حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


و كذلك نقل ابن الاثير ان المتخلفين عن البيعة هم على و بنوهاشم و الزبير و طلحة،

[الكامل فى التاريخ: ج 2، ص 220.] و لكنه لم يحدد انهم كانوا فى تخلفهم مجتمعين فى بيت فاطمه فضلا عن ان يكونوا لحظة الهجوم فى البيت.

لم يكن فى البيت سوى على:


غير ان توجد بعض النصوص التاريخية التى تؤكد انه لم يكن من الرجال لحظة الاعتداء على الزهراء عليهاالسلام فى البيت سوى الامام على عليه السلام، و هى تشير الى ان المتحصنين فى البيت كانوا قد خرجوا منه قبيل اقتحام البيت.

و «فضل الله» قد اقر فى الشريط المسجل ان الزبير بن العوام و هو احد ابرز المتحصنين فى البيت كان قد خرج منه مصلتا سيفه عندما سمع تهديد عمر باحراق البيت، و هذا يدل على اقل تقدير ان بعض المتحصنين قد خرج من البيت.

رواية الهجوم عند ابن ابى الحديد:


و يدعم هذا الراى من نصوص اهل السنة ما ذكره ابن ابى الحديد عند شرح قول اميرالمؤمنين عليه السلام: «فنظرت فاذا ليس لى معين الا اهل بيتى فضننت بهم عن الموت فاغضيت على القذى، و شربت على الشجى، و صبرت على اخذ الكظم و على امر من طعم العلقم» ما هذا لفظه: «اختلفت الروايات فى قصة السقيفة، فالذى تقوله الشيعة- و قد قال قوم من المحدثين بعضه، و رووا كثيرا منه- ان عليا امتنع من البيعة حتى اخرج كرها، وان الزبير بن العوام امتنع من البيعة، و قال لا ابايع الا عليا، و كذلك ابوسفيان بن حرب، و خالد بن سعيد بن العاص بن امية بن عبد شمس، و العباس بن عبدالمطلب و بنوه، و ابوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب، و جميع بنى هاشم، و قالوا: ان الزبير شهر سفيه، فلما جاء عمر و معه جماعة من الانصار و غيرهم، قال فى جملة ما قال: خذوا سيف هذا فاضربوا به الحجر، و يقال انه اخذ السيف من يد الزبير فضرب به حجرا فكسره، و ساقهم كلهم بين يديه الى ابى بكر، فحملهم على بيعته، و لم يتخلف الا على عليه السلام وحده، فانه اعتصم ببيت فاطمه عليهاالسلام فتحاموا اخراجه منه قسرا، و قامت فاطمه عليهاالسلام الى باب البيت فاسمعت من جاء يطلبه، فتفرقوا و علموا انه بمفرده لا يضر شيئا فتركوه، و قيل انهم اخرجوه فيمن اخرج و حمل الى ابى بكر فبايعه، و قد روى ابوجعفر محمد بن جرير الطبرى كثيرا من هذا».

[شرح نهج البلاغة: ج 2، ص 21.]

فكلام ابن ابى الحديد صريح فى ان بعض المحدثين ذكر انه لم يبق فى بيت فاطمه عليهاالسلام سوى الامام على عليه السلام بعد ان ساق عمر بقية مؤيديه، و هم من ذكرت بعض الروايات السابقة انهم كانوا قد تحصنوا فى بيت فاطمه عليهاالسلام بعد موت رسول الله صلى الله عليه و آله.

و هو يدل ايضا على ان الخلاف وقع بين محدثى اهل السنة فى انهم اخرجوا الامام على عليه السلام من البيت ام لا؟ و هو امر طبيعى منهم حيث يسعون الى التستر على اقتحام البيت لعلمهم ان ذلك يفتح سيلا من الاسئلة حول ما يرويه الآخرون عما جرى فى عملية الهجوم على الزهراء البتول عليهاالسلام.

و روى ابن ابى الحديد عن احمد بن عبدالعزيز انه روى عمن قال: «لما بويع لابى بكر كان الزبير و المقداد يختلفان فى جماعة من الناس الى على و هو فى بيت فاطمه، فيتشاورون و يتراجعون امورهم، فخرج عمر حتى دخل على فاطمه عليهاالسلام، و قال: يا بنت رسول الله، ما من احد من الخلق احب الينا من ابيك، و ما من احد احب الينا منك بعد ابيك، و ايم الله ما ذاك بمعانى ان اجتمع هؤلاء النفر عندك ان آمر بتحريق البيت عليهم. فلما خرج عمر جاءوها، فقالت: تعلمون ان عمر جاءنى، و حلف لى بالله ان عدتم ليحرقن عليكم البيت، و ايم الله ليمضين لما حف له، فانصرفوا عنا راشدين. فلم يرجعوا الى بيتها، وذهبوا فبايعوا لابى بكر».

