خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و قال العلامة المجلسي: الكنية للمولود في المهد علامة الشرف، بل هي مستحبة.

و في الحديث المعتبر: إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كنى سيدالشهداء عليه السلام يوم ولادته بأبى عبدالله

[المشهور ان كنيته «ابوعبدالله» و لم اعثر على تكنيه النبى صلى الله عليه و آله و سلم له، انظر: مطالب السوول 70 والفصول المهمه 170 ف 3.]

و قال أميرالمؤمنين عليه السلام:




  • نحن الكرام (بنو الكرام)
    إنا إذا قعد اللئام
    على بساط العز قمنا



  • على و طفلنا في المهد يكنى
    على بساط العز قمنا
    على بساط العز قمنا



[ديوان الامام على (جمع حسين الاعلمى): 146.


و منه يعرف ما ذهب إليه العلامة المجلسي وما هو المشهور.

و عرفوا الكنية بأنه ما كان مصدرا بأب و أم و ابن، مثل «أبوالحسن، و أم كلثوم، و ابن عباس، و ابن الحاجب «بل ما كان مصدرا ب«بنت» أيضا مثل «بنت العنب، و بنت الكرم» و غيرها.

و كان العرب يكنون الرجل باسم ابنته توهينا له، فيقال «أبوكريمة و أبورقية و أبوعائشة و أبوأمامة و أبوأسامة» و كان يكنى عثمان ب«أبى ليلى» و كذا معاوية بن يزيد بن معاوية، و كان المخالفون يكنون أميرالمؤمنين عليه السلام ب«أبى زينب».

و قد يكنون بلحاظ وصف شائع، مثل «أبواليقظان» كنية الديك بلحاظ إستيقاظه، و مثل «أبووذحة» كنية الحجاج بن يوسف الثقفي، و الوذحة الخنفساء-

و لهذه الكنية قصة- و كني يزيد بن معاوية ب«أبى زنه» وزنه اسم قرد.

و من أقبح كنى العرب: أبوالحمراء و أبوالنتن و أبوالبرة و أبولهب كني بذلك لحمرة شديدة في وجهه.

قال أحد المفسرين في تفسير قوله تعالى (فقولا له قولا لينا)

[طه:44.]]: المراد من القول اللين مخاطبة فرعون بالكنية

[قال الطبرسى فى مجمع البيان 7/ 23 فى تفسير الايه الكريمه:...«و قيل: معناه كنياه عن السدى و عكرمه و كنيته ابوالوليد و قيل: ابوالعباس و قيل: ابومره...».]

و خاطب موسى عليه السلام البحر قائلا «يا أباخالد انفلق»،

[روى العلامه المجلسى فى البحار 13/ 153 فى حديث طويل: «... فاوحى الله سبحانه الى موسى: (ان اضرب بعصاك البحر) فضرب فلم يطعه فاوحى الله اليه: ان كنه فضرب موسى بعصاه ثانيا و قال: انفلق الا خالد (و هى كنيه للبحر) فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم...».]، و دعيت الحمى ب«أم ملدم»

[قال الفيروزآبادى فى القاموس: ام ملدم: الحمى. و قال ابن منظور فى لسان العرب 12/ 265 ماده «لدم»: ام ملدم: كنيه الحمى و العرب تقول: قالت الحمى: انا ام ملدم آكل و امص الدم...] و في ذلك أسرار.

و قد وضع العرب للحيوانات كنى تجدها كثيرا في «حياة الحيوان»؛ و الخلاصة:

يجب تعظيم الأسرة المحترمة و إكرام الآل العظماء و ذوي البيوتات، و من أقسام الإحترام والتكريم الشائعة الدعوة بالكنية.

و قد تسقط كلمة الأب بمقتفى الحال و متطلبات المقام و يكتفئ بذكر الإسم فقط دون سبقه «بأب» أو «أم»، كما قال عبدالمطلب عليه السلام:




  • وصيت من كنيته بطالب++
    عبد مناف و هو ذو تجارب



  • عبد مناف و هو ذو تجارب
    عبد مناف و هو ذو تجارب



[البحار35/ 85 ح 29 باب 3 عن المناقب: 1/ 62 في منشأ النبى صلى الله عليه و آله و سلم و هما بيتان:




  • وصيت من كنيته بطالب++
    بابن الحبيب أكرم الأقارب++
    بابن الذي قد غاب غير آيب



  • عبد منات و هو ذو تجارب
    بابن الذي قد غاب غير آيب
    بابن الذي قد غاب غير آيب



]

و المراد من «طالب» «أبي طالب» و اسمه، «عبدمناف» و هو من الأعلام المشتركة.

