حوار مع فضل الله حول الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حوار مع فضل الله حول الزهراء - نسخه متنی

سید هاشم هاشمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


1- ما رواه سليم بن قيس الهلالى المتوفى حدود سنة 76 ه فى كتابه: «ثم دفعه- اى عمر- فدخل فاستقبلته فاطمه و صاحت يا ابتاه يا رسول الله»، و كذلك رواه بعبارة اخرى هى: «فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو و اصابه بغير اذن».

[كتاب سليم بن قيس: ص 83 و 84، ط دار الفنون؛ و ج 2، ص 585 ط نشر الهادى. و العبارة الثانية جاءت فى كتاب الاحتجاج لاحمد بن ابى طالب الطبرسى: ج 1، ص 109 ط مؤسسة النعمان، فقد ذكر هذه الرواية بالفاظ مقاربة نقلا عن رواية سليم بن قيس الهلالى.]

2- ما ذكره حميد بن زنجويه المتوفى سنة 251 ه فى كتابه من قول ابى بكر: «فوددت انى لم اكشف بيت فاطمه».

[الاموال: ج 1، ص 304، ح 467. و ذكر محقق الكتاب فى الهامش: كرره ابن زنجويه برقم 548 لكن من قوله: «اما انى لا آسى على شى ء...» الى آخره، و اخرجه ابوعبيد ص 174 و 175، و الطبرانى فى المعجم الكبير: ج 1، ص 15. و الطبرى فى تاريخه: ج 3، ص 429. و الذهبى فى الميزان: ج 3، ص 108، من طريق علوان به نحوه. و عزاه صاحب كنز العمال 63105 لآخرين. و اسناد الحديث ضعيف لاجل علوان و هو ابن داود البجلى. قال الهيثمى فى الجمع: ج 5، ص 202: رواه الطبرانى، فيه علوان و هو ضعف، و هذا الاثر مما انكر عليه، و قال الذهبى فى الميزان: ج 3، ص 108: منكر الحديث.

اقول: عمدة ما طعنوا فيه على علوان انه منكر الحديث و استشهدوا لذلك بهذا الحديث، و كانت من عادتهم لرد الرواية المتضمنة لفضائل اهل البيت و مثالب اعدائهم ان يتهموا الراوى الذى شهد له بالصدق و لم يجدوا فيه غمزا بانه منكر الحديث، فهذه التهمة لا تتطلب من المتهم (بخفض الهاء) برهانا سوى نقل المتهم (بفتح الهاء) لما لا يروق له و يرى فيه طعنا فى معتقده، و قد مرت الاشارة الى ذلك فى باب منزلة الزهراء، علما بان مصطلح منكر الحديث يستخدم فى معنى تفرد الشخص بالرواية ايضا، راجع علوم الحديث و مصطلحه: ص 216.] و لكن ابن زنجويه نقل هذا الحديث بشكل آخر فيه حذف بغرض التستر على من هجم على بيت الزهراء عليهاالسلام، و جاء فيه: «فوددت انى لم اكن فعلت كذا و كذا لشى ء ذكره».

[الاموال: ج 1، ص 348، ح 548، و لم يذكر محقق الكتاب- الذى علق على الحديث السابق و حكم بضعف سنده- شيئا هنا!!.]

3- ما ذكره الفضل بن شاذان المتوفى سنة 260 ه فى كتابه حيث قال: «و روى زياد البكائى و كان من فرسان اصحابكم فى الحديث قال: اخبرنا صالح بن كيسان، عن اياس بن قبيصة الاسدى و كان شهد فتح القادسية يقول: «سمعت ابابكر يقول: ندمت على ان اكون سالت رسول الله صلى الله عليه و آله عن ثلاث كنت اغفلتهن، وددت انى كنت فعلت ثلاثا لم افعلهن، و وددت انى لم اكن فعلت ثلاثا قد كنت فعلتهم... و اما الثلاث التى فعلتهن و ليتنى لم افعلهن فكشفى بيت فاطمه...».

[الايضاح:ص 82.]

4- ما اشار اليه عبدالله بن مسلم بن قتيبة المتوفى سنة 276 ه فى كتابه بقوله: «و بقى عمر و معه قوم فاخرجوا عليا».

[الامامة و السياسة:ص 30 ط الشريف الرضى.]