[شرح نهج البلاغة: ج 2، ص 45، و يؤيده ان المتقى الهندى روى فى كنز العمال عن ابن ابى شيبة حديثا مقاربا له فى المضمون. راجع كنز العمال: ج 3، ص 140، كتاب الخلافة و الامارة، عنه دلائل الصدق: ج 3، ص 87.]

و نؤكد هنا مرة اخرى ان وجود بعض العبارات التى قد يكون فيها شى ء من التحريف لا يعنى الغاء كل الخبر لما ذكرناه ان العدو يسعى دوما الى رواية ما فيه السلامة و التكتم على ظلامات اهل البيت عليهم السلام و مطاعن اعدائهم، و لا مانع لديه من اضافة بعض الاكاذيب و دسها.

و رواية ابن قتيبة للهجوم:


و يعد ما نقله ابن قتيبة فى الامامة و السياسة اقوى دليل على انه لم يكن فى بيت فاطمه احد من الرجال عندما اخرجوا الامام على عليه السلام، فقد ذكر ان «ابابكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند على كرم الله وجهه، فبعث اليهم عمر فجاء فناداهم و هم فى دار على فابوا ان يخرجوا، فدعا بالحطب و قال: و الذى نفس عمر بيده لتخرجن او لاحرقنها على من فيها، فقيل له: يا اباحفص، ان فيها فاطمه، فقال: و ان، فخرجوا فبايعوا الا عليا فانه زعم انه قال: حلفت ان لا اخرج و لا اضع ثوبى على عاتقى حتى اجمع القرآن، فوقفت فاطمه رضى الله عنها على بابها فقالت: لا عهد لى بقوم حضروا اسوا محضر منكم تركتم رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم جنازة بين ايدينا و قطعتم امركم بينكم، لم تستامرونا و لم تردوا لنا حقا، فاتى عمر ابابكر فقال له: الا تاخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟ فقال ابوبكر لقنفذ و هو مولى له: اذهب فادع لى عليا. قال: فذهب الى على فقال له: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله، فقال على: لسريع ما كذبتم على رسول الله، فرجع فابلغ الرسالة، قال:

فبكى ابوبكر طويلا، فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال ابوبكر لقنفذ: عد اليه فقل له خليفة رسول الله- و فى نسخة: اميرالمؤمنين- يدعوك لتبايع، فجاءه قنفذ فادى ما امر به، فرفع على صوته فقال: سبحان الله! لقد ادعى ما ليس له، فرجع قنفذ فابلغ الرسالة، فبكى ابوبكر طويلا، ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى اتوا باب فاطمه فدقوا الباب، فلما سمعت اصواتهم نادت باعلى صوتها: يا ابت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن ابى قحافة، فلما سمع القوم صوتها و بكاءها انصرفوا باكين و كادت قلوبهم تنصدع و اكبادهم تنفطر، و بقى عمر و معه قوم فاخرجوا عليا».

[الامامة و السياسة: ص 30 ط الشريف الرضى.]

فهذا النص صريح فى ان جميع من كان فى بيت الامام على عليه السلام قد خرج بعد تهديد عمر باحراقه بمن فيه، و ان الامام على عليه السلام بقى فى البيت وحده و رفض الخروج منه حتى يجمع القرآن، و لكن ذلك لم يشف غليل عمر فاصر على احضاره للبيعة، و عندما لم تثمر محاولات ابى بكر عبر قنفذ لاحضاره قام عمر بنفسه و معه جماعة و اخراج الامام على عليه السلام من بيته.

راى الطبرى الامامى و روايته:


و اما اذا رجعنا الى اهم المصادر الشيعية التى ذكرت الواقعة بشى ء من التفصيل فان الصورة ستتضح اكثر، و سينقشع ضباب هذه الشبهة تماما.

