حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


اشرف على الدنيا فاختارنى على رجال العالمين، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين، ثم اطلع الثالثة فاختار فاطمه على نساءالعالمين، ثم اطلع الرابعة فاختار الحسن و الحسين و الائمة من ولدهما على رجال العالمين...».

[امالى الطوسى: ص 641، ح 1335، المجلس 32، ط دار الثقافة.] و فى السند ضعف بجعفر بن محمد الموسوى فهو مجهول، اما الجماعة الراوية عن ابى المفضل فقد ذكرها الشيخ الطوسى فى بداية المجلس السادس عشر، و فيها الثقة كاحمد بن عبدون، اما ابوالمفضل محمد بن عبدالله الشيبانى فقد ذهب السيد الخوئى الى تضعيفه و كذلك المامقانى فى نتائج التنقيح و لكنه عده من الحسان فى تفصيل ترجمته، و كذلك ذهب الوحيد البهبهانى الى حسنه، و يظهر من التسترى انه يذهب الى تضعيف روايته فيما لم تكن واسطة بين الراوى و بينه .

[قال الشيخ الطوسى: محمد بن عبدالله بن المطلب الشيبانى،يكنى اباالمفضل، كثير الراوية حسن الحفظ، غير انه ضعفه جماعة من اصحابنا. و قال عنه الشيخ الطوسى ايضا فى رجاله: كثير الراوية الا انه ضعفه قوم. و قال النجاشى عنه: كان سافر فى طلب الحديث عمره، اصله كوفى، و كان فى اول امره ثبتا ثم خلط، و رايت جل اصحابنا يغمزونه و يضعفونه، له كتب كثيرة...، رايت هذا الشيخ و سمعت منه كثيرا، ثم توقفت عن الرواية عنه الا بواسطة بينى و بينه. (معجم رجال الحديث: ج 16، ص 244).

و عمدة اختلاف علمائنا فى تضعيفه و توثيقه يعود لامرين:

الاول: تفسيرهم لبعض العبارات الواردة فى كلام النجاشى.

فالسيد الخوئى (قدس سره) ذهب الى ان عبارة النجاشى تفيد ان اباالمفضل ضعيف فى نفسه، و لهذا جعل قوله: «ثم توقفت عن الرواية عنه الا بواسطة بينى و بينه» متفرعا على تضعيف الاصحاب له، و بالتالى ثبوت ضعفه فى حد نفسه، و استنتج من هذه العبارة و عبارة اخرى اوردها النجاشى فى ترجمة احمد بن محمد الجوهرى ان جميع مشايخ النجاشى من الثقاة لانه لا يروى عن الضعيف بلا واسطة، فكل من روى عنه مباشرة فهو من الثقاة. (معجم رجال الحديث: ج 1، ص 50).

قال السيد الخوئى:

«يريد النجاشى بما ذكره من توقفه عن الرواية عنه الا بواسطة بينه و بينه انه لا يروى عنه طريقه الى كتاب بمثل حدثنى او اخبرنى، و اما النقل عنه بمثل قال فقد وقع منه،... و مما يويد ما ذكرناه تفكيك النجاشى بالتعبير حيث قال: اخبرنا ابوالعباس احمد بن على، ثم قال: و قال محمد بن عبدالله بن مفضل، و قال فى المورد الثانى: قال ابوالمفضل الشيبانى: حدثنا ابوبكر بن ابى الثلج، و اخبرنا ابن نوح، و عند الاختلاف فى التعبير فى الموردين دلالة واضحة على ما ذكرناه» (معجم رجال الحديث: ج 16، ص 244 ).

اى انه استظهر التفريق بين عبارتى اخبرنا و قال، و ان الاول يدل على انه من مشايخ النجاشى فيحكم بوثاقته،اما الثانى فيدل على انه ليس من مشايخه فلا يحكم بوثاقته.

بينما ذهب آخرون الى ان توقف النجاشى فى الرواية عنه انما كان من جهة تخليطه، و ان وجه تضعيف الاصحاب له يعود الى هذه الجهة، و لهذا توقف النجاشى فى الرواية عنه مباشرة حيث انه عايش فترة تخليطه، و لعل فى عبارته ما يفيد انه عايش فترة من تثبته ايضا، فروايته عنه مع الواسطة للاطمئنان على ان الواسطة نقل عنه الرواية فترة تثبته،و بهذا تكون روايته مقبولة، هذا مع وثاقة الواسطة بالطبع.

قال الشيخ عباس القمى:

«توفى سنة 387 ه و عمره تسعون سنة كما نقل عن ميزان الذهبى، قال صديقنا صاحب الذريعة: لما كانت ولادة النجاشى سنة 372 ه و كان عمره يوم وفاة ابى المفضل خمس عشرة سنة احتاط ان يروى عنه بلا واسطة، بل كان يروى عنه بالواسطة كما صرح به، فلا وجه حينئذ لدعوى ان توقف النجاشى كان لغمز فى ابى المفضل» (الكنى و الالقاب: ج 1، ص 161).

