حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


و انى كان، و لا اعرف ذلك، لثقته برايه و قلة معرفته بجهالته، فما ينفك مما يرى فيما يلتبس عليه رايه، و مما لا يعرف للجهل مستفيدا، و للحق منكرا، و فى اللجاجة متجريا، و عن طلب العلم مستكبرا».

[بحار الأنوار: ج 74، ص 203، 222.] و كذلك ارتكب «فضل الله» خطا آخر من خلال الاستناد على راى الغير فى تشكيكه و الذى ينشا منه يذهب قائم على التلفيق المبتنى على آراء الآخرين الشاذة او الضعيفة.

الملاحظة الثانية:


«فضل الله» و ان اقر بوجود نصوص كثيرة فى دلائل الامامة للطبرى و تلخيص الشافى للشيخ الطوسى الا انه لم يتطرق الى رايه الحاسم فى قبوله لتلك الروايات، فهو بالاضافة الى انه لم يشر الى مسالة قبوله لسندها او عدم قبوله كما اشار لذلك فى كسر الضلع فقد تطرق الى المسالة على طريقة العرض لا ابداء الراى، و نراه يقول: «فالمسالة بحد ذاتها محل جدل و اختلاف فى بعض جوانبها».

و ارجو ان لا يحملنا البعض على اساءة الظن؛ لان طريقة عرض «فضل الله» التى اشتهرت دائما بوجود مهرب له من كل ادانة و بترتيب خط للتراجع عند الضرورة هى التى دعتنا الى ذلك، فقد عرف بعبارات «و ربما... و هنا راى... و هناك راى... و قد يرى البعض...» و غيرها من العبارات التى يثير من خلالها الموضوع وفق الاتجاه الذى يستحسنه من غير ان يبت فيه براى حاسم، و لذا نراه فى الجواب الخامس بعد ذكر مسالة حصول الخلاف حول الاكتفاء بالتهديد لاحراق الدار ام تنفيذ التهديد و غير ذلك من الظلم يقول: «و لست انا فى وارد البحث الآن حول كل هذه التفاصيل، لانه ليس هناك مشكلة حتى يغوص الانسان فى هذه القضايا...»، بل انه بعد كل ما قاله المدافعون عنه حول تغير موقفه قال فى الشريط المسجل: «و لذلك المحكى باننا اعتذرنا، فى الواقع لم يكن هذا اعتذارا! و لكنه كان مواجهة للحملة الظالمة التى كادت ان تتحول الى فتنة فى قم، و طلب منى الكثيرون من الفضلاء ان اتحتدث بطريقة (!) تمنع الآخرين من اثارة الفتنة الغوغائية التى حدثت من اكثر من جانب، و التى استفادت منها المخابرات الاقليمية و الدولية، لذلك تحدثت بطريقة ليس فى اعتذار، و لكنه فيها تخفيف من طبيعة الموضوع، و انا ليست القضية من المهمات التى تهمنى».

و فى الشريط الاخير حسم الامر حيث قال: «و المسالة انه انا ما كان عندى، يعنى ما عندى ضرورة لتحقيقها و ما حققتها و ما استطيع ان قول فيه هناك او لا».

الملاحظة الثالثة:


طرح «فضل الله» مسالة اسقاط الجنين على انها مسالة قابل للجدل؛ لان الشيخ المفيد تحفظ فى هذا الامر، و لذا نراه يوعز جوابه باحتمال سقوط الجنين بشكل طارى الى راى الشيخ المفيد.

قال الشيخ المفيد فى الارشاد ضمن تعرضه لاولاد اميرالمؤمنين عليه السلام ما يلى: «و فى الشيعة من ذكر ان فاطمه صلوات الله عليها اسقطت بعد النبى صلى الله عليه و آله ذكرا كان سماه رسول الله و هو حمل محسنا، فعلى قول هذه الطائفة اولاد اميرالمؤمنين عليه الصلاة و السلام ثمانية و عشرون ولدا، و الله اعلم و احكم».

[الارشاد: ص 186.]

و قد اضاف «فضل الله» خطا آخر الى سجل اخطائه السابقة بهذا الايعاز؛ لان الشيخ المفيد (رضوان الله تعالى عليه) تطرق فى كتابه الارشاد الى اصل وجود السقط الشهيد محسن عليه السلام بينما كان جواب «فضل الله» هو فى كيفية اسقاط محسن، هل كان بفعل القوم ام بشكل طبيعى طارى، و هذا يعنى الاقرار باصل وجوده مما يعنى انه لا يصح جعل راى الشيخ المفيد منطلقا لتشكيكه. بالطبع هذا ان لم نذهب الى امكانية توجيه كلام الشيخ المفيد بوجه مقبول كما سياتى لاحقا.