يقول محمد بن جرير الطبرى الامامى: «ان اميرالمؤمنين عليه السلام منعه من طلب الخلافة بعد فراغه من دفن رسول الله صلى الله عليه و آله و بعد ان توثب الظالمون فبايعوا ابابكر ان المدينة كانت محتشية بالمنافقين و كانوا يعضون الانامل من الغيظ، و كانوا ينتهزون- يهتبلون- الفرصة، و قد تهياوا لها و وافق ذلك فى شكاة رسول الله صلى الله عليه و آله و قبل وفاته، و على عليه السلام مشغول بغسل رسول الله و باصلاح امره و دفنه، فلما انجلت الغمة و بايع الناس ابابكر من غير مناظرة اهل البيت قعد فى منزله، و طلب الخلافة بلسانه دون سيفه، و تكلم و اعلم الناس حاله و امره معذرا يعلم الناس ان الحق له دون غيره، و ذكرهم ما كان رسول الله صلى الله عليه و آله عقد له، ثم رجع و قعد عن القوم، فصاروا الى داره و ارادوا ان يضرموها عليه و على فاطمه عليهماالسلام نارا! فخرج الزبير بسيفه حتى كسروه».

[المسترشد فى امامة اميرالمؤمنين: ص 373.]

فهذا نص لا تعرض فيه لوجود احد فى الدار سوى الامام على و فاطمه و ابناهما صلوات الله عليهم بالاضافة الى الزبير الذى خرج من الدار، فاذا ضممنا هذا النص الى ما رواه الطبرى فى «دلائل الامامة» من رواية الاعتداء فان الحق سيسفر لذى عينين!

انصار على خارج البيت:


و يقول سليم بن قيس فى كتابه بعد ان نقل قصة الهجوم و الاعتداء على الزهراء عليهاالسلام داخل الدار و استغاثة عمر بالناس ما يلى: «فاقبل المقداد و سلمان و ابوذر و عمار و بريدة الاسلمى حتى دخلوا الدار اعوانا لعلى عليه السلام، حتى كادت تقع فتنة، فاخرج على عليه السلام و اتبعه الناس و اتبعه سلمان و ابوذر و المقداد و عمار و بريدة و هم يقولون: ما اسرع ما خنتم رسول الله صلى الله عليه و آله و اخرجتم الضغائن التى فى صدوركم».

[كتاب سليم: ج 2، ص 865 ط نشر الهادى.]

فهذا النص يدلل بوضوح على ان انصار الامام على عليه السلام كانوا خارج الدار عندما اقتحمها عمر، و انه لم يكن فى البيت سوى الامام على و الزهراء عليهماالسلام. كما انه فى نفس قصة الهجوم برواية سليم و كذلك فى بقية المصادر لا يوجد اى ذكر لوجود افراد فى البيت اثناء الاعتداء حتى تثار هذه الشبهة.

و لا ادرى اين هى الرواية التى تقول ان كل بنى هاشم (!) كانوا فى البيت لحظة الاعتداء على الزهراء عليهاالسلام؟ و لم يكتف «فضل الله» بهذا الادعاء بل تمادى ليقول ان كل الروايات (!) تقول ان كل بنى هاشم (!) كانوا فى البيت اثناء الهجوم!

و بما مر يتبين ان الاعتداء على الزهراء عليهاالسلام لم يكن بمراى من المتحصنين فى بيت الزهراء عليهاالسلام حتى يقال بانهم وقفوا مكتوفى الايدى من دون ردة فعل على ذلك، لانهم كانوا خارج البيت اثناء الاعتداء، و قراءة متانية فى روايات الهجوم ترشدنا الى ان التهديد كان متكررا و ان المتحصنين فى البيت اما كانوا قد خرجوا من البيت مع اول تهديد باحراقه كما فعل الزبير عندما خرج منه مصلتا سيفه فكسروه، او كانوا قد خرجوا من البيت قبل وصول طلائع المحاصرين للبيت باعتبار الفاصل الزمنى ما بين اول تحصن لهم فى البيت المقارن لاجتماع السقيفة و بين محاصرة البيت و الهجوم عليه، وتفيد بعض الروايات كما سياتى انها تزيد عن ثلاثة ايام، ومن الطبيعى ان التحصن فى بيت الامام على عليه السلام و كثرة المراودة عليه لا تتنافى مع خروج المتحصن من بيت الامام على عليه السلام فى بعض الفترات.

