غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 3

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


القهقرى، فتبقى مرتطمة بين هذه وبين تهالكها في الفجور وسيئ الخلق، فتعود دولة قيصرية ومملكة جاهلية.

ثم إن نفس الخليفة إذا شاهدمن استحوذ عليهم من الامم على هذه الاحوال، و علم أنه قد ملك الرقاب ولا منكر عليه من بينهم على مأثم يرتكبها أو سيئات يجترحها فإنه بالطبع يتوغل في غلوائه، ويزداد في انهماكه، ويشتد في التفرعن والاستعباد.

نهضة الامام المفدى


فأي خطر "أيها الخضري" أعظم على المجتمع الديني من هذه الاحوال؟! وأي مصلحة أعظم من اكتساح هذه المعرة؟ تدفع كل ديني غيور إلى النهوض في وجه هذه السلطة القاسية، وأي "عسف شديد ينوء الناس بحمله" أو "جور ظاهر لايحتمل" أشد مما ذكرنا؟! الذى يترك كل متدين أن يرى من واجبه الانكار عليه، والنهضة تجاهه ولو بمفرده، وإن علم أنه مقتول لامحالة، فإنه وإن يقتل في يومه لكن حياته الابدية في سبيل الدين والشريعة لاتزال مضعضعة لاركان الدولة الظالمة، وهو فيها يتلو على الملا صحيفة صاحبها السوداء، وانه كان مغتصبا ذلك العرش المقدس، و انه إنما وئد هذا الانسان دون إنكاره على جرائمه، ويتخذ الملا الواقف على حديثه درسا راقيا من التضحية، والمفادات دون المبدء الصحيح، فيقتصون أثره، ويحصل هناك قوم يرقبون لهذا المضحى فينهضون لثاراته، وفي الامة بقية ساخطة لمآثم المتغلب، وفتكه بالمنكر عليه، فتلتقي الروحان: الثائرة والساخطة، فتنهك هذه قوى الدولة الغاشمة، وتتثبط الاخرى عن مناصرتها، فيكون هناك بوار الظلم، وظهور الصالح العام.

وهكذا أثرت نهضة الحسين المقدسة حتى أجهزت على دولة الامويين أيام حمارهم، وهكذا علمت الامة دروسها الراقية، لكن "الخضري" ومن يلف لفه قد أعشى الجهل أبصارهم بصائرهم.

لم يكن حسين التضحية يريد ملكا عضوضا حتى كان خروجه قبل الاهبة خطأ عظيما كما يحسبه "الخضري" فيقول بملا فمه: فحيل بينه وبين مايشتهي وقتل دونه..

وإنما أراد الفادي الكريم والمجاهد الظافر التضحية في سبيل الدين، ليعلم الامة

بفظاظة الامويين، وقسوة سياستهم، وابتعادهم عن الناموس البشري فضلا عن الناموس الديني، وتوغلهم في الغلظة الجاهلية وعادات الكفر الدفين، ليعلم الملا الديني أنهم كيف لم يوقروا كبيرا ولم يرحموا صغيرا، ولم يرقوا على رضيع، ولم يعطفوا على إمرأة، فقدم إلى ساحات المفادات أغصان الرسالة، وأوراد النبوة، و أنوار الخلافة، ولم تبق جوهرة من هاتيك الجواهر الفردة، فلم يعتم هو ولا هؤلآء، إلا وهم ضحايا في سبيل تلك الطلبة الكريمة.

سل كربلا كم من حشا لمحمد++

نهبت بها وكم استجزت من يد

أقمار تم غالها خسف الردى++

واغتالها بصروفه الزمن الردي

وماكان حسين العظمة بالذي تذهب أعماله إدراج الرياح لما هو المعلوم بين امة جده من شموخ مكانته، ورفعة مقامه، وعلمه المتدفق، ورأيه الاصيل، وعدله الواضح، وتقواه المعلومة، وانه ريحانه رسول الله صلى الله عليه وآله المستقي من تيار فضله، فلن تجد بين المسلمين من ينكر عليه شيئا من هذه المآثر وإن كان ممن لايدين بخلافته، فما كانت الامة تفوه بشئ حول نهضته القدسية قبل التنقيب والنظر، وقد نقبوا وترووا فيها فوجدوها طبقا لصالح المجتمع، فلم يسمع من أحدهم غير تقديس أو إكبار، ولذلك لم تسمع اذن الدهر من أي أحد ماتجرأ به "الخضري" بقوله: أخطأ.

