و فى بعضها: «فيه علم النبيين و الوصيين» كما رواه الصفار فى الصحيح عن احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد الجمال، عن احمد بن عمر، عن ابى بصير، عن الامام الصادق عليه السلام،

[بصائر الدرجات: ص 171، ح 3.] كما روى الصفار روايات اخرى عن مضمون الجفر جاء فى بعضها ان: «فيه كتب و علم ما يحتاج الناس اليه اى يوم القيامة من حلال و الحرام».

[بصائر الدرجات: ص 176، ح 15.] و فى بعضها ان: «فيه سلاح رسول الله و الكتب و مصحف فاطمه»،

[بصائر الدرجات: ص 174، ح 9.] و فى بعضها: «فيه علم الاولين و الآخرين»،

[بصائر الدرجات: ص 156، ح 4.] و فى البعض الاخر: «ما من شى ء يحتاج اليه الا و هو فيه حتى ارش الخدش»،

[بصائر الدرجات: ص 175، ح 12.] و ورد ايضا ان: «فيه ما كان و ما هو كائن الى يوم القيامة».

[بصائر الدرجات: ص 180، ح 31.]

و مجموع تلك الروايات تؤكد ان الجفر يحوى على عدة كتب بما فيه مصحف فاطمه، و لا يستبعد بعد هذا ان يكون وصية فاطمه فى هذا الجفر و ليس فى مصحفها و خصوصا اذا لاحظنا ان الحديث الرابع الذى يقول ان وصية فاطمه عليهاالسلام فى مصحفها يقرن هذا المصحف بسلاح رسول الله، و قد ذكرت بعض الروايات ان سلاح رسول الله موجود فى الجفر.

[راجع بصائر الدرجات: ص 174، ح 9.]

و هذا يقوى احتمال كون الجفر وعاء لجميع تلك الامور، و قد ذكر المجلسى هذا الاحتمال عند التعليق على الحديث الخامس حيث قال: «لعل الجلد وعاء الكتب لا انها مكتوبة فيه»،

[مرآة العقول: ج 3، ص 59.] بل ان الرواية الواردة فى الكافى تدل على هذا المعنى، فعندما سال ابوبصير الامام الصادق عليه السلام عن الجفر قال عليه السلام: «وعاء من ادم فيه علم النبيين و الوصيين، و علم العلماء الذين مضوا من بنى اسرائيل»،

[الكافى: ج 1، ص 239. و الادم جمع اديم و هو الجلد المدبوغ.] و الحديث صحيح سندا، و يؤيده ما رواه الصفار عن الامام الصادق عليه السلام: «هما- اى الجفر الاحمر و الابيض- اهابان اهاب ما عز و اهاب ضان مملوان علما كتبا».

[بصائر الدرجات: ص 175، ح 11. و لعل الصحيح: مملوان علما و كتبا.] و ما رواه الصفار ايضا عن الامام الصادق عليه السلام: «انهما جفران مكتوب فيهما، لا والله انهما لاهابان عليهما اصوافهما و اشعارهما مدحوسين كتبا فى احدهما، و فى الآخر سلاح رسول الله».

[بصائر الدرجات: ص 171، ح 2.]

و على كل حال، فلو افترضنا ان الوصية هى من ضمن مصحف فاطمه، فلعل المقصود منها حينئذ ما ذكره العلامة المجلسى فى مرآة العقول عند تعليقه على عبارة «و ليخرجوا مصحف فاطمه فان فيه وصية فاطمه» الوارده فى الحديث الرابع آنف الذكر، حيث قال ما يلى: «اى فى اوقافها و اولادها او وصية جبرائيل لفاطمه فى امر اولادها و ما يقع عليهم»،

[مرآة العقول: ج 3، ص 59.] و بذلك يكون مطابقا لما فى الروايات، و على اقل تقدير فانه لا يوجد اى مؤشر يدل على ان وصية فاطمه عليهاالسلام مشتمل على نصائح اخلاقية.

من مزاعم «الهوامش»: و من هنا يعلم ما فى ادعاء مؤلف «هوامش نقدية» من ان «بعض الروايات الصحيحة اشارت الى ان من محتويات مصحف فاطمه وصيتها. و قد روى عن الباقر عليه السلام انه اخرج سفطا او حقا و اخرج منه كتابا فقرا فيه وصية فاطمه عليهاالسلام، انظر بحار الأنوار: ج 43، ص 185. و التعبير عن المصحف الذى فيه وصية فاطمه ورد فى هذه الرواية بالكتاب».

