خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الديباجة

للمؤلف ديباجة أخرى بالفارسية اعرضنا عن ترجمتها لأنها قريبة المضمون من الديباجة العربية، غير أنها تزيد عليها بشي ء من الإشادة بسلطان الزمان و مدح للملك المعاصر له آنذاك.
]

بسم الله الرحمن الرحيم

سبحانك اللهم يا فاطر السماوات العلى، و فالق الحب والنوى، أنت الذي فطرت اسما من اسمك، واشتققت نورا من نورك، فوهبت اسمك بنورك، حتى يكون هو المظهر لظهورك، فجعلت ذلك الإسم جرثومة

[الجرثومه: الأصل؛ و جرثومة كل شي ء أصله و مجتمعه. (انظر: لسان العرب 2/ 232 مادة «جرثم»)] لجملة أسمائك، و ذلك النور أرومة

[الأرومة: الأصل. (انظر: لسان العرب 1/ 123 مادة «أرم»)] لسيدة إمائك، و ناديت في الملأ الأعلى: أنا الفاطر و هي فاطمة، و بنورها ظهر الوجود من الفاتحة إلى الخاتمة، فاسمها اممك، و نورها نورك، و ظهورها ظهورك، و لا إله غيرك، و كل كمال ظل كمالك، و كل وجود ظل وجودك.

فلما فطرتها فطمتها عن الكدورات البشرية، واختصصتها بالخصائص الفاطمية، و هذبتها مفطومة عن الرعونات العنصرية، و نزهتها عن جميع النقائص، مجموعة من الخصائل المرضية، بحيث عجز ما سواها عن إداركها، و فطم الناس عن كنه معرفتها، فدعاها الأملاك في الأفلاك: ب«النورية السماوية» و ب«فاطمة

المنصورة» بعد ما أظهرت نورها زاهرا، و صورتها بأحسن صورة، تعالى جلالك و تلألأ جمالك، و تجليت بها في سبحات الجبروت، و تحليتها بصفاتك في سترات الملكوت، فسبحان من تجلى لما فأشرقت و طالعها فتلألأت، و ألق في هويتها مثاله فأظهر عنها أفعاله، فلا تزال تتقلب بين يدي الجلال والجمال، و لم تزل تتنزل من مبدأ الكمال إلى منتهى الكمال.

و لقد أجاد الشيخ (في قوله):




  • هبطت إليك من المحل الأرفع
    محجوبة عن كك مقلة عارف
    و هي التي سفرت و لا تتبرقع



  • و رقاء ذات تعزز و تمنع
    و هي التي سفرت و لا تتبرقع
    و هي التي سفرت و لا تتبرقع



[من القصيده العينيه المشهوره للشيخ الرئيس ابن سينا.

فكفلها (ال) عقل الأول، و زكاها بالعلم والعمل، واحتضنها في كلاءته، واختصها بكفالته، و ربتها يد الرحمة، و غذتها ثدي العصمة، و أوحى إليها ما أوحى إليه، و آتاها ما أوتي من قربه لديه؛ فأشهد الد أنها حبيبة الحق و ربيبة الرب، و أن محمدا (صلى الله عليه و آله و سلم) اباها- مع النبوة و عظيم الزلفة- يفتخر جمهذه الأبوة، و يباهي بأن هذه الثمرة من تلك الشجرة، كما أن الواحد من العشرة، و أن عليا بعلها علا اسمه بها، و هو يقول في وحدته معها:




  • و إن فاطمة سكني و عرسي
    منوط لحمها بدمي و لحمي



  • منوط لحمها بدمي و لحمي
    منوط لحمها بدمي و لحمي



[الصواعق المحرقة الباب التاسع من ففائل الإمام على عليه السلام الفصل الرابع، ينابيع المودة 2/ 420 الباب التاسع والخمسون، 3/ 143 الباب الخامس والستون.
]

والأبيات منسوبة للامام أميرالمؤمنين عليه السلام:

محمد النبي أخي و صهري++

و حمزه سيد الشهداء عمي

و جعفر الذي يمسي و يضحي++

يطير مع الملائكة ابن امي

و بنت محمد سكنى و عرسى++

منوط لحمها بدمى و لحمى

و سبطا احمد ابناى منها++

فايكم له سهم كسهمى

سبقتكم الى الاسلام طرا++

غلاما ما بلغت اوان حلمى

و اوجب لى ولايه عليكم++

رسول الله يوم غدير خم

فويل ثم ويل ثم ويل++

لمن يلقى الاله غدا بظلمى

قال البيهقى: ان هذا الشعر مما يجب على كل مومن ان يحفظه ليعلم مفاخر على عليه السلام فى الاسلام.