اين عيون بنى هاشم؟


كما انه يمكن القول بالاضافة الى ما ذكرناه فى جواب اعتراض ابن رزبهان بوجود عيون بنى هاشم ان من كان حاضرا منهم خارج البيت لم يكن قوى النفس و الارادة بحيث يمكنه ان يمنع محاصرة البيت و التهديد بحرقه، و قد روى الشيخ الكلينى بسند معتبر عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن على بن النعمان، عن عبدالله بن مسكان، عن سدير، قال: «كنا عند ابى جعفر عليه السلام فذكرنا ما احدث الناس بعد نبيهم صلى الله عليه و آله و استذلالهم اميرالمؤمنين عليه السلام، فقال رجل من القوم:

اصلحك الله، فاين كان عز بنى هاشم و ما كانوا فيه من العدد؟ فقال ابوجعفر عليه السلام: و من كان بقى من بنى هاشم، انما كان جعفر و حمزة فمضيا و بقى معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالاسلام، عباس و عقيل و كانا من الطلقاء، اما و الله لو ان حمزة و جعفر كانا بحضرتهما ما وصلا الى ما وصلا اليه، و لو كانا شاهديهما لا تلفا نفسيهما».

[الكافى: ج 8، ص 189، ح 216.]

لماذا خرجت فاطمه و لم يخرج على؟


اما ما اثاره «فضل الله» بخصوص اعتراضه على خروج الزهراء عليهاالسلام و خطابها للقوم من وراء الباب مع تهديد عمر و توعيده للامام على عليه السلام بما يسمح لان يصل الامر الى الاقتحام فيمكن الجواب عنه بامرين:

الاول: انشغال اميرالمؤمنين عليه السلام بجمع القرآن و بدين النبى صلى الله عليه و آله و وصاياه و شؤون ازواجه، و يدل على ذلك عدة روايات، منها:

1- ما رواه العياشى فى تفسيره من ان اميرالمؤمنين عليه السلام قال لقنفذ مبعوث ابى بكر عندما طلب منه اجابة دعوته ليبايع ابابكر: «ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال لى و اوصانى ان اذا واريته فى حفرته لا اخرج من بيتى حتى اؤلف كتاب الله فانه فى جرايد النخل و فى اكتاف الابل».

[تفسير العياشى: ج 2، ص 66.]

2- ما رواه سليم بن قيس عن عبدالله بن عباس انه قال: «توفى رسول الله صلى الله عليه و آله يوم توفى فلم يوضع فى حفرته حتى نكث الناس و ارتدوا و اجمعوا على الخلاف، و اشتغل على بن ابى طالب عليه السلام برسول الله صلى الله عليه و آله حتى فرغ من غسله و تكفينه و تحنيطه و وضعه فى حفرته، ثم اقبل على تاليف القرآن و شغل عنهم بوصية رسول الله صلى الله عليه و آله و لم يكن همته الملك لما كان رسول الله صلى الله عليه و آله اخبره عن القوم». ثم يتابع ابن عباس سرد الاحداث الى ان يصل الى الاحداث التى سبقت الهجوم بقليل، و منها ما ذكره بقوله: «فاقبل قنفذ فقال: يا على، اجب ابابكر. فقال عليه السلام: انى لفى شغل عنه، وما كنت بالذى اترك وصية خليلى و اخى».

[كتاب سليم: ج 2، ص 862- 864 ط نشر الهادى؛ و ص 249 ط دار الفنون.]

3- ما رواه الخصيبى عن المفضل بن عمر عن الامام الصادق عليه السلام ضمن ما يكون من الرجعة، و ما تقصه فاطمه عليهاالسلام لرسول الله صلى الله عليه و آله عما جرى عليها و على بعلها و اولادها من الظلم، و مما جاء فى الشكوى: «و تقص عليه قصة ابى بكر و انفاذ خالد بن الوليد و قنفذ و عمر جميعا لاخراج اميرالمؤمنين عليه السلام من بيته الى البيعة فى سقيفة بنى ساعدة و اشتغال اميرالمؤمنين و ضم ازواج رسول الله و تعزيتهن و جمع القرآن و تاليفه و انجاز عداته و هى ثمانون ألف درهم باع فيها تالده و طارفه و قضاها عنه».

[الهداية الكبرى: ص 406، و قريب منه: ص 179.]

الثانى: ان الزهراء عليهاالسلام لم تكن تتوقع ان يدخل القوم عليها و يقتحموا دارها، و قد جاء بهذا المضمون ما رواه العياشى نقلا عن لسان الراوى : «فلما انتهينا الى الباب فراتهم فاطمه صلوات الله عليها اغلقت الباب فى وجوههم و هى لا تشك ان لا يدخل عليها الا باذنها، فضرب عمر الباب برجله فكسره... الخ».

