حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ج- الوجه الثالث: خدمة جبرائيل للامام على عليه السلام و قيامه بمثل هذه المهمة امر مستبعد من جهة ان جبرائيل امين وحى الله، و جليل رتبته عندالله عز و جل مما لا جدال فيه بين المسلمين قاطبة، فكيف يعقل قيامه بمثل هذا الامر و هو مخصوص فى النزول على الانبياء و الوحى اليهم دون من سواهم؟

جواب الوجه الثالث:

اما اولا، فقد ذكرنا سابقا فى فصل مصدر مصحف فاطمه ان تحدث الملك او جبرائيل عليه السلام مع شخص و هبوطه عليه ليس فى مانع لا فى الكتاب و لا فى السنة و هو لا يلازم النبوة، و قد استشهدنا هناك بادلة من القرآن و السنة. و يضاف الى ما ذكرناه هناك روايات اخرى عديدة تدل على ان جبرائيل عليه السلام تحدث مع غير النبى صلى الله عليه و آله، و منها:

1- ما رواه الصفار بسند صحيح عن الحسن بن على، قال: حدثنى عبيس من هاشم، قال: حدثنا كرام بن عمرو الخثعمى، عن عبدالله بن ابى يعفور، قال: «قلت لابى عبدالله: انا نقول ان عليا لينكت فى قلبه او ينقر فى صدره و اذنه، قال عليه السلام: ان عليا كان محدثا، قال: فلما اكثرت عليه قال عليه السلام: ان عليا كان يوم بنى قريظة و بنى النضير كان جبرائيل عليه السلام عن يمينه، و ميكائيل عليه السلام عن يساره يحدثانه».

[بصائر الدرجات: ص 341، ح 2.] و روى الصفار نفس مضمون الحديث بسند صحيح ايضا، فقد روى عن محمد بن الحسين، عن احمد بن محمد بن ابى نصر، عن عبدالكريم، عن ابن ابى يعفور مثله.

[بصائر الدرجات: ص 342، ح 7.]

2- و روى الصفار بسند صحيح عن السندى بن محمد و محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن ابان بن عثمان البجلى، عن ابى بصير قال: «سالت اباجعفر عن شهادة ولد الزنا تجوز؟ قال: لا، فقلت: الحكم بن عتيبة يزعم انها تجوز، فقال: اللهم لا تغفر له ذنبه، ما قاله الله للحكم: انه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون، فليذهب الحكم يمينا و شمالا فوالله لا يوجد العلم الا من اهل البيت نزل عليهم جبرائيل».

[عنه البحار: ج 2، ص 91، ح 19.] و الشاهد فى الحديث ان الضمير فى (عليهم) جاء بصيغة الجمع لا المفرد حتى يعود الى البيت كى يقال ان المقصود من الحديث من كان فى البيت اى النبى صلى الله عليه و آله.

و لا يرد على الحديث ان نزول جبرائيل عليه السلام عليهم كان فى الاحكام؛ اذ قد يكون المراد ان معرفة الحكم الشرعى الواقعى لا يتسنى الا لمن كانت فيه هذه الخصوصية اى من ينزل جبرائيل عليهم. و يشهد لهذا الحديث ما رواه احمد باسناده الى سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: «ذكر عنده على بن ابى طالب عليه السلام فقال: انكم لتذكرون رجلا يسمع وطء جبرائيل عليه السلام فوق بيته».

[الفضائل: ج 1، ح 223، عنه قادتنا كيف نعرفهم: ج 2، ص 419.]

3- و روى الحافظ الكنجى الشافعى الذى قتل كسلفه النسائى صاحب السنن فى دمشق بتهمة ميله الى اهل البيت باسناده عن عبدالله بن عمر، قال: «كان على الحسن و الحسين تعويذان فيهما من زغب جناح جبرائيل عليه السلام». ثم عقب الحافظ الكنجى عليه: «قلت: اخرجه الحافظ الدمشقى فى مناقبه».

[كفاية الطالب 6 ص 419، و استخرج محقق الكتاب مصادره و ذكر منها ما يلى: تاريخ ابن عساكر: ج 4، ص 209. مسند احمد بن حنبل:ج 6، ص 399. اسد الغابة:ج 2، ص 10. مستدرك الصحيحين: ج 3، ص 176. طبقات ابن سعد: ج 8، ص 204.]

و لا يرد على الحديث ان الملائكة بما فيهم جبرائيل عليه السلام موجودات مجردة منزهة عن المادة الجسمانية، فكيف يكون لها زغب؟ فانه يجاب عنه بانه قد ورد فى روايات عديدة ان الملائكة تتمثل فى صور مختلفة، و تمثل جبرائيل عليه السلام فى صورة الصحابى دحية الكلبى مما ورد عن طريق الفريقين.