5- ما ذكره احمد بن ابى يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العباسى المعروف باليعقوبى و المتوفى بعد سنة 292 ه فى تاريخه من قول ابى بكر قرب وفاته:

«و ليتنى لم افتش بيت فاطمه بنت رسول الله و ادخله الرجال و لو كان اغلق على حرب». و كذلك فى موضع آخر من تاريخه حيث جاء فيه: «فاتوا فى جماعة حتى هجموا الدار...، و دخلوا فخرجت فاطمه...».

[تاريخ اليعقوبى: ج 2، ص 137، ص 126.]

6- ما رواه محمد بن مسعود بن عياش السلمى المعروف بالعياشى الذى عاش فى اواخر القرن الثالث فى تفسيره، فقد جاء فيه: «فراتهم فاطمه صلوات الله عليها اغلقت الباب فى وجوههم، و هى لا تشك ان لا يدخل عليها الا باذنها، فضرب عمر الباب برجله فكسره، و كان من سعف، ثم دخلوا فاخرجوا عليا عليه السلام».

[تفسير العياشى: ج 2، ص 67.]

7- ما ذكره محمد بن جرير الطبرى المتوفى سنة 310 ه فى كتابه تاريخ الامم و الملوك: ج 2، ص 619 بكلام مشابه لما نقله اليعقوبى.

8- ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب الكلينى المتوفى سنة 329 ه عن الحسين بن محمد، عن المعلى، عن الوشاء، عن ابان، عن ابى هاشم قال: «لما اخرج بعلى عليه السلام خرجت فاطمه واضعة قميص رسول الله على راسها، آخذة بيدى ابنيها، فقالت: ما لى و لك يا ابابكر؟ تريد ان تؤتم ابنى و ترملنى من زوجى؟ و الله لو لا ان يكون سيئة لنشرت شعرى، و لصرخت الى ربى، فقال رجل من القوم: ما تريد الى هذا؟ ثم اخذت بيده فانطلقت به».

[الكافى: ج 8، ص 237، ح 320.]

و بالاسناد عن ابان، عن على بن عبدالعزيز، عن عبدالحميد الطائى، عن ابى جعفر عليه السلام قال: «و الله لو نشرت شعرها ماتوا طرا».

[الكافى: ج 8، ص 238، ح 320 عنه البحار: ج 28، ص 252، ح 35.]

9- ما ذكره المؤرخ على بن الحسن المسعودى المتوفى سنة 346 ه فى كتابه (اثبات الوصية) حيث جاء فيه: «فاقام اميرالمؤمنين عليه السلام و من معه شيعته فى منزله بما عهد اليه رسول الله صلى الله عليه و آله فوجهوا الى منزله فهجموا عليه و احرقوا بابه و استخرجوه منه»،

[اثبات الوصية: ص 124.] و كذلك ما رواه فى مروج الذهب من كلام مقارب لما نقله اليعقوبى.

[مروج الذهب: ج 2، ص 301.]

10- ما رواه جعفر بن محمد بن قولويه المتوفى سنة 367 ه فى كتابه كامل الزيارات، فقد جاء فيه من حديث عن الامام الصادق عليه السلام ان مما اخبره الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و آله ليلة اسرى به الى السماء عن ابنته فاطمه الزهراء عليهاالسلام ما يلى: «و يدخل عليها و على حريمها و منزلها بغير اذن ثم يمسها هوان و ذل».

[كامل الزيارات: ص 333، ط المرتضوية. ص 548 ط مؤسسة نشر الثقافة.]

11- ما رواه الشيخ الصدوق محمد بن على بن الحسين بن بابويه المتوفى سنة 381 ه فى باب الثلاثة من خصاله بحديث مشابه لما ذكره اليعقوبى آنفا.

[الخصال: ص 171، ح 288.]

12- ما رواه محمد بن جرير بن رستم الطبرى الذى عاش فى القران الرابع فى كتابه «دلائل الامامة»، فقد جاء فيه: «فلما قبض رسول الله صلى الله عليه و آله و جرى فى يوم دخول القوم عليها دارها و اخراج ابن عمها اميرالمؤمنين».

