خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

غامض علم الله عز و جل قبل أن تخلق بأربعة آلاف سنة»

[بحارالانوار 25/ 5 ح 8 باب 1.]انتهى الحديث.

أما الخبر الثاني: فقد روي عن طريق المخالفين:

روي أن آدم نظر إلى حواء و نظرت إليه فدهشا من جمالها، فقالا: سبحانك يا الله، أخلقت خلقا أفضل منا؟ فأوحى الله إلى جبرئيل أن خذ آدم و حواء إلى الفردوس الأعلى وافتح باب قصر من قصوره لهما، فأراهما جبرئيل قصرا من ياقوت أحمر، فيه عرش من الذهب، قوائمه من الدر الأبيض، و عليه جارية لم يرد آدم و حواء مثلها، قد أضاء نور حسنها و بهائها ذلك القصر، بل أضاء نورها الفردوس؟ و على رأسها تاج مرصع بجواهر. فقال آدم: من هذه لم الجارية؟ فقال جبرئيل: هذه فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبدالله صلى الله عليه و آله و سلم. قال: و من زوجها؟ فجاء النداء: افتح القصر الآخر من الياقوت، ففتحه فكان فيه قبة من كافور، و عرش من الذهب، عليه فتى يفوق حسن وجهه حسن يوسف الصديق. قال: هذا زوجها: علي بن أبى طالب عليه السلام. فسأل آدم عليه السلام: أله ولد؟ فاوحي إلى جبرئيل: افتح له قصر اللؤلؤ، ففتحه فإذا فيه قبة من زبرجد و عرش من عنبر أشهب، و عليه غلامان هما الإمام الحسن والإمام الحسين عليهماالسلام. فندم آدم على كلامه.

و هذا الخبر منقول في كتاب «نزهة المجالس و منتخب النفايس» للشيخ عبدالرحمن الصفوري الشافعي.

و هكذا ترى الحديثين يختلفان في المضمون من حيث تعدد القصور والصور الشريفة التي تمثلوا بها.

و قد اتضحت أفضلية فاطمة الزهراء عليهاالسلام على حواء و غيرها بعد هذين الخبرين، و لا حاجة إلى المقارنة والمطابقة بين حالاتهما كما ذكرنا سابقا.

مقالة بلا ملالة


روى

[ننقل هذا الحديث هنا تبركا، و لما له من ارتباط بهذه الخصيصه. (من المتن)] عيون أخبار الرضا عليه السلام و معانى الأخبار لثقة المحدثين طاب ثراه مسندا عن محمد بن سليمان، عن أبى الصلت الهروي، عن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه قال: قلت للرضا عليه السلام: يابن رسول الله! أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم و حواء ما كانت؛ فقد اختلف الناس فيها، فمنهم من يروي أنها الحنطة، و منهم من يروي أنها العنب، و منهم من يروي أنها شجرة الحسد؟

فقال: كل ذلك حق.

قلت: فما معنى هذه الوجوه على اختلافها؟

فقال: يا أباالصلت! إن شجرة الجنة تحمل أنواعا؟ فكانت شجرة الحنطة و فيها عنب، و ليست كشجرة الدنيا، و إن آدم عليه السلام لما أكرمه الله- تعالى ذكره- بإسجاد ملائكته له و بإدخاله الجنة، قال في نفسه: هل خلق الله بشرا أفضل مني؟ فعلم الله- عز و جل- ما وقع في نفسه فناداه: ارفع رأسك يا آدم فانظر إلى ساق عرشي، فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا «لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين عليه السلام، و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة». فقال آدم: يا رب من هؤلاء؟ فقال عز و جل: يا آدم! هؤلاء ذريتك، و هم خير منك و من جميع خلقي،

ولولاهم ما خلقك و لا خلقت الجنة والنار و لا السماء و لا الأرض، فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد فأخرجك عن جواري، فنظر إليهم بعين الحسد و تمنى منزلتهم، فتسلط عليه الشيطان حتى أكل من الشجرة التي فهي عنها، و تسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة بعين الحسد، حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم، فأخرجهما الله عن جنته و أهبطهما عن جواره إلى الأرض

[معانى الاخبار 124 باب معنى الشجره التى اكل منها آدم و حواء ح 1، عيون اخبار الرضا، البحار 11/ 164 ح 9 باب ارتكاب ترك الاولى و معناه.]