[هوامش نقدية: ص 61.] فانه بما عرضناه من الروايات لم نجد رواية صحيحة تدل على احتواء مصحف فاطمه على وصيتها، و الصحيح من الروايات كصحيحة سليمان بن خالد لا تدل بشكل صريح على ذلك و ان لا تخلو من اشعار، اما ما ارجع اليه فى البحار و الذى نقله عن كشف الغمة للاربلى مرويا عن الامام الباقر فغاية ما فيه ان وصية فاطمه مدون فى كتاب او صحيفه و ليس فيها تحديد بان الكتاب هو مصحف فاطمه. و قد روى الشيخ الكلينى ثلاثة اسانيد صحيحة عن الامامين الباقر و الصادق، و جاء فى الحديث عنهما ان الامام اخرج كتابا او صحيفه ثم قرا منه وصية فاطمه.

[الكافى: 7، ص 48، ح 5؛ و ص 49، ح 6، عنهما البحار: ج 43، ص 235، ح 2.]

و الخلاصة انه لا مانع من القول باشتمال مصحف فاطمه عليهاالسلام على وصيتها الا ان ما هو موجود من الروايات الصحيحة لا يفى بذلك، و ما قد يظهر منه ذلك ضعيف من الناحية السندية.

و من المناسب الاشارة الى ان بعض الروايات ذكرت ان الجفر يشمل كتاب الجامعة، و هو كتاب ورد ذكره كثيرا فى الروايات، و هو من املاء رسول الله صلى الله عليه و آله و خط على عليه السلام و قد عبرت الروايات عن محتواه بان «فيه جميع ما يحتاج الناس اليه حتى ارش الخدش»، و من هنا فمن الممكن ان يكون منشا الخلط عند فضل الله فى اعتقاده ان مصحف فاطمه يحتوى على الاحكام الشرعية هو احتواء الروايات التى تحدثت عن الجامعة على جملة «املاء رسول الله صلى الله عليه و آله و خط على عليه السلام» فظن ان ذلك هو نفس مصحف فاطمه لان بعض روايات مصحف فاطمه ذكرت فيها هذه الجملة.

الروايات الموهمة لوجود الحلال و الحرام فى مصحف فاطمه:


نعم وردت روايتان توهمان ان محتوى مصحف فاطمه هو الاحكام الشرعية و هما:

الرواية الاولى: رواية الحسين بن ابى العلاء:


و هى الرواية السابعة التى مرت فى هذا الفصل (محتوى مصحف فاطمه)، و رواها الكلينى فى الكافى بسند معتبر، غير ان المسالة قابلة للبحث من جهة مرجع الضمير هل هو للجفر ام لمصحف فاطمه، و سنورد الرواية مرة اخرى حتى يتضح امرها، فقد روى عن الحسين بن ابى العلاء انه قال: سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول: «ان عندى الجفر الابيض، قال قلت: فاى شى ء فيه، قال عليه السلام: زبور داود و توراة موسى و انجيل عيسى و صحف ابراهيم و الحلال و الحرام، و مصحف فاطمه، ما ازعم ان فيه قرآنا، و فيه ما يحتاج الناس الينا و لا نحتاج الى احد حتى فيه الجلدة و نصف الجلدة و ربع الجلدة و ارش الخدش».

مناقشة مدلول الرواية:


قال العلامة المجلسى فى مرآة العقول عند التعليق على هذا الحديث و الى ما يرجع اليه الضمير: «لعل الضمائر كلها او الاخيرين راجعة الى الجفر لا المصحف ، فلا ينافى الاخبار الدالة على انه ليس فى مصحفها الاحكام».

[مرآة العقول: ج 3، ص 57.]

و بناء على هذا فان عبارة «ما ازعم ان فيه قرآنا» جملة اعتراضية فى كلام الامام عليه السلام لبيان عدم احتواء مصحف فاطمه على القرآن و دفعا للتوهم الذى قد يوجد فى ذهن المستمع عند استماعه لظاهر كلمة مصحف، ثم اكمل الامام عليه السلام الحديث حول ما يشتمل عليه الجفر بقوله: « فيه ما يحتاج الناس الينا...»، و لكن «فضل الله» فى جوابه السادس لم يذكر هذه الرواية كاملة، و عندما بتر الحديث و فصله عما قبله حاول ان يستظهر اشتمال مصحف فاطمه على الحلال و الحرام.

و قال العلامة المجلسى ايضا ايضا فى باب (فيه ذكر الصحيفة و الجفر و الجامعة و مصحف فاطمه عليهاالسلام) من كتاب الكافى عند تعليقه على الحديث الاول الذى اورده الكلينى ما يلى: «ثم الظاهر من اكثر الاخبار اشتمال مصحفها على الاخبار فقط، فيحتمل ان يكون المراد عدم اشتماله على احكام القرآن».

[مرآة العقول: مرآة العقول: ج 3، ص 56.]

