خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و هذا جواب شاف لمن ينكر حمل فاطمة في سن الحادي عشر، فكأنه لا يقرأ هذا الحديث، أو أنه قاس فاطمة على غيرها من النساء.

والغرض من رواية هذه الأخبار و بيان هذه الآثار أن يعلم أن هيكل العصمة الفاطمية على خلاف الهياكل الأخرى، فيكون ما ذكرناه حينئذ موافقا لاصطلاح اللغويين و مطابقا للأحاديث.

و إذا كان المراد من «زكية» كثيرة الخير كما ورد في معنى (غلاما زكيا)، يكون ما ذكرناه صحيحا أيضا، بل الجمع على العموم أوفى و أصفى.

و سيأتي- في خصيصة من الخصائص- بيان كيفية نمو المستورة الكبرى، و نحل هناك الإشكال العويص الذي يبدو ظاهرا أنه غير منحل، و أرجو من الله أن تنحل عقدة لساني، و أن يشرح صدري و جناني.

الخصيصة السادسة عشر (من الخصائص العشرين) في معنى «الراضية و المرضية»


أما الراضية: فهذا اللقب الشريف يحكي رضا تلك المقدسة، و يحكي عالم الرضوان الأكبر، و هو عالم لا يكون إلا للمعصومين عليهم السلام، كما أخبر الحق تعالى في سورة الغاشية: (وجوه يومئذ ناعمة- لسعيها راضية- خبر في جنة عالية)

[الغاشيه: 8- 10.]

قال بعض العرفاء فى تفسير هذه الفقرة من الدعاء: «وخذ لنفسك رضاء من نفسي»

[مجمع البحرين: 186 ماده «رضا»، و فى البحار 83/ 120 ح 3 باب 42: «رضاها» بدل «رضاء».] أي أرضي نفسي بكل ما ينزل منك و يرد عليها، فإذا صارت النفس راضية، صارت يوم القيامة إلى عيشة مرضية.

و علامة النفس الراضية أنها لا تسخط على ما قدره الله لما، و لا ترضى من نفسها بالقليل من العمل.

روى في المجمع: «من رضي بالقليل من الرزق، قبل الله منه اليسير من العمل، و من رضي باليسير من الحلال، خفت مؤنته و تنعم أهله، و بصره الله داء الدنيا و دوائها، و أخرجه منها سالما إلى دار السلام»

[البحار 75/ 343 ح 1 باب 26، مجمع البحرين 187 و ماده: رضا.]

والراضي: الذي لا يسخط بما قدر عليه و يرضى لنفسه بالقليل.

و هذا الحديت غاية في الشرف والجلال.

واعلم أن النفس إذا صارت مطمئنة، بلغت زمان الرجوع إلى الحق والخروج من علائق البدن والتوجه إلى عالم القدس، فهي حينئذ راضية و مرضية.

و هذا الإرضاء ناشئ من الإطمئنان المودع في النفس والإطمئنان يلي مقام الإيقان و هو راشح من ترقي الملكات الحقة.

و معنى الإطمئنان أن العناية التي تحفه في الآخرة يراها بالمشاهدة والعيان في دار الدنيا، أي إن عالم الشهود والكشف لديه في الدنيا والآخرة على نهج واحد، و هو معنى «لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا»

[البحار 40/ 153 ح 54 باب 93.]

قال في المجمع: «النفس المطمئنة الآمنة من الخوف والحزن أو المطمئنة للحق تعالى»

[انظر مجمع البيان 10/ 355.]، قال تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة- ارجعي إلى ربك راضية مرضية)

[الفجر: 27- 28.]

في التفسير عن أهل البيت عليهم السلام عن الصادق: «النفس المطمئنة إلى محمد صلى الله عليه و آله و سلم والراضية بالولاية والمرضية بالثواب، وادخلي في عبادي أي محمد و أهل بيته عليهم السلام»

[تفسير البرهان 8/ 284 ح 3.]

والخلاصة: إن هذا اللقب غاية في تمجيد فاطمة الصديقة الطاهرة عليهاالسلام، و قد ظهرت صفة الرضا بنحو الكمال في حبيبة ذي الجلال، بل اتحد رضاها برضا الله

و رسوله وارتفعت المغايرة، و إلا لما قال النبى صلى الله عليه و آله و سلم: «رضا فاطمة رضاي و سخط لفاطمة سخطي»

[البحار 28/ 357 ح 66 باب 4 و فيه: «رضا فاطمه من رضاى و سخط فاطمه من سخطى».] و قد استفاد المرحوم المجلسي من هذا الحديث و نظائره عصمة الزهراء عليهاالسلام

[و ستسمع فيما بعد كلاما جديدا و مطالب مفيده عن عصمه الزهراء عليهاالسلام. (من المتن).]

