خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عن العادة لتبقى مقيمة في بيت المقدس و تتفرغ لخدمته، فلما اطمئنت حنة شكرت ربها و سمتها حسب ما سيؤول إليه أمرها «مريم»، أي البنت التي صارت منذ بدو تكليفها محررة لخدمة البيت.

و بعبارة أخرى: إن المقصود من الولد الذكر هو ملازمة بيت المقدس والإقامة فيه، فلما ارتفع المانع من البنت جرى عليها التكليف فتحقق الغرض و حصل المقصود.

و يدل قوله تعالى: (إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم)

[آل عمران: 35.] دلالة واضحة على أن أم مريم كانت قد نذرت أنها إن رزقت ولدا جعلته محررا. و سبب نذرها كما في كتب التفاسير المعتبرة: أن حنة كانت عقيما، فآيست من الولد، غير أنها كانت تدعو الله دائما أن يرزقها ولدا ذكرا، و رأت يوما طائرا على غصن يزق فرخه فرقت و تضرعت إلى الله و توسلت إلى الرب القادر و عرضت حاجتها على رب القضاء، و توسلت بلسان الدعاء: أن يا رب يا قدير ألا تتفضل على هذه الضعيفة العاجزة و تمن عليها و ترزقها ولدا يعبدك و يكون محررا لك، فاستجاب الله دعاءها و أعطيت سؤلها و حملت بمريم المقدسة، و قبل الله منها هذه الأنثى بدل الذكر

[تفسير الكشاف للزمخشرى 1/ 355 ذيل الايه.]

ثم إن زوجها عمران كان موعودا بذكر، فكانت مريم للأم و عيسى للأب كما ورد في الأخبار المذكورة في محلها.

لطيفة صغرى


روي أن ثقة المحدثين الصدوق- عليه الرحمة- قارن في بعض مؤلفاته و رسائله الشريفة بين مريم عليهاالسلام والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، غير أنها لم تصل إلينا، ولكن العلامة المجلسي أشار إليها في المجلد العاشر من بحارالأنوار.

لقد أراد هذا الحقير الغارق في التقصير أن يكون له نصيب في هذا الموضوع فأقدمت- معترفا بالجهل والعجز الكاملين- على استنطاق الكتاب والسنة للمقارنة بين هاتين السيدتين المعصومتين و تقرير صفات الكمال الموجودة في كل واحدة منهن، و ذلك في ذيل الخصيصة التي استعرضت فيها النساء المذكورات في الذكر الحكيم، ولكني ارتأيت الإشارة في هذه الخصيصة إلى لطيفة أخرى، و قد أشار إليها- بإيجاز- العامة والخاصة في كتبهم التفسيرية، و هي:

لماذا أعرض القرآن الكريم عن التصريح بأسماء النساء واكتفى بالوصف و الإشارة، بينما صرح بام السيدة مريم عليهاالسلام في عشرين موضعا بصيغة الخطاب و بغيرها من قبيل:

(واذكر في الكتاب مريم إذا انتبذت من أهلها مكانا شرقيا)

[مريم: 16.]

(يا مريم إن الله اصطفاك)

[آل عمران: 42.]

و قوله تعالى: (يا مريم اقنتني لربك)

[آل عمران: 43.]

و قوله تعالى: (و قالت الملائكة إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم)

[آل عمران: 45.]

و قوله تعالى: (ما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم)

[آل عمران: 44.]

و قوله تعالى: (يا مريم لقد جئت شيئا فريا)

[مريم: 27.]

و قوله تعالى: (إني سميتها مريم)

[آل عمران: 36.] و نظائرها من الايات الكريمة؟!