إنهم يقولون منكرا من القول وزورا.

فالذي نستفيده من تاريخ السبط المفدى هو وجوب النهوض في وجه كل باطل ومناصرة كل حق، ولابقاء هيكل الدين، ونشر تعاليمه، وبث أخلاقه، نعم: يعلمنا هذا التاريخ المجيد النزوع إلى إيثار الخلود في البقاء ولو باعتناق المنية على الحياة المخدجة تحت نير الاستعباد، والمبادرة إلى الانتهال من مناهل الموت لتخليص الامة من مخالب الجور والفجور، ويلزمنا بسلوك سنن المفاداة دون الحنيفية البيضاء، والنزول على حكم الاباء دون مهاوي الذل، هذا غيض من فيض من دروس سيدنا الحسين عليه السلام التي ألقاها على امة جده، لا ماجاء في مزعمة"الخضري" من أن التاريخ... إلخ.

وللخضري من ضرائب ماذكر بوائق جمة ضربنا عنها صفحا، وإنما أردنا ايقاظ شعور الباحث بما ذكر إلى سنخ آراءه الاموية.

يستخفون من الناس ولايستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون مالايرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا

"النساء: 108"

السنة والشيعة


بقلم السيد محمد رشيد رضا صاحب 'المنار'

لم يقصد صاحب هذه الرسالة نقدا نزيها، أو حجاجا صحيحا وان كان قد صبغها بصبغة الرد على العلامة الحجة في علوية الشيعة السيد محسن الامين العاملى "حياه الله وبياه" لكنه لم يتهجم على حصونه المنيعة الا بسباب مقذع، أو اهانة قبيحة، أو تنابز بالالقاب، أو هتك شائن، ومعظم قصده اغراء الدول الثلث العربية: العراقية و الحجازية واليمانية بالشيعة بأكاذيب وتمويهات، وعليه فليس من خطة الباحث نقد أمثالها، غير انه لم نجد منتدحا من الايعاز إلى شيئ من الاكاذيب والمخاريق المودعة فيها من وليدة فكرته أومانقله عن غيره متطلبا من علماء الشيعة تخطأه مايرونه فيها خطأ، وهو يعلم أن الاعراض عنها هو الحزم لما فيه من السياسة الدولية الخارجة عن محيط العلم والعلماء.

عز والتشيع الى ابن سبا والجواب عنه


بدأ رسالته بتاريخ التشيع ومذاهب الشيعة فجعل مبتدع اصوله عبدالله بن سبا اليهودي، ورأى خليفة السبئيين في إداراة دعاية التفرق بين المسلمين بالتشيع والغلو زنادقة الفرس، وعد من تعاليم غلاة الشيعة بدعة عصمة الائمة، وتحريف القرآن، والبدع المتعلقة بالحجة المنتظر، والقول بالوهية بعض الائمة والكفر الصريح.

وقسم الامامية على المعتدلة القريبة من الزيدية، والغلاة القريبة من الباطنية وقال: هم الذين لقحوا ببعض تعاليمهم الالحادية كالقول بتحريف القرآن وكتمان بعض آياته وأغربها في زعمهم سورة خاصة بأهل البيت يتناقلونها بينهم حتى كتب إلينا سائح سني مرة: انه سمع بعض خطبائهم في بلد من بلاد ايران يقرؤها يوم الجمعة على المنبر، وقد نقلها عنهم بعض دعاة النصرانية المبشرين، فهؤلاء الامامية الاثنى عشرية ويلقبون بالجعفرية درجات.

