خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هذه الأخبار والآثار المتظافرة الواردة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام في أوصاف اشدرة الكبرى و في إثبات عصمتها و طهارتها تدل جميعا على أنها لا نظير لها.

أجل: كانت مريم المعصومة الطاهرة نظير فاطمة في هذا العالم من حيث العصمة، أما في غيرها فكيف يمكن أن تناظر فاطمة في المقامات والمراتب والفضائل الذاتية والخارجية و تصل إلى مقامها الشامخ، ففاطمة حجبت القلب عما سوى الله و قطعت عرى المحبة عن كل فرد فرد من أجزاء هذا العالم، و لم تر شيئا سوى الله، و لم تفكر إلا به و برضاه. و نعم ما قيل:


«جمالك في عيني و ذكرك في فمي
و حبك في قلبي فأين تغيب»


و قال الشاعر:


طلب الحبيب من الحبيب رضاه
و منى الحبيب من الحبيب لقاه


فسبحان من خصها بأعظم الفضائل، و ميزها عن خلقه بأكرم الخصال، و شرفها، و رفع قدرها، و أكرمها، و أكثر نسلها، و جعل كل حال من أحوالها آية باهرة، و كل طور من أطوارها معجزة ظاهرة و كرامة زاهرة، و نعم ما قيل:


ولو كان النساء بمثل هذي
لفضلت النساء على الرجال


والهدف الأول هو الله لا الدنيا و لا الآخرة، والمطلوب والمقصود المحبوب هو الله وحده لا سواه، و لهذا اصطفاها الله وانتجبها و فضلها على نساء العالمين و أعطاها السيادة.

و سيتضح للقراء من خلالى حديثنا عن الملكات الشريفة للعصمة الكبرى، كيف كانت سيدة نساء العالمين تتعبد الله في عالم الإمكان و في هذا الزمان المحدود من عمرها المبارك، و كيف أنها لازمت التقوى و طلبت رضا الله و تمحضت في العبودية،

و أفنت إنيتها في جنب الربوبية، و لا تطلب لنفسها شيئا من نقير أو قطمير في أي حالة من حالاتها، بل لم تر نفسها مالكة لأمر أو شي ء ما، تماما كأبيها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الذي قال الله في مدحه: (ما كذب الفؤاد ما رأى)

[النجم: 11.] يعني أنه كان في مقام التسليم والرضا فؤادا من رأسه حتى قدميه، حيث أنه لم ير سوى الله و لا يسمع إلا من الله و لم يقل إلا من الله و بأمر الله (ما زاغ البصر و ما طغى)

[النجم: 17.] و أن عينه الظاهرية لا تزغ ليلة المعراج إلى شي ء من الأفلاك، والأملاك و هو حكاية عن بصيرته الباطنية و رؤيته الفؤادية، و فاطمة الزهراء عليهاالسلام ثمرة فؤاد نبي الرحمة، و قرة عين هذه الذات المقدسة، و قد اتفقت روايات المخالف والمؤالف على أن العصمة الكبرى فاطمة الزهراء شابهته و ماثلته في الصورة والسيرة والكمالات اللامتناهية.

و قد يقال: إن المراد من قوله «بضعة مني» القلب الروحاني، والمضغة الرحمانية المحمدية، ولطا لما كرر النبى قوله: «إن فاطمة روحي و قلبي»

[البحار 43/ 54 ح 48 باب 3.] و قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبته «إن فاطمة المرضية آنية الله الزكية»

[انظر البحار 36/ 356 ح 225 باب 41.] و آنية الله أي قلب الله، و أحب القلوب إلى الله أرقها و أصفاها.

و إن شئت فقل- بناء على الرواية المعتبرة-: إن فاطمة الزهراء عليهاالسلام مهجة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم، والمهجة سبب حياة القلب والجسد العنصري الإنسانى، و إلا فقل ما قاله النبى صلى الله عليه و آله و سلم باختصار «فاطمة مني و أنا من فاطمة».

والخلاصة: إن لازم الإنفصال والإنقطاع عن الخلق الإتصال والإلتحاق بالخالق، و قد ظهر معنى الإسم والمسمى و تجلى الإنفطام والإنفصال عما سوى الله والإتصال بالمولى في وجودها الحق سلام الله عليها.

