خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

روى المرحوم المجلسي رحمه الله في تفسير الآية عن الأئمة الأطهار- عليهم صلوات الملك الجبار- وجوها عديدة في معنى الشجرة الطيبة، منها إنها النخلة، و منها: إنها شجرة في الجنة، و منها: إن الشجرة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم. والوجه الأخير هو المعنى الأصح والوجه الوجيه، و كتب الفريقين مشحونة بالأخبار المعتبرة المؤيدة له، منها ما روي عن ابن عباس قال: قال جبرئيل عليه السلام: أنت الشجرة، و علي غصنها، و فاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها.

والمراد بالكلمة الطيبة كلمة التوحيد، أو الإيمان، أو كل كلام أمر الله بإطاعته.

و قيل: أراد بذلك شجرة هذه صفتها، و إن لا يكن لها وجود في الدنيا، لكن الصفة معلومة

[البحار 24/ 137 باب 44.]

و بناء على ذلك، فشجرة الجنة الموصوفة بالجامعة إنما هي شجرة النبوة المحمدية المتجلية في كل تلك الكمالات والملكات، فكأن تلك الشجرة كلمة طيبة كشجرة زاكية نامية نبوية، أصلها ثابت راسخ و فرعها عال رفيع، تفيض علمها في كل آن على الخلق، و ترشح عليهم الإفاضات، فكل فاكهة أفيضت من العلويات إلى السفليات فهي من خيرات و بركات و إفاضات تلك الشجرة الكريمة الأصل و فروعها.

و كل ما ظهر في هذا العالم من الشرور والمفاسد من شؤم الصفات الخبيثة الخسيسة للشجرة الخبيثة لظالمي أهل البيت و منكري حقوقهم والمتنكرين لهم.

(مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار)

[ابراهيم: 26.] أي ما لها من ثبات و قرار في الأرض لقلع جثتها منها.

و قال تعالى في وصف طعام هؤلاء: (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم- في طلعها كأنه رؤوس الشياطين)

[الصافات: 64- 65.]

قال المرحوم العارف المحقق صدرالدين الشيرازي رحمه الله: المراد بالشجرة الطبيعة الدنيوية، والمراد بالطلع مبدأ وجود الأشجار و منشأ حصول الأثمار وقت ظهورها، أي أن مبدأ الإعتقادات الباطلة والأخلاق السيئة، تترسخ في النفس قليلا قليلا، فإذا قويت فصورتها جوهر شيطاني، فتتعدى بعد غلبة الآمال والأماني المشؤمة والشهوات المذمومة، و تملأ النفس من نار الجحيم والعذاب الأليم.

كما قال الله تعالى: (ثم إنكم أيها الضالون المكدبون- لآكلون من شجر من زقوم- فمالئون منها البطون)

[الواقعه: 51- 53.]، و كذلك شجرة طوبى التي أصلها في دار علي بن أبي طالب عليه السلام، و ليس مؤمن إلا في داره غصن من أغصانها؛ و ذلك قوله تعالى: (طوبى لهم و حسن مآب)

[الرعد: 29.] فتأويل ذلك من جهة العلم والمعارف الإلهية، سيما ما يتعلق بأمر الآخرة» إلى آخر ما قال.

و قال في الفتوحات: «إن شجرة طوبى أصل لجميع شجرات الدنيا كآدم عليه السلام لما ظهر من النبيين، فإن الله لما غرسها بيده وسواها نفخ فيها من روحه، و لما تولى

الحق غرس شجرة طوبى بيده و نفخ فيها من روحه، و فإذا شجرة طوبى مبدأ أصول المعارف الحقيقية والأخلاق الحسنة التي هي زينة و غذاء لما و لأهلها».

و هذا الوجه يناسب المعاني والوجوه السابقة.

واعلم أن حديث معاني الأخبار جعل فاطمة الزهراء بمثابة الغصن، و عليا بمثابة الفرع والحسنين بمثابة الثمار

[بحارالانوار 23/ 230 باب 13 ، عن الشواهد التنزيل.]

و في بصائر الدرجات جعلها الغصن في رواية، و في رواية أخرى جعل أميرالمؤمنين عليه السلام الفرع و فاطمة عنصر تلك الشجرة و أصلها.

