غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 3

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


من خصه جبريل من رب العلى++

بتحية من ربه وحباه؟!

أظننتم أن تقتلوا أولاده++

ويظلكم يوم المعاد لواه؟!

أو تشربوا من حوضه بيمينه++

كأسا وقد شرب الحسين دماه؟!

طوبى لمن ألقاه يوم اوامه++

فاستل يوم حياته وسقاه

قد قال قبلي في قريض قائل:++

ويل لمن شفعائه خصماه

أنسيتم يوم الكساء وإنه++

ممن حواه مع النبي كساه؟!

يارب إني مهتد بهداهم++

لا أهتدي يوم الهدى بسواه

أهوى الذي يهوى النبي وآله++

أبدا وأشنأكل من يشناه

وأقول قولا يستدل بأنه++

مستبصر من قاله ورواه

شعرا يود السامعون لو أنه++

لاينقضي طول الزمان هداه

يغري الرواة إذا روته بحفظه++

ويروق حسن رويه معناه

ترجمة ألامير أبوفراس


أبوفراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد بن المثنى بن رافع بن الحارث بن عطيف بن محربة بن حارثة بن مالك بن عبيد بن عدي بن اسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب الحمداني التغلبي.

ربما يرتج القول في المترجم وأمثاله، فلا يدري القائل ماذا يصف، أيطريه عند صياغة القول؟ أو يصفه عند قيادة العسكر: وهل هو عند ذلك أبرع؟ أم عند هذا أشجع؟ وهل هو لجمل القوافى أسبك؟ أم لازمة الجيوش أملك؟ والخلاصة أن الرجل بارع في الصفتين، ومتقدم في المقامين، جمع بين هيبة الملوك، وظروف الادباء، وضم إلى جلالة الامراء لطف مفاكهة الشعراء، وجمع له بين السيف و القلم، فهو حين ماينطق بفم كما هو عند ثباته على قدم، فلا الحرب تروعه، ولا القافية تعصيه، ولا الروع يهزمه، ولا روعة البيان تعدوه، فلقد كان المقدم بين شعراء عصره كما انه كان المتقدم على امرائه، وقد ترجم بعض أشعاره إلى اللغة الالمانية

كما في دائرة المعارف الاسلامية.

قال الثعالبي في يتيمة الدهر ج 1 ص 27: كان فرد دهره، وشمس عصره، أدبا وفضلا، وكرما ونبلا، ومجدا وبلاغة وبراعة، وفروسية وشجاعة، وشعره مشهور سائر بين الحسن والجودة، والسهولة والجزالة، والعذوبة والفخامة، والحلاوة والمتانة، ومعه رواء الطبع، وسمة الظرف، وعزة الملك، ولم تجتمع هذه الخلال قبله إلا في شعر عبدالله بن المعتز، وأبوفراس يعد أشعر منه عند أهل الصنعة، ونقدة الكلام، وكان الصاحب يقول: "بدئ الشعر بملك وختم بملك" يعني إمرؤ القيس وأبا فراس، وكان المتنبي يشهد له بالتقدم والتبريز، ويتحامى جانبه، فلا يتبري لمباراته، ولايجترئ على مجاراته، وإنما لم يمدحه ومدح من دونه من آل حمدان تهيبا له وإجلالا، لا اغفالا وإخلالا، وكان سيف الدولة يعجب جدا بمحاسن أبي فراس، ويميزه بالاكرام عن ساير قومه، ويصطنعه لنفسه، ويصطحبه في غزواته، ويستخلفه على أعماله، وأبوفراس ينثر الدر الثمين في مكاتباته إياه، ويوافيه حق سؤدده ويجمع بين أدبي السيف والقلم في خدمته.

وتبعه في إطرائه والثناء عليه إبن عساكر في تاريخه ج 2 ص 440. وإبن شهر اشوب في معالم العلماء. إبن الاثير في الكامل ج 8 ص 194. إبن خلكان في تاريخه ج 1 ص 138. أبوالفدا في تاريخه ج114 2 . أليافعي في مرآة الجنان ج 2 ص 369. و مؤلفي شذرات الذهب ج 3 ص 24. مجالس المؤمنين ص 411. رياض العلماء. أمل الآمل ص 266. منتهى المقال ص 349. رياض الجنة في الروضة الخامسة. دائرة المعارف للبستاني ج 2 ص 300. دائرة المعارف لفريد وجدي ج 7 ص 150. روضات الجنات ص 206. قاموس الاعلام للزركلي ج 1 ص 202. كشف الظنون ج 1 ص 502. تاريخ آداب اللغة ج 2 ص 241. ألشيعة وفنون الاسلام 107. معجم المطبوعات. دائرة المعارف الاسلامية ج 1 ص 387. وجمع شتات ترجمته وأوعى سيدنا المحسن الامين في 260 صحيفة في أعيان الشيعة في الجزء الثامن عشر ص 298 -29.