و قال العلامة التسترى:

«و التحقيق ما قاله النجاشى من حصول الخلط له اخيرا و ثبته اولا، و صحة ما رواه مشايخ الشيخ و النجاشى عنه، و قد اكثر الاول فى اماليه عنه» (قاموس الرجال: ج 8، ص 254، ط مركز نشر الكتاب).

و لعل فى عبارة الشيخ الطوسى تلميحا الى ما مر فقد جعل التضعيف صادرا عن جماعة من الاصحاب و قوم منهم لا اغلبهم كما تفيده عبارة النجاشى، كما انه اشار الى حسن حفظه و لعله اشارة الى ان ما رمى به من الخلط و عدم التثبت كان فى فترة محددة من حياته. و من المعلوم ان تخليط الراوى يمنع عن النقل عنه فيما علم فيه خلطه عنه، و لا يستوجب تضعيف الراوى فى حد نفسه و عدم جواز النقل عنه كلية حتى فى فترة تثبته.

اما مسالة التفريق بين نقل النجاشى ب(اخبرنا) و (قال) فقد يقال بعدم وجود الفرق بينهما، و قد مر الكلام عنه عند التعرض لحال محمد بن هارون بن موسى فى المدخل.

الثانى: مبناهم فى الترحم و الترضى و شيخوخة الاجازة.

فقد ذهب بعض علمائنا كالمامقانى و التسترى و السيد حسن الصدر و آخرين الى ان ترحم الاجلاء كالكلينى و الصدوق و الطوسى و النجاشى و امثالهم يوجب حسن الراوى و قبول روايته بل ذهب بعضهم كالسيد الاعرجى الى ان الترحم يوجب الوثاقة. (نهاية الدراية: ص 422).

و كذلك اختلفوا ايضا فى كون الراوى من شيوخ الاجازة فى نقل الحديث يوجب حسنه ام لا، و قد ذهب بعضهم كالمامقانى و المحدث النورى انه موجب لقبول روايته.

قال المحدث النورى فى ابى المفضل الشيبانى:

«و هو من كبار مشائخ الاجازة و ان ضعفوه فى آخر عمره، الا ان عملهم على خلافه كما يظهر من مراجعة الجوامع». (خاتمة المستدرك: ص 845، عنه مستدركات علم رجال الحديث: ج 7، ص 188).

و ذكر المولى الوحيد ان النجاشى ترحم عليه فى ترجمة على بن الحسين بن على المسعودى 252/ 665، و كذلك اكثر الثقة الجليل على بن محمد الخزاز من الرواية عنه و ترحمه عليه فى كفاية الاثر: ص 23 و 35 و 56 و 62، و قال: و يظهر منه انه شيخه فيكون الرجل من الحسان. (منتهى المقال: ج 6، ص 102،الهامش 1، مستدركات علم رجال الحديث: ج 7، ص 188).]

النتيجة المحصلة من الروايات السابقة:


و هكذا يتبين من اغلب الروايات السابقة انها ضعيفة السند باستثناء الروايةالاولى على مبنى الامام الخمينى و العلامة المامقانى و آخرين، و الرواية الثانية على مبنى العلامة المامقانى و من يذهب الى الاخذ بخبر ابان بن ابى عياش، اما على مبنى السيد الخوئى فالروايتان ضعيفتان ايضا، و لكن ذلك لا يضر فى الاخذ بمضمون تلك الروايات لانها فى حد الاستفاضة على اقل تقدير ان لم نقل بانها متواترة اجمالا كما ذهب اليه العلامة المجلسى آنفا عند تعليقه على ما رواه الشيخ الطوسى فى الامالى، و استفاضة الرواية بامر من موجبات الوثوق و الاطمئنان بالصدور.

يقول السيد ابوالقاسم الخوئى (قدس سره) بعد ان اورد بعض الروايات المادحة لعبدالله بن عباس:

«هذا و الاخبار المروية فى كتب السير و الروايات الدالة على مدح ابن عباس و ملازمته لعلى و من بعده الحسن و الحسين عليهم السلام كثيرة، و قد ذكر المحدث المجلسى (قدس سره) مقدارا كثيرا منها فى ابواب مختلفة من كتابه البحار، من اراد الاطلاع عليها فليراجع سفينة البحار فى مادة عبس. و نحن و ان لم نظفر برواية صحيحة مادحة، و جميع ما رايناه من الروايات فى اسنادها ضعف الا ان اسنفاضتها اغنتنا عن النظر فى

اسنادها، فمن المطمئن به صدور بعض هذه الروايات عن المعصومين اجمالا».

[معجم رجال الحديث: ج 10، ص 233.] و العبارة السابقة تدل على ان صحة السند ليس هو المقياس دوما فى الاخذ بالخبر، و سياتى مزيد من الكلام عنه فى مبحث كسر ضلع الزهراء عليهاالسلام.

