غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 3

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


افائك مزعومة على الشيعة والجواب


قال: تذهب الشيعة تبعا للمعتزلة إلى انكار رؤية الله يوم القيامة، وإنكار صفاته، وإنكار أن يكون خالقا أفعال العباد لشبهات باطلة معلومة، وقد جمع العلماء من أهل الحديث والسنة والاثر كالائمة الاربعة على الايمان بذلك كله، ليس بينهم خلاف في أن الله خالق كل شئ حتى العباد وأفعالهم، ولا في رؤية الله يوم القيامة.

ومن عجب أن تنكر الشيعة ذلك خوف التشبيه وهم يقولون بالحلول والتشبيه الصريح وبتأليه البشر ووصف الله بصفات النقص، وأهل السنة يعدون الشيعة والمعتزلة مبتدعين غير مهتدين في جحدهم هذه الصفات. 1 ص 68.

جواب: إن الرجل قلد في ذات الله وصفاته إبن تيمية وتلميذه إبن القيم، ومذهبهما في ذلك كما قال الزرقاني المالكي في شرح المواهب 5 ص 12: إثبات الجهة والجسمية وقال: قال المناوي: أما كونهما من المبتدعة فمسلم. والقصيمي يقدسهما ورأيهما و يصرح بالجهة ويعينها، وله فيها كلمات كثيرة في طي كتابه، ونحن لا نناقشه في هذا الرأي الفاسد، ونحيل الوقوف على فساده إلى الكتب الكلامية من الفريقين، والذي يهمنا ايقاف القارئ على كذبه في القول واختلاقه في النسب.

إن الشيعة لم تتبع المعتزلة في إنكار رؤية الله يوم القيامة بل تتبع برهنة تلك الحقيقة الراهنة من العقل والسمع، وحاشاهم عن القول بالحلول والتشبيه وتأليه البشر وتوصيف الله بصفات النقص وإنكار صفات الله الثابتة له، بل إنهم يقولون جمعآء بكفر من يعتقد شيئا من ذلك، راجع كتبهم الكلامية قديما وحديثا، وليس في وسع الرجل أن يأتي بشي مما يدل على ماباهتهم، ولعمري لو وجد شيئا من ذلك لصدح به وصدع. نعم: تنكر الشيعة أن تكون لله صفات ثبوتية زايدة على ذاته وإنما هي عينها، فلا يقولون بتعدد القدماء معه سبحانه، وإن لسان حالهم ليناشد من يخالفهم بقوله:

إخواننا الادنين منا ارفقوا++

لقد رقيتم مرتقى صعبا

إن ثلثت قوم أقانيمهم++

فانكم ثمنتم الربا

وللمسألة بحث ضاف مترامي الاطراف تتضمنه كتب الكلام.

وأما أفعال العباد فلو كانت مخلوقة لله سبحانه خلق تكوين لبطل الوعد و

الوعيد والثواب والعقاب، وإن من القبيح تعذيب العاصي على المعصية وهو الذي أجبره عليها، وهذه من عويصات مسائل الكلام قد افيض القول فيهابمالا مزيد عليه، وإن من يقول بخلق الافعال فقد نسب إليه سبحانه القبيح والظلم غير شاعر بهما، و مااستند إليه القصيمي من الاجماع وقول القائلين لايكاد يجديه نفعا تجاه البرهنة الدامغة.

وأما قذف أهل السنة الشيعة والمعتزلة بما قذفوه وعدهم من المبتدعين فإنها شنشنة أعرفها من أخزم.

عز و عصمة الذرية على الشيعة والجواب


قال في عد معتقدات الشيعة: وذرية النبي جميعا محرمون على النار معصومون من كل سوء. في الجزء الثاني صحيفة 327 من كتاب "منهاج الشريعة" زعم مؤلفه أن الله قد حرم جميع أولاد فاطمة بنت النبي على النار، وإن من فاته منهم أولا فلابد أن يوفق إليه قبل وفاته. قال: ثم الشفاعة من وراء ذلك.