[راجع البحار: ج 14، ص 343، ح 15؛ ج 18، ص 267، ح 29؛ ج 22، ص 331، ح 43. تهذيب التهذيب:ج 3، ص 179، الهامش رقم 3. السيرة النبوية:ج 2، ص 234 ط دار الكنوز الادبية. السيرة الحلبية: ج 2، ص 332.]

اما تمثل الملائكة بصورة الطائر الذى له ريش، فقد ورد فى رواياتنا ايضا، و ليس مقصورا بما رواه الكنجى الشافعى، فقد روى الشيخ الصدوق باسناده الى جارية ابى على الخيزرانى انها رات عندما ولد الامام المهدى (عجل الله تعالى فرجه) طيورا بيضاء تهبط من السماء و تمسح اجنحتها على راسه و وجهه و سائر جسده ثم تطير، قال ابوعلى الخيزرانى: «فاخبرنا ابامحمد العسكرى عليه السلام بذلك فضحك، ثم قال: تلك ملائكة نزلت للتبرك بهذا المولود، و هى انصاره اذا خرج».

[كمال الدين: ص 341، ح 7. و للعلامة الطباطبائى كلام فى تمثل الملائكة، مذكور فى الميزان ج 17، ص 13.]

و قد وردت روايات عديدة منها ما هو صحيح سندا تدل على ان الملائكة تدخل بيوت الائمة و تطا بسطهم و تتكا على مساورهم و يجمع الائمة من زغبها لاولادهم.

منها: ما رواه الشيخ الكلينى بسند صحيح عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن الحسين بن ابى العلاء، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: «يا حسين - و ضرب بيده الى مساور فى البيت - مساور طالما اتكت عليها الملائكة، و ربما التقطنا من زغبها».

[الكافى: ج 1، ص 393، ح 2. و رواه الصفار بسند صحيح عن احمد بن يحيى الى الحسين بن ابى العلاء. راجع بصائر الدرجات: ص 110، باب 17، ح 2.]

و منها: ما رواه الكلينى بسند صحيح ايضا عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن على بن الحكم، قال: حدثنى مالك بن عطية الاحمسى، عن ابى حمزة الثمالى، قال: «دخلت على على بن الحسين عليه السلام فاحتبست فى الدار ساعة، ثم دخلت البيت و هو يلتقط شيئا و ادخل يده من وراء الستر فناوله من كان فى البيت، فقلت: جعلت فداك، هذا الذى اراك تلتقطه اى شى ء هو؟ فقال:فضلة من زغب الملائكة نجمعه اذا خلونا، نجعله سيحا لاولادنا، فقلت: جعلت فداك، و انهم

لياتونكم؟ فقال: يا اباحمزة، انهم ليزاحمونا على تكاتنا».

[الكافى:ج 1، ص 393، ح 3. و رواه الصفار ايضا بسند صحيح عن احمد بن محمد ثم بقية السند. راجع بصائر الدرجات: ص 111، ح 6. و روى الصفار احاديث اخرى صحيحة فى كتابه بصائر الدرجات، فمن شاء فليراجع: ص 110، الباب 17، الاحاديث 8، 13، 20.] هذا كله على القول بان الملائكة موجودات مجردة ليست لها جسمانية، اما من يذهب الى تجسم الملائكة كالعلامة المجلسى فالاشكال منتف من الاساس.

[راجع مرآة العقول: ج 4، ص 289.]

اما ثانيا: فليس فى مثل هذه الخدمة اى استبعاد بل هى شرف يختص به جبرائيل عليه السلام دون من سواه من الملائكة، فانه مما اتفقت عليه الشيعة الامامية افضلية الائمة عليهم السلام على الملائكة، و فى هذا الصدد يقول السيدالمرتضى (المتوفى سنة 436 ه) فى جواب المسالة الثالثة من المسائل الرازية: «و قد اجمعت الامامية بلا خلاف بينها على ان كل واحد من الانبياء افضل و اكثر ثوابا من كل واحد من الملائكة، و ذهبوا فى الائمة عليهم السلام ايضا الى مثل ذلك».

[رسائل الشريف المرتضى: ج 1، ص 109.]

و تبعه على ذلك المحقق الحلى (المتوفى سنة 676 ه) حيث يقول: «الانبياء افضل من الملائكة و كذلك الائمة عليهم السلام بوجوه»، ثم ذكر وجهين على ذلك، و ختمهما بالوجه الثالث و هو: «النقل الماثور عن اهل البيت عليهم السلام بالنص الصريح على ذلك».

[المسلك فى اصول الدين: ص 288- 289، و للمزيد يمكن الرجوع الى كتاب مناهج اليقين للعلامة الحلى: ص 331.]