]

فيالله من شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء، المغروسة في الحرم من كرم، فشمخت أغصانها، و سمت أفنانها، واخضرت أوراقها، و أينعت ثمارها، فأظلت الورى، و أحاطت بما في الثرى. فيالله من أصل زكي و فرع سمي، نمى (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة)

[البقره: 261.]

و هي في البداية نقطة الوحدة، و في النهاية كوثر الكثرة، فصدرت منها المعارف والحكم؟ لأفها أم الكتاب، و علمها ربها من العلوم ما لا تعلم، (فلا تعلم نفس ما أخفي لما من قرة أعين)

[السجده: 17.] و إنها الجنة التي (تؤتي أكلها كل حين)

[ابراهيم: 25.] والنحلة التي (اتخذت لها بيوتا من الشجر و مما يعرشون)

[اقتباس من قوله تعالى: (و اوحى ربك الى النحل ان اتخذى من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون)؛ النحل: 68.]، فعم الورى نفعها، و جعلها «في بيوت أذن الله رفعها»

[اقتباس من قوله تعالى: (فى بيوت اذن الله ان ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الاصال)؛ النور: 36.]، فهي النعمة التامة، والرحمة العامة، و عيبة المعرفة، و وعاء المشية، أخت النبوة، و عصمة المروة، الصحيفة المتلوة، والمرأة

المجلوة، دليل المداية، و زميل الولاية، نور السماوات السبع، و زين الفواطم التسعة، الكريمة الجليلة، والسماء الظليلة، والعين الغزيرة، والروضة المطيرة، والأمانة المعروضة، والمودة المفروضه، والساعه المستجابة، والبضاعة المرجوة، والطاهرة المطهرة، والممتحنة الصابره، والليلة المباركة، والقدر التي خير من ألف شهر، باب الإيمان، و وسيلة الرضوان، أم الكتاب، و فصل الخطاب، صدف الفخار، و غرة شمس النهار، صاحب القبه الحمراء في حضيرة القدس، و تفاحة الخلد، والمصباح المنير في مشكاة الوجود، والزجاجة المضيئة في عالمي الغيب والشهود، وليدة الإسلام، والمعصومة من الآثام، قرار القلب، و قدوة الرب، و شرف الأم، والشريفة من الأب، خاصة الرسول، والحصان البتول، بضعة المصطفى، و زوجة المرتضى، ولن تشذ عن رسول الله لحمته؟ لأنها شجنته

[الشجن؛ محركه: الغصن المشتبك والشعبه من كل شى ء. (منه)] و مهجته و روحه و حقيقته، نفسه و كريمته، عين الحياه، و سفينة النجاة، و ذريعة الهداة، و شفيعة العصاة، خامسة اصحاب الكساء، و إحدى الكبر، زهرة الزهراء بين الشمس والقمر، التي برها خير العمل، والأعمال منه تقبل، أمة الله الزكية، و آنية الله النقية، و نفس الله القائمة في حقيقه العلوية، أم القرى الإمكانية، والقوة القاهرة في قوى الإنسانية، سماء الكواكب الدرية من الأئمة المهدية، والرجال الإلهية، ثمال الشيعة الإثنا عشرية، و رجاء الفرقة الإمامية، المكية المدنية، والحجازية التهامية، والهاشمية القرشية، قرة العين، و إحدى المخلفتين، أم السبطين، و أكبر حجج الله على الخافقين، ريحانة سدرة المنتهى، كلمة التقوى، والعروة الوثقى، و ستر الله المرخى، والسيدة العظمى، و مريم الكبرى، والصلاة الوسطى،

والإنسية الحوراء، التي بمعرفتها دارت القرون الأولى، و كيف أحصي ثناءها، و إن فضائلها لا تحصى، و فواضلها لا تقضى، البتول العذراء، والحرة البيضاء، أم أبيها و سيدة شيعتها و بنيها، ملكة الأنبياء، الصديقة فاطمة الزهراء.