اقوال اقطاب الطائفة فى سيادة الزهراء


و يؤيد الاخبار السابقة تلقى علمائنا الابرار للروايات السابقة كامور مسلمة، و هذه نبذة من اقوال بعضهم:

1- يقول الشيخ الصدوق (المتوفى سنة 381 ه):

«و اما فاطمه صلوات الله و سلامه عليها فاعتقادنا فيها انها سيده نساءالعالمين من الاولين و الآخرين، و ان الله عز و جل يغضب لغضبها و يرضى لرضاها لان الله فطها و فطم من احبها من النار، و انها خرجت من الدنيا ساخطة على ظالميها و غاصبى حقها و من نفى من ابيها ارثها».

[الاعتقادات: ص 80.]

و لم يعقب عليه الشيخ المفيد بما يخالفه فى «تصحيح الاعتقاد» مع انه الرجل الصلب فى العقيدة كما وصفه فضل الله!

2- و قال السيد المرتضى (المتوفى سنة 436 ه):

«مسالة: و سالوا ايضا عن السيدة فاطمه عليهاالسلام فقالوا: ما وجه هذا الفضل المتفاوت على سائر بنات النبى صلى الله عليه و آله؟ و ما يوجب ذلك و جوبا بصحيحة النظر، و الا سلمتم لغيرها من هى مثل يراثها... (حذف فى اصل نسخة الكتاب) صلى الله عليها.

الجواب: اعلم ان الفضل فى الدين انما هو كثرة الثواب المستحق و التبجيل، و الثواب انما يستحق على الله تعالى بالطاعات و فعل الخيرات و القربات. و انما يكثر استحقاقه باحد الوجهين، اما بالاستكثار من فعل الطاعات، او بان تقع الطاعة على وجه من الاخلاص و الخضوع لله تعالى، و القربة اليه يستحق بها لاجل ذلك الثواب الكثير، و لهذا كان ثواب النبى صلى الله عليه و آله على كل طاعة بصلاة او صيام يفعلها اكثر من ثواب كل فاعل منها لمثل تلك الطاعة.

و اذا كانت هذه الجملة متمهدة فى الاصول فما المنكر من ان تكون سيده النساء فاطمه عليهاالسلام قدانتهت من الاستكثار من فعل الطاعات، ثم من وقوعها على افضل الوجوه الموجبة لكثرة الثواب و تضاعفه الى الحد الذى فاقت و فضلت على النساء كلهن.

و لو قال لنا قائل: و ما الفضل الذى بان به محمد صلى الله عليه و آله من سائر الخلق اجمعين من نبى و غيره، هل كان جوابنا له الا مثل ما تقدم من جوابنا. فوجوه زيادة الفضل لا تحصى و لا تحصر، و لم يبق الا ان يدل على انها عليهاالسلام افضل من النساء كلهن. و المعتمد

فى الدلالة على ذلك اجماع الشيعة الامامية فانهم مجمعون بلا خلاف فيها على انها عليهاالسلام افضل النساء، كما ان بعلها افضل الرجال بعد رسول الله صلى الله عليه و آله».

[رسائل الشريف المرتضى: ج 3، ص 147.] و لا يخفى انه لم يبلغنا ان احدا ذهب الى خلاف الاجماع الذى ذكره السيد المرتضى سوى فضل الله!

3- قال العلامة الطبرسى المتوفى سنة 548 ه فى تفسير آية اصطفاء مريم عليهاالسلام:

«اى على نساء عالمى زمانك لان فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليها و على ابيها و بعلها و بنيها سيده نساءالعالمين».

[مجمع البيان: ج 2، ص 746.]

4- قال ابن شهر آشوب المازندرانى (المتوفى سنة 588 ه):

«ثم ان النبى فضلها على سائر نساءالعالمين فى الدنيا و الآخرة، روت عائشة و غيرها عن النبى صلى الله عليه و آله انه قال: يا فاطمه ابشرى فان الله تعالى اصطفاك على نساءالعالمين و على نساء الاسلام و هو خير دين».

[المناقب: ج 3، ص 322، عنه البحار: ج 43، ص 36.]

5- قال العلامة المجلسى (المتوفى سنة 1111 ه):

«و سياتى اخبار متواترة انها سيده نساءالعالمين من الاولين و الآخرين».

[بحارالانوار: ج 37، ص 40.]

6- و قال السيد عبدالحسين شرف الدين العاملى (المتوفى سنة 1377 ه):

«تفضيلها على مريم عليهاالسلام امر مفروغ عنه عند ائمة العترة الطاهرة و اوليائهم من الامامية و غيرهم».

[النص و الاجتهاد: ص 114، المورد 8.]

