تاريخ وفاة أبن الرومى - غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 3

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


نجاك يابن الحاجب الحاجب++

وليس ينجو مني الهارب

وأجابه إبن الحاجب بأبيات توجد في معجم المرزباني 453.

قال: فكان إبن الرومي معجبا بالحسين بن الضحاك يروي شعره ويستملح أخباره ويذكرها لاصحابه، وكان إبن الرومي يافعا يحضر مجالس الادب ويتلقي دروسه و الحسين في أوج شهرته يتناشد أشعاره ادباء الكوفة وبغداد ومدن العراق ثم ذكر بعض مارواه إبن الرومي من شعر إبن الضحاك نقلا عن الاغاني فقال:

وقد مات الحسين بن الضحاك وإبن الرومي في التاسعة والعشرين ولم نر في تاريخه ولا في تاريخ الحسين ما يشير إلى تلاقيهما في بغداد حيث عاش إبن الرومي معظم حياته، أو في غير بغداد حيث كان يرحل إبن الضحاك.

أما دعبل فإبن الرومي عارضه في موضعين أحدهما ألقصيدة الطائية التي نظمها دعبل حين اتهم خالدا بسرقة ديكه وإطعامه لضيوفه وقال في مطلعها:

أسر المؤذن خالد وضيوفه++

أسر الكمي هفا خلال الماقط

___________________________________

راجع من كتابنا ج 2 ص 379 ط ثاني.

ولآخر في قصيدة لدعبل مطلعها:

أتيت ابن عمرو فصادفته++

مريض الخلايق ملتائها

وكان دعبل فيما عدا ذلك متشيعا لآل علي غاليا في تشيعه

___________________________________

عزو باطل لايشوه به قدس تشيع مثل دعبل. فجذب ذلك كله نفس إبن الرومي الفتى نحوه وحبب إليه محاكاته ومجاراته، وربما كانت الرغبة في مجاراته إحدى دواعيه إلى الهجاء، ومات دعبل وإبن الرومي في الخامسة والعشرين ولا نعلم أنهما تعارفا أو كان بينهما لقاء.

وأما البحتري وأبوعثمان الناجم فالثابت أن إبن الرومي كان على معرفة و صحبة معهما، عرف البحتري في بيت الناجم وكان هذا صديقا له بقي على صداقته إلى يوم موته.

قال الاميني لابن الرومي قصيدة في البحتري وأدبه وشعره توجد منها أبيات في ثمار القلوب للثعالبي ص 200 و 342.

وأما علي بن الجهم المتوفى 249 فقد كان بينه وبين إبن الرومي برزخ واسع من اختلاف المذهب في الدين والشعر، فإبن الرومي متشيع، وإبن الجهم ناصب يذم عليا وآله" ولايلتقي الشيعي والناصب "كما يقول إبن الرومي. وكان إبن الجهم شديد النقمة على المعتزلة وعلى أهل العدل والتوحيد منهم خاصة يهجوهم ويدس لهم ويقول في زعيمهم احمد بن أبي داود:

ماهذه البدع التي سميتها++

بالجهل منك العدل والتوحيدا

وإبن الرومي كما مربك من هذه الجماعة، فمذهبه في الدين ينفره إبن الجهم ولا يرغبه في مجاراته، ولو تشابها فيما عدا ذلك من المزاح والنزعة، لقد يهون هذاالفارق ويسهل على إبن الرومي ألا غضاء عنه، وهو ناشئ يتلمس القدوة، ويخطوفي سبيل الشهرة، ولكنك تقره شعر إبن الجهم في فخره ومزاحه فيخيل إليك انك تقرأ كلام جندي يتنفج أو يعربد لخلوه من كل عاطفة غير عواطف الجند يقضون أوقاتهم بين الفجر و الضجيج واللهو والسكر، وليس بين هذه الطبيعة وطبيعة إبن الرومي مسرب للقدوة أو للمقاربة في الميل والاحساس.

وأما أبن المعتز فقد ولد في سنة سبع وأربعين ومأتين فلما أيفع وبلغ السن التي يقول فيها الشعر كان إبن الرومي قد جاوز الاربعين أو ضرب في حدود الخمسين، ولما بلغ واشتهر له كلام يروى في مجالس الادباء كان إبن الرومي قد أوفى على الستين وفرغ من التعلم والاقتباس، ولو انعكس الامر وكان إبن المعتز هو السابق في الميلاد لما أخذ منه إبن الرومي شيئا، أو لكان أفسده سليقته بالاخذ عنه، لان إبن المعتز إنما إمتاز بين شعراء بغداد في عصره بمزاياه الثلاث وهي: البديع. والتوشيح. والتشبيه بالتحف والنفائس. وإبن الرومي لم يرزق نصيبا معدودا من هذه المزايا ولم يكن قط من أصحاب البديع أو أصحاب التشبيهات التي تدور على الزخرف، وتستفيد نفاستها من نفاسة المشبهات.