و قد قلت مرة على المنبر: إن فطام فاطمة الزهراء عليهاالسلام عام و خاص.

أما العام: فانقطاع المحبة عن كل ما سوى الله.

و أما الخاص: فتسليمها و رضاها بشهادة ولديها، تلك الشهادة التي كانت تسمع نبأها من مصدر الوحي و معدن الصدق منذ يوم الأزل حتى انعقاد النطفة الزكية و إلى الولادة. فتقطع قلبها عن محبتها و تبكي لتلك الأخبار الموحشة للطبيعة البشرية، مع أن دعوتها كانت مجابة إلا أنها رجحت رضا الحبيب على رضاها و عاشت على ذلك و بكت له، و لم تنم عنها كلمة تخالف الإرادة الإلهية مع أنها كانت مجابة الدعوة. و أما قوله تعالى: (فحملته كرها و وضعته كرها)

[الاحقاف: 15.] فإشارة إلى طبيعتها البشرية، و هي من المقتضيات الكاملة لوجودها الإنساني.

و ما أصعب أن ترضع الأم وليدها و تفطمه و تربيه و تكبره و هي تعلم بالقطع واليقين كيف سيذوقن الشهادة.

فالأشد والأصعب من ذلك كله شهادة ولدها و عزيزها المحسن صلوات الله عليها و على والدها و بعلها و بنيها.



اين سخن پايان ندارد اى جواد
خم كن والله اعلم بالرشاد

[يقول: هذا الكلام- يا جواد- لا نهاية له، فاختتمه فإن الله أعلم بالرشاد.


الخصيصة الثالثة من الخصائص الثلاث


سنتعرض في هذا المقام إلى مطلبين كبيرين يتعلقان باسم فاطمة عليهاالسلام لم أجد لها تفصيل و توضيح في كتب المناقب:

المطلب الأول: إن من المواهب الإلهية للخمسة الطاهرة عليهاالسلام اشتقاق أسمائهم الشريعة من اسمه، فحمد مشتق من المحمود، و علي من العالي، و فاطمة من الفاطر، والحسن والحسين من المحسن، و هذا الإشتقاق مزية لهم و خصيصة خاصة بهم عليهم السلام لأن هذا الفخر الفاضل والفضل الكامل لم يثبت لأي واحد من الأنبياء.

وهكذا اشتق اسم المؤمن من اسم الله، والرحم من الرحمن، كما في تفسير الإمام عليه السلام قال الله عزوجل: أنا الرحمن و هي الرحم، اشتقت لما اسما من اسمي، من وصلها وصلته و من قطعها قطعته

[تفسير الامام العسكرى عليه السلام 34 ح 12 فى تفسير سوره الحمد و عنه البحار 23/ 266 ح 12 باب 15.].. الخ.

والإشتقاق من الشق، قال أبوطالب:



وشق له من اسمه ليجله
فذو العرش محمود و ذاك محمد

[البحار 35/ 128 ح 73 باب 3 و فيه «هذا» بدل «ذاك».]


و قيل: إن البيت لحسان من قصيدة مطلعها:



ألم تر أن الله أرسل عبده
و برهانه والله أعلى و أمجد

[البحار 16/ 120 ح 44 باب 6.]


و قيل في معنى الإشتقاق: إنه انتظام صيغتين على معنى واحد، مثل الله و اله

[مجمع البحرين 5/ 196 ماده «شقق».]]، و محمد و محمود، و علي و عالي، بشرط أن تكون مادة الصيغتين و حروفها من مصدر واحد.

و قد ورد كثيرا في أخبار أهل البيت عليهم السلام أن «فاطمة» مشتق من اسم الله «الفاطر».

ففي البحار عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: إن الله شق لك يا فاطمة اسما من أسمائه، فهو الفاطر و أنت فاطمة

[البحار 43/ 15 ح 13 باب 2.]

و في تفسير العسكري عليه السلام أيضا في حديث آدم: «و هذه فاطمة و أنا فاطر السماوات والأرض، و فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي، و فاطم أوليائي عما يعريهم و يشينهم، فشققت لما إسما من اسمي»

[تفسير الامام العسكرى 220 ح 102 فى سجود الملائكه لادم و معناه و عنه البحار 11/ 150 ح 25 باب 2.]