و لقد اجاد الشاعر عبدالعظيم الربيعى حيث قال:






















يا من يجادل ان فاط سمت قدرا على ام المسيح السيد
عمران بضعته و ان جلت علا انى تساوى بضعة من احمد
فضلت نساءالعالمين جميعهم فضلا من الرحمن غير محدد
و لمريم فضل على نساء عالمها و حسبك بالحديث المسند
و لقد اتت بنت الرسول بموحد كل يسامى فضل عيسى المفرد




هل فى التفضيل ايجاد للخلاف؟


و كواحدة من شطحاته المألوفة و آرائه الغريبة اعتبر «فضل الله» القول بتفضيل فاطمه عليهاالسلام على السيده مريم عليهاالسلام مبعثا للخلاف بينهما عندالله عز و جل و كان حربا ضروسا ستشتعل بينهما فيما لو قيل بتفضيل الزهراء عليهاالسلام؟! و لا ادرى هل القول بتفضيل النبى صلى الله عليه و آله على بقية الانبياء عليهم السلام او على اميرالمؤمنين عليه السلام خلق للنزاع بينهم فى نظر فضل الله؟! و لم تكن هذه هى المرة الاولى التى يصور فيها فضل الله التفضيل باعثا للنزاع و الاختلاف، فقد جاء فى السؤال 1160 فى العدد 21 من مجلة الموسم ما يلى:

يقال ان ارض كربلاء افضل من ارض مكة، و السجدة على التربة الحسينية افضل من السجدة على ارض الحرم، هل هذا صحيح؟

الجواب: «هذا لم يثبت بشكل قطعى، ربما روايات مرسلة، و لكن على كل حال لا ارض مكة تتقاتل مع ارض كربلاء و لا العكس حتى تاخذ هذه امتياز من تلك. على كل حال نحن نذهب الى كربلاء و نقصد المسجد الحرام و نسجد هناك و نسجد هنا، فما الداعى لكل هذا الكلام و هذه المفاضلة، هذا علم لا يضر من جهله و لا ينفع من علمه، يعنى نحن عندما نريد ان نتنازع فى شى ء و ننطلق منه يجب ان تكون فيما تتصل بالعقيدة او بالعمل، هذا امر لم نكلف به».

فانظر- اولا- الى قوله: «ربما روايات مرسلة» تجده على نحو الاحتمال الذى لا يقدم و لا يؤخر، ثم انظر- ثانيا- الى نفيه لتقاتل الارضين فى استدلاله لعدم وجود جدوى من المفاضلة بينهما، ثم انظر- ثالثا- الى اعتباره البحث فى افضلية السجود على التربة الحسينية ليست له اى ثمرة عملية مع ان الفقهاء اتفقوا قاطبة على افضلية السجود على التربة الحسينية.

[العروة الوثقى: ج 1، ص 449، ط مكتب و كلاء الامام الخمينى، المسالة 26، من فصل فى مسجد الجبهة.]

يقول السيدالخوئى (قدس سره):

«والتربة الحسينية ليست الا جزءا من ارض الله الواسعة التى جعل لنبيه مسجدا و طهورا، و لكنها تربة ما اشرفها و اعظمها قدرا، حيث تضمنت ريحانة رسول الله صلى الله عليه و آله و سيد شباب اهل الجنة، من فدى نفسه و نفيسه و نفوس عشيرته و اصحابه فى سبيل الدين و احياء كلمة سيدالمرسلين. و قد وردت من الطريقين فى فضل هذه التربة عدة روايات عن رسول الله صلى الله عليه و آله،وهب انه لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه و آله و لا عن اوصيائه ما يدل على فضل هذه التربة، افليس من الحق ان يلازم المسلم هذه التربة و يسجد عليها فى مواقع السجود؟ فان فى السجود عليها- بعد كونها مما يصح السجود عليه فى نفسه- رمزا و اشارة الى ان ملازمها على منهاج صاحبها الذى قتل فى سبيل الدين و اصلاح المسلمين».

[البيان فى تفسير القرآن: ص 473.]

و حتى تعرف الفرق بين العالم الحقيقى و مدعى العلم... تكفيك المقارنة بين القولين لتميز بين السفاهة و الفقاهة (حسبما عبر استاذنا الشيخ الوحيد الخراسانى دام ظله)، و تعلم بعدها من اين تاخذ دينك و اى الآراء يجوز نسبته لفقه آل محمد!

هذا و قد اورد ابن قولويه رواية بسندين احدهما صحيح بالاتفاق و الآخر صحيح على مبنى من يوثق محمد بن سنان كالامام الخمينى و العلامة المامقانى، فقد روى عن محمد بن جعفر القرشى الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن ابى سعيد القماط، عن عمر بن يزيد بياع السابرى، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: «ان ارض الكعبة قالت: من مثلى و قد بنى الله بيته على ظهرى و ياتينى الناس من كل فج عميق، و جعلت حرم الله و امنه؟! فاوحى الله اليها ان كفى و قرى، فوعزتى و جلالى ما فضل ما فضلت به فيما اعطيت به ارض كربلاء الا بمنزلة الابرة غمست فى البحر فحملت من ماء البحر، و لو لا تربة كربلاء ما فضلتك، و لو لا ما تضمنته ارض كربلاء لما خلقتك و لا خلقت البيت الذى افتخرت به، فقرى و استقرى و كونى دنيا متواضعة ذليلا مهينا غير مستنكف و لا مستكبر لارض كربلاء و الا سخت بك و هويت بك فى نار جهنم».

[كامل الزيارات: ص 267، الباب 88، ح 3 و 4، ط المرتضوية.]

