حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ثالثا: اما ما ذكره من انه لو ثبت الاجماع فهو اجماع معلوم المدركية و لا حجية له، فهو غير تام فى موردنا؛ لان مدرك الاجماع هو الروايات المتواترة او المستفيضة، و التواتر و الاستفاضة تستوجبان الحجية، هذا فضلا عن وجود الروايات المعتبرة الدالة على اصل وجود المحسن او اسقاطه على يد القوم، رغم انه لا يوجد فى قبال هذه الروايات رواية واحدة تنفى ذلك و ان كانت ضعيفة. اما دعواه بان الشيخ الطوسى لم يكن متعمقا فى قضايا تاريخية لا تتصف بالتعقيد فهى دعوى كبيرة و لا اظن انه يصح اطلاقها عبر الاستشهاد بمثال او مثالين، على انه لو افترضنا صحة ذلك فهذا لا يبرر اسقاط قوله كلية حتى فيما لم يعلم بطلان قوله فيه كما فيما نحن فيه، بل ان الادلة و القرائن قامت على صحته كما فى قول ابن ابى الثلج البغدادى و الشيخ الصدوق و السيد المرتضى و المسعودى و غيرهم، و غاية ما اثاره «فضل الله» هو ما اطلق عليه اسم التحليل التاريخى! اما ما ذكره الشيخ المفيد فسياتى الكلام فيه و انه لا يصح الاستدلال به على وجود المخالف. و لم تكن هذه المرة اليتيمة التى حاول فيها مؤلف «هوامش نقدية» التقليل من شان الاجماع و التواتر فى كلمات علمائنا حول الاعتداء على الزهراء عليهاالسلام و ضربها، فقد سعى الى تحريف معنى بعض العبارات الدالة على الاجماع كما فى عبارة الشيخ الطوسى و الشيخ كاشف الغطاء، و اختار من عبارات الآخرين ما جاءت فيها كلمة المشهور و لم ينقل ما دل على التواتر فيها، و على سبيل المثال نقل عبارة العلامة المجلسى و التى ذكرها العلامة السيد جعفر مرتضى تحت رقم 31، و تحاشى نقل عبارته التى ذكرت تحت رقم 30 و جاء فيها: «ثم ان هذا الخبر يدل على ان فاطمه صلوات الله عليها كانت شهيدة، و هو من المتواترات».

[هوامش نقدية: ص 30- 32. ماساة الزهراء: ج 2، ص 184 و 185.] و من يدقق فى كتاب الهوامش يجده على صغره مشحون بالتدليس و المغالطات، «و لقد اساء كاره ما عمل».

8- تاج المواليد للحسن بن على الطبرسى (المتوفى سنة 548 ه)، فقد ذكر فى الفصل الخامس من الباب الثانى ما يلى: «و كان لاميرالمؤمنين عليه السلام ثمانية و عشرون ولدا و يقال ثلاث و ثلاثون ولدا ذكرا و انثى: الحسن و الحسين عليهماالسلام و المحسن الذى اسقط».

[مجموعة نفيسة: ص 94.] و هذه العبارة صريحة فى ان سقوط المحسن لم يكن بحالة طبيعية طارئة بل كان نتيجة فعل الجناة الظالمين، حيث ان الفعل هنا مبنى للمجهول. و قال ايضا فى الفصل الخامس من الباب الثالث فى بيان اولاد فاطمه الزهراء عليها و عليهم السلام: «و كان لفاطمه عليهاالسلام خمسة اولاد ذكر و انثى: الحسن و الحسين عليهماالسلام، و زينب الكبرى و زينب الصغرى المكناة بام كلثوم رضى الله عنهم، و ولد ذكر قد اسقطته فاطمه عليهاالسلام بعد النبى عليه التحية و السلام، و كان رسول الله صلى الله عليه و آله سماه و هو حمل محسنا».

[مجموعة نفيسة: ص 99.]

9- المناقب لمحمد بن على بن شهر آشوب المازندرانى (المتوفى سنة 588 ه)، فقد كتب فى مقدمة كتابه فى معرض حديثه عن الجماعات الضالة و المنحرفة ما يلى: «و جماعة من السفساف حملهم العناد على ان قالوا: كان ابوبكر اشجع من على، و ان مرحبا قتله محمد بن مسلمة، و ان ذا الثدية قتل بمصر، و ان فى اداء سورة براءة كان ابوبكر اميرا على على، و ربما قالوا: قراها انس بن مالك، و ان محسنا ولدته فاطمة من زمن النبى صلى الله عليه و آله سقطا».