و من هنا يعلم وجه المغالطة و التهافت بين قول «فضل الله» فى جوابه الخامس: «ان الشيخ المفيد رضوان الله عليه و هو من علمائنا الكبار و هو اول من تحفظ على اصل مسالة اسقاط جنين الزهراء عليهاالسلام» و بين قوله فى جوابه السادس: «كما ان الشيخ المفيد (رحمه الله) فى كتاب الارشاد يشكك فى وجوه المحسن»، ففرق كبير بين التشكيك فى الاسقاط و التشكيك فى اصل الوجود؟

الملاحظة الرابعة:


جاء ذكر السقط الشهيد محسن عليه السلام فى كثير من كتب الحديث و التاريخ، بشكل يجعل المرء يقطع بوجوده بل و السبب فى اسقاطه. اما ما جاء فى مصادرنا الشيعية، فمن الاحاديث المسندة التى وردت فى هذا المجال ما يلى:

1- ما ذكره على بن ابراهيم القمى (المتوفى بحدود سنة 307 ه) عن ابيه، عن سليمان الديلمى، عن ابى بصير، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: «اذا كان يوم القيامة يدعى محمد صلى الله عليه و آله فيكسى حلة وردية ثم يقام على يمين العرش... ثم ينادى مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة و الافق الاعلى: نعم الاب ابوك يا محمد و هو ابراهيم، و نعم الاخ اخوك و هو على بن ابى طالب عليه السلام، و نعم السبطان سبطاك و هما الحسن و الحسين، و نعم الجنين جنينك و هو محسن...».

[تفسير القمى: ج 1، ص 128.]

2- ما ذكره محمد بن يعقوب بن اسحاق الكلينى (المتوفى سنة 329 ه) فى كتابه العقيقة من الكافى باب الاسماء و الكنى، الحديث الثانى: عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن ابى بصير، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: حدثنى ابى، عن جدى، قال: قال اميرالمؤمنين عليه السلام: «سموا اولادكم قبل ان يولدوا فان لم تدروا اذكر ام انثى فسموهم بالاسماء التى

تكون للذكر و الانثى فان اسقاطكم اذا لقوكم يوم القيامة و لم تسموهم يقول السقط لابيه الا سميتنى، و قد سمى رسول الله صلى الله عليه و آله محسنا قبل ان يولد».

[الكافى: ج 6، ص 18.] و سند الرواية صحيح.

3- ما ذكره الحسين بن حمدان الخصيبى (المتوفى سنة 334 ه) فى الهداية الكبرى ، عن محمد بن اسماعيل، و على بن عبدالله الحسنيين، عن ابى شعيب محمد بن نصير، عن ابى الفرات، عن محمد بن الفضل قال: سالت سيدى اباعبدالله الصادق عليه السلام...، و يبدو ان هناك حذفا لاسم المفضل بن عمر؛ لان الرواية نفسها تنقل بعد ذلك الحوار بين المفضل و الامام الصادق، و هذا ما اثبته المجلسى فى كتابه البحار،

[راجع بحار الأنوار: ج 53، ص 1.] على ان هناك فروقا بسيطة بين ما اثبته المجلسى و ما جاء فى الهداية الكبرى. و الرواية طويلة تتحدث عن ظهور الامام المهدى و كيفيته الى ان تذكر ما يكون من امر الرجعة و شكوى الزهراء عليهاالسلام للنبى محمد صلى الله عليه و آله لما نالها من الظلم، و من جملة تلك الشكاوى: «و ادخال قنفذ لعنه الله يده يروم فتح الباب و ضرب عمر لها بسوط ابى بكر على عضدها حتى صار كالدملج الاسود المحترق، و انينها من ذلك و بكائها، و ركل عمر الباب برجله حتى اصاب بطنها و هى حاملة بمحسن بستة اشهر و اسقاطها، و صرختها عند رجوع الباب و هجوم عمر و قنفذ و خالد، و صفقة عمر على خدها حتى ابرى قرطها تحت خمارها فانتثر، و هى تجهر بالبكاء و تقول يا ابتاه يا رسول الله ابنتك فاطمه تضرب و يقتل جنين فى بطنها و تصفق».

و تنقل الرواية فى مقطع آخر منها: «و ياتى محسن مخضبا بدمه تحمله خديجة ابنة خويلد و فاطمه بنت اسد و هما جدتاه و جمانة عمته ابنة ابى طالب و اسماء بنت عميس صارخات و ايديهن على خدودهن و نواصيهن منتشرة و الملائكة تسترهن باجنحتها... ثم قال المفضل: يا ابن رسول الله ان يومكم فى القصاص لاعظم من يوم محنتكم، فقال له الصادق عليه السلام: و لا يوم كيوم محنتنا بكربلا و ان كان كيوم السقيفة و احراق الباب على اميرالمؤمنين و فاطمه و الحسن و الحسين و زينب و ام كلثوم و فضة و قتل محسن بالرفسة لاعظم و امر».