تاريخ وفاة أبن الرومى


قال إبن خلكان: توفي يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من جمادي الاولى سنة ثلاث و

ثمانين. وقيل: وسبعين ومأتين ودفن في مقبرة باب البستان. والذين جاؤا بعد إبن خلكان تابعوه في هذا الشك ولامسوغ لهذا الشك بامور

___________________________________

نحن نذكر ملخصها. ألاول قوله:

طربت ولم تطرب على حين مطرب++

وكيف التصابي بابن ستين أشيب؟!

فبملاحظة تاريخ ولادته المتسالم عليه بين أرباب المعاجم يوافق ستين مع سنة 281 فهو لم يمت في سنة 276 على التحقيق. ولايظن ان الستين هنا تقريبية لضرورة الشعر فإنه ذكر الخمس والخسمين في موضع آخر حيث قال.

كبرت وفي خمس وخمسين مكبر++

وشبت فألحاظ المها عنك نفر

___________________________________

ذكر الخمس والخمسين في هذا البيت لاينافي تقريبية الستين في سابقه.

ألثاني: ما في مروج الذهب ج 2 ص 488 للمسعودي من أن قطر الندى بنت خمارويه وصلت إلى مدينةالسلام إبن الجصاص في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين ففي ذلك يقول إبن الرومي.

ياسيد العرب الذي زفت له++

باليمن والبركات سيدة العجم

قال الاميني قال الطبري في تاريخه 11 ص 345: كان دخولهم بغداد يوم الاحد لليلتين خلتا من المحرم سنة 282.

ألثالث: مقطوعاته التي نظمها الشاعر في العرس الذي احتفل به الخليفة سنة إثنتين وثمانين.

قال الاميني ومما ينفي الشك عن عدم وقوع وفاة المترجم سنة 270 قصيدته التي يمدح بها المعتضد بالله أبا العباس أحمد في أيام خلافته وقد بويع له في شهر رجب بعد عمه المعتمد سنة 279 قال فيها:

هنيئا بني العباس إن إمامكم++

إمام الهدى والبأس والجود أحمد

كما بأبي العباس انشئ ملككم++

كذا بأبي العباس ايضا يجدد

قال العقاد: وأما التاريخين الآخرين: أي سنة ثلاث وأربع وثمانين فعندنا تاريخ اليوم والشهر من اولاهما وليس عندنا مثل ذلك من الثانية وهذا مما يرجح وفاته في سنة ثلاث وثمانين دون أربع وثمانين.

قال الاميني لم نعرف وجه الترجيح يذكر تاريخ اليوم والشهر لمجرده مع قطع النظر عما ذكره بعد من مضاهاة التاريخ بقوله:

ويقوي هذا الترجيح ان مضاهاة التواريخ تثبت لنا ان جمادي الاخرى من سنة ثلاث وثمانين بدأت يوم جمعة فيكون يوم الاربعاء قد جاء لليلتين بقيتا من جمادي الاولى في تلك السنة كما جاء في تاريخ الوفاة، وقد ضاهينا هذا اليوم على التاريخ الافرنجي فوجدناه يوافق الرابع عشر من شهر يونيو، أي يوافق أبان الصيف في العراق، وإبن الومي مات في الصيف كما يؤخذ من قول الناجم انه دخل عليه في مرضه الذي مات فيه وبين يديه ماء مثلوج فيجوز لنا على هذا أن نجزم بأن أصح التواريخ الاول و هو: يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من جمادي الاولى سنة ثلاث وثمانين.

شهادة أبن الرومى


ألاقوال بعد ذلك مجمعة على موت إبن الرومي بالسم وان الذي سمه هو القاسم بن عبيد الله أو أبوه قال إبن خلكان في وفيات الاعيان ج 1 ص 386: ان الوزير أبا الحسين القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب وزير الامام المعتضد كان يخاف من هجوه و فلتات لسانه بالفحش فدس عليه إبن فراش فأطعمه خشكنامجه مسمومة وهو في مجلسه فلما أكلها أحس بالسم فقام فقال له الوزير: إلى أين تذهب؟! فقال: إلى الموضع الذي بعثتني إليه. فقال له: سلم على والدي. فقال له: ماطريقي على النار.