[المناقب: ج 1، ص 14.] و ذكر ايضا فى كتابه عن كنى فاطمه الزهراء عليهاالسلام ما يلى: «و كناها ام الحسن و الحسين و ام المحسن و ام الائمة و ام ابيها».

[المناقب: ج 3، ص 357.] اما عن اولادها فقال: «و اولادها الحسن و الحسين و المحسن سقط، و فى معارف القتيبى ان محسنا فسد من زخم قنفذ العدوى».

[المناقب: ج 3، ص 358، و لكن الموجود فى الطبعة المتداولة لكتاب المعارف لابن قتيبة ص 210- 211 ما يلى: «فولد على الحسن و الحسين و محسنا و ام كلثوم الكبرى و زينب الصغرى، امهم فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم... و اما محسن بن على فهلك و هو صغير»، و مثل هذا التحريف ليس بعزيز فقد مر سابقا محاولة ابى عبيد القاسم بن سلام اخفاء امر هجوم ابى بكر على بيت فاطمه، و للمزيد يمكن مراجعة بداية كتاب التاريخ و الاسلام للسيد جعفر مرتضى العاملى حيث ذكر اسماء الكتب التى وقع فيها التحريف و مواقعه.]

10- المجدى لعلى بن محمد بن على بن محمد العلوى العمرى الذى عاش فى القرنين الرابع و الخامس ص 12.

11- ارشاد القلوب للحسن بن ابى الحسن الديلمى كما حكاه عنه المجلسى فى البحار: ج 8، ص 240- 241، و مضمونه قريب لما جاء فى الهداية الكبرى تحت رقم 3.

12- اقبال الاعمال لعلى بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس (المتوفى سنة 664 ه) و قد جاء فى بعض مقاطع زيارتها: «السلام عليك ايتها الصديقة الشهيدة... اللهم صل على محمد و اهل بيته، و صل على البتول الطاهره الصديقه المعصومه التقيه النقيه الرضيه الزكيه الرشيده المظلومه المقهوره، المغصوبة حقها، الممنوعة ارثها، المكسورة ضلعها، المظلوم بعلها، المقتول ولدها».

[اقبال الاعمال: ص 623- 625.]

13- كشف المراد للعلامة الحلى الحسن بن يوسف (المتوفى سنة 726 ه)، فقد قال: «و ضربت فاطمه عليهاالسلام فالقت جنينا اسمه محسن».

[كشف المراد: ص 377.]

14- الصراط المستقيم الى مستحقى التقديم لعلى بن يونس العاملى النباطى البياضى (المتوفى سنة 877 ه) فقد قال: «و منها ما رواه البلاذرى و اشتهر فى الشيعة انه حصر فاطمه فى الباب حتى اسقطت محسنا».

[الصراط المستقيم: ج 3، ص 12.] تجدر الاشارة الى ان «فضل الله» ذكر فى الشريط المسجل ان المسعودى فى مروج الذهب تطرق الى ذكر المحسن عليه السلام، و لكننا بعد الرجوع اليه لم نعثر على شى ء من ذلك!

ممن كان الاعتراف بالتوراة؟!


و من اعتراضات مؤلف «هوامش نقدية» انكاره على السيد جعفر مرتضى العاملى استشهاده بما روى فى المناقب لابن شهر آشوب عن عطاء انه قال: «كان فى التوراة...، اليا ابوالسبطين الحسن و الحسين، و محسن الثالث من ولده...».

[ماساة الزهراء: ج 2، ص 36.]

و قرر اعتراضه بالصورة التالية: «و لا ادرى ما هى الحجة التى استند اليها مرتضى و اوجبت له حصول اليقين او الوثوق بنسبة هذه الرواية و مضمونها الى التوراة؟ هل اطلع على التوراة او قامت الدلائل على صحة نسبتها اليه؟! و لا ادرى ما هو موقف السيد مرتضى من الروايات التى تناقلها الرواة عن وجود اسم عمر بن الخطاب فى التوراة و فضائله، بل و فضائل غيره».

[هوامش نقدية: ص 26.]