و في البصائر أيضا «أنا جذرها- أي أصلها- و علي ذروها و فاطمة فرعها، والأئمة أغصانها، و شيعتهم أوراقها»

[بحارالانوار 24/ 139 ح 5 باب 44.] والحديث في معنى سدرة المنتهى.

و في تفسير فرات بن إبراهيم و تفسير العياشي مثله.

و كذا في الكافي برواية عمرو بن حريث، و في إكمالى الدين للصدوق برواية عمرو بن يزيد بياع السابري، عن الصادق عليه السلام، إلا أنه لا يذكر اسم فاطمة الزهراء عليهاالسلام.

و قيل: أصل الشجرة النبوة و فرعها الولاية.

و روى في المستدرك عن كتاب الفردوس و كتاب السمعاني بإسنادهما عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: «أنا الشجرة، و فاطمة حملها، و علي لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، والمحبون لأهل البيت ورقها من الجنة حقا حقا»

[انظر الحديث و ما قبله فى البحار 24/ 143 ح 13.]

و قد قدموا اسم فاطمة عليهاالسلام في هذا الخبر بناء على مشربهم و مذهبهم.

والخلاصة: فإن المنصف البصير إذا غاص في بحار هذه الأخبار، علم عدم جواز التفكيك بين فاطمة الزهراء عليهاالسلام و بين الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين، و علم اتحادهم في كل العوالم، و علم أن كل ما قاله الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في حقها قاله في حق الأمير عليه السلام أيضا في موضع آخر، و أن أهل المعنى إذا لاحظوها بأي منظار، فهي لا تخرج عن تلك الشجرة التي كانت في الجنة، و أن حواء تابعت آدم عليه السلام و بعد أن نظرت إلى فاطمة بعين الحسد كوشفت بالمقامات العلية لفاطمة الزكية فأكلمت من تلك الشجرة المنهية، أو أنها رأت مقام فاطمة العالي عند رؤية تلك الشجرة فتناولت منها لعلها تنال ذلك المقام، أو الأفضل منه، والله العالم بحقائق السرائر و أفعال العباد، والسلام على من نظر إلي بعين الرشاد والسداد.




  • آدم و حواء هم از وجود تو زادند
    تا به قيامت فتد بدام طبيعت
    زهره ى زهرا كجا و آدم خاكى
    آدم خاكى كجا و زهرء زهرا



  • گر تو نبودى نبود آدم و حوا
    هر كه تمناى قدر تو كند انشا
    آدم خاكى كجا و زهرء زهرا
    آدم خاكى كجا و زهرء زهرا



[يقول: لقد ولد آدم و حواء من وجودك، فلو لم تكن لم يكونا. و سيهوى فى شراك الطبيعه- و الى يوم القيامه- كل من تمنى قدرك. فاين الزهره الزهراء من آدم الترابى؛ و اين آدم الترابى من الزهره الزهراء.


أما سارة


أما سارة رضي الله عنها فهي من بنات الأنبياء و ابنة خالة إبراهيم خليل الرحمن- عليه صلوات الله الملك المنان- و هي من النساء الممدوحات في القرآن، و كان لها جمال في حد الكمال بعد حواء عليهاالسلام قال الإمام عليه السلام: كان لسارة جمال كأنها حورية الجنان، بل كانت حوراء في صورة إنسية، و قد مر هذا المضمون في حق الصديقة الطاهرة عليهاالسلام.

و لم يكن لما في زمانها من النساء قرين في حسن السيرة و جمال المنظر، و كانت آية من الآيات الإلهية في الحسن والجمال، و كان خليل الرحمن يحبها حبا جما، و كان إبراهيم عليه السلام يراها إذا خرجت حتى تعود، و ترتفع الحجب عن عينه فيرعاها بنظره ذهابا و إيابا، و كان إذا خرج من البيت أقفل عليها الباب.