[دلائل الامامة: ص 104.] و نقل ايضا فى المسترشد عن ابى جعفر محمد بن هارون الربعى البغدادى البزاز المعروف بابى نشيط انه قال: اخبرنا مخول بن ابراهيم النهدى، قال: حدثنا مطر بن ارقم، قال: حدثنا ابو حمزة الثمالى، عن على بن الحسين عليه السلام، قال: «لما قبض النبى صلى الله عليه و آله و بويع ابوبكر، تخلف على عليه السلام، فقال عمر لابى بكر: الا ترسل الى هذا الرجل المتخلف فيجى ء فيبايع؟ قال ابوبكر: يا قنفذ اذهب الى على و قل له: يقول لك خليفة رسول الله صلى الله عليه و آله تعال بايع! فرفع على عليه السلام صوته، و قال: سبحان الله ما اسرع ما كذبتم على رسول الله صلى الله عليه و آله! قال: فرجع فاخبره، ثم قال عمر: الا تبعث الى هذا الرجل المتخلف فيجى ء فيبايع؟ فقال لقنفذ: اذهب الى على، فقل له: يقول لك اميرالمؤمنين: تعال بايع، فذهب قنفذ، فضرب الباب، فقال على عليه السلام من هذا؟ قال: انا قنفذ، فقال:ما جاء بك؟ قال: يقول لك اميرالمؤمنين: تعال فبايع! فرفع على عليه السلام صوته، و قال: سبحان الله! لقد ادعى ما ليس له، فجاء فاخبره، فقام عمر فقال: انطلقوا الى هذا الرجل حتى نجى ء اليه، فمضى اليه جماعة، فضربوا الباب، فلما سمع على عليه السلام اصواتهم لم يتكلم، و تكلمت امراته، فقالت: من هؤلاء؟ فقالوا:قولى لعلى يخرج و يبايع، فرفعت فاطمه عليهاالسلام صوتها فقالت: يا رسول الله ما لقينا من ابى بكر و عمر من بعدك؟! فلما سمعوا صوتها، بكى كثير ممن كان معه، ثم انصرفوا، و ثبت عمر فى ناس معه، فاخرجوه و انطلقوا به الى ابى بكر حتى اجلسوه بين يديه! فقال ابوبكر: بايع، قال: فان لم افعل؟ قال: اذا و الله الذى لا اله الا هو تضرب عنقك!».

[المسترشد فى امامة اميرالمؤمنين: ص 376- 378.]

13- ما ذكره ابوالصلاح الحلبى المتوفى سنة 447 ه فى كتابه «تقريب المعارف»: «و مما يقدح فى عدالة الثلاثة قصدهم اهل بيت نبيهم بالتحيف و الاذى و الوضع من اقدارهم و اجتناب ما يستحقونه من التعظيم، فمن ذلك عدم امان كل معتزل بيعتهم ضررهم، و قصدهم عليا عليه السلام بالاذى لتخلفه عنهم و الاغلاظ له فى الخطاب و المبالغة فى الوعيد و احضار الحطب لتحريق منزله و الهجوم عليه بالرجال من غير اذنه و الاتيان به ملببا...».

[تقريب المعارف فى الكلام: ص 167.]

14- ما ذكره عزالدين ابوحامد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين بن ابى الحديد المدائنى المعتزلى المتوفى سنة 656 ه فى كتابه حيث قال: «فاما امتناع على عليه السلام من البيعة حتى اخرج على الوجه الذى اخرج عليه، فقد ذكره المحدثون و رواة اهل السير و قد ذكرنا ما قاله الجوهرى فى هذا الباب؛ و هو من رجال الحديث و من الثقات المامونين، و قد ذكر غيره من هذا النحو ما لا يحصى كثرة».

[شرح نهج البلاغه: ج 2، ص 59.] و قال: «و اما حديث الهجوم على بيت فاطمه فقد تقدم الكلام فيه، و الظاهر عندى صحة ما يرويه المرتضى و الشيعة لكن لا كل ما يزعمونه بل بعض ذلك».

[شرح نهج البلاغه: ج 17، ص 168.]