كان المترجم يسكن منبج، وينتقل في بلاد الشام في دولة إبن عمه أبي الحسن سيف الدولة، واشتهر في عدة معارك معه، حارب بها الروم، أسر مرتين فالمرة

الاولى ب "مغارة الكحل" سنة 348 وما تعدوا به "خرشنة" وهي قلعة ببلاد الروم والفرات يجري من تحتها، وفيها يقال: إنه ركب فرسه وركضه برجله فأهوى به من أعلا الحصن إلى الفرات والله أعلم.

والمرة الثانية: أسرته الروم على منبج، وكان متقلدابها في شوال سنة 351، اسر وهو جريح وقدأصابه سهم بقي نصله في فخذه وحصل مثخنا بخرشنة ثم بقسطنطينة وأقام في الاسر أربع سنين، لتعذر المفاداة واستفكه من الاسر سيف الدولة سنة 355، وقد كانت تصدر أشعاره في الاسر والمرض، واستزادة سيف الدولة وفرط الحنين إلى أهله وإخوانه وأحبائه والتبرم بحاله ومكانه، عن صدر حرج، وقلب شج، تزداد رقة ولطافة، تبكي سامعها، وتعلق بالحفظ لسلاستها، تسمى بالروميات.

قال إبن خالويه: قال أبوفراس: لما حصلت بالقسطنطينة أكرمني ملك الروم إكراما لم يكرمه أسيرا قبلي، وذلك ان من رسومهم أن لايركب أسير في مدينة ملكهم دابة قبل لقاء الملك، وأن يمشي في ملعب لهم يعرف بالبطوم مكشوف الرأس ويسجد فيه ثلاث سجدات أو نحوها، ويدوس الملك رقبته في مجمع لهم يعرف بالتوري، فأعفاني من جميع ذلك ونقلني لوقتي إلى دار وجعل لي "برطسان" يخدمني، و أمر بإكرامي ونقل من أردته من أسارى المسلمين إلي، وبذل لي المفاداة مفردا، وأبيت بعدما وهب الله لي من الكرامة ورزقته من العافية والجاه أن أختار نفسي على المسلمين، وشرعت مع ملك الروم بالفداء ولم يكن الامير سيف الدولة يستبقي أسارى الروم، فكان في أيديهم فضل ثلاثة آلاف أسير ممن اخذ من الاعمال والعساكر فابتعتهم بمأتي ألف دينار رومية على أن يوقع الفداء واشتري هذه الفضيلة وضمنت المال والمسلمين وخرجت بهم من القسطنطينة وتقدمت بوجوههم إلى "خرشنة" ولم يعقد قط فداء مع أسير ولاهدنة فقلت في ذلك شعرا:

ولله عندي في الاسار وغيره++

مواهب لم يخصص بها أحد قبلي

حللت عقودا أعجز الناس حلها++

ومازال عقدي لايذم ولا حلي

إذا عاينتني الروم كبر صيدها++

كأنهم أسرى لدي وفي كبلي

وأوسع أياما حللت كرامة++

كأني من أهلي نقلت إلى أهلي

فقل لبني عمي وأبلغ بني أبي:++

بأني في نعماء يشكرها مثلي

وماشاء ربي غير نشر محاسني++

وأن يعرفوا ماقد عرفتم من الفضل

وقال يفتخر وقد بلغه أن الروم قالت: ماأسرنا أحدا لم نسلب ثيابه غير أبي فراس.

أراك عصي الدمع شيمتك الصبر++

أما للهوى نهي لديك ولا أمر؟

بلى أنا مشتاق وعندي لوعة++

ولكن مثلي لايذاع له سر

إذ الليل أضواني بسطت يد الهوى++

وأذللت دمعا من خلائقه الكبر

تكاد تضئ النار بين جوانحي++

إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

ويقول فيها:

اسرت وماصحبي بعزل لدى الوغى++

ولافرسي مهر ولا ربه غمر

ولكن إذا حم القضاء على أمرئ++

فليس له بر يقيه ولا بحر

وقال اصيحابي: الفرار أو الردى++

فقلت: هما أمران أحلاهما المر

ولكنني أمضي لما لايعيبني++

وحسبك من أمرين خيرهما الاسر

يقولون لي: بعت السلامة بالردى ++

فقلت لهم: والله مانالني خسر

هو الموت فاختر ماعلالك ذكره++

ولم يمت الانسان ماحيه الذكر

ولاخير في رد الردى بمذلة++

كما رده يوما بسوأته عمرو

يمنون أن خلوا ثيابي وإنما++

على ثياب من دمائهم حمر

وقائم سيفي فيهم دق نصله++

وأعقاب رمحي منهم حطم الصدر

سيذكرني قومي إذا جد جد هم++

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

فإن عشت فالطعن الذي يعرفونه++

وتلك القنا والبيض والضمر الشقر

وإن مت فالانسان لابد ميت++

وإن طالت الايام وانفسح العمر

ولو سد غيري ماسددت اكتفوا++

به وماكان يغلو التبر لو نفق الصفر

ونحن اناس لاتوسط عندنا++

لنا الصدر دون العالمين أو القبر

تهون علينا في المعالي نفوسنا++

ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر

أعز بني الدنيا وأعلا ذوي العلا++

وأكرم من فوق التراب ولافخر

وقال لما اسر:

ماللعبيد من الذي++

يقضي به الله امتناع

ذدت الاسود عن الفرا++

ئس ثم تفرسني الضباع

وقال:

قد عذب الموت بأفواهنا++

والموت خير من مقام الذليل

إنا إلى الله لما نابنا++

وفي سبيل الله خير السبيل

وقال لما ورد أسيرا بخرشنة:

إن زرت خرشنة أسيرا++

فلكم حللت بها مغيرا

ولقد رأيت السبي يجلب++

نحونا حوا وحورا

ولقد رأيت النار تنتهب++

المنازل والقصورا

من كان مثلي لم يبت++

إلا أميرا أو أسيرا

ليست تحل سراتنا++

إلا الصدور أو القبورا

ولما ثقل الجراح وآيس من نفسه وهو أسير كتب إلى والدته يعزيها بنفسه:

مصابي جليل والعزاء جميل++

وعلمي بأن الله سوف يديل

وإني لفي هذا الصباح لصالح++

ولي كلما جن الظلام غليل

ومانال مني الاسر ماتريانه++

ولكنني دامي الجراح عليل

جراح تحاماه الاساة مخافة++

وسقمان باد منهما ودخيل

وأسر أقاسيه وليل نجومه++

أرى كل شيئ وغيرهن يزول

تطول بي الساعات وهي قصيرة++

وفي كل دهر لايسرك طول

تناساني الاصحاب إلا عصابة++

ستلحق بالاخرى غدا وتحول

وإن الذي يبقي على العهد منهم++

وإن كثرت دعواهم لقليل

اقلب طرفي لا أرى غير صاحب++

يميل مع النعماء كيف تميل

وصرنا نرى أن المتارك محسن++

وإن خليلا لايضر وصول

وليس زماني وحده بي غادر++

ولاصاحبي دون الرجال ملول

وما أثري يوم اللقاء مذمم++

ولاموقفي عند الاسار ذليل

تصفحت أقوال الرجال فلم يكن++

إلى غير شاك للزمان وصول

أكل خليل هكذا غير منصف++

وكل زمان بالكرام بخيل

نعم دعت الدنيا إلى الغدر دعوة++

أجاب إليها عالم وجهول

وقبلي كان الغدر في الناس شيمة++

وذم زمان واستلام خليل

وفارق عمرو بن الزبير شقيقه++

وخلى أميرالمؤمنين عقيل

فياحسرتي من لي بخل موافق++

يقول بشجوي مرة وأقول

وإن وراء الستر اما بكاؤها++

علي وإن طال الزمان طويل

فيا امنالا تعدمي الصبر إنه++

إلى الخير والنجح القريب رسول

وياامنا لاتحبطي الاجر إنه++

على قدر الصبر الجميل جزيل

وياامنا صبرا فكل ملمة++

تجلي على علاتها وتزول

أمالك في ذات النطاقين أسوة

___________________________________

ذات النطاقين هي اسماء بنت ابي بكر.++

بمكة والحرب العوان تجول

أراد ابنها أخذ الامان فلم يجب++

وتعلم علما إنه لقتيل

تأسي كفاك الله ما تحذرينه++

فقد غال هذا الناس قبلك غول

وكوني كما كانت باحد صفية++

ولم يشف منها بالبكاء غليل

فمارد يوما حمزة الخير حزنها++

إذا ماعلتها زفرة وعويل

لقيت نجوم الافق وهي صوارم++

وخضت ظلام الليل وهو خيول

ولم أرع للنفس الكريمة خلة++

عشية لم يعطف علي خليل

ولكن لقيت الموت حتى تركته++

وفيه وفي حد الحسام فلول

ومن لم يق الرحمن فهو ممزق++

ومن لم يعز الله فهو ذليل

ومن لم يرده الله في الامر كله++

فليس لمخلوق إليه سبيل

وإن هو لم يدللك في كل مسلك++

ظللت ولو أن السماك دليل

إذا ماوقاك الله أمرا تخافه++

فما لك مما تتقيه مقيل

وإن هو لم ينصرك لم تلق ناصرا++

وإن جل أنصار وعز قبيل

ومادام سيف الدولة الملك باقيا++

فظلك فياح الجناب ظليل

قال إبن خالويه: وقال يصف أيامه ومنازله بمنبج وكان ولايته وأقطاعه وداره بها، ويعرض بقوم بلغه شماتتهم فيه وهو في أسر الروم:

قف في رسوم المستجاب++

وناد أكناف المصلا

فالجوسق الميمون فا لسقياء++

فالنهر المعلا

أو طنتها زمن الصبا++

وجعلت منبج لي محلا

حرم الوقوف بها علي++

وكان قبل اليوم حلا

حيث التفت وجدت ماء++

سائحا وسكنت ظلا

تزداد واد غير قاص++

منزلا رحبا مطلا

وتحل بالجسرالجنان++

وتسكن الحصن المعلى

تجلو عرائسه لنا++

بالبشر جنب العيش سهلا

والماء يفصل بين زهر++

الروض في الشطين فصلا

كبساط وشي جردت++

أيدي القيون عليه نصلا

من كان سر بما عراني++

فليمت ضرا وهزلا

لم أخل فيما نابني++

من أن اعز وأن احلا

مثلي إذا لقى الاسار++

فلن يضام ولن يذلا

رعت القلوب مهابة++

وملاتها نبلا وفضلا

ماغص مني حادث++

والقرم قرم حيث حلا

أنى حللت فإنما++

يدعوني السيف المحلا

فلئن خلصت فإنني++

غيظ العدى طفلا وكهلا

ماكنت إلا السيف زاد++

على صروف الدهر صقلا

ولئن قتلت فإنما++

موت الكرام الصيد قتلا

لايشمتن بموتنا++

إلا فتى يفنى ويبلى

يغتر بالدنيا الجهول++

وليس في الدنيا مملا

قال إبن خالويه: تأخرت كتب سيف الدولة عن أبي فراس في أيام اسره، فذلك انه بلغه ان بعض الاسراء قال: إن ثقل هذا المال على الامير كاتبنا فيه صاحب

خراسان وغيره من الملوك وخففت علينا الاسر، وذكرانهم فرروا مع الروم إطلاق أسراء المسلمين بما يحملونه، فاتهم سيف الدولة أبا فراس بهذا القول، لضمانه المال للروم وقال: من أين تعرفه أهل خراسان؟ فقال أبوفراس هذ القصيدة وأنفذها إلى سيف الدولة.

قال الثعالبي: كتب أبوفراس إلى سيف الدولة: مفاداتي إن تعذرت عليك فأذن لي في مكاتبة أهل خراسان ومراسلتهم ليفادوني وينوبوا عنك في أمري فأجابه سيف الدولة: من يعرفك بخراسان؟ فكتب إليه أبوفراس:

أسيف الهدى وقريع العرب++

إلام الجفاء وفيم الغضب؟

ومابال كتبك قد أصبحت++

تنكبني مع هذي النكب؟

وأنت الكريم وأنت الحليم++

وأنت العطوف وأنت الحدب

___________________________________

الحدب من حدب وتحدب عليه: تعطف.

ومازلت تسبقني بالجميل++

وتنزلني بالمكان الخصب

وانك للجبل المشمخر++

إلي بل لقومك بل للعرب

وتدفع عن حوزتي الخطوب++

وتكشف عن ناظري الكرب

علا يستفاد وعاف يعاد++

وعز يشاد ونعمى ترب

وماغض مني هذا الاسار++

ولكن خلصت خلوص الذهب

ففيم يعرضني بالخمول++

مولى به نلت أعلى الرتب

وكان عتيدا لدي الجواب++

ولكن لهيبته لم أجب

أتنكر اني شكوت الزمان++

واني عتبتك فيمن عتب؟!

وإلا رجعت فاعتبتني++

وصيرت لي ولقومي الغلب

فلاتنسبن إلي الخمول++

أقمت عليك فلم اغترب

وأصبحت منك فإن كان فضل++

وإن كان نقص فأنت السبب

وإن خراسان إن أنكرت++

علاي فقد عرفتها حلب

ومن أين ينكرني الابعدون++

أمن نقص جد أمن نقص أب؟!؟!