و جاء في رواية معتبرة: إن إبراهيم حينما خرج إلى مصر عمل تابوتا و جعل فيه سارة و شد عليها الأغلاق غيرة منه عليها، و مضى حتى خرج من سلطان نمرود و سار إلى سلطان رجل من القبط يقال له «عرارة»، فمر بعاشر

[العاشر والعشار: هو الذى يقبض العشر.]] فاعترضه العاشر ليعشر ما معه، فلما انتهى إلى العاشر و معه التابوت، قال العاشر لإبراهيم عليه السلام: إفتح هذا التابوت حتى نعشر ما فيه، فقال له إبراهيم عليه السلام: قل ما شئت فيه من ذهب أو فضلة حتى نعطي عشره و لا نفتحه، قال: فأبى العاشر إلا فتحه، قال: و غصب إبراهيم عليه السلام على فتحه، فلما بدت له سارة و كانت موصوفة بالحسن والجمال، قال له العاشر: ما هذه المرأة منك؟! قال إبراهيم: هي حرمتى و ابنة خالتي، فقال له العاشر: فما دعاك إلى أن خبيتها في هذا التابوت؟! فقال إبراهيم عليه السلام: الغيرة عليها أن يراها أحد، فقال له العاشر: لست أدعك تبرح حتى أعلم الملك حالها و حالك، قال: فبعث رسولا إلى الملك فأعلمه، فبعث الملك رسولا من قبله ليأتوه بالتابوت، فأتوا ليذهبوا به فقال لهم إبراهيم عليه السلام: إني لست أفارق التابوت حتى يفارق روحي جسدي... فحملوا إبراهيم عليه السلام والتابوت و جميع ما كان معه حتى ادخل على الملك، فقال هل الملك: إفتح التابوت، فقال له إبراهيم عليه السلام: أيها الملك إن فيه حرمتي و بنت خالتي، و أنا مفتد فتحه بجميع ما معي،

قال: فغصب الملك إبراهيم على فتحه، فلما رأى سارة لا يملك حلمه سفهه أن مديده إليها، فأعرض إبراهجم عليه السلام وجهه عنها و عنه غيرة منه و قال: اللهم احبس يده عن حرمتي وابنة خالتي، فلم تصل يده إليها و لم ترجع إليه.. فيبست يده، فاعتذر اليه المللث واستغفر و طلب منه أن يدعو ربه ليطلق يده، ففعل إبراهيم، و عاد المللك إلى فعله ثلاث مرات، و إبراهيم عليه السلام يدعو فتيبس يده و يستغفر فتطلق، فلما رأى منه الملك ما رأى عظمه وهابه و وهبه جارية قبطية لخدمة سارة، و قال له: أحب أن تأذن لي أن أخذمها قبطية عندي جميلة عاقلة تكون لها خادما، و هي هاجر أم إسماعيل والحديث طويل

[البحار 12/ 44 ح 38.]

والغيرة من الخصال الممدوحة في الرجال، و معنى الغيرة: الحمية و كراهة شراكة الغير في الحق الثابت للإنسان، و من لا غيرة له فهو منكوس القلب، و في الحديث «لا أحد أغير من الله تعالى»

[بحارالانوار 6/ 110 ح 4 باب 23.] و روي أيضا: «إن الله يغار والمؤمن يغار» روي أيضا: «المؤمن غيور».

و في الحديث المذكور آنفا: قال إبراهيم عليه السلام للملك: «إن إلهي غيور يكره الحرام، و هو الذي حال بينك و بين ما أردت من الحرام».

فسارة لما نسبة قرابة مع إبراهبم عليه السلام، ويكني في جلالها أن إبراهيم عليه السلام كان مأمورا باسترضاءها و تطييب خاطرها، و هو دليل على حسن حالها و مكارم أخلاقها و محاسن أفعالها، بل يتبين من بعض الأخبار الصحيحة أنها مجابة الدعوة، إستجاب لما خالق البريات، و هذا دليل على شأنها العظيم و مقامها الرفيع.

و من خصائصها الرائعة أنها بشرت بقوله تعالى: (فبشرناها بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب)

[هود: 71.]، فبعد مضي خمس و سبعون سنة من عمرها الشريف و وهن قواها و اندكاك أعضاءها، بعث الله إليها الملائكة الكرام يبشرونها بمولود من مثل إسحاق، و جعل من ذريته أنبياء.

و كانت ولادتها غير متوقعة- عادة- لذا قالت (ا ألد و أنا عجوز و هذا بعلي شيخا)؟! و لكنها الدعوة المستجابة تماما، كما وهب يحيى عليه السلام بتلك الموهبة الكبرى.

و قد ذكرها الله عز و جل و ذكر ضيافتها و محبتها للضيوف و اتباعها لإبراهيم أبي الأضياف، فقال تعالى: (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين)

[الذاريات:24.]