و يجاب عن هذا الاعتراض الهزيل بما يلى:

اولا: ان مؤلف الهوامش قد نقل قبل اعتراضه و فى نفس الصفحة ان العلامة السيد جعفر مرتضى العاملى قد ذهب الى ان الروايات الواردة عن المعصومين فيما يرتبط بالاعتداء على الزهراء عليهاالسلام متواترة، و من المعلوم ان التواتر دليل قائم بذاته، و ان ما يذكر من روايات لاثباته لا يحتاج فيها الى صحة السند بل يكفى العلم الحاصل من المجموع و الكثرة، و هو متحقق بالفعل، فلا يلزم الوثوق من كل رواية رواية و بالتالى لا يلزم الوثوق بصحة ما نقله ابن شهر آشوب عن عطاء عما كان فى التوراة.

ثانيا: ان هذا الاعتراض غير وارد و ان لم نقل بثبوت التواتر فان الاستشهاد بمن ينقل عن انه جاء فى التوراة ذكر لاصل وجود السقط محسن عليه السلام يكون فى مقام التاييد مع وجود الدليل من مصادرنا، و هو نظير استشهادنا بما ينقل من انه جاء فى الانجيل البشارة بنبى الاسلام صلى الله عليه و آله او انه جاء فيه بعض الامور الاخرى غير الباطلة كالنصائح الاخلاقية الرفيعة مع علمنا بان التحريف قد شملها، فلا يعنى الاستشهاد بها قبول بقية مضامينها الفاسدة و المحرفة، و البحث عن المؤيدات اسلوب دارج فى الكتب و الابحاث العلمية، و كتب الفقهاء مشحونة بهذا الاسلوب. فلا يلزم مع وجود الدليل من طريق آخر ان يحصل للمرء اليقين بصحة نسبة المقطع السابق للتوراة و لا يلزم ايضا ضرورة الاطلاع الشخصى على التوراة الاصلية للتاكد من وجوده فيها. نعم وجود مثل المقطع السابق قد يبعث على الوثوق بصحة نقل عطاء من ذكر التوراة لاصل وجود السقط محسن عليه السلام كما ان نقل البعض بانه كان فى الانجيل التبشير بقدوم النبى محمد صلى الله عليه و آله يوجب اطمئنان النفس بصدق هذا النقل، و ان لم نطلع على الانجيل الاصلى و كان المقطع محذوفا من الانجيل الموجود بين ايدينا.

ثم انه يبدو ان مؤلف الهوامش فى اعتراضه هذا لم يطلع على راى صاحبه فى التوراة و الانجيل، فقد وجه له البعض السؤال التالى:

الانجيل و القرآن كتابان منزلان من عندالله، فكيف نعرف اى كتاب هو صحيح؟

فكان الجواب كما فى الشريط المسجل:

«الانجيل لصحيح و القرآن صحيح، و اذا كانت هناك اختلافات فى بعض العبارات... فليس معنى ذلك ان الكتاب كله موضع اختلاف، و ربما يفسر بعض المفسرين مسالة «يحرفون الكلم عن مواضعه» (المائدة: 13) ليس تحريف الكلمة، و لكن المسالة هى مسالة تحريف معنى الكلمة بحيث تكون الكلمة تتجه الى معنى فيتجه بها الانسان الى معنى آخر، و لذلك عندما كان النبى صلى الله عليه و آله يناقش اليهود فيما يتحدث القرآن كان يطلب منهم ان يقدموا التوراة (قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين) (آل عمران: 93) معنى ذلك ان هناك اعتراف بالانجيل و اعتراف بالتوراة، و لذلك تحدث القرآن ان على اهل الانجيل ان يحكموا بما انزل الله عليهم و ان على اهل التوراة ان يحكموا بما انزل الله عليهم، لذل كلا مشكلة فى هذا المجال».

و لا ادرى هل سيظل مؤلف الهوامش على اعتراضه بعد هذا؟ «بك و هى فارقعيه»!

ثالثا: تشبيه النقل الذى يذكر وجود اصل المحسن فى التوراة بالنقل الذى يذكر مدح التوراة لعمر فى غاية الوهن، و يكشف عن سطيحة و جهل قائله- ان لم يكن تجاهلا و عمدية!-، فان مدح التوراة لعمر امر مقطوع البطلان بالضرورة، و لا اعتقد ان مؤلف الهوامش يختلف معنا فى ذلك، اما وجود المحسن فقد وردت فيه الروايات الصحيحة، فهل يصح قياس احدهما بالآخر؟! «و ما صلى عصاك كمستديم».