(و) نعم ما قيل:




  • خجلا من نور بهجتها
    و حياء من شمائلها
    يتغطى الغصن في الورق



  • تتوارى الشمس في الأفق
    يتغطى الغصن في الورق
    يتغطى الغصن في الورق



صلوات الله و سلامه عليها و على والدها و بعلها و ولديها.

ثم نسألك اللهم يا رب الدنيا والآخرة، صل و سلم على صفوتك و حبيبتك و أمتك التي اختصت بهذه المواهب الباهرة والمناقب الزاهرة، أم الحجج القاهرة والأئمة البررة الطاهرة، بصلوات متواترة و تسليمات متوافرة متكاثرة، و ترحم عليها برحمات نامية سامية تكرم بها وجه أبيها، و تفرح منها قلوب شيعتها و بنيها، و تزيد لها شرفا فوق شرف، و زلفة فوق زلفة، و فضيلة فوق فضيلة، و وسيلة فوق وسيلة، بعدد ما طلع طالع، و لمع لامع، و بعدد ما في علمك من الثريا إلى الثرى و ما في الآخرة والاولى.




  • يا رب لا تسلبني حبها أبدا
    و يرحم الله عبدا قال آمينا



  • و يرحم الله عبدا قال آمينا
    و يرحم الله عبدا قال آمينا



اللهم ثبتنا على حبها، واملأ قلوبنا من ودها، و أجرنا من عذاب النار في يوم تتقلب فيه القلوب و تشخص فيه الأبصار.

ثم صل و سلم و ترحم و تحنن من لسان نبيك المعظم و وليك المكرم و ألسنة أنبيائك المرسلين و سفرائك المقربين على ذريتها المعصومين و عترتها المصطفين الممدوحين في الملأ الأعلى، والمخصوصين بتحف البلاء والعناء، الذين ركضوا من

بطنها، وافتخروا بأمومتها، واستزادوا ملكا لا ينبغي لأحد.

شعر=

مطهرون نقيات ثيابهم
تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

[فرائد السمطين: 1/ 14 فى مقدمه المولف.


و هم سنام العالم، و صفوة الأمم، و مضاض

[المضض: وجع المصيبه و حرقتها، و المضاض كسحاب: الاحتراق.]] بني آدم، و مفاتيح الظلم، و ينابيع الحكم، و شآبيب الهمم، و أقلام الأقدار، و ألواح الأسرار، و مقاليد العفو، و أعلام العلم، و أيمان الإيمان، و غرة العرب و لباب البشر.

شعر=

و هم حجج الإله على البرايا
بهم و بجدهم لا يستراب

[المناقب لابن شهر آشوب 4/ 301 و فيه: «بهم و بحكمهم لا يستراب».


]

الذين وجدهم لا ينسى، و رزؤهم لا يحصى، و منهم في كل عين قذى، و في الحلق شجى، و جرحهم لم يندمل، و مرارتهم لا تزل، و غصصهم تجري من الحناجر إلى الصدور إلى يوم ينفخ في الصور، و إني (أشكوا بثي و حزني إلى الله)

[يوسف: 86.] مما جرى عليهم من أعاديهم، و من خطل آرائهم، و زلل أهوائهم، و ما كسبت أيديهم (فبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم و هم في العذاب خالدون)

[اقتباس من قوله تعالى: (ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم و فى العذاب هم خالدون)؛ المائده: 80.]، و يكفيهم ما قال الله فيهم: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)

[الشعراء: 227.]