وقال الشريف المرتضى في أماليه "ج 2 ص 101": انه قد اتصل بعبيد الله ابن سليمان بن وهب أمر على بن العباس الرومي وكثرة مجالسته لابي الحسين القاسم فقال لابي الحسين: قد أحببت أن أرى إبن روميك هذا فدخل يوما عبيد الله إلى أبي الحسين وإبن الرومي عنده فاستنشده من شعره فأنشده وخاطبه فرآه مضطرب العقل جاهلا فقال لابي الحسين بينه وبينه: إن لسان هذا أطول من عقله، ومن هذه صورته لاتؤمن عقار به عند أول عتب ولا يفكر في عاقبته، فأخرجه عنك. فقال: أخاف حينئذ أن يعلن مايكتمه في دولتنا ويذيعه في تمكننا. فقال: يابني؟ إني لم ارد باخراجك له طرده فاستعمل فيه بيت أبي حية النميري:

فقلن لها سرا: فديناك لايرح++

سليما، وإلا تقتليه فألممي

فحدث القاسم بن فراس بماجرى وكان أعدى الناس لابن الرومي وقد هجاه بأهاج قبيحة فقال له: الوزير أعزه الله أشار بأن يغتال حتى يستراح منه وأنا أكفيك ذلك. فسمه في الخشكنانج فمات. قال الباقطاني: والناس يقولون: ماقتله إبن فراس وإنما قتله عبيد الله.

ثم ضعف الرواية الاولى بأن عبيد الله بن سليمان مات سنة 288 بعد وفات إبن الرومي فلا معنى لقول القاسم له: سلم على والدي. ووالده بقيد الحياة.

واستشكل في الرواية الثانية بأن عبيد الله كانت له سوابق معرفة مع إبن الرومي فلايتم مافيها من طلبه رؤيته.

وأنت ترى أن التضعيف الثاني ليس في محله إذ الرؤية المطلوبة لعبيد الله كما يظهر من نفس الرواية رؤية إختبار لا مجرد رؤية حتى تنافي التعارف والاجتماع قبلها، فيحتمل عندئذ ان عبيد الله هو القائل: سلم على والدي. لاإبنه، والله العالم.

الحماني الافوه

___________________________________

تبعا علي المؤرخين ذكرناه في هذا القرن.



غديرية الحمانى


ألمتوفى 301

إبن الذي ردت عليه الشم++

س في يوم الحجاب

وابن القسيم النار في++

يوم المواقف والحساب

مولاهم يوم "الغدير"++

برغم مرتاب وآبي

___________________________________

امتدح بها بعض أهل البيت الطاهر، ذكرها ابن شهر اشوب في المناقب 1 ص 462.

وله:

قالوا: أبوبكر له فضله++

قلنا لهم: هنأه الله

نسيتم خطبة "خم" وهل++

يشبه العبد بمولاه؟!

إن "عليا" كان مولى لمن++

كان رسول الله مولاه

___________________________________

ذكرها البياضي في صراطه المستقيم.

ترجمة الحمانى


أبوالحسين علي بن محمد بن جعفر محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام الكوفي الحماني المعروف بالافوه. وفي لباب الانساب: يلقب هو ووالده محمد بالحمال. ويقال لاولاده: بنو الحمال.

حمان بكسر المهملة وتشديد الميم محلة بالكوفة والنسبة إلى حمان قبيلة من تميم وهم: بنو حمان بن عبدالعزيز بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. واسم حمان: عبدالعزى. وقد سكن هذه المحلة من نسب إليها وإن لم يكن منها

___________________________________

معجم البلدان 3 ص 335، اللباب 1 ص 316. فما في بعض المعاجم ضبطه بالمعجمة تصحيف.

ألمترجم له في الرعيل الاول من فقهاء العترة ومدرسيهم في عاصمة التشيع بالعراق في القرون الاولى "ألكوفة" وفي السنام الاعلى من خطباء بني هاشم وشعرائهم المفلقين، وقد سار بذكره وبشعره الركبان، وعرفه القريب والبعيد بحسن الصياغة وجودة السرد، أضف إلى ذلك علمه الغزير، ومجده الاثيل، وسؤدده الباهر، ونسبه العلوي الميمون، وحسبه الوضاح إلى فضايل جمة تسنمت به إلى ذروة الخطر المنيع.