وقال في "أعيان الشيعة" الجزء الثالث صفحة 65: إن أولاد النبي عليه الصلاة والسلام لايخطئون ولايذنبون ولايعصون الله إلى قيام الساعة. 2 ج ص 20.

جواب: إن الشيعة لم تكس حلة العصمة إلا خلفاء رسول الله الاثنى عشر من ذريته وعترته وبضعته الصديقة الطاهرة بعد أن كساهم الله تعالى تلك الحلة الضافية بنص آية التطهير في خمسة أحدهم نفس النبي الاعظم، وفي البقية بملاك الآية والبراهين العقلية المتكثرة والنصوص المتواترة، وعلى هذا أصفق علمآءهم والامة الشيعية جمعاء في أجبالهم وأدوارهم، وإن كان هناك مايوهم إطلاقا أو عموما فهو منزل على هؤلاء فحسب. وإن كان في رجالات أهل البيت غيرهم أولياء صديقون أزكياء لايجترحون السيئات إلا أن الشيعة لاتوجب لهم العصمة.

وأما مااستند إليه الرجل من كلام صاحب "منهاج الشريعة" فليس فيه أي إشارة إلى العصمة، بل صريح القول منه خلافها لانه يثبت أن فيهم من تفوته ثم يتدارك بالتوبة قبل وفاته، ثم الشفاعة من وراء ذلك، فرجل يقترف السيئة، ثم يوفق للتوبة عنها، ثم يعفى عنها بالشفاعة لايسمى معصوما، بل هذه خاصة كل مؤمن يتدارك مره بالتوبة، وإنما الخاصة بالذرية التمكن من التوبة على إي حال.

كلمة القسطلانى و الزرقانى حول حديث تحريم الذرية على النار


قال القسطلاني في "المواهب" والزرقاني في شرحه 3 ص 203: "روي" عن

إبن مسعود رفعه "إنما سميت فاطمة" بإلهام من الله لرسوله إن كانت ولادتها قبل النبوة، وإن كانت بعدها فيحتمل بالوحي "لان الله قد فطمها" من الفطم وهو المنع ومنه فطم الصبي "وذريتها عن النار يوم القيامة" أي منعهم منها، فأما هي وأبناها فالمنع مطلق، وأما من عداها فالمنوع عنهم نار الخلود فلا يمتنع دخول بعضهم للتطهير، ففيه بشرى لآله صلى الله عليه وسلم بالموت على الاسلام، وانه لايختم لاحد منهم بالكفر نظيره ماقاله الشريف السمهودي في خبر الشفاعة لمن مات بالمدينة، مع انه يشفع لكل من مات مسلما، أو أن الله يشآء المغفرة لمن واقع الذنوب منهم إكراما لفاطمة سلام الله عليها أو يوفقهم للتوبة النصوح ولو عند الموت ويقبلها منهم "أخرجه الحافظ الدمشقي" هو إبن عساكر.

وروى الغساني والخطيب وقال: فيه مجاهيل "مرفوعا" إنما سميت فاطمة لان الله فطمها ومحبيها عن النار ففيه بشرى عميمة لكل مسلم أحبها وفيه التأويلات المذكورة. وأما مارواه أبونعيم والخطيب: أن عليا الرضا بن موسى الكاظم إبن جعفر الصادق سئل عن حديث: ان فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار. فقال: خاص بالحسن والحسين. وما نقله الاخباريون عنه من توبيخه لاخيه زيد حين خرج على المأمون. وقوله: ماأنت قائل لرسول الله؟ أغرك قوله: ان فاطمة أحصنت؟ ألحديث. إن هذا لمن خرج من بطنها لالي ولا لك، والله مانالوا ذلك إلا بطاعة الله، فإن أردت أن تنال بمعصيته ما نالوه بطاعته؟ إنك إذا لاكرم على الله منهم. فهذا من باب التواضع والحث على الطاعات وعدم الاغترار بالمناقب وإن كثرت، كما كان الصحابة المقطوع لهم بالجنة على غاية من الخوف والمراقبة، وإلا فلفظ "ذرية" لا يخص بمن خرج من بطنها في لسان العرب ومن ذريته داود وسليمان. الآية. وبينه و بينهم قرون كثيرة، فلا يريد بذلك مثل علي الرضا مع فصاحته، ومعرفته لغة العرب، على أن التقييد بالطائع يبطل خصوصية ذريتها ومحبيها إلا أن يقال: لله تعذيب الطائع فالخصوصية أن لايعذبه إكراما لها. والله أعلم

___________________________________

بقية العبارة مرت ص 176. مابين القوسين لفظ المواهب.