  • و دارهم هجر و حبهم قلى
    و وصلهم صرم و سلمهم حرب



  • و وصلهم صرم و سلمهم حرب
    و وصلهم صرم و سلمهم حرب



و بعد:

يا خيرة الإخوان، و صفوة الخلان؛ إن أعظم الوسائل و أقوم الدلائل،

و أوضح المناهج، و أنهج المسالك، لحصول الغفران والوصول الى الرضوان، محبة فاطمة البتول، و مودة ذوي القرب من آل الرسول، فهي الذخيرة والخلاص ليوم (لات حين مناص)

[ص: 3.]، فمن تمسك بهم نجا و هدي، و من تخلف عنهم هلك و هوى، و من اعتلق بهم فاز قداحه، و من تعلق بأذيالهم أسفر صباحه، فطوبى لمن سلك في هذه المحجة البيضاء والطريقة الحسناء، فويل لمن نكب عن هذا الصراط السوي، والمنهج العلي، و صبا عن ولائهم، و خرج عن تحت لوائهم.

والشكر لله الذي أولاني، و على ذلك هداني بأني ولدت على الفطرة، و رزقت هذه الصبرة، أعني: بولاء هؤلاء من الفئة الفاطمية، والفتية المصطفوية. و أسأل الله ربي- و هو حسبى- أن أقوم يوم معادي من مقامي و رقادي مع صحيفتي الحاضرة، و هي حجتي الباهرة، و وسيلتي في الدنيا والآخرة، فيقال لي حين (ترى كل أمة جاثية)

[الجاثيه: 28.] و حين تطاير الكتب و شخوص الأبصار و وجل القلوب: (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)

[الاسراء: 14.]، فأخرج من يدي بيضاي و أقي عصاي، و أنا قائل بما قال المعري:




  • و إني و إن كنت الأخير زمانه
    لآت بما لم تستطعه الأوائل



  • لآت بما لم تستطعه الأوائل
    لآت بما لم تستطعه الأوائل



[ديوان ابى العلاء المعرى 193؛ و فى المتن:«الزمان اخيره».


و أنشر هذا الكتاب و هو خلاصة الحساب، و ما خصني الله و أوتيت من فضل الله و عون عنايته، و ما أسهرنى في أغلب الليالي، و أخبرني عن أمهات المعاني و مهمات المعالي، والاستقصاء في السير والأثر، و إمعان النظر في المفاخر

المأثورة والمآثر المعتبرة من أحوال سيدة النساء و أم الأئمة النجباء، و أفعالما و أقوالها- صلوات الله و سلامه عليها- من أول الخلقة إلى يوم البعثة، مع تصحيح الروايات والأحاديث، و تنقيح الأخبار والآثار، و تزكية الرواة من الضعاف والثقات، و تصفح السين والشين، و معرفة الغث والسمين، و امتياز حسان مؤلفات الخاصة و صحاح مصنفات العامة مع حسن الطلب، والجد الكامل في إيضاح الدقائق و كشف الحقائق، و بيان العويصات، و حل الرموز، و إن عميت عين الزمان فصار الجهل شائعا بين الأتراب والأقران، فأسعدتني ميامن الأنفاس القدسية من هؤلاء السادة على هذه السعادة، و وفقني الله تعالى من منه و إحسانه في برهة من الزمان بقدر الوسع والطاقة، والمرء مسؤول على ما ساقه لجمع ما يراد، وادخرتها ليوم المعاد، و كأن روحا نفث في روعي و قذف في قلبى فسميت هذه الوجيزة الغريزة والصحيفة العزيزة ب «الخصائص الفاطمية لتشييد قلوب الإمامية»




  • و ما أنا إلا قطرة من سحابة
    و لو أنني ألفت ألف كتاب



  • و لو أنني ألفت ألف كتاب
    و لو أنني ألفت ألف كتاب



راجيا من الله أن لا يخيب أملي و لا يضيع عملي، و أن لا يكون شفعائي خصمائى، و لا أوليائي أعدائي، و أن لا يفرق ما بيني و بين سيدتى و مولاتي و ذراريها من الهداة البررة طرفة عين أبدا، و أن يهيأ لي في أمري رشدا، و أرجو من أفضاله و ألطافه تحديث هذه النعمة، و تشييد قلوب الأمة من نشر آثارها و ذكر أخبارها بمقدار ما بقي من عمري و حشاشة من حياتي، و أرجو أن يجلو من بصري الغشاوة و عن قلبى القساوة.