[تفسير العياشى: ج 2، ص 67.]

لا ترى الرجال و تتحدث معهم بشكل طبيعى...!


و العجيب ان «فضل الله» تثبيتا لشبهته يقول هنا: «الزهراء عليهاالسلام ليش هى تفتح الباب، مخدرة، التى لا ترى رجلا»، و هو الذى كان بالامس القريب قد قال- كما هو فى الشريط المسجل-: «ان المسالة اذا كان خير للمرأة ان لا ترى الرجل و لا يراها الرجل كيف انطلقت الزهراء و كانت تلتقى بالرجال فى الازمة، و حتى فى غير الازمة كانت تتحدث مع الرجال...، كما يروى المؤرخون ان ابابكر و عمر استاذنا عليا فى ان يزورا الزهراء عليهاالسلام فى بيتها ليتحدثا معها لانهما سمعا انها غاضبة عليهما، و استاذنا عليا فى ذلك، و قالت له البيت بيتك، و جاءا و جلسا اليها و تحدثا معها و تحدثت معهم بشكل طبيعى»!

فانظر كيف يستخدم «فضل الله» مضمونين متضادين فى اتجاهين متعاكسين بغرض الاستدلال بهما على آرائه الاستحسانية، و ليس من المبالغة ما يقال انك تجد اجوبة ما يصدر عن «فضل الله» من شطحات من نفس كلماته.

هذا، بالرغم من ان تحدث الزهراء عليهاالسلام لا يتنافى مع التزامها الخدر فان ذلك كان من وراء الباب و لم تخرج هى بنفسها فى وسط الرجال، و كان تحدثها من باب الضرورة القاضية بدفع العدوان، فان سلمنا بكون تحدث المرأة مع الرجال مكروها كما هو راى البعض- بل و محرما على سبيل الافتراض- فان من المتفق عليه بين الفقهاء ان الضرورة رافعة للكراهة، و هل هناك ضرورة اكبر و اشد من الدفاع عن اميرالمؤمنين عليه السلام و دفع العدوان عمن يريد احراق البيت على من فيه؟ و هل يريد «فضل الله» عبر اثارة شبهة منافاة تحدث الزهراء مع عمر للخدر ان يشكك فى اصل التهديد الصادر من عمر باحراق البيت؟! فان كثيرا من مصادر قصة الاعتداء سنية كانت او شيعية اعترفت بوجود حوار قد دار بين الزهراء عليهاالسلام و عمر.

لا دخل لها بالخلافة و لها دخل ايضا!


اما استنكار «فضل الله» لضرب القوم فاطمه عليهاالسلام باعتبار ان المسالة تتعلق بالخلافة- فالمفروض ان يكون المستهدف هو الامام على عليه السلام و من تحصن فى بيته، فهم المعارضون المتمردون على الخلافة- و ليس للزهراء عليهاالسلام دخل فى ذلك فليس فى محله و باطل لوجوه:

اما اولا: فانه مناقض لما صرح و اعترف به «فضل الله» نفسه فى مناسبات عديدة، فقد قال فى الشريط المسجل: «الزهراء كل ما تحدثت عنه فهو عن غصب الخلافة»، و قال فى الشريط المسجل ايضا: «و هكذا نرى ان الزهراء عليهاالسلام صاحبة رب البيت المشغولة باولادها و المشغولة ببيتها و بزوجها و بابيها انتفضت عندما رات ان هناك حقا يضاع و ان هناك مشكلة برزت، مشكلة خاصة و هى عامة فى مدلوها و فى حقها فدك، و مشكلة عامة و هى حق اميرالمؤمنين عليه السلام فى الخلافة، انها لم تقل ما لى و الدخول فى هذا المعترك، شعرت ان موقعها كابنة رسول الله يفرض عليها ان تقيم الحجة على المسلمين جميعا»، و قال ايضا فى الشريط المسجل: «فلماذا الامام على احتاج اليها، ففى البحار موجود ان الامام على كان يدور بها على بيوت المهاجرين و الانصار حتى تدافع عن حقه»، و قال فى جواب السادس: «و كانت الزهراء عليهاالسلام مشغولة فى كل وقتها بالدفاع عن حق على عليه السلام فى الخلافة، و من مظاهر تحركها خطبتها فى المسجد و كلامها مع نساء المهاجرين و الانصار و رجالهن. و اذا صح الحديث بان عليا عليه السلام كان يطوف بها على بيوت «او جموع» المهاجرين و الانصار- كما جاء فى بعض الروايات- فهذا يعنى انها كانت تتحرك بشكل يومى نحو تحقيق هذا الهدف الكبير»، و من يكون تحركها كذلك فهذا يعنى انها و اميرالمؤمنين عليهماالسلام يشكلان اهم قطبين للمعارضة بحسب نظر المغتصبين للخلافة.