وأخرج الحافظ الدمشقي باسناده عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

لفاطمة رضي الله عنها: يافاطمة تدرين لم سميت فاطمة؟ قال علي رضي الله عنه لم سميت؟ قال: إن الله عزوجل قد فطمها وذريتها عن النار يوم القيامة. وقد رواه الامام علي بن موسى الرضا في مسنده ولفظه: إن الله فطم إبنتي فاطمة وولدها ومن أحبهم من النار.

___________________________________

عمدة التحقيق تأليف العبيدى المالكى المطبوع في هامش روض الرياحين لليافعى ص 15.

أيرى القصيمي بعد أن الشيعة قد إنفردوا بما لم يقله أعلام قومه؟ أو رووا بحديث لم يروه حفاظ مذهبه؟ أو أتوا بما يخالف مبادئ الدين الحنيف؟ وهل يسعه أن يتهم ابن حجر والزرقاني ونظرائهما من أعلام قومه، وحفاظ نحلته المشاركين مع الشيعة في تفضيل الذرية؟! ويرميهم بالقول بعصمتهم؟! ويتحامل عليهم بمثل ماتحامل على الشيعة؟.

وليس من البدع تفضل المولى سبحانه على قوم بتمكينه إياهم من النزوع من الآثام، والندم على مافرطوا في جنبه، والشفاعة من ورآء ذلك، ولاينافي شيئا من نواميس العدل ولا الاصول المسلمة في الدين، فقد سبقت رحمته غضبه ووسعت كل شيئ.

وليس هذاالقول المدعوم بالنصوص الكثيرة بأبدع من القول بعدالة الصحابه أجمع والله سبحانه يعرف في كتابه المقدس اناسا منهم بالنفاق وانقلابهم على أعقابهم بآيات كثيرة رامية غرضا واحدا، ولاتنس ماورد في الصحاح والمسانيد ومنها: مافي صحيح البخاري من أن اناسا من أصحابه صلى الله عليه وسلم يؤخذ بهم ذات الشمال فيقول: أصحابي أصحابي فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم.

وفي صحيح آخر: ليرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول: يارب أصحابي. فيقال: إنك لاتدري ماأحدثوا بعدك.

وفي صحيح ثالث: أقول أصحابي فيقول: لاتدري ماأحدثوا بعدك.

وفي صحيح رابع: أقول إنهم مني فيقال: إنك لاتدري ماأحدثوا بعدك. فأقول سحقا سحقا لمن غير بعدي.

وفي صحيح خامس: فأقول: يارب أصحابي. فيقول: إنك لاعلم لك بما أحدثوا

بعدك. إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى.

وفي صحيح سادس: بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم. فقال. هلم. فقلت. أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: وماشأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني و بينهم فقال: هلم. قلت: أين؟ قال. إلى النار والله. قلت: ماشأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم.

___________________________________

راجع صحيح البخارى ج 5 ص 113، ج 9 ص 247 - 242. قال القسطلاني في شرح صحيح البخاري 9 ص 325 في هذا الحديث: همل بفتح الهاء والميم: ضوال الابل واحدها: هامل. أو: الابل بلا راع. ولا يقال ذلك في الغنم، يعني: ان الناجي منهم قليل في قلة النعم الضالة، وهذا يشعر بأنهم صنفان كفار وعصاة.

وأنت من وراء ذلك كله جد عليم بما شجر بين الصحابة من الخلاف الموجب للتباغض والتشاتم والتلاكم والمقاتلة القاضية بخروج إحدى الفريقين عن حيز العدالة، ودع عنك ماجاء في التأريخ عن أفراد منهم من ارتكاب المآثم والاتيان بالبوائق.

