خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و قوله تعالى (أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا)

[مريم: 18.] أي تخاف الله على أي حال.

والتقي هو من يخاف الله و يرى حضوره و يجتنب المعاصي و يتورع، قال الطبرسي رحمه الله: المتتي من أطاع الله و لم يعصه، و شكر نعمته و لا يكفرها، و ذكر الله و لا ينسه، و هو المروي عن الصادق عليه السلام

[مجمع البحرين 6/ 448.] و ذكر المفسرون و علماء الأخلاق معان و مراتب للتقوى لا تنتهي بمقام إلا بما قاله النبي صلى الله عليه و آله و سلم: «اللهم اجعلنا من أهل التقوى والمغفرة»، و قد ذكرت تمام مراتب التقوى في قوله تعالى (و من يطع الله و رسوله و يخشى الله و يتقه فأولئك هم الفائزون)

[النور: 52.]

فمن اتصف بهذه الصفات فهو تقي إن كان رجلا، و تقية إن كان امرأة، والمعنى واحد فيهما.

روي في علة تلقيب الجواد عليه السلام غير بالتقي: إنه اتق الله فوقاه الله شر المأمون لما دخل عليه بالليل و هو سكران فضربه بسيفه حتى ظن أنه قتله، فوقاه الله شره»

[البحار 50/ 16 ح 23 باب 1.]

والآن يلاحظ القارئ المتأمل أن الزهراء لم تلقب بالتقية النقيه لمجرد التلقيب والإشتهار بهذا اللقب، و إنما كانت هي كلمة التقوى، و ليس في نساء العالمين امرأة مثلها في الخوف والخشية والطاعة والإمتثال.

و أهل الحق والأولياء يزورونها بهذه الصفة و يرفون أنها حقيقة التقوى و تمامها.

قال بعض العارفين: إن خيرات الدنيا والاخرة جمعت في كلمة واحدة و هي «التقوى»، و قد ذكر الله تبارك و تعالى خصال التقوى في اثنى عشر موضعا من كتابه، منها ما كان في مقام الإكرام والتفضيل كما في قوله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)

[الحجرات: 13.]

و في الصحيفة السجادية: «اللهم و أنطقني بالمدى والمداومة على التقوى، و وفقني للتي هي أزكى، واستعملني بما هو أرضى، اللهم اسلك بى الطريقة المثلى واجعلني على ملتك أموت و أحيى»

[دعاء مكارم الاخلاق.]

الخصيصه التاسعه (من الخصائص العشرين) في معنى «الحرة»


الحرة: و هو لقب مأثور من الألقاب النبيلة للعصمة الكبرى فاطمة الزهراء عليهاالسلام: يقال للمرأة «حرة» خلاف الأمة، و للرجل «حر» و خلافه العبد، قال في المجمع: «الحرة خلاف الأمة»

[مجمع البحرين 3/ 264.]

و قيل: «العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة».

و قيل: «الحر حر و إن مسه الفر، والعبد عبد و إن ألبسته الدر».

و قيل:




  • تمسك إن ظفرت بود حر
    لأن الحرفي الدنيا قليل



  • لأن الحرفي الدنيا قليل
    لأن الحرفي الدنيا قليل



والحرة جمعها حرائر على غير قياس، لأن القياس حرر، كغرفة و غرف.

و (تحرير رقبة)

[النساء: 92.

أي عتق رقبة.

والحر من الطين والرمل ما خلص من الإختلاط بغيره.

والحرير من الثياب الأبريسم، و لعله سمي بذلك لخلوصه، قال تعالى:

جزاهم بما صبروا جنة و حريرا)

[الانسان: 12.]

و سمي المحرر محررا لتخليصه الصحاح من الأغلاط، يقال: حررت الكتاب تحريرا، أي خلصته من الغلط.

و ورد في التفسير عن أهل البيت عليهم السلام في قوله تعالى: (إني نذرت لك ما في بطني محررا)

[آل عمران: 35.]] أي مخلصا لك و ممردا لعبادتك، و منه تحرير الولد و هو أن تفرده لطاعة الله و خدمة المسجد

[مجمع البحرين 3/ 264.]

و ورد الحث في أخبار الأئمة الأطهار على التزويج بالحرائر دون الإماء «لأن الأمة مبتذلة غير مؤدبة، فلم تحسن تأديب أولادها بخلاف الحرة»

[مجمع البحرين 3/ 264.] و نعم ما قيل:




  • إذا لم يكن في منزل المرء حرة
    فلا تتخذ من بينهن قعيدة
    فهن لعمر الله بئس القعائد



  • رأى خللا في ما تولى الولائد
    فهن لعمر الله بئس القعائد
    فهن لعمر الله بئس القعائد



و في نسخة «فلا تتخذ منهن حر قعيدة».

قال تعالى: (والقواعد من النساء)

[النور: 60.