غير أن المشتق والمشتق منه (فاطر و فاطمة) متغايران حرفا و لفظا في الصيغتين، فكيف يصح الإشتقاق؟

الجواب: يوجد في المقام ثلاث وجوه محتملة:

الوجه الأول


قال علماء النحو والصرف في باب الإشتقاق والقلب والتبديل: يجوز تبديل حرف بحرف في اسم ما لمناسبة ما، و هو نوع شائع من الإشتقاق، مثل نعق و نهق،

أمليت وأمللت، و مثل اشتقاق طبيب من طيب، وبكه من بكاء، و شيعه من الشعاع، بل قد مجذف حرف من المشتق منه بواسطة النقل.

فيقال فيما نحن فيه: إن لفظ فاطمة مؤلف من خمس حروف، و فاطر من أربع حروف، و ثلاثي فاطمة فطم، و ثلاثى فاطر فطر، فأبدلت الراء بالميم و حذف منه حرف، و حروف كلا الإسمين متقاربة، فالله فاطم و فاطر، و يشهد له الحديث المذكور و قوله تعالى (يتفطرن)

[مريم: 90.] و (فاطر السماوات)

[الانعام: 14.] و (إذا السماء انفطرت)

[الانفطار: 1.] من فطر إذا انشق وانفتق، والله سبحانه فاتق السماوات والأرضين.

أو الفاطر بمعنى الخالق، كقوله عليه السلام: فطرهم على المعرفة أي خلقهم. قال ابن عباس: ما كنت أدري «فاطر السماوات والأرض»، حتى احتكم إلي أعرابيان في بئر فقال أحدهما «أنا فطرتها» أي ابتدأت حفرها

[البحار 81/ 369 ح 21 باب 22.] فعرفت معنى الفاطر.

فالفاطم والفاطر معناهما متقارب، أي القاطع والشاق والفاتق، و لذا قال الله في الحديث المذكور «و فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي، و فاطم أوليائي عما يعيرهم و يشينهم»

[البحار 11/ 150 ح 25 ب 2.]

الوجه الثاني


إن الإشتقاقما في الإسمين حسب المعنى لا اللفظ، والإشتقاق المعنوي من وجوه الإشتقاق، بل ذهب بعض إلى ترجيحه، و في الحديث: إن الله خلق السماوات والأرض من نور فاطمة

[انظر البحار 15/ 10 ح 11 باب 1.]؛ و يشهد له ما في الحديث المذكور «و هذه فاطمة و أنا فاطر السماوات والأرض»، ثم سمى نفسه في الفقرة التالية «فاطم»، و كأن المعنيان متحدان، و ما صيغتان لمعنى واحد. و حينئذ يكون الإشتقاق صحيحا.

و إنما سمى الله نفسه «فاطر السماوات والأرضين» لأنه فطرهما من نور فاطمة، و لا شك أن ظهور قدرته الكاملة كان بواسطة وجود فاطمة، فاقتفى أن يشتق لها اسما من اسمه هذا.

فبناء على رأي أصحاب هذا المسلك، لا اعتبار بالحروف الأصلية والأصول المادية والهيئآت اللفظية المركبة، لأن اللفظ قالب المعنى.

و رجحان قولهم من هذا الوجه واضح بين.

الوجه الثالث


لو دقق أهل الأخبار في قوله عليه السلام من: «أن الله شق اسم فاطمة من اسمه» على الإطلاق و في بعضها «من أسمائه»، لا تضح أن الإشتقاق من مطلق الإسم أو الأسماء، و تخصيص الفاطر بالذكر لإظهار القدرة والعظمة، أي إني أنا فاطر السماوات والأرضين و قد اشتققمت لفاطمة اسما من أسمائي، و إنما ذكر فاطمة والفاطر

في القدسي و غيره للتشابه الصوري و تقارب الحروف والألفاظ.