فإذا كان هذا التعديل عنده وعند قومه لايستتبع لوما ولايعقب هماجة، فأي حزارة في القل بذلك التفضل الذي هو من سنة الله في عباده؟! ولن تجد لسنة الله تبديلا.

وأما ماأردفه في الاستناد من كلام سيدنا الامين في "أعيان الشيعة" 3 ص 65 فإني ألفت نظر القارئ إلى نص عبارته حتى يعرف مقدار الرجل من الصدق والامانة في النقل، ويرى محله من الارجاف وقذف رجل عظيم من عظماء الامة بفاحشة مبينة واتهامه بالقول بعصمة الذرية وهو ينص على خلافه، قال بعد ذكر حديث الثقلين

___________________________________

انى تارك فيكم الثقلين أو الخليفتين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي. بلفظ مسلم وأحمد وغيرهما من الحفاظ مانصه:

دلت هذه الاحاديث على عصمة اهل البيت من الذنوب والخطاء لمساواتهم فيها بالقرآن الثابت عصمته في أنه أحد الثقلين المخلفين في الناس، وفي الامر بالتمسك بهم كالتمسك بالقرآن، ولو كان الخطأ يقع منهم لما صح الامر بالتمسك بهم الذي هو

عبارة عن جعل أقوالهم وأفعالهم حجة، وفي أن المتمسك بهم لايضل كما لايضل المتمسك بالقرآن، ولو وقع منهم الذنوب أو الخطأ لكان المتمسك بهم يضل، و إن في اتباعهم الهدى والنور كما في القرآن، ولو لم يكونوا معصومين لكان في اتباعهم الضلال، وأنهم حبل ممدود من السماء إلى الارض كالقرآن، وهوكناية عن انهم واسطة بين الله تعالى وبين خلقه، وان أقوالهم عن الله تعالى، ولو لم يكونوا معصومين لم يكونوا كذلك. وفي أنهم لم يفارقوا القرآن ولن يفارقهم مدة عمر الدنيا، ولو أخطأوا أو أذنبوا لفارقوا القرآن وفارقهم، وفي عدم جواز مفارقتهم بتقدم عليهم بجعل نفسه إماما لهم أو تقصير عنهم وائتمام بغيرهم، كما لايجوز التقدم على القرآن بالافتاء بغير مافيه أو التقصير عنه باتباع أقوال مخالفيه، وفي عدم جواز تعليمهم ورد أقوالهم، ولو كانوا يجهلون شيئا لوجب تعليمهم ولم ينه عن رد قولهم.

ودلت هذه الاحاديث ايضا على أن منهم من هذه صفته في كل عصر وزمان بدليل قوله صلى الله عليه وآله وسلم انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وان اللطيف الخبير أخبر بذلك، وورود الحوض كناية عن انقضاء عمر الدنيا، فلو خلا زمان من أحدهما لم يصدق انهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.

إذا علم ذلك ظهر انه لايمكن أن يراد بأهل البيت جميع بني هاشم، بل هو من العام المخصوص بمن ثبت اختصاصهم بالفضل والعلم والزهد والعفة والنزاهة من أئمة أهل البيت الطاهر وهم الائمة الاثنا عشر وامهم الزهراء البتول، للاجماع على عدم عصمة من عداهم، والوجدان ايضا على خلاف ذلك، لان من عداهم من بني هاشم تصدر منهم الذنوب ويجهلون كثيرا من الاحكام، ولا يمتازون عن غيرهم من الخلق، فلا يمكن أن يكونوا هم المجعولين شركاء القرآن في الامور المذكورة بل يتعين أن يكون بعضهم لا كلهم ليس إلا من ذكرنا، أما تفسير زيد بن أرقم لهم بمطلق بني هاشم

___________________________________

فيما أخرجه مسلم في صحيحه. إن صح ذلك عنه فلا تجب متابعته عليه بعد قيام الدليل على بطلانه.