و روي نظير ذلك في حق رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم المكنى بقاسم يعني «أبوالقاسم»، و نظيره ما ورد في كتاب الغيبة في حق إمام العصر- أرواحنا له الفداء- حيث روي أنة كني بجعفر والمراد «أبوجعفر». و كنى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أميرالمؤمنين عليه السلام- بمقتضى الحال لا الماضي و لا الاستقبال- لما رآه نائما على التراب ب«أبي تراب» و قال: «قم يا أباتراب»

[انظر البحار 43/ 202 ح 31 باب 7.]، و كانت أحب الكنى إليه عليه السلام، و كان يفتخر بها. و لنعم ما قاله الصاحب بن عباد:




  • أنا و جميع من فوق التراب
    فداء تراب نعل أبي تراب



  • فداء تراب نعل أبي تراب
    فداء تراب نعل أبي تراب



[روضة الواعظين 1/ 131.


]

كنى سيدة النساء


بعد هذه المقدمة الموجزة و معرفة معنى الكنية و أقسام استعمالها و وضعها،على القراء أن يعلموا أن للصديقة الطاهرة صلوات الله عليها عدة كنى، بعضها في كتب الأخبار مذكور مشهور، و بعضها مخفي غير مشهور، و بعضها قد يتحد مع بعض في المعنى و إن اختلفت لفظا و مادة. و منها:

أم أسماء


و هي كنية قليلة الإستعمال بين أهل الحديث، إلا أن المرحوم المجلسي روى عن كتاب معرفة الصحابة: «... و (كانت) فيما (قيل) تكنى أم أسماء»

[البحار 43/ 8 ح 12 باب 1.] و يستفاد منه أنها كانت تكنى بذلك أوائل أيام ولادتها و قبل الهجرة.

و كان عرب الجاهلية يكنون أبناءهم و بناتهم بأحسن الكنى تفألا بالخير، فلعلهم يرزقون من بعد ولدا أو بنتا فيسمونهم ب«أسماء» خاصة، كما صدق هذا التفأل في حق سيدالشهداء حيث رزق ولدا سماه «عبدالله». و لعل هذه الكنية أطلقت على فاطمة الزهراء عليهاالسلام تفائلا لترزق بنتا تسميها «أسماء»، و هي في نفس الوقت تشريف و إكرام، و مر أن التكنية إكرام للمولود.

و يحتمل أنها كنيت بهذه الكنية باعتبار أن الأئمة الطاهرين عليهم السلام هم أسماء الله الحسنى كما قالوا «نحن أسماء الله الحسنى»

[البحار 25/ 4 ح 7 باب 1 والبحار 27/ 37 ح 5 باب 14.] و إن تلك المستورة الكبرى والدتهم، فلذا قيل لها «أم الأسماء» بالألف واللام أو بدونها، و هذا الإحتمال و إن كان يبدو خلاف الظاهر، إلا أنه لا يضر باطنا.

و هذه الكنية لم تشتهر
إذا قيست إلى كناها الأخرى
و ذلك لقلة المدح و ضعف الوصف الذي تتضمنه، إلا أن نذهب إلى المعنى المعنوي الذي ذكرناه لها، فتوصف بالوصف الكامل و تنال نهاية التعظيم و كمال التكريم.

أم الهناء


و منها! أم الهناء. و هي كنية غير مشهورة و لا أستحضر مصدرها من الروايات المعتبرة إلا ما قاله المرحوم الشيخ الحر العاملي في منظومته:




  • و قد رووا كنيتها أم الهناء
    أم الحسين المجتبى أم الحسن
    فاسمع إلى جمع و مقداد حسن



  • أم الأئمة الهداة الأمناء
    فاسمع إلى جمع و مقداد حسن
    فاسمع إلى جمع و مقداد حسن



والهناء: بفتح الهاء و النون من الهنى والعيش الهني ء والحياة الطيبة الهنيئة، و منه التهنأة بالأعياد والمسرات و الأفراح، و منه ما يقال لمن شرب الماء:

«هنيئا»

[لسان العرب «هنأ».