الجواب:

لقد عثرت على وجهين في كتب الفريقين في مقام الجواب على ذلك، أذكرهما على نحو الإيجاز:

الوجه الأول:


أن الملوك والسلاطين لا يدعون الحرائر والعقائل من ذوات البيوتات بأسمائهن في الملأ العام والمحافل، و إنما يدعوفهن بالألقاب ولكنى إعظاما و إكراما- كما ذكرنا ذلك في الحديث عن سبب الخطاب بالكنية- فينبغي أن يبقى اسم الحرة المحترمة محجوبا مستورا كشخصها، خلافا للإماء والجواري حيث لا يتضايق السادة من ذكر أسمائهن على رؤوس الأشهاد، و لما كان النصارى يعتقدون بعيسى و أمه مريم أنهما ابن الله و زوجته، و ينسبونهما للحق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا،

فقد وصف الله سبحانه عيسى عليه السلام في القرآن الكريم بصفة العبودية، و أجرى ذلك على لسانه حيث قال عليه السلام: (إني عبدالله آتاني الكتاب و جعلني نبيا»

[مريم: 30.]، و كذلك وصف مريم بالعبودية و خاطبها بهذه السمة، ليعلم النصارى أن تلك المستورة العظمى كباقي النساء أمة من إماء الله و ابنها عبد من عبيده، و نسبتهما إلى الله ذي المنن نسبة العبودية لا نسبة البنوة و لا الزوجية، و هذا لا يعني أن الله حقر مريم في القرآن، بل ذكرها و صرح باسمها و أمرها بالطاعة والعبادة تعظيما لها.

والغرض من تكرار اممها والتأكيد عليها بالإمتثال والإطاعة لإثبات العبودية والإئتمار؛ ليعلم النصارى أن مريم امتازت في العبادة و لا تتميز في العبودية، و إنما هي من عبيدالله، و لا نسبة بينها و بين الساحة المقدسة لحضرة ملك الملوك و رب الأرباب، خلافا لما توهمه النصارى حينما جعلوها أقنونا من الأقانيم الثلاثة، حتى عرف بعضهم ب«المريمية»، و لا تزال بقايا منهم في المغرب إلى يومنا هذا.

الوجه الثاني:


قال السهيلي في تعريف الأعلام من كتاب «أسئلة الحكم»: إن السبب في تكرار اسم مريم في القرآن الكريم أن الله أكرم مريم بكرامات باهرة و آيات زاهرة، و نزهها من النقائص والكدورات النسوية، و هذبها و قبلها قبول الذكر المحرر، جعلها في عداد الأنبياء العظام، و خاطبها خطابات صريحة مباشرة؟ ليعلم أن القدرة الربانية الكاملة يمكن أن تجعل المرأة في عداد الأنبياء بعد رفع الموانع و طهارة الذيل و كثرة التقوى و شدة الإيمان، فتكون مثل إبراهيم و عيسى و موسى

و داود عليهم السلام يتوجه إليها الخطاب: (يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين)

[آل عمران: 43.]

و هذا الوجه قريب من مشرب بعض العلماء العامة الذين ذهبوا إلى القول بنبوة مريم، و أنها من الأنبياء العظام، واستدلوا لذلك بالخطابات القرآنية.

و هذا الرأي على خلاف مذهب الإمامية، و بطلان دعوى أولئكم بين واضح، قام عليه الدليل والبرهان، حيث أن النساء مهما بلغن من الكمال في الإيمان لا يكلفن بتكاليف الرجال، و لا يمكن أن يأتين بشريعة، فللرجال تكاليفهم و أحكامهم و مهامهم، و للنساء تكاليفهن و أحكامهن و مهامهن.

و الأفضل الإعراض عن هذا الحديث والعودة إلى صلب الموضوع.

نقول: إن مريم أفضل من جميع النساء، و فاطمة الزهراء عليهاالسلام أفضل من مريم و من جميع نساء العالمين، و كثرة التصريح باسم مريم في القرآن لا يدل على أنها أفضل من فاطمة عليهاالسلام التي لم يصرح باكها في القرآن، واحتجاب اسمها المبارك واختفاؤه دليل على عظمة ذاتها و شرف حالاتها، و هي المستورة الكبرى، كما أن ثبوت هذه الفضيلة لفاطمة عليهاالسلام لا تنفى علو مرتبة مريم عليهاالسلام، و قد ذكرنا علة ذكر اسمها.