وعد من الامامية بدعة البابية ثم البهائية الذين يقولون بالوهية البهاء ونسخه

لدين الاسلام وإبطاله لجميع مذاهبه. ومن وراء هذه الكلم المثيرة للفتن والاحن يرى نفسه الساعي الوحيد في توحيد الكلمة والاصلاح بعد السيد جمال الدين الافغاني، ثم بسط القول الخرافي، والكلم القارصة.

والباحث يجد جواب كثير مما لفقه من المخاريق فيما مر من هذا الجزء من كتابنا، والسائح السني الذي أخبر صاحب "المنار" من خطيب ايران لم يولد بعد، ومثله الخطيب الذي كان يهتف بتلك السورة المختلفة في الجمعات، ولا ان الشيعة تقيم لتلك السورة المزعومة وزنا، ولا تراها بعين الكتاب العزيز: ولا تجري عليها أحكامه، وياليت الرجل راجع مقدمات تفسير العلامة البلاغي "آلاء الرحمان" وماقاله في حق هذه السورة وهو لسان الشيعة، وترجمان عقائدهم، ثم كتب ماكتب حولها.

ونحن نرحب بهذا الحجاج الذي يستند فيه إلى المبشر النصراني، ومن جهله الشائن عد البابية والبهائية من فرق الشيعة، والشيعة على بكرة أبيها لاتعتقد إلا بمروقهم عن الدين وبكفرهم وضلالهم ونجاستهم، والكتب المؤلفة في دحض أباطيلهم لعلماء الشيعة أكثر من أن تحصى وأكثرها مطبوع منشور.

فرية على أهل العراق و ايران و جوابها


قال: إختلال العراق دائما إنما هو من الارفاض، فقد تهرى أديمهم من سم ضلالهم، ولم يزالوا يفرحون بنكبات المسملين حتى أنهم اتخذوا يوم انتصار الروس على المسلمين عيدا سعيدا، وأهل ايران زينوا بلادهم يومئذ فرحا وسرورا ص 51

___________________________________

نقلها ومابعدها عن الالوسى في كتاب نسبه اليه كتبها إلى الشيخ جمال الدين القاسمى الدمشقى.

جواب: عجبا للصلافة. أيحسب هذا الانسان ان البلاد العراقية والايرانية غير مطروقة لاحد؟ أو أن أخبارهم لاتصل إلى غيرهما؟ أو أن الاكثرية الشيعية في العراق قد لازمها العمى والصمم عما تفرد برؤيته أو سماعه هذا المتقول؟ أو أنهم معدودون من الامم البائدة الذين طحنهم مر الحقب والاعوام؟ فلم يبق لهم من يدافع عن شرفهم، ويناقش الحساب مع من يبهتهم، فيسائل هذا المختلق عن أولئك النفر الذين يفرحون بنكبات المسلمين، أهم في عراقنا هذه مجرى الرافدين؟ أم يريد قارة لم تكتشف تسمى بهذا الاسم؟ ويعيد عليه هذا السؤال بعينه في ايران.

أما المسلمون القاطنون في تينك المملكتين ومن طرقهما من المستشرقين و السواح والسفراء وألموظفين فلا عهد لهم بهاتيك الافراح، والشيعة جمعاء تحترم نفوس المسلمين ودمائهم وأعراضهم وأموالهم مطلقا من غير فرق بين السني والشيعي فهي تستاء إذاما انتابت أي أحد منهم نائبة، ولم تقيد الاخوة الاسلامية المنصوصة عليها في الكتاب الكريم بالتشيع، ويسائل الرجل ايضا عن تعيين اليوم، أي يوم هو هذا العيد؟ وفي أي شهر هو؟ وأي مدينة ازدانت لاجله؟ وأي قوم ناؤا بتلك المخزات؟

لاجواب للرجل إلا الاستناد إلى مثل مااستند إليه صاحب الرسالة من سائح سني مجهول أو مبشر نصراني.

بغض الشيعة لبعض اهل البيت من الحسنيين و الحسينيين والجواب عنه


قال تحت عنوان: بغض الرافض لبعض أهل البيت:

إن الروافض كاليهود يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض "إلى أن قال": و يبغضون كثيرا من أولاد فاطمة رضي الله عنها بل يسبونهم كزيد بن علي بن الحسين وكذا يحيى إبنه فإنهم ايضا يبغضونه.