سيادة مريم و الزهراء كسيادة الحسنين!


و عودا على ما سبق فان فضل الله لكى يرفع فتيل التوتر بين الزهراء و مريم عليهماالسلام قال بانهما معا سيدتا نساءالعالمين كما ان الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنة! و هو بهذا القول كشف عن قصور نظره و ضعف قدرته فى فهم المطالب العلمية فاوقع نفسه فى مغالطة لا اظن ان انسانا عاديا يود ان يقع فيها. فان الرسول الكريم صلى الله عليه و آله عندما قال: «الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنة» جعل الحسنين فى منزلة واحدة من ناحية سيادة الجنة من دون اى مفاضلة بينهما، بينما الاحاديث الواردة فى فاطمه الزهراء عليهاالسلام تصرح بانها افضل من مريم عليهاالسلام من ناحية السيادة، و معه فلا يصح جعل النص الدال على التفضيل فى رتبة واحدة مع النص الدال على التساوى.

افضلية فاطمه من ادلة اخرى


على انه لو لم يرد فى احاديثنا و اقوال علمائنا ما يحكى الاتفاق على انها سيده نساءالعالمين من الاولين و الآخرين لصح لنا الجزم ايضا بافضليتها على جميع النساء بما فى ذلك مريم عليهاالسلام و ذلك من خلال روايات اخرى، منها:

حديث الكفؤ:


قال السيد الخوئى فى ترجمة فاطمه الزهراء عليهاالسلام من معجمه: «هى معصومة بضرورة مذهبنا، و لو لا على لما وجد لها كفؤ، لانها سيدة نساءالعالمين على ما نطقت به الروايات من الفريقين».

[معجم رجال الحديث: ج 23، ص 198. و لا يخفى ان التعليل بكونها سيدة نساءالعالمين لاثبات عدم وجود الكفؤ لها يقتضى ان تكون سيدة نساءالعالمين من الاولين و الآخرين.]

و مستند ما ذكره (قدس سره) مجموعة من الاحاديث، منها:

1- روى الشيخ الكلينى عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد، عن الوشاء، عن الخيبرى، عن يونس بن ظبيان، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: «لو لا ان الله تبارك و تعالى خلق اميرالمؤمنين عليه السلام لفاطمه ما كان لها كفؤ على ظهر الارض من آدم و من دونه».

[الكافى: ج 1، ص 461، ح 10.] و فى السند ضعف بابى سعيد الخيبرى و يونس بن ظبيان.

2- روى الشيخ الصدوق عن محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه، قال: حدثنا على بن الحسين السعد آبادى، عن احمدبن ابى عبدالله البرقى، قال: حدثنى عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى رضى الله عنه، قال: حدثنى الحسن بن عبدالله بن يونس، عن يونس بن ظبيان قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: «لفاطمه تسعة اسماء عندالله عز و جل: فاطمه، و الصديقه، و المباركه، و الطاهره، و الزكيه، و الراضيه، و المرضيه، و المحدثة، و الزهراء؛ ثم قال عليه السلام: اتدرى اى شى ء تفسير فاطمه؟ قلت: اخبرنى يا سيدى، قال: فطمت من الشر. قال: ثم قال: لو لا ان اميرالمؤمنين تزوجها لما كان لها كفؤ الى يوم القيامة على وجه الارض آدم فمن دونه».

[الخصال: ص 414، ح 3، علل الشرايع: ص 178، باب 142، ح 3، و عنه دلائل الامامة: ص 79، ح 19.] و فى السند ضعف بالحسن بن عبدالله بن يونس و يونس بن ظبيان.

3- روى الشيخ الصدوق عن ابى محمد جعفر بن النعيم الشاذانى رضى الله عنه، قال: حدثنا احمد بن ادريس، حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن على بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن ابى الحسن على بن موسى الرضا، عن ابيه، عن آبائه، عن على عليهم السلام قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه و آله: «يا على لقد عاتبتنى رجال من قريش فى امر فاطمه و قالوا: خطبناها اليك، فمنعتنا، و تزوجت عليا فقلت لهم: و الله ما انا منعتكم و زوجته، بل الله تعالى منعكم و زوجه، فهبط على جبرائيل عليه السلام فقال: يا محمد ان الله جل جلاله يقول: لو لم اخلق عليا عليه السلام لما كان لفاطمه ابنتك كفؤ على وجه الارض، آدم فمن دونه».

[عيون اخبار الرضا عليه السلام: ج 1، ص 225.] و فى السند ضعف بعلى بن معبد فهو مهمل، و فيه جعفر بن نعيم الشاذانى و هو مجهول عند السيد الخوئى، و ذهب العلامة المامقانى و السيد حسن الصدر و السيد محسن الاعرجى و آخرون الى الاخذ بخبره.