و بناء على ذلك فان خدمة المفضول للفاضل هى شرف للمفضول بلا شك، و يدل على ذلك مجموعة من الروايات وردت فى كتب الفريقين نكتفى فى مقام الاستشهاد بما يلى:

1- ما ذكره عبدالرحمن احمد بن شعيب النسائى صاحب السنن فى كتابه خصائص اميرالمؤمنين باسناده عن هبيرة بن مريم، قال: «خرج الينا الحسن بن على و عليه عمامة سوداء فقال: لقد كان فيكم بالامس رجل ما سبقه الاولون و لا يدركه الآخرون، و ان رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم قال: لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله، و يقاتل جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره ثم لا ترد رايته حتى يفتح الله عليه، ما ترك دينارا و لا درهما الا سبعمائة درهم اخذها من عطائه اراد ان يبتاع بها خادما لاهله».

[خصائص اميرالمؤمنين: ص 67، ح 22، و قريب منه ح 21، و يراجع ايضا ما ذكره الطبرى فى تاريخه ضمن احداث سنة 40 ه.]

2- روى ابن شاذان باسناده عن ابن عباس، قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و آله صلاة العصر، ثم قام على قدميه فقال: من يحبنى و يحب اهل بيتى فليتبعنى، فاتبعناه

باجمعنا حتى اتى منزل فاطمه عليهاالسلام فقرع الباب قرعا خفيفا، فخرج اليه على بن ابى طالب عليه السلام و عليه شملة، و يده ملطخة بالطين فقال له: يا اباالحسن حدث الناس بما رايت امس. فقال على عليه السلام: نعم فداك ابى و امى يا رسول الله، بينما انا فى وقت صلاة الظهر اردت الطهور فلم يكن عندى الماء، فوجهت ولدى الحسن و الحسين فى طلب الماء، فابطيا على، فاذا انا بهاتف يهتف:يا اباالحسن اقبل على يمينك، فالتفت فاذا انا بقدس من ذهب معلق، فيه ماء اشد بياضا من الثلج و احلى من العسل، فوجدت فيه رائحة الورد، فتوضات منه، و شربت جرعات ثم قطرت على راسى قطرة وجدت بردها على فؤادى. فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: هل تدرى من اين ذلك القدس؟ قال:الله تعالى و رسوله اعلم، قال: القدس من اقداس الجنة، و الماء من تحت شجرة طوبى - او قال: من نهر الكوثر - و اما القطرة فمن تحت العرش. ثم ضمه رسول الله صلى الله عليه و آله الى صدره و قبل ما بين عينيه، ثم قال: حبيبى من كان خادمه بالامس جبرائيل عليه السلام فمحله و قدره عندالله عظيم».

[مائة منقبة: ص 73، المنقبة الثانية و الاربعون، و الثاقب فى المناقب: ص 272، ح 236، و يراجع بحار الأنوار: ج 39، ص 114، حيث ذكر المجلسى بابا باسم «نزول الماء لغسله عليه السلام من السماء» اورد فيه بعض الاحاديث الدالة عليه.]

د- الوجه الرابع: العروج باميرالمؤمنين الى السماء امر لا يقبله العقل و لا يستسيغه المنطق، و هو على اقل تقدير امر مستبعد جدا.

جواب الوجه الرابع:

اولا: ليس فى ذلك اى استبعاد على مستوى الامكان العقلى، اما وقوعا فقد وقعت للنبى و لعيسى بن مريم - على نبينا و آله و عليه الصلاة و السلام -، قال تعالى: (و قولهم انا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم و ان الذين اختلفوا فيه لفى شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن و ما قتلوه يقينا بل رفعه الله اليه و كان الله عزيزا حكيما)،

[الآيتان 157 و 158 من سورة النساء.] و على بن ابى طالب عليه السلام افضل من عيسى عليه السلام كما هو صريح ما جاء فى اقوال العديد من فطاحل علماء الطائفة، و قد مر علينا فى مبحث منزلة الزهراء كلام الكراجكى تلميذ الشيخ المفيد فى ذلك. و على هذا فلا يستبعد ان يخص الله تعالى الفاضل بالمكرمة التى خص بها المفضول، و بالطبع فاننا لسنا هنا - كما اشرنا اليه سابقا - فى صدد اثبات صحة صدور خبر عروج اميرالمؤمنين الى السماء لكى يعترض علينا بضعف سنده او بضعف المستند، بل اننا نريد مناقشة متنه من جهة منافاته مع العقل او عدم منافاته فقط.

ثانيا: ان عليا عليه السلام هو نفس النبى صلى الله عليه و آله بحكم آية المباهلة باتفاق الشيعة الامامية قاطبة، و من غير البعيد على الله ان يخصه بمثل هذه الكرامة، فاذا لم يكن العروج للنبى صلى الله عليه و آله الى السماء غير معقول فلم لا يكون كذلك بالنسبة لاميرالمؤمنين عليه السلام؟!