الشهيد محسن فى مصادر اهل السنة


و ما ذكرناه كان بعض ما جاء فى مصادرنا، اما فى مصادر اهل السنة فقد تعرضت بعض المصادر الى اصل وجود محسن السقط و بعضها الى كيفية اسقاطه.

اصل وجود المحسن عليه السلام فى مصادر السنة: و من الطائفة الاولى من تلك المصادر:

1- مسند احمد بن محمد بن حنبل الشيبانى (المتوفى سنة 241 ه): ج 1، ص 98، 118.

2- انساب الاشراف لاحمد بن يحيى البلاذرى (المتوفى ما بين اعوام 274- 279 ه): ج 2، ص 189.

3- الذرية الطاهرة لمحمد بن احد بن حماد النصارى الدولابى (المتوفى سنة 310 ه): ص 92 و 99 الاحاديث رقم 81، 91.

4- تاريخ الطبرى لمحمد بن جرير الطبرى (المتوفى سنة 310 ه): ج 5، ص 153.

5- المعجم الكبير لسليمان بن احمد بن ايوب الطبرانى (المتوفى سنة 360 ه): ج 3، ص 96 و 97.

6- مستدرك الصحيحين للحاكم ابى عبدالله محمد بن عبدالله بن حمدويه النيشابورى (المتوفى سنة 405 ه): ج 3، ص 165.

7- جمهرة انساب العرب لعلى بن احمد بن سعيد بن حزم الاندلسى (المتوفى سنة 456 ه): ص 16.

8- السنن الكبرى لابى بكر احمد بن الحسين بن على البيهقى (المتوفى سنة 458 ه): ج 6، ص 165؛ ج 7، ص 63.

9- البدء و التاريخ المنسوب لابى زيد احمد بن منصور البلخى و هو للمطهر بن طاهر المقدسى (المتوفى سنة 507 ه): ج 5، ص 73 و 75.

10- المناقب للموفق بن احمد بن مكى الخوارزمى (المتوفى سنة 568 ه): ص 397.

11- تاريخ دمشق لعلى بن الحسن بن هبة الله بن عبدالله الشافعى المعروف بابن عساكر (المتوفى سنة 571 ه) ضمن ترجمة الامام الحسن من تاريخه: ص 16.

12- التبيين فى انساب القرشيين لعبدالله بن احمد بن قدامة المقدسى (المتوفى سنة 620 ه): ص 133.

13- الكامل فى التاريخ لعلى بن ابى الكرم محمد بن محمد الشيبانى المعروف بابن الاثير الجزرى (المتوفى سنة 630 ه): ج 3، ص 199، و كذلك فى كتابه اسد الغابة: ج 2، ص 18.

14- كفاية الطالب لمحمد بن يوسف بن محمد الكنجى الشافعى (المتوفى سنة 658 ه): ص 352.

15- الجوهرة فى نسب الامام على و آله لمحمد بن ابى بكر الانصارى التلمسانى المعروف ب«البرى» الذى عاش فى اواسط القرن السابع و انتهى من تاليف كتابه عام 645 ه: ص 19.

16- ذخائر العقبى للحافظ احمد بن عبدالله الطبرى (المتوفى سنة 694 ه): ص 55.

17- تاريخ ابن الوردى لعمر بن مظفر الشهير بابن الوردى (المتوفى سنة 749 ه):ج 1، ص 156.

18- البداية و النهاية لاسماعيل بن كثير الدمشقى (المتوفى سنة 774 ه): ج 6، ص 135.

19- لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور المصرى (المتوفى سنة 711 ه): ج 4، ص 393.

20- الاصابة لاحمد بن على بن حجر العسقلانى (المتوفى سنة 852 ه): ج 3، ص 471 تحت رقم 8290.

21- تاريخ الخميس لحسين بن محمد بن الحسن الديار الكبرى (المتوفى سنة 966 ه): ج 1، ص 378؛ ج 2، ص 284.

قتل المحسن فى مصادر السنة:


و من الطائفة الثانية من المصادر التى اشارت الى ان اسقاط محسن عليه السلام كان بفعل القوم:

1- الملل و النحل لمحمد بن عبدالكريم الشهرستانى (المتوفى سنة 548 ه): ج 1، ص 59، فيما نقله من كلام ابى اسحاق ابراهيم بن سيار بن هانى البصرى النظام (المتوفى سنة 231 ه) و قد مر ذكره آنفا فى مبحث احراق بيت الزهراء.