ألست واياك من اسرة++

وبيني وبينك عرق النسب؟!

ودار تناسب فيها الكرام++

وتربية ومحل أشب

ونفس تكبر إلا عليك++

وترغب إلاك عمن رغب

فلاتعدلن فداك إبن عمك++

لابل غلامك عما يجب

وأنصف فتاك فإنصافه++

من الفضل والشرف المكتسب

أكنت الحبيب وكنت القريب++

ليالي أدعوك من عن كثب؟!

فلما بعدت بدت جفوة++

ولاح من الامر مالا احب

فلو لم أكن بك ذا خبرة++

لقلت صديقك من لم يغب

وكتب إليه إيضا:

زماني كله غضب وعتب++

وأنت علي والايام إلب

وعيش العالمين لديك سهل++

وعيشي وحده بفناك صعب

ألقصيدة 18 بيتا

وبلغ إليه نعي امه وهو في الحبس فقال يرثيها:

أيا ام الاسير بمن انادي؟++

وقدمت الايادي والشعور

إذا ابنك سار في بر وبحر++

فمن يدعو له أو يستجير؟!؟!

حرام أن يبيت قرير عين++

ولوم أن يلم به السرور

وقد ذقت المنايا والرزايا++

ولا ولد لديك ولاعشير

وغاب حبيب قلبك عن مكان++

ملائكة السماء به حضور

ليبكك كل يوم صمت فيه++

مصابرة وقد حمي الهجير

ليبكك كل ليل قمت فيه++

إلى أن يبتدي الفجر المنير

ليبكك كل مضطهد مخوف++

أجرتيه وقد قل المجير

ليبكك كل مسكين فقير++

أعنتيه وما في العظم رير؟؟

___________________________________

مخ رار ورير. ذائب فاسد من الهزال.

أيا اماه كم هول طويل++

مضى بك لم يكن منه نصير

أيا اماه كم سر مصون++

بقلبك مات ليس له ظهور

إلى من أشتكي وبمن اناجي++

إذا ضاقت بما فيها الصدور؟!؟!

بأي دعاء داعية أوقي++

بأي ضياء وجه أستنير؟!؟!

يمن يستدفع القدر المرجى++

بمن يستفتح الامر العسير؟!؟!

تسلي عنك إنا عن قليل++

إلى ماصرت في الاخرى نصير

ميلاده ومقتله


ولد المترجم سنة 320 وقيل 321 ويعين الاول ماحكاه إبن خالويه عن أبي فراس انه قال له: إن في سنة 339 كان سني 19 سنة، وقتل يوم الاربعاء لثمان من ربيع الآخر

___________________________________

حكاه عنه ابن خلكان في تاريخه، وصاحب شذرات الذهب. وعن الصابي في تاريخه

___________________________________

أرخه ابن عساكر في تاريخه بسنة خمسين وثلثمائة وهو ليس في محله. يوم السبت لليلتين خلتا من جمادي الاولى سنة

___________________________________

في كامل ابن الاثير: قرغويه. وفى الشذرات: فرغويه: وفي تاريخ ابن عساكر: ابن قرعونه. 357 وذلك انه لما مات سيف الدولة عزم أبوفراس على التغلب على حمص وتطلع إليها وكان مقيما بها فاتصل خبره إلى إبن اخته أبي المعالي إبن سيف الدولة وغلام أبيه قرعويه

___________________________________

كامل ابن الاثير. تاريخ ابى الفدا. وجرت بذلك بين أبي فراس وبين أبي المعالي وحشة، فطلبه أبوالمعالي فانحاز أبوفاس إلى "صدد" وهي قرية في طريق البرية عند حمص، فجمع أبوالمعالي الاعراب من بني كلاب وغيرهم وسيرهم في طلبه مع قرعويه، فأدركه ب "صدد" فكبسوه فاستأمن أصحابه واختلط هو بمن استأمن معهم، فقال قرعويه لغلام له: اقتله. فقتله وأخذ رأسه وتركت جثته في البرية حتى دفنها بعض الاعراب.

قال الثعالبي: دلت قصيدة قرأتها لابي إسحاق الصابي في مرثية أبي فراس على أنه قتل في وقعة كانت بينه وبين موالي اسرته.

وقال إبن خالويه: بلغني أن أبا فراس أصبح يوم مقتله حزينا كئيبا وكان قد قلق في تلك الليلة قلقا عظيما فرأته ابنته امرأة أبي العشائر كذلك فأحزنها حزنا شديدا ثم بكت وهو على تلك فأنشأ يقول كالذي ينعي نفسه وإن لم يقصد، وهذا آخر ماقاله من الشعر:

/ 43