و لا يخفى على القراء الكرام أن القرآن ذكر الزهراء عليهاالسلام في آيات عديدة- مفردة و منضمة إلى آخرين- وصفها الخلاق العليم بأوصاف كمالية و أثنى عليها. و قد استوفى المفسرون من الفريقين البحث في هذه الآيات: و ذكروا أدلتهم و شواهدهم على ذلك، كما في آية التطهير و آية المباهلة و آيات سورة هل أتى،

و سنستوفى البحث فيها كلا في محله إن شاء الله تعالى.

و لا يخفى أيضا أن قول النبى صلى الله عليه و آله و سلم: «فاطمة مريم الكبرى» مدح واضح لمريم عليهاالسلام حيث جعل الفضل محصورا عليها، و كأنه قال: إن كان شرف أمة عيسى عليه السلام في مريم، فإن لهذه الأمة المرحومة مريم أيضا إلا أنها أشرف و أفضل، أما أفضليتها من الجهة الذاتية فواضح لا غبار عليه و أما أفضليتها من الجهة الخارجية فيكفيها شرف البنوة والإنتساب إلى خاتم الأنبياء والمرسلين، والزواج بخاتم الأوصياء المرضيين و ملازمته، و أمومة الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، و كثرة ذريتها الطيبة إلى يوم الدين.

فكلام سيد الأنام يتضمن أمرين:

أحدهما: شرف مريم و فضيلتها و تفردها.

والآخر: تميز مريم هذه الأمة عليها.

و كأنه قال: إن ابنتي فاطمة الزهراء عليهاالسلام أفضل و أشرف من مريم الموصوفة بالصفات الخاصة والمفضلة على من سواها من النساء. و قد صدق الرسول الأمين صلى الله عليه و آله و سلم.

الخصيصة العشرين (من الخصائص العشرين) في معنى «المحدثة»- بفتح الدال-


و هو من أعظم و أفضل الألقاب الطيبة لأم الأئمة النجباء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.

و هذه الدرجة السامية والرتبة النامية التي تلي مقام النبوة والإمامة خاصة بالزهراء عليهاالسلام. و هي تعني أن صاحب هذا اللقب والمقام يكون ملهما و مؤيدا بالإفاضات الغيبية والعنايات الربانية، حيث تحدثه الملائكة فيسمع أصواتها. والظاهر من أخبار الكافي أن من مراتب النبوة قبل البعثة سماع صوت الملك و معاينة الروح الأمين.

والمحدثة: اسم مفعول أي التي حدثت، و لابد للمحدثة من محدث، و كان جبرئيل و غيره من الملائكة يحدثون النبى والوصي و فاطمة الزكية، و كانت لفاطمة الزهراء عليهاالسلام لقاءات لا تحصى مع الملائكة. و في حديث مصحف جبرئيل، كانت فاطمة تلتقي جبرئيل خمسة و سبعين يوما أوقات الصلاة المفروضة، و تشاهده عيانا بالحاسة الباصرة الظاهرية والرؤية البشرية، و تسمع منه الأحاديث والأخبار في ما كان و ما هو كائن، و كانت تلتقيه من قبل في زمان أبيها كما جاء في مرثيتها:




  • و كان جبرئيل بالآيات يؤنسنا
    فقد فقدت فكل الخير محتجب



  • فقد فقدت فكل الخير محتجب
    فقد فقدت فكل الخير محتجب



[بحارالانوار 43/ 196 ح 27.


]

و قد ورد في أوصافها «المحدثة العليمة».

و لما كان الحديث عن هذا المطلب الأسنى والمقصد الأعلى بنحو الإطناب مهما في هذا الكتاب، لذا سننقل أقوال العلماء أولا، ثم نذكر علائم و صفات المحدثة من الأخبار المعتبرة ثانيا ليثمر البحث نتيجة مفيدة إن شاءالله.

قال المحدث المرحوم الفيض فى الوافي: المحدث
بفتح الدال و تشديده
هو الذي يحدثه الملك في باطن قلبه، و يلهمه معرفة الأشياء، و يفهم و ربما يسمع صوت الملك و إن لم ير شخصه

[الوافى 3/ 624 ذيل 1208 باب 61.