و نقل عن ابى بكر احمد بن عبدالعزيز الجوهرى صاحب كتاب (السقيفة) العديد من الروايات فى هذا الشان، فقد روى عنه انه قال: حدثنى ابوزيد عمر بن شبة، قال: حدثنى ابراهيم بن المنذر، قال: حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة؛ عن ابى الاسود؛ قال: «غضب رجال من المهاجرين فى بيعة ابى بكر بغير مشورة، و غضب على و الزبير، فدخلا بيت فاطمه، معهما السلاح، فجاء عمر فى عصابة، فيهم اسيد بن حضير، و سلمة بن سلامة بن قريش، و هما من بنى عبدالاشهل، فاقتحما الدار، فصاحت فاطمه و ناشدتهما الله، فاخذوا سيفيهما- اى سيف على و الزبير- فضربوا بهما الحجر حتى كسروهما، فاخرجهما عمر يسوقهما حتى بايعا...، و قال ابوبكر الجوهرى: و ذكر ابن شهاب بن ثابت ان قيس بن شماس اخا بنى الحارث من الخزرج، كان مع الجماعة الذين دخلوا بيت فاطمه».

قال: و روى سعد بن ابراهيم «ان عبدالرحمن بن عوف كان مع عمر ذلك اليوم، و ان محمد بن مسلمة كان معهم، و انه هو الذى كسر سيف الزبير».

قال ابوبكر: و حدثنى ابوزيد عمر بن شبة، عن رجاله، قال: «جاء عمر الى بيت فاطمه فى رجال من الانصار و نفر قليل من المهاجرين، فقال: و الذى نفسى بيده لتخرجن الى البيعة او لا حرقن البيت عليكم. فخرج اليه الزبير مصلتا بالسيف، فاعتنقه زياد بن لبيد الانصارى و رجل آخر، فنذر السيف من يده، فضرب به عمر الحجر فكسره، ثم اخرجهم بتلابيبهم يساقون سوقا عنيفا؛ حتى بايعوا ابابكر...».

قال ابوبكر: و اخبرنى ابوبكر الباهلى، عن اسماعيل بن مجالد، عن الشعبى، قال: «قال ابوبكر: يا عمر، اين خالد بن الوليد؟ قال: هو هذا، فقال: انطلقا اليهما- يعنى عليا و الزبير- فاتيانى بهما، فانطلقا، فدخل عمر و وقف خالد على الباب من خارج، فقال عمر للزبير: ما هذا السيف؟ قال: اعددته لا بايع عليا، قال: و كان فى البيت ناس كثير؛ منهم المقداد بن الاسود و جمهور الهاشميين، فاخترط عمر السيف فضرب به صخرة فى البيت فكسره، ثم اخذ بيد الزبير، فاقامه ثم دفعه فاخرجه،

و قال: يا خالد، دونك هذا، فامسكه خالد- و كان خارج البيت مع خالد جمع كثير من الناس، ارسلهم ابوبكر ردءا لهما- ثم دخل عمر فقال لعلى: قم فبايع، فتلكا و احتبس، فاخذ بيده، و قال: قم، فابى ان يقوم، فحمله و دفعه كما دفع الزبير، ثم امسكهما خالد، و ساقهما عمر و من معه سوقا عنيفا، و اجتمع الناس ينظرون، و امتلات شوارع المدينة بالرجال، و رات فاطمه ما صنع عمر، فصرخت و ولولت، و اجتمع معها نساء كثير من الهاشميات و غيرهن، فخرجت الى باب حجرتها، و نادت: يا ابابكر، ما اسرع ما اغرتم على اهل بيت رسول الله! و الله لا اكلم عمر حتى القى الله...».

قال ابوبكر: و حدثنى المؤمل بن جعفر، قال: حدثنى محمد بن ميمون، قال: حدثنى داود بن المبارك، قال: «اتينا عبدالله بن موسى بن عبدالله بن حسن بن حسن بن على بن ابى طالب عليه السلام و نحن راجعون من الحج فى جماعة، فسالناه عن مسائل، و كنت احد من ساله فسالته عن ابى بكر و عمر، فقال: اجيبك بما اجاب به جدى عبدالله بن الحسن، فانه سئل عنهما، فقال: كانت امنا صديقه، ابنة نبى مرسل، و ماتت و هى غضبى على قوم، فنحن غضاب لغضبها».