إقرأ واحكم. حياالله الامانة والصدق. هكذا يكون عصر النور.

تكذيب حديثى ان عليا يذود الخلق يوم العطش وانه قسيم النار والجواب عنه


قال: من آفات الشيعة قولهم: إن عليا يذود الخلق يوم العطش فيسقي

منه أولياءه ويذود عنه أعداءه، وإنه قسيم النار وإنها تطيعه يخرج منها من يشاء ج 2 ص 21

جواب: لقد أسلفنا في الجزء الثاني ص 321، أسانيد الحديث الاول عن الائمة والحفاظ، وأوقفناك على تصحيحهم لغير واحد من طرقه، وبقيتها مؤكدة لها، فليس هو من مزاعم الشيعة فحسب، وإنما اشترك معهم فيه حملة العلم والحديث من أصحاب الرجل لكن القصيمي لجهله بهم وبما يروونه، أو لحقده على من روي الحديث في حقه يحسبه من آفات الشيعة.

وأما الحديث الثاني فكالاول ليس من آفات الشيعة بل من غرر الفضايل عند أهل الاسلام فأخرجه الحافظ أبوإسحاق إبن ديزيل المتوفى 281-280 عن الاعمش عن موسى بن ظريف عن عباية قال: سمعت عليا وهو يقول: أنا قسيم النار يوم القيامة، أقول: خذي ذا، وذري ذا.

وذكره إبن أبي الحديد في شرحه 1 ص 200 والحافظ إبن عساكر في تاريخه من طريق الحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي.

وهذا الحديث سئل عنه الامام أحمد كما أخبر به محمد بن منصور الطوسي قال: كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: ياأبا عبدالله ماتقول في هذا الحديث الذي يروى: ان عليا قال: أنا قسيم النار؟ فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث؟ أليس روينا إن النبي صلى الله عليه وآله قال لعي: لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك إلا منافق؟ قلنا: بلى. قال: فأين المؤمن؟ قلنا: في الجنة. قال: فأين المنافق؟ قلنا:

في النار. قال: فعلي قسيم النار. كذا في طبقات أصحاب أحمد، وحكى عنه الحافظ الكنجي في الكفاية ص 22، فليت القصيمي يدري كلام إمامه.

هذه اللفظة أخذها سلام الله عليه من قول رسول الله صلى الله عليه وآله له فيما رواه عنترة عنه صلى الله عليه وآله انه قال: أنت قسيم الجنة والنار في يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي و هذا لك. وبهذا اللفظ رواه إبن حجر في "الصواعق" ص 75.

ويعرب عن شهرة هذا الحديث النبوي بين الصحابة إحتجاج أميرالمؤمنين عليه السلام به يوم الشورى بقوله: انشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ياعلي؟ أنت قسيم الجنة يوم القيامة غيري؟ قالوا: أللهم لا. والاعلام يرى هذه الجملة من

حديث الاحتجاج صحيحا وأخرجه الدارقطني كما في الاصابة 75، ويرى إبن أبي الحديد إستفاضة كلا الحديثين النبوي والمناشدة العلوية فقال في شرحه 2 ص 448.

فقد جاء في حقه الخبر الشائع المستفيض: انه قسيم النار والجنة، وذكر أبو عبيد الهروي في الجمع بين الغريبين: أن قوما من أئمة العربية فسروه فقالوا: لانه لماكان محبه من أهل الجنة ومبغضه من أهل النار. كان بهذا الاعتبار قسيم النار و الجنة. قال أبوعبيد: وقال غير هؤلاء: بل هو قسيمها بنفسه في الحقيقة يدخل قوما إلى الجنة وقوما إلى النار، وهذا الذي ذكره أبوعبيد أخيرا هوما يطابق الاخبار الواردة فيه: يقول للنار: هذا لي فدعيه، وهذا لك فخذيه.

