خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

روى ثقة المحدثين و ناشر آثار الأئمة المعصومين عليهم السلام الحاجي دام ظله في كتاب نفس الرحمن جملة من الأخبار في حق سلمان الفارسي، منها ما عن علل الشرائع للصدوق رحمه الله: إن فاطمة كانت محدثة، و روي أن سلمان كان محدثا، فسئل الصادق عليه السلام عن ذلك و قيل له: من كان يحدثه؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين، و إنما صار محدثا دون غيره ممن كان يحدثانه، لأنهما كانا يحدثانه بما لا يحتمله غيره من مخزون علم الله و مكنونه

[علل الشرائع 1/ 217 باب 146 ح 2.]

و يلاحظ في ذيل الحديث الفرق الفاصل بين سلمان و غيره، حيث كان سلمان يحدث عن إمامه، والإمام يحدث عن الله سبحانه لأنه حجة الله «و لا يحدث عن الله إلا الحجة»

[البحار 22/ 349 ح 70 باب 10.] و قد يستبعد هذا البيان مع ما مر سابقا، ولكن يمكن الجمع بينهما بأن يقال أن أميرالمؤمنين عليه السلام كان يؤكد ما يحدث به جبرئيل أو الملك.

و روى شيخ الطائفة في الأمالي عن الصادق عليه السلام قال: كان علي عليه السلام محدثا، و كان سلمان محدثا. قال: قلت: فما آية المحدث؟ قال: يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت و كيت

[امالى الطوسى ح 914 المجلس الرابع عشر، بصائر الدرجات 322 الجز السابع باب 6 ح 4.]

والواضح من هذه الأخبار أن تحديث الملك فيض خاص و علم مخصوص للمحدث دون سواه، و هذه الإفاضة- أي النكت بالسمع والقذف في القلب- تكون للإستعداد والقابلية الكاملة الموجودة في المحدث خاصة، و هذا الإستعداد والقابلية موهبة رحمانية و مكرمة ربانية، و لذا قيل في سلمان: «سلمان منا أهل

البيت»، فإذا كان سلمان كذلك فلماذا لا تكون فاطمة الزهراء من أهل البيت عليهم السلام؟! والحال أنهم قالوا إن آية التطهير تشمل زوجات النبى عامة، و أصروا على هذه العقيدة السخيفة في مؤلفاتهم مع أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم قال مرارا «فاطمة مني و أنا من فاطمة»

[انظر البحار 28/ 76 ح 34 باب 2 و فيه: «لانك منى و انا منك...».]

و على أية حال فإن هذا القلب النبيل والوصف الجميل من شرائف أوصاف السيدة الكريمة و أفضل ألقابها، و كثيرا ما كان يجري على لسان النبى صلى الله عليه و آله و سلم والأئمة الطاهرين عليهم السلام و هو يحكي كمال المخدرة الكبرى في العلم.

و روي في بصائر الدرجات في الجزء السابع أن الأئمة يخاطبهم الملائكة المقربون و يسمعون الصوت و يعاينون خلقا أعظم من جبرئيل و ميكائيل

[بصائر الدرجات 5/ 232 باب 7 فى انهم يخاطبو و يسمعون الصوت و ياتيهم اعظم من جبرئيل و ميكائيل، عنه البحار 18/ 270 ح 33 باب 2.]

و عن علي بن حمزة عن أبى بصير قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: إن منا لمن ينكت في قلبه، و إن منا لمن يؤت في منامه، و إن منا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة في الطست، و إن منا لمن تأتيه صورة أعظم من جبرئيل و ميكائيل

[امالى الطوسى 407 ج 915 المجلس 14.]

بل إن علوم الأئمة عليهم السلام تزداد ليل نهار من خلال الإفاضات والنكتات والتقريعات والتوقيرات والقذفات والإلهامات المستمرة بلا نفاد و لا انقطاع، كذرات الشمس و أشعتها، تمدهم بالمدد الغيبي، و هم يخبرون الناس و يبلغونهم ما يتعلمون. و سنذكر في خصيصة مستقلة حضور الملائكة بطبقاتهم من جبرئيل

و غيره، ليعلم القراء كيف أن فاطمة كانت تتجلى فيها آثار الولاية والمعرفة الكاملة والعلوم الحقة، و تأنس بالكرام من الملائكة المقربين، و تتلقى العلوم الغيبية و تستفيض و تفيض من خطاباتهم، مع أنها ليست في رتبة الإمامة و لم تكلف بهذا التكليف.

و يكفينا في هذا الباب الإستشهاد مصحف فاطمة، و لا حاجة إلى شاهد آخر.