2- شرح نهج البلاغة لابى حامد هبة الله بن محمد بن الحسين بن ابى الحديد المعتزلى (المتوفى سنة 656 ه)، فقد روى عن محمد بن اسحاق الواقدى قصة ترويع هبار بن الاسود بالرمح لزينب بنت رسول الله و هى فى الهودج و كانت حاملا فطرحت ما فى بطنها، و لذلك اباح رسول الله صلى الله عليه و آله يوم فتح مكه دم هبار بن الاسود، ثم نقل ابن ابى الحديد ما سمعه من النقيب ابى جعفر يحيى بن ابى زيد البصرى العلوى الذى قال: «اذا كان رسول الله صلى الله عليه و آله اباح دم هبار بن الاسود لانه روع زينب فالقت ذا بطنها، فظهر الحال انه لو كان حيا لاباح دم من روع فاطمه حتى القت ذا بطنها. فقلت: اروى عنك ما يقوله قوم ان فاطمه روعت فالقت المحسن، فقال: لا تروه عنى و لا ترو عنى بطلانه، فانى متوقف فى هذا الموضع لتعارض الاخبار عندى فيه».

[شرح نهج البلاغة: ج 14، ص 192- 193.]

3- فرائد السمطين لابراهيم بن محمد بن المؤيد الجوينى (المتوفى سنة 730 ه): ج 2، ص 35.

4- ميزان الاعتدال لمحمد بن احمد بن عثمان الذهبى (المتوفى سنة 748 ه): ج 1 ، ص 139 تحت رقم 552.

5- الوافى للوفيات لخليل بن ابيك بن عبدالله الاديب الصفدى (المتوفى سنة 764 ه): ج 16، ص 17 تحت رقم 2444.

6- لسان الميزان لاحمد بن على بن حجر العسقلانى المتوفى سنة 852 ه فيما ذكره عن احمد بن السرى بن يحيى بن ابى دارم المحدث ابوبكر الكوفى الذى توفى سنة 357 ه: «و قال محمد بن احمد بن حماد الكوفى الحافظ بعد ان ارخ موته: كان مستقيما عامة دهرة ثم فى آخر ايامه كان اكثر ما يقرا عليه المثالب، حضرته و رجل يقرا عليه ان عمر رفس فاطمه حتى اسقطت بمحسن، و فى خبر آخر فى قوله تعالى: (و جاء فرعون) عمر (و من قبله) ابوبكر (و المؤتفكات) عائشة و حفصة فوافقته على ذلك، ثم انه حين اذن الناس بهذا الاذان المحدث وضع حديثا متنه: تخرج نار من قعر عدن تلتقط مبغضى آل محمد و وافقته عليه، و جاءنى ابن سعد فى امر هذا الحديث فسالنى و كبر عليه و اكثر الذكر له بكل قبيح، تركت حديثه و اخرجت عن يدى ما كتبته

عنه، و يحتجون به فى الاذان، زعم انه سمع ابن هارون عن الحمانى، عن ابى بكر بن عياش، عن عبدالعزيز بن رفيع، عن ابى محذورة رضى الله عنه، قال: كنت غلاما فقال لى النبى صلى الله عليه و آله: اجعل فى آخر آذانك حى على خير العمل، و هذا حدثنا به جماعة عن الحضرمى عن يحيى الحمانى، و انما هو اجعل فى آخر آذانك الصلاة خير من النوم، تركته و لم احضر جنازته».

[لسان الميزان: ج 1، ص 293 ط دار الفكر؛ ج 1، ص 268 رقم 824 ط مؤسسة الاعلمى.] و يبدو انه لهذا السبب عبر عنه ابن حجر ب«الرافضى الكذاب»!

و هنا نكتة ينبغى الالتفات اليها و هى ان الحافظ ابن حماد الكوفى ذكر ان ابين ابى دارم كان مستقيما عامة دهره و انه اخذ يروى احاديث المثالب فى اواخر حياته، و مع ملاحظة ان تاريخ وفاته كان سنة 357 ه يعلم مدى تاثير اجواء القمع و الارهاب فى كتمان الحقائق. فابن ابى دارم عاصر فى اواخر حياته عهد الدولة البويهية و بالتحديد زمن معزالدولة الذى فسح المجال للشيعة للادلاء بآراءهم.