و خاطبها جبرئيل و الملائكة الكرام، و اعتنى بها قاضي الحاجات عناية خاصة يطول شرحها. منها على سبيل المثال:

أن إبراهيم عليه السلام كان له يوما ضيف، و لم يكن عنده ما يمون ضيفه فقال في نفسه: أقوم إلى سقفي فأستخرج من جذوعه فأبيعه من النجار فيعمل صنمأ؟! فلم يفعل، و خرج و معه إزار إلى موضع و صلى ركعتين، فلما فرغ و لم يجد الإزار علم أن الله هيأ أسبابه، فلما دخل داره رأى سارة تطبخ شيئا فقال لها: أنى لك هذا؟ قالت:هذا الذي بعثته على يد الرجل، و كان الله سبحانه أمر جبرئيل أن يأخذ الرمل الذي كان في الموضع الذي صلى فيه إبراهيم و يجعله في إزاره و الحجارة الملقاة هناك أيضا، ففعل جبرئيل ذلك و قد جعل الله الرمل جاورسا مقشرا- و في رواية ذرة-

الحجاره المدوره شلجما والمستطيل جزرا»

[البحار 63/ 219 ح 4 باب 6 الجزر.]

و روي أيضا عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: «إذا سافر أحدكم فقدم من سفره فليأت أهله بما تيسر و لو بحجر، فإن إبراهيم عليه السلام كان إذا ضاق أتى قومه، و إنه ضاق ضيقة فأتى قومه فوافق منهم إزمة فرجع كما ذهب، فلما قرب من منزله نزل عن حماره فملأ خرجه رملا ارادة أن يسكن به من روح سارة، فلما دخل منزله حط الخرج عن الحمار و افتتح الصلاة، فجاءت سارة ففتحت الخرج فوجدته مملوء دقيقا، فأعجنت منه و أخبزت، ثم قالت لإبراهيم عليه السلام: انفتل من صلاتك و كل! فقال لها: أنى لك هذا؟ قالت: من الدقيق الذي في الخرج، فرفع رأسه إلى السماء و قال: أشهد أنك الخليل»

[البحار 73/ 282 ح 1 باب 52 في آداب الرجوع عن السفر عن تفسير العياشى: ذيل قوله تعالى (و اتخذ الله إبراهيم خليلا)]

و كانت سارة صابرة لأنها صبرت على ضيافة إبراهجم الخليل مع ما كانوا عليه من الفقر و الفاقة، و روي أنه كان قد لا يتغذى ثلاثة أيام حتى يجد ضيفا فيأكل معه

[انظر بحارالانوار 12/ 4.]، و لذا كني ب «أبوالضيفان» و «أبوالأضياف».

و لذا قال عليه السلام: «من أكرم ضيفه فهو مع إبراهيم في الجنة».

و روي أن الضيف إذا دخل فتح لصاحب الدار ألف باب من أبواب الرحمة، و غفر الله له ذنوبه، و كتب له بكل لقمة يأكلها ضيفه ثواب حجة و عمرة مقبولة، و بنى له مدينة في الجنة.

و من أكرم ضيفه فكانما أكرم سبعين نبيا، و كتب له. ثواب ألف شهيد

[قرب الاسناد 50.]

و قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: «من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه».

و في الخبر: «لذة الكرام في الإطعام و لذة اللئام في الطعام».

و قال علي عليه السلام: «إنى أحب من دنياكم ثلاثة: إكرام الضيف، و الصوم في الصيف، و الضرب بالسيف».

فالإكرام فرع من فروع السخاء، و قد قال الله تعالى: «يابن آدم كن سخيا، فإن السخاء من حسن اليقين، و السخاء من الإيمان، و الإيمان في الجنة. يابن آدم!إياك و البخل، فإن البخل من الكفر، و الكفر في النار».

و في كتاب عوالم العلوم: رئي أميرالمؤمنين عليه السلام حزينا، فقيل له: مما حزنك؟ قال: لسبع أتت لم يضف إلينا ضيف

[البحار 41/ 28 ح 1 باب 102.]

