خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال المفيد طاب ثراه: مات عتبة على الكفر و لعنه النبى صلى الله عليه و آله و سلم و قال: «اللهم سلط على عتبة كلبا من كلابك» فداهمه سبع في طريق الشام و مزقه

[البحار 16/ 309 باب 11 و 18/ 57 ح 14 باب 8 و 22/ 202 ح 20 باب 2.]

فلما هلك عتبة تزوجها عثمان بن ضفان في مكة و هاجر معها إلى الحبشه، ثم عاد إلى المدينة في السنه الثانية للهجرة، و توفيت و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في غزوة بدر، كان لما ولد صغير اسمه عبدالله نقره ديك في عينه فمات و عمره ست سنوات.

و بعد وفاة رقية خطب أم كلثوم فتزوجها في السنة الثالثة للهجرة، و توفيت في السنة السابعة في شعبان.

و أما فاطمة الزهراء عليهاالسلام:

فقد خطبها أميرالمؤمنين عليه السلام فى السنة الثانية للهجرة بعد رجوعه من بدر، فولدت له خمسة ذكورا و إناثا، فانتشر منها نور النبوة والعصمة في ذريتها الطيبة على ما سيأتي ذكره.

و بناء على هذا، فإن بنات خديجة- جميعا- لم يعمرن في هذه الدنيا الا قليلا. و كانت فاطمة عليهاالسلام أصغرهن سنا و أقصرهن عمرا.

و قد دفنت بنات النبى صلى الله عليه و آله و سلم الطاهرات باجمعهن في البقيع.

و كذا دفن إبراهيم (و كان له سنة و ستة شهور) في البقيع أيضا، و له قبر معروف يزار، و سيأتي الحديث عن مارية القبطية وابنها إبراهيم و وفاته في بيان مستقل.

عجالة: لقد نصت أخبار الفريقين على أن البنات الطاهرات جميعا تشرفن بالاسلام، و خرجن من هذه الدينا بايمان راسخ و كمالات محموده، و كن فى موقع

مميز على أغلب نساء زمانهن، و أفضل دليل على حسن حالهن اهتمام رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و فاطمة الزهراء بهن و حبهما لهن و ترحمهما عليهن:

أما زينب: فقد لاقت ما لاقت في طريق مكة مما أحزن النبي و آسفه، بحيث أهدر دم هبار الذي طعن هودجها بالرمح فأرعبها حتى أسقطت جنينها.

قال ابن أبى الحديد في حوار له مع أستاذه: و من هنا تبين حال رسول الله تبين حال فيما ارتكب أهل الجور من جنايات في حق ابنته فاطمة الصديقة الطاهرة

[قال ابن أبى الحديد في شرح النهج 14/ 192 باب 9:

«... فخرجوا في طلبها سراعا حتى ادركوها بذي طوى، فكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود بن عبدالمطلب بن أسد بن عبدالعزى بن قصي و نافع بن عبدالقيس الفهري، فروعها هبار بالرمح و هي في الهودج، و كانت حاملا فلما رجعت طرحت ما في بطنها و قد كانت من خوفها رأت دما و هي في الهودج، فلذلك أباح رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يوم فتح مكة دم هبار بن الأسود.

قلت: و هذا الخبر قرأته على النقيب أبي جعفر رحمه الله فقال: إذا كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أباح دم هبار بن الأسود لأنه روع زينب فألقت ذابطنها، فظهر الحال لو كان حيا لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذابطنها...».]

والغرض: بيان محبة النبي صلى الله عليه و آله و سلم و شفقته على بنات خديجة ليعرف بذلك حسن حالهن.

و أما رقية فمصابها يفجع القلب و يبكي العين، و قد جرى لها ما جرى على يد عثمان حتى أودى بها إلى الشهادة.

ففي الكافي عن الصادق عليه السلام: لما قتلها عثمان وقف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه.