و منه حديث نزول القدح و شرب الخمسة الطيبة عليهم السلام منه، و منه ما يذكر كثيرا في كتب المناقب من خطاب الله سبحانه «هنيئا مريئا لك يا علي بن أبى طالب»

[البحار 43/ 311 ح 73 باب 12 و سيأتي الحديث بطوله في الخصيصة:]

و هو من قوله تعالى (فكلوه هنيئا مريئا)

[النساء:4.]]

[قال صاحب مجمع البيان 12/3: «هنيئا» مأخوذ من هنأت البعير بالقطران، فالهني ء شفاء من المرض كما أن الهناء الذي هو القطران شفاء من الجرب.. يقال: منه هنأني الطعام و مرأني، أي صار لي دواء و علاجا شافيا...]، و هو كل أمر لا تكن فيه مشقة يقال له «هني ء» و منه «هنانى الطعام» و «لك المهنا»

[قال الفيروزآبادي في القاموس 54: الهني ء والمهنأ: ما أتاك بلا مشقة.]

و هذه الكنية أطلقت على الزهراء عليهاالسلام تفألا ليكون عيشها هنيئا، و قد تكون هناك معان أخرى ملحوظة لا تبعد عن الذوق السائد آنذاك. و لما كانت هذه الكنية من مختصات الزهراء و ملحوظا فيها شؤوناتها الذاتية و ملكاتها القدسية

صلوات الله عليها، لذا يمكن استنباط معان حقة و استخراج مرادات صحيحة لا تضر الصورة الظاهرية و الإستعمال الاولى لهذه الكنية.

و بعبارة أخرى، فإن هذه الكنية لم تزد فاطمة الزهراء عليهاالسلام شرفا، بل تشرفت بها، و قد زانت فاطمة الكنية و لم تزنها؛ لأن فاطمة الزهراء عليهاالسلام هي بنفسها العيشة الراضية المرضية في الدنيا و الآخرة، بل هي منشأ الهناء و مصدره، و كان أميرالمؤمنين- بعلها- يشكر الله على هذه النعمة الموهوبة في دار الدنيا، حيث عاشا في غاية التلاؤم والإنسجام، ونالا غاية الكمال من اللذائد الروحانية والحظوظ المعنوية الربانية التي كانا يتمتعان بها.

على أي حال؛ فهي أم الهناء باعتبارها الأصل الأصيل و المصدر النبيل للهناء بغض النظر عن الآخرين، بل بالنظر إلى ذاتها فقط.

و هي أم الهنا لأبيها؛ إذ أن الحظ الأوفر والنفع الأكبر للإنسان في دار الدنيا إنما هو الولد الصالح، و كانت له ابنته الطيبة، و قد قال لها النبي: «لك حلاوة الولد»

[المناقب لابن شهر آشوب 3/ 379 في حب الني صلى الله عليه و آله و سلم إياها عليهاالسلام.]، «قولي يا أبة»

[المناقب لابن شهر آشوب 3/ 367 في مناقب فاطمة عليهاالسلام و فيه عن الصادق عليه السلام: قالت فاطمة: لما نزلت (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) (النور: 63) هبت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن أقول له يا أبة فكنت أقوله: يا رسول الله، فأعرض عني مرة واثنتين أو ثلاثا ثم أقبل علي فقال: «يا فاطمة إنها لم تنزل فيك و لا في أهلك و لا في نسلك أنت مني و أنا منك، إنما نزلت في أهل الجفا، والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبر؛ قولي يا أبة فإنها أحيا للقلب و أرضى للرب».] فإني أفتخر بها و «إنها أحيى للقلب و أرضى للرب»

[انظر الهامش السابق.] و يشهد لذلك تقبيل النبي لها و شمها شما خاصا ينتعش به، و يجدد الروح في شامته الطاهرة والباطنة، فما كان يراه و يذوقه و يناله من ابنته لم ينله من المأكولات

و المشروبات الجسمانية، بل حتى من الأغذية والأطعمة الروحانية، و لذا كناها ب«أم الهناء».

و هي أم الهناء لزوجها أميرالمؤمنين عليه السلام حيث قال عليه السلام ما رأيت من فاطمة عليهاالسلام مكروها و ما أغضبتني قط.

و كل ما تراه من مفاسد بين الرجال و النساء إنما ينشأ من التباين و الإختلاف فيما بينهما، أما لو توافقا فما أحلى الحياة و أهنأها؛ في الفقر والغنى، و سيأتي الحديث «لولا علي لما كان لفاطمة كفؤ»

[انظر البحار 43/ 58 ح 50 باب 3.] و هذا الحديث شاهد على المقصود.