  • فيا دهر ساعدني على بغيتي
    و يا عمر كن بعض أسبابها



  • و يا عمر كن بعض أسبابها
    و يا عمر كن بعض أسبابها



إلهى؛ ما أنا و ما خطري و ما قدري و ما قدري، و انا أقل من لا شي ء، و أذل من النعل، الرق المملوك لحبيبتك، والقن المفلوك في خليقتك، ابن العالم الجليل المولى محمد إسماعيل العبد الذليل محكلمر المدعو بالباقر الشهير بالواعظ، والحليف لأهل الإيقاظ، المنسوب إلى مازندران والساكن فى قاعدة الري بطهران، صانها الله عن الحدثان، و إني ذاكر باللسان و معتقد بالجنان:




  • و إذا الرجال توسلوا بوسيلة
    فولي جملتي حبي لآل محمد (ص)



  • فولي جملتي حبي لآل محمد (ص)
    فولي جملتي حبي لآل محمد (ص)



[المناقب لابن شهر آشوب 4/ 301.


رب اشرح لي صدرى بصدورهم، و يسر لي أمري بأمورهم، واحلل عقدة من لساني بألسنتهم حتى يفقهوا قولي، و أنت مالك قوتي و حولي، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، و من الله الإستعانة فى بداية كل شي ء إلى نهايته، و بفاطمة الإعتصام في فاتحة هذا الكتاب إلى خاتمته، و كل ذلك بتوفيق الله و تأييده و تعليمه و تسديده، و إنه في المبدأ خير موفق و في المنال خير معين.

الوصية برعاية بني فاطمة


ثم أوصيكم يا عباد الله و أمة محمد و شيعة علي و محبى فاطمة بإعانة ذريتهم- صلوات الله عليهم- لأن إعانتهم يدا و لسانا و قلبا منة عظيمة على فاطمة و أبيها و بعلها، و يد كريمة عليهم لا شك أنها تصل، إليهم و تفرح نفوسهم و (أنهم) يسألون الله الجزاء لكم في الدنيا و الآخرة.

و قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: «من اصطنع إلى أحد من اهل بيتى يدا، كافيته عليها

يوم القيامة

[ذخائر العقبى 19 و قال: اخرجه ابوسعد، ينابيع الموده 2/ 379 الباب 76، جواهر العقدين 2/ 282 الباب الثانى عشر و قال: اخرجه الجعابى فى الطالبين و ابوذر الهروى فى كتابه «السنه».]]

و في طريق آخر: «فعجز عن مكافاته، فأنا المكافي له يوم القيامة»

[المصدر السابق.]

والأخبار في مساعدتهم بقضاء حوائجهم والإحسان إلى هؤلاء الكرام والسادة الفخام مشحونة في كتب الفريقين، و إنها من أفضل القربات و أجل الطاعات، و أشرف الخيرات والعبادات، و إن مودتههم فريضة الهية و موهبة سماوية على كل إنسان من أهل الإسلام والإيمان، والشاهد في ذلك نص القرآن المجيد والفرقان الحميد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، عز قائله و جل متكلمه، حيث قال:

(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)

[الشورى: 23.]

بل حبهم إيمان و بغضهم كفران، فن تقرب إليهم بالإحسان ضوعفت حسناته و رفعت درجاته.

و قال الني صلى الله عليه و آله و سلم: «من أسدى إلى أحد من ذريتي معروفا فهو في درجتنا في الجنة».

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: «أربعة أنا شافع لهم يوم القيامة ولو جاءوا بذنوب أهل الأرض: المكرم لذريتي، والساعي إليهم فى أمورهم، والقاضي لهم في حوائجهم، والمحب لهم بقلبه و لسانه»

[جواهر العقدين 2/ 283 الباب الثانى عشر، ينابيع المودة 2/ 115 باب 56، و 380 باب 58، و 464 باب 59 عن الفردوس للديلمي والصواعق المحرقة و مودة القربى للهمداني.]

فحينئذ؛ كيف يرد على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عند الحوض من أبغفها و أبغض ذريتها، و عادى ذريتها و عاداها مع رجاء الشفاعة و طلب السقاية؟! و لا ريب أنه آيس من رحمة الله و ممقوت عند رسوله صلى الله عليه و آله و سلم و في الحديث:

«ثمانية لا تقبل لهم صلاة و لا تجاب لهم دعوة...» وعد منها: «من جاهد حق أهل البيت».