اللواتى يئسن من المحيض والولد و لا يطمعن في نكاح و لا يستطعن القيام لكبر سنهن، فقد قعدن عن التزويج لعدم الرغبة فيهن؛ واحدتهن «قاعد» بغير هاء كما في المجمع

[مجمع البحرين 3/ 128.


والقعيد هو الجليس، والقعيدات السروج والرحال.

و حرائر بيض وصف للنساء.

و من معاني الحرة الكريمة

[مجمع البحرين 3/ 264.]]

و فاطمة الزهراء عليهاالسلام سيدة الحرائر و كريمة الأطياب والأنساب.

و معنى ذا الوصف أنها خلصت من العبودية وصارت أمة خالصة للحق تعالى، و به سادت نساء العالمين و تشرفت عليهن.

و في البحار في حديث عبادة فاطمة عليهاالسلام أن الحق تعالى قال «فاطمة سيدة إمائي»

[البحار 43/ 172 ح 13 باب 7.]] أي إن كل النساء إماء و هذه سيدتهن، فهي الحرة من بينهن و لما اختيار من تشاء منهن لتكون أمة، و لها الحكم عليهن.

و إنما حصلت فاطمة هذا المقام بعبوديتها لله و كمال فخرها في كونها أمة لله، فلها الشرف في هذه النسبة كما سأل ذلك النبي صلى الله عليه و آله و سلم من ربه الواحد أن يجعله «عبدالله» و قال: «كفى بى فخرا أن أكون لك عبدا»

[البحار 38/ 340 ح 14 باب 68.]

و لهذا صدرت ذكر هذا اللقب في أول القائمة عند تعداد ألقابها باعتبار أن مفاخر كل الألقاب راشحة منه، و كل شرف يأتي تلو هذا النئرف، و بمقتضى الآية الكريمة (ليعبدوا الله مخلصين»

[البينه: 5.] فإن الإخلاص في العبادة شرط أساس، بل العبادة بلا خلوص فاسدة.

والحرة: هي المرأة التي تكون عبادتها خالصة، فإذا اتصفت بهذه الصفة و تطابق الإسم والمسمى، يأتي هذا اللقب الشريف من مصدر الوحي و مبدأ

التنزيل ليوشح العابدة المخلصة.

و سنكتفى بذكر حديث واحد في هذا الباب:

روى المجلسي رحمه الله عن كتاب سليم بن قيس في مرض الزهراء عليهاالسلام و عيادة عمر و أبى بكر لها و اعتذارهما من ذنبهما «فقاما فجلسا بالباب و دخل علي عليه السلام على فاطمة عليهاالسلام فقال لها: أيتها الحرة فلان و فلان بالباب يريدان أن يسلما عليك، فما ترين؟

قالت عليهاالسلام: البيت بيتك والحرة زوجتك، فافعل ما تشاء.

فدخلا و سلما و قالا: إرضي عنا رضي الله عنك.

فقالت: ما دعاكما إلى هذا؟

فقالا: اعترفنا بالإسائة و رجونا أن تعني عنا و تخرجي سخيمتك.

فقالت: فإن كنتما صادقين فأخبراني عما أسألكما عنه، فإني لا أسألكما عن أمر إلا و أنا عارفة بأنكا تعلمانه، فإن صدقتما علمت أنكما صادقان في مجيئكما.

قالا: سلي عما بدا لك.

قالت: نشدتكما بالله هل سمعتما رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني؟

قالا: نعم.

فرفعت يدها إلى السماء، فقالت: «اللهم إنهما قد آذياني فأنا أنسكوهما إليك و إلى رسولك، لا والله لا أرضى عنكما أبدا حتى ألق أبي رسول الله و أخبره بما صنعتما فيكون هو الحاكم فيكما

[كتاب سليم بن قيس 254. و سياتى هذا الحديث فى الخصيصه الآتيه.]

الغرض من ذكر هذا الخبر خطاب أميرالمؤمنين لفاطمة المخدرة بهذا اللقب النبيل الجليل؛ والسبب في ذلك قد يعود إلى وجهين:

الأول: كأنه عليه السلام يريد أن يقول لها: يا فاطمة إني لا ألزمك بالإذن لهما فأنت «حرة» مختارة مطاعة، لك أن تأذني لهما و لك أن تمنعيهما، والأمر موكول لرضاك، فإن شئت و إلا فلا. فأجابته عليهاالسلام بكمال الأدب: إني و إن كنت «حرة»، إلا أنى مطيعة لك لا أتخلف عن أمرك.

و في خبر «الحرة أمتك» أي إني و إن كنت حرة، إلا أن البيت بيتك و أنا أمتك أطيعك فيما تأمر.

الوجه الثاني: مبني على أن معنى الحرة هي الكريمة، و عادة الكرام أن يقدم مدحهم و ذكر كرمهم وجودهم قبل الحاجة ليكون سببا في استدرار عطفهم و استدراج كرمهم لإنجاح الطلب والوصول إلى المسؤول، فكأنه عليه السلام قال: يا فاطمة هذان استأذناني في الدخول، فلو أذنت لهما بكرمك و عطفك، فأجابت بأدب: أنا لست الحاكمة في هذا البيت، و ليس لي فيه لشي ء معك، فأنت الآمر الناهي.