وكذا إبراهيم وجعفر ابنا موسى الكاظم رضي الله عنهم. ولقبوا الثاني بالكذاب مع أنه كان من أكابر الاولياء وعنه أخذ أبويزيد البسطامي

ويعتقدون ان الحسن بن الحسن المثنى، وابنه عبدالله المحض، وابنه محمد الملقب بالنفس الزكية ارتدوا "حاشاهم" عن دين الاسلام.

وهكذا اعتقدوا في إبراهيم بن عبدالله.

وزكريا بن محمد الباقر.

ومحمد بن عبدالله بن الحسين بن الحسن.

ومحمد بن القاسم بن الحسن.

ويحيى بن عمر الذي كان من أحفاد زيد بن علي بن الحسين.

وكذلك في جماعة حسنيين وحسينيين كانوا قائلين بإمامة زيد بن علي بن الحسين، إلى غير ذلك مما لا يسعه المقام، وهم حصروا حبهم بعدد منهم قليل، كل فرقة منهم تخص عددا وتلعن الباقين، هذا حبهم لاهل البيت والمودة في القربى المسؤول عنها 52 تا 54

جواب: هذه سلسلة أوهام حسبهاالآلوسي حقايق، أو أنه أراد تشويه سمعة الشيعة ولو بأشياء مفتعلة، فذكر أحكاما بعضها باطل بانتفاء موضوعه، وجملة منها لانها أكاذيب.

أما زيد بن علي الشهيد فقد مر الكلام فيه وفي مقامه وقداسته عند الشيعة جمعاء راجع ص 69 تا 76.

أما يحيى بن زيد الشهيد إبن الشهيد فحاشا أن يبغضه شيعي، وهو ذلك الامامي البطل المجاهد، يروي عن أبيه الطاهر أن الائمة اثنا عشر، وسماهم بأسمائهم و قال: إنه عهد معهود عهده إلينا رسول الله.

___________________________________

مقتضب الاثر في الائمة الاثنى عشر. ورثاه شاعر الامامية دعبل الخزاعي في تائيته السائرة وقرأها للامام علي بن موسى الرضا عليه السلام.

ولم توجد للشيعة حوله كلمة غمز فضلا عن بغضه، وغاية نظر الشيعة فيه كما في كتاب زيد الشهيد ص 175: انه كان معترفا بإمامة الامام الصادق، حسن العقيدة، متبصرا بالامر، وقد بكى عليه الصادق عليه السلام واشتد وجده له، وترحم له. فسلام الله عليه وعلى روحه الطاهرة.

وفي وسع الباحث أن يستنتج ولاء الشيعة ليحيى بن زيد مما أخرجه أبوالفرج في "مقاتل الطالبيين" ص 62 ط ايران قال: لما اطلق يحيى بن زيد وفك حديده صار جماعة من مياسير الشيعة إلى الحداد الذي فك قيده من رجله فسألوه أن يبيعهم إياه وتنافسوا فيه وتزايدوا حتى بلغ عشرين ألف درهم، فخاف أن يشيع خبره فيؤخذ منه المال فقال لهم: اجمعوا ثمنه بينكم. فرضوا بذلك واعطوه المال فقطعه قطعة قطعة وقسمه بينهم فاتخذوا منه فصوصا للخواتيم يتبركون بها.

وقد أقرت الشيعة هذا في أجيالها المتأخرة وحتى اليوم ولم ينقم ذلك أحد منهم.