فتوجب على كل نفسى زكية و مؤمن ذي همة أن ينافس في تحصيل ثواب مودتهم؛ لأن الحسنة الواحدة في ذلك مائة ألف حسنة.

فيا إخواني! تقربوا بهذه الموالاة إلى خالق البريات حتى ينجيكم من الهلكات، و ينجز لكم الطلبات.

و في بعض كتب العامة: إن الشريف يجب محبته و إن كان رافضيا؛ لأن الشيخين لا يؤاخذاته بذلك و في آخر الأمر يرجع إلى الحق، و إن سرق الشريف قطعت يده و تقبل اليد المقطوعة

[انظر: جواهر العقدين 2/ 249 الباب الحادي عشر في ذكر التحذير من بغضهم و عداوتههم... و قد ذكر فيه أحاديث و أخبار و قصص كثيرة للدلالة على ما ذكره المؤلف رحمه الله.]

فوالله إنكم ما ترجون الخير من أعمالكم في الدنيا والآخرة إلا بفضل الله و رحمته و محبة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و عترته عليهم السلام، فهؤلاء شفعاؤنا عند الله «فويل لمن شفعاؤه خصماؤه».

و في مناقب ابن شهر آشوب:




  • واخجلة الإسلام في أضداده
    ظفروا له بمعايب و معاير



  • ظفروا له بمعايب و معاير
    ظفروا له بمعايب و معاير



[فى المناقب: «و معاثر».]





  • آل العزير يعظمون حماره
    و يرون فوز الههم للحافر



  • و يرون فوز الههم للحافر
    و يرون فوز الههم للحافر



[فى المناقب: «و يرون فوزا لثمهم للحافر».]





  • و سيوفكم بدم ابن بنت نبيكم
    مخضوبة لرضى يزيد الفاجر



  • مخضوبة لرضى يزيد الفاجر
    مخضوبة لرضى يزيد الفاجر



[المناقب لابن شهر آشوب 4/ 134.]


فمن أراد أن يعلم ما ينفع له في الدارين من محبة بني فاطمة عليهم السلام فليكثر النظر في هذا الكتاب بتأمل و توغل- أيم الله- و كثرة النظر إلى آثارهم و أخبارهم تزيد إيمانا، و هو «القول الثابت» و به يشيد إيمانه و يرفع بنيانه، و يعبد ربه، و يتبع نبيه، و إكثار ذكرهم والنظر في أمرهم يدل على محبهم و تشييده و ودهم و تسديده، و «من أحب شيئا أكثر ذكره». و أيضا «المرء مع من أحب»

[البخاري 7/ 112 (كتاب الأدب- باب 96)، صحيح مسلم 2/ 546 (كتاب البر والآداب- باب 50) حديث 161- 165، سنن الدارمي 2/ 321 باب 71، الترمذي 4 (كتاب الزهد- باب 38) حديث 2492 و ما بعده، مسند أحمد 1/ 392 و 3/ 104، 110، 159، 165، 167، 168، 172، 173، 178، 192، 198، 200، 202، 207، 208، 213، 222، 226، 227، 228، 255، 268، 276، 283، 288، 336، 394، 4/ 107، 239- 441، 392، 395، 398، 405، سنن أبى داود 2/ 503 (كتاب الأدب- باب 122)، ينابيع المودة 1/ 32.]] و قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: «فمن تبعني فإنه مني».

و إن هذا الكتاب أجمع و أنفع و أحوى و أهدى من غيره من كتب علماء السلف من أهل الحل والعقد؛ لكثرة بسطه و إطناب القول فيه، فضلا عن توضيح الدقائق و كشف الحقائق. و إني ترجمته بالفارسية لكثرة انتفاع عامة الناس، و لا يحتاجون إلى كتاب آخر لأنه مجموعة فضائلهم و وجيزة فواضلهم.

والأمر الأهم والقصد الأتم في هذا التذييل و تلك الوصية إعانة سادات

/ 58