[الهداية الكبرى: ص 407- 417.]

4- ما رواه الشيخ الصدوق ابوجعفر محمد بن على بن بابويه (المتوفى سنة 381 ه) فى كتابيه الامالى و الخصال، فقد روى فى الامالى عن على بن احمد بن موسى الدقاق، قال حدثنا محمد بن ابى عبدالله الكوفى، قال حدثنا موسى بن عمران النخعى، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلى، عن الحسن بن على بن ابى حمزة، عن ابيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ان رسول الله صلى الله عليه و آله...، و الخبر طويل

يتحدث فيه الرسول عما يجرى على اهل بيته من الظلم، و جاء فى الخبر: «كانى بها و قد دخل الذل بيتها و انتهكت حرمتها و غصبت حقها و منعت ارثها و كسر جنبها و اسقطت جنينها و هى تنادى يا محمداه فلا تجاب و تستغيث فلا تغاث...، فاقول عند ذلك: اللهم العن من ظلمها و عاقب من غصبها و اذل من اذلها، و خلد فى نارك من ضرب جنينها حتى القت ولدها، فتقول الملائكة عند ذلك: آمين».

[الامالى: ص 100.]

و كذلك روى الصدوق فى كتابه الخصال بسند صحيح عن ابيه، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، قال: حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد اليقطينى، عن القسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن ابى بصير و محمد بن مسلم، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: حدثنى ابى، عن جدى، عن آبائه عليهم السلام: «ان اميرالمؤمنين عليه السلام علم اصحابه فى مجلس واحد اربع مائة باب مما يصلح فى دينه و دنياه، و جاء فى الحديث ضمن النصائح: «سموا اولادكم، فان لم تدروا اذكر هم ام انثى فسموهم بالاسماء التى تكون للذكر و الانثى، فان اسقاطكم اذا لقوكم فى القيامة و لم تسموهم يقول السقط لابيه: الا سميتنى، و قد سمى رسول الله صلى الله عليه و آله محسنا قبل ان يولد».

[الخصال: ص 634.]

5- ما ذكره جعفر بن محمد بن قولويه (المتوفى سنة 367 ه) فى روايتين من باب نوادر الزيارات من كتابه كامل الزيارات، فقد روى الرواية الاولى عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميرى، عن ابيه، عن على بن محمد بن سلمان، عن محمد بين خالد، عن عبدالله بن حماد البصرى، عن عبدالله الاصم، عن عبدالله بن بكر الارجانى قال: صحبت اباعبدالله عليه السلام فى طريق مكة...، و جاء فى الرواية عن الامام الصادق عليه السلام عبارة: «و قاتل اميرالمؤمنين و قاتل فاطمه و محسن و قاتل الحسن و الحسين عليهم السلام».

[كامل الزيارات: الباب 108، ص 326- 327، ح 2 ط المرتضوية، ص 541 ط مؤسسة نشر الثقافة.]

اما الرواية الثانية فيرويها بنفس الاسناد الى عبدالله الاصم الذى يسندها الى حماد بن عثمان عن ابى عبدالله عليه السلام، و الرواية تحكى بعض ما اوحى الى النبى صلى الله عليه و آله لما اسرى به الى السماء مما سيجرى عليه و على اهل بيته، و جاء فى هذه الرواية: «و اما ابنتك فتظلم و تحرم و يؤخذ حقها غصبا الذى تجعله لها و تضرب و هى حامل و يدخل عليها و على حريمها و منزلها بغير اذن ثم يمسها هوان و ذل ثم لا تجد مانعا و تطرح ما فى بطنها من الضرب و تموت من ذلك الضرب»، و جاء فى مقطع آخر من الرواية: «و اول من يحكم فيهم محسن بن على عليهماالسلام فى قاتله ثم فى قنفذ فيؤتيان هو و صاحبه فيضربان بسياط من نار».

[كامل الزيارات: الباب 108، ص 332- 334، ح 11 ط المرتضوية، ص 548 و 551 ط مؤسسة نشر الثقافة.]