اما ثانيا: فان نفس الروايات التى ذكرت قصة الهجوم تقول ان اميرالمؤمنين عليه السلام طاف بالزهراء عليهاالسلام على البيوت لاخذ البيعة له، و يظهر من بعض الاخبار ان طواف اميرالمؤمنين عليه السلام بالزهراء عليهاالسلام على البيوت كان قبل الهجوم على بيت الزهراء عليهاالسلام، ونحن نكتفى بما ذكره سليم بن قيس حول ما جرى من الاحداث بعد اجتماع السقيفة، فقد روى عن سلمان الفارسى انه قال: «فلما كان الليل حمل على عليه السلام فاطمه عليهاالسلام على حمار و اخذ بيدى ابنيه الحسن و الحسين عليهماالسلام فلم يدع احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله الا اتاه فى منزله، فناشدهم الله حقه و دعاهم الى نصرته فما استجاب منهم رجل غيرنا الاربعة و اربعة، فانا حلقنا رؤوسنا و بذلنا له نصرتنا، وكان الزبير اشدنا بصيرة فى نصرته. فلما راى على عليه السلام خذلان الناس اياه و تركهم نصرته و اجتماع كلمتهم مع ابى بكر و طاعتهم له و تعظيمهم اياه لزم بيته.فقال عمر لابى بكر: ما يمنعك ان تبعث اليه فيبايع... الخ».

[كتاب سليم: ص 82 ط دار الفنون؛ و ج 2، ص 583 ط نشر الهادى. و للمزيد راجع كتاب الاحتجاج: ج 1، ص 209 ط دار الاسوة؛ و الهداية الكبرى: ص 178.]

فهذه الرواية و غيرها تؤكد على ان الزهراء كانت فى صميم النزاع و الخلاف فى مسالة الخلافة و لم تكن خارجة عنها، و هذا ما يفسر وحشية القوم وصبهم جام حقدهم عليها اثناء الاعتداء و الهجوم على البيت.

بالاضافة الى ان عدم بيعة الامام على عليه السلام كانت قد اسقطت اى قيمة للبيعة التى اخذوها لابى بكر فى السقيفة، فلذا سعوا الى تحصيل بيعته باى ثمن كان، و بما ان ذلك كان امرا صعبا للغاية فقد اصدر ابوبكر امره الى عمر: «ائتنى به باعنف العنف»،

[انساب الاشراف: ج 1، ص 587.] و هذا يعنى ان كل من سيعترض طريقهم لالقاء القبض على اميرالمؤمنين عليه السلام بغرض اخذ بيعته فانه سيلاقى نفس الاسلوب، و هذا ما حصل بالفعل مع بضعة النبى صلوات الله عليهما، و قد جاء فى رواية سليم بن قيس: «و حالت بينهم و بينه فاطمه عليهاالسلام عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت و ان فى عضدها كمثل الدملج من ضربته».

[كتاب سليم: ج 2، ص 586.]

و لا ادرى لماذا قيد «فضل الله» فى جوابه السادس و اجوبته المتاخرة- كما فى جوابه فى العدد الثالث من نشرة «فكر و ثقافة» فى جواب عن سؤال بتاريخ 6/ 7/ 1996- الحديث الدال على طواف اميرالمؤمنين بفاطمه عليهاالسلام على بيوت المهاجرين و الانصار بفرض الصحة السندية و لم يفعل ذلك مع خطبتها فى المسجد و خطبتها فى النساء؟ لم اجد لذلك وجها سوى ان جميع الروايات التى تذكر طواف اميرالمؤمنين عليه السلام بفاطمه عليهاالسلام هى نفس الروايات المثبتة لكسر الضلع و الضرب و اسقاط الجنين!! و هذا ما تفطن اليه «فضل الله» اخيرا، ففى احاديثه المتقدمة لم يطرح قيد- اذا صحت الرواية- فى كلامه اصلا!