[راجع الكامل فى التاريخ: ج 7، ص 4.] و مثل هذا الجو سمح لابن ابى دارم بذكر حقيقة ما جرى على الزهراء عليهاالسلام فى اواخر حياته. و هذا يؤكد ما ذكرناه فى الفصل السابق من تاثير اجواء البطش و التنكيل فى اخفاء الحقائق و عدم ظهورها الا فى فترات يسيرة من التاريخ.

مناقشة الكنجى و سبط ابن الجوزى و الحارثى:


تجدر الاشارة الى ان الحافظ الكنجى قال فى كتابه كفاية الطالب: «و زاد- اى الشيخ المفيد- على الجمهور و قال: ان فاطمه عليهاالسلام اسقطت بعد النبى ذكرا كان سماه رسول الله صلى الله عليه و آله محسنا، ثم عقب عليه بالقول: و هذا شى ء لم يوجد عند احد من اهل النقل الا عند ابن قتيبة».

[كفاية الطالب: ص 413.]

و قال يوسف بن فرغلى بن عبدالله البغدادى سبط ابن الجوزى (المتوفى سنة 654 ه): «اتفق علماء السير على انه كان له عليه السلام من الولد ثلاثة و ثلاثون، منهم اربعة عشر ذكرا و تسع عشرة انثا، الحسن و الحسين و زينب الكبرى و ام كلثوم الكبرى امهم فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه و آله، و على هذا عامة المتاخرين، و ذكر الزبير بن بكار ولدا آخر من فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه و آله اسمه محسن مات طفلا».

[تذكرة الخواص: ص 57.]

اما دعوى سبط ابن الجوزى فى ان ذكر المحسن و وجوده لم يات من غير طريق الزبير بن بكار فهو خطا فاحش، فقد جاء ذلك بعدة طرق اخرى، و سنكتفى بذكر واحدة منها، فقد روى الحاكم فى المستدرك عن ابى العباس محمد بن احمد المحبوبى بمرو، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيدالله بن موسى، اخبرنا موسى، اخبرنا اسرائيل،

عن ابى اسحاق، عن هانى بن هانى، عن على بن ابى طالب رضى الله عنه حديث تسمية النبى صلى الله عليه و آله لاولاده بالحسن و الحسين و المحسن. و قد عقب الحاكم عليه بقوله: «هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه».

[مستدرك الحاكم: ج 3، ص 165.]

و قد اعترف الذهبى بصحته ايضا فى تلخيصه. و مثل هذا الاقرار بالصحة من الذهبى المعروف بتشدده فى الاسانيد و التشكيك فى صحة الاحاديث ملزم لكل اهل العامة، و يفتح الباب على مصراعيه حول السر فى عدم وجود ذكر للمحسن فى كتب التاريخ و السبب فى وفاته.

و يبدو ان سبط ابن الجوزى قد ادرك خطاه فى حكمه السابق و لهذا اعترف فى ترجمة الامام الحسن عليه السلام من نفس كتابه بعدم انحصار اثبات وجود محسن السقط بطريق الزبير بن بكار، فقد علق على ما رواه احمد فى مسنده من وجود محسن السقط بالقول: «و هذا يدل على صحة ما ذكره الزبير بن بكار ان فاطمه جاءت من على بولد آخر اسمه محسن مات طفلا».

[تذكرة الخواص: ص 176 .]

هذا بالرغم من انه لو لم يكن فى البين الا رواية الزبير بن بكار لكفى ذلك فى الزامهم الحجة، قال ابن حجر العقسلانى (المتوفى سنة 852 ه): «اعلم الناس بنسب قريش الزبير بن بكار»،

[الاصابة: ج 4، ص 195.] و يقول عبدالله بن اسعد اليافعى اليمنى (المتوفى سنة 768 ه) عن كتاب الزبير بن بكار «انساب قريش»: «جمع فيه شيئا كثيرا، و عليه اعتماد الناس فى معرفة انساب القرشيين»،

[مرآة الجنان: ج 2، ص 167، و كتاب الزبير بن بكار «انساب قريش» طبع الجزء الاول منه قبل ثلاثين عاما تقريبا، و بلغ التحقيق فيه الى ذكر اولاد عبدالمطلب، و لم يحقق و لم يطبع منذ ذلك الحين- حسب علمى- الجزء الثانى منه و هو ما يفترض ان يكون فيه ذكر اولاد اميرالمؤمنين عليه السلام، و على كل حال فشهادة سبط ابن الجوزى كافية فى المقام.] و يقول ياقوت الحموى (المتوفى سنة 626 ه) عن الزبير بن بكار: «كان علامة نسابة اخباريا، و على كتابه فى انساب قريش الاعتماد فى معرفة انساب القرشيين».