4- روى الشيخ الصدوق ايضا نفس الحديث السابق عن احمد بن زياد بن جعفر الهمدانى رضى الله عنه، حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن على بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن الرضا، عن آبائه، عن على بن ابى طالب عليهم السلام، عن رسول الله صلى الله عليه و آله بالحديث.. ثم عقب الشيخ الصدوق على الحديث قائلا: «و قد اخرجت ما رويته فى هذا المعنى من كتاب مولد فاطمه عليهاالسلام و فضائلها».

[عيون اخبار الرضا عليه السلام: ج 1، ص 225.] و فى السند ضعف

بعلى بن معبد فهو مهمل. و للاسف فان كتب مولد فاطمه للشيخ الصدوق يعتبر من جملة مئات بل آلاف الكتب النفيسة التى فقدت وضاع اثرها، و يظهر من كلام الشيخ عيسى بن ابى الفتح الاربلى المتوفى سنة 693 ه ان هذا الكتاب كان موجودا لديه.

[كشف الغمة: ج 2، ص 85.]

سند حديث الكفؤ:


و الاحاديث السابقة و ان كانت ضعيفة السند و لكن مر علينا و سياتى ايضا فى مبحث كسر الضلع ان المقياس فى الاخذ بالاحاديث ليس هو ملاحظة الصحة السندية فقط، فهناك القرائن العديدة التى تشهد لصحة الخبر بما فيها روح الحديث و لفظه الذى يشهد بصدوره من المعصوم، و لهذا تحدث السيد الخوئى عنه باسلوب القطع، علما بان فضل الله قد اقر فى عدة مناسبات بمضمون الاحاديث السابقة،

[راجع الندوة: ج 1، ص 59، و نشرة فكر و ثقافة العدد 57 عن محاضرة بتاريخ 11 جمادى الاولى 1418 ه الموافق 13/ 9/ 1997 م، و نشرة بينات العدد 51 عن خطبة بتاريخ 17 جمادى الاولى 1418 ه الموافق 19/ 9/ 1997 م، و لكننا لا حظنا انه كان يحذف منها قوله عليه السلام: «آدم فمن دونه»، و لعل الحذف خاضع لا ستحساناته المعهودة!] و لكن يبدو انه لم يدرك معناها فاعتبر تفضيل الزهراء عليهاالسلام على السيده مريم عليهاالسلام من الكلام السخيف!

تجدر الاشارة الى ان هذا الحديث قد رواه اهل السنة ايضا كما نقله الاربلى عن كتاب «الفردوس» عن النبى صلى الله عليه و آله

[كشف الغمة: ج 2، ص 100.] و كذلك الخوارزمى فى «مقتل الحسين».

[مقتل الحسين: ج 1، ص 66.]

دلالة حديث الكفؤ


اما من ناحية دلالة الحديث فقد قال المولى محمد صالح المازندرانى المتوفى سنة 1081 ه: «المقصود ان فاطمة عليهاالسلام افضل من آدم فمن دونه مع قطع النظر عن حرمة النكاح او حله، فلا يرد انها عليهاالسلام كانت حراما على آدم عليه السلام، و اذا كانت عليهاالسلام افضل من الرجال فهى افضل من النساء ايضاء، و قد رويت فى ذلك اخبار من العامة و الخاصة، اما من طريق الخاصة فظاهر، و اما من طريق العامة فكما رواه مسلم عنه صلى الله عليه و آله قال: «انما ابنتى- يعنى فاطمه- بضعة منى، يؤذينى ما آذاها»، و عنه ايضا: «يا فاطمه اما ترضين ان تكونى سيده نساء المؤمنين»، و فى روايةاخرى: «ان تكونى سيده نساء هذه الامة»، و امثال ذلك كثير. قال القرطبى: «حسبها ما بشرها به من الكرامة و اخبرها بانها سيده نساء المؤمنين و سيده نساء هذه الامة و سيده نساء اهل الجنة، و به يحتج من فضل فاطمه رضى الله عنها على عائشة، ثم قال عياض: و اختلف فى ان عائشة افضل من فاطمه مع على فى درجته، و درجة النبى ارفع من درجة على، و قيل بالعكس للروايات المذكورة و نحوها، و توقف الاشعرى فى المسالة و تردد فيها» انتهى. اقول: قد اخطا فى اعتبار النسبة بينهما اذ لا نسبة بين النور و الظلمة...».

[شرح اصول الكافى: ج 7، ص 216.]

منزلة اميرالمؤمنين


الا ان معرفة جانب من معانى هذا الحديث يتوقف على معرفة منزلة و مقام اميرالمؤمنين عليه السلام، و بما ان الولوج فى هذا المبحث لن توفيه كتب مستقلة؛ لذا اكتفى بسرد بعض اقوال و استدلالات علمائنا فى هذا الصدد على نحو الاختصار الشديد.