وأما إبراهيم بن موسى الكاظم فليتني أدري وقومي بغض أي إبراهيم ينسب إلينا؟ هل إبراهيم الاكبر أحد أئمة الزيدية؟ الذي ظهر باليمن أيام أبي السرايا، والشيعة تروي عن الامام الكاظم: انه أدخله في وصيته وذكره في مقدم أولاده المذكورين فيها وقال: إنما أردت بادخال الذين أدخلتهم معه يعنى الامام علي بن

موسى من ولدي التنويه بأسمائهم والتشريف لهم

___________________________________

اصول الكافي ص 163 في باب الاشارة والنص على الامام ابى الحسن الرضا. وترجمه شيخنا الاكبر المفيد في الارشاد بالشيخ الشجاع الكريم وقال: ولكل واحد من ولد أبي الحسن موس عليه السلام فضل ومنقبة مشهورة، وكان الرضا المقدم عليهم في الفضل. وقال سيدنا تاج الدين إبن زهرة في غاية الاختصار: كان سيدا أميرا جليلا نبيلا عالما فاضلا يروي الحديث عن آبائه عليهم السلام. وفذلكة رأي الشيعة فيه ما في "تنقيح المقال" 1 ص 34 و 35: أنه في غاية درجة التقوى وهو خير دين.

أم إبراهيم الاصغر الملقب بالمرتضى؟ والشيعة تراه كبقية الذرية من الشجرة الطيبة وتتقرب إلى الله بحبهم، وحكى سيدنا الحسن صدر الدين الكاظمي عن شجرة إبن المهنا: أن إبراهيم الصغير كان عالما عابدا زاهدا وليس هو صاحب أبي السرايا، و إني لم أجد لشيعي كلمة غمز فيه لا في كتب الانساب ولافي معاجم الرجال حتى يستشم منها بغض الشيعة إياه، وهذا سيدنا الامين العاملي عدهما من أعيان الشيعة وترجمهما في "الاعيان" ج 5 ص 474 تا 482.

فنسبة بغض أي منهما إلى الشيعة فرية واختلاق.

وأما جعفر بن موسى الكاظم فإني لم أجد في تآليف الشيعة بسط القول في ترجمته، ولم أقرأ كلمة غمز فيه حتى تكون آية بغضهم إياه، ولم أرقط أحدا من الشيعة لقبه بالكذاب، ليت المفتري دلنا على من ذكره، أو على تأليف يوجد فيه، والشيعة إنما تلقبه بالخواري وولده بالخواريين والشجريين كما في "عمدة الطالب" 208. وليتني أدري ممن أخذ عد جعفر من أكابر الاولياء؟ ومن الذي ذكر أخذ أبي يزيد البسطامي عنه؟. إنما الموجود في المعاجم تلميذ أبي يزيد البسطامي طيفور بن عيسى بن آدم المتوفى 261 على الامام جعفر بن محمد الصادق، وهذا إشتباه من المترجمين كما صرح به المنقبون منهم، إذ الامام الصادق توفي 148 وأبويزيد في 264 - 262 ولم يعد من المعمرين، ولعله أبويزيد البسطامي الاكبر طيفور بن عيسى بن شروسان الزاهد

___________________________________

راجع معجم البلدان ج 2 ص 180. فالرجل خبط خبط عشواء في فريته هذه.

وأما الحسن بن الحسن المثنى فهو الذي شهد مشهد الطف مع عمه الامام الطاهر وجاهد وأبلى وارتث بالجراح فلما أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به رمقا فحمله خاله أبوحسان أسماء خارجة الفزاري إلى الكوفة وعالجه حتى برئ. ثم لحق بالمدينة

___________________________________

ارشاد المفيد، عمدة الطالب 86. ويعرب عن عقيدة الشيعة فيه قول شيخهم الاكبر الشيخ المفيد في إرشاده: كان جليلا رئيسا فاضلا ورعا، وكان يلي صدقات أميرالمؤمنين في وقته، وله مع الحجاج خبر ذكره الزبير بن بكار. إلخ. وعده العلامة الحجة السيد محسن الامين العاملي الذي رد عليه الآلوسي بكلمته هذه من أعيان الشيعة وذكر له ترجمة ضافية في ج 21 ص 166 تا 184.

فالقول بأن الرافضة تعتقد بارتداده عن دين الاسلام قذف بفرية مقذعة تندى منها جبهة الانسانية.