ففي الكافي في باب المصحف عن حماد بن عثمان عن الصادق عليه السلام في حديث:... فأرسل إليها ملكا يسلي غمها و يحدثها، فشكت ذلك إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فقال لها: إذا أحسست بذلك و سمعت الصوت قولي لي، فأعلمته بذلك، فجعل أميرالمؤمنين عليه السلام يكتب كلما سمع، حتى أثبت من ذلك مصحفا. قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شي ء من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون

[الكافى 1/ 240 ح 2.]

و في الحديث أسرار يأتى شرحها إن شاء الله تعالى.

أما حديث بصائر الدرجات، ففيه بعد ذكر الجامعة والجفر معنى المصحف، و فيه تصريح باسم جبرئيل، قال: و كان جبرئيل يأتيها فيحسن عزائها على أبيها، و يطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مكانه، و يخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، و كان علي عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة عليهاالسلام

[بصائر الدرجات 3/ 153 ح 6 باب 14؟؟]

و روى الصدوق عليه الرحمة في علل الشرائع في ذيل الآية المذكورة قال: مريم لم تكن نبية و كانت محدثة، و أم موسى بن عمران كانت محدثة و لم تكن نبية،

و سارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة فبشروها بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب و لم تكن نبية، و فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كانت محدثة و لم تكن نبية.

ثم قال الصدوق رحمه الله: قد أخبر الله عز و جل في كتابه: بأنه ما أرسل من النساء أحدا إلى الناس في قوله تبارك و تعالى (و ما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم)

[الانبياء: 7.] و لم يقل نساء، المحدثون ليسوا برسل و لا أنبياء

[علل الشرائع 1/ 217 باب 146 ح 2.]

و في علل الشرائع أيضا عن الصادق عليه السلام: إنما سميت فاطمة عليهاالسلام محدثة، لأن الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران، فتقول: يا فاطمة إن الله اصطفاك و طهرك واصطفاك على نساء العالمين، يا فاطمة اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين، فتحدثهم و يحدثونها.

فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟

فقالوا: إن مريم كانت سيدة نساء عالمها، و إن الله- عز و جل- جعلك سيدة نساء عالمك و عالمها و سيدة نساء الأولين والآخرين

[المصدر السابق ح 1.] و روى مثله في دلائل الإمامة عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري و قد روي هذا التعليل في كتب الإمامية كثيرا.

والعجب من ابن كثير العامي، و هو مؤرخ منصف، حيث قال في النهاية: قد كان في الأمم محدثون، فإن يكن في أمتي أحد فعمر بن الخطاب»!!

إن مقصود ابن كثير- كما اعتقد- «المحدث» بالكسر لا بالفتح، أي إن عمر

كان محدثا و راوية ، ولكن هذا أيضا يحتاج إلى دليل من الخارج حتى يخصص عمر دون غيره بالرواية والتحديث، و لو ثبت لأزعج أبابكر، فكيف يكون ذلك لعمر مع كل ما كان لأبى بكر من سابقة في الإسلام؟!! إضافة إلى ما في ذلك من تناقض و تهافت لا يخفى على المنصفين من أهل النظر والبصيرة. ثم إن الإمامية ذهبوا إلى استحالة وجود المحدث بالفتح في غير أهل البيت عليهم السلام و خواصهم الذين ورد النص فيهم.

أما فاطمة الزهراء عليهاالسلام فكانت محدثة- بالفتح- و محدثة- بالكسر- كاملة في غاية الكمال. حيث كانت المستورة الكبرى تحدث أمها و هي في بطنها، و سنذكر أخبار الشيعة الإمامية في ذلك مفصلا في باب ولادتها، و نقتصر هنا على ذكر ما قاله الشيخ عزالدين عبدالسلام الشافعي في كتاب «مدائح الخلفاء» بعد أن ذهب إلى تفضيل فاطمة على مريم لأنها تكلمت في بطن أمها؟ قال- و عبارته قريبة من روايات الإمامية-:

فلما حملت خديجة بفاطمة كانت تحدثها من بطنها و تحدثها و تؤنسها في وحدتها، و كانت تكتم ذلد عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فدخل النبي يوما فسمع خديجة تحدث، فقال صلى الله عليه و آله و سلم: يا خديجة! لمن تحدثين؟ قالت: احدث الجنين الذي في بطني فإنه يحدثني و يؤنسني. قال صلى الله عليه و آله و سلم: يا خديجة! أبشري فإنها أنثى، و إنها النسلة الطاهرة الميمونة، فإن الله جعلها من نسلي، و سيجعل من نسلها خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه

[البحار 43/ 2 ج 1 باب 1.]، فما برح ذلك النور يعلو و أشعته في الآفاق ينمو حتى جاء

الملك فقال: يا محمد صلى الله عليه و آله و سلم! أنا محمود إن الله بعثني أن أزوج النور من النور

[البحار 43/ 111 ح 23 باب 5.].. إلى آخر الخبر.