و قال في مجمع البحرين في معنى «المحدثين»: أي يحدثهم الملائكة و فيهم جبرئيل من غير معاينة

[مجمع البحرين 2/ 245 ماده «حدث» فى معنى قوله عليه السلام: «ان اوصياء محمد عليه و عليهم السلام محدثون» عن الكافى 1/ 270.


و قال شارح أصول الكافي الفاضل المحدث المازندرانى: هو الذي يلقى في قلبه شي ء من الملأ الأعلى.

و قال بعض الأفاضل: هو الذي يحدث ما في ضميره بأمور صحيحة، و هو نوع من الغيب، فتظهر على نحو ما وقع له، و هي كرامة من الله يكرم بها من شاء من صالح عباده و هو من صفاء القلب فيتجلى فيه من اللوح المحفوظ عند المقابلة بينه و بين القلب.

و من كلماتهم أيضا: هو الذي يخلق الله في قلبه الصافي الأمور الكائنة بواسطة

الملك الموكل به و قد ينتهي به الإستعداد إلى أن يسمع الصوت و يرى الملك.

و هذه العبارات الشيقة والمقالات المنيفة مأخوذة من العبارات الباهرة الآيات للأئمة المعصومين عليهم السلام المذكورة في الكافي والبصائر، منها:

ما روي عن الصادق عليه السلام في وصف المحدث قال: إنه يسمع الصوت و لا يرى الشخص.

فقلت له: جعلت فداك كيف يعلم أنه كلام الملك؟

قال: إنه يعطى السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام ملك

[اصول الكافى 1/ 271 ح 4 كتاب الحجه باب ان الائمه محدثون مفهمون.]]

و منها: ما عن سليم بن قيس الهلالي عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: إني و أوصيائي من ولدي كلنا محدثون.

قال سليم: قلت لمحمد بن أبى بكر: و هل تحدث الملائكة إلا الأنبياء؟

قال: أما تقرأ القرآن: (و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي)

[الحج: 52.]] و لا محدث؟

قال: قلت له: أميرالمؤمنين محدث هو؟

قال: نعم و كانت فاطمة محدثة و لم تكن نبية

[كتاب سليم بن قيس رحمه الله 2/ 824 الحديث السابع و الثلاثون. انظر بصائر الدرجات 270 الجزء السابع فى ان الائمه محدثون.]

و في حديث أبي جعفر الباقر عليه السلام: «فقال نعم وجدنا علم علي عليه السلام في آية من كتاب الله (و ما أرسلنا من قبلك من رسول...)

[الحج: 52.]

قلت: و أي شي ء المحدث؟

فقال: ينكت في أذنه فيسمع طنينا كطنين الطست أو يقرع على قلبه فيسمع وقعا كوقع السلسلة على الطست

[بصائر الدرجات 324 ح 13 باب 6 من الجزء السابع.]

و روى هذا المعني في الكافي، و منتخب البصائر عن الأئمة المعصومين، إلا أننا أعرضنا عن ذكرها طلبا للإختصار، و يعلم مضانها أهل الإستبصار.

و في كتاب تأويل الآيات عن علي بن الحسين عليه السلام قال للحكم بن عيينة: هل تدري الآية التي كان علي بن أبى طالب عليه السلام يعرف قاتله بها و يعرف بها الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس؟

قال: فقلت: لا والله لا أعلم.. قال: هو والله قول الله عز ذكره: (و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي) و لا محدث.

ثم قال: و كل إمام منا محدث

[اصول الكافى 1/ 270 ح 2، بصائر الدرجات 320 باب 5 ح 2.]

و نظيره الحديث المشهور «في كل أمة محدثون و مفهمون و إن أوصياء محمد صلى الله عليه و آله و سلم محدثون في هذه الأمة»

[المصدر السابق.]

و عقد في الكافي بابا خاصا لذلك

[المصدر السابق.]

والتأمل في هذه الأخبار يوضح لنا الفرق بين الرسول والنبى والمحدث، فالمحدث لا رسول و لا نبى، والنبى والرسول محدثان، أي أن مرتبة المحدث تلي المرتبتين، أو أنها رتبة من رتب النبوة والرسالة.

/ 58