خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحسين عليه السلام، والمغرب باسم فاطمة الزهراء عليهاالسلام، و هي برزخ بين الأربع ركعات والركعتين، و مساواتها للأربعة في هذا الشرف العظيم بديهي و واضح.

المورد السادس والأربعون: أن ثواب زيارة السيدة فاطمة عليهاالسلام يساوي ثواب زيارة النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و ثواب زيارة الأمير عليه السلام يساوي ثواب زيارة فاطمة عليهاالسلام؛ فزياره فاطمة الطاهرة تساوي زيارة النبى صلى الله عليه و آله و سلم.

المورد السابع والأربعون: لقد تكلمت فاطمة الزهراء و هي في بطن أمها و بعد ولادتها مباشرة، كما تكلم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين عليه السلام و بعض الأئمة و هم في أرحام أمهاتهم و بعد الولادة مباشرة. فهم متساوون من هذه الجهة.

المورد الثامن والأربعون: أن فاطمة الزهراء عليهاالسلام و أميرالمؤمنين متساويان من حيت فخامة النسب، فأميرالمؤمنين ابن أبى طالب، و أبوطالب ابن عبدالمطلب، و فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و رسول الله بن عبدالله، و عبدالله بن عبدالمطلب، غير أن نسب فاطمة أعلى من جهت الإتصال بالرسالة.

المورد التاسع والأربعون: تساويها عليهاالسلام مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين والأئمة المعصومين عليهم السلام في الشفاعة، بل لما زيادة.

المورد الخمسون: تساويها عليهاالسلام مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في رأفتها بهذه الأمة، و تساويها مع أميرالمؤمنين عليه السلام و سائر أبنائها الميامين عليهم السلام في رأفتهم بشيعتهم.

كان هذا مختصرا فيما ساوت به فاطمة الطاهرة خاتم النبيين و سلطان الولاية أميرالمؤمنين في بعض حالاتهم و صفاتهم.

والغرض من ذكر ذلك؛ أن نقول: لا يمكن إخراج الزهراء عليهاالسلام من كنف النبوة و حمى الولاية؛ فرجال الأسرة و نساؤها و صغارها و كبارها- و هم

الأطهرون من عباد الله- لا يقاسون بأحد، إلا أن يقاس بعضهم ببعض لاتحاد أصولهم العظيمة و أرومتهم الكريمة، و هل يقاس الأصل بما سواه؟! كيف والأوهام والأفهام قاصرة بل عاجزة عن إدراك مقامهم، سيما مريم الكبرى فاطمة الزهراء عليهاالسلام التي يدخل رجال العالمين تحت لواء محبتها و ولايتها يوم القيامة، فتنجي من حظي بشي ء من محبتها و هدي إلى ولايتها، فتفيص عليهم الفيض الكامل والفضل العاجل، فهي ملكة عالم القيامة، والحاكمة في محكة العدل.

اللهم بحقها و بحق مقاماتها و بينات آياتها، و بحق ذاتها و صفاتها أن لا تردنا عن بابها و أعتابها خائبين، و لا عن حفرتها و ساحتها آيسين و لا محرومين يا أرحم الراحمين.

الخصيصة الثانية عشر من الخصائص الخمسين في أن فاطمة أفضل من الحسنين، والإختلاف في ذلك


بعد أو أوضحنا تساوي فاطمة الطاهرة مع الأنبياء العظام و سيد الأنام و أميرالمؤمنين والحسنين عليهم الصلاة والسلام، فالأفضل أن ننقح مسألة أخرى و هي:

هل أن فاطمة الزهراء أفضل من الحسنين، أو مساوية لهما، أو أنهما والأئمة المعصومين أفضل منها؟!