و منها:

أم العلوم


و هذه الكنية تحكي كثرة علومها عليهاالسلام و لا شك أن استفاضة العلوم إنما تقصد لمعرفة الحضرة الربوبية والتوصل إلى ذلة العبودية، و هما أمران توفرت عليها آية الله العظمى فاطمة الزهراء عليهاالسلام في حد الكمال

[و قد تكلمت عن علمها عليهاالسلام فى خصيصه فى هذا الكتاب، حيث انى وجدت انى علومها الحقه مهجوره فى الزمان و ليس لها ذكر و عنوان فى كتب المناقب، و لهذا افردت لها بحثا و ذكرك فيه ما يناسبه من اخبار. (من المتن).]

و هذه الكنية تدل على أن تلك المخدرة لها إحاطة كاملة و تبحرا تاما في جميع العلوم النقلية والعقلية، و هذه الإحاطة خاصة بها دون نساء العالمين جميعا، و ليس في النساء امرأة نالت هذا الشرف لا سابقا و لا لاحقا إلا فاطمة، و قد اغترف الجميع من منبع علومها و معين معارفها الحقة.

و المعنى الآكد و الأشد من هذا المعنى- كما ذكرنا ذلك في أم الأسماء و أم الهناء-

انها من قبيل «زيد عدل» فهي عين العلم، يتفجر العلم من جوانبها من رأسها حتى قدميها، كما ورد في وصف أميرالمؤمنين عليه السلام في حديث ضرار «يتفجر العلم من جوانبه»

[ينابيع المودة 2/ 188 ح 548 باب 56 عن ذخائر العقبى: 100.]، و قال عليه السلام في الخطبة الشقشقية: «ينحدر عني السيل و لا يرقي إلي الطير»

[نهج البلاغه 48 خ 3.] إشارة إلى الإحاطة الكلية بتمام العلوم- و سيأتي شرح معنى كلمة «أم» في الكلام عن «أم أبيها» إن شاءالله-.

و قد ذكر صاحب كتاب «جنات الخلود» هذه الكنية ضمن كناها عليهاالسلام.

و يكفي في هذا المقام ذكر حديث «عيون المعجزات» و فيه أنها قالت عليهاالسلام لأميرالمؤمنين عليه السلام: «ولو أردت حدثتك عن علوم الأولين والآخرين»

[سياتى الحديث مفصلا ان شاءالله.].. الخ.

أم الفضائل


و منها: ما ورد في الكتاب المذكور

[يعنى كتاب « جنات الخلود».] أنها كنيت ب«أم الفضائل» و هي أعم من الكنية السابقة، حيت أن العلم والمعرفة أحد الفضائل النفسانية لفاطمة الطاهرة المرضية. و أما فضائلها و فواضلها الأخرى فلا يحصيها محص و لا يعدها عاد.

والفضائل جمع فضيلة و ضدها النقيصة

[قال الفيروزآبادى فى القاموس «ماده الفضل»: الفضل ضد النقص... والفضيله: الدرجه الرفيعه فى الفضل.]، و قال تعالى: (و فضل الله

المجاهدين على القاعدين)

[النساء: 95.] و قال تعالى: (يتفضل عليكم)

[المومنون: 24.] و يقال: «امرأة مفضالة على قومها إذا كانت إذا فضائل زائدة».

و فضائلها عليهاالسلام نوعان: ذاتية و خارجية.

أما الخارجية، فمثل الأصالة و شرف النسب، فهي بنت الخاتم، سلطان العالم، و فخر أولاد آدم، و أمها خديجة الطاهرة سيدة النسوان، و زوجها أميرالمؤمنين قطب عالم الإمكان، و أولادها الطاهرين الأئمة المعصومين- صلوات الله عليهم أجمعين-.

أضف إلى ذلك كيفية انعقاد نطفتها الزكية في رحم خديجة، و ولادتهها في الإسلام و تزويجها- برواية الفريقين- في السماء، و خصائصها و مزاياها التي ستذكر فيما بعد، التي ستدخل السرور على قلوب القراء و تنعش أرواحهم و تقر عيونهم.

و أما الفضائل الذاتية للذات الملكوتية الصفات لمرآة الآيات الربانية فاطمة المطهرة الزكية، فهي- كما ذكرنا- لا يمكن أن تدخل حيز الإحصاء والإستقصاء.