فقد ألف الشيخ ابوالفتح محمد بن على بن عثمان الكراجكى تلميذ الشيخ المفيد (المتوفى سنة 449 ه) رسالة خاصة عقدها لبيان هذا الامر، و الرسالة على صغر حجمها غنية فى محتواها متينة فى استدلالها، و قد قال فيها: «الذى نذهب اليه فى ذلك، هو ان اميرالمؤمنين على بن ابى طالب صلوات الله عليه افضل من جميع البشر ممن تقدم و تاخر، سوى رسول الله صلى الله عليه و آله. و على هذا القول، اجماع الشيعة الامامية، و لم يخالف فيه منهم الا الاصاغر الذين حادوا عن الطريق المعروفة بما هم عليه من اهمالهم او محافظة عن اهلها، و انا اذكر ما عندى من الادلة بعد تقرير اصل فى هذه المسائلة».

[التفضيل: ص 8.]

و لا حظ قوله: «بما هم عليه من اهمالهم او محافظة عن اهلها» فهو يعين على معرفة ما قد يوجد لدى القلة القليلة من علمائنا من كلمات متوقفة فى مقام التفضيل.

و ذكر العلامة الحلى فى «مناهج اليقين» استدلالا على افضلية اميرالمؤمنين على الملائكة، و قد ابتنى استدلاله على آية المباهلة،

[راجع مناهج اليقين: ص 331.] و غير خفى لمن راجع كلامه ان استدلاله كما هو قابل للجريان فى تفضيل على عليه السلام على الملائكة و بقية امةالنبى صلى الله عليه و آله، فكذلك هو صالح للاستدلال على افضليته على جميع الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و آله بما فيهم الانبياء و الرسل على نبينا و عليهم آلاف الصلاة و السلام.

[و قد اجاب العلامة المجلسى على ما اورده الفخر الرازى فى تفسيره على الاستدلال بالآية فمن شاء فليراجع التفسير الكبير: ج 8، ص 81 ، و بحارالانوار: ج 21، ص 284.]

و روى الشيخ الصدوق فى عيون الاخبار عن على بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور، قالا: حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر الحميرى، عن ابيه، عن الريان بن الصلت قال: «حضر الرضا مجلس المامون بمرو و قد اجتمع فى مجلسة جماعة من علماء اهل العراق و خراسان،...»، و الحديث طويل و مما جاء فيه: ان الامام سال العلماء الحاضرين فى المجلس: «فهل تدرون ما معنى قوله: (و انفسنا و انفسكم)؟ قالت العلماء: عنى به نفسه، فقال ابوالحسن عليه السلام: لقد غلطتم، انما عنى بها على بن ابى طالب عليه السلام، و مما يدل على ذلك قول النبى: لينتهين ابولهيعة او لا بعثن اليهم رجلا كنفسى يعنى على بن ابى طالب عليه السلام، و عنى بالابناء الحسن و الحسين عليه السلام، و عنى بالنساء فاطمه عليهاالسلام، فهذه خصوصية لا يتقدمهم فيها احد، و فضل لا يلحقهم فيه بشر، و شرف لا يسبقهم اليه خلق، اذ جعل نفس على كنفسه».

[عيون اخبار الرضا عليه السلام:ج 1، ص 232.]

و رواة السند من اجلة الثقاة، و انما الكلام فيمن روى عنهم الشيخ الصدوق، فالسيد الخوئى اهملهما، اما المامقانى فقد ذهب الى وثاقتهما، وعد الاردبيلى فى جامع الرواة جعفر بن مسرور من الحسان، و الحديث فى متانته و عمق مضامينه و ادلته شاهد على صدقه، و فى سنده قرائن الصحة حيث ان الشيخ الصدوق رواه عن اثنين من مشايخه، و جاء تعبيره عنهما على نحو الترضى، و لو قيل بان الترضى يفيد حسنا اكثر مما يفيد الترحم لم يكن بعيدا.

و قال الشريف الرضى (المتوفى سنة 406 ه) فى تفسير آيةالمباهلة:

«ومن شجون هذه المسالة ما حكى عن القاسم بن سهل النوشجانى قال: كنت بين يدى المامون فى ايوان ابى مسلم بمرو و على بن موسى الرضا عليه السلام قاعد عن يمينه، فقال لى المامون: يا قاسم، اى فضائل صاحبك افضل؟ فقلت: ليس شى ء منها افضل من آية المباهلة، فان الله سبحانه جعل نفس رسوله صلى الله عليه و آله و نفس على عليه السلام واحدة، فقال لى: ان قال لك خصمك: ان الناس قد عرفوا الابناء فى هذه الآية و النساء و هم الحسن و الحسين و فاطمه، و اما الانفس فهى نفس رسول الله وحده، باى شى ء تجيبه؟ قال النوشجانى: فاظلم على ما بينه و بينى، و امسكت لا اهتدى بحجة، فقال المامون للرضا عليه السلام: ما تقول فيها يا اباالحسن؟ فقال له: فى هذا شى ء لا مذهب عنه، قال: و ما هو؟ قال: هو ان رسول الله صلى الله عليه و آله داع، و لذلك قال سبحانه: (قل تعالوا ندع ابناءنا و ابناءكم و نساءنا و نساءكم و انفسنا و انفسكم)، و الداعى لا يدعو نفسه و انما يدعو غيره، فلما دعا الابناء و النساء و لم يصح ان يتوجه دعاء الانفس الا الى على بن ابى طالب عليه السلام اذ لم يكن بحضرته- بعد من ذكرناه- غيره ممن يجوز توجيه دعاء الانفس اليه، و لو لم يكن كذلك بطل معنى الآية، قال النوشجانى: فانجلى عنى بصرى، و امسك المامون قليلا ثم قال له: يا اباالحسن اذا اصيب الصواب انقطع الجواب!».