ذهب إلى القول الأخير جماعة من المتأخرين و قليل من المحدثين المعاصرين، فيهم الميرزا القمي صاحب القوانين في جوابه على سؤالى سئل به ضمن عدة مسائل؛ والسؤال هو: لقد اختلف العوام فيما بينهم، فمنهم من قال أن فاطمة أفضل من الحسنين، و منهم من قال أن الحسنين أفضل من فاطمة، فما هو قولكم في المسألة؟

الجواب: إن ظواهر الآيات والأخبار والقواعد العامة لدى الإمامية تفيد أن الحسنين أفضل، و ذلك لأنهما يشاركانها في العصمة و يفضلانها بالإمامة، فهما إمامان لهما الرئاسة العامة على كافة الخلائق؛ والإمامة- وحدها- كافية للقول

بأفضليتهما، إضافة إلى أنهما كانا أطول عمرا، و بالتالي أكثر عملا و عبادة بسبب طول العمر، و طول العمر يلزم تحمل الشدائد والمحن والإبتلاءات أكثر، سيما ثاني سيدي شباب أهل الجنة. و قصر عمر البضعة الأحمدية يعني قصر مدة العبادة والمعاناة!! والأفضلية تتبع كثرة العمل و صعوبته!!! والمقام لا يقتضي أكثر من هذا البيان والوقت لا يسع

[جامع الشتات: 2/ 785 الطبعه القديمه.]

و صرح المحدث الأوحد الشيخ أحمد الإحسانى في عدة مواضع من شرح الزيارة الجامعة بأفضلية الحسنين والأئمة المعصومين عليهم السلام. و كذا قال شارح خطبة الزهراء عليهاالسلام.

و عبارة الشيخ الإحسانى في ذيل قوله عليه السلام: «حيث لا يلحقه لاحق، و لا يفوقه فائق، و لا يسبقه سابق، و لا يطمع في إداركه طامع» قريبة من بيان المرحوم المجلسي الأول حيث قال: من كان دون الأئمة لا يلحقهم بحال، و من كان أفضل فهو أفضل من غيرهم و ليس أفضل منهم، والنبى و أميرالمؤمنين صلوات الله عليهما أفضل منهم لأنهما مستثنيان بالأخبار، فلا يسبقهم سابق، و لا يطمع في إدراكهم طامع، لأنه يعلم أنهم مخصوصون بمواهب إلهية خاصة لا تنال بالسعي والإجتهاد.

ثم تعرض إلى كلام المجلسي فقال: قوله رحمه الله «والنبى و أميرالمؤمنين مستثنيان بالأخبار، غير جيد»؛ لأنهم عليهم السلام لهم حالتان:

الحالة الأولى: من حيث احتياج الخلق إليهم، فالمعصومون الأربعة عشر في ذلك سواء، و لا تفاضل بينهم.

الحالة الثانية: من حيث لحاظ كل واحد منهم على انفراد، فهو موجب

للتفاضل، و لا يستثنى منهم أحد، و لا اختصاص فيه للنبى والولي، فمقاماتهم متفاوتة، والنبى سابق، و من ثم أميرالمؤمنين، و من ثم الحسنان واحدا بعد واحد، و من ثم تسعة من الأئمة الطاهرين تاسعهم قائمهم، ثم الصديقة الطاهرة صلوات الله عليها.

كان هذا تقرير المرحوم المجلسي والشيخ طاب ثراهما.

و قد تبين أن الشيخ قائل بالتفصيل؛ فهم متحدون بلحاظ، و كلهم في درجة واحدة، و متفاوتون بلحاظ آخر، ولكن تأخير رتبة فاطمة العالية عن الأئمة الأبرار يحتاج إلى دليل. نعم لاكلام في أفضلية الخمسة الطاهرة، أما تفضيل الحسنين على الزهراء عليهاالسلام فظاهر من كلام الميرزا.

و قال السيد عبدالله شبر في شرحه شلى المفاتيح على حاشية شرح السيد نعمة الله الجزائري على تهذيب شيخ الطائفة عليه الرحمة، في باب تفضيل بعض الأئمة على بعض:

لم لم يتعرض لأفضلية فاطمة عليهاالسلام على الحسنين أو تساويها أو تفضيلهما عليها؟ لعله لا يطلع على النص الصريح الوارد في الباب، و قد أخرجه المجلسي في البحار في تفضيل فاطمة على أبنائها، و هو حديث صريح لا يقبل التأويل: سأل سلمان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقال: من أفضل خلق الله؟ فأشار النبى صلى الله عليه و آله و سلم إلى الحسنين و قال: جد هذين.

قال سلمان: فمن بعد جدهما؟

قال: أبو هذين.

قال سلمان: فمن بعد أبيهما؟

قال: أم هذين.

قال سلمان: فمن بعد أمهما؟

قال: هذان.