و يعضد قول العلامة المجلسى بل يدل عليه ما جاء فى الحديث السادس و هو حديث صحيح السند على مبنى السيد الخوئى (قدس سره) كما بينا، حيث قال فيه الامام الصادق عليه السلام: «اما انه ليس فيه شى ء من الحلال و الحرام».

بل انه حتى على فرض ضعف هذا الحديث فانه يمكن الجزم بان الضمير بل الضمائر فى عبارة «و فيه ما يحتاج الناس الينا و لا نحتاج الى احد حتى فيه الجلدة و نصف الجلدة و ربع الجلدة و ارش الخدش» لا تعود الى مصحف فاطمه بل الى الجفر الابيض، و يدل على ذلك ان عبارة «ارش الخدش» لا يجدها المتتبع فى الروايات الا فيما كان الحديث فيه عن كتاب الجامعة- و هو المعبر عنه فى بعض الروايات بكتاب على عليه السلام- او كان الحديث فيه عن الجفر باعتباره و عاء يحتوى على كتاب الجامعة.

و من جملة الروايات الدالة على ذلك ما يلى:

1- روى الشيخ الكلينى عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد، عن عبدالله بن الحجال، عن احمد بن عمر الحلبى، عن ابى بصير قال: «دخلت على ابى عبدالله عليه السلام... ثم قال عليه السلام: يا ابامحمد، و ان عندنا الجامعة، و ما يدريهم ما الجامعة؟ قال: قلت: جعلت فداك، ما الجامعة؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله صلى الله عليه و آله و املائه من فلق فيه، و خط على بيمينه، فيها كل حلال و حرام، و كل شى ء يحتاج الناس اليه حتى الارش فى الخدش».

[الكافى:ج 1، ص 238.] و الحديث صحيح الاسناد على راى العلامة المجلسى،

[مرآة العقول: ج 3، ص 54.] و يبدو انه يذهب الى صحته باعتبار ان المراد من عبدالله بن الحجال بملاحظة الطبقة هو عبدالله بن محمد بن الحجال الاسدى الثقة، و قد نسب الى الجد لا الاب و نظير ذلك فى الاسانيد كثير جدا، اما السيد الخوئى فيظهر انه يذهب الى ضعفه، فقد افرد اسم عبدالله بن الحجال و ذكر انه قد روى روايتين منها هذه الرواية، و لم يشر الى اتحاده مع عبدالله بن محمد الحجال.

[راجع معجم رجال الحديث: ج 10، ص 156.]

2- و روى الكلينى ايضا بسند صحيح عن ابى عبيدة الحذاء، عن ابى عبدالله قال: «تلك- اى الجامعة- صحيفة طولها سبعون ذراعا فى عرض الاديم مثل فخذ العالج، فيها كل ما يحتاج الناس اليه، و ليس من قضية الا و هى فيها حتى ارش الخدش».

[الكافى: ج 1، ص 241، ح 5، و رواه الصفار بسند صحيح ايضا فى بصائر الدرجات: ص 162، ح 2.]

3- روى الصفار بسند صحيح عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن على الوشاء، عن عبدالله بن سنان، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: «ان عندنا صحيفة طولها سبعون ذراعا املاء رسول الله و خطه على بيده، و ان فيها لجميع ما يحتاج اليه الناس حتى ارش الخدش».

[بصائر الدرجات: ص 163، ح 6.] فانه من تطابق لفظ ارش الخدش فى صحيحةالحسين بن ابى العلاء مع ما هو موجود فى الاحاديث الصحيحة الواردة فى كتاب الكافى و بصائر الدرجات و التى اكدت ان كتاب الجامعة هو المتضمن لهذه العبارة يعلم ان الضمائر تعود الى الجفر لا الى مصحف فاطمه عليهاالسلام. اما الدليل على احتواء الجفر على كتاب الجامعة فروايات عديدة مذكورة فى كتاب بصائر الدرجات و منها ما هو صحيح السند كصحيحة عبدالله بن سنان.

[راجع بصائر الدرجات: ص 174، ح 10، و ص 179، ح 26، و يؤيدها روايات اخرى، فراجع ص 175، ح 11 و 12، و ص 176، ح 15، و ص 181، و ح 34.]

عود الضمير الى الاقرب:


و بما ذكرناه يظهر ضعف استدلال مؤلف «هوامش نقدية» فيما يرجع اليه الضمير فى رواية الحسين بن ابى العلاء حيث قال: «... لان الضمير يرجع الى الاقرب، و لذلك لم يجزم العلامة المجلسى فى كتابه (مرآة العقول: ج 3، ص 57) برجوع الضمير على غير مصحف فاطمه فعبر ب(لعل). على ان العلامة المجلسى نفسه اعترف بظهور بعض الاخبار باشتمال مصحف فاطمه عليهاالسلام على الاحكام (الحلال و الحرام). فراجع البحار: ج 26 فى تعليقه على الحديث رقم 70 ص 523 ط مؤسسة التاريخ العربى».