سأل المتوكل إبن الجهم من أشعر الناس؟ فذكر شعراء الجاهلية والاسلام، ثم انه سأل أبا الحسن ألامام علي بن محمد الهادي فقال: الحماني حيث يقول:

لقد فاخرتنا من قريش عصابة++

بمد خدود وامتداد أصابع

فلما تنازعنا المقال قضى لنا++

عليهم بما يهوى نداء الصوامع

ترانا سكوتا والشهيد بفضلنا++

عليهم جهير الصوت في كل جامع

فإن رسول الله أحمد جدنا++

ونحن بنوه كالنجوم الطوالع

قال: ومانداء الصوامع ياأبا الحسن؟! قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، جدي أم جدك؟! فضحك المتوكل ثم قال: هو جدك لاندفعك عنه.

هذا الحديث ذكره الجاحظ في المحاسن والاضداد ص 104، والبيهقي في المحاسن والمساوي 1 ص 74 غير ان فيها: الرضى. مكان أبى الحسن. وأحسبه تصحيف المرتضى وهو لقب الامام الهادي سلام الله عليه.

ورواه شيخ الطايفة في أماليه ص 180، وبهاء الدين في تاريخ طبرستان ص 224، وإبن شهر اشوب في المناقب 5 ص 118 ط هند.

وأثنى عليه المسعودي في مروج الذهب 2 ص 322 في كلام يأتي له وقال:كان علي بن محمد الحماني مفتيهم بالكوفة وشاعرهم ومدرسهم ولسانهم، ولم يكن أحد بالكوفة من آل علي بن أبي طالب يتقدمه في ذلك الوقت.

وذكره النسابة العمري في المجدي وأطراه بما ملخصه: كان مشهورا بالشعر رثى يحيى بن عمرو كان أشعر ولد أبيه يكنى أبا الحسين. وقال في ترجمة الشريف الرضي: هو أشعر قريش إلى وقتنا وحسبك أن يكون قريش في أولها الحرث بن هشام والعبلي وعمر بن أبي ربيعة وفي آخرها بالنسبة إلى زمانه محمد بن صالح الموسوي وعلي بن محمد الحماني.

وذكره الرفاعي في صحاح الاخبار ص 40 وقال: كان شهما شجاعا شاعرا مفلقا وخطيبا مصقعا. وأثنى عليه بالعلم وجودة الشعر سهل بن عبدالله البخاري النسابة في سر السلسلة وصاحب بحر الانساب المشجر "والبيهقي في" لباب الانساب وإبن المهنا في عمدة الطالب 269 وذكر الاخير: ان له ديوان شعر مشهور.

وقال الحموي في معجم الادباء 5 ص 285 في ترجمة محمد بن أحمد الحسيني العلوي بعد ما أثنى عليه بأنه شاعر مفلق، وعالم محقق، شائع الشعر، نبيه الذكر، ليس في ولد الحسن من يشبهه، بل يقاربه علي بن محمد الافوه.

وحكى صاحب نسمة السحر عن الحموي انه قال: كان المترجم في العلوية من الشهرة والادب والطبع كعبد الله بن المعتز في العباسية وكان يقول: أنا شاعر وأبي شاعر وجدي شاعر إلى أبي طالب.

كان سيدنا الحماني، في جانب عظيم من الاباء والحماسة وقوة القلب، ورباطة الجاش، وصراحة اللهجة، والجرأة على مناوئيه. كل ذلك وراثة من سلفه الطاهر وبيته الرفيع، قال المسعودي: لما دخل الحسن بن إسماعيل الكوفة وهو صاحب الجيش الذي لقي يحيى بن عمر الشهيد سنة 250 قعد على سلامه ولم يمض إليه ولم يختلف عن سلامه أحد من آل علي بن أبي طالب الهاشميين، وكان علي بن محمد الحماني مفتيهم بالكوفة إلى أن قال: فتفقده الحسن بن إسماعيل وسأل عنه وبعث بجماعة فأحضروه فأنكر الحسن تخلفه فأجابه علي بن محمد بجواب مستقتل آيس من الحياة فقال: أردت أن آتيك مهنا بالفتح وداعيا بالظفر. وأنشد شعرا لا يقوم على مثله من يرغب في الحياة:

قتلت أعز من ركب المطايا++

وجئتك أستلينك في الكلام

وعز علي أن ألقاك إلا++

وفيما بيننا حد الحسام

ولكن الجناح إذا اهيضت++

قوادمه يرف على الاكام

فقال له الحسن بن إسماعيل: أنت موتور فلست انكرما كان منك. وخلع عليه وحمله إلى منزله

___________________________________

مروج الذهب 2 ص 322 وفي طبعة 411.