و في إكمال الدين في نص النبى صلى الله عليه و آله و سلم على القائم عليه السلام في حديث طويل «قالت (أي فاطمة عليهاالسلام): و أي هؤلاء الذين سميتهم أفضل؟ قال: علي بعدي أفضل أمتي، و حمزة و جعفر أفضل أهل بيتي بعد علي و بعدك و بعد ابني و سبطي حسين و حسين و بعد الأوصياء من ولد ابني هذا- و أشار إلى الحسين- منهم المهدي»

[اكمال الدين 251 ح 10 باب 54.]

و رأيت في عوالم العلوم: إن النبى صلى الله عليه و آله و سلم قال: «خير هذه الأمة من بعدي علي بن أبى طالب و فاطمة والحسن والحسين، من قال غير هذا فعليه لعنة الله»

[البحار 27/ 228 ح 31 باب 10.]

والذي استفدته من سياق الأخبار سيما الخبرين الأخيرين- بدلالتهما الصريحة- أفضلية فاطمة على الحسنين، و بطريق أولى تكون أفضل من الأئمة الآخرين، و يمكن إثبات ذلك بعدة وجوه:

أولا: قالت الفرقة الإمامية الناجية بتفضيل النبى صلى الله عليه و آله و سلم على جميع خيار خلق الله من الأنبياء والملائكة كافة، و جعلت هذا القول في صميم عقيدتها و جزء من مذهبها، و يتلوه أميرالمؤمنين عليه السلام، فهو أفضل حتى من أولي العزم، و خالفهم في ذلك الخالفون و شر ذمة من الإمامية كما حكى ذلك السيد المرتضى. والصحيح الذي وردت فيه أحاديث متواترة و أخبار متكاثرة في الكتب المعتبرة ما ذكرناه من أفضلية أميرالمؤمنين عليه السلام.

و في البحار: «إن أفضل الأئمة أميرالمؤمنين، و إن أفضل الأئمة بعد أميرالمؤمنين الحسن والحسين، و أفضل الباقين بعد الحسين عليه السلام إمام الزمان المهدي عليه السلام ثم بقية الأئمة من بعده على ما جاء به الأثر و ثبت به النظر»

[البحار 25/ 362 ذيل ح 21 باب 12.]

و حديث محمد بن سنان عن المفضل الجعفي، عن الثمالي، عن الباقر عليه السلام يفيد تساويهم فى الفضل «عندالله»

[ففي البحار 25/ 356 ح 4 باب 12 عن إكمال الدين... عن محمد بن سنان عن المفضل عن الثمالي عن أبي جعفر عن أبيه عن جده الحسين صلوات الله عليهم قال: دخلت أنا و أخي على جدي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فأجلسني على فخذه و أجلس أخي الحسن على فخذه الاخر، ثم قبلنا و قال: بابى أنتما من إمامين سبطين اختاركما الله مني و من أبيكما و من أمكما، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة، تاسعهم قائمهم، و كلهم في الفضل والمنزلة سواء عند الله تعالى.]

والأخبار كثيرة في تفضيل الحجة (عج) «تاسعهم أفضلهم»

[في البحار 25/ 363 ح 22 باب 12: روى الشيخ حسن بن سنان في كتاب المحتضر.. عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: الله تعالى اختار من الايام يوم الجمعة، و من الشهور شهر رمضان، و من الليالي ليلة القدر، واختار من الناس الأنبياء والرسل، واختارني من الرسل، واختار مني عليا، واختار من علي الحسن والحسين، واختار من الحسين الأوصياء يمنعون عن التنزيل تحريف الغالين وانتحال المبطلين و تأويل الجاهلين، تاسعهم باطنهم ظاهرهم قائمهم، و هو أفضلهم.] و تساوي الآخرين في المنزلة منها قوله عليه السلام: «علم آخرهم عند أولهم، و لا يكون آخرهم أعلم من أولهم»

[البحار 25/ 359 ح 13 باب 12.]

و بعد نبوت أفضلية سلطان الولاية، و ورود الأخبار الصريحة الناصة على أفضلية فاطمة عليهاالسلام على الحسنين، فإن تأخيرها و تنزيل مرتبتها و مقامها خارج عن الصواب والسداد، و كيف يقدم عليها من لا يرضى بالتقدم والتفضيل عليها؟!