6- ما رواه محمد بن جرير بن رستم الطبرى الذى عاش فى القرن الرابع فى كتابه دلائل الامامة عن ابراهيم بن احمد الطبرى قال: اخبرنا القاضى ابوالحسين على بن عمر بن الحسن بن على بن مالك السيارى، قال: اخبرنا محمد بن زكريا الغلابى قال: حدثنى جعفر بن محمد بن عمارة الكندى، قال: حدثنى ابى، عن جابر الجعفى، عن ابى جعفر محمد بن على بن الحسين عليهم السلام، عن ابيه، عن جده، عن محمد بن عمار بن ياسر قال: سمعت ابى يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول لعلى يوم زوج فاطمه: «يا على...، قال- اى عمار بن ياسر-: و حملت بالحسن فلما رزقته حملت بعد اربعين يوما بالحسين، ثم رزقت زينب و ام كلثوم، و حملت بمحسن فلما قبض رسول الله صلى الله عليه و آله و جرى ما جرى فى يوم دخول القوم عليها دارها و اخراج ابن عمها اميرالمؤمنين و ما لحقها من الرجل اسقطت به ولدا تماما و كان ذلك اصل مرضها و وفاتها صلوات الله عليها».

[دلائل الامامة: ص 104، ح 35.] و روى الطبرى فى كتابه عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبرى، عن ابيه، عن محمد بن همام بن سهيل، عن احمد بن محمد بن البرقى، عن احمد بن محمد الاشعرى القمى، عن عبدالرحمن بن ابى نجران، عن عبدالله بن سنان، عن ابن مسكان، عن ابى بصير، عن ابى عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام قال: «... و كان سبب وفاتها ان قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بامره و اسقطت محسنا و مرضت من ذلك مرضا شديدا».

[دلائل الامامة: ص 134، ح 43، عنه بحار الأنوار: ج 43، ص 170، ح 11.]

سكت ألفا و نطق خلفا:


و هذه هى الرواية التى اشار الميرزا التبريزى الى ان سندها معتبر، و من قبله اكد الشيخ المامقانى على ان سندها قوى.

[مرآة الكمال: ج 3، ص 267.] و لكن «فضل الله» علق على هذه الرواية بان سندها غير معتبر لوجود محمد بن سنان فيها! و ليس فى هذا اى غرابة، فالتخبط و عدم التدقيق و عدم الرجوع الى المصادر الاصلية قد اصبح عادة لازمة ل«فضل الله»، فقد اكتفى بمراجعة رواية البحار و لم يكلف نفسه عناء مراجعة نص الرواية من مصدرها الاصلى اى كتاب دلائل الامامة، فحكم بان الراوى هو محمد بن سنان، و هو «غير موثق عندنا و عند سيدنا الاستاذ السيد الخوئى»! رغم ان سند الرواية فى دلائل الامامة صريح فى ذكر اسم عبدالله بن سنان الثقة، و العلامة المجلسى لوضوح الامر احيانا او للاختصار تارة اخرى لا يذكر الاسم الاول للراوى فيقول «ابن سنان» بدلا من قول «عبدالله بن سنان»، و «فضل الله» لعدم معرفته بالاسانيد و عدم قدرته على التمييز بين الرواة حكم بان المراد هو محمد بن سنان! «و مورد الجهل و بى المنهل».

[و من امثلة تخبطه الاخرى ما ذكره فى مجلة الموسم، ففى السؤال 1118 حول عمر الامام المهدى (عجل الله تعالى فرجه) بعد ظهوره الشريف جاء ما يلى: سيدنا ما هو رايكم فى الروايات مثلا تقول يعيش 40 او 7 سنوات؟ فكان الجواب: كذب الوقاتون!!! و من يقرا الروايات الناهية عن التوقيت يعلم ان موردها هو النهى عن تحديد سنة ظهوره، اما مدة عمره بعد ظهوره فهى غير مشمولة بالنهى، و يمكن للباحث ان يعطى رايه فيها بعد التتبع فى الروايات و دراستها بدقة، و قد اختلفت الروايات فى مصادر الفريقين فى بيان مدة ملكه بعد ظهوره الشريف، و لمن يحب معرفة المزيد بهذا الخصوص فليراجع كتاب المهدى الموعود المنتظر: ج 1، ص 316- 321، و تاريخ ما بعد الظهور: ص 620- 633.]

علاوة على ذلك فانه على فرض عدم وجود اى قرينة تحدد المراد من ابن سنان فانه لا يصح حمله- و كما فعل «فضل الله»- على محمد بن سنان، بل يكون دائرا بين عبدالله بن سنان و محمد بن سنان فتكون الرواية ضعيفة من جهة الاشتراك بين الثقة و غير الثقة.