«فحسر عن إدراكها إنسان كل عارف، و قصر عن وصفها و إحصائها لسان كل محص و واصف، والكل بضروب فضائلها معترفون، و على باب كعبة فواضلها معتكفون، و خصها الله من وظائف فضله و شرائف نبله بأكمل ما أعده لغيرها من ذوي النفوس القدسية والأعراق الزكية والأخلاق الرضية والحكم الإلهية، و سطع صبح النبوة بطلعتها الحميدة و غرتها الرشيدة، فلها الكمالات الإنسانية و ملكات الفضائل النفسانية، كأن طينتها قد عجنت بماء الحياة و عين الفضل في حظيرة

القدس، فهي نور الحق و حقيقة الصدق و آية العدل، فتعالى مجدها و توالى إحسانها».

و أعظم الفضائل النفسانية لحفرة الزهراء المرضية والحوراء الإنسية: العفة والعصمة والمعارف الحقة والحقائق النظرتة التي بلغت الكمال فيها بالملكة التامة، و قد قام الإجماع على أنها كانت الكلمة الرحمانية الكلية الجامعة «و فضلها على غيرها كفضل الشمس على النجوم، والبحر على الغدران».

أم الكتاب


و منها: أم الكتاب: و قد ذكر هذه الكنية الكريمة المحدثون في كتبهم، و هي عند المفسرين السنة والشيعة من الأسماء المباركة لسورة الفاتحة؛ والوجه في تسمية الفاتحة بذلك لأنها أصل القرآن، بل هي أصل جميع الكتب السماوية. و قال البيضاوي

[انظر تفسير البيضاوى 1/ 7 و 8.] إنها تتضمن التوحيد والمبدأ والمعاد والقضاء والقدر والنبوات والثناء والإشتغال بالخدمة والطاعة و طلب المكاشفات والمشاهدات.

أو أنها سميت بأم الكتاب لأن هذه السورة هي أشرف السور القرآنية، كما سميت مكة «أم القرى» لأنها أشرف البلدان، و كلا المعنيين يصدقان في حق الصديقة الطاهرة- سلام الله عليها- حيث أنها أفضل و أشرف كل من سواها، و أنها جامعة شاملة لكل العلوم والمعارف.

و قيل في معنى «أم القرآن» أن القرآن يعدل كل شي ء و لا شي ء يعدله قط، و كذا هي فاطمة الزهراء عليهاالسلام حيث أنها جوهرة يتيمة فريدة لا ند لها و لا نظير في

سلسلة النساء ذوات الشأن الرفيع والمقام العالي البديع، فهي عديلة الكل و لا يعدلها أحد.

و سميت هذه السورة «الأساس»، إما لأنها أول سورة في القرآن، أو أنهها مشتملة على الطاعات والعبادات. و في الحديث «أساس القرآن فاتحة الكتاب و أساس الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم»

[مجمع البيان 1/ 47.] فإن أصابتك علة إقرء أساس القرآن لتشق بإذن الله. و فاطمة الزهراء عليهاالسلام أساس الدين و بنيان الإيمان و صدف الدرر الشعشعانية الإلهية، و بولاءها تشفى الأمراض الباطنية والأوجاع الظاهرية، و تحت أمرها «أم ملدم»- فيها معظم الأوجاع- و خبرها معروف في باب الأذكار والأدعية الخاصة بفاطمة الزهراء عليهاالسلام

[بحارالانوار 43/ 67 و 68.]

و قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: والذي نفس محمد بيده ما أنزل الله في التوراة و لا في الإنجيل و لا في الزبور سورة مثلها (يعني الفاتحة) و هي السبع المثانى والقرآن العظيم

[مجمع البيان 1/ 48.]

و في حديث أخرجه الشيخ أبوالفتوح الرازي في تفسيره: «نزل من السماء مائة و أربعة كتب جمعت كلها في أربعة: التوراة والإنجيل والزبور والقرآن، و جمعت الأربعة في المفصل، و جمع ما في المفصل في الفاتحة، فمن قرأها فكأنما قرأ مائة و أربعة كتب

[انظر تفسير ابى الفتوح 1/ 23.] أقول: أيم رب العالمين و رسوله الأمين ما جاءت و لا تأت أمة بمثل فاطمة الزهراء عليهاالسلام.

/ 58