و قد علق ابن ابى الحديد المعتزلى على هذه الرواية الاخيرة بقوله:

«قد اخذ هذا المعنى بعض شعراء الطالبيين من اهل الحجاز؛ انشدنيه النقيب جلال الدين عبدالحميد بن محمد بن عبدالحميد العلوى قال: انشدنى هذا الشاعر لنفسه- و ذهب عنى انا اسمه- قال:










يا ابا حفص الهوينى و ما كنت مليا بذاك لو لا الحمام
اتموت البتول غضبى و نرضى ما كذا يصنع البنون الكرام

يخاطب عمر و يقول له: مهلا و رويدا يا عمر، اى ارفق واتئد و لا تعنف بنا. و ما كنت مليا، اى و ما كنت اهلا لان تخاطب بهذا و تستعطف، و لا كنت قادرا على و لوج دار فاطمه على ذلك الوجه الذى و لجتها عليه، لولا ان اباها الذى كان بيتها يحترم ويصان لاجله مات فطمع فيها من لم يكن يطمع. ثم قال: اتموت امنا و هى غضبى و نرضى نحن! اذا لسنا بكرام، فان الولد الكريم يرضى لرضا ابيه و امه و يغضب لغضبهما.

و الصحيح عندى انها ماتت و هى واجدة على ابى بكر و عمر، و انها اوصت الا يصليا عليها؛ و ذلك عند اصحابنا من الامور المغفورة لهما...».

[شرح نهج البلاغه: ج 6، ص 47- 50.

.

و فيما ذكره الجوهرى من روايات الكثير من الملاحظات و الاخطاء مقارنة مع ما روى من طرقنا بل ما روى من طرق اهل السنة بل و ما رواه الجوهرى نفسه، و هذا امر مالوف لانهم يسعون الى رواية ما فيه السلامة من الطعن فيعمدون الى التحوير و التغيير فى الواقعة بشكل يحفظ للمعتدين على الزهراء و بيتها موقعهم و يبرر فعلتهم. ولكن ذلك لا يخل على اى حال بروح الواقعة و المتمثلة فى استخدام العنف و القسوة ضد المتواجدين فى البيت عند اقتحامه.

15- ما ذكره محمد بن احمد بن عثمان الذهبى المتوفى سنة 748 ه فى كتابه «ميزان الاعتدال» فى ترجمة علوان بن داود البجلى بنص مقارب لما ذكره اليعقوبى و تبعه على ذلك احمد بن على بن حجر العسقلانى المتوفى سنة 852 ه فى «لسان الميزان».

[ميزان الاعتدال: ج 3، ص 108 رقم 5763؛لسان الميزان: ج 4، ص 188 ط مؤسسة الاعلمى.]]

16- ما نقله ابن شهر آشوب المازندرانى فى «المناقب» عما رواه الشيخ الطوسى فى «اختيار الرجال» عن ابى عبدالله عليه السلام و عن سلمان الفارسى: «انه لما استخرج اميرالمؤمنين عليه السلام من منزله، خرجت فاطمه حتى انتهت الى القبر و قالت: خلوا ابن عمى، فو الذى بعث محمدا بالحق لان لم تخلوا عنه لا نشرن شعرى، و لا ضمن قميص رسول الله صلى الله عليه و آله على راسى، و لا صرخن الى الله، فما ناقة صالح باكرم على الله من ولدى. قال سليمان: فرايت و الله اساس حيطان المسجد تقلعت من اسفلها حتى لو اراد رجل ان ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها و قلت: يا سيدتى و مولاتى، ان الله تبارك و تعالى بعث اباك رحمة فلا تكونى نقمة، فرجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من اسفلها فدخلت فى خياشيمنا».

[المناقب: ج 3، ص 118.]

آراء مفروضة!


ثم ان مؤلف «هوامش نقدية» اعترض على السيد جعفر مرتضى العاملى نقله لبعض الروايات الدالة على هجوم القوم على بيت اميرالمؤمنين عليه السلام من مصادر العامة و فيها بعض الامور الباطلة التى لا يمكن الالتزام بها.

[هوامش نقدية: ص 33.]

و اعتراضه هذا ليس الا تحميلا لم يحسن اداءه، فان السيد جعفر مرتضى لم يدع قبوله لكل مضامين الروايات التى اوردها حتى يحتج عليه بان فيها ما هو باطل و لكنه اوردها لاثبات الشهرة و التواتر فى كلمات المحدثين بحيث اعترف محدثو السنة ايضا بقصة الهجوم و اوردوها فى كتبهم و ان حاولوا حذف ما لا يروق لهم و اضافة ما يحسن صورة المعتدين و يشوه الحقيقة.