وذكره القاضي في الشفا: انه قسيم النار. وقال الخفاجي في شرحه 163:3: ظاهر كلامه ان هذا مما أخبربه النبي صلى الله عليه وسلم إلا انهم قالوا: لم يروه أحد من المحدثين إلا ابن الاثير قال في النهاية: إلا ان عليا رضي الله عنه قال: أنا قسيم النار. يعنى أراد ان الناس فريقان: فريق معي فهم على هدى، وفريق علي فهم على ضلال، فنصف معي في الجنة، ونصف علي في النار. انتهى. قلت: إبن الاثير ثقة، وما ذكره علي لا يقال من قبل الرأي فهو في حكم المرفوع، إذ لامجال فيه للاجتهاد، ومعناه: أنا ومن معي قسيم لاهل النار، أي مقابل لهم، لانه من أهل الجنة، وقيل: ألقسيم: القاسم كالجليس والسمير، وقيل. أراد بهم الخوارج ومن قاتله كما في النهاية.

مخازى مكذوبة على الشيعة


قال: جاءت روايات كثيرة في كتبهم "يعني الشيعة" انه "يعني الامام المنتظر" يهدم جميع المساجد، والشيعة أبدا هم أعداء المساجد، ولهذا يقل أن يشاهد الضارب في طول بلادهم وعرضها مسجدا. ج 2 ص 23.

جواب: لم يقنع الرجل كلما في علبة مكره من زور واختلاق، ولم يقنعه إسناد ما يفتعله إلى رواية واحدة يسعه أن يجابه المنكر عليه بأنه لم يقف عليه حتى عزاه إلى روايات كثيرة جاءت في كتب الشيعة، وليته إن كان صادقا "وأنى؟ وأين؟" ذكر شيئا من أسماء هاتيك الكتب، أو أشار إلى واحدة من تلك الروايات، لكنه لم تسبق له لفتة إلى أن يفتعل أسماء ويضع أسانيد قبل أن يكتب الكتاب فيذكرها فيه.

إن الحجة المنتظر سيد من آمن بالله واليوم الآخر، ألذين يعمرون مساجد الله

وأين هو عن هدمها؟ وإن شيعيا يعزو إليه ذلك لم يخلق بعد.

وأما ماذكره عن بلاد الشيعة فلا أدري هل طرق هو بلاد الشيعة؟ فكتب ما كتب، وكذب ماكذب، أو أنه كان رجما منه بالغيب؟ أو استند كصاحب المنار إلى سائح سني مجهول أو مبشر نصراني لم يخلقا بعد؟ وأيا ماكان فهو مأخوذ بإفكه الشائن، وقد عرف من جاس خلال ديار الشيعة، وحل في أوساطهم وحواضرهم وحتى البلاد الصغيرة والقرى والرساتيق، ما هنالك من مساجد مشيدة صغيرة أو كبيرة، وما في كثير منها من الفرش والاثاث والمصابيح، وماتقام فيها من جمعة وجماعة، وليس من شأن الباحث أن ينكر المحسوس، ويكذب في المشهود، وينصر المبدأ بالتافهات.

مخاريق مكذوبة على الشيعة


قال: قد استفتى أحد الشيعة إماما من أئمتهم لا أدري أهو الصادق أم غيره؟ في مسألة من المسائل فأفتاه فيها، ثم جاءه من قابل واستفتاه في المسألة نفسها فأفتاه بخلاف ماأفتاه عام أول، ولم يكن بينهما أحد حينما استفتاه في المرتين فشك ذلك المستفتي في إمامه وخرج من مذهب الشيعة وقال: إن كان الامام إنما أفتاني تقية؟ فليس معنا من يتقى في المرتين، وقد كنت مخلصا لهم عاملا بما يقولون، وأن كان مأتي هذا هو الغلط والنسيان؟ فالائمة ليسوا معصومين إذن والشيعة تدعي لهم العصمة، ففارقهم وانحاز إلى غير مذهبهم، وهذه الرواية مذكورة في كتب القوم. ج 2 ص 38