و نظائره في الأخبار المعتبرة كثير، منها ما في معانى الأخبار عن المفضل بن عمر الجعفي، عن الصادق عليه السلام في حديث طويل- يأتي في باب التوسل بالصديقة المخدرة- و فيه تصريح أن الشجرة هي الحنطة، و فيه أسرار جليلة

[معانى الاخبار 108 باب معنى الامانه التى عرضت على السماوات والارض.. ح 1، البحار 26/ 320 ح 2 باب 1 باب دعاء الانبياء استجيب به لتوسلهم بهم عليهم السلام. و فيه: «... (و لا تقربا هذه الشجره) يعنى شجره الحنطه».]

و في كتاب تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة: إنها شجرة علم آل محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و هي «لمحمد و آل محمد خاصة دون غيرهم، و لا يتناول منها بأمر الله إلا هم، و منها ما كان يتناوله النبى صلى الله عليه و آله و سلم و علي و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام بعد إطعامهم اليتيم والمسكين والأسير، حتى لم يمسوا بعد بجوع و لا عطش و لا تعب و لا نصب»

[تفسير الامام العسكرى: 221، تفسير البرهان 1/ 178 ح 1 ذيل الآيه الكريمه 35 سوره البقره.]

و تجد فضل العلم الموهوب لفاطمة الطاهرة ظاهرا، و لذا ذكرها الله في القرآن ضمن النساء الممدوحات بصفة العلم، و هي أشرف صفات الإنسان.

و في حديث آخر: إن آدم كان مستغرقا في النعم الظاهرة والباطنة في الجنة، و لم يمنع إلا عن تمني درجة محمد و آل محمد، فإن الله خصهم بهذه الدرجة دون غيرهم

[انظر تفسير العسكرى 222.]، و إلا فاذا في الجنة حتى يسعى ذاك النبى المعظم إلى أكلها؟! فلابد أن يكون الأمر المنهي عنه أعظم و أشرف من أكل هذه الثمرة، فالأنسب أن يكون تمني منزلة أولئك المقربين.

أما الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، بها فقد اختلف فيها المفسرون من الفريقين، و روي عن الحسن و عكرمة و قتادة و سعيد بن جبير أقوال مختلفة، والأصح ما عن ابن عباس أنه قال: سألت النبى صلى الله عليه و آله و سلم عن الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه؟ قال: سأله بحق محمد و علي و فاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي، فتاب عليه

[معانى الاخبار 125 ح 1 باب معنى الكلمات التى تلقاها آدم، البحار 11/ 176 ح 22 باب ارتكاب ترك الاولى.]

واختلفوا- أيضا- في الشجرة التي نهي عنها، آدم فقيل: هي السنبلة عن ابن عباس، و قيل: هي الكرمة عن ابن مسعود والسدي، و قيل: هي التينة عن ابن جريج، و قيل: هي شجرة الكافور يروى عن علي، و قيل: هي شجرة العلم: علم الخير والشكر عن الكلبى، و قيل: هي شجرة الخلد التي كانت تأكل منها الملائكة عن ابن جذعان

[مجمع البيان 1/ 169 ذيل الايه 35 من سوره البقره.]، و روي: إنها شجرة الحسد، و قيل: هي شجرة الهوى والطبيعة و هي محركان و داعيان إلى صفة الحسد

[انظر البحار 11/ 165 ذيل ح 9 باب ارتكاب ترك الاولى.]

و نذكر فيما يلي الآيات الشريفة من سورة البقرة تبركا و تيمنا بتلاوتها، و استنطاقا لمضامينها و معانيها و ما فيها من الوعد والوعيد، قال الله تعالى في سورة البقرة: (و قلنا يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة و كلا منها رغدا حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين- فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين- فتلق آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم)

[البقره: 35- 37.]

و قال تعالى في سورة الأعراف: (... يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة فكلا من حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين- فوسوس لهما الشيطان ليبدي لمها ما وري عنهما من سوءاتهما و قال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين- و قاسمهما إني لكما من الناصحين- فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة و ناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة و أقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين في قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفرلنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)

[الاعراف: 19- 23.] بيان إجمالي للآيات مستطرف من تفسير مجمع البيان:

(يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة) أي: اتخذ أنت وامرأتك الجنة مسكنا و مأوى لتأوي إليه و تسكن فيه أنت وامرأتك، واختلف في هذا الأمر، فقيل: إنه أمر تعبد، و قيل: هو إباحة لأنه ليس فيه مشقة فلا يتعلق به تكليف... والنهي في «لا تقربا» نهي التنزيه دون التحريم، كمن يقول لغيره: لا تجلس على الطرق؛ و هو

قريب من مذهبنا فإن عندنا أن آدم كان مندوبا إلى ترك التناول من الشجرة، و كان بالتناول منها تاركا نفلا فضلا، و لم يكن فاعلا لقبيح، فإن الأنبياء عليهم السلام لا يجوز عليهم القبائح لا صغيرها و لا كبيرها؛ و سيأتى الكلام في ذلك في باب عصمتها عليهاالسلام.