و من المعروف فى مقام الاحتجاج ان المحتج على الخصم يورد من الروايات ما يقوى ما يذهب اليه فى موضع النزاع، و ياخذ من المصادر المعتمدة لدى الخصم ما يؤكد رايه

دون التزام بكل ما ورد فيها لانها من رواية الخصم، و هذا اسلوب دارج و شائع فى الكتب الاحتجاجية و لا اظن ان مثل هذا يخفى على مؤلف الهوامش، فما الغرض من ايراد مثل هذا الاعتراض التافه؟ و ما هو الا «بقبقة فى زقزقة».

و من تحميلات مؤلف «هوامش نقدية» الاخرى قوله انه يشم من نقل السيد جعفر مرتضى لبعض الموارد انه يخالف ما عليه جمهور المؤرخين من امتناع على عليه السلام عن بيعة ابى بكر، ذلك الامتناع الذى ينتهى اجله بعد وفاة السيدة الزهراء عليهاالسلام او بعد ستة اشهر.

[هوامش نقدية:ص 35.]

و بعد الرجوع الى المصدر الذى نقل منه السيد جعفر مرتضى اى رواية سليم بن قيس كان النص الوارد فى الرواية كالآتى: «... ثم قال: قم يا بن ابى طالب فبايع، فقال عليه السلام: فان لم افعل، قال: اذا و الله تضرب عنقك، فاحتج عليهم ثلاث مرات، ثم مد يده من غير ان يفتح فضرب عليها ابوبكر و رضى بذلك منه».

[ماساة الزهراء: ج 2، ص 160؛ كتاب سليم: ص 89 ط دار الفنون.]

و هذا النقل يدل على انه لم تكن البيعة عن رضا بل وقعت عن اكراه و تحت وطاة السيف، و ان البيعة كانت اقرب الى الصورية حتى ان الامام عليه السلام لم يفتح يده للبيعة بل رضى ابوبكر بضرب يده على يد الامام عليه السلام المقبوضة. و العجيب ان مؤلف الهوامش يذكر هذا الاعتراض و هو يعترف بان جمهور المؤرخين قد اختلفوا فى تاريخ البيعة، فمنهم من ذهب الى انها كانت بعد وفاة الزهراء عليهاالسلام، و البعض الآخر الى انها وقعت بعد ستة اشهر من وفاة الرسول صلى الله عليه و آله. و مؤلف الهوامش لم يحدد مقصوده من المؤرخين، هل يعنى بهم اهل العامة ام الخاصة، و ان كان البادى للنظر انه يقصد الاول فان ذكر هذين التاريخين مذكور فى كتبهم و ذهب لكل راى طائفة منهم، علما بان بعضهم ذهب الى ان البيعة تمت طواعية قبل وفاة الزهراء عليهاالسلام.

[السيرة الحلبية: ج 3، ص 360.]

فما المانع من اضافة راى رابع فى المقام من اهل الخاصة و هو ان البيعة كانت بعد الهجوم على بيت الزهراء عليهاالسلام عن اكراه و بشكل صورى؟ و كيف يعترض مؤلف الهوامش على نص رواية سليم بن قيس و فيها ان البيعة تمت كراهية لمجرد وجود اختلاف فى تاريخ البيعة عما عليه جمهور المؤرخين من اهل السنة و لا يعترض على بيعته لابى بكر طواعية لما كان فى ذلك من المصلحة التى رآها؟ فان الذين يذهبون الى ان بيعة الامام على عليه السلام كانت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و آله بستة اشهر او بعد وفاة الزهراء عليهاالسلام يتفقون فى ان البيعة وقعت طواعية من غير اكراه. هذا و قد ذهب بعض المحققين الى ان الامام على عليه السلام لم يبايع ابابكر طواعية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و آله، و البحث موكول الى محله.

وجاء بمطفئة الرضف:


و من محاولات مؤلف «هوامش نقدية» الفاشلة للضحك على الذقون قوله اعتراضا على العلامة السيد جعفر مرتضى العاملى: «و كان الاجدر بسماحته ان يحرر موضع النزاع و ان يحدد موضوع البحث، لا ان يقى الكلام ارسال المسلمات و بطريقة تسطيحية، لان موضوع النزاع- فيما اعلم- ليس هو غصب فدك او محاولة دخول دار فاطمه او دخوله فعلا او محاولة الاحراق او الاحراق فعلا، او انتهاك حرمة على عليه السلام... فان ذلك كله مما لا يختلف فيه اثنان لا من الشيعة و لا من غيرهم. انما البحث فى ضربها و بالطريقه التى تصورها بعض الروايات...».