و قد نزل في رضا فاطمة آي الذكر الحكيم في قوله: (و لسوف يعطيك ربك فترضى)

[الضحى: 5.] روي في سبب نزولها أنه دخل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم على فاطمة و عليها كساء من ثلة الإبل و هي تطحن بيدها و ترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لما أبصرها، فقال: يا بنتاه! تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الاخرة، فقد أنزل الله علي (ولسوف يعطيك ربك فترضى)

[مجمع البيان 10/ 382، تفسير الصافى 5/ 341، المناقب.]

و أما المرضية: و هذا اللقب المبارك يأتي في الذكر الحكيم و في الروايات ضمن أوصاف النفس المطمئنة، و يذكر بعد الراضية، إلا أنه أشرف و أقوى من حيث ما قاله النيسابوري في تفسيره: إن الراضية هي النفس الراضية والمسلمة لكل المقدرات الكائنة والأحكام الجارية التي تصلها من الله. أما المرضيه: فهي التي رضى الله عنها فصارت مرضية للحق تعالى. ففي الأولى الرضا من العبد، و في الثانية الرضا من الله، والمناط رضا الحق عن العبد، لأن العبد إذا رضي عن الله رضي الله عنه، كما يقال: «رضي الله عنه و رضي عنه».

و في مجمع البحرين: الراضية و هي التي رضيت بما أوتيت، والمرضية هي التي رضى عنها

[انظر مجمع البحرين 1/ 185 ماده «رضا».]

و ببيان آخر: إن للنفس خمس مراتب:

الاولى: النفس الأمارة.

الثانية: النفس اللوامة.

قال تعالى: (إن النفس لأمارة بالسوء)

[يوسف: 53.] و قال: (و لا أقسم بالنفس اللوامة)

[القيامه: 2.] الاولى تتبع الهوى و تأمر بالسوء، والثانية تلوم على المخالفة و تذعن بالتقصير في الطاعة والإحسان.

الثالثة: النفس المطمئنة و هي الآمنة.

الرابعة: الراضية.

الخامسة: المرصية.

و ذهب بعض إلى القول بالنفس الملهمة التي تنزل عليها الخيرات من الله أو تلهم بواسطة الملك، و لربما أخدت من قوله تعالى: (فألهمها فجورها و تقواها»

[الشمس: 7.]

والنفس المطمئنة للسيدة لو لا تكن راضية من الله، لما كاشا مرضية عند الله،و لما حازت هذا اللقب، و مثلها أيضا نفوس الأئمة المعصومين عليهم السلام، خصوصا نفس سيدالشهداء عليه السلام الذي أولوا فيه قوله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة- ارجعي إلى ربك راضية مرضية)

[الفجر: 27- 28.]، و هذه الثمرة من تلك الشجرة كما أن الواحد من العشرة.

والنفس- باصطلاح المتصوفين- لما حقيقة واحدة تتصف بثلاث صفات

و إن النفس أمارة و لوامة و نفس مطمئنة»، و منهم من عد النفس الملهمة شيئا رابعا، و عبارتهم كالتالي:

«فإن حقيقة النفس المطلقة من غير اعتبار حكم معها إذا توجهت إلى الله تعالى توجها كليا سميت مطمئنة، و إذا توجهت إلى الطبيعة توجها كليا سميت أمارة، و إذا توجهت تارة إلى الحق بالتقوى و تارة أخرى إلى الطبيعة البشرية بالفجور حميت لوامة».

الخصيصة السابعة عشر (من الخصائص العشرين) في معنى «المباركة»


المباركة: و هي ذات البركة في العلوم الربانية والفضائل النفسانية والكمالات الشريفة والكرامات المنيفة.

واعلم أن هذا اللقب المعظم يبين الخيرات الكثيرة والبركات الوفيرة الواصلة من منبع العصمة الكبرى والرحمة العظمى إلى الجميع بما سوى الله.

و قد أخبر الله عيسى ابن مريم في الإنجيل عن السيدة المخدرة فاطمة الزهراء و وصفها بهذا الوصف، ففي «الأمالي» و «إكمال الدين و إتمام النعمة» عن عبدالله بن سليمان قال: قرأت الإنجيل في وصف النبى صلى الله عليه و آله و سلم: نكاح النساء ذوالنسل القليل، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه و لا نصب، يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك، لها فرخان مستشهدان

[البحار 43/ 22 ج 14 باب 3 عن الأمالي.] إنتهى موضع الحاجة.

ففاطمة الزهراء عليهاالسلام أم البركات، و الأصل الأصيل للخيرات، و كل بركات عالم الإمكان من حسيات و عقليات من وجودها الجواد و ذاتها المباركة.

و جاء في خبر ولادتها قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لخديجة و للنساء اللاتى حضرن

ولادتها من الجنة: خذيها طاهرة مطهرة زكية ميمونة النقيبة بورك فيها و في نسلها

[البحار 16/ 81 ح 20 باب 5 والكلام منسوب للنسوة.]

نقل الجوهري عن أبي عبيدة في معنى «النقيبة النفس»: يقال: فلان ميمون النقيبة أي مبارك النفس

[البحار 49 /162 ح 1 باب 14.]