لماذا لم تخرج خادمتها فضة؟


اما ما اثارة «فضل الله» حول السبب فى عدم خروج خادمة الزهراء فضة فان الرواية الواردة فى قصة الهجوم تجيب عن ذلك، فقد جاء فيها: «و قول عمر له: اخرج يا على الى ما اجمع عليه المسلمون من البيعة لابى بكر، فما لك ان تخرج عما اجتمعنا عليه، فان لم تفعل قتلناك! و قول فضة جارية فاطمه عليهاالسلام: ان اميرالمؤمنين عنكم مشغول و الحق له لو انصفتموه و اتقيتم الله و رسوله، و سب عمر لها، و جمع الحطب الجزل على النار لاحراق اميرالمؤمنين و فاطمه و الحسن و الحسين و زينب و رقية و ام كلثوم و فضة، و اضرامهم النار على الباب، و خروج فاطمه عليهاالسلام و خطابها لهم من وراء الباب، و قولها: و يحك يا عمر، ما هذه الجرأة على الله و رسوله؟... الخ».

[الهداية الكبرى: ص 406.]

فهذا النص يدل على ان فضة كانت هى التى قد خرجت اولا، و عندما اجابوها بالسب و لم يؤثر كلامها فى القوم شيئا اضطرت فاطمه الزهراء عليهاالسلام للخروج بنفسها، فهى ربة البيت، و هم يريدون اخراج زوجها، و لن تقف حيال ذلك مكتوفة الايدى من دون ان تبذل كل جهدها دفاعا عن اميرالمؤمنين و حقه.

جواب الشبهة الخامسة


و هى ما يمثلها الاعتراض الثالث و الرابع لابن رزبهان، و قد اجاب عنهما العلامة الشيخ محمد حسن المظفر (رضوان الله عليه) بقوله:

«و اما ما ذكره فى الوجه الثالث: من وجوب دفع الصائل، و فى الوجه الرابع انه يدل على العجز القادح فى صحة الامامة، فانما يردان على عثمان حيث القى بيده و لم يدافع عن نفسه. و اما اميرالمؤمنين عليه السلام فلم يبلغ الامر معه الى ذلك، و لو بلغ لعلموا من العاجز، فانه انما امر بالسلم حيث يستطيعه».

[دلائل الصدق: ج 3، ص 90.]

اقول: و يمكن الاجابة عن هذه الشبهة عبر الرجوع الى تفاصيل واقعة الهجوم، فقد جاء فى رواية سليم: «و دعا عمر بالنار فاضرمها فى الباب، ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمه عليهاالسلام و صاحت: يا ابتاه يا رسول الله، فرفع عمر السيف و هو فى غمده فوجا به جنبها فصرخت: يا ابتاه، فرفع السوط فضرب به ذراعها، فنادت: يا رسول الله، لبئس ما خلفك ابوبكر و عمر؛ فوثب على عليه السلام فاخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه و وجا أنفه و رقبته و هم بقتله، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه و آله و ما اصاه به، فقال: و الذى كرم محمدا بالنبوة، يابن صهاك، لو لا كتاب من الله سبق و عهد عهده الى رسول الله صلى الله عليه و آله لعلمت انك لا تدخل بيتى.

فارسل عمر يستغيث، فاقبل الناس حتى دخلوا الدار و ثار على عليه السلام الى سيفه، فرجع قنفذ الى ابى بكر و هو يتخوف ان يخرج على عليه السلام بسيفه لما قد عرف من باسه و شدته. فقال ابوبكر لقنفذ: ارجع فان خرج و الا فاقتحم عليه بيته، فان امتنع فضرم عليهم بيتهم النار، فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو و اصحابه بغير اذن، و ثار على عليه السلام الى سيفه فسبقوه اليه و هم كثيرون، فتناول بعضهم سيوفهم، فكاثروه و ضبطوه فالقوا فى عنقه حبلا، و حالت بينهم و بينه فاطمه عليهاالسلام عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت و ان فى عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه الله، ثم انطلق بعلى عليه السلام يعتل عتلا... الخ».

[كتاب سليم: ص 84 ط دار الفنون؛ ج 2، ص 585 ط نشر الهادى.]