ثالثا: اعتبار مثل هذه المعجزات و الكرامات من اللامعقول سيجعلنا نرفض معظم ما جاء من معاجز الانبياء عليهم السلام ايضا بنفس هذه الحجة.

و الذى يظهر لنا ان منشا هذه الآراء الباطلة لفضل الله هو عدم قدرته على استيعاب و فهم و تحديد المعقول من اللامعقول؛ اذ ان المقام مما لا مجال لانكار امكانه عقلا، و الامكان العادى ليس هو المناط؛ لان المقام هو مقام المعجزة التى كانت خارقة للامكان العادى.

الشيخ المفيد يرد على الاعتراض


و افضل جواب لمثل هذه التخرصات هو ايكالها الى ما ذكره الشيخ المفيد (رضوان الله تعالى عليه) فى مواضع عديدة من كتاب الارشاد ضمن ما اورده من معجزات اميرالمؤمنين عليه السلام، و نحن ننقله كاملا - مع ما فيه من الاطالته - لما فيه من الجواب القاطع الذى يميز الحق من الباطل، لتكون الحجة تامة بعد ذلك على من جانب الحق، «و انه لعالم بمنابت القصيص».

قال فى الفصل الذى عقده لمعجزة قتاله مع الجن:

«و من ذلك ما تظاهر به الخبر من بعثه رسول الله صلى الله عليه و آله الى وادى الجن. و قد اخبره جبرائيل عليه السلام ان طوائف منهم قد اجتمعوا لكيده، فاغنى عن رسول الله صلى الله عليه و آله و كفى الله المؤمنين به كيدهم و دفعهم عن المسلمين بقوته التى بان بها عن جماعتهم.

فروى محمد بن ابى السرى التميمى، عن احمد بن الفرج، عن الحسن بن موسى النهدى، عن ابيه، عن وبره بن الحارث، عن ابن عباس (رحمه الله)، قال:

«لما خرج النبى صلى الله عليه و آله الى بنى المصطلق جنب عن الطريق فادركه الليل فنزل بقرب واد وعر، فلما كان فى آخر الليل هبط عليه جبرائيل عليه السلام يخبره ان طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادى يريدون كيده صلى الله عليه و آله و ايقاع الشر باصحابه عند سلوكهم اياه، فدعى اميرالمؤمنين عليه السلام فقال له:اذهب الى هذا الوادى فسيعرض لك من اعداء الله الجن من يريدك فادفعه بالقوة التى اعطاك الله عز و جل اياها، و تحصن منهم باسماء الله عز و جل التى خصك بها و بعلمها، و انفذ معه مائة رجل من اخلاط الناس و قال لهم: كونوا معه و امتثلوا امره، فتوجه اميرالمؤمنين عليه السلام الى الوادى، فلما قرب من شفيره امر المائة الذين صحبوه ان يقفوا بقرب الشفير و لا يحدثوا شيئا حتى يؤذن لهم، ثم تقدم فوقف على شفير الوادى و تعوذ بالله من اعدائه و سمى الله عز اسمه و اوما الى القوم الذين اتبعوه ان يقربوا منه فقربوا، و كان بينهم و بينه فرجة مسافتها غلوة.

ثم رام الهبوط الى الوادى فاعترضت ريح عاصف كاد ان يقع القوم على وجوههم لشدتها و لم تثبت اقدامهم على الارض من هول الخصم و من هول ما لحقهم، فصاح اميرالمؤمنين عليه السلام: انا على بن ابى طالب بن عبدالمطلب وصى رسول الله صلى الله عليه و آله و ابن عمه انثبتوا ان شئتم. فظهر للقوم اشخاص على صور الزط يخيل فى ايديهم شعل

النيران قد اطمانوا بجنبات الوادى، فتوغل اميرالمؤمنين عليه السلام بطن الوادى و هو يتلو القرآن و يؤمى بسيفه يمينا و شمالا فما لبث الاشخاص حتى صارت كالدخان الاسود، و كبر اميرالمؤمنين عليه السلام ثم صعد من حيث انهبط فقام مع القوم الذين اتبعوه حتى اسفر الموضع عما اعتراه، فقال له اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله: ما لقيت يا ابا الحسن فلقد كدنا نهلك خوفا و اشفقنا عليك اكثر مما لحقنا، فقال عليه السلام لهم: انه لما ترائى لى العدو جهرت فيهم باسماء الله تعالى فتضاءلوا، و علمت ما حل بهم من الجزع فتوغلت الوادى غير خايف منهم، و لو بقوا على هيئاتهم لاتيت على آخرهم، و قد كفى الله كيدهم و كفى المسلمين شرهم و ستسبقنى بقيتهم الى رسول الله صلى الله عليه و آله يؤمنون به، و انصرف اميرالمؤمنين عليه السلام بمن معه الى رسول الله صلى الله عليه و آله و اخبره الخبر فسرى عنه و دعا له بخير، و قال له: كيف قد سبقك يا على الى من اخافه الله بك فاسلم و قبلت اسلامه، ثم ارتحل بجماعة المسلمين حتى قطعوا الوادى آمنين غير خائفين.