[هوامش نقدية: ص 29.]

فبعد ما مر علينا من تشكيك صاحبه و توقفه فى دخول بيت الزهراء عليهاالسلام حيث قال: «اما بقية التفاصيل هل دخلوا بيتها ام لم يدخلوا بيتها؟ هل كسر ضلعها؟ هذه قضية تاريخية قد يختلف فيها الراى»، و قال: «انه من المؤكد انهم جاءوا بالحطب ليحرقوا باب البيت، و لكن هناك من يقول انهم دخلوا البيت و آخر من يقول انهم اكتفوا بالتهديد... حيث وقع الخلاف حول التفاصيل مما ادى الى وجود آراء متعددة حول المسالة»، و ما سياتى فى الفصل التالى من تشكيكه فى وقوع الاحراق بالفعل فان مثل هذا الكلام لا يخلو من امرين، اما ان يكون كاتبه فى منتهى السطحية و البساطة «ولا يعرف الحى من اللى»، و اما انه يحاول تضليل القراء و يستغفلهم و يتعامل معهم على اساس انهم سذج، ومن يكون كذلك فالاجدر به ان يلتزم الصمت، «و من تعدى الحق ضاق مذهبه».

و يحق لنا ان نتساءل: اذا لم يختلف اثنان لا من الشيعة و لا من غيرهم فى دخول بيت فاطمه و احراقه فعلى اى مذهب سيكون صاحبه وفقا لكلامه السابق؟!

و هل ثبت لدى مؤلف الهوامش دخول البيت و احراقه بسند صحيح؟

فان لم يكن كذلك فلماذا يعترض على السيد جعفر مرتضى لايراده بعض الروايات الضعيفة سندا؟!

احراق بيت فاطمه و الاعتداء عليها


كلمات «فضل الله»


قال فى جوابه الاول: «اولا؛ لقد كانت المسالة كلها ان لدى تساؤلات تاريخية تحليلية فى دراسة الموضوع، كنت احاول اثارتها فى بحثى حول هذا الموضوع لا سيما انى كنت قد سمعت عن الامام شرف الدين «قد» جوابا عن سؤال له حول الموضوع ان الثابت عندنا انهم جاءوا بالحطب ليحرقوا البيت فقالوا: ان فيها فاطمه، فقال: و ان... ثانيا: ان هناك كثيرا من الارتباك فى الروايات حول وقوع الاحراق او التهديد به، كما ان الملحوظ ان شخصية الزهراء عليهاالسلام كانت الشخصية المحترمة عند المسلمين جميعا بحيث ان التعرض لها بهذا الشكل قد يثير الكثير من علامات الاستفهام، و ذلك من خلال ما نلاحظه من تعامل الجميع معها فى اكثر من خبر».

و قال فى جوابه الثانى: «لقد كان الحديث عن الصديقه الزهراء عليهاالسلام منطلقا من اثارة احتمالات تحليلية...».

و قال فى جوابه الرابع: «كنت فى ذلك الوقت فى حالة بحث تاريخى حول الموضوع انطلاقا من كلمة سمعتها قبل خمس و ثلاثين سنة او اكثر من المرحوم الامام شرف الدين (قدس سره) جوابا على سؤالى حول الموضوع، فقد قال لى: ان الثابت عندنا انهم جاءوا بالحطب ليحرقوا الدار، فقالوا: ان فيها فاطمه، قال الرجل: و ان... لذلك كنت احاول دراسة الموضوع تاريخيا من جهة السند و من جهة المتن و من خلال بعض التحليلات التاريخية».