فهذه الرواية تذكر ان الهجوم و اقتحام الدار فى اول الامر من قبل عمر كان مباغتا، و وجود اجواء التهديد والتوتر قبل ذلك لا يتنافى مع عنصر المباغتة خاصة و ان التهديد السبق كان مركزا على الاحراق، و لهذا حصل كسر الضلع و الضرب بالسوط، و مجموع هذا لا يتجاوز من حيث الزمن نصف الدقيقة و هى فترة كافية لصدور ما حصل من عمر، و اميرالمؤمنين عليه السلام بعد سماعه لصراخ الزهراء انقض على عمر دفاعا عن حليلته و كاد ان يقضى عليه لو لا ان تداركه قنفذ و جماعته، فلا يصح بعد هذا اثارة شبهة جبن الامام عليه السلام و عدم غيرته و العياذ بالله؛ لانه لم يقف متفرجا امام الاعتداء.

و يؤيد عدم وقوف اميرالمؤمنين عليه السلام موقف المتفرج من كل ما يرتبط بمسالة الكرامة و الشرف و الحق الخاص الذى لم يؤمر و لم يوص من النبى صلى الله عليه و آله بالصبر عنه ما رواه الطبرى فى دلائل الامامة من قصة دفن على للزهراء عليهاالسلام خفية فى الليل، و جاء فى الرواية: «و ان المسلمين لما علموا وفاتها جاءوا الى البقيع فوجدوا فيه اربعين قبرا، فاشكل عليهم قبرها من سائر القبور، فضج الناس و لام بعضهم بعضا، و قالوا: لم يخلف نبيكم فيكم الا بنتا واحدة، تموت و تدفن و لم تحضروا وفاتها و لا دفنها و لا الصلاة عليها! بل و لم تعرفوا قبرها! فقال ولاة الامر منهم: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها فنصلى عليها و نزور قبرها. فبلغ ذلك اميرالمؤمنين عليه السلام فخرج مغضبا قد احمرت عيناه، و درت اوداجه و عليه قباؤه الاصفر الذى كان يلبسه فى كل كريهة و هو يتوكا على سيفه ذى الفقار حتى ورد البقيع، فسار الى الناس من انذرهم، و قال: هذا على بن ابى طالب كما ترونه، يقسم بالله لئن حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف فى رقاب الآمرين. فتلقاه عمر و من معه من اصحابه و قال له: ما لك يا اباالحسن، و الله لننبشن قبرها و لنصلين عليها، فضرب على عليه السلام بيده الى جوامع ثوبه فهزه ثم ضرب به الارض، و قال له: يا بن السوداء، اما حقى فقد تركته مخافة ان يرتد الناس عن دينهم، و اما قبر فاطمه فوالذى نفس على بيده لئن رمت و اصحابك شيئا من ذلك لاسقين الارض من دمائكم، فان شئت فاعرض يا عمر، فتلقاه ابوبكر فقال: يا اباالحسن، بحق رسول الله و بحق من فوق العرش الا خليت عنه، فانا غير فاعلين شيئا تكرهه. قال: فخلى عنه و تفرق الناس و لم يعودوا الى ذلك».

[دلائل الامامة: ص 136.] و من الامور الباعثة على الحيرة اثارة «فضل الله» لهذه الشبه ة، و ذلك لان اثارتها تعنى انه غير مطلع على روايات الاعتداء التى جاء فيها جواب هذه الشبهة، لانه لا يعقل ان يثير انسان اعتراضا على موضوع و يكون جواب اعتراضه مذكورا فى نفس الموضوع، هذا من جهة، و لكننا نلاحظ من جهة اخرى انه يحاول ان يظهر اطلاعه و خاصة فى جوابه السادس و احاديثه فى الاشرطة المسجلة فى العامين 95- 96 على ما جاء فى روايات الاعتداء؛ فلذا فهو متحفظ فى الحكم بوقوع الاعتداء و غير متفاعل مع احاديثه لوجود ثغرات فيها و لمخالفتها للتحليل التاريخى!

جواب الاعتراض الاول:

اما الاعتراض الاول لابن رزبهان فقد اجاب عنه الشيخ المظفر بما يلى: «من الصلف نسبة افتراء هذا الخبر الى الشيعة مع رواية الكثير من علمائهم و ثقاتهم له كالذين نقله المصنف رحمه الله عنهم و غيرهم، و لكن لم يرووا الاحراق، و انما رووا ارادة الاحراق، و لذا قال المصنف رحمه الله: طلب هو و عمر احراقه، و لكن الخصم اراد بنسبة الاحراق تفظيع الخبر لتقرب الى الاذهان استبعاداته التى ذكرها.

/ 42