[و لا يقال هنا: ان السيد الخوئى (قدس سره) يقول فى بيان المقصود من «ابن سنان» عند الاطلاق:

«ابن سنان قد يطلق عن عبدالله بن سنان، و قد يطلق على محمد بن سنان، و التمييز بينهما انما يكون بملاحظة الطبقة، فما كان فى هذه الروايات عن الباقر او عن الصادق، او من كان فى طبقتهما، فالمراد به عبدالله بن سنان. كما ان من كان فيها عن ابى الحسن الرضا، و من بعده فهو محمد بن سنان. و ما كان عن ابى الحسن موسى عليه السلام و من فى طبقته فهو مشترك فيه، و قد يتعين كذلك بالراوى، فان كان الراوى لم يدرك اباالحسن عليه السلام و كان متاخرا عنه، فالمراد بابن سنان فى ذلك المورد هو محمد بن سنان» (معجم رجال الحديث: ج 22، ص 190). و عبدالله بن سنان يعد من اصحاب الامام الصادق عليه السلام و قد عاش فى زمن الامام الكاظم عليه السلام بل و روى عنه ايضا، و محمد بن سنان يعد من اصحاب الامام الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السلام، و عبدالرحمن بن ابى نجران يعد من اصحاب الامام الرضا و الجواد عليهماالسلام، و بناء على ذلك و بملاحظة الطبقة لابد من حمل من روى عنه عبدالرحمن على محمد بن سنان، فنحكم بضعف الرواية. انه يرد على ذلك ان هنا خصوصية تنفى هذا الاستظهار، فان عبدالرحمن بن ابى نجران روى عن محمد بن سنان كما روى عن عبدالله بن سنان ايضا، و عدم كون عبدالرحمن بن ابى نجران من اصحاب الامام الكاظم عليه السلام لا يعنى انه لم يدرك عصره او من ادرك عصره كما لا يخفى، كما انهما رويا جميعا عن عليهاالسلام بن مسكان، فلا وجه للتمييز بينهما هنا. راجع معجم رجال الحديث: ج 10، ص 203- 204. و ص 207؛ ج 16، ص 138- 140.]

هذا كله على راى من يقول بتضعيفه، اما على راى من يقول بقبول روايته كما عليه الامام الخمينى و العلامة المامقانى و الشيخ الخوجوئى المازندرانى و السيد البروجردى و ملا على العليارى التبريزى و العلامة الحلى على احد قوليه و المحقق الداماد و آخرون

[راجع المكاسب المحرمة: ج 2، ص 143. تنقيح المقال: ج 1، ص 138، رقم 10820. الفوائد الرجالية: ص 134. منتهى المقال: ج 6، ص 70- 71. بهجة الآمال: ج 6، ص 441 و 449. كلمات المحققين: ص 99.] فالرواية محكومة بالاعتبار و ان لم يعلم على وجه التعيين المراد من ابن سنان؛ لانه مشترك بين ثقتين.

فانظر- يا اخى القارى- الى مثل هذه الاخطاء الفاحشة التى لا يمكن ان يقع فيها متفقه فكيف بمن يدعى الفقاهة؟ ثم قدر حجم المعاناة التى ينبغى ان يتحملها الباحث عندما يكون مقابلة و من هو بصدد رده على هذا المستوى من السطيحة فى البحث، و حق لمرجع ينهل من علمه و افاضاته مئات العلماء و الفضلاء كآية الله العظمى استاذنا الميرزا جواد التبريزى (دام ظله) ان لا يعتنى به ويهمل الرد عليه...

و قد اعتاد اساتذة الحوزة فى دروسهم و محاضراتهم ان يردوا على الاشكالات الوجيهة، اما الاشكالات التى تكشف عن جهل صاحبها و عدم فهمه و عدم مراجعته و تحضيره للدرس و لما يلقيه الاستاذ، فهم يعرضون عن الاجابة عنها صونا لما لديهم من العلم و احترازا عن هبوط مستوى البحث و احتراما للوقت و الحاضرين، و هم يكتفون فى رفع الشبهة بايكال الامر الى قيام المستشكل بمباحثة من هو اعرف منه من بين زملائه من الطلبة الحاضرين فى البحث، و هذا ما لم يفعله «فضل الله»، اذ لو كان قد فعل ذلك لما اوقع نفسه فى هذه الزلة العظيمة، «و اتتك بحائن رجلاه».

[و حتى نسد الطريق امام توهم و تخبط آخر قد يصدر من فضل الله نقول: ان الموجود فى الصفحة 45 من طبعة دلائل الامامة التى قامت المطبعة الحيدرية بطباعتها حول سند الرواية ما يلى: «احمد بن محمد الاشعرى القمى، عن عبدالرحمن به بحر، عن عبدالله بن سنان»، و لكن فى ذلك تصحيف و الصحيح هو عبدالرحمن بن ابى نجران و ذلك للاسباب التالية:

أ- ان المذكور فى بحار الأنوار للعلامة المجلسى «عبدالرحمن بن ابى نجران» (بحار الأنوار: ج 43، ص 170، ح 11)، و من المعلوم ان كثيرا من النسخ كانت موجودة فى زمان العلامة المجلسى و هى تعتبر من المفقودات حاليا، و لهذا الامر خصص السيد الخوئى (رضوان الله عليه) بابا ورد فى جميع اجزاء المعجم تحت عنوان «اختلاف النسخ» ينقل فيه عن نسخ الوافى للفيض الكاشانى و وسائل الشيعة للحر العاملى و هما من معاصرى العلامة المجلسى، بل انه نقل عن كتاب مرآة العقول للعلامة المجلسى، و اعتمد فى كثير من الاحيان على تلك النسخ وفقا للقرائن الموجودة فى معرفة التصحيف الموجود فى النسخ الاخرى.

