خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و تخاصمها، و لطالما نصحتها أم سلمه سيما بعد زواج سودة بنت زمعة، حيث خطب النبي أم سلمة و فوض أمر فاطمة عليهاالسلام إليها، فقالت أم سلمة: تزوجني رسول الله وفوض أمر ابنته إلي فكنت أؤدبها، فكانت والله أأدب مني و أعرف بالأشياء كلها

[البحار 43/ 9 ح 16 باب 1.] فصارت هذه الخدمة باعثا لعناد عائشة و حسدها أن كيف صارت أم سلمة مؤدبة فاطمة الزهراء عليهاالسلام و حلت محل أمها؟!!

أيضا قوله تعالى: (و إذ لأسر النبي إلى بعض أزواجه)

[التحريم: 3.] إلى آخرها.

أيضا قوله تعالى: (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما)

[التحريم: 4.] خطاب لعائشة و حفصة و إشارة إلى نفاقهما.

و قوله تعالى: (عسى ربه أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات عابدات سائحات)

[التحريم: 5.]

و قوله تعالى: (ضرب الله مثلا)

[التحريم: 10.]

و لا يخفى على الناقد البصير الفطن الخبير ما في تلك الايات من التعريض، بل التصريح بنفاقها و حسدها، ويكني للإذعان بذلك مراجعة بسيطة لكتب التفسير من الفريقين.

و هل يحتمل أن يكون التمثيل بامرأتى نوح و لوط لغيرهما في تلك السورة التي سيقت أكثرها فى معاتبة زوجتي الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و ما صدر عنهما باتفاق

المفسرين... والعجب من أكثر المفسرين كيف طووا كشحا عن مثل ذلك، مع تعرضهم لأدنى إيحاء و أخف إشارة في سائر الآيات!!... و لما رأى الزمخشري أن الإعراض عن ذلك رأسا ليس إلا كتطيين الشمس و إخفاء الأحس

[انظر بحارالانوار 22/ 233 باب 4 الآيات.].. تمسك في «الكشاف» بمعاذير ضعيفة و عبارات سخيفة ليس هنا محل نقلها.

و قد أومأ الفخر الرازي أيضا في تفسيره إلى ذلك إيماء لطيفا حيث قال: «و أما ضرب المثل بامرأة نوح وامرأة لوط فشتمل على فوائد متعددة لا يعرفها بتمامها إلا الله تعالى، والظاهر منها تنبيه الرجال والنساء على الثواب العظيم والعذاب الأليم، و منها العلم بأن صلاح الغير لا ينفع المفسد، و فساد الغير لا يفر المصلح»

[البحار 22/ 234 باب 4 الآيات.]

فاذا ينفع المرأة الفاسدة إذا دخلت بيت النبى؟! كما أن امرأتي نوح عليه السلام و لوط عليه السلام لم يصلحا و لم ينتفعا مع فسادهما الفطري.

والعجب من ابن عبدالبر في «الإستيعاب»، حيث روى في باب عائشة باسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لنسائه: أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، يقتل حولها قتلى كثير و تنجو بعد ما كادت؟

و صاحبة الجمل هي عائشة التي سببت قتل عدد غفير من أبنائها في واقعة الجمل في البصرة. ثم قال: هذا من أعلام نبوته صلى الله عليه و آله و سلم

[البحار 22/ 235 باب 4 احوال عائشه و حفصه. الاستيعاب:]

و أقول كما قال أبويعقوب: إن ما ذكرته من الأخبار صحاح و ليس

مستضعفة، ولكل خبر منها سند و مصدر معتبر.

قال ابن أبي الحديد في شرح كلام الإمام عليه السلام «أما فلانة» و فلانة كناية عن عائشة، أبوها أبوبكر و أمها أم رومان ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس، تزوجها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قبل الهجرة بسنتين بعد وفاة خديجة (رضي الله عنها) و هي بنت سبع سنين، و بنى عليها بالمدينة و هي بنت تسع سنين و عشرة أشهر، و كانت قبله تذكر لجبير بن مطعم، و كان نكاحه إياها في شوال، و بناؤه عليها في شوال، و توفي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عنها و هي بنت عشرين سنة، و كانت ذات حظ من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و ميل ظاهر إليها، و كانت لها جرأة و إدلال، حتى كان منها في أمره قصة مارية ما كان من الحديث الذي أسره الأخرى و أدى إلى تظاهر ما عليه، و أنزل فيهما قرآن يتلى في المحاريب يتضمن وعيدا غليظا عقيب تصريح بوقوع الذنب وصغو القلب و أعقبتها تلك الجرأة

[البحار 22/ 235 باب 4 احوال عائشه و حفصه. شرح النهج:]..

انظر ما يكتبه السنة أنفسهم، فهذا الرجل معتزلي سني كتب ما قرأته في حق عائشة، مع أنهم يروون فيها أنها حفظت ألفي حديث، بل يرون أنها ركن من أركان الإسلام في الفقه.

أجل؟ إن ابن أبى الحديد و أمثاله تكلموا هكذا، ولكن بعض المغرضين و أهل الهوى تعصبوا وكتموا الحق و أظهروا الباطل، و ليس لهم دافع في ذلك إلا الإغماض والإعراض عن أميرالمؤمنين عليه السلام والحفاظ على الأمر المغصوب والملك المنهوب المأخوذ دون دليل أو برهان، فضيعوا بذلك حقوق آل العصمة، فقال علي عليه السلام:




  • فويل ثم ويل ثم ويل
    لمن يلق الإله غدا بظلمي



  • لمن يلق الإله غدا بظلمي
    لمن يلق الإله غدا بظلمي



[البحار 33/ 132 ح 418 باب 16.


روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن النبى صلى الله عليه و آله و سلم أنه خرج من حجرة عائشة و أشار نحو مسكن عائشة، فقال: رأس الكفر (الفتنة) هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان

[انظر البحار 32/ 287 ح 241.]

و في جامع الترمذي و إبانة العكبري و أخبار فاطمة عن أبى علي الصولي، و تاريخ خراسان عن السلامي مسندا أن جميعا التيمي قال: دخلت مع عمتي على عائشة، فقالت لها عمتي: ما حملك على الخروج على علي؟ فقالت عائشة: دعينا فوالله ما كان أحد من الرجال أحب إلى رسول الله من علي، و لا من النساء أحب إليه من فاطمة

[سنن الترمذى 5/ 362 ح 3965 ابواب المناقب، البحار 43/ 38 ح 40 باب 3 عن المصادر المذكوره.]

والمنصف يقول أن معنى كلامها: لما كان هذا الرجل و هذه المرأة مقربين محبوبين عند رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حسدتهما و أبغضتهما فلم أرض دون الحرب مع علي بن أبى طالب عليه السلام.

و هذه هي الفتنة التي أشار إليها النبى صلى الله عليه و آله و سلم أنها تطلع من قرن الشيطان، و هي صاحبة الجمل الأدبب التي نبحتها كلاب الحوأب، و هي التي تبرجت تبرج الجاهلية الاولى و خالفت القرآن، و قتلت آلاف المسلمين، و لا فرق بين خروجها هذا و خروجها في دفن الإمام الحسن عليه السلام، و لم تكن مكلفة بالمنع من دفنه

[انظر البحار 44/ 154 ح 24 باب 22.]]، و روي عن ابن عباس أنه أنشد قائلا:




  • تجملت تبغلت و إن عشت تفيلت
    لك التسع من الثمن و في الكل تصرفت



  • لك التسع من الثمن و في الكل تصرفت
    لك التسع من الثمن و في الكل تصرفت



[البحار 44/ 155 ح 24 باب 22.


قيل لبهلول: قالت عائشة: إن أدركت ليلة القدر «ما سألت ربى إلا العفو والعافية» فقال بهلول: و سؤالها الثاني الغلبة على علي بن أبي طالب.

فإن كان حقا قول عائشة: إن أميرالمؤمنين أفضل الرجال، و أهله أفضل النساء، فلماذا حاربتهما و خاصمتهما و نصبعت لهما العداء، و قادت الجيوش من بلد إلى بلد، و أهلكت المسلمين و أشاعت فيهم القتل؟! ثم بعد أن غلبت أظهرت الندم.

قال رجل من بني ضبة- قتل في تلك الواقعة- و هو يحتضر و يذكر عائشة بسوء:




  • لقد أوردتنا حومة الموت أمنا
    أطعنا بني تيم بشقوة جدنا
    و ما التيم إلا أعبد و إماء



  • فلم تنصرف إلا و نحن رواء
    و ما التيم إلا أعبد و إماء
    و ما التيم إلا أعبد و إماء



واعلم، أن عائشة ندمت ظاهرا لا باطنا كما قال بهلول، إلا أن لقول أن طبيعتها تغيرت و تبدلت، و هو محال بالبرهان الأمري، فلا يكن تغيرها بحال، و إلا لما أظهرت السرور والفرح في مصيبة سيدة نساء العالمين، و لما أنشدت هذا البيت بعد وفاة أميرالمؤمنين عليه السلام:




  • فألقت عصاها واستقرت بها النوى
    كما قر عينا بالإياب المسافر



  • كما قر عينا بالإياب المسافر
    كما قر عينا بالإياب المسافر



[البحار 32/ 340 ح 234 باب 8؛ الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 40.


و لما قسمت أربعين دينارا من الذخائر المدفونة بين فقراء بني تيم شكرا و ابتهاجا بمقتل علي عليه السلام.

و لما فرغ الحسن من أمر معاوية و عاد إلى المدينة أخبر عائشة بكل شي ء، ثم قال لها: سيبتليك الله بالدبيلة و يعذبك بها أشد العذاب، ولو أنفقت ما في الأرض جميعا لما رفعت عنك.

الحاصل: عاشت عائشة خمسا أو ستا و ستين سنة، ثم ماتت في السنة الثامنة والخمسين من الهجرة في المدينة

[نزهه المجالس 2/ 525 مناقب عائشه.]]

قيل: صلى عليها أبوهريرة بأمر مروان بن الحكم و الي معاوية على المدينة، دفنت في البقيع، و روى المقدس الأردبيلي غير ذلك.

و كانت عائشة عقيما بأي لحاظ لحظتها، و قد عقم الدهر أن يأتي بمثلها، غاية ما في الأمر أن فاطمة الزهراء عليهاالسلام كان للنساء شرفا و عزا، و كانت عائشة لهن ذلا و نذالة و دنائة.




  • از دُر رهائى كه پيغمبر بسفت
    تعرف الأشياء بالأضداد گفت



  • تعرف الأشياء بالأضداد گفت
    تعرف الأشياء بالأضداد گفت



[من الدرر التى نظمها النبى صلى الله عليه و آله و سلم: تعرف الاشياء باضدادها.


و لابد أن يعرف الضد بضده، والأشياء تعرف بأضدادها، و لمعرفة «العليين» لابد من معرفة «السجين».

و أما معنى عائشة:

فاعلم؛ أن عائشة من العيش، والعيش الحياة؛ يقال: أعاشه الله عيشة راضية، والمعايش جمع معيشة و معيش؛ والمتعيش: من له بلغة من العيش.

و منهم من قال: عيشة أصح و أفصح من عائشة.

و عائشة اسم فاعل كان اسما مشهورا في الجاهلية و صدر الإسلام، فانصرف

عنه الناس لما فعلته عائشة بنت أبي بكر من شؤم و أعمال رديئة، و قد نهي عنه عند الطائفة المحقة الإمامية نهيا مؤكدا، و يقال أن أهل السنة أيضا لا يتسمون به.

و في المجمع عن يعقوب السراج، قال: دخلت على أبى عبدالله عليه السلام و هو واقف على رأس أبي الحسن موسى و هو في المهد، فجعل يساره طويلا، فجلست حتى فرغ، فقمت إليه فقال: أدن إلى مولاك فسلم عليه، فدنوت فسلمت عليه، فرد علي بلسان فصيح، ثم قال لي: إذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها أمس، فإنه اسم يبغضه الله، و كانت ولدت لي بنت و حميتها بالحميراء، فقال أبوعبدالله عليه السلام: إنته إلى أمره ترشد، فغيرت إسمها

[البحار 48/ 19 ح 24 باب 37.]]

و قال الإمام الحسن عليه السلام لأخيه الحسين عليه السلام:... واعلم إنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها و عداوتها لله و لرسوله صلى الله عليه و آله و سلم و عداوتها لنا أهل البيت عليهم السلام

[البحار 44/ 142 ح 9 باب 22 عن روضه الكافى 8/ 167.]

كأنه عليه السلام يشير إلى ما صنعته في دفنه عليه السلام.

قيل: كان للصادق عليه السلام بنتا اسمها عائشة عرفت بعائشة النبوية، نظير عمر الأشرف و عمر الأطرف، و علة التسمية له شرح يطول.

و من النساء المسميات بعائشة في صدر الإسلام: عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، و عائشة بنت طلحة الخير
من العشرة المبشرة بالجنة!!
.

قال عنها أبوهريرة: كأنها من الحور العين. و هي بنت أخت عائشة بنت أبى بكر، تزوجها مصعب بن الزبير، و كانت تخاصم ضرتها سكينة خاتون. و كانت

تحج كل سنة و تنفق في سبيل الحج مالا كثيرا، و كان منادي سكينة خاتون يناديها دائما:




  • عايش يا ذات البغال الستين
    إن عشت تحجين كذا تحجين



  • إن عشت تحجين كذا تحجين
    إن عشت تحجين كذا تحجين



و لا أدري ما هو السر في هذا الإسم، فكل امرأة سميت به ظهرت فيها آثار الشقاء والخسران والبعد عن الرحمن!

أما معنى الحميراء:

قال في ربيع الأبرار: شر النساء الحميراء المحياض والسوداء الممراض.

و قال الفيروزآبادي: سميت حميراء لبياضها.

و معلوم أن الحمرة من الأضداد وردت بمعنى البياض، مثل الشراء بمعنى البيع، و لعل حمرتها الصورية كانت مشربة بالبياض.

و قال الزمخشري: الحميراء ضد البتول لأنها لم تر دما، و لا شك أنها كانت غارقة بالأرجاس الظاهرية، ناهيك عن الأرجاس الباطنية ليكون الظاهر دليلا على الباطن، و تكون شر النسوان في مقابل خير النسوان.

و كان النبى صلى الله عليه و آله و سلم يناديها أحيانا «كلميني» أو «اشغليني»، ليشغل ذاته المقدسة حسب المقتضيات البشرية والجهات النفسانية النبوية، و إن كانت نفسه مغلوبة مملوكة له. و لم تكن لعائشة من هذه الجهة غلبة أو مجال في الأبعاد العقلانية الرحمانية، بل كانت مسخرة مقهورة لمكانها في النفس المغلوبة المقهورة؛ فقد قالت عائشة: «كان رسول الله نحدثه و يحدثنا، فإذا حضرت الصلاة فكأنه يعرفنا و لم

نعرفه»

[البحار 70/ 299 ح 72 باب 59.]] و هذا دليل على غلبة قوته و ملكته الربانية المحمدية على جهاته و قواه الأخرى، و لنعم ما قيل:




  • هين بيا كه من رسولم دعوتى
    چون اجل شهوت كشم نى شهوتى



  • چون اجل شهوت كشم نى شهوتى
    چون اجل شهوت كشم نى شهوتى



فالنبي صلى الله عليه و آله و سلم ينظر عائشة نظرة نفسانية- و هي أيضا من الكمالات لذلك العقل الكامل المجرد- أما رأفته و رحمته لذريته الأقربين فكانت بنظرة العقلانى الرحماني.

و بعبارة أخرى: كان نظره إلى آله الأقربين نظرا إلهيا متمحضا في العناية والرحمة.

و كانت عائشة تنظر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بحسب الإستعداد الفطري والجوهر الأصلي، و هو نظر يختلف كثيرا عن نظرات الناظرين، فنظرة أبى جهل و نظرة سلمان شيئان مختلفان تمام الإختلاف. و نور البصر يكشف عن نور البصيرة، لأن نور البصيرة من الإيمان والآخر من فرط الكفران.

على أي حال سرح القلم و جرنا الكلام إلى ما وصلنا إليه.

والعجيب أن عثمان كان يسمي الحميراء «زعراء» بالزاي أخت الراء، و يسميها «عدوة الله».

والزعراء المرأة سيئة الخلق، والشريرة الطبع، والرجل الأصلع أو القليل الشعر أزعر، والمرأة زعراء.

و سبب تسميتها بهذا الإسم، أنه لما ولي عثمان قالت له عائشة: أعطني ما كان يعطيني أبى و عمر. فقال: لا أجد له موضعا في الكتاب والسنة، ولكن كان أبوك

و عمر يعطيانك عن طيبة أنفسها و أنا لا أفعل. قالت: فأعطني ميراثى من رسول الله. فقال: أليس جئت فشهدت أنت و مالك بن أوس النضري أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: لا نورث، فأبطلت حق فاطمة و جئت تطلبينه؟! لا أفعل. قال: فكان إذا خرج إلى الصلاة نادت و ترفع القميص و تقول: أنه قد خالف صاحب هذا القميص، فلما آذته صعد المنبر فقال: إن هذه الزعراء عدوة الله ضرب الله مثلها و مثل صاحبتها حفصة في الكتاب: (امرأة نوح و امرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما- إلى قوله- و قيل ادخلا النار مع الداخلين)

[التحريم: 10.]

فقالت له: يا نعثل! يا عدو الله! إنما سماك رسول الله باسم نعثل اليهودي الذي باليمين، فلا عنته و لا عنها

[كشف الغمه 2/ 105 فى قصه فدك.]

و قد نقل ابن أعثم صاحب الفتوح: إنها قالت: اقتلوا نعثلا، قتل الله نعثلا، فلقد أبلى سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هذه ثيابه لم تبل؛ و خرجت إلى مكة. فلما قتل جاءت إلى المدينة.. فقالت: والله لأطالبن بدمه، فقيل لها: فأشا صرخت على قتله؟! قالت: إنهم لم يقتلوه حيث قلت، ولكن تركوه حتى تاب ونقى من ذنوبه و صار كالسبيكة و قتلوه

[الهامش السابق.]!!!

و هكذا نالت عائشة في فترة وجيزة شيئا و بال أعمالها السالفة، حتى يأذن الله بالفرج الأعظم فيظهر آية الله في الأرضين أرواحنا له الفداء، فتنال يومئذ جزاءها الأوفى. نسأل الله أن يشفي صدور بني فاطمة والشيعة جميعا.

أذكر في هذا المقام ما رواه ابن عبدربه في العقد الفريد في باب «قولهم في أصحاب الجمل» قال:

و ماتت عائشة في أيام معاوية و قد قاربت السبعين، و قيل لها: تدفنين مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم؟ قالت: لا إنى أحدثت بعده حدثا فادفنونى مع إخوتي بالبقيع.

و قد كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال لها: يا حميراء! كأني بك تنبحك كلاب الحوأب، تقاتلين عليا و أنت له ظالمة، والحوب بضم الحاء و تثقيل الواو، و قد زعموا أن الحوب ماء في طريق البصرة.

و قال في ذلك بعض الشيعة:




  • إنى ادين بحب آل محمد
    و أنا البري ء من الزبير و طلحة
    و من التي نبحت كلاب الحوئب



  • و بني الوصي شهودهم والغيب
    و من التي نبحت كلاب الحوئب
    و من التي نبحت كلاب الحوئب



و قال: والمعروف أن الحوأب ماء في طريق البصرة، و قد نبحت كلابه عائشة.

و قد رأيت عدة أحاديث عن طرق الشيعة والسنة تدل بصراحة على طغيانها و مخالفتها لقوله صلى الله عليه و آله و سلم «حربك حربى، و سلمك سلمي» والله نعم الحكم و هو خير الحاكمين.

الخصيصة التاسعة من الخصائص الخمسين قبل وفاتها


يقع الكلام في هذه الخصيصة عن كفاءة السيدة فاطمة الزهراء، و هل كان من السائغ أن تدخل بيت أي عبد من عباد الله كائنا، ما كان مع ما لها من جلالة القدر والشرف و علو الشان؟ و لما كان تكليف النساء وجوب الطاعة للزوج، فهل يسوغ لمثل فاطمة المعصومة أن تدخل تحت ولاية (أوامر و نواهي) رجل غير معصوم؟

للجواب على هذه الأسئلة نتعرض في المقام إلى مطلبين:

الأول: بيان الكفاءة.

والثاني: هل يجوز لغير المعصوم أن يتزوج المعصومة؟

قال في مجمع البحرين: «الكفاءة بالفتح والمد: تساوي الزوجين في الإسلام والإيمان، و قيل: يعتبر مع ذلك يسار الزوج بالنفقة قوة و فعلا، و قيل: بالإسلام، والأول أشهر عند فقهاء الإمامية»

[مجمع البحرين 1/ 360 ماده «كفا».


و ذهب السنة إلى اشتراط ستة أشياء في الكفاءة جمعوها في بيتين:




  • شرط الكفاءة ستة قد حررت
    نسب و دين حرفة حرية
    فقد العيوب و في اليسار تردد



  • ينبيك عنها بيت شعر مفرد
    فقد العيوب و في اليسار تردد
    فقد العيوب و في اليسار تردد



و في «أنس النفوس» عن علماء السنة: قيل: الكفاءة التساوي في النسب؛ فغير الشريف لا يجوز أن يتزوج الشريفة من بني المطلب أو بني هاشم، و أجاز الشافعي تزويج الشريفة بغير الشريف.

فالتكافؤ التساوي؛ قال تعالى: (أكفوا أحد)

[الاخلاص: 4.]

أي نظيرا و مساويا، قولهم «تكافأ القوم» إذا تساووا و تماثلوا، و كان أهل الجاهلية لا يرون دم الوضيع سواء لدم الشريف، فإذا قتل الوضيع الشريف قتلوا العدد الكثير، حتى جاء الإسلام فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: «المسلمون تتكافأ دماؤهم»

[البحار 27/ 67 ح 3 باب 3.]] أي تتساوى في الديات والقصاص، من التكافؤ و هو الإستواء.

و بعد هذه المقدمة الموجزة نقول: لقد وردت أخبار كثيرة تنص على أنه لولا أميرالمؤمنين لما كان لفاطمة كف ء، كما روي في كتاب الأمالي والعلل و معاني الأخبار و عيون أخبار الرضا و في كتب أهل السنة مثل الفردوس و غيره.

ففي العيون عن الحسين بن خالد عن المولى الرضا عليه السلام مسندا إلى أميرالمؤمنين، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: يا علي! لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة و قالوا: خطبناها إليك فمنعتنا و زوجت عليا؟ فقلت لهم: والله ما أنا منعتكم و زوجته، بل الله منعكم و زوجه، فهبط علي جبرئيل فقال: يا محمد! إن الله

جل جلاله يقول: «لو لم أخلق عليا لما كان لفاطمة ابنتك كف ء على وجه الأرض، من آدم فمن دونه

[بحارالانوار 43/ 92 ح 3 باب 5 عن العيون:]».

و في الأمالي قال الصادق عليه السلام في حديث: «لولا أن أميرالمؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كف ء إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم و من دونه»

[بحارالانوار 43/ 10 ح 1 باب 2.]

و في معاني الأخبار عن يونس بن ظبيان عن الصادق عليه السلام: «يا علي! لولاك لما كان لها كف ء على وجه الأرض»

[البحار 43/ 107 ج 22 باب 5.]

و جاء في حديث الأمالي عن يونس بن ظبيان بلفظ «إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم و من دونه»

[البحار 43/ 10 ح 6 باب 2، امالى الطوسى 43 ح 46 المجلس الثانى.]

و روي في كتب المخالفين: إنه «لولا علي لم يكن لها كف ء»

[فردوس الاخبار للديلمى 3/ 373 ح 5130.]

و قيل في معنى البتول: «إن فاطمة تبتلت عن النظير و عن الرجال»

[انظر مجمع البحرين 5/ 316 ماده «بتل».]

و روى محمد بن جرير الطيري الشيعي في كتاب «دلائل الإمامة» كلا المضمونين

[انظر دلائل الامامه 10 و 55.]

و لما كان هذا العنوان في بيان شرائط الكفاءة و مراتبها، فإننا نقسم الكلام فيها إلى قسمين:

القسم الأول: في الفرد الكامل الجامع لجميع الشرائط.

/ 58