[حقائق التاويل: ج 5، ص 232.] و لم يكن القول بافضلية اميرالمؤمنين عليه السلام على جميع البشر بعد رسول الله صلى الله عليه و آله مما انحصر امر الاقرار به فى خصوص الامامية، فقد شهد بذلك ايضا ابوجعفر محمد بن عبدالله الاسكافى المعتزلى (المتوفى سنة 240 ه).

[المعيار و الموازنة: ص 63.]

العلاقة بين منزلة اميرالمؤمنين و الزهراء


و استنادا الى ما سبق فان من يكون كفؤا لاميرالمؤمنين عليه السلام و هو افضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و آله يفوق فى الفضل على مريم بالتاكيد بل و على جميع الانبياء و الرسل ايضا، و احاديث الكفؤ فيها تفضيل لاميرالمؤمنين و الزهراء عليهم السلام معا، و هو من روائع تعابيرهم العظيمة عليهم السلام.

تجدر الاشارة الى ان الشيخ المفيد استشهد بحديث الكفؤ فى رسالة عقدها لاثبات افضلية اميرالمؤمنين على جميع الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و آله،

[مصنفات الشيخ المفيد: ج 7، رسالة تفضيل اميرالمؤمنين عليه السلام،ص 32.] و لا يخفى ان الاستدلال بهذا الحديث يقتضى افضلية الزهراء على بقية الانبياء و الرسل ايضا.

و قد ذهب الشيخ المفيد فى رسالته «تفضيل اميرالمؤمنين عليه السلام» الى ان آية المباهلة تقتضى تساوى اميرالمؤمنين مع رسول الله صلى الله عليه و آله فى المرتبة و الفضل، و لكن لوجود ادلة اخرى على افضلية النبى صلى الله عليه و آله لذا يقتصر على مورده فقط، و يبقى ما سواه من افضليته على جميع الانبياء و الرسل عليهم السلام على مقتضاه،

[المصدر السابق: ص 22.] و بناء عليه فليس من المبالغة فيما لو قيل ان فاطمه الزهراء عليهاالسلام و وفقا لحديث الكفؤ فى نفس رتبة اميرالمؤمنين عليه السلام لو لا ما ورد من ادلة اخرى تدل على افضلية اميرالمؤمنين عليه السلام على سائر الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و آله، و لعله لهذا الوجه قال الشهيد المطهرى فى حق الزهراء عليهاالسلام:

«و فى التاريخ الاسلامى ذاته قديسات كثيرات و جليلات اذ لم يبلغ الدرجة التى بلغتها خديجة الكبرى (رضى الله عنها) من الرجال الا القليل، كما لم يبلغ درجة الزهراء عليهاالسلام رجل غير الرسول صلى الله عليه و آله و الامام على عليه السلام، فهى افضل من ابنائها على انهم ائمة، و افضل من كل الانبياء غير رسول الله صلى الله عليه و آله».

[نظام حقوق المرأة فى الاسلام: ص 107.]

مناقشة المجلسى:


يقول العلامة المجلسى تعليقا على ما رواه الكلينى فى الكافى من حديث الكفؤ:

«يمكن ان يستدل به على كون على و فاطمه عليهماالسلام اشرف من سائر اولى الغزم سوى نبينا صلى الله عليهم اجمعين، لا يقال: لا يدل على فضلهما على نوح و ابراهيم لاحتمال عدم كونهما كفوين لكونهما من اجدادهما عليهم السلام، لانا نقول: ذكر آدم عليه السلام يدل على ان المراد عدم كونهم اكفاء مع قطع النظر عن الموانع الاخر، على انه يمكن ان يتشبث بعدم القول بالفصل. نعم يمكن ان يناقش فى دلالته على فضل فاطمه عليهم بانه يمكن ان يشترط فى الكفاءة كون الزوج افضل، و لا يبعد ذلك من متفاهم العرف، و الله يعلم».

[البحار: ج 43، ص 10، و قريب منه فى مرآة العقول: ج 5، ص 349.]

و المناقشة الاخيرة للعلامة المجلسى قد تدل على ان الانبياء و الرسل عليهم السلام فى نفس مستوى و رتبة الزهراء عليهاالسلام من ناحية الفضل فى احسن الاحوال، هذا مع ان الرواية تدل على انه لا يتقدمها احد من الانبياء فى الفضل ، اما انها افضل منهم- اذا قبلنا مناقشة المجلسى- فالرواية ساكتة عن ذلك. و لكن يمكن المناقشة فيما قاله من الصدق العرفى من اشتراط تقدم الزوج على الزوجة فى الفضل فى صدق الكفاءة، و نظره فيما

/ 42