أما عبدالله المحض ابن الحسن المثنى فقد عده شيخ الشيعة أبوجعفر الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام، وزاد أبوداود الباقر عليه السلام، وقال جمال الدين المهنا في "العمدة" 87: كان يشبه رسول الله، وكان شيخ بني هاشم في زمانه، يتولى صدقات أميرالمؤمنين بعد أبيه الحسن.

والاحاديث في مدحه وذمه وإن تضاربت غير أن غاية نظر الشيعة فيها مااختاره سيد الطائفة السيد إبن طاوس في إقباله ص 51 من صلاحه وحسن عقيدته وقبوله إمامة الصادق عليه السلام، وذكر من أصل صحيح كتابا للامام الصادق وصف فيه عبدالله بالعبد الصالح ودعاله ولبني عمه بالاجر والسعادة، ثم قال: وهذا يدل على أن الجماعة المحمولين يعني عبدالله وأصحابه الحسنيين كانوا عند مولانا الصادق معذورين و ممدوحين ومظلومين وبحقه عارفين، وقد يوجد في الكتب: انهم كانوا للصادقين عليهم السلام مفارقين. وذلك محتمل للتقية لئلا ينسب اظهارهم لانكار المنكر إلى الائمة الطاهرين، ومما يدلك على أنهم كانوا عارفين بالحق وبه شاهدين ما رويناه وقال بعد ذكر السند وإنهائه إلى الصادق: ثم بكا عليه السلام حتى علا صوته وبكينا ثم قال: حدثني أبي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيه قال: يقتل منك أو يصاب

نفر بشط الفرات ماسبقهم الاولون ولايعدلهم الآخرون. ثم قال:

أقول: وهذه شهادة صريحة من طرق صحيحة بمدح المأخوذين من بني الحسن عليه وعليهم السلام وأنهم مضوا إلى الله جل جلاله بشرف المقام، والظفر بالسعادة والاكرام.

ثم ذكر أحاديث تدل على حسن اعتقاد عبدالله بن الحسن ومن كان معه من الحسنيين فقال: أقول: فهل تراهم إلا عارفين بالهدى، وبالحق اليقين، ولله متقين؟

فأنت عندئذ جد عليم بأن نسبة القول بردته وردة بقية الحسنيين إلى الشيعة بعيدة عن مستوى الصدق.

وأما محمد بن عبدالله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية فعده الشيخ أبو جعفر الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام. وقال إبن المهنا في عمدة الطالب 91: قتل بأحجار الزيت، وكان ذلك مصداق تلقيبه "النفس الزكية" لانه روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال: تقتل بأحجار الزيت من ولدي نفس زكية.

وذكر سيدنا إبن طاووس في "الاقبال" ص 53 تفصيلا برهن فيه حسن عقيدته وانه خرج للامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وانه كان يعلم بقتله ويخبربه، ثم قال: كل ذلك يكشف عن تمسكهم بالله والرسول صلى الله عليه وآله.

هذا رأي الشيعة في النفس الزكية، وهم مخبتون إلى مافي "مقاتل الطالبيين" ص 85 من انه أفضل أهل بيته، وأكبر أهل زمانه في علمه بكتاب الله وحفظه له، وفقهه في الدين وشجاعته وجوده وبأسه، والامامية حاشاهم عن قذفه بالردة عن الدين، والمفتري عليهم به قد احتمل بهتانا وإثما مبينا.

وأما إبراهيم بن عبدالله قتيل باخمرى المكنى بأبي الحسن، فعده شيخ الطائفة من رجال الصادق، وقال جمال الدين بن المهنا في العمدة 95: كان من كبار العلماء في فنون كثيرة، وذكره دعبل الخزاعي شاعر الشيعة في تائيته المشهورة ب "مدارس آيات" التي رثى بها شهداء الذرية الطاهرة بقوله:

قبور بكوفان واخرى بطيبة++

واخرى بفخ نالها صلواتي

واخرى بأرض الجوزجان محلها++

وقبر ببا خمرى لدى الغربات

فلولا شهرة إبراهيم عند الشيعة بالصلاح وحسن العقيدة، واستيائهم بقتله، و

/ 43