و هذا الوجه لا يخلو من ملاحة، والتعبير عن الإسمين بهذا الطرز المليح والطور الفصيح فيه حلاوة، خاصة و إن كان الحديث «و شق لك إسما من أسمائه» ظاهرا في «الفاطر» لا مطلق الإسم أو الأسماء الأخرى غير الفاطر

[سياتى حديث كتاب مقتضب الاثر فى ابداع نور المستوره الكبرى. (من المتن)]

و لعل ما سأذكره الآن يوافق الواقع ويلق قبول السامع، فأقول: كما أن لفظ الجلالة «الله» جامع لكافة أسماء الله و صفاته و كمالاته، فإن أسماء تمام المسميات و أسماء الله مشتقة بنحو العموم من اسم الفاطر، و كأن هذا الإسم «رب النوع» للأسماء من حيث الإنشقاق والإنفطار، و منه اشتق اسم فاطمة و معناه، فكل المسميات والحقائق السماوية العلوية والأرضين السفلية اشتقت وفتقت و رتقت و ظهرت باسمه، و من الأسماء الظاهرة اسم فاطمة الطاهرة.

فكما أن الله تعالى خالق الإصباح و فالق الحب والنوى، فهو أيضا فاطر السماوات و فاطر الأسماء، و كما أنه تعالى عن الخلق فردا أحدا لا ند له و لا عديل في ألوهيته ذاتا و صفة و فعلا و إسما، فكذلك فاطمة في عبوديتها انقطعت عن الند والمثيل، و تفردت في العبودية عن نوع الممكنات و كافة البريات ذاتا و صفة و فعلا و إسما و رسما و حسبا و نسبا.

و اسمها المقدس جامع لأسمائها و صفاتها الأخرى، تماما كما قلنا في اسم الله تعالى.

و أستطيع- أنا الحقير- أن أستخرج و أستنبط جميع معاني ألقاب الصديقة الطاهرة و أسمائها من معنى اسم فاطمة، ولي على ذلك أدلة و براهين واضحة، مثل

الزكيه والزاكية والطاهرة والمطهرة والتقية والنقية والبتول والحصان والزهراء و ما شاكل، و هذا من كراماتها العظمى.

ويمكن إستخراج تمام الألقاب و اسم فاطمة أيضا من كنية «أم أبيها»، و كل اسم أو لقب يبين الإسم واللقب الآخر، تماما كالآيات القرآنية التي يمكن حملها على أي مشرب و محمل من المحامل الصحيحة، حيث يستخرج كل مفسر منها معنى جديدا غير ما استخرجه غيره، و تبقى كل المعاني والمحامل صحيحة صائبة.

نعم؛ لابد أن يكون الإسم الذي اشتقه الرب المنان من اسمه و أجراه الملك الأعظم بأمر الله على لسان نبيه جامعا لمثل هذه الآثار.

قال في الحديث القدسي: «فاطمة بقية رسولي» و من كانت الكلمة الباقية و مشكاة الأنوار الإطية و خلاصة المحمدية لا يبلغها وصف الواصغين من سكان العوالم العلوية والسفلية.

نعم؟ يصفها أبوها و بعلها، لأنهم أحاطوا بكل كمالاتها الوجودية و بكنهها و حقيقتها و أوصافها، أما غيرهم فتعجز العقول و تضل الأوهام و تتحير الأفهام و تتكسر الأقلام، و من ذا يدرك كنهها و هي المستورة الكبرى و سر الملك العلام.

المطلب الثاني: في أن «فاطمة» اسم فاعل أو اسم مفعول؟ و هل هو متعد أو لازم؟


عرفنا

[وجد اشاره الى هذا المطلب فى كتب الاخبار خصوصا فى البحار. (من المتن)] في الخصيصة الاولى من هذه الخصائص الثلاث أن فاطمة من «الفطام» و هو فطم الصبي عن الرضاع، ففاطمة تعنى المفطومة، فيكون اسم

الفاعل هنا بمعنى اسم المفعول، و هو استعمال شائع كثيرا بين النحويين من قبيل: ماء دافق أي مدفوق، و عيشة راضية أي مرضية، و هكذا كاتم أي مكتوم، و عامر أي معمور.

و إذا كان فاطمة بمعنى اسم الفاعل، أي أن الطفل إذا بلغ حد الفطام و حصل على آلات التغذي كالأسنان و غيرها، فهو يعرض طبعا عن الرضاع، فكأنه فطم نفسه بنفسه.

قال صاحب القاموس: «أفطم السخلة إذا حان أن تفطم، فإذا فطمت فهي فاطم و مفطومة و فطيم».

و نحن نرى فصيل الناقطة والسخال تنفصل قليلا قليلا عن الأمهات و تتعود على التغذي بالأشياء الأخرى بدافع الفطرة و حسب التعليم والتربية، والناقة الفاطم: التي تنفك عن فصيلها إذا بلغ السنة.