قال ابن السكيت: إذا كان ميمون المشورة

[انظر الهامش السابق.]

فالمباركة من البركة بمعنى الزيادة. و البركات على قسمين: منها ظاهري و منها باطني، و كلاهما ظهرا بنحو الكمال و اتمام في مرآة صفات الجلال و الجمال الإلهي فاطمة الميمونة.

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في تزويجها: «لم تزل ميمون النقيبة مبارك الطائر رشيد الأمر»

[بحارالأنوار 43/ 127 ح 32 باب 5 والكلام لأميرالمؤمنين عليه السلام يخاطب فيه النبى صلى الله عليه و آله و سلم.]

و معنى مبارك الطائر- ظاهرا- أي عمل الخير و هو من الأمثال السائرة

[لسان العرب «طير».]

قال تعالى: (و ألزمناه طائره في عنقه)

[الاسراء: 13.] قيل: أي عمله.

و في المثل عن كثيرة الخير و زيادة الخصب: «هم في شي ء لا يطير غرابه»

[مجمع الأمثال للميداني 2/ 465 رقم 4534 قال: «هم في خير لا يطير غرابه» أصله أن الغراب إذا وقع في موضع لم يجتح أن يتحول إلى غيره. قيل: يضرب في كثيرة الخصب والخير عن ابى عبيدة و قد يضرب فى الشده ايضا عن ابى عبيد و قال و منه قول الديبانى:

و لرهط حراب و قد سوره- و فى المجد ليس غرابها بمطار .]

والتبريك من نفس الجذر، و هو دعاء للزيادة و بركة الطعام، يقال «بارك فيك و لك و عليك»، تقال للتيمن، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ليلة زفاف المخدرة الكبرى في دعاء لها و لأميرالمؤمنين عليه السلام: «بارك الله لكما و بارك فيكما و أخرج منكما النسل الكثير»

[الصواعق المحرقة 162 ب 11 ف 1؛ بحارالأنوار 43/ 112 ح 24 و 34/ 43 /117.]

و مر سابقا أن خديجة كانت معروفة بين نساء قريش بلقب «سيدة النسوان» و «الطاهرة» و «الكريمة» و «المباركة». و لكن معنى كثرة النسل و غيره تحقق فيها من خلال هذه الكريمة الزكية والمباركة السماوية فاطمة النورية.

و قد ورد في تفسير أهل البيت عليهم السلام في معنى «الكوثر» أنه الذرية الطيبة و النسل الكثير، و إنها كرامة لخاتم النبيين عليه و عليهم صلوات الله و سلامه و بركاته.

و في قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة)

[الدخان: 3.] قالوا: الليلة المباركة هي الذات المقدسة لأم البركات و مباركة الخيرات فاطمة الزهراء عليهاالسلام.

و قد رشحت منها المنافع الخيرية و كليات الأمور الدنيوية والأخروية التي شملت العالمين.

و قال تعالى: (و هذا كتاب أنزلناه مباركا)

[الانعام: 15.] قيل: تتريلها و تأويلها في فاطمة عليهاالسلام الجامعة لعلوم الأولين و الآخرين، و قد استفاض منها العلماء في كل عصر ونهلوا من خيراتها في كل زمان.

والشاهد الآخر على المراد قول عيسى عليه السلام (وجعلني مباركا)

[مريم: 31.] و هو صريح في أن وجوده المقدس كان معدن الخيرات و منبع البركات.

فالسيدة الصديقة الطاهرة سادت في هذا اللقب والوصف عيسى و يحيى

[باعتبار ان يحيى عليه السلام بشر بهذه العباره.]، فهما مباركان و فاطمة عليهاالسلام مباركة.

تبريك


إنما نعت هذان النبيان بالبركة بلحاظ ما يناسب الأنبياء من الإفاضات العلمية و غيرها من الإفاضات التي تناسب مهمتهم، أما المستورة الكبرى فالمطلوب منها- بغض النظر عن بركاتها و فيوضاتها الأخرى- كثرة النسل و ازدياد الذرية، و هو أمر ممدوح في النساء «الولود و كثيرة الخلف»، والحمدلله على ذلك، فهذه ذريتها الطاهرة تملأ الآفاق و تنشر في أطراف الأرض بعدد ذرات الهواء (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة)

[البقره: 261.]




  • صد هزاران آفرين بر جان او
    آن خليفه زادگان مقبلش
    گرز بغداد و هري يا ازرى اند
    بى مزاج آب و گل نسل وى اند



  • بر قدوم و دور و فرزندان او
    زاده اند از عنصر جان و دلش
    بى مزاج آب و گل نسل وى اند
    بى مزاج آب و گل نسل وى اند



[يقول: الف مرحى لرحها و لقدومها و ابنائها و متعلقيها. اولئك نسل خليفه الله، ولدوا من نفسها و روحها سواء كانوا من بغداد او هراه او الرى، فهم جميعا خلقوا من طينتها.]


صلوات الله عليها و عليهم.

/ 58