و إن كان معنى الحرة «الخالصة»، فكأنه عليه السلام قال: عملك خالص ليس فيه شي ء من التعلقات الدنيوية والميولات النفسانية، و ليس في طينتك و سجيتك غلظة و لا فظاظة، فلا تؤذي نفسك و أغضي عما طلبا مني و أذني لهما بالدخول والإعتذار فإن هذا الإعتذار إقرار منهما و تأكيد لشناعة فعلهما، و طلبهما الإعتذار دليل على أنهما ظلما و جاءا يطلبان الصفح بكرمك و يريدان العفو منك. فأذنت عليهاالسلام لهما و حاججتهما و أسكنتهما فأذعنا، ثم طردتهما من عندها و أجلت الخصومة

والحكم إلى يوم القيامة حتى يقفي بينهم أحكم الحاكمين و شخص النبى الأمين خاتم المرسلين، و نعم الحكم الله والخصيم محمد صلى الله عليه و آله و سلم.

و لا يخلو ما ذكر من مناسبة مع «تحرير رقبة» فلا يبعد منها عليها- لو عفت- أن تعفو عنهما، والمقام مقام العفو والصفح، سيما لو كان أميرالمؤمنين عليه السلام يشير عليها بذلك، ولكن تبقى ظلامتها هي الظلامة الأولى التي سيسأل عنها يوم القيامة، لأنها إن عفت فإن الله لا يعفو!!




  • بنت من؟ أم من؟ حليلة من؟
    ويل لمن سن ظلمها و أذاها



  • ويل لمن سن ظلمها و أذاها
    ويل لمن سن ظلمها و أذاها



الخصيصة العاشرة (من الخصائص العشرين) في معنى «الحَصان»


الحصان: و هو لقب من ألقابها الشريفة سلام الله عليها.

والإحصان: طلب الرجل الزوجة، فهو محصن، بالفتح، والمحصنة المرأة المتزوجة.

والحصان بالفتح والحصناء: المتعففة الظاهرة بالتقوى، الكريمة الحرة.

والحصان: النجيب من الخيل لأن ظهره كالحصن لراكبه، أو لأنه حصين بمائه إلا على كريمة.

و يقال: حصنت المرأة حصنا أي عفت فهي حاصن. قال صخر أخو الخنساء:




  • والله لا أمنحها شرارها
    و لو أموت فرقت خارها
    و جعلت من شعرها صدارها



  • و هي حصان قد كفتني عارها
    و جعلت من شعرها صدارها
    و جعلت من شعرها صدارها



و روى علماء العامة بيتا عن حسان بن ثابت في مدح عائشة قال:




  • حصان رزان ما تزن بريبة
    و تصبح غرثى من لحوم الغوافل



  • و تصبح غرثى من لحوم الغوافل
    و تصبح غرثى من لحوم الغوافل



[مجمع البحرين 6/ 236.


]

الحصان: العفيفة، والرزان: الوقار؛ و ما تزن بريبة: لم تتهم، و معنى الشطر

الثاني: أنها تصبح جائعة غير أنها لا تطعم لحوم الغافلين بالغيبة.

قال في مجمع البحرين: المحصنات المؤمنات: أي الحرائر العفيفات؛ قال تعالى: (فمن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات»

[النساء: 24.] قيل: أي من لم يستطع ماليا أن ينكح حرة، فلينكح أمة، لأنها أخف مؤنة و أقل نفقة.

قال المرحوم المحقق الفيض الكاشاني: الطول: الغنى، والإحصان: العفاف،والنكاح في مقابل الزنا والسفاح، و يشهد له قوله تعالى: (و آتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات)

[النساء: 25.] فقابل المحصنات بالمسافحات، و هن النساء الزوانى

[انظر تفسير الصافى 2/ 216.]

و في كتاب نواب الأعمال عد قذف المحصنة من الذنوب الكبيرة

[بحارالأنوار 79/ 12 ح 14 باب 68 عن ثواب الأعمال: عن أحمد بن عمير الحلبي قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن قول الله عز و جل: (إن تجتنبوا كبائر ما تتهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم» قال: من اجتنب ما أوعد الله عليه النار إذا كان مؤمنا كفر عنه سيئاته. والكبائر السبع الموجبات النار: قتل النفس الحرام، و عقوق الوالدين، و أكل الربا، والتعرب بعد الهجرة و قذف المحصنة، و أكل مال اليتيم، والفرار من الزحف.]

والمحصنة بفتح الصاد المعروفة بالعفة كانمت ذات زوج أو لم تكن. فتبين أن غير ذات الزوج يقال لها عفيفة إذا عفت.

قال تعالى في مريم عليهاالسلام: (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا و جعلناها وابنها آية للعالمين)

[الانبياء: 91.]

/ 58