و هذا الحديث قد روته العامة كما روته الخاصة و لم يتناكروا شيئا منه.

و المعتزلة لميلها الى مذهب البراهمة تدفعه و لبعدها من معرفة الاخبار تنكره، و هى سالكة فى ذلك طريق الزنادقة فيما طعنت به فى القرآن و ما تضمنه من اخبار الجن و ايمانهم بالله و رسوله و ما قص الله من نباهم فى القرآن فى سورة الجن، و قولهم (انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى الى الرشد فآمنا به) الى آخر ما تضمنه الخبر عنهم فى هذه السورة، و اذا بطل اعتراض الزنادقة فى ذلك بتجويز العقول وجود الجن و امكان تكليفهم و ثبوت ذلك مع اعجاز القرآن و الاعجوبة الباهرة فيه كان مثل ذلك ظهور بطلان طعون المعتزلة فى الخبر الذى رويناه لعدم استحالة مضمونه فى العقول، و فى مجيئه من طريقين مختلفين و برواية فريقين فى دلالته متباينين برهان صحته، و ليس فى انكار من عدل عن الانصاف فى النظر من المعتزلة و المجبرة قدح فيما ذكرناه من وجوب العمل عليه، كما انه ليس فى جحد الملاحدة و اصناف الزنادقة و اليهود و النصارى و المجوس و الصابئين ما جاء صحته من الاخبار بمعجزات النبى صلى الله عليه و آله كانشقاق القمر و حنين الجذع و تسبيح الحصى فى كفه و شكوى البعير و كلام الذراع و مجى ء الشجرة و خروج الماء من بين اصابعه فى الميضاة و اطعام الخلق الكثير من الطعام القليل قدح فى صحتها و صدق رواتها و ثبوت الحجد بها بل الشبهة لهم فى دفع ذلك و ان ضعفت اقوى من شبهة منكرى معجزات اميرالمؤمنين عليه السلام و براهينه لما لا خفاء على اهل الاعتبار به مما لا حاجة بنا الى شرح وجوهه فى هذا المكان...» الخ.

الى ان يقول الشيخ المفيد (قدس سره):

«و لا ازال اجد الجاهل من الناصبة و المعاند يظهر التعجب من الخبر بملاقاة اميرالمؤمنين عليه السلام الجن و كفه شرهم عن النبى صلى الله عليه و آله و اصحابه، و يتضاحك لذلك و ينسب الرواية الى الخرافات الباطلة، و يضع مثل ذلك فى الاخبار الواردة بسوى ذلك من

معجزاته عليه السلام و يقول انها من موضوعات الشيعة، و تخرص من افتراه منهم للتكسب بذلك او التعصب، و هذا بعينه مقال الزنادقة كافة و اعداء الاسلام فيما نطق به القرآن من خبر الجن و اسلامهم فى قوله (انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى الى الرشد)، و فيما ثبت به الخبر عن ابن مسعود فى قصة ليلة الجن و مشاهدته لهم كالزط، و فى غير ذلك من معجزات الرسول صلى الله عليه و آله، و انهم يظهرون التعجب من جميع ذلك و يتضاحكون عند سماع الخبر به و الاحتجاج بصحته، و يستهزئون و يلغطون فيما يسرفون به من سب الاسلام و اهله و استحماق معتقديه و الناصرين له و نسبتهم اياهم الى العجز و الجهل و وضع الاباطيل، فلينظر القوم ما جنوه على الاسلام بعداوتهم لاميرالمؤمنين عليه السلام و اعتمادهم فى دفع فضائله و مناقبه و آياته على ما ضاهوا به اصناف الزنادقة و الكفار مما يخرج عن طريق الحجاج الى ابواب الشغب و المسافهات، و بالله نستعين».

[الارشاد: ص 178- 181.]