و أما التعدي واللزوم: فالأخبار المأثورة والآثار المذكورة تفيد هما معا، و إن كانت موارد استعمال التعدي أكثر، كقوله «و فطم من أحبها من النار؛ و فطمت شيعتها من النار» و يقال: «فطمت الأم صبيها».

والمعول هنا على الإحتمالات الصائبة التي ذهب إليها العلامة المجلسي عليه الرحمة لأنسه الشديد بلسان آل العصمة، و قد ذهب إلى أن القسمين مستعملان.

و أعتقد بالوجدان أنه متعد غير لازم، لأن نتيجة معنى هذا الإسم يرجع إلى محي فاطمة الزهراء و شفيعة يوم الجزاء، و هي نجاتهم و استخلاصهم من دركات النيران، فضلا عما يرجع إلى ذاتها المقدسة، فإذا قلنا باللزوم انتفت هذه النتيجة و صارت كل تلك الأخبار المتظافرة الدالة على المقصود عقيمة لا فائدة فيها، في

حين أن هذا الإسم وضع منذ اليوم الأول للشفاعة و الإنقاذ (بما علم الله)، ليعلم الفرق و الامتياز بينها و بين الفواطم الأخرى.

و إنما صار لهذا الإسم مزية خاصة لملاحظة هذا المعنى؛ و في الحديث: «سميت فاطمة فاطمة لأنها تلتقط شيعتها و محبيها من النار كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الردي ء»

[انظر البحار 43/ 65 ح 57 باب 3.]

و قال العلامة المجلسي رحمه الله بعد ذكر احتمال اللزوم: «يمكن أن يقال: إنها فطمت نفسها و شيعتها عن النار و عن الشرور، و فطمت نفسها عن الطمث، لكون السبب في ذلك ما علم الله من محاسن أفعالها و مكارم خصالها، فالإسناد مجازي»

[البحار 43/ 65 ح 10 باب 3.]

و بناء على ذلك، لما علم الله من فاطمة الزهرا عليهاالسلام أنها ستتصف بالخصائل المرضية و الخصائص الزكية، كافأها بقبول شفاعتها، و بشرها و ذريتها الطيبة و شيعتها الفاطمية، و جعل بشارتهم في محصل معنى اسمها- بكل ما يعنيه-.


چون روز رستاخيز مرا جستجو كنند
نبود بغير مهر تو عضوى كه بو كنند



مهرت چنان گداخت كه موران به تربتم
عضوى نيافتند كه نيشى فروكنند

[يقول: إن فتشوني يوم القيامة لما شموا لدي إلا حبك. فقد صهرني حبك بحيث إذا هجم النمل على تربتي، لم يجد مني شيئا يقظمه.


و قال الشيخ عبدالوهاب الشعراني:


بمحمد و ببنته و ببعلها
و ابنيهما السبطين أعلام الهدى


فرج عن المكروب و اكشف غمه
يا خير من رفع العباد له يدا


خمس خصائص من الخصائص الثلاثين في إبداع نور فيض ظهور فاطمة الزهراء


الخصيصة الأولى ابتداء خلقها و إبداع نور المخدرة الطاهرة


ذكرنا فيما سبق معنى النورية السماوية، و نذكر في هذه الخصيصة- إن شاء الله تعالى- الأخبار الدالة على خلقتها النورانية، و ما ذهب إليه الفريقان من العقيدة الراسخة الثابتة للشيعة الإمامية، و ما ذهب إليه العامة العمياء.

و قد اتفق الفريقان على أن نور الرسول صلى الله عليه و آله و سلم الموفور السرور كان في أول الإيجاد، لا يسبقه سابق و لا تقدمه متقدم.

و اتفق الفريقان على رواية حديث «أول ما خلق الله نوري»

[البحار 1/ 97 ح 7 باب 2.]]؛ و من نوره المقدس انسلت بقية الأنوار و ظهرت في عرصة الوجود، فهو صلى الله عليه و آله و سلم أنور الأنوار.

و في الحديث «خلق الله الأشياء بالمشيئة»

[البحار 4/ 145 ح 19 باب 4.]، و المشيئة بنفسها تعني أن وجوده لم يكون مسبوقا بوجود آخر، و أن كل الموجودات معلولة لوجوده المبارك

/ 58