و هذا هو ما ذهب إليه السيد عبدالله شبر، ولكن شارح التهذيب لم ير هذا الحديث «و عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود، و لعمري إنهم ما أحاطوا بصفاتها، و ما اهتدوا بحقيقة معرفتها و ذاتها، و ما ذلك إلا من قصور عقولهم و فتور أصولهم».

و قال علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة: «ولولا أن فاطمة سرا إلهيا و معنى لاهوتيا، لكان لها أسوة بسائر أولادها عليهم السلام، و لقاربوا منزلتها، ولكن الله يصطق من يشاء»

[كشف الغمه 2/ 88 فى فضائل فاطمه عليه السلام.]

و روى في المناقب أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: «... و إن عليا ختنى

[الختن: زوج الابنه.]، ولو وجدت خيرا من علي لم أزوجها منه»

[البحار 25/ 360 ح 18 باب 12 عن المناقب.]

و قال أميرالمؤمنين عليه السلام مفتخرا:




  • ولي الفضل على الناس بفاطم و بنيها
    ثم فخري برسول الله إذ زوجنيها



  • ثم فخري برسول الله إذ زوجنيها
    ثم فخري برسول الله إذ زوجنيها



[البحار 39/ 349 ح 22 باب 90.


]

ثانيا: إن المرحوم الميرزا القمي تمسك بظواهر الآيات والقواعد الكلية والأخبار المرويه والرئاسة العامة و طول العمر و كثرة العمل والعبادة والعصمة المشتركة، و جعل هذه الأمور دليلا على التفضيل.

أما ظواهر الآيات القرآنية
التي أعرفها
فلا دلالة فيها على التفضيل، و لا أدري أي آية كريمة تدل بظاهرها على أفضلية الحسنين عليهماالسلام على فاطمة، وليته ذكر الآيات الظاهرة الدالات لإسكات العوام؟

نعم ظاهر الآية الكريمة

[يعنى قوله تعالى (الرجال قوامون على النساء) (النساء: 59) و قوله تعالى: (للرجال عليهن درجه) (البقره: 288).

يدل على تفضيل الرجال على النساء، و قد مر الكلام في ذلك، و قوله تعالى (أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم (يفيد إطاعة أولي الأمر، و هم الأئمة واحدا بعد واحد، والمطاع أفضل من المطيع، والمتبوع أفضل من التابع، فأميرالمؤمنين أفضل من فاطمة عليهاالسلام بلا كلام، لكن الآية غير ظاهرة في أفضلية الحسنين عليهماالسلام، و نظائر هذه الآية كثير.

و أما الأخبار: فما ذكره خلاف المشهور.

و أما القاعدة الكلية في تفضيل الرجل على المرأة فصحيحة، ولكن لا على وجه الإطلاق؛ لأنها بعيدة عن القانون الكلي الإلهي، فكم من رجل أدون درجة من آلاف النساء؟! و كم من مرأة أقرب إلى الله- جل شأنه- لطهارة ذاتها و امتياز حالاتها و صفاتها؟! و لعل المراد من القواعد الكلية مطالبا أخرى لا ألتفت إليها في هذه العجالة.

أما العمل والرئاسة العامة والإمامة فهو مطلب عظيم و طريق و عر، ففي صورة انحصار الإمام في شخص و تفويض الرئاسة الإلهية للوجود المبارك بالإنفراد دون الإشتراك، فيكون الإمام الناطق هو الحجة الإلهية الظاهرة الباهرة على الخلق، و هو الغوث والقطب الذي تدور عليه رحى الإمكان، فإذا رحل عن الدنيا حل محله حجة أخرى و نصب إمام آخر، و إذا اجتمع إمامان فلابد أن يكون أحدهما صامتا لا يتصرف في العالم بدون إذن الإمام الناطق.