و قال الشيخ الفيد (رضوان الله عليه) ضمن عدة فصول اوردها بتحدث اميرالمؤمنين عليه السلام مع الحيتان و الثعبان: «و من ذلك ما رواه نقلة الآثار و اشتهر فى اهل الكوفة لاستفاضته بينهم و انتشر الخبر به الى من عداهم من اهل البلاد فاثبته العلماء من كلام الحيتان له فى فرات الكوفة. و ذلك انهم رووا ان الماء طغى فى الفرات وزاد حتى اشفق اهل الكوفة من الغرق، ففزعوا الى اميرالمؤمنين عليه السلام، فركب بغلة رسول الله صلى الله عليه و آله و خرج و الناس معه حتى اتى شاطى الفرات، فنزل عليه السلام فاسبغ الوضوء و صلى منفردا بنفسه و الناس يرونه، ثم دعى الله بدعوات سمعها اكثرهم، ثم تقدم الى الفرات متوكئا على قضيب بيده حتى ضرب به صفحة الماء و قال: انقص باذن الله و مشيته، فغاض الماء حتى بدت الحيتان فى قعره، فنطق كثير منها بالسلام عليه بامره المؤمنين و لم ينطق منها اصناف من السمك و هى الجرى و المارماهى و المزمار، فتعجب الناس لذلك و سالوا عن علة نطق ما نطق وصمت ما صمت، فقال: انطق الله لى ما طهر من السمك و اصمت عنى ما حرمه و نجسه و بعده. و هذا خبر مستفيض شهرته بالنقل و الرواية كشهرة كلام الذئب للنبى صلى الله عليه و آله و تسبيح الحصى فى كفه و حنين الجذع اليه و اطعام الخلق الكثير من الزاد القليل، و من رام طعنا فيه فهو لا يجد من الشبهة فى ذلك الا ما يتعلق به الطاعنون فيما عددناه من معجزات النبى صلى الله عليه و آله.

فصل: و قد روى حملة الآثار و رواة الاخبار ايضا من حديث الثعبان و الآية فيه و الاعجوبة مثل ما رووه من حديث كلام الحيتان و نقص ماء الفرات.

فرووا ان اميرالمؤمنين عليه السلام كان ذات يوم يخطب على منبر الكوفة اذ ظهر ثعبان من جانب المنبر و جعل يرقى حتى دنى من اميرالمؤمنين عليه السلام، فارتاع الناس لذلك و هموا بقصده و دفعه عن اميرالمؤمنين عليه السلام فاوما اليهم بالكف عنه، فلما صار على المرقاة التى عليها اميرالمؤمنين عليه السلام قائم انحنى الى الثعبان و تطاول الثعبان اليه حتى التقم اذنه،

و سكت الناس و تحيروا لذلك، فنق نقيقا سمعه كثير منهم، ثم انه زال عن مكانه و اميرالمؤمنين عليه السلام يحرك شفتيه و الثعبان كالمصغى اليه، ثم انساب و كان الارض ابتلعته و عاد اميرالمؤمنين عليه السلام الى خطبته فتممها، فلما فرغ منها و نزل اجتمع الناس اليه يسالونه عن حال الثعبان و الاعجوبة فيه، فقال لهم: ليس ذلك كما ظننتم، انما هو حاكم من حكام الجن التبست عليه قضية فصار الى يستفهمنى عنها فافهمته اياها، و دعى لى بخير و انصرف.

فصل: و ربما استبعد جهال من الناس ظهور الجن فى صور الحيوان الذى ليس بناطق و ذلك معروف عند العرب قبل البعثة و بعدها و قد تناصرت به الاخبار من اهل الاسلام، و ليس ذلك بابعد مما اجتمع عليه اهل القبلة من ظهور ابليس لاهل دار الندوة فى صورة شيخ من اهل نجد و اجتماعه معهم فى الراى على المكر برسول الله صلى الله عليه و آله، و ظهوره يوم بدر للمشركين فى صورة سراقة بن جعشم المدلجى، و قوله: (لا غالب لكم اليوم من الناس و انى جار لكم)، قال الله عز و جل: (فلما ترائت الفئتان نكص على عقبيه و قال انى برى ء منكم انى ارى ما لا ترون انى اخاف الله و الله شديد العقاب). و كل من رام الطعن فى ما ذكرناه من هذه الآيات فانما يقول فى ذلك على مثال قول الملحدة و اصناف الكفار من مخالفى الملة و يطعن فيها بمثل ما طعنوا فى آيات النبى صلى الله عليه و آله، و كلهم راجعون الى طعون البراهمة و الزنادقة فى آيات الرسل عليهم السلام و الحجة عليهم فى ثبوت النبوة و صحة المعجز لرسل الله صلى الله عليهم و سلم».

[الارشاد: ص 183- 184.]

«و قد قطعت جهيزة قول كل خطيب»، فقد وضع الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) بما ذكره النقاط على الحروف، و حدد الخانة و الموقع الذى تنطلق منه شبهة فضل الله، فهى تتفق فى مضمونها مع شبهات الملاحدة و البراهمة، و نحن و ان لم نقطع بانها صدرت عن نصب و عمد لابطال فضائل اميرالمؤمنين عليه السلام، و لكنها صدرت عن الجهل بلا شك، و من جهال الناس على حد تعبير الشيخ المفيد.