و لا يخفى أن المحدثة- بالفتح- لابد أن تكون ذات قدر و مقام و منزلة بحيث تحدث أمها و هي في بطنها، و سمو المقام هذا ناتج عن ذاك الإستعداد الفطري الأولي المودع فيها والمعطى لها منذ اليوم الأول الذي اصطفيت فيه على نساء العالمين، تعالى جلالها و تلألأ جمالها وعم نوالها من كثرة ذرياتها، و عز مآلها، فضلا عما خصها الله تعالى بأفضال السجايا، و أفردها بكرائم المزايا، بحيث لا يحصيها أحد و يعجز عن أدائها كل مستسعد مع طول الزمان و بذل الجهد، و إني كنت والله مقصرا في جنب ما أولانى ربى من نشر معالي فضائلها و نثر لآلي فواضلها؛ لأنها مستخرجة من علوم لا تدرك و بحار لا تنزف.

بيان


الحديث والخبر والنبأ مترادفات كما فصلنا في مكاتيبنا و أوضحنا الفرق بين الحديث و أخويه، ولكن ليعلم هنا أن الحديث: هو الكلمات والعبارات والحروف المتتالية تفيد كلاما جديدا، والحادث خلاف القديم.

قال في الصراح: الحديث يقال بالفارسية للجديد و جمعه أحاديث و أحدوثة

[انظر البحار 71/ 207 ح 43 باب 14.]

و قيل في ذيل الآية الشريفة (فليأتوا بحديث مثله)

[الطور: 34.]: إنما قيل للحديث حديث لأنه يحدث في القلوب العلوم و المعاني و المعارف الجديدة، فتكشف الحقائق و الدقائق الجديدة في العلوم و الحكم، و هي من الحظ، قال تعالى: (و قل رب زدني علما)

[طه: 114.] فكانت إفاضات الآيات المباركة بمفاد قوله (نزل به الروح الأمين على قلبك)

[الشعراء: 193- 194.] تنزل منجمة و مندرجة على القلب المبارك للحضرة النبوية المقدسة.

هذا؛ و لا ينقضي العجب مما رواه ابن الأثير نقلا عن يوسف سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص» عمن يرويه عن جماعتهم، قال: قالوا: و قد روت عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ثمانية عشر حديثا، و قيل: ثمانين حديثا..»

[تذكرة الخواص 278 عن ابن الأثير.]

و لا أدري لماذا يقال في فاطمة عليهاالسلام أنها تروي هذا العدد الضئيل من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم، بينما يقال في عائشة- و يا له من عجب لا ينقضي- أنها حفظت عدة آلاف حديث- على اختلاف الأقوال في العدد-؟!

قال الأزري:




  • حفظت أربعين ألف حديثا
    و من الذكر آية تنساها



  • و من الذكر آية تنساها
    و من الذكر آية تنساها



و العجيب أنهم يرون أن أحاديث عائشة- جميعا- في غاية الصحة و الإعتبار، فكيف روت عائشة أكثر من فاطمة الطاهرة عليهاالسلام، و الحال أنها عاشت مع النبى ثماني و عشرين سنة بناء على ما ذهبوا في سنها عليهاالسلام؟! و كما قال سبط ابن الجوزي «و إنها يسيرة بالنسبة إليها»

[تذكرة الخواص 278.

!

فإن كان المناط قوة الحفظ و الذكاء و الفطنة و الشوق المفرط، فليس لتلك العالمة الربانية ند و لا عديل و لا نظير، و إن كان السبب في أنها كانت في وثاق سلطان الولاية عشر سنين بعيدا عن حجر النبي صلى الله عليه و آله و سلم- كما يزعم أهل السنة -فإنها لم تنقطع عن أبيها معنويا، بل كانت مرتبطة به قريبة منه متصلة به اتصالا حقيقيا، و كانت ملازمة له حاضرة في خدمته، إضافة إلى أنها كانت تسمع كل خبر و جديد عن طريق زوجها و أبنائها.

و الظاهر أن هذا العدد الهائل من الأحاديث الذي روتها عائشة كانت عبارة عن تسجيل ليومياتها، ثم نسبت إلى النبى صلى الله عليه و آله و سلم و صارت مصدرا للأحكام الشرعية، فهي كانت تروي أفعالها و أقوالها و تصرفاتها الشخصية و ما تقوم به آناء الليل و أطراف النهار فأخذوه منها و نسبوه إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم و افترضوه حديثا، ثم صارفيها بعد خبرا صحيحا.