أما فاطمة الزهراء والحسنان فإنهم عاشوا بعد النبى خمسة و سبعين يوما

كانت الإمامة فيها لأميرالمؤمنين عليه السلام

[بالرغم من غلبة الدولة الباطلة الضالة، لأن أميرالمؤمنين عليه السلام عزل عن الحكومة الظاهرية و لم يعزل عن منصبه الإلهي والأمر السماوي، فهو الإمام والحجة على الأنام إن قام أو قعد. (من المتن)] و كان هؤلاء الثلاثة هم أقرب المقربين و أكمل المكملين من رعايا أميرالمؤمنين، كانوا مأمورين بطاعته و امتثال أمره، فكيف يكون الحسنان أفضل من أمهما في هذه الفترة التي كان فيها أميرالمؤمنين عليه السلام جليس داره والحسنان صغيران؟! والأفضل أن نتكلم عن هذه الفترة بالخصوص و نترك الكلام عن فترة إمامتهما عليهماالسلام، لأننا لا ندري ما هو التكليف الإلهي لو كانت فاطمة في عهد إمامة الحسنين عليهماالسلام؟! أما في الفترة المذكورة، فهل من قائل بأفضليتهما عليها؟! و كيف يمكن أن يتحدث أحد عن الحال فيجاب بالمستقبل والمآل

[والمذهب الحق في صورة انحصار الحجة: أن الواجب على عموم الرعية من العالي والداني والفاضل والمفضول طاعته و امتثال أمره، و يكون الحجة غيره صامتا. (من المتن)
]

أقول: إن كلام المؤلف في الفترة التي كان فيها أميرالمؤمنين عليه السلام حجة ناطقا، و كان الحسنان و فاطمة الزهراء عليهاالسلام بهذا اللحاظ سواء، حيث يجب عليهم جميعا إطاعة إمام واحد و هو أميرالمؤمنين عليه السلام، فلا يصح أن نتحدث عن هذه الفترة ثم يحتج علينا بافتراض ما لو كان الحسنان إمامين مفترضي الطاعة و حجتين ناطقين. (المعرب)]؟!

و ظاهر الحديث الإشارة إلى زمان ترتب إنشاء وجودهم منذ اليوم الأول بلحاظ الإخبار عن الحال والإستقبال، يعني أن فاطمة تلي أميرالمؤمنين في الفضل، و هي أفضل من الحسنين، ويليها الحسن ثم الحسين عليهماالسلام.

و قد روى الفريقان حديث التمسك بالقمر بعد الشمس، و بالزهرة بعد القمر و بالفرقدين بعد الزهرة، و هو صريح في تفضيل العصمة الكبرى فاطمة

الزهراء عليهاالسلام. و قد عاشت عليهاالسلام في زمن فقد فيه الناس الشمس و وجدوا القمر

[المراد بالشمسين و القمرين: الوجود المبارك والذات المقدسه للنبى و الولى. (من المتن)] ولو أنها عاشت بعد أميرالمؤمنين لكان لها فضيلة و مزية خاصة، ولكنها لا تكون نبيا و لا إماما.

إذن ففي تلك الفترة المشتركة كانت فاطمة عليهاالسلام أكبر سنا من الحسنين، و هذا يعني أنها عمرت أكثر منهما و كانت عبادتها أكثر، و كان جهادها و نصرها- حسب معرفتها- لأميرالمؤمنين خارج عن حد الوصف والحصر، أضف إلى ذلك كل ما تحملته مخدرة الزمان و سيدة النسوان- في تلك الفترة القليلة- من النوائب العظيمة والمصائب الفادحة، و ما تجرعته من مرارة الشدائد والمحن الدنيوية و ما «لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا».

و بعبارة أخرى: إن هؤلاء الأربعة كانوا حججا إلهية بعد النبى صلى الله عليه و آله و سلم، و كان على الثلاثة اتباع الحجة الأعظم أميرالمؤمنين في أوامره و نواهيه، و كانت فاطمة عليهاالسلام مطيعة مخلصة في الطاعة، ولكن هذا لا يعني أنها لم تكن حجة، فإن كل واحد منهم كان- في نفسه- حجة إلهية كبرى بلحاظ العصمة، و قد أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أميرالمؤمنين بإطاعة فاطمة، فقال: يا علي! أطع فاطمة عليهاالسلام، و أمر النبى صلى الله عليه و آله و سلم ليس مقصورا على زمان حياته، و إنما أمره بذلك في حياته و بعد وفاته. و إنما أمره بطاعتها باعتبار أنها معصومة، و من كان معصوما كان وجوده المبارك حجة، والمعصوم لا يؤمر بإطاعة غير المعصوم، سيما إذا كان المأمور معصوما والمطاع امرأة!! هذا؛ و قد وردت أخبار كثيرة- لا تسعها هذه الخصيصة- في تفضيل فاطمة الطاهرة، و أن مقامها بعد مقام النبوة و مقام الإمامة و فوق مقام

/ 58