ابن حجر و معجزة رد الشمس:


ان تناول المعجزات من جهة منافاتها مع العقل بالمنظور الذى ينظر اليه فضل الله لن يبقى لنا حتى المعجزات التى اقر بها غيرنا من اهل العامة، فها هو ابن حجر العسقلانى يقول حول معجزة رد الشمس لاميرالمؤمنين عليه السلام: «روى الطحاوى و الطبرانى فى الكبير و الحاكم البيهقى فى الدلائل عن اسماء بنت عميس: انه دعا- اى النبى صلى الله عليه و آله- لما نام على ركبة على ففاتته صلاة العصر فردت الشمس حتى صلى على ثم غربت، و هذا ابلغ فى المعجزة، و قد اخطا ابن الجوزى بايراده له فى الموضوعات، و هكذا ابن تيمية فى كتاب الرد على الروافض فى زعم وضعه، و الله اعلم».

[فتح البارى: ج 6، ص 168، عنه الغدير: ج 3، ص 132.]

و لا اظن ان معجزة رد الشمس على المستوى الكونى هى باقل من معجزة معراج اميرالمؤمنين عليه السلام و لقائه الجن و...، و مع ذلك فقد اقر بها امثال ابن حجر الذى نذر نفسه لمحاربة مذهب الحق!

انذار من الامام الباقر و الصادق الى...!


ان قصور بعض العقول- خصوصا اذا زعم اصحابها انهم من اهل العلم- عن ادراك و استيعاب بعض الاحاديث لا يجيز لها ان تنفيها بحجة عدم معقوليتها، بل لابد ان ترد امرها الى اهلها، و ان الحديث الذى رواه صاحب بصائر الدرجات لهو اكبر انذار و حجة على اولئك الذين يردون الاحاديث و يكذبونها من غير روية و لا علم.

فقد روى الصفار بسند صحيح عن احمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن ابى عبيدة الحذاء، عن ابى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: «اما و الله ان احب اصحابى الى اورعهم و افقههم و اكتمهم بحديثنا، و ان اسواهم عندى حالا و امقتهم الى الذى اذا سمع الحديث ينسب الينا و يروى عنا فلم يعقله و لم يقبله اشماز منه و جحده و كفر بم دان به، و هو لا يدرى لعل الحديث من عندنا خرج و الينا اسند فيكون بذلك خارجا من ولايتنا».

[بصائر الدرجات: ص 557، ح 1، الجزء العاشر، باب 22.]

و روى البرقى بسند صحيح عن محمد بن اسماعيل، عن جعفر بن بشير، عن ابى بصير، عن احداهما عليهماالسلام قال: «لا تكذبوا الحديث اذا اتاكم به مرجى و لا قدرى و لا حرورى ينسبه الينا، فانكم لا تدرون لعله شى ء من الحق فيكذب الله فوق عرشه».

[المحاسن: ص 30، ح 175، كتاب مصابيح الظلم، باب خذ الحق ممن عنده و لا تنظر الى عمله. و رواه الصفار عن البرقى فى بصائر الدرجات: ص 558، ح 5.]

و روى الصفار باسناده الى سفيان بن السمط قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام:«جعلت فداك، ان الرجل لياتينا من قبلك فيخبرنا عنك بالعظيم من الامر فيضيق بذلك صدورنا حتى نكذبه، قال: فقال ابوعبدالله عليه السلام: اليس عنى يحدثكم، قال: قلت: بلى، قال: فيقول لليل انه نهار و للنهار انه ليل، قال: فقلت: لا، قال: فقال: رده الينا، فانك ان كذبت فانما تكذبنا».

[بصائر الدرجات: ص 557، ح 3، عنه مرآة العقول: ج 4، ص 314.]

و قال العلامة المجلسى تعليقا على قصة النبى موسى و الخضر عليهماالسلام المذكورة فى القرآن: «فى هذه القصة تنبيه لمن عقل و تفكر للتسليم فى كل ما روى من اقوال اهل البيت عليهم السلام و افعالهم مما لا يوافق عقول عامة الخلق، و تاباه افهامهم، و عدم المبادرة الى ردها و انكارها».

[سفينة البحار: ج 1، ص 130.] جدير بالذكر ان العلامة المجلسى عقد فى بحار الأنوار بابا تحت عنوان: «اراءته عليه السلام ملكوت السماوات و الارض و عروجه الى السماء» ذكر فيه عدة احاديث غير ما اورده الشيخ المفيد عن ابن مسعود فى الاختصاص.

[راجع البحار: ج 39، ص 158.]

و ماذا عن جلوس الله على عرشه!


اما ما ذكره البعض من ان: «و فى الكتاب (اى فى الاختصاص) احاديث ربما تكون- من وجوه كثيرة- بغيرنا اشبه، و لحالهم اليق، و بنحلتهم اعلق، منها الحديث المروى عن جابر بن يزيد عن ابى جعفر عليه السلام فى قول الله تبارك و تعالى (عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا) قال: يجلسه الله العرش معه. و هذا من الحديث المتشابه الذى لا يحيط به فهمى»،

[حجة الشيعة الكبرى المفيد بين الغلاوة و اهل الخلاف: ص 114.] ففيه:

اولا: انه على فرض بطلان الحديث و عدم وجود وجه للتاويل فان ذلك لا يضر فى صحد نسبة الكتاب، و قد اشرنا سابقا الى كلام السيد الخوئى (قدس سره) بخصوص ما اورد على كتاب سليم بن قيس من اشكال مشابه.

اما ثانيا: فان نظائر هذا الحديث كثيرة فى كتبنا، و هى لا تنافى ما عليه اجماع الامامية من انه سبحانه و تعالى منزه عن الجسمية و لا يقبل شيئا من لوازمها كالحركة و الحيز و غير ذلك، و كل ما جاء فى القرآن او الاحاديث فهو محمول على غير ظاهره بناء على راى المعتزلة المؤولة او محمول على ظاهره باعتبار المفهوم الماخوذ من مجموع الجملة او كما يسمى ب«الاجراء بالمفهوم التصديقى لا التصورى» كما هو الحق.

يقول الشيخ السبحانى فى توضيح هذا الراى: «و حقيقة هذه النظرية انه يجب الامعان فى مفهوم الآية و مرماها و مفادها التصديقى (لا التصورى) ثم توصيفه سبحانه بالمعنى الجملى المفهوم منها من دون اثبات المعنى الحرفى للصفات و لا تاويلها.

توضيحه: ان للمفردات حكما و ظهورا عند الافراد، و للجمل المركبة من المفردات ظهورا آخر. و قد يتحد الظهوران و قد يتخالفان. فلا شك انك اذا قلت (اسد)، فانه يتبادر منه الحيوان المفترس. كما انك اذا قلت (رايت اسدا فى الغابة) يتبادر من الجملة نفس ما تبادر من المفرد. و اما اذا قلت (رايت اسدا يرمى) فان المتبادر من الاسد فى كلامك غير المتبادر منه حرفيا و انفرادا و هو الحيوان المفترس بل يكون حمله عليه، حملا على خلاف الظاهر. و اما حمله و تفسيره بالبطل الرامى عند القتال فهو تفسير للجملة بظاهرها من دون تصرف و تاويل. و لو سمع عربى صميم قول الشاعر:






لدى اسد شاك السلاح مجرب له لبد، اظفاره لم تقلم

فلا يشك فى ان المراد من الاسد هو البطل المقدام المقتحم لجبهات القتال لا الحيوان المفترس. و كذا لو سمع قول القائل:






اسد على و فى الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر

لا يتردد فى نفسه بان المراد هو الانسان المتظاهر بالشجاعة امام الضعفاء، الخائف المدبر عند لقاء الابطال. فلا يصح لنا ان نتهم من يفسر البيتين بالانسان الشجاع او




المتظاهر به، بانه من المؤولة. بل هو من المثبتين للمعنى من دون تاويل و لا تحوير. فالواجب علينا هو الوقوف على المفاد التصديقى و اثباته لله سبحانه لا الجمود على المعنى الحرفى التصورى، و اثباته او نفيه عن الله سبحانه».

[الالهيات: ص 327
328.

ثم اورد سماحته بعض التطبيقات على هذا الراى و من جملتها مسالة عرش الله و استوائه عليه، فمن شاء فليراجع.

و من جملة الاحاديث التى وردت فى هذا المضمار و تخص محل بحثنا ما رواه الشيخ الطوسى بسند صحيح عن ابى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، قال: حدثنى محمد بن عبدالله بن جعفر الحميرى، عن ابيه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن ابى عمير، عن زيد الشحام، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: «من زار قبر ابى عبدالله عليه السلام يوم عاشوراء عارفابحقه كان كمن زار الله تعالى فى عرشه».

[تهذيب الاخبار]
كتاب المزار- باب فضل زيارة ابى عبدالله عليه السلام: ج 6، ص 51، ح 35.

.

و كذلك ايضا ما رواه عن محمد بن يعقوب الكلينى، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن الخيبرى، عن الحسين بن محمد القمى، عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: «من زار قبر ابى عبدالله عليه السلام بشط فرات كمن زار الله فوق عرشه».

[التهذيب: ج 6، ص 45، ح 13.]

.

قال العلامة المجلسى (رضوان الله عليه) فى شرح هذا الحديث: «قوله عليه السلام «كمن زار الله فوق عرشه» اى عبدالله هناك او لاقى الانبياء و الاوصياء هناك، فان زيارتهم كزيارة الله او يجعل له مرتبة من القرب كمن صعد عرش ملك و زاره ، و قد مر تاويله فى كلام الشيخ ايضا».

[ملاذ الاخيار: ج 9، ص 116.]]

/ 42