[هوامش نقدية: ص 64.] فان حجية الاخذ بعود الضمير الى الاقرب انما هو من باب الظهور، و قد اثبتنا ان عبارة «ارش الخدش»قد استخدمت فى الروايات المتعرضة لكتاب الجامعة، و هذه العبارة تعود الى الجفر باعتباره و عاء للكتب بما فيه الجامعة، و قد دلت صحيحة عبدالله بن سنان ان الجفر يحتوى على كتاب الجامعة، و تؤيدها روايات اخرى عديدة. و بناء على ذلك فانه ان لم نقل ان الاظهر بقرينة الروايات الاخرى ان الضمير يعود الى الجفر فلا اقل من تحقق الاجمال و معه يسقط دليل المدعى.

اما العلامة المجلسى فانه قد صرح فى نفس كتاب البحار الذى ارجع اليه مؤلف الهوامش بان «الظاهر من اكثر الاخبار اشتمال مصحفها على الاخبار فقط»، مع ما فى قوله «اكثر الاخبار» و «فقط» من دلالة غير خافية، و ذكر المجلسى نفس العبارة ايضا فى مرآة العقول.

[مرآة العقول: ج 3، ص 56.] اما التعبير ب(لعل) فهو اسلوب دارج عند العلماء يستخدمونه حيث لا يكون هناك دليل واضح على امر ما، و هو من باب المقولة المعروفة: «اذا جاء

الاحتمال سقط الاستدلال». و للعلم فانه لا يوجد من الروايات حسب تتبعنا فى كتب الاحاديث ما يدل على وجود الاحكام الشرعية فى مصحف فاطمه غير روايتى الحسين بن ابى العلاء و حبيب الخثعمى، و لا ظهور لهما فى الاحتواء على الحلال و الحرام كما يشهد بذلك التامل فيهما.

الرواية الثانية: رواية حبيب الخثعمى:


و هى الواردة فى كتاب الزكاة من الكافى الشريف باب العلة فى وضع الزكاة على ما هى لم تزد و لم تنقص، فقد روى ثقة الاسلام الكلينى عن على بن ابراهيم، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن بن راشد، عن على بن اسماعيل الميثمى، عن حبيب الخثعمى قال:

«كتب ابوجعفر المنصور الى محمد بن خالد و كان عامله على المدينة ان يسال اهل المدينة عن الخمسة فى الزكاة من المائتين كيف صارت وزن سبعة و لم يكن هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله، و امره ان يسال فيمن يسال عبدالله بن الحسن و جعفر بن محمد عليه السلام. قال حبيب الخثعمى: فسال اهل المدينة فقالوا: ادركنا من كان قبلنا على هذا، فبعث الى عبدالله بن الحسن و جعفر بن محمد عليه السلام فسال عبدالله بن الحسن فقال كما قال المستفتون من اهل المدينة، قال: فقال: ما تقول يا اباعبدالله؟ فقال: ان رسول الله صلى الله عليه و آله جعل فى كل اربعين اوقية اوقية، فاذا حسبت ذلك كان على وزن سبعة و قد كانت وزن ستة و كانت الدراهم خمسة دوانيق. قال حبيب: فحسبنا فوجدناه كما قال، فاقبل عليه عبدالله بن الحسن فقال: من اين اخذت هذا؟ قال: قرات فى كتاب امك فاطمه. قال: ثم انصرف، فبعث اليه محمد بن خالد ابعث الى بكتاب فاطمه، فارسل اليه ابوعبدالله عليه السلام انى انما اخبرتك انى قراته و لم اخبرك انه عندى، قال حبيب: فجعل محمد بن خالد يقول لى: ما رايت مثل هذا قط».

[الكافى: ج 3، ص 507، ح 2.] و فى السند ضعف بسلمة بن الخطاب الا بناء على توثيق من جاء فى اسانيد كامل الزيارات.

و هذا الحديث هو الذى يشير اليه «فضل الله» بقوله: «فنحن نقرا فى احاديث الامام الصادق انه كان يتحدث مع بعض بنى عمه الذى كان يساله عن بعض الاحكام، و يقول له: من اين جئت بهذا؟ و يقول له الامام الصادق: هذا موجود فى مصحف جدتك الزهراء». و وجه الاستدلال بهذه الرواية هو ان الامام الصادق عليه السلام اجاب فى مسالة شرعية تتعلق بالفقه دون الاخبار الغيبية و ما شابه ذلك، و الامام عليه السلام نسب الجواب الى كتاب فاطمه، و هذا يعنى صحة ما يقوله فضل الله من ان مصحف فاطمه فيه مسائل تعلق بالحلال و الحرام.

[راجع هوامش نقدية: ص 58.]

/ 42