جواب: أنا لا أقول لهذا الرجل إلا ما يقوله هو لمن نسب إلى إمام من أئمته لا يشخص هو انه أي منهم، مسألة فاضحة مجهولة لايعرفها، عن سائل هو أحد النكرات، لايعرف بسبعين "ألف لام" وأسند مايقول إلى كتب لم تؤلف بعد، ثم طفق يشن الغارة على ذلك الامام وشيعته على هذا الاساس الرصين، فنحن لسنا نرد على القصيمي إلا بما يرد هو على هذا الرجل، ولعمري لو كان المؤلف "القصيمي" يعرف الامام أو السائل أو المسألة أو شيئا من تلك الكتب لذكرها بهوس وهياج لكنه، لايعرف ذلك كله، كما أنا نعرف كذبه في ذلك كله، ولايخفى على القارئ همزه ولمزه.

القران و الشيعة


قال: من نظر في كتب القوم علم أنهم لايرفعون بكتاب الله رأسا، وذلك انه يقل جدا أن يستشهدوا بآية من القرآن فتأتي صحيحة غير ملحونة مغلوطة، ولا يصيب منهم في ايراد الآيات إلا المخالطون لاهل السنة العائشون بين أظهرهم،

على أن إصابة هؤلاء لابد أن تكون مصابة، أما البعيدون منهم عن أهل السنة فلا يكاد أحد منهم يورد آية فتسلم عن التحريف والغلط، وقد قال من طافوا في بلادهم: إنه لايوجد فيهم من يحفظون القرآن، وقالوا: إنه يندر جدا أن توجد بينهم المصاحف.

جواب:

بلاء ليس يشبهه بلاء++

عداوة غير ذي حسب ودين

منه عرضا لم يصنه++

ويرتع منك في عرض مصون

ليتني كنت أعلم أن هذه الكلمة متى كتبت؟ أفي حال السكر أو الصحو؟ وأنها متى رقمت أعند اعتوار الخبل أم الافاقة؟ وهل كتبها متقولها بعد أن تصفح كتب الشيعة فوجدها خلاء من ذكر آية صحيحة غير ملحونة؟ أم أراد أن يصمهم فافتعل لذلك خبرا؟ وهل يجد المائن في الطليعة من أئمة الادب العربي إلا رجالا من الشيعة ألفوا في التفسير كتبا ثمينة، وفي لغة الضاد أسفارا كريمة هي مصادر اللغة، وفي الادب زبرا قيمة هي المرجع للملا العلمي والادبي، وفي النحو مدونات لها وزنها العلمي، وإنك لو راجعت كتب الامامية لوجدتها مفعمة بالاستشهاد بالآيات الكريمة كأنها أفلاك لتلك الانجم الطوالع غير مغشاة بلحن أو غلط.

وما كنا نعرف حتى اليوم أن مقياس التلاوة صحيحة أو ملحونة هو ألنزعات و المذاهب التي هي عقود قلبية لا مدخل لها في اللسان ومايلهج به، ولا أن لها مساسا باللغة، وسرد الكلمات، وصياغة الكلام، وحكاية ماصيغ منها من قرآن أو غيره.

وليت شعري ماحاجة الشيعة في إصابة القرآن وتلاوته صحيحة إلى غيرهم؟ ألا عواز في العربية؟ أو لجهل بأساليب القرآن؟ لا ها الله ليس فيهم من يتسم بتلك الشية، أما العربي منهم فالتشيع لم ينتأبهم عن لغتهم المقدسة، ولاعن جبليات عنصرهم أوهل ترى أن بلاد العراق وعاملة وما يشابههما وهي مفعمة بالعلماء الفطاحل، والعباقرة والنوابغ، أقل حظا في العربية من أعراب بادية نجد والحجاز أكالة الضب، ومساورة الضباع؟! وأما غير العربي منهم فما أكثر مافيهم من أئمة العربية والفطاحل والكتاب والشعراء، ومن تصفح السير علم أن الادب شيعي، والخطابة شيعية، والكتابة شيعية، والتجويد والتلاوة شيعيان. ومن هنا يقول إبن خلكان في تاريخه في ترجمة علي بن الجهم 1 ص 38: كان مع إنحرافه من علي بن أبي طالب.

/ 43