أيضا في الكافي: وقف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم على قبرها و قال: اللهم فهب لي رقية

من ضمة القبر: فوهبها الله له

[الكافي 3/ 236 ح 6 كتاب الجنائز- باب المسألة في القبر:

عن أبي بصير قال: قلت لأبى عبدالله عليه السلام: أيفلت من ضغطة القبر أحد؟ قال: فقال: «نعوذ بالله منها ما أقل من يفلت من ضغطة القبر، إن رقية لما قتلها عثمان وقف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه و قال للناس: إني قد ذكرت هذه و ما لقيت فرققت لها واستوهبتها من ضمة القبر قال: فقال: اللهم هب لي رقية من ضمة القبر فوهبها الله له...».]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم بعد وفاتها: «إلحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون و أصحابه» و كانت «فاطمة عليهاالسلام على شفى القبر تنحدر دموعها في القبر، و رسول الله يتلقاه بثوبه قائما يدعو، قال: إنى لأعرف ضعفها و سألت الله عز و جل أن يجيرها من ضمة القبر

[الكافى 3/ 241 ح 18 باب المساله فى القبر كتاب الجنائز.]

و في الكافي: «و أقبل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كالواله من منزله... فلما أن رأى ما بظهرها قال ثلاث مرات: ماله قتلك قتله الله، و كان ذلك يوم الأحد فكثت الإثنين والثلاثاء و ماتت في اليوم الرابع و خرجت فاطمة عليهاالسلام و نساء المؤمنين والمهاجرين فصلين على الجنازة»

[الكافى 3/ 253 ح 8 كتاب الجنائز باب النوادر والحديث طويل:]

و هذا الترحم والعطف النبوي صلى الله عليه و آله و سلم على زينب و رقية أقوى دليل على علو قدرهن و جلالة شأنهن. أجل؛ قد يكون فضلهما نشأ من انتسابهما إلى خديجة عليهاالسلام- على القول بأنهما كانتا بنتين لخديجة عليهاالسلام- أما فاطمة الزهراء عليهاالسلام، بنت سلطان العالمين و خاتم النبيين، ففضائلها ذاتية بالأصالة، فضلا عن فضائلها الخارجية، و كان لها من الفضائل النفسانية والجسمانية والخارجية ما لا يعد و لا يحصى، بل يصعب على العقل حصر كل واحد منها فضلا عن إحصائها.

و قد ذكر عالم من علماء السنة أدلة كثيرة على أفضلية فاطمه على أخواتها، منها ثواب صبرها و نخلها للمصائب والنوائب التي لا تقاس بالبنات الطاهرات، و سيأتى الحديث عن ذلك في باب صبر فاطمة عليهاالسلام.

و في العلل عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام، قال: قلت له: لأي علة لم يبق لرسول الله ولد؟ قال: لأن الله- عز و جل- خلق محمدا صلى الله عليه و آله و سلم نبيا، و عليا عليه السلام وصيا، فلو كان لرسول الله ولد من بعده، لكان أولى برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من أميرالمؤمنين، فكانت لا تثبت وصية أميرالمؤمنين عليه السلام

[علل الشرائع 1/ 159 ح 1 باب 111.]

و هذا الجواب إقناعي يرجع الأمر إلى مشيئة الله، أى إن الله أراد ذلك، و هو يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد.

والجواب الآخر ما في الرضوي عليه السلام: «إن مريم من عيسى، و عيسي من مريم و هما شي ء واحد، والحسنان عليهم السلام أبناء رسول الله من فاطمة، و فاطمة منهما، والثلاثة و أميرالمؤمنين عليه السلام من رسول الله، و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم منهم، و لذا قال: علي مني و أنا من علي، و فاطمة مني و أنا من فاطمة، والحسن والحسين مني و أنا منهما»

[الظاهر أنه مجموع عدد من الأحاديث؛ فالمشهور أنه صلى الله عليه و آله و سلم قال: على مني و انا منه؛ و قال: فاطمه بضعة مني؛ و قال: حسين مني و أنا من حسين؛ و قال:... و لكنكم مني و أنا منكم، والأحاديت الاولى مشهورة، أما الأخيرة فقد ورد في حديث رواه المحب الطبري في الرياض النضرة 2/ 172- 173.]

ولو فرضنا للنبي ولدا و كان وصيا و كان الأوصياء منه، لما كان لهم شرف كشرف الأئمة المعصومين عليهم السلام لأن ابن النبى صلى الله عليه و آله و سلم ليس له أم كفاطمة لها شرف ذاتي سرى إلى أبنائها و بعلها.

ففاطمة الزهراء عليهاالسلام لها جهة جامعة من الشرف والفضائل العديدة التي لا تحصر.

رفع إعضال و دفع إشكال


لقد تردد على السنه الخواص والعوام منذ صدر الاسلام اشكال عضال و اجاب عليه العلماء الاعلام منذ قديم الزمان؛ و يتخلص الاشكال فى السوال و التالى: كيف يرضى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بتزويج بنات خديجه زينب و رقيه- سواء كانت منه او من غيره- من ابى العاص بن الربيع و عثمان بن عفان و هما مشركان كافران؟!

و كان ممن أجاب على هذا السؤال الشيخ الأجل السديد الشيخ المفيد والسيد الأيد السيد المرتضى نور الله مضجعهما.

قال الشيخ المفيد في «أجوبة المسائل السروية» من جماعة أجوبته على الإشكال: «.. و ليس ذلك بأعجب من قول لوط (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم)

[هود: 87.] فدعاهم إلى العقد عليهم لبناته و هم كفار ضلال قد أذن الله تعالى في هلاكهم، و قد زوج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ابنتيه قبل البعثه كافرين كانا يعبدان الأصنام، أحدهما عتبة ابى ابى لهب والآخر أبوالعاص بن الربيع، فلما بعث فرق بينهما و بين ابنتيه»

[البحار 42/ 170 ح 34 باب 120.] و أرجع زينب بالنكاح الأول بعد أن أسلم أبوالعاص و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لم يوالى كافرا، بل تبرء منهم على كل حال، ثم انه صلى الله عليه و آله و سلم زوج ابنتيه من عثمان فى الاسلام؛

إما عملا بظاهر الإسلام، و لا يكن صلى الله عليه و آله و سلم مكلفا حينئذ بالنظر في عاقبة أمرهما، و هذا على قولنا و قول أصحابنا و على قول فريق آخر.

فالنكاح على ظاهر الإسلام والباطن مستور، و قد يستر الله ذلك على نبيه من جهة إخفاء إنفاق المنافقين، كما قال تعالى: (و من أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم)

[التوبه: 101.]، و هكذا كان المكيون.

و إما أن يكون النبي صلى الله عليه و آله و سلم عالما بباطنهم و نفاقهم، ولكن الله أباح هذا النكاح إجراء على إباحة المناكحة على ظاهر الإسلام، و هذا الترخيص والإباحة من خصائص النبى صلى الله عليه و آله و سلم.

و ذهب الشيخ المجلسي إلى هذا القول و جعله من خصائص النبى صلى الله عليه و آله و سلم، تماما كالزواج بأكثر من أربعة بالعقد الدائم، والزواج بدون مهر، و صيام الوصلة، والصلاة بعد النوم بغير وضوء، و أشباه ذلك مما حرم على غيره صلى الله عليه و آله و سلم.

ثم قال الشيخ: هذه وجوه ثلاثة في تزويج عثمان من البنات الطاهرات و كل واحد منها كاف بنفسه مستغن عما سواه، والله الموفق للصواب

[البحار 42/ 107 ح 34 باب 120.] (إنتهى كلامه طوبى له و حسن مآب).

و قلت- أنا الحقير- كلاما في دفع الإشكال، قريبا من التقرير المذكور:

أولا: قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام)

[آل عمران: 19.] و قال تعالى أيضا: (و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه)

[آل عمران: 85.]

قانيا: إن الإسلام على مستويين: ظاهر و باطن. أما ظاهر الإسلام فهو الإقرار بالشهادتين، و به يحقن الدم و تجوز المناكحة، و أما باطنه فهو الإيمان، قال تعالى: (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان)

[المجادله: 22.]، والإيمان هو الدين الذي بعث به النبى صلى الله عليه و آله و سلم و صدع بإظهاره، قال تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون)

[الصف: 9.]

والدين: هو الصراط المستقيم و هو مسلك العقل الذي يرشد إليه النبى صلى الله عليه و آله و سلم و يدل عليه، و هو ما عبر القرآن بقوله تعالى: (و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه)

[الانعام: 153.] فدل عليه و أمر باتباعه، والدين يعني- إجمالا- كل ما جاء به النبى صلى الله عليه و آله و سلم من الأصول والفروع الإلهية والنواميس السماوية.

و قد بعث النبي صلى الله عليه و آله و سلم في بداية أمر النبوة ليدعو الناس إلى الإسلام الظاهري قبل أن تنزل تفاصيل الدين فروعا و أصولا، فمن أظهر الشهادتين حينئذ فهو مسلم تجري عليه أحكام الإسلام، فلما وصلت الأحكام إلى سائر الأنام تدريجا، و بلغ النبي الأصول والفروع كاملة، جرى على الناس اسم الإسلام الواقعي- أي الإيمان- بمفاد قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم)

[المائده: 3.]

و هكذا كان نبي الرحمة يبلغ- تدريجيا- أحكام الله- أصولا و فروعا- حسب ما تقتضيه الحكمة والأمر الإلهي، و يجر الناس من ظاهر الإسلام إلى باطن الإيمان، مثل الطبيب الذي يعالج مريضه بمرور الأيام و تناوب الأوقات، فيعطيه

الجرعة تلو الجرعةء حتى يقوى مزاجه الضعيف رويدا رويدا.

و كل ما ذكرناه متعلق ببداية الدعوة، أما في آخر عصر النبوة فقد اكتمل إيمان الناس، والتكليف المقرر لمن كان قبل النبوة هو تكليف الناقصين لا الكاملين.

و تزويج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ابنته من أبى العاص الكافر كان قبل البعثة والنبوة، و هو يعلم عاقبة أبى العاص و إسلامه، كما كان عالما بحال عثمان و بقائه على الإسلام الظاهري، و في كلا الموردين كان التكليف على الجواز و إباحة النكاح، و كان النكاح رائجا قبل البعثة، و طرقه محددة و معروفة، و كان نكاح بني هاشم من أرقى المناكح شرعية آنذاك، و كان أبوالعاص ينتمي إلى قبيلة خديجة، و عتبة من بني هاشم أيضا، و مع أن أبالهب كان كافرا بما جاء به النبى إلا أنه لا محيص له من الالتزام بالنكاح المعهود عند بني هاشم، و لا يمكنه العدول عنه بحال، و لما كان النبى صلى الله عليه و آله و سلم عالما يعاقبة عتبة و بقائه على الكفر فقد دعا عليه فلزمته دعوة النبى صلى الله عليه و آله و سلم فهوى في دركات العذاب.

و بعبارة أخرى: لقد بعث النبى صلى الله عليه و آله و سلم بعد أربعين سنة من عمره الشريف و كان الوحي ينزل عليه طيلة فترة نبوته حتى اكتمل الكتاب واكتملت الشريعة والأحكام، لأنها لم تنزل عليه دفعة واحدة في اليوم الأول من البعثة، فبلغ الأحكام الإلهية المأخوذة من الكتاب تدريجا إلى العباد، و عليه فالتكليف قبل البعثة و بعدها و في أوائلها و في أواخرها يختلف تماما من مرحلة إلى مرحلة، والتكليف بعد إبلاغ الأحكام و إكمال الشريعة من كليات و جزئيات يختلف عما كان عليه أوائل الدعوة. فأي مشكلة إذن في تزويج النبى صلى الله عليه و آله و سلم ابنته من كافر يومئذ إذا حصل ذلك حسب التكليف الظاهري، فلما بعث بالنبوة فرقا بينهما بمقتضى التكليف الجديد في الان

الجديد، فيكون الإسلام ناسخا لجواز النكاح في الكفر، و كل ما في الشريعة من ناسخ و منسوخ قائم على المصالح، والنظر إلى الأشخاص المعاصرين لزمن النص حيث يكلفون بتكليف خاص في زمن خاص، ثم يكلفون بتكليف آخر في زمن آخر بمقتضى إقبال القلوب و قوة الإسلام و توجه النفوس.

الحاصل: إن ما ذكرته يرجع في الحقيقة إلى ما ذكره الشيخ المفيد رحمه الله، فكما أن لوط عليه السلام دعا القوم إلى نكاح بناته على ما نص عليه الذكر الحكيم، فلا ضير أن يكون النبى أباح مناكحة هؤلاء الأشخاط، و من أقرب إليه صلى الله عليه و آله و سلم آنذاك من ابن عمه، سيما إذا نوى صلى الله عليه و آله و سلم بهذه الوصلة رفع العداوة و استمالة قلب عمه و تألفه والتحبب إليه من أجل إعلاء كلمة الله و ترويج الشرع المقدس، و كذلك أقدمت خديجة على تزويج أبي العاص باعتباره أقرب الأقربين إليها.

و على أي حال: كان لازما أن محرر هذه الوجوه المفيدة المذكورة في هذه المسألة عن الشيخ المفيد؛ و للسيد المرتضى رحمه الله بيان كاف في الشافي، و من أراد فليراجع، و من طلبه وجده.

رب ارحم قصوري، واهدني سبيلا إلى مطالعة آثارك الباهرة بحق حبيبتك فاطمة الطاهرة سلام الله عليها.

الخصيصة السابعة من الخصائص الخمسين في هجرة فاطمة من مكة إلى المدينة


قلنا: لقد التحقت خديجة بالرفيق الأعلى و فاطمة في الخامسة من عمرها، فكانت فاطمة بنت أسد و بقية أخواتها و جماعة من نساء بني هاشم يتعاهدن فاطمة، و لازمنها ملازمة الظل، و ما زال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يوصيهن بها و يأمرهن بتسليتها من فراق أمها، إلا أن فاطمة كانه مشغول عنهن؛ لأنها لا تأنس بأحد سوى أبيها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فكانت تلوذ به و تنتهل من عذب معينه مكارم الأخلاق و محاسن الصفات النبوية و تتأدب بها، و كانت لها مراقبات و مواظبات خاصة في صيام الأيام و قيام الليالي بما يعجز عنه الغير، فأقبلت على العبادات والطاعات، و أقدمت عليها إقداما أحجم عنه نساء زمانها، مع أنها كانت في تلك السن الصغيرة، فكانت تصبر على المشاق الصعبة و تتحمل ما يخرج عن العادات البشرية و مجير العقول الإنسانية، فوجد فيها النساء خير قدوة بعد أمها خديجة «كالمرآة المجلوة يحاذي بها شطر الحق».

أجل: لقد قضت من قبل آلاف الدهور في كنف الحق مشغولة بالتقديس والتسبيح، و أظهرت العبودية في عالم غيب الغيوب بأطوار عديدة، فلما نزلت إلى عالم الشهود واستقرت في دار الخمود كفلها النبي الخاتم صلى الله عليه و آله و سلم، وزاملها الولي

/ 58