ب- ان عبدالرحمن بن بحر ليس له كثير ذكر فى الروايات، و السيد الخوئى نقل فى معجمه ان اسمه جاء فى سند رواية واحدة فى كتاب تهذيب الاحكام، ثم ذكر بعد ذلك وجود اختلاف فى سند هذه الرواية بين ما هو موجود فى الكافى و بين ما هو موجود فى التهذيب و وسائل الشيعة، و استنتج بعد ذلك وجود التصحيف فى كتاب التهذيب اعتمادا على ما جاء فى الوافى و الكافى و ان الصحيح هو عبدالرحمن بن يحيى (معجم رجال الحديث: ج 9، ص 312؛ ج 14، ص 216).

ج- لو تنزلنا و فرضنا وجود شخص فى الرواة باسم عبدالرحمن بن بحر استنادا لنسخة تهذيب الاحكام فان الراوى عنه فيها هو محمد بن ابان و المروى عنه فيها هو زرارة (تهذيب الاحكام: ج 7، ص 480، ح 1929)، و هدا يعنى انه فى الطبقة الخامسة، حيث ان زرارة يعد من الطبقة الرابعة، و لكن هذا لا يصح فى خصوص رواية دلائل الامامة حيث ان الراوى عن عبدالرحمن بن بحر هو احمد بن محمد بن عيسى الاشعرى و هو من الطبقة السابعة، و المروى عنه هو عبدالله بن سنان و هو من الطبقة الخامسة مما يعنى انه فى الطبقة السادسة، و لو صحت رواية التهذيب لوقع اختلال فى طبقة عبدالرحمن بن بحر اذ لا يمكن لاحمد بن عيسى و هو فى الطبقة السابعة ان يروى عمن هو فى الطبقة الخامسة.

و يدل ايضا على وجود التصحيف و ان الصحيح هو عبدالرحمن بن ابى نجران كما اثبته العلامة المجلسى ان عبدالرحمن بن ابى نجران الثقة يعتبر من الطبقة السادسة، و ذلك يعنى انه واقع فى السلم الطبيعى بين من هو فى الطبقة السابعة و الخامسة، كما ان رواية احمد بن محمد بن عيسى عن عبدالرحمن بن ابى نجران، و كذلك رواية عبدالرحمن بن ابى نجران عن عبدالله بن سنان معهودة. (راجع معجم رجال الحديث: ج 9، ص 301، 302، 518، 521، 522).

تجدر الاشارة الى ان التصحيف موجود فى كتاب دلائل الامامة كغيره من الكتب، و لابد فى معرفته من معرفة طبقة الرواة و كذلك مقارنة ما هو موجود من الحديث مع الاحاديث الاخرى التى تذكر نفس المتن مع اختلاف فى السند، و كمثال على ذلك ما رواه الطبرى فى دلائل الامامة ضمن الفصل المختص بفاطمة الزهراء عليهاالسلام الحديث الذى يشرح معنى المحدثة مع مقارنته لما رواه الشيخ الصدوق فى علل الشرائع (دلائل الامامة: ص 80، ح 20، و علل الشرائع: ص 182، الباب 146، ح 1).]

الشهيد محسن فى رواياتنا المرسلة و كلمات علمائنا و مؤرخينا


اما ما جاء فى كتبنا سواء فى رواياتنا المرسلة او عبائر علمائنا و مؤرخينا عن السقط الشهيد محسن فكثيرة، منها:

1- تاريخ احمد بن اسحاق اليعقوبى (المتوفى بعد سنة 292 ه)، فقد جاء فيه: «و كان له من الولد الذكور اربعة عشر ذكرا: الحسن و الحسين، و محسن مات صغيرا، امهم فاطمه بنت رسول الله».

[تاريخ اليعقوبى: ج 2، ص 213.]

2- تاريخ الائمة لمحمد بن احمد بن محمد بن عبدالله بن اسماعيل المعروف بابن ابى الثلج (المتوفى سنة 325 ه) و قد جاء فيه: «ولد لاميرالمؤمنين عليه السلام من فاطمه عليهاالسلام: الحسن و الحسين و محسن السقط».

[مجموعة نفيسة: ص 16.]

3- الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبى (المتوفى سنة 334 ه)، فقد روى مرسلا عن الزهراء عليهاالسلام انها قالت: «فاخذ عمر السوط من قنفذ مولى ابى بكر، فضرب به عضدى فالتوى السوط على يدى حتى صار كالدملج، و ركل الباب برجله فرده على و انا حامل فسقطت لوجهى و النار تسعر وصفق وجهى بيده حتى انتثر قرطى من اذنى و جاءنى المخاض فاسقطت محسنا قتيلا بغير جرم».

[الهداية الكبرى: ص 179، و كذلك الصفحات: 402، 407.]

4- اثبات الوصية لعلى بن الحسن المسعودى (المتوفى سنة 346 ه)، فقد جاء فيه: «فاقام اميرالمؤمنين عليه السلام و من معه من شيعته فى منزله بما عهد اليه رسول الله صلى الله عليه و آله فوجهوا الى منزله فهجموا عليه و احرقوا بابه، و استخرجوه منه كرها، و ضغطوا سيدة النساء بالباب حتى اسقطت محسنا».

[اثبات الوصية: ص 124.]

5- شرح الاخبار فى فضائل الائمة الاطهار للقاضى ابى حنيفة النعمان (المتوفى سنة 363 ه)، فقد اورد حديثا عن النبى صلى الله عليه و آله انه سمى اولاد اميرالمؤمنين و فاطمه عليهاالسلام الحسن و الحسين و محسن عليهم السلام، ثم قال: «انى سميتهم باسماء اولاد هارون شبر و شبير مشبر».

[شرح الاخبار: ج 3، ص 88، ح 1016.] و هنا لابد من التاكيد على ان بعض الروايات الواردة فى تسمية النبى صلى الله عليه و آله للمحسن يشير الى ان هذا تم فى حياة النبى صلى الله عليه و آله و هذا باطل بالتاكيد، و لكن الصحيح هو ما ذكرناه سابقا من ان الشيخ الكلينى و الصدوق قد رويا بسند صحيح ان رسول الله صلى الله عليه و آله سمى محسنا عليه السلام قبل ان يولد، و فى ختصاص الشهيد محسن بالذكر اشارة واضحة الى ان النبى صلى الله عليه و آله لم يدرك ولادته، اذ ان الحديث الصحيح يفيد استحباب التسمية قبل الولادة، و عليه فمن المؤكد انه صلى الله عليه و آله سمى الحسنين قبل ان يولدا ايضا.

و لذا فمن المحتمل صحة صدور اصل الحديث السابق- باعتبار تسمية النبى صلى الله عليه و آله له قبل وفاته- و لكن تلاعبت فيه ايدى الرواة بغية التستر على قتل المحسن عليه السلام، علما بان الاحاديث الدالة على ولادة المحسن عليه السلام فى حياة النبى صلى الله عليه و آله جلها من رواية السنة باستثناء هذه الرواية التى رواها القاضى النعمان، و لكن من يلاحظ متنها يجد انها متطابقة تماما لما جاء فى مصادر اهل العامة، و به يرتفع وجه التعجب، و نقل محدثينا للروايات المذكورة فى مصادر العامة غير عزيز.

6- معانى الاخبار للشيخ محمد بن على الصدوق (المتوفى سنة 381 ه)، فقد ذكر عدة وجوده لمعنى ما رواه باسناد الى النبى صلى الله عليه و آله من قوله للامام على عليه السلام: «يا على ان لك كنزا فى الجنة و انت ذو قرنيها»، و من جملة تلك الوجوه ما ذكره بقوله: «و قد سمعت بعض المشايخ يذكر ان هذا الكنز هو ولده المحسن عليه السلام و هو الكنز الذى القته فاطمه عليهاالسلام لما ضغطت بين الجانبين، و احتج فى ذلك بما روى فى السقط فى انه يكون محبنطئا على باب الجنة، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: لا، حتى يدخل ابواى قبلى، و ما روى ان الله تعالى كفل سارة و ابراهيم اولاد المؤمنين يغذونهم بشجر فى الجنة لها اخلاف كاخلاف البقر، فاذا كان يوم القيامة البسوا و طيبوا و اهدوا الى آبائهم فهم فى الجنة ملوك مع آبائهم». و بعد ان ذكر جميع الوجوه الواردة فى العبارة السابقة قال: «و هذه المعانى كلها صحيحة يتناولها ظاهر قوله صلى الله عليه و آله: «لك كنز فى الجنة و انت ذو قرنيها».

[معانى الاخبار: ص 206- 207.] و قول الشيخ الصدوق هذا يمكن ان يعتبر اكثر اهمية مما رواه فى كتابيه الامالى و الخصال عما وقع على الزهراء عليهاالسلام من الظلم كالضرب و كسر الضلع و اسقاط الجنين، اذ قد يتذرع البعض و يثير اعتراضا فى هذا المجال بان القدماء من المحدثين كان من دابهم نقل الروايات الواردة اليهم كما هى و ان كانت ضعيفة السند لا بقصد الالتزام بمضمونها و محتواها، و لكن عبارة الشيخ الصدوق هنا فى قبوله لصحة هذا الوجه المذكورة فى تفسير قول النبى صلى الله عليه و آله صريحة فى تبنيه مسالة اسقاط الجنين محسن عليه السلام.

7- تلخيص الشافى للشيخ ابى جعفر محمد بن الحسن الطوسى (المتوفى سنة 460 ه) فقد قال: «و مما انكر عليه ضربهم لفاطمه عليهاالسلام، و قد روى انهم ضربوها بالسياط، و المشهور الذى لا خلاف فيه بين الشيعة ان عمر ضرب على بطنها حتى اسقطت فسمى السقط محسنا، و الرواية بذلك مشهورة عندهم، و ما ارادوا من احراق البيت عليها حين التجا اليها قوم و امتنعوا من بيعته، و ليس لاحد ان ينكر الرواية بذلك لانا قد بينا الرواية الواردة من جهد العامة من طريق البلاذرى و غيره. و رواية الشيعة مستفيضة به لا يختلفون فى ذلك».

[تلخيص الشافى: ج 3، ص 156.]

و هكذا نلاحظ ان الشيخ الطوسى (قدس سره) يؤكد على تحقق الاجماع الشيعى على اسقاط الجنين بالضرب بقرينة قوله: «لا خلاف فيه»، فاين هى الآراء المتعددة التى يكثر «فضل الله» من تكرارها؟ و من هم المخالفون؟ و ما هو محل الخلاف؟!

الخلل فى الامانة ام فى الفهم؟


و مما يبعث على الاستغراب اعتراض مؤلف «هوامش نقدية» على العلامة السيد جعفر مرتضى استشهاده بمجموعة من العبارات لعلمائنا و من جملتهم الشيخ الطوسى (قدس سره) لاثبات تحقق الاجماع مدعيا ان عبارته لا تدل على ذلك، فقد قال: «... لان الصحيح هو عدم نقل الشيخ الطوسى الاجماع ليقال كيف يعقل ان يدعى الطوسى الاجماع و استاذه المفيد يخالف، و انما نقل الشيخ الطوسى الشهرة الروائية...، و الشهرة علميا- و كما يعلم السيد مرتضى- غير الاجماع، فلماذا يدعى على الشيخ الطوسى ما لم يقله و ما لا يريده. هل هذا من الامانة فى النقل ام انه من اصول البحث و التحقيق!».

[هوامش نقدية: ص 73.]

و يجاب عن هذا الاعتراض الركيك بما يلى:

اولا: اشرنا ان هنا قرينة تؤكد على ارادة الشيخ الطوسى للاجماع، حيث انه وصف المشهور بانه لا خلاف فيه، فان المشهور الذى يكون فيه الخلاف هو المقصود بالمشهور علميا و يقابله الشاذ، اما المشهور الذى لا خلاف فيه فالمقصود به الاجماع، و هذا ما ذكره الشيخ الطوسى.

ثانيا: خلط مؤلف الهوامش بين معنيين مختلفين مأخوذين من لفظ واحد، فاتهم لذلك العلامة السيد جعفر مرتضى بعدم الامانة فى النقل مع ان الخلل ليس فى الامانة فى النقل بل فى فهم النقل! فان مقصود الشيخ الطوسى من المشهور فى قوله اولا: «و المشهور الذى لا خلاف فيه بين الشيعة ان عمر ضرب على بطنها» هو اجماع راى علماء الشيعة على ضرب عمر لفاطمة، و اراد من المشهور فى قوله ثانيا: «و الرواية بذلك مشهورة عندهم» الشهرة الروائية و لم يرد المعنى الاول، و الا لو كان المراد من كلا اللفظين معنى واحدا لما كان هناك داع لتكرار العبارة، و يشهد لذلك سياق العبارة فالشيخ الطوسى تعرض اولا الى الضرب بالسوط مشيرا الى وجود الرواية بذلك، ثم انتقل الى الضرب على البطن المستوجب لاسقاط الجنين فاكد على انه لا يوجد اى اختلاف بين الشيعة على هذا الامر، ثم اكد على انه بالاضافة الى تحقق اجماع الراى فان الشهرة الروائية متحققة ايضا فيه؛ اذ لا يلزم فى وجود اجماع على راى ان تكون الشهرة الروائية متحققة فيه ايضا، و لكن مشكلة مؤلف الهوامش ان يجهل- ان لم يكن يتجاهل- هذا الفرق الواضح فيتخبط فى فهم العبارة، و هكذا تبرز مشكلة اخرى و هى تفهيم من لا يدقق فى فهم العبارات!... «اعندى انت ام فى العكم؟».

/ 42