و قال فى جوابه الخامس: «و قلت: ان التحليل التاريخى يجعل الانسان متحفظا فى هذا الموضوع لان الزهراء كانت تملك محبة وثقة و عاطفة لدى الناس لم يبلغها احد، لذلك عندما هجم من هجم ليحرق بيتها بالحطب- و ذلك عندما امتنع على عليه السلام عن المبايعة و اعتصم فى بيته- قيل له: ان فيها فاطمه، و لم يقولوا: فيها على، ورد هو بغلظته: و ان يكن... ان المسالة لا تعدو اثارة الاحتمال المبنى على ما ذكرت و هو احتمال تحليلى علمى... كنا نقول ان هناك تحفظا بالرواية الواردة... و لان تحليل موقع الزهراء فى نفوس المسلمين- آنذاك- يجعلنا نستبعد انهم يجرءون على ذلك، حتى و لو كانوا فى اشد حالات الانحراف و الوحشية.... و لست الوحيد الذى اثار علامات الاستفهام حول ذلك، فقد سمعت من المرحوم عبدالحسين شرف الدين (قدس سره) فى عام 1955 قوله: ان الثابت عندنا انهم جاءوا بالحطب ليحرق بيت الزهراء عليهاالسلام فقالوا:ان بها الزهراء فقال: (و ان يكن). و هذا ايضا يؤكده الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) فى كتابه (فدك فى التاريخ) حيث يؤكد على هذه الرواية و لا يؤكد على غيرها، مما يدل على ان عنده تحفظا على غيرها...

و الخلاصة بعد كل هذا انه من المؤكد انهم جاءوا بالحطب ليحرقوا باب البيت، ولكن هناك من يقول انهم دخلوا البيت، و آخر من يقول انهم اكتفوا بالتهديد... الخ، حيث وقع الخلاف حول التفاصيل مما ادى الى وجود آراء متعددة حول المسالة».

هل احرق بيت الزهراء؟


و يكفى لتفنيد هذا التشكيك هو مخالفته للنصوص الواردة فى التاريخ، التى تؤكد على ان القوم جاءوا بقبس و انهم اشعلوا النار فى باب البيت، اما اصل التهديد بالاحراق فقد استفاض ذكره فى كتب الحديث و التاريخ، و اليك المصادر التى تتعرض لحدوث واقعة الاحراق:

1- كتاب سليم بن قيس المتوفى حدود سنة 76 ه فقد جاء فيه: «ثم دعا عمر بالنار فاضرمها فى الباب، فاحرق الباب ثم دفعه عمر فاستقبلته فاطمه عليهاالسلام و صاحت: يا ابتاه يا رسول الله».

[كتاب سليم بن قيس: ص 250 ط دار الفنون؛ ج 2، ص 864 ط نشر الهادى.]

2- الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبى المتوفى سنة 334 ه، فقد جاء فيه: «و جمع الحطب الجزل على النار لاحراق اميرالمؤمنين و فاطمه و الحسن و الحسين و زينب و رقية و ام كلثوم و فضة و اضرامهم النار على الباب... و اخذ النار فى خشب الباب».

[الهداية الكبرى: ص 407، و كذلك فى الصفحات: 179، 402.]

3- اثبات الوصية لعلى بن الحسن المسعودى المتوفى سنة 346 ه كما مر عليك آنفا عند التعرض لمسالة الدخول لبيت الزهراء عليهاالسلام.

4- الشافى فى الامامة للسيد على بن الحسين الموسوى «السيد المرتضى» المتوفى سنة 436 ه، فقد جاء فيه: «قال- اى القاضى عبدالجبار الصمدانى المعتزلى-: (فاما ما ذكروه من حديث عمر فى باب الاحراق فلو صح لم يكن طعنا على عمر لان له ان يهدد من امتنع عن المبايعة ارادة للخلاف على المسلمين لكنه غير ثابت لان اميرالمؤمنين قد بايع و كذلك الزبير و المقداد و الجماعة، و قد بينا القول فى ذلك فيما تقدم و ان التمسك بما تواتر به الخبر من بيعتهم اولى من هذه الروايات الشاذة)... فاما قوله: «ان حديث الاحراق ما صح، و لو صح لم يكن طعنا لان له ان يهدد من امتنع من المبايعة ارادة للخلاف على المسلمين» فقد بينا ان خبر الاحراق قد رواه غير الشيعة ممن لا يتهم على القوم، و ان دفع الروايات بغير حجة اكثر من نفس المذاهب المختلف فيها لا يجدى شيئا، و الذى اعتذر به من حديث الاحراق اذا صح طريف، و اى عذر لمن اراد ان يحرق على اميرالمؤمنين و فاطمه عليهماالسلام منزلهما؟ و هل يكون فى مثل ذلك علة يصغى اليها او تسمع و انما يكون مخالفا على المسلمين و خارقا لاجماعهم، اذا كان الاجماع

/ 42