و قوله (و لا تقربا هذه الشجرة) أي لا تأكلوا منها و هو المروي عن الباقر عليه السلام فمعناه لا تقرباها بالأكل، و يدل عليه أن المخالفة و قعت بالأكل بلا خلاف لا بالدنو منها؛ و لذلك قال تعالى: (فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما) قيل: النهي عن موجب الشي ء موجب لاجتناب ذلك الشي ء. و تعلق النهي بالإقتراب- و هو من مقدمات الأكل- للمبالغة، فالقرب يدعو إلى الميل والأكل.

واختلف في الجنة التي أسكن فيها آدم:

فقال أبوهاشم: هي جنة من جنان السماء غير جنة الخلد، لأن جنة الخلد أكلها دائم و لا تكليف فيها.

و قال أبومسلم: هي جنة من جنات الدليلا في الأرض، و قال: إن قوله (اهبطوا منها) لا يقتضي كونها في السماء، لأنه مثل قوله: (اهبطوا مصرا).

واستدل بعضهم على أنها لم تكن جنة الخلد بقوله حكاية عن إبليس (هل أدلك على شجرة الخلد) فلو كانت جنة الخلد لكان آدم عالما بذلك و لم يحتج إلى دلالة.

و قال الحسن البصري و عمرو بن عبيد و واصل بن عطاء و كثير من المعتزلة كالجبائى والرماني وابن الأخشيد: إنها كانت جنة الخلد، لأن الألف واللام للتعريف و صار كالعلم عليها، قالوا: و قول من يزعم أن جنة الخلد من يدخلها لا يخرج منها غير صحيح..»

[مجمع البيان 1/ 168.]

و قوله تعالى: (فأزلهما الشيطان، أي بالخطيئة و هي والمعصية والسيئة مترادفات بمعنى واحد، و هو الزوال عن الحق، و «الوسوسة» إغواء الشيطان و إغرائه.

والمبوط بمعنى النزول والحركة من العلو إلى السفل، و كل واحدة من هذه العبارات لما ظاهر مستعمل في الحقيقة والمجاز، ولكل ظاهر بطون و تخوم لا يعلمهما إلا الله والراسخون في العلم.

والآن ينبغي أن نعرف ما هو معنى الشجرة المنهية التي ذكرتها الأخبار باسم ا لعلم أو الحسد أو الشهوة أو الهوى؟!

فنقول:

أولا: لقد أطلق على الشجرة أسماء الرذائل، مع أن الجنة محل الفضائل لا الرذائل، والحسد صفة من الصفات الذميمة في الحاسد ذي الوجود الخارجي، لا في الشجرة؟

و ثانيا: لقد نسب الحسد في الحديث السابق إلى آدم عليه السلام، فكيف يصح ذلك عند علماء الإمامية؟! و بعبارة أخرى: نسب التبختر إليه عليه السلام و هو مناف لمذهب الحق؟!

الجواب: قال المرحوم العلامة المجلسي طاب ثراه في المجلد السابع من البحار: لعل المراد منها ترك الأولى، لأنه مع العلم بأن الله تعالى فضلهم عليهما كان ينبغي لهما أن يكونا في مقام الرضا والتسليم، و أن لا يتمنيا درجاتهم صلوات الله عليهم

[البحار 26/ 273 ح 15 باب تفضيلهم على الانبياء عليهم السلام.]

و قال المحقق الوحيد والمحدث الفريد الفيض الكاشاني عليه الرحمة: «كما أن لبدن الإنسان غذاء من الحبوب والفواكه، كذلك لروحه غذاء من العلوم والمعارف، و كما أن لغذاء بدنه أشجارا تثمرها، فكذلك لروحه أشجار تثمرها، و لكل صنف منه ما يليق به من الغذاء؛ فإن من الإنسان من يغلب فيه حكم البدن على حكم الروح، و منه من هو بالعكس، و لهم في ذلك درجات يتفاضل بها بعضهم على بعض، و لأهل الدرجة العليا كل ما لأهل الدرجة السفلى و زيادة،و لكل فاكهة في العالم الجسمانى مثال في العالم الروحانى مناسب لها، و لهذا فسرت الشجرة تارة بشجرة الفواكه، و أخرى بشجرة العلوم، و كان شجرة علم محمد صلى الله عليه و آله و سلم إشارة إلى المحبوبية الكاملة المثمرة لجميع الكمالات الإنسانية المقتضية للتوحيد المحمدي الذي هو الغناء في الله والبقاء بالله، المشار إليه بقوله عليه السلام «لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب و لا نبى مرسل» فإن فيها من ثمار المعارف كلها، و شجرة الكافور إشارة إلى برد اليقين الموجب للطمأنينة الكاملة المستلزمة للخلق العظيم الذي كان نبينا صلى الله عليه و آله و سلم و دونه لأهل بيته عليهم السلام، فلا منافاة بين الروايات، و لا بينها و بين ما قاله أهل التأويل إنها شجرة الهوى والطبيعة، لأن قربها إنما يكون بالهوى والشهوة الطبيعية، و هذا معنى ما ورد إنها شجرة الحسد، فإن الحسد إنما ينشأ منها»

[تفسير الصافى 1/ 117 ذيل الآيه 35 (من سوره البقره).]