كيف امتازت عائشة على باقي أزواجه صلى الله عليه و آله و سلم اللواتي عشن معه و حظين بشرف صحبته و مضاجعته و لم يروين عنه إلا أحاديث قليلة؟!

لا أدري؛ لعل طول عمرها و ضغائنها الدفينة- التي اتفق عليها الفريقان و ذكر جملة منها ابن أبى الحديد- و أعلام خلفاء الجور هو السبب في ذلك.

و لكن أهل البصيرة و الإنصاف يعلمون جيدا أنه لا يمكن الإعتماد على أقوال المغرضة التي تروي و لا تتحرج، و لا الإستناد إلى روايات أصحاب الجمل و الخوارج أرباب الحيل و النواصب، فكلها مجعولات موضوعات صدرت من منشأ الفساد و منبع العناد بدافع الهوى و الأغراض الدنيوية، إلا ما كان من رواياتهم في فضل أهل بيت العصمة، و مناقبهم التي اضطروا إلى إظهارها و لم يجدوا

محيصا عن روايتها والتحديث بها (إني عذت بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب)

[غافر: 27.]]، و قال النبى صلى الله عليه و آله و سلم: «ستكثر بعدي القالة: علي؛ و قال الصادق عليه السلام: إن لكل رجل منا رجلأ يكذب عليه».

فحمدا له ثم حمدا له أن وفقني أن أكتب شيئا موجزا بمقدار القدرة عن عدة ألقاب ممدوحة شريفة من الميامن القدسية للحفرة المقدسة الفاطمية، استقصيت ما استطعت الأخبار والآثار، و ذكرتها ضمن الخصيصة المناسبة، بحيث كان لكل خصيصة و لقب حديثا و خبرا.

لكني أقول: أين فاطمة و هذه الألقاب، و أين التراب و رب الأرباب؛ و كل من يعتقد وجوب القيام بحقها كيف يرقى في معراج فضائلها، و كيف يستضي ء بنور أفقها؟ و كيف يصعد من هذه الأسباب إلى ذروة جلالها و طرقها؟ إلا من استبان فضلها، و عرف قدرها ونلها، و علم فرعها و أصلها، و من أحاط بها أحق من عرفانها، و هو أهلها؛ و صفاتها أشتات لا يجمعها إلا من تنسك بشعارها و تمسك بعطف دثارها، فويل ثم ويل لأئمة الجور و طغاة هذه الأمة الذين لعناهم كلعن أصحاب السبت، فكيف يرقعون ما خرقوا؟ و كيف يطلبون سبيل الرشاد فيما طرقوا؟ و أنى لهم التناوش من مكان بعيد

[سبا: 52.]؟ و لعمري إنهم من ذرية النفاق وحشو النار و حصب جهنم، فأقول ما قيل متمثلا في أوصافها:




  • هذي المكارم لا قعبان من لبن
    شيبا فعادا بعد أبوالا



  • شيبا فعادا بعد أبوالا
    شيبا فعادا بعد أبوالا



[تاريخ الخميس 1/ 240.


تسمية سامية (في الإسم السامي لفاطمة الزهراء)


في معنى «الإسم» واشتقاقه


كنا قد تحدثنا سابقا عن معنى «الكنية» و «اللقب»؛ واقتضى أن نتحدث الآن عن معنى «الإسم» واشتقاقاته، فنقول:

الإم جمعه أسماء، و تصغيره كي و هو مشتق من سموت، لأنه تنويه و رفعة أو من وسم بمعنى العلامة، و منه سمات جمع سمة، والمتوسمين ذوو العلامات، كذا في المجمع

[انظر مجمع البحرين 1/ 230 ماده «سما».]]؛ والإسم علامة لمعرفة المسمى كذا قيل في تعريفه، و هو غير الكنية واللقب.

و كل ما ذكرناه سابقا كان من ألقاب السيدة المستورة، أما اسمها فني الأخبار المعتبرة أنها سميت منذ بدو الإيجاد ب«النورية السماوية» و «المنصورة في السماوات» و سميت «بفاطمة» في الأرض.

أما «فاطمة» فهو الإسم السامي الجامع للمعاني والألقاب الأخرى، و قد لحظ في معناه ما يعود على نفس السيدة، أو ما يعود على الآخرين و مبدأه و مصدره منها عليهاالسلام، و على كلا الإحتمالين يكون معنى «فاطمة» موهبة إلهية خاصة وصفها الله تعالى بها.

/ 58