حبسه أبوأحمد الموفق بالله المتوفى 278 مرتين مرة لكفالته بعض أهله. ومرة لسعاية عليه من انه يريد الخروج على الخليفة فكتب إليه من الحبس:

قد كان جدك عبدالله خير أب++

لابني علي حسين الخير والحسن

فالكف يوهن منها كل أنملة++

ماكان من اختها الاخرى من الوهن

فلما وصل إليه الشعر كفل وخلى سبيله، فلقيه أبوعلى وقال له: قد عدت إلى وطنك الذي تلذه، وإخوانك الذين تحبهم. فقال: ياأبا علي؟ ذهب الاتراب والشباب والاصحاب وأنشد:

هبني بقيت على الايام والابد++

ونلت ماشئت من مال ومن ولد

من لي برؤية من قد كنت آلفه++

وبالشباب الذي ولى ولم يعد

لافارق الحزن قلبي بعد فرقتهم++

حتى تفرق بين الروح والجسد

___________________________________

مروج الذهب 2 ص 323، وفي طبعة 414، أنوار الربيع ص 481.

ومن نماذج شعره قوله:

بين الوصي وبين المصطفى نسب++

تختال فيه المعالي والمحاميد

كانا كشمس نهار في البروج كما++

أدارها ثم أحكام وتجويد

كسيرها انتقلا من طاهر علم++

إلى مطهرة آبائها صيد

تفرقا عند عبدالله واقترنا++

بعد النبوة توفيق وتسديد

وذر ذو العرش ذر اطاب بينهما++

فأنبث نور له في الارض تخليد

نور تفرع عند البعث فانشعبت++

منه شعوب لها في الدين تمهيد

هم فتية كسيوف الهند طال بهم++

على المطاول آباء مناجيد

قوم لماء المعالي في وجوههم++

عند التكرم تصويب وتصعيد

يدعون أحمد إن عد الفخار أبا++

والعود ينسب في أفنائه العود

والمنعمون إذا مالم تكن نعم++

والذائدون إذا قل المذاويد

أوفوا من المجد والعلياء في قلل++

شم قواعدهن الفضل والجود

ماسود الناس إلا من تمكن في++

أحشائه لهم ود وتسويد

سبط الاكف إذا شيمت مخايلهم++

اسد اللقاء إذا صيد الصناديد

يزهو المطاف إذا طافوا بكعبته++

وتشرإب

___________________________________

اشرأب للشيئ واليه: مدعنقه لينظره. والاسم منه الشرأبيبة. كالطمأنينة. لهم منها القواعيد

في كل يوم لهم بأس يعاش به++

وللمكارم من أفعالهم عيد

محسدون ومن يعقد بحبهم++

حبل المودة يضحى وهو محسود

___________________________________

في نهاية الارب:محسدون ومن يعلق بحبهم من البرية يصبح وهو محمود.

لاينكر الدهر إن ألوى بحقهم++

فالدهر مذكان مذموم ومحمود

___________________________________

الفصول المختارة 1 ص 19، مناقب ابن شهر اشوب 5 ص 21، نهاية الارب 3 ص 184، مجالس المؤمنين نقلا عن الشريف المرتضى ص 468.

ولعل قوله: محسدون. إشارة إلى قوله تعالى: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله. وقد ورد فيها، أنهم الائمة من آل محمد. قال إبن أبي الحديد في شرح النهج 2 ص 236: إنها نزلت في علي عليه السلام وما خص به من العلم. وأخرج إبن حجر في "الصواعق" ص 91 عن الباقر عليه السلام انه قال في هذه الآية: نحن الناس والله.

حسدو الفتى إذ لم ينالوا سعيه++

فالناس أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها++

حسدا وبغضا: إنه لدميم

وأخرج الفقيه إبن المغازلي في 'المناقب' عن إبن عباس: إن الآية نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه. وقال الصبان في "إسعاف الراغبين" هامش نور الابصار ص 109: أخرج بعضهم عن الباقر في قوله تعالى: أم يحسدون الناس على ماآتاهم من فضله. انه قال: أهل البيت هم الناس.

وذكر أبوالفرج في "المقاتل" ص 420 للحماني قوله يرثي به يحيى الشهيد:

فإن يك يحيى أدرك الحتف يومه++

فما مات حتى مات وهو كريم

ومامات حتى قال طلاب نفسه:++

سقى الله يحيى إنه لصميم

فتى آنست بالبأس والروع نفسه++

وليس كما لاقاه وهو سئوم

إلى آخر الابيات

وذكر له المسعودي وأبوالفرج في رثاء يحيى ايضاقوله:

تضوع مسكا جانب النهر إذ ثوى++

وما كان إلا شلوه يتضوع

/ 43