و قد نزلت آيات كثيرة في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام و فاطمة عليهاالسلام في إطعام الطعام و قرى الضيف و الإنفاق على الفقراء وقد ضبطت في كتب الفريقين، خصوصا سورة هل أتى النازلة فيهم عليه السلا.

على أي حال، فإن أجلى و أعلى الصفات الكريمة في سارة إنما هي الحسن و الجمال و شدة العفاف و صبرها على خدمة ضيوف إبراهيم الخليل عليه السلام و رضاه عنها و امتثالها أمر الله سبحانه و اقترانها لزوج عظيم يأتى في الفضل بعد رسول الله في سلسلة الأنبياء و المرسلين.

نعم، إن ما روي قي كتب التفاسير و المناقب: عن غيرة سارة و حسدها فهو من مقتضيات الطبيعة البشرية، و هي ليست معصومه، و قد ابتلي نظائرها و أترابها أيضا بهذا البلاء، كحواء حينمأ حسدت فاطمة الزهراء و ما فعلته سارة مع هاجر كان من هذا الباب!!!

و لكن لا يخفى على القارئ أن كل ما أذكره من خصائص في مثل هذه الموارد، فهو مقدمة لبيان المقامات الرفيعه المنيعه للصديقه الكبرى عليهاالسلام، و كل ما فيه من شرح لسير هؤلاء النساء المكرمات واستكشاف لكما لا تهن، فهو لمعرفة علو قدرها و سمو مقامها، فكل واحدة منهن كانت آية من آياتها الباهرات ليس أكثر.

ففاطمة الطاهرة المرضية تزوجت من أميرالمؤمنين، و كان الخليل من شيعبه المخلصين كما فى قوله تعالى (و ان من شيعته لابراهيم)

[الصافات] و لطالما توسل به و بعترته الطاهرين فى الشدائد فاطمئن قلبه، وخصوصا حينما القى فيالنار.

وقد مر سابقا مقارنتها بفاطمه عليهاالسلام فى بعض الموارد و سنذكر هنا موارد اخرى فنقول:

لقد كانت سارة بنت نبى و لها قرابة قريبة من إبراهيم عليه السلام و: ذلك فضل كبير، و فاطمة عليهاالسلام أيضا من بنات الأنبياء، و لكن لم يكن فيهن من كان لها نسب فاطمة في الفخامة، حيث أنها بنت نبى آخر الزمان. وكانت فرابتهامن أميرالمؤمنين أقرب من قرابة سارة من إبراهيم.

و أما في الحسن و الجمال، فإن في الروايات دلاله صريحه على ان نساء

العالمين طرا لا يدانين تلك المحجوبة الكبرى في المحاسن الصورية و المعنوية، و لا في مكارم الأخلاق الظاهرية و الباطنية، و سنبسط الكلام-فيما بعد- في شمائل مشكاة الأنوار و خصائل أم الأئمة الأطهار.

و أما بشارة سارة بولادة إسحاق عليه السلام، كما بشرت إيشاع أم يحيى بيحيى،و بشرت مريم بعيسى، فإن فاطمة الزهراء عليهاالسلام- أيضا- بشرت بالحسنين، و في الحديث «إن النبى بشرها عند ولادة كل منهما»، فقال لها «ليهنئك أن ولدت إماما يسود أهل الجنة» و أكمل الله ذلك في عقبها

[بحارالانوار 43/ 48 ح 46 باب 3.]

و قد ولد من صلب إسحاق أنبياء عظام، و ولد من صلب سيدالشهداء- ابن فاطمة الزهراء- أئمة الهدى عليه السلام، و هم المقصودون ب «الكلمة الباقية» صلوات الله و سلامه عليهم.

و أما حسن معاشرتها و صبرها على خدمة ضيوف الخليل و حبها لهم و استرضاءها لإبراهيم الحاكي عن رضا الله سبحانه، فكل ذلك لا يبلغ عشر من أعشار ما كان لفاطمة.

و على ما هو المعلوم فإن أعلى درجات السخاء الإيثار، و هو بذل الشي ء المحبوب للغير مع شدة الحاجة إليه، و بعبارة أخرى: أن تجوع أنت و تشبع جائعا، و هو معنى قوله تعالى (و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة)

[الحشر: 9.] النازلة فيها عليه السلام.

روى الكراجكي في كنز الفوائد، و الشيخ عبدالله بن نورالله في عوالم العلوم

/ 58