[معجم الادباء: ج 11، ص 161.]

اما قول سبط ابن الجوزى ان عامة المتاخرين على حصر اولاد اميرالمؤمنين من فاطمه الزهراء عليهم آلاف التحية و السلام فيما عدا المحسن السقط عليه السلام فهو و هم ايضا، فقد سبقه الكثير ممن عاشوا قبله او عاصروه و اثبتوا وجود السقط محسن مثل ابن حزم الاندلسى و البلخى و ابن قدامة المقدسى و البرى و غيرهم.

و بما مر يتبين ايضا ضعف ما ذكره الحافظ الكنجى من انحصار المصادر التاريخية المثبته للسقط محسن بما نقله ابن قتيبه فقط.

نعم قد يكون فى كلام الحافظ الكنجى اشارة الى ما نقلناه سابقا من كلام ابن شهر آشوب فى المناقب ان ابن قتيبة ذكر فى كتابه المعارف: «ان محسنا فسد من زخم قنفذ العدوى»، فاذا صح هذا التوجيه فهو يؤكد على وجود التحريف فى كتابه، و يدل ايضا على محاولة الحافظ الكنجى تجنب التصريح فى السبب الباعث على اسقاط الجنين اذ سيرتبط ذلك بمن امر قنفذ العدوى بذلك. و لكن مع التنزل عن هذا التوجيه فان كلامه مجانب للحقيقة ايضا، لان اسقاط محسن عليه السلام ذكره غير ابن قتيبة كابن حجر و الذهبى و الشهرستانى. و كذلك من الخطا ما ذكره محمد البدخشانى الحارثى (المتوفى سنة 1126 ه) من ان المحسن «مات رضيعا»،

[نزل الابرار: ص 134.] فان كلمات العلماء من اهل السنة الذين ذكروا استشهاد المحسن اتفقت انه «مات صغيرا» من دون تحديد لفترة الوفاة.

الملاحظة الخامسة:


بما ان وفاة الشيخ المفيد (قدس سره) كانت سنة 431 ه فاننا نلاحظ ان كثيرا من علمائنا بل و علماء اهل السنة قد ذكروا السقط محسن قبله، و من المستبعد جدا ان يكون قد فاته ذلك الى حين وفاته، فيفرض هذا السؤال نفسه: لماذا تحدث الشيخ المفيد عن اصل وجود السقط الشهيد محسن عليه السلام بشكل يثير التشكيك فيه؟ و لابد اولا من الاشارة الى انه قد جاء ذكر السقط محسن فى روايتين من كتاب الاختصاص للشيخ المفيد، و قد مرت الاشارة الى ان كثيرا من علماء الطائفة قد ذهبوا الى صحة نسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد، و على اى حال فقد جاء فى الرواية الاولى فى حديث فدك عن ابى محمد الحسن بن موسى، عن عبدالله بن سنان، عن ابى عبدالله الصادق عليه السلام ما يلى: «فدعا- اى ابوبكر- بكتاب فكتبه لها برد فدك، فقال عليه السلام: فخرجت و الكتاب معها، فلقيها عمر، فقال: يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذى معك، فقالت: كتاب كتب لى ابوبكر برد فدك، فقال: هلميه الى، فابت ان تدفعه اليه، فرفسها برجله و كانت حاملة بابن اسمه المحسن فاسقطت المحسن من بطنها ثم لطمها فكانى انظر الى قرط فى اذنها حين نفقت، ثم اخذ الكتاب فخرقه فمضت، و مكثت خمسة و سبعين يوما مريضة مما ضربها عمر».

[الاختصاص: ص 183، و ما قبله من الاسناد مذكور فى ص 144.] اما الرواية الثانية فقد اسندها الشيخ المفيد الى احمد بن محمد بن عيسى، عن ابيه و العباس بن معروف، عن عبدالله بن المغيرة، قال: حدثنى عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن عبدالله بن بكر الارجانى، قال: صحبت اباعبدالله عليه السلام فى طريق مكة من المدينة، و جاء فى الرواية: «و قاتل اميرالمؤمنين عليه السلام و قاتل فاطمه عليهاالسلام و قاتل المحسن و قاتل الحسن و الحسين».

[الاختصاص: ص 343.] و هذه الرواية قريبة جدا الى ما ذكره ابن قولويه فى كامل الزيارات : ص 326 الا ان الثانية تمتاز بطولها.

و عودا على السؤال السابق، فمن المحتمل قويا ان الشيخ المفيد اراد ان يكون كتابه الارشاد قابلا للانتشار فى جميع الاوساط و لذا تحاشى فيه ذكر المطاعن ضد ظالمى آل محمد و مراعاة للظروف القائمة آنذاك، و هذا ما نلاحظه على كتاب الارشاد بشكل عام، ففى حين تكثر رواية المثالب فى كتاب الاختصاص نرى ان الشيخ المفيد يتعرض فى كتاب الارشاد لمسالة اغتصاب حق اميرالمؤمنين فى الخلافة و ما جرى بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله- و يمثل هذا اهم منعطف فى مسيرة التشيع- يتعرض لها بشكل مختصر و مقتضب.

[راجع كتاب الارشاد: ص 101- 102.] كما يلاحظ فى كتابه الارشاد انه كان جوابا عن طلب من احد الشيعة آنذاك. و سواء قبلنا هذا التوجيه ام لا فان من اللازم اختيار وجه يجمع بين كلام الشيخ المفيد فى الارشاد و ما رواه بنفسه فى الاختصاص حتى لو كان ذلك الوجه هو عدم اطلاع الشيخ المفيد الكافى- اثناء كتابته تلك العبارة- على مصادر السقط الشهيد محسن عليه السلام، و لكن سيتضح ان علماءنا الابرار لم يفهموا من كلام الشيخ المفيد التشكيك بوجود السقط محسن، و لهذا ذهبوا الى وجوده و اسقاطه بفعل القوم مع ذكرهم فى نفس الوقت لعبارة الشيخ المفيد.

بل يمكن ان يقال ايضا بانه يستشف من كلام الشيخ المفيد نفسه بوجود تضارب فى رايه حول هذه القضية حتى لو لم نقل بصحة ما سياتى من التوجيه و لم نقل ايضا بصحة نسبة كتاب الاختصاص اليه، فقد ذكر فى كتابه المقنعة ما يلى: «ثم قف بالروضة، وزر فاطمه عليهاالسلام فانها هناك مقبورة، فاذا اردت زيارتها فتوجه الى القبلة فى الروضة و قل: السلام عليك يا رسول الله، السلام على ابنتك الصديقه الطاهره، السلام عليك يا فاطمه بنت رسول الله، السلام عليك ايتها البتول الشهيده الطاهره، لعن الله من ظلمك، و منعك حقك، و دفعك عن ارثك، و لعن الله من كذبك و اعنتك، و غصصك بريقك، و ادخل الذل بيتك».

[المقنعة: ص 459، و قريب منها ما فى مصباح الزائر للسيد ابن طاووس: ص 53.]

فان هذه الزيارة حسب الظاهر هى من تاليف الشيخ المفيد او من احد علماء الطائفة و تبناها الشيخ المفيد لا انها مروية عن الائمة عليهم السلام، يعرف ذلك كل من يتتبع فيما ورد من الزيارات لفاطمه الزهراء عليهاالسلام و خصوصا مع ملاحظة ما ذكره الشيخ الصدوق من انه لم يعثر على رواية معينة فى زيارتها فانشا بنفسه زيارة لها استقى مضمونها مما جاء فى الروايات، و كلمة البتول الشهيده ظاهرة فى انها مضت مقتولة، كما ان قول: «و ادخل الذل بيتك» ليس له اى مصداقية الا اقتحام بيت الزهراء عليهاالسلام على اقل تقدير، و من يقبل بدخول البيت لن يجد لنفسه مفرا مع توفر الشواهد و القرائن بل الادلة عن الاقرار ببقية ما جرى عليها من الظلم، و يؤيد ذلك ان هذه العبارة منتزعة من رواية الشيخ الصدوق التى مرت فى هذا المبحث، فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه و آله انه قال: «كانى بها و قد

/ 42