و في بصائر الدرجات رواية أرويها هنا تأكيدا لهذا التقرير:

عن محمد بن مسلم قال: سمعت أباجعفر الباقر عليه السلام يقول: نزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه و آله و سلم برمانتين من الجنة، فلقيه علي عليه السلام فقال له: ما هاتان الرمانتان في

يديك؟ قال: أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب، و أما هذه فالعلم، ثم فلقها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فأعطاه نصفها و أخذ نصفها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، ثم قال: أنت شريكي فيه و أنا شريكك فيه، قال: فلم يعلم- والله- رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حرفا مما علمه الله إلا علمه عليا عليه السلام

[بصائر الدرجات 293 الجزء 6 باب 11 ح 4، بحارالانوار 26/ 173 ح 44.] الخبر.

و هكذا هي شجرة «سدرة المنتهى» التي ينتهي إليها سير الأنبياء، ولم يتجاوزها سوى خاتم المرسلين صلى الله عليه و آله و سلم، و هي تعبير عن إحاطته الكلية بما فوق و ما دون.

و هكذا هي شجرة «الطوبى» المعبرة بذات الولاية.

فالمراد بتمثيل الثمرات المعرفة النبوية في عالم الملك لينتقل الناس من المحسوس إلى المعقول فيعرفونه صلى الله عليه و آله و سلم، فلا يتمنون تلك المرتبة العلوية بدافع الهوى والشهوة الطبيعية، و لا يحسدونه على ما آتاه الله، و إلا فكيف يمكن أن تكون الرمانة نبوة و علما؟! فلابد أن تكون كل رمانة تمثيلا عن شجرة العلم و شجرة النبوة في الملكوت الأعلى، و تلك الشجرة بمالها من جامعية تحكي في محلها الشجرة الزكية للحقيقة النبوية الجامعة الحاوية لتمام الكمالات والملكات الإنسانية.

و ببيان آخر: كان في بدء الخلقة مظهران للعلم والحسد: أحدهما آدم والآخر الشيطان.

و كان الشيطان يرى أنه الأول في الملك والملكوت، فلما رأى الملائكة تسجد لآدم عليه السلام، حسده و أبى عن السجود له.

و كان آدم عليه السلام يظن أنه الوحيد الذي عنده العلم بالأسماء والمسميات، و أنه الأفضل واللأشرف و لا أحد فوقه.

و لذا سميت الشجرة الجامعة بشجرة العلم، و فثلت لآدم ليراها، ثم نهي عن أكل ثمارها؟ لأنها خاصة للحفرة المقدسة النبوية والعلوية والفاطمية للأئمة المعصومين عليهم السلام، ليس لغيرهم التناول منها، فأراد الشيطان الذي حسد آدم عليه السلام أن يدفع آدم ليحسد صاحب الشجرة أيضا، و بذلك ينزل عن درجته «والإنسان حريص على ما منع». يعني أن الشيطان تورط بالحسد فنزل عن درجته. فأراد أن يورط آدم عليه السلام بالحسد أيضا لينزله عن درجته.

و بعبارة أخرى: سميت تلك الشجرة بشجرة الحسد بلحاظ تمني آدم عليه السلام لمنزلة صاحبها من حيث الإحاطة الكاملة والجامعية، و هي شجرة العلم بلحاظ الإختصاص والإمتياز الذي فيها على علم آدم وانتسابها إلى علوم آل محمد صلى الله عليه و آله و سلم.

أما تسميتها بالتينة والكرمة والكافور والحنطة، فبحسب استعداد عقول الناس، و كل واحدة تشير إلى صفة كمالية من صفاتهم حسب المزاج والطبيعة كما قال الفيض الكاشاني في الكافور.

و كما أن الهوى والشهوة الطبيعية من موجبات الحسد، فكذلك أيضا المعرفة والمحبة منتزعة من العلم، و من ثمرات تلك الشجرة المباركة الكريمة الأصل.

تشجير في ذيل هذا التقرير


قال تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجره طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها و يